القوات تفتح معركة هوية لبنان على وقع تهويل أميركي

القوات تفتح معركة هوية لبنان على وقع تهويل أميركي

 

Telegram

يبدو أنّ لبنان، ذاك البلد الذي ينهض من رماده كلّ مرة كطائرٍ أسطوري دخل مجدّدًا في معركة تعريف ذاته. فـ"القوات اللبنانية" تاشعلت فتيل الهوية بعد فشلها بمعارك السلاح التي اخرجتها من المعادلة ولم تتعظ ، فحكيمها الذي استهوته معارك الداخل وحروب الزواريب بسجل حافل بجرائم حتى مع الرفاق لا يرى نفسه الا على قارعة الغدر والعمالة والمعارك المذهبية-الطائفية حتى بالكلمة والموقف الذي ينبض بالعنصرية ويجسد فكره الانعزالي الالغائي، فلا يفوت فرصة يعتبرها مناسبة الا ويظهر مكنوناته بوجه وطن ثروته عيشه المشترك غناه تنوعه شكل فسيفساء لوحة جمالية تعكس جمال مجتمع قال عنه البابا انه رسالة ، لبنان الذي قال عنه الامام موسى الصدر اكبر من ان يبتلع واصغر من ان يقسم يقع اليوم بمواجهة عاصفة رياحٍ أميركيةٍ تهوّل وتلوّح هدفها تغيير هوية لبنان وادخاله العصر الاسرائيلي لتمسك اميركا بخيوط مصير الوطن من خلف المحيط .....

  هجمة يقدرها ساكن معراب قادرة اعادة عقارب الزمن الى الوراء وتعيد تجربة ثمانينات القرن الماضي بحرب الجبل ونتيجتها على الوجود المسيحي في الشوف لصالح كانتون "حتما حالات" بحدود تبدا من المدفون مكان بداية سمير جعجع واحلامه التي نقود لنهاية الوجود المسيحي ليس في لبنان فقط بل في المشرق كله بمرحلة متغيرات على المستوى العالمي امام تفشي ظاهرة التطرف والإرهاب 
الدينيه تواجهها المقاومة بحكمة وتقدرها معركة وجودٍ لا سياسة لا تحتمل انصاف الحلول وصل معها لبنان ان بلدٍ على ابواب ضايع لم يبقى له معنى بين زحمة الشعارات، ومن جديد تحاول القوات أن تنفخ الروح في ما تبقّى من “الفكرة اللبنانية” — تلك التي وُلدت من رحم الانعزال ، ونمت على التطرف ورفض الاخر ورأت ان الحرية تُستورد من سفارة وتُمنح بإملاء من الخارج ولا بهم ان كان اجنبيا خليجيا لا فرق طالما يتقاطع مع طموحاتها برفض الاخر ويوصل الى استهدافه
 وفي المقدمة يأتي التهويل الأميركي الذي خذلها سابقا وترك قائد مليشيتها مرميا في زنزانة سجن يدفع ثمن جرائمه التي بقيت ظلٍّ ثقيلٍ على المشهد تلاحقه على وقع صوتٌ يتسلّل من خلف الموج يذكّر اللبنانيين بما يجب أن يخافوه، لا بما يجب أن يؤمنوا به. وكأنّ قدر هذا الوطن أن يعيش بين مطرقة الخارج وسندان الانقسام الداخلي حول هوية الوطن وثوابته بمواجهة فريق يرى ان التبعية للغرب تحفظ هوية الوطن وتعيد امتيازاته التي ورتها من الاستعمار على مقاس مصالحه التي كانت سبب الحرب الاهلية ومزيقت الوطن
لكنّ لبنان المقاومة الذي تعلّم من رماده درس الصمود، لا زال يحتفظ بنبضٍ خفيّ كقلبٍ يرفض التوقّف رغم النزيف يبقيه وطن نهائي لاجله قدمت التضحيات بمواجهة الاحتلال اخطره اسرائيل الكيان الصهيوني المعادي الذي احتل ارض فلسطين لمشروع توسعي شكل خطرا وجوديا ومستمرا لوطن هو درة الشرق وحضارة انسان يستحق ان التضحية، فالهويّة ليست شعارًا يُرفع في خطابات السياسة بل جذورٌ تمتدّ في ذاكرة الأرض وتحيا في وجع الأمهات وفي عيون شباب الذين لا يزالون يحلمون بوطنٍ يشبه أحلامهم يلبي طموحاتهم
وطن ولو احتاج ذلك معركة على الهوية التي حفظوها بالدم والتضحية وليس بالتبعية بمعركة غير متكافئة بين من يضحي لاجل الوطن ومن يضحي بالوطن بمعركة فتحها القوات وجدت معها اليميين بخلفية عنصرية قد تكون صرخة علها تحكي الغارقين باحلام السلطة ووهم ادخال لبنان العصر الاسراىيلي انهم قد يصحون على شرارة تعيدهم الى الوراء عقود بعد كشف مشروعهم الحقيقيالذي خبره الوطن على الدبابة الاسرائيلية وفي ساحات استقبال الإرهاببين وبالحوض الخامس وبقتال الجيش وحروب الالغاء والعمالة لاسرائيل ، لكن غاب عنهم حتى اللحظة قيمة الوطن عند رجاله وقادتهم الذي يعرفون كيف قال “لا” حين يطلب منه الآخرون التسليم بمعركة مصير ، بمواجهة مفتوحة لن تنتهي الا بالنصر، وربما هذا بعرف اليمين اللبناني غير موجود طالما هم فريق يعيش نشوة انتصاراته على هول مجازر قتل ابناء الوطن وترون بهزيمة المقاومة انتصار لمشروعهم فهم لم يتعملوا ان الحرية والانتصارات لا تُمنح بل تُنتزع انتزاعًا من بين أنياب الخوف.ولبنان بمقاومته رغم كلّ التهويل سيبقى وطنًا يكتب تاريخه بحبر الدم لا بالإملاءات الغرب وقراره يصنع لمواقف القادة وتضحيات مقاومة وطنية وليس بسياسة اذعان ومساومة، وسيبقى الرئيس نبيه بري حامل أمانة كل الوطن وتاج الوطنية والدولة القوية العادلة
 
بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram