افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

براك الى بيروت مع «تحذير أخير»: نزع السلاح الآن أو نترككم لمصيركم!
 

«هذه ستكون زيارتي الأخيرة إلى لبنان. سأبلغ الرؤساء الثلاثة أن أمامهم فرصة أخيرة: إمّا أن يتعلّموا الدرس ويقرّروا الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، لوضع جدولٍ زمني وآليةٍ لنزع سلاح حزب الله، وإمّا سيُترك لبنان لمصيره، وسيبقى كذلك طويلاً، ولن يكون هناك من يهتمّ لأمره، لا في أميركا ولا في المنطقة، ولن يكون أحد قادراً على الضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بكلّ ما تراه مناسباً لتتولّى نزع السلاح بالقوة».

هذه ليست خلاصة افتراضية، بل رسالة واضحة تلقّتها جهات واسعة الاطّلاع في بيروت، توضّح مضمون الاتصالات الجارية حالياً مع المبعوث الأميركي توم برّاك، الذي يتحضّر لزيارة بيروت خلال أيام قليلة، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش. وبحسب ما نُقل عنه، فإنّ مهمّته هذه قد تكون الأخيرة، في حال رفض لبنان القبول بوساطة أميركية لإدارة اتفاق مباشر مع إسرائيل.

وبحسب المعلومات، فإنّ الأميركيين يتحدّثون بصراحة عن صيغة تفاوضية مشابهة تماماً لما يجري بين سوريا وإسرائيل، وإنّ واشنطن لم تعد مقتنعة بالحجج التي يعرضها بعض المسؤولين حول صعوبة تنفيذ قرار حصر السلاح. وتضيف المصادر أنّ الجهات الأميركية تؤكّد أنها اطّلعت على معلومات لدى إسرائيل تتعلّق بإعادة بناء حزب الله لقدراته العسكرية في لبنان، وعلى مؤشرات إلى نيته تنفيذ عمليات عسكرية وأمنية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

وأكّدت المصادر الرسمية وصول تحذيرات جديدة من جهات غربية إلى المسؤولين اللبنانيين، وأن الرئيس جوزف عون ردّ على المطالبات المتكررة بتنفيذ قرار سحب السلاح بأنّ خطوة من هذا النوع «غير ممكنة»، مشيراً إلى أنّ الجيش اللبناني ليس في وضع يمكّنه من القيام بهذه المهمة، وأنّ أي محاولة لنزع السلاح بالقوة تعني أن هناك حرباً أهلية ستقع.

وبحسب المصادر، أوضح عون للوسطاء الخارجيين أنّ «تأكيد حزب الله استعداده للقتال دفاعاً عن سلاحه ليس رسالة سياسية أو تكتيكاً أو مناورة»، وأنّ «الجميع في لبنان يعلم أنّ الحزب جادّ في قراره هذا»، و«من الصعب على أيّ مسؤول في السلطة اتخاذ قرار يقود إلى اقتتال داخلي».

في غضون ذلك، تواصلت تسريبات وسائل إعلام العدو حول احتمالات التصعيد مع لبنان، ونقلت مواقع إسرائيلية أمس معلومات عن استعدادات لعملية عسكرية كبيرة، وعن استعداد جيش الاحتلال لـ«أيام قتالية قاسية» في لبنان. وقد ولّد ذلك مناخاً من القلق تُرجم بحركة دبلوماسية ناشطة باتجاه بيروت، فُسّرت بأنها تعكس خشية دولية من اندلاع تصعيد إسرائيلي واسع.

وافتُتح الأسبوع بوصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت قادمة من الأراضي المحتلة، في زيارة تستمر حتى يوم غد، للمشاركة في اجتماع لجنة «الميكانيزم» في رأس الناقورة. كما أُعلن عن وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فيما يُنتظر وصول وزير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، فيما يصل قريباً أيضاً الموفد السعودي يزيد بن فرحان.

كذلك، يُتوقّع أن يصل برّاك إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، في زيارة تسبق وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الذي سيباشر مهامه قبل العاشر من تشرين الثاني. وتفيد المعطيات بأنّه في حال فشل برّاك في التوصّل إلى تفاهم لإطلاق جولة مفاوضات مثمرة، فإنّ الملف اللبناني سينتقل إلى عهدة السفير الجديد، في إشارة تُفهم على أنها تعكس تراجعاً في مستوى الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني.

وفي حين يتركّز الحديث على أن كل الزيارات تهدف إلى حثّ الدولة اللبنانية على استكمال تنفيذ خطتها والتخلص من سلاح حزب الله والانتشار جنوباً والذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع العدو الإسرائيلي، قالت المصادر، إن «الأميركيين أبلغوا موقفهم إلى الرئيس عون، ونقلوا إليه رفض الإدارة حججه بأن هذا الأمر سيؤدّي إلى حرب أهلية، مؤكّدين أن إسرائيل ستتكفّل بالمهمة وستنفّذ ضربة كبيرة ضد لبنان إذا لزم الأمر».

وحتى يوم أمس، لم يكن معروفاً بعد ما الذي تحمله أورتاغوس معها، علماً أنها «أجابت بالنفي لشخصيات لبنانية قريبة منها سألت عن صحة ما يتردّد بأنها ستضع حداً زمنياً»، مؤكّدة أنها «موجودة هنا للاطّلاع على وضع الحدود»، بالتزامن مع انعقاد اجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» برئاسة رئيسها الجديد الجنرال جوزيف كليرفيد، وبحضورها.

ويبدو لافتاً، بحسب المصادر، دخول مصر على الجبهة اللبنانية بعد أن اقتصر حضورها سابقاً على المشاركة في «اللجنة الخماسية». وقال السفير المصري علاء موسى، بعد لقائه الرئيسَ عون، إن مصر «تتمنى أن نَستغل علاقتنا مع مختلف الأطراف لمساعدة لبنان على الخروج من هذه المرحلة الشائكة، لأن ما يمرّ به لبنان يستوجب التحوّط، ويجب محاولة احتوائه في أسرع وقت». وأضاف أن «وقف إطلاق النار في غزة منح الجميع فرصة لالتقاط الأنفاس، ومن المُفترض أن تنعكس تهدئة الأوضاع هناك إيجابياً على المنطقة»، مؤكداً أن «النظر إلى ما تمّ في غزة بشكل إيجابي يُفترض أن ينسحب أيضاً على ملفات أخرى في المنطقة، وعلى رأسها ملف لبنان».

*******************************************

افتتاحية صحيفة النهار

حركة ديبلوماسية استثنائية تسابق خطر التدهور… كتل الأكثرية تضغط بقوة لإسقاط الجلسة اليوم

تقول أوساط رسمية، أن التقاطع بين زيارتي أورتاغوس والمسؤول الأمني المصري الأرفع ليس أمراً عابراً، إذ أن كلا منهما يأتي إلى بيروت بعد لقاءات أجرياها تباعاً في إسرائيل

 

لن تكون الحركة المحمومة للموفدين بين لبنان وإسرائيل، والتي تظهّرت في الساعات الاخيرة وستتظهر تباعاً في الساعات والأيام المقبلة، سوى ترجمة للمآل الدقيق والحساس بل والخطير الذي رسمته التطورات الميدانية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يعني بوضوح أن الحركة الديبلوماسية الساخنة تندرج في إطار استدراك وتجنّب تدهور ميداني واسع، سواء اقتصر على تكثيف متدحرج للعمليات الإسرائيلية في لبنان أم تجاوزتها إلى عملية واسعة النطاق. والحال أن ما بين وصول المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس أمس إلى بيروت آتية من إسرائيل وتوقّع وصول رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد اليوم إلى بيروت أيضاً، وبدء المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت زيارة أمس لإسرائيل، ارتسمت لوحة المكوكية الساخنة “الطارئة” التي توزعت في اتجاهات عدة تلتقي عند محاولات كثيفة ومركزة على منع تدهور ميداني كبير في لبنان، باتت التحذيرات منه أشبه بنمط يومي يواكب الغارات وعمليات الاغتيال الإسرائيلية في صفوف “الحزب”. وتقول الأوساط الرسمية المعنية التي تترقب جولات الموفدين على الرؤساء الثلاثة وما يحملونه من رسائل ومواقف ومعلومات، أن التقاطع بين زيارتي أورتاغوس والمسؤول الأمني المصري الأرفع ليس أمراً عابراً وعادياً، إذ أن كلا منهما يأتي إلى بيروت بعد لقاءات أجرياها تباعاً في إسرائيل ولن يكون مفاجئاً أن تتضمن محادثاتهما نقل رسائل تحذير مما تعد له إسرائيل حيال “الحزب”، ولو أن واشنطن والقاهرة تبذلان جهوداً لمنع تدهور يتجاوز إطار العمليات الميدانية السائدة على الأقل.

 

ولكن ما يطمئن بعض الأوساط الرسمية والسياسية المعنية إلى استبعاد تدهور كبير كما تعكسه المناخات الضاغطة، هو أن الاجواء الأمنية لم تؤثر على قرار البابا لاوون الرابع عشر زيارة لبنان، حيث جاء إعلان مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي ظهر أمس البرنامج الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم البابا إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، لمدة ثلاثة أيام، بمثابة وضع حد حاسم للمخاوف على الزيارة.

أما المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي وصلت بعد ظهر أمس إلى بيروت، فستجول اليوم على رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، على أن تشارك غداً الأربعاء في اجتماع لجنة الميكانيزم في الناقورة.

ومهّد السفير المصري علاء موسى لزيارة رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، فزار قصر بعبدا والسرايا الحكومية، وأكد “أن ما أخذه شكل الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان والمدى الذي وصلت إليه، يستدعي أن يكون هناك تحرك من أصدقاء لبنان ومن لهم علاقات مع مختلف الأطراف لوقف هذا الأمر، والتوصل لحل جذور المشكلة من أساسها”. واعتبر أن “كل المؤشرات التي تأتي من رئيس الجمهورية جوزف عون، تشير إلى أنه يسعى إلى تحقيق مصلحة لبنان ولديه مقاربة موضوعية ونحن ندعمها بالكامل”، مشدداً على وقوف مصر إلى جانب لبنان. وعما إذا كان من مبادرة مصرية، أوضح أن “لدينا تنسيقاً، وتواصلاً مستمراً مع الدولة اللبنانية على مختلف المستويات، ونقول، دعونا نستغل حالة الزخم المصاحب لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونتائج اتفاق شرم الشيخ والالتزام الدولي لإنهاء كل الصراعات والنزاعات في المنطقة والعالم، ولنبن على هذا الزخم من أجل أيضاً إنهاء النزاع في لبنان. وأتصور أن ما حدث من نجاحات مصرية في ما يخص الوصول الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة طبعاً بالاشتراك مع شركائنا في الإقليم وفي العالم، سنستغله أيضاً في محاولة حلحلة الملف اللبناني، لأن ما يجب التأكيد عليه أن ما يتعرض له لبنان من اعتداء، لا يجب أن يستمر، لأنه يمكن أن يؤدي إلى اشياء أسوأ، وبالتالي ما نحمله من رسائل إلى لبنان هو ضرورة التحوّط مما يحدث. نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير، إنما رسالة تحوّط مما يمكن أن يحدث في المستقبل”.

في غضون ذلك، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل في إطار مشاوراتها الدورية مع الجهات المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ومن المقرر أن تلتقي هينيس- بلاسخارت بكبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة آخر التطورات، ولا سيما تلك المتعلقة بتنفيذ القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية.

 

أما في المشهد السياسي الداخلي، فبلغت معركة اقتراع المغتربين المتصاعدة بين كتل الاكثرية الضاغطة لتعديل قانون الانتخاب ورئيس مجلس النواب نبيه بري سقفاً غير مسبوق من التحدي و”لي الأذرع “خصوصاً بعد تحولها معركة مكاسرة مباشرة بعنف بين “القوات اللبنانية” وبري خصوصاً. واذ يرجح فشل انعقاد الجلسة التشريعية اليوم بعد إعلان كتل “القوات اللبنانية ” والكتائب والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي ونعمت افرام ووضاح الصادق، وتوقّع انضمام نواب مستقلين ومن كتل أخرى إلى مقاطعي الجلسة التشريعية.

وتصاعدت حدة المعركة في ظل نبرة سياسية حادة باتت تركّز على مسؤولية بري عن تعطيل الأصول، إذ أصدر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بياناً أمس سأل فيه “كيف يسمح الرئيس بري لنفسه اليوم أن يضرب عرض الحائط باقتراح القانون المعجّل المكرّر الذي وقّع عليه أكثر من 67 نائباً، أي ما يفوق الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي؟ وحتى لو سلّمنا جدلاً بالحجج التي يتذرع بها الرئيس بري، انطلاقاً من تمسّكه بالنظام الداخلي للمجلس النيابي، فإن هذه الحجج تسقط من أساسها، لأن النظام الداخلي نفسه خاضع لإرادة الأكثرية المطلقة التي تصوّت عليه وتعدّله”. واعتبر “أن ما يقوم به الرئيس بري يشكّل مخالفة صريحة لأحكام الدستور والنظام الداخلي واعتداء على حقّ الأكثرية النيابية، وهو أمر لم يعد مقبولاً، لأن أكثرية اللبنانيين تتطلّع إلى قيام دولة فعلية، لا يعيق قيامها وجود سلاح خارجها فحسب، بل أيضاً مثلُ هذه الممارسات التي تتجاهل الدستور والقوانين والأصول والأعراف وإرادة الأكثرية النيابية، وتضرب عمل المؤسسات وفي طليعتها المجلس النيابي. من هنا، أدعو جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري يوم غد (اليوم) تعبيراً عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس. وننتظر منه خطوة إيجابية أولى، ولو يتيمة، توحي بأنه بصدد تغيير نهجه في إدارة مجلس النواب، وتتمثّل هذه الخطوة بوضع اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرامي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة لتكون مناسبة لتصويب المسار، وبتّ اقتراح القانون، والتصويت على سائر القوانين”.

كما اعتبر المكتب السياسي لحزب الكتائب أن “إصرار رئيس المجلس على عدم إدراج مشروع قانون اقتراع اللبنانيين غير المقيمين على جدول أعمال الجلسة التشريعية يوم الثلاثاء في محاولة مكشوفة لمصادرة اصوات 67 نائباً يطالبون بإدراجه على الهيئة العامة للمناقشة يعد تعديًا على الدستور وإرادة اللبنانيين داخل الوطن وخارجه. وعليه، يعلن المكتب السياسي مقاطعة نواب الحزب للجلسة التشريعية. ويرفض المكتب السياسي التصريحات الصادرة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري التي اعتبر فيها أن إعادة طرح قانون الانتخاب تهدف إلى “عزل طائفة”، معتبرًا أن هذا الكلام خطير ومرفوض شكلًا ومضمونًا”.

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

الجمهورية : معركة «لَيّ أذرع» على الساحة التشريعية… حضور مصري يقتحم حلبة التصعيد والتهويل

 

الوضع اللبناني في نقطة الوسط بين أربعة مسارات متوازية، المسار الأمني يحكمه التصعيد الإسرائيلي والتفلّت المتمادي من اتفاق وقف الأعمال الحربية، وربطاً به، مسارٌ تهويلي تجنّدت فيه جهات داخلية وخارجية في شنّ حرب نفسية متعمّدة على اللبنانيِّين، تُنذِر بعدوان إسرائيلي وشيك على لبنان، وفي موازاتهما، مسارٌ يُقال إنّ فيه نافذة أمل، قد تتبدّى من حراكات ديبلوماسية منظورة وغير منظورة، لبلورة تسوية أو تفاهم ما لتبريد جبهة لبنان، وتندرج في سياقها زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى بيروت. وبحسب معلومات قناة «الجديد» فإنّ زحمة الموفدين الدوليّين القادمين إلى لبنان اتسعت، إذ يصل المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان لبنان خلال الـ24 ساعة المقبلة. وأمّا المسار الرابع، فهو المسار السياسي الذي حكمت تعرّجاته وانقساماته واصطفافاته الحادة، بأن يتنقل من ساحة اشتباك إلى أخرى، وها هو في هذه المرحلة، يتأهّب لجولة اشتباك جديدة على حلبة الانتخابات النيابية.

العَين على الجنوب

أمنياً، العَين على الجنوب، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي اللبنانية، بالتوازي مع تحرّكات عسكرية أعلن عنها الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود مع لبنان، وأعطاها طابعاً روتينياً، فيما لم يستفق الداخل بعد، من عنف الحرب النفسية التي شُنَّت عليه في الأيام الأخيرة، وتجنّدت فيها بعض القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض نجوم الشاشات ومدّعي التحليل السياسي، لترويج تهويلات تُنذِر بحرب إسرائيلية وشيكة على لبنان، حتى أنّ بعض هؤلاء لم يكتفوا بذلك، بل، وفي خطوة مريبة وخبيثة، شرعوا في تحديد «بنك الأهداف» الذي سيُستهدَف في هذه الحرب، ولا يقتصر فقط على استهداف «الحزب».

 

وفي موازاة الأجواء التي تحدّثت عن ورود تحذيرات من جهات خارجية، من تحضير إسرائيل لعمل عسكري ضدّ لبنان، أكّد مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «أنا شخصياً لم أسمع بهذه الأمور إلّا من الإعلام، ثم إنّهم يتحدّثون عن حرب إسرائيلية على لبنان، فهل أوقفت إسرائيل عدوانها على لبنان ليتمّ الحديث عن حرب جديدة. فإسرائيل تواصل حربها واغتيالاتها وتستبيح الأجواء ليل نهار ولا أحد يردعها».

 

وأكّد المرجع، أنّ «التحذيرات إن وُجِدَت ليست مستغربة، إذ مع عدو كإسرائيل يجب أن تتوقع أي شيء، لكن ما هو مستغرب أن يواكَب عدوان الخارج بعدوان أخطر من الداخل، فمع الأسف كل التهويل الذي حصل في الأيام الأخيرة هو صناعة لبنانية، من قِبل أطراف، تبدو في ما تمارسه من توتير وتهويل، أنّها تحث الإسرائيلي على القيام بعدوان، حتى لا أقول إنّها تلوم الإسرائيلي لتأخّره في شنّ عدوانه».

 

الحضور المصري

في هذه الأجواء، يصل إلى بيروت اليوم رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، الذي كان في زيارة قبل أيام لإسرائيل، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومن المقرّر أن يُجري لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيِّين، وليس مستبعداً أن تشمل لقاءات مع جهات حزبية.

 

وسبق وصول رئيس المخابرات المصرية سَيل من التكهّنات، التي حمّل بعضها زيارته بُعداً قلقاً، مرجّحةً نقله رسالة تحذيرية إلى لبنان. فيما قارب البعض الآخر هذه الزيارة بأهمّية بالغة. وضمن هذا السياق، استبعد مسؤول رفيع ما تردّد عن أنّ «رئيس المخابرات المصرية قد ينقل تحذيرات إلى لبنان، لأنّه ليس الجهة الصالحة لنقل الهديدات أو التحذيرات، إذ إنّ لذلك قنوات ومصادر أخرى، سواء أكانت غربية أو أميركية أو غير أميركية، وتوم برّاك لم يقصّر في هذا المجال».

 

فيما أكّد مصدر ديبلوماسي لـ«الجمهورية»، أنّ هذه الزيارة بالغة الأهمية والدلالة في هذا التوقيت، والفرضية الأقرب إلى الواقع، هي أنّها لا تخرج عن محاولة للتأسيس لإطلاق المسار السياسي، وتُعبِّر عن دفع مصري نحو إحياء فرصة التسوية. ومثل هذه الزيارة المهمّة لا تتمّ سواء في توقيتها أو في مستوى الشخص الذي يقوم بها، بمعزل عن الأميركيِّين.

 

هذه الزيارة، كانت محور تداول بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسفير المصري في لبنان علاء موسى، الذي أكّد أنّه نقل إلى رئيس الجمهورية تأكيد «وقوف مصر الكامل والواضح إلى جانب الخطوات التي يتخذها لبنان»، مضيفاً أنّ «مصر لديها القدرة على تقديم يَد العون في هذا المجال». ولفت إلى أنّ «زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى لبنان تدخل في إطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان»، مؤكّداً أنّ «مصر تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع».

 

وزار السفير المصري أيضاً رئيس الحكومة نواف سلام، ودعا إلى أن نستغل حالة الزخم المصاحب لاتفاق غزة ونتائج اتفاق شرم الشيخ، لإنهاء الصراعات والنزاعات كافة في المنطقة.

 

عون: للتلاقي والحوار

وكان الرئيس عون قد أكّد أمام زواره أمس، على «التلاقي بين اللبنانيِّين». وشدّد على «أهمّية لغة الحوار في الحفاظ على الوطن. الحوار هو خيار اللبنانيِّين جميعاً، وجميعنا نعيش تحت سقف واحد، إمّا أن ينهار هذا السقف علينا جميعاً، أو نعمل لإعادة لبنان إلى عصره الذهبي».

 

ولفت إلى «أنّ لا وجود لأي انقسام بين اللبنانيِّين إلّا على مستوى الطبقة السياسية. لا نرى وجوداً لهذا الإنقسام الحاد على المستوى الشعبي بل على العكس، وخير دليل على ذلك الاتصالات التي وردتنا من مختلف الأطراف التي ترغب بالمساعدة في التحضير لزيارة البابا الذي سيزور لبنان أواخر الشهر المقبل. ولهذا الأمر أبعاد على مستوى التكاتف الوطني. وهذا لا يعني أنّنا لسنا في حاجة إلى حوار، فهو أساسي لإزالة رواسب الحرب الطائفية والمذهبية التي دمّرت لبنان، ونعوّل في ذلك على دور وسائل الإعلام كما على دوركم ونشدّ على أيديكم لتواصلوا هذه الرسالة؟».

 

وأضاف أنّ «الإمام موسى الصدر كان يقول إنّ مشكلتنا في لبنان تكمن في أنّنا نعمل للمصلحة الشخصية وليس للمصلحة العامة. وأنا أقول مهما كانت المشكلة ونوعها وحجمها، فهي لا تُحَل إلّا عبر الحوار والتحاور، وهذا ما أشدِّد عليه دائماً. ونحن جميعاً نتفيّأ تحت ظل العلم اللبناني ونحمل هوية واحدة، وحق الاختلاف مقدّس لكنّ حق الخلاف غير مسموح به. فولاؤنا يجب أن يكون للبنان وللمصلحة اللبنانية، وكل شخص على دينه الله يعينه. وهذا الاختلاف هو ثروة للبنان الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بوطن الرسالة، وإذا ما فقدنا هذا النموذج فيه، فتأكّدوا أنّه سيُفقد في المنطقة ككل».

 

معركة نصاب

 

سياسياً، مجلس النواب على موعد اليوم مع انعقاد جلسة تشريعية لمتابعة درس وإقرار مجموعة البنود المؤجّلة من الجلسة السابقة التي طيّرها النصاب، وكما هو واضح فإنّ هذه الجلسة تُشكّل ساحة مفتوحة لـ«معركة نصاب»، أو بمعنى أدق معركة «لَيّ أذرع» بين مجموعة النوّاب المصنّفين سياديِّين وتغييريِّين، والمتحمّسين لإشراك المغتربين في التصويت لكلّ أعضاء المجلس النيابي، وبين النواب المتمسّكين بإجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل على أساس القانون الانتخابي النافذ، الذي لحظ عند إقراره قبل الانتخابات السابقة إشراك المغتربين للتصويت لكل المجلس، لمرّة واحدة، وأكثر المتحمّسين لإقرار القانون بالصيغة التي أُقِرّ فيها آنذاك، هي الجهات السياسية والنيابية المعترضة عليه، والتي ثبت للقاصي والداني أنّ تباكيها ليس على حق المغتربين في التصويت، بل على مصلحتها. إذ إنّ هذه الجهات تعتبر أنّ هذا التصويت يمنحها الفرصة للربح الانتخابي وزيادة أحجامها على حساب سائر المكوّنات السياسية في البلد، ويمنحها أيضاً القوة الفصل في كل الإستحقاقات.

 

وبحسب الأجواء السائدة عشية الجلسة التشريعية، فإنّ الساعات الماضية عكست سباقاً محموماً بين طرفَي الاشتباك، تكثفت فيه اتصالات سيادية بهدف ربح معركة النصاب وتوسيع دائرة مقاطعي الجلسة، وبالتالي تطييرها كردّ على عدم إدراج اقتراح القانون الذي تقدّمت به، والرامي إلى منح المغتربين حق الانتخاب لكلّ أعضاء المجلس النيابي، فيما بدت في الجهة المقابلة مروحة الاتصالات في أعلى زخمها لتأمين نصاب انعقاد الجلسة.

 

وبمعزل عمَّن سيتمكن من تحقيق أكثرية تعطيل جلسة اليوم أو أكثرية انعقادها، فإنّ جبهة السياديّين قد تجد صعوبة في تحقيق هدفها لسبب بسيط، وهو أنّ مساحتها العددية لا تُمكّنها من التحكّم بالنصاب، فيما الوضع في المقابل يبدو أكثر يسراً في تحقيق أكثرية الانعقاد، وخصوصاً أنّ الكثير من النواب لا يماشون السياديِّين في موقفهم، لا بالنسبة إلى تصويت المغتربين، ولا بالنسبة إلى تعطيل التشريع، وتبعاً لذلك يبدو انعقاد الجلسة أكثر ترجيحاً، إلّا إذا حدث ما لم يكن في الحسبان.

 

لقاء مريح

وفي سياق متصل، وعلى مسافة أيام قليلة من زيارة وفد نواب اقتراح تصويت المغتربين لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القصر الجمهوري في بعبدا، للمطالبة بمنح المنتشرين حق الانتخاب لكل المجلس الينابي، كان الملف الانتخابي أمس، محل بحث بين رئيس الجمهورية ووفد نيابي يمثل ثنائي حركة «أمل» و«الحزب» وحلفائهما، ضمّ أعضاء «كتلة التنمية والتحرير» النواب علي حسن خليل، محمد خواجة، قاسم هاشم، غازي زعيتر، علي خريس وفادي علامة، وأعضاء «كتلة الوفاء للمقاومة» النواب: حسن فضل الله، حسين الحاج حسن، علي عمار وأمين شري، والنائب جهاد الصمد.

 

وأكّد الرئيس عون خلال اللقاء، «إنّني وانطلاقاً من احترامي لمبدأ فصل السلطات، أعتبر أنّ مجلس النواب هو الذي يُقرّر، لكنّ للمنتشرين حقاً علينا يجب احترامه، مشدّداً على أنّ ما يهمّني هو أن تجري الانتخابات في موعدها».

 

ووفق ما قال أحد أعضاء الوفد لـ«الجمهورية»، فإنّ أجواء اللقاء كانت إيجابية ومريحة، كرّر خلاله رئيس الجمهورية تأكيده على إجراء الانتخابات في موعدها، فيما أكّد الوفد على هذا الأمر، مشدّداً على إجراء الانتخابات وفق القانون النافذ، من دون الغوص في أي تعديلات، كمثل التي تُطرَح من قِبل بعض الجهات، والتي تتعنوَن بمصلحة المغتربين وحقهم في انتخاب كل المجلس، فيما حقيقة الأمر مغايرة، إذ يريدون أن يستعينوا بأصوات المغتربين ويستخدموهم جسراً يعبرون عليه فقط ليحققوا مصلحتهم وليس لأي أمر آخر، ويُريدون من الآخرين أن يفتحوا لهم هذا الجسر كرمى لسواد عيونهم، وهذا لن يحصل على الإطلاق، وكما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، «هناك قانون انتخابي نافذ وفلتجر الانتخابات على أساسه».

 

وإذ أشار عضو الوفد رداً على سؤال إلى أنّ رئيس الجمهورية أكّد على الجهوزية لإجراء الانتخابات في موعدها، لفت إلى أنّ ما سمعناه من وزير الداخلية يؤكّد على جهوزية الوزارة لإجراء الانتخابات في موعدها وبأعلى قدر من الحيادية والنزاهة، وقال: «كل الأمور شبه جاهزة لإجراء الانتخابات، ولا يبقى سوى بعض الإجراءات والتدابير التي يُفترض أن تقوم بها الحكومة، إذ لا يزال هناك متسع من الوقت، لتنفيذ البطاقة الانتخابية. أمّا ما يتصل بإجراء الانتخاب في دول الاغتراب لانتخاب 6 نواب يمثلون القارات الـ6، فقد سمعنا ترجيحات رسمية حول صعوبة إجراء هذا الأمر، مع أنّه في رأينا أنّ في إمكان الحكومة، وخلال الوقت الذي لا يزال متاحاً، (6 أشهر)، إنجاز الإجراءات المطلوبة لتحقيق هذا الأمر».

 

وبعد لقاء الوفد مع رئيس الجمهورية، تحدّث باسمه النائب علي حسن خليل أنّه «تمّت مناقشة قانون الانتخابات الذي حاز على الإجماع، واعتُبر إنجازاً في حينه، وعبّرنا عن أنّ هناك شرائح لا يمكن أن تمارس دورها في الخارج، ممّا يُعطّل أهم مبدأ وهو تكافؤ الفرص».

وشدّد على «أنّنا حريصون على إجراء الانتخابات في مواعيدها، ونتمنّى على الحكومة أن تلحظ عند نقاش القانون أنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى شرخ وطني كبير».

ورداً على سؤال حول الجلسة التشريعية المقرّر انعقادها اليوم، قال النائب خليل: «رئيس مجلس النواب نبيه بري حريص على المجلس النيابي، وسنرى غداً مَن يُعطّل عمل المجلس».

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لماذا لم يلغِ الجيش الإسرائيلي «حالة الطوارئ» في المنطقة الحدودية مع لبنان؟

تل ابيب: نظير مجلي

مع صدور قرار قيادة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إلغاء حالة الطوارئ الحربية في المنطقة الجنوبية مع قطاع غزة، والإبقاء في الوقت نفسه على حالة الطوارئ في الشمال، في الوقت الذي تكثف فيه قواته غاراتها واغتيالاتها بشكل يومي، تثار تساؤلات حول نوايا القيادتين السياسية والعسكرية، وإن كانت توحي باستعدادات عسكرية لإشعال الجبهة مع «الحزب» في لبنان مجدداً.

 

أورتاغوس وبلاسخارت

تأتي هذه التطورات في وقت تُبذل فيه جهود دولية عديدة لمنع التدهور الحربي؛ أبرزها زيارة مورغان أورتاغوس، نائبة مبعوث الرئيس الأميركي إلى لبنان، التي أخذها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، في جولة ميدانية بالقيادة الشمالية وعلى الحدود اللبنانية، لإطلاعها على «إعادة بناء بنى تحتية عسكرية للحزب بالمنطقة الحدودية».

كما برزت زيارة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت، الاثنين، إلى تل أبيب في إطار مشاوراتها الدورية مع الجهات المعنية بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006.

 

أوسع تدريب

وبحسب ما أورده موقع «واللا» العبري، قتل الجيش الإسرائيلي منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، نحو 330 عنصراً من «الحزب»، بينهم 10 خلال الأيام العشرة الأخيرة، في سلسلة من الغارات الجوية والعمليات الميدانية. وبالتوازي، أنهت الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي، أوسع تدريب لها منذ اندلاع الحرب، شمل سيناريوهات دفاع وهجوم في البحر والجو والبر، ضمن مساعٍ إسرائيلية لرفع مستوى الجهوزية لمعركة تعدّها «معركة حتمية»، وتهدف إلى ضرب «العمق اللبناني وشلّ القدرات الاستراتيجية لـ(الحزب)».

 

تقديرات أمنية

وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن «الحزب»، باعتباره «تنظيماً عسكرياً محترفاً ومدعوماً من إيران»، يواصل دراسة المعركة الأخيرة واستخلاص الدروس منها.

ويقول مسؤولون أمنيون إنّ «(الحزب) تلقّى ضربات قاسية، لكنه حقّق أيضاً بعض النجاحات، وسيحاول تطويرها وتوظيفها في الحرب المقبلة».

وتتوقع هذه الأجهزة أن يسعى الحزب إلى فرض معادلات جديدة واستخدام وسائل مختلفة عن المواجهات السابقة، وهو ما يفرض، بحسب الجيش الإسرائيلي، تحدياً استخباراتياً كبيراً يتمثل في «منع مفاجأة مشابهة لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

 

السقف الإسرائيلي

وبناء عليه، رفعت إسرائيل من سقف مطالبها، حيث اشترطت خلو المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي وجود عسكري لبناني، وليس فقط من عناصر «الحزب»، فيما أعلنت رفضها استمرار انتشار قوات «اليونيفيل» هناك، مؤكدة احتفاظها بحقها في تنفيذ عمليات عسكرية أحادية عند الضرورة.

ووفق المصادر نفسها، فإن محادثات غير معلنة جرت مؤخراً بين وفد لبناني ومسؤولين أميركيين في واشنطن انتهت بالفشل، بعد أن نقل الجانب الأميركي المطالب الإسرائيلية التي عدّتها بيروت انتهاكاً لسيادتها وتجاوزاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

 

ووفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، التي نشرها معظم وسائل الإعلام العبرية، فإن «الحزب» يعيد تموضعه استعداداً لمواجهة جديدة، متّبعاً سياسة «الاحتواء المحسوب» تجاه الهجمات الإسرائيلية، عبر «التضحية بقوات تكتيكية على الحدود مقابل تعزيز قدراته في العمق اللبناني».

 

ميدان القتال المستقبلي

وفي هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجمات تستهدف مواقع في مختلف المناطق اللبنانية بذريعة «إنفاذ» اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، برعاية أميركية وفرنسية. ويزعم الجيش الإسرائيلي أن الغاية من الهجمات الراهنة هي «منع (الحزب) من إعادة بناء قدراته العسكرية وإحباط استعداده للحرب المقبلة، بل والمساهمة في تشكيل ميدان القتال المستقبلي»، على حدّ تعبيره.

 

وتقدّر إسرائيل أن «الحزب» نقل مراكزه الأساسية إلى عمق الأراضي اللبنانية، لا سيما في منطقة البقاع، «ما سيجبر الجيش الإسرائيلي، في أي مواجهة مستقبلية، على تنفيذ عملية برية وجوية واسعة داخل لبنان، مع استخدام أكبر للمجنزرات والدبابات، وزيادة نيران الإسناد من الجوّ والبرّ، وتوسيع منظومات الحماية للقوات البرية والقدرات اللوجيستية، أكثر مما جرى حتى الآن في سوريا، وحتى في غزة».

 

حرب عقول

وذكر موقع «واللا» أن تقديرات الجيش الإسرائيلي بأن «الحزب» يسعى إلى تطوير قدرات وحدة 127 المختصّة بتسيير الطائرات من دون طيار ضد أهداف داخل إسرائيل، وأنه أثبت في الحرب الأخيرة أنه قادر على تشغيل فرق صغيرة موزّعة في مناطق متعدّدة بلبنان لإطلاق طائرات مسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، بفاعلية. ولذلك، ترى تل أبيب أنّ المواجهة المقبلة ستكون «حرب عقول» بين أساليب الهجوم والدفاع المتبادلة، في ظل سعي الطرفين لتطوير قدراتهما التقنية والاستخبارية.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تمير هايمان، في موقع «القناة 12» الإلكتروني اليوم (الاثنين)، إن أي احتكاك مع «الحزب» يعدّ خطراً استراتيجياً. وهناك خطة لنزع سلاح «الحزب»، لكن الحكومة اللبنانية لم تصادق عليها أبداً. ورغم وجود التصريحات، فإنه لا توجد احتكاكات ميدانية حقيقية مع «الحزب».

 

الجدول الإيراني

وأضاف هايمان، الذي يرأس حالياً «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، أن «إسرائيل هزمت (الحزب) والوضع الحالي يشير إلى تحسين الدفاع عن بلدات الشمال، ومن خلال عمليات متواصلة لمنع ترميم (الحزب)، كاف في هذه المرحلة».

وأضاف: «لا توجد أي رغبة أو إلحاح للتقدم أكثر من ذلك، في المستوى الدبلوماسي. والمشكلة أن هذا يتلاءم تماماً مع الجدول الزمني الإيراني، فهم أيضاً بحاجة إلى الوقت، وعلينا ألا نوهم أنفسنا بأنه بواسطة هجمات متقطعة سننجح في منع ازدياد قوة جيش إرهابي. لقد خبِرنا أن هذا لا ينجح».

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

أورتاغوس تعود بمآخذ على لبنان.. ورشاد يحمل رسالة «تحوّط» من المخاطر

حملة شيعية الأعنف على جعجع منذ نهاية الحرب.. ونصاب الجلسة التشريعية مؤمَّن

 

اليوم، جلسة على المحك لمجلس النواب على وقع حملة غير مسبوقة على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وحزبه، المصرّ على مقاطعة الجلسات التشريعية، ما لم يُدرج اقتراح القانون الموقَّع من 67 نائباً، وبعد غدٍ جلسة لمجلس الوزراء يتصدر مشروع قانون خاص بالاستحقاق الانتخابي جدول الاعمال، بالتزامن مع الموقف الذي أُعلن من قصر بعبدا، على لسان النائب علي حسن خليل عن النواب الذين التقوا الرئيس جوزف عون، وهم نواب كتلتي الوفاء للمقاومة و«التنمية والتحرير» والنائب جهاد الصمد، من ان النواب عبروا لرئيس الجمهورية ان هناك شرائح لا يمكن ان تمارس دورها، مما يعطل أهم مبدأ وهو تكافؤ الفرص، واعرب خليل عن «التمني على الحكومة ان تلحظ عند نقاش القانون ان هذا الامر سيؤدي الى شرخ وطني كبير».

 

وفي هذا السياق، يقاطع نواب «القوات» والكتائب والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي ونعمت افرام ووضاح الصادق ونجاة عون ونواب آخرون الجلسة، بينما يحاذر آخرون المقاطعة او المشاركة ضمن توزيع مدروس للادوار داخل الكتل الوسطية، لكن باحتمال توفير النصاب بحضور كتل وازنة ككتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، وكتلة اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي ونواب من اللقاء النيابي المستقل، وتكتل لبنان الجديد والاعتدال الوطني.

وعليه تشير معلومات «اللواء» الى أن حضور الجلسة قد يتجاوز 70 نائباً من أصل 128، ما يعني أن النصاب مؤمن بأكثر من النصف. فتعقد الجلسة اليوم. بغياب المقاطعين.

وحسب المعلومات أن يحضر الجلسة نواب: كتلة «التنمية والتحرير»، كتلة «الوفاء للمقاومة»، تكتل «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر)، كتلة «اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الإشتراكي)، «التكتل الوطني المستقل» (المردة)، كتلة «المشاريع»، كتلة «الطاشناق»، «اللقاء التشاوري» الذي يضم النواب الياس بو صعب، آلان عون، ابراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، النواب فيصل كرامي وحسن مراد وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري ونبيل بدر وعماد الحوت (الجماعة الإسلامية) .اما تكتل «الاعتدال» فقالت مصادره لـ «اللواء» انه لم يقرر موقفه بعد والنقاش مستمر ويحسم موقفه قبل الجلسة.

ولئن رجح نائب استناداً الى احصائية اجراها ليلاً، ان نصاب الجلسة اقرب الى توفيره من عدمه، ما لم تحدث مفاجآت، فإن الانظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء غداً، التي يتصدر البند الاول عليها «الموافقة على مشروع قانون معجل مكرر لتعديل احكام قانون الانتخاب الذي قدمه وزير الخارجية يوسف رجي، ويقضي بالغاء المادة التي تتعلق بانتخاب 6 مقاعد للمغتربين، ليتاح لهم الاقتراع لـ128 نائباً أسوة بالمقيمين.

ومع هذا الاحتدام الداخلي في مسألة حيوية، كالانتخابات النيابية، تنقل الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس الى المسؤولين حصيلة ما توصلت اليه مع مَنْ التقتهم من الطرف الاسرائيلي، لجهة الملاحظات على اداء الدولة في ما خص حصر السلاح، بالتزامن مع التحضير لزيارة مدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، وسبقه الى بيروت الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.

 

وفي السياق، ينتظر لبنان المهمة التي بدأتها في اسرائيل المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت في اسرائيل، في اطار المشاورات مع الجهات المعنية بالقرار 1701 (2006)، بهدف تعزيز الامن والاستقرار على جانبي الخط الازرق في ضوء اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي دخل حيِّز التنفيذ في ت2/ 2024.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الحركة الديبلوماسية التي يشهدها لبنان في هذه الفترة هدفها الأول والأخير الإستفسار عن الوضع اللبناني والإحاطة بالتطورات في ظل ارتفاع منسوب التوتر في الجنوب بعد تكثيف الضربات الإسرائيلية، ولفتت الى ان لبنان الرسمي لم يعد عن المبدأ الذي اعتمده بالنسبة الى بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، مشيرة الى انه لا بد من انتظار ما تحمله معها الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس من رسائل.

وقالت المصادر ان لبنان سيعيد الطلب من الدول الراعية لإتفاق وقف اطلاق النار الضغط على اسرائيل من اجل وقف اعتداءاتها.

 

مهمة أورتاغوس وزيارة رشاد

وفي التحركات، وصلت بعد ظهر امس، الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان وتلتقي اليوم رئيس الجمهورية قبل مشاركتها في اجتماع لجنة «الميكانيزم» الاربعاء. وعشية زيارة يقوم بها رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد الى بيروت، اكد السفير المصري علاء موسى بعد لقاء الرئيس جوزيف عون:ان ما أخذه شكل الخروقات الاسرائيلية ضد لبنان والمدى الذي وصلت اليه، يستدعي ان يكون هناك تحرك من اصدقاء لبنان ومن لهم علاقات مع مختلف الاطراف لوقف هذا الامر، والتوصل لحل جذور المشكلة من اساسها. واكد ان كل المؤشرات التي تأتي من رئيس الجمهورية «تشير الى انه يسعى الى تحقيق مصلحة لبنان ولديه مقاربة موضوعية ونحن ندعمها بالكامل»، مشددا على وقوف مصر الى جانب لبنان.

وسئل: هل زيارة مدير المخابرات المصرية للبنان تحمل تهديدا ام تحمل مبادرة جديدة؟

اجاب: إن ما يحصل من تطور في الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، سواء في مداها الجغرافي، او في وتيرتها او في اهدافها او نوع الاهداف يجعلنا في الحقيقة نحتاط مما هو قادم في المستقبل. فعندما تتحدث مصر، او تتحرك، او يتوسط بعض المسؤولين المصريين لس بهدف التحذير، ولا لنقل رسائل تهديد بل هي تسعى الى مشاركة الطرف اللبناني في ما تراه من امور يجب اخذ الاحتياط منها. وهذه هي المقاربة المصرية وما تقوم به مصر على مستوى مسؤوليها.

وزار موسى رئيس الحكومة نواف سلام الذي يزور مصر قريبا، وقال بعد اللقاء: تناولنا عددا من القضايا ومنها الأوضاع في الإقليم وفي لبنان، وتحدثت مع دولته عن تقييمنا لتطورات التصعيد والاعتداء الإسرائيلي المتواصل على لبنان، والذي اتخذ أشكالا جديدة، سواء من حيث الرقعة الجغرافية أو وتيرة الاعتداءات ونوعيتها، وهذا الأمر يتطلب التوقف كثيرا أمامه لتحليله وتقدير ما ينبغي إتخاذه من خطوات في المستقبل. وكل الأمور تتم بالتنسيق الكامل على المسارين السياسي والأمني مع لبنان والمسؤولين فيه على أعلى المستويات.

وسئل هل من مبادرة مصرية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان؟ أجاب: لدينا تنسيق وتواصل مستمر مع الدولة اللبنانية على مختلف المستويات، ولقد بدأنا هذا الأمر منذ فترة عندما بدأت جبهة الإسناد لغزة،وتحدثنا وقتها عن ضرورة إيقاف هذا الأمر وعدم السماح لتطوره الى الأبعد، وللأسف حدثت أشياء كثيرة في الفترة الماضية، والأن نحن نواصل هذا الأمر، ونقول دعونا نستغل حالة الزخم المصاحب لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونتائج اتفاق شرم الشيخ والالتزام الدولي لإنهاء كافة الصراعات والنزاعات في المنطقة والعالم، ولنبن على هذا الزخم من أجل أيضا إنهاء النزاع في لبنان، وهذا مدخلنا ونستخدم فيه قدراتنا وتواصلنا مع مختلف الأطراف.

اضاف: وأتصور أن ما حدث من نجاحات مصرية في ما يخص الوصول الى إتفاق وقف إطلاق النار في غزة طبعا بالاشتراك مع شركائنا في الإقليم وفي العالم سنستغله أيضا في محاولة حلحلة الملف اللبناني، لأن ما يجب التأكيد عليه أن ما يتعرض له لبنان من اعتداء، لا يجب ان يستمر، لأنه يمكن أن يؤدي الى اشياء أسوأ، وبالتالي ما نحمله من رسائل الى لبنان هو ضرورة التحوط مما يحدث. نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير، انما رسالة تحوط مما يمكن ان يحدث في المستقبل. نحن ننسق مع الدولة اللبنانية بكامل أركانها من أجل محاولة الوصول الى حل بجنبنا المزيد من التصعيد.

ومن المقرر ان يزور الرئيس سلام القاهرة زيارة خاطفة يوم السبت المقبل، لمتابعة البحث في نتائج زيارة الموفد المصري والمقترحات حول صيغة التفاوض التي يمكن ان ترعاها مصر اسوة بما قامت به في قطاع غزة.

 

وأبو الغيط في بيروت

ويزور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بيروت اليوم في زيارة تستغرق يومين لحضور «ملتقى الإعلام العربي» و«مؤتمر التعاون القضائي»، وستكون له لقاءات مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة.

واعلن المتحدث الرسمي باسم ابو الغيط جمال رشدي انه من المقرر أن يحضر أبو الغيط افتتاح الدورة الـ ٢١ لـ «ملتقى الإعلام العربي»، وكذلك المؤتمر الاقليمي حول «التعاون القضائي الدولي في مكافحة الإرهاب» الذي تنظمه الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ووزارة العدل، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

واشار الى ان «أبو الغيط سيعقد كذلك لقاءات مع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب بهدف تأكيد وقوف الجامعة العربية مع الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، لاسيما مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان».

 

زيارة البابا

وسط ذلك، لم تزل زيارة البابا لاوون الـ14 قائمة، ووزع لبنان جدول الزيارة، واعلن المكتب التابع للكرسي الرسولي عند الساعة الثانية عشرة ظهر أمس بتوقيت روما (الواحدة ظهرا بتوقيت بيروت) البرنامج الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم بها الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، لمدة ثلاثة ايام، آتيا من تركيا، بعد المشاركة في إحتفالات الذكرى 1700 سنة لإنعقاد مجمع نيقية المسكوني.

احتدام الموقف وحملة «ثنائية» على جعجع

وخيَّم جوّ مكفهرّ على الجلسة قبل انعقدها بالرغم من ان المناخ يصب في اطار تأمين النصاب في حملة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب بموجب اتفاق الطائف ضد رئيس حزب القوات سمير جعجع.

واتهم «الثنائي الشيعي» في مقدمة قناة الـN.B.N جعجع «بتطيير الاستحقاق الانتخابي» واتهمت القوات ايضاً بأنها حزب «الرهانات الخاطئة والمجازر والخطف والذبح والدفن والانقلابات».

وقالت المقدمة ان الرئيس بري يقوم بواجباته الدستورية، ووحدها قوات جعجع تعيش اسيرة في زمن غابر لا احد يريد ان يعود اليه.. وجعجع منذ تسلمه «قيادة القوات لا يزال يقيم في قوقعة مشروع حالات حتماً».

وبالتزامن مع جلسة مجلس النواب يقفل شارع المصارف من الساعة 7 صباحاً أى ساعة انتهاء الجلسة.

واعلن النائب بدر لجهة موقف تكتله الانقسام بين حاضر ومتغيب عن الجلسة.

لكن المعلومات اشارت الى ان نصاب الجلسة سيكون متوافراً بمشاركة الكتل الرئيسية وبعض المستقلين والتكتلات الصغيرة. فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم غد الاربعاء وعلى جدول اعمالهامشروع قانون وزير الخارجية يوسف رجي لإلغاء المادتين المتعلقتين بإقتراع المغتربن لستة نواب فقط. وطلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على مشروع قانون معجل مكرهر يرمي إلى تعديل المادة ٨٤ من قانون إنتخاب أعضاء مجلس النواب رقم ٤٤ تاريخ 2017. وتتعلق هذه المادة «بأن تتخذ الحكومة الاجراءات الآيلة الى اعتماد البطاقة الالكترونية الممغنطة.وان تقترح على مجلس النواب التعديلات اللازمة على القانون التي يقتضيها اعتماد البطاقة الممغنطة».

 

عون: من حق المغتربين المشاركة بالحياة السياسية

ومن بعبدا، جدد الرئيس عون التأكيد على ان ما يشدد عليه هو ان تجري الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في شهر أيار المقبل، وان من حق اللبنانيين المنتشرين في الخارج ان يشاركوا في الحياة السياسية اللبنانية لانهم ليسوا فقط للمساعدة المادية لعائلاتهم بل لهم الحق في ان يكون لهم الرأي في مستقبل بلدهم.

واضاف:«انا وانطلاقا من احترامي لمبدأ فصل السلطات فإني اعتبر ان مجلس النواب هو الذي يقرر، لكن للمنتشرين حقا علينا يجب احترامه.».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا نيابيا حضر الى قصر بعبدا مطالبا باجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ راهنا.

وضم الوفد النواب: علي حسن خليل، محمد الخواجة، فادي علامة، غازي زعيتر، علي خريس، قاسم هاشم، جهاد الصمد، حسن فضل الله، امين شري، علي عمار وحسين الحاج حسن.

وتحدث باسمهم علي حسن خليل وقال: ناقشنا مع رئيس الجمهورية قانون الانتخابات الذي حاز على الاجماع، واعتُبر إنجازاً في حينه، وكان نتاج نقاش وطني طويل توصلنا فيه الى صيغة لتمثيل الاغتراب عبر اقرار الدائرة السادسة عشرة التي اعتبرت انجازا كبيرا في حينه. واليوم هناك محاولة لتعديل هذا القانون بما يتنافى مع الاصول التي يجب ان تراعي ان هذا القانون كان دائماً نتيجة توافق لبناني واسع يمارس فيه اللبنانيون قناعاتهم على قدم المساواة.

اضاف:وقد لفتنا نظر فخامة الرئيس الى ان هناك شرائح واسعة من اللبنانيين موجودة في بلاد الانتشار، ليس لديها اليوم قدرة على ممارسة دورها بحرّية مطلقة، تسمح لها بالتعبير عن خياراتها، وبالتالي هذا الامر يعطل مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الناخبين. ونحن حريصون على اجراء الانتخابات في مواعيدها من دون اي تعديل على الاطلاق كما من دون اي تأجيل، وحريصون على تطبيق هذا القانون وندعي الجميع للالتزام به والانخراط جدياً للتحضير للانتخابات على هذا الأساس».

وتابع: ولأنني سمعت من على هذا المنبر أنه ليس هناك امكانية لتطبيق القانون في ما يتعلق بالدائرة السادسة عشرة من قبل بعض الزملاء الذين تحدثوا عن هذا الامر، أريد أن أؤكد ان القانون واضح في المادة 23 ويدعو الى تشكيل لجنة من قبل وزيري الخارجية والداخلية، وهذه اللجنة تم تشكيلها في العام 2021 وتتضمن تمثيلاً لكل الوزارات والادارات المعنية وكانت واضحة واعدت تقريرها الذي يوزع هؤلاء النواب، ووضعت الاطر التنفيذية بدءا من آليات الترشح وصولاً الى الحساب المالي والمراقبة وكل ما يتصل بالعملية الانتخابية.

وحول ما يقال ان هناك عريضة وقع عليها 67 نائبا.اجاب خليل: اولاً من وقّع على العريضة هم 42 نائبا. وليس هناك عريضة بالمطلق تقدم بها 67 نائبا، فليس لها مكان قانوني ودستوري في هذا المعنى. ونحن نتحدث عن 42 توقيعا ارسلوا الى المجلس النيابي، في المقابل، هناك اقتراحات قوانين تنسجم مع الطائف ومع ما سمعناه من الحكومة الحالية ورئيسها تحديدا في ما يتعلق بإنشاء مجلس شيوخ ومجلس نواب خارج القيد الطائفي تطبيقا للمادة 22 من الدستور، وهذا الامر، للأسف قاطعته الكتل النيابية التي تطالب الآن بإجراء تعديلات على القانون».

وفي المواقف ايضاً، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمّار: إننا نسمع الآن على المستوى الداخلي نغمة من بعض الأفرقاء اللبنانيين، حيث يريدون الانقلاب على قانون الانتخابات النافذ حالياً، والذين هم أنفسهم صوّتوا عليه في الدورة الماضية وصادقوا عليه.

 

جعجع للتعبير عن الاستياء

لكن قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: انه لم يعد مفهوماً ولا مقبولاً ما يقوم به الرئيس نبيه بري. فقد أشرف بنفسه على انتخاب رئيسين للجمهورية من دون أي تعديل دستوري، رغم أن انتخابهما كان يستوجب تعديلاً في الدستور. وقد برّر ذلك يومها بأن أكثريةً كبرى، تفوق الأكثرية المطلوبة لتعديل الدستور، أقرت توجهاً معيناً، وبالتالي يُعتبَر هذا التوجّه بمثابة موافقة ضمنية على التعديل. وهذا يعني عملياً أن تلك الأكثرية كانت مع تعديل الدستور طالما أنها انتخبت الرئيسين.فكيف يسمح لنفسه اليوم أن يضرب عرض الحائط باقتراح القانون المعجّل المكرّر الذي وقّع عليه أكثر من 67 نائباً، أي ما يفوق الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي؟ وحتى لو سلّمنا جدلاً بالحجج التي يتذرع بها الرئيس بري، انطلاقاً من تمسّكه بالنظام الداخلي للمجلس النيابي، فإن هذه الحجج تسقط من أساسها، لأن النظام الداخلي نفسه خاضع لإرادة الأكثرية المطلقة التي تصوّت عليه وتعدّله.

اضاف جعجع: إن ما يقوم به الرئيس بري يشكّل مخالفة صريحة لأحكام الدستور والنظام الداخلي واعتداءً على حقّ الأكثرية النيابية، وهو أمر لم يعد مقبولاً. وأدعو جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري اليوم تعبيرا عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس.

 

مجلس الوزراء

يتضمن جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الاربعاء 14 بنداًابرزها: تعيينات مختلفة. وآلية تحديد ودفع المساعدة عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية من جراء العدوان الإسرائيلي بعد تاريخ ٨/١٠/٢٠٢٣. وطلبات وزارية ونقل اعتمادات وتوقيع إتفاقيات وقبول هبات. واموراجرائية ادارية.

 

جابر لاتفاق مع صندوق النقد

مالياً، اعلن وزير المال ياسين جابر ان الوجهة هي السير مع صندوق النقد الدولي، داعياً الى وصول اتفاق مع صندوق النقد الدولي للخروج من الازمة.. مؤكداً على الاصلاح المصرفي، وعدم الاستغناء عن المصارف، تاركاً الحرية لأي مصرف ان يعلن ما اذا كان سيستمر بالعمل ام لا، انطلاقاً من اعادة الرسملة وغيرها.

وقال: ان المصرف المركزي مليء وهو الذي سيصدر السندات في ماخص قضية التسديد للمودعين، واضاف: بالارقام طرح المصرف المركزي افكاراً غير نهائية عن شوائب الفوائد المبالغ فيها، وموضوع التحويلات بين الليرة والدولار وموضوع الاموال غير المشروعة التي لا يمكن شطبها.

 

شهيدان وغارة

يبدو ان العدو الاسرائيلي قرر الاستمرار في القتل المجاني للبنانيين فواصل استهدافهم ولو في اماكن عملهلم، حيث شنت مسيّرة معادية عصر أمس الإثنين، غارة استهدفت شابين يتوجهان الى عملهما في منشرة خشب في بلدة البياض قرب الناقورة بقضاء صور حسبما اظهرت الصور قبل الغارة، وافيد عن إرتقائهما شهيدين وهما الشقيقان حسن وحسين سليمان من بلدة البياض، وسقوط جرحى جراء الغارة التي جرت على مرأى من والدة الشهيدين التي هرعت نحو المكان تصرخ «يا ولادي».

وزعم جيش الاحتلال انه: «قضينا على حسين إبراهيم سليمان من لواء قوة رضوان التابع للحزب في غارة استهدفته في بلدة البياض.

وافيد بأن بأن قوة إسرائيلية معادية توغّلت في وادي هونين باتجاه بلدة مركبا، حيث عملت على رفع سواتر ترابية، وجرفت جرافة عسكرية اسرائيلية بحماية عدد من الاليات والدبابات، داخل الاراضي اللبنانية اسفل موقع «المرج»، بين بلدتي عديسة و مركبا.

وألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية في حي الكساير شرق مدينة ميس الجبل، من دون تسجيل اصابات.

وحلق الطيران الحربي المسيّر الاسرائيلي على علو منخفض جدا فوق قرى قضاء الزهراني. وفي مناطق الضاحية الجنوبية وعاليه.

********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

ابراهيم ناصرالدين

لبنان يتبلّغ اول احاطة امنية ــ سياسية بعد «شرم الشيخ»

«جس نبض» مصري حول التفاوض وقلق من «اسرائيل»

اورتاغوس لرفع منسوب الضغط ولا تبنٍ للتهديد بالحرب؟!

 

بعد ايام من بدء قوات الاحتلال الاسرائيلي موجة من الغارات العنيفة، وارتفاع منسوب استباحة دماء اللبنانيين في الجنوب والبقاع، باغتيال ممنهج عبر المسيرات، 10 شهداء خلال 72 ساعة، يتلقى المسؤولون اللبنانيون اليوم، اولى الاحاطات السياسية – الامنية لمرحلة ما بعد وقف النار في غزة، ومؤتمر شرم شيخ، وانعكاساته المفترضة على الساحة اللبنانية، مع وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان آتيةً من «اسرائيل» حيث كانت في الساعات الماضية على الحدود مع لبنان، وشاركت بحسب الاعلام الاسرائيلي في الاشراف  مع وزير الحرب اسرائيل كاتس على عملية اغتيال احد المقاومين في البقاع. الاحاطة الثانية، مصرية، مع ترقب وصول رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد اليوم، الذي التقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الاسبوع الماضي، في زيارة استكشافية، تحمل عنوان «جس النبض» والبحث في سبل تحريك الملف اللبناني لدرء مخاطر احتمالات التصعيد الاسرائيلي حيث يتولى الاعلام العبري موجة «تهويل» جديدة بالحرب، وقد حرصت مصادر اميركية بالامس على التخفيف من وقعها عبر تسريب معلومات تنفي صحة التهديد باندلاعها، معتبرة التأويلات حول رسائل بهذا المعني تحملها اورتاغوس بانها مختلقة ولا اساس لها من الصحة.!

 

وبانتظار معرفة طبيعة المشهد المقبل، وما اذا كانت «رسائل» اورتاغوس حقيقة او للتضليل، يشتد «الكباش» الانتخابي مع ارتفاع حدة السجالات السياسية حول قانون الانتخاب، في ظل اشتباك سياسي مفتوح، وتبادل «حرب» زيارات الوفود النيابية الى المقرات الرسمية، من المتوقع ان يتعرض الفريق المعارض لانعقاد الجلسة التشريعية اليوم لانتكاسة مع تامين «تكتل الاعتدال الوطني» للنصاب، بينما تدخل الحكومة حلبة الصراع مع ادارج مشروع قانون وزير الخارجية لتعديل القانون على جدول اعمال جلسة يوم الاربعاء، علما ان دخول مجلس النواب قريبا في جلسات مفتوحة لمناقشة الموازنة تمنع عرض اي مشروع او اقتراح قانون خارج هذا الاطار، ما يجعل احتمالات «القوطبة» على صلاحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري شبه مستحيلة.

 

تغيير «قواعد العمل»

ووفق مصادر دبلوماسية، بحثت اورتاغوس في «اسرائيل» «تغيير قواعد العمل» على الساحة اللبنانية، دون ان تتضح طبيعة السياسة المستقبلية، لكن المؤكد انها ستحمل معها زعما اسرائيليا بتراجع الجيش اللبناني عن القيام بإجراءات جدية لنزع سلاح الحزب، وهي ستركز في محادثاتها على تفعيل عمل المؤسسة العسكرية، مع دعوة لمنع الحزب من اعادة بناء نفسه والتسلح من جديد، وهو الامر الذي سيعمل عليه السفير ميشال عيسى فور تسلم مهامه. وستكرر اورتاغوس «لازمة» ان واشنطن لن تستطيع «كبح جماح» «اسرائيل» وكل الاحتمالات واردة..في المقابل فان رئيس الجمهورية يريد معرفة ما اذا هناك شريك اسرائيلي جدي مستعد للتفاوض، او ان العرض المطروح على «الطاولة « لا يزال نفذوا ما عليكم ولا ضمانات، ولا تراجع عن فرض الشروط تحت «النيران».

 

«تهويل» إسرائيلي بالحرب

وقد غادرت اورتاغوس «اسرائيل» على وقع تهويل اعلامي -امني بالتصعيد على الحدود الشمالية، حيث خرج احد الجنرالات في قيادة منطقة الشمال الجيش للحديث عن استعداد لايام قتالية عديدة لمنع ما زعم انه نجاح الحزب في اعادة تنظيم نفسه، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي لن يتراجع هذه المرة قبل تقويض كامل قدرات الحزب. وقد كشفت وسائل الاعلام عن تقارير امنية تدعي ان عددا من المستوطنات معرضة للخطر المباشر من الحزب الذي يستعد، بحسب الاستخبارات الاسرائيلية، لخوض حرب تكتيكية على الحدود قد يبدأها بهجوم مفاجىء. هذا التقييم، لم يمنع الانقسام داخل «اسرائيل» حيث دعا بعض الضباط السابقين الى عدم ارتكاب الاخطاء مجددا، والاكتفاء بتكثيف القصف على لبنان، لان الجيش بعملياته راهنا قادر على انهاء المهمة، ولا يحتاج الامر الى مناورة برية محفوفة بالمخاطر. في المقابل دعا آخرون، الى ضرورة البدء بمواجهة حاسمة لان حرب الاستنزاف لن تكون في مصلحة «اسرائيل».

 

زيارة رجل «الظل»

في هذا الوقت، تقصدت القاهرة الاعلان عن زيارة مدير مخابراتها حسن رشاد الى بيروت، لان حضوره لا يحمل اي صفقة او تسوية تسعى السلطات المصرية الى عرضها على الجانب اللبناني، والا لكانت حصلت الزيارة بسرية، تتناسب اصلا مع دور المبعوث المصري الذي يعمل عادة في «الظل»، كما انه لا يحمل معه اي رسالة تهديد او انذار من قبل «اسرائيل»، لا تقبل مصر لعب هذا الدور، كي لا تتحمل عبء النتائج لاحقا. ولهذا تندرج هذه الزيارة التي قد لا تكون الاخيرة، في سياق محاولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي  للاستفادة من زخم وقف النار في غزة، ودور مصر في نجاحه، ومؤتمر شرم الشيخ، لمحاولة كسر الجمود على الساحة اللبنانية واخراج لبنان من دائرة الخطر الإسرائيلي الجامح، والذي تخشى منه السلطات المصرية العارفة بشكل دقيق لما يدور في عقل رئيس حكومة «اسرائيل بنيامين نتانياهو واعضاء حكومته المتطرفة.

 

لا تجاوب اميركي مع قطر

ويمكن الجزم، ان الحراك المصري جاء بعد ادراك القاهرة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يضع الملف اللبناني ضمن اولوياته، وعلم في هذا السياق، ان محاولة امير قطر ورئيس الوزراء القطري فتح باب النقاش حيال الوضع اللبناني على هامش توقفه للتزود بالوقود في الدوحة، لم تقدم اي جديد، ووفق مصادر دبلوماسية لم يكن وفريق عمله مستعدين للنقاش، بل عاد وكرر المقاربة الاميركية التي تتحدث عن موعد راس السنة كي تؤكد الدولة اللبنانية التزامها بنزع سلاح الحزب. وهو ما ابلغه القطريون للمسؤولين اللبنانيين، وما سبق وتبلغته القاهرة من ترامب خلال حضوره قمة شرم الشيخ. ولهذا ياتي التحرك المصري في سياق ايجاد ثغرة في الجدار لمحاولة وضع الملف اللبناني على طاولة التفاوض في ظل اصرار الإسرائيليين على محاولة فرض الاملاءات «بالنار».

 

ماذا يحمل رشاد؟

ويفترض ان ينقل رشاد الى رئيس الجمهورية جوزاف عون، «رسالة» من الرئيس السيسي تتضمن تقييما للوضع في المنطقة ولبنان بعد اتفاق وقف النار في غزة. في ظل مؤشرات مقلقة حيال التصعيد الاسرائيلي. وينتظر ان يسمع منه الترجمة العملية لاستعداد لبنان للدخول في مفاوضات لاجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية. وسيقدم شرحا عما يمكن ان تقوم به مصر بهذا الخصوص. علما ان القاهرة تقوم باتصالات بعيدة عن الاضواء تشمل عدة دول في الاقليم، لمحاولة ايجاد موقف عربي جامع يساعد في تجنيب الساحة اللبنانية اي مغامرات اسرائيلية جديدة، وسيبلغ الرئيس عون دعم بلاده مقاربته الموضوعية لعملية التفاوض المقترحة التي تحتاج الى المزيد من التفصيل التي يامل ان يكون عنها مدير الاستخبارات الصورة الكاملة قبل تسويقها وعرضها على الجانب الآخر.

 

اسئلة لبنانية للضيف المصري؟

من جهته سيكون امام الضيف المصري اسئلة من قبل الرئيس حول جدول  اعمال التفاوض ومن الواضح ان «اسرائيل» لا تريد مفاوضات بل الى فرض اتفاق من جانب واحد، في محاولة لفرض شروط الاستسلام على لبنان، والوصول إلى ما هو أبعد من تطبيق القرار 1701، مستفيدة من تغطية اميركية غير مسبوقة للموقف الاسرائيلي، بينما المطلوب التزام اميركي بالضمانات السابقة والانتقال الى بلورة صيغة جديدة تحتاج الى ضامن، والا فلن تبصر النور لان بنيامين نتانياهو يريد فرض اتفاق امني من جانب واحد،ومنطقة عازلة خالية من السكان، اضافة الى تنسيق امني مباشر تحت غطاء لجنة «الميكانيزم» لتوسيع ما تسميه منطقة امنية خالية من اي سلاح ثقيل تمتد حتى نهر الأولي في صيدا، مع تدخل في تحديد تسليح الجيش اللبناني الذي سيسمح له فقط باسلحة «غير مؤذية». وهذه شروط «اذعان» لا يمكن للبنان ان يقبل بها سواء تحت الضغط او بدونه.

 

ترهيب لا ترغيب

والسؤال المطروح اليوم، هل سيحمل الضيف المصري اي نوع من الترغيب مقابل بالترهيب الاميركي؟ واذا كانت واشنطن ترفض تقديم اي ضمانات مقابل «حصرية السلاح»، هل تملك القاهرة ما يمكن ان تقدمه؟ لا يبدو ذلك، بحسب اوساط مطلعة. وبالانتظار، سيكون امام الرئيس عون تثبيت «الخطوط الحمراء» اللبنانية التي لا يمكن التنازل عنها،مع الاستعداد للتفاوض لحل كل القضايا العالقة بما يؤمن الحد الادنى من المصالح الوطنية، مع الاخذ بعين الاعتبار موازين القوى الراهنة. وعشية الزيارة، التقى السفير المصري علاء موسى رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة واضعا اياهما في طبيعة تحرك رئيس المخابرات المصرية، متمنيا ان تكون لدى الجهة اللبنانية اجوبة واضحة ازاء بعض الاستفسارات المصرية حول ملفات حساسة ترتبط باحتمال التفاوض مع «اسرائيل».

 

 

هل يستفيد عون من معادلات قاسم؟

وفي سياق متصل، تؤكد مصادر مقربة من الحزب، ان الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم منح رئيس الجمهورية ورقة تفاوض ايجابية مع الزائر المصري، بعدما قدم قراءة واقعية لدور سلاح المقاومة، دفاعي لا هجومي، وقوله انه لا رغبة بالحرب لكن لا توجد اي نية للاستسلام، وما تملكه المقاومة من قدرات لن تستخدمها الا اذا ما اختارت «اسرائيل» توسيع عدوانها. ما الذي تعنيه هذه المعادلة؟ بشكل واضح، اراد الشيخ قاسم ايصال «رسالة» واقعية تفيد بانه لا دور اقليميا لهذا السلاح بعد اليوم، وما تم التوقيع عليه في اتفاق وقف النار من قبل الدولة التي تبنت ما تفاوض عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري،تلتزم به المقاومة، وهو محطة اساسية لبناء استقرار امني على الحدود اذا التزمت «اسرائيل» بمندرجاته. ولا حاجة للتفاوض على ما هو ابعد من ذلك لتثبيت معادلة الامن مقابل الامن، اما اي عرض للتفاوض غير المحدد الشكل فليس المشكلة الاساسية راهنا لان التجربة اثبتت وجود طريق غير مباشرة وفاعلة افضت الى نتائج مثمرة، تثبيت الحدود البحرية، اما المشكلة فتبقى حول المضمون.

 

 

 الاعتداءات الاسرائيلية

ميدانيا، شنت مسيّرة معادية، غارة استهدفت محيط منشرة خشب في بلدة البياض بقضاء صور، حيث استشهد الشابان الشقيقان حسن وحسين سليمان، في الغارة. وكذلك حلق الطيران الحربي المسير الاسرائيلي على علو منخفض جدا فوق قرى قضاء  الزهراني. وفي محاولة لتبرير الاعتداء على قوات «اليونيفيل»، زعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على «أكس»: ان هذه القوات اسقطت مسيرة درون تابعة للجيش الاسرائيلي في منطقة كفركلا في جنوب لبنان خلال نشاط روتيني لجمع المعلومات والاستطلاع وذلك رغم عدم تشكيله أي تهديد عليها. واقر انه بعد إسقاط الدرون ألقت قواته قنبلة يدوية على المنطقة التي شهدت إسقاط الدرون. ولم يتم استهداف قوات «اليونيفيل».

 

«الكباش» الانتخابي

 

انتخابيا، المواجهة السياسية على اشدها، وبعد ان أكد نواب «القوات اللبنانية» و»الكتائب» والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي ونعمت افرام وعدد من نواب «التغيير»مقاطعتهم الجلسة التشريعية اليوم، والتي تم توزيع جدول اعمالها دون ان تلحظ مشروع القانون الذي يتيح للمغتربين التصويت لـ128 نائبا، يبدو النصاب مؤمنا بعد اعلان مصادر تكتل «الاعتدال الوطني» حضور الجلسة، كونه لا يتبنى المقاطعة كنهج في العمل التشريعي. وفيما تدخل الحكومة حلبة الصراع يوم الاربعاء مع وضع مشروع وزير الخارجية على جدول الاعمال، هاجم رئيس «القوات»  سمير جعجع الرئيس بري من جديد، وقال في بيان انه «ليس مفهوماً ولا مقبولاً ما يقوم به… ودعا جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة اليوم تعبيرا عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس.في المقابل، زار وفد نيابي، ضم نوابا من كتلة «الوفاء للمقاومة» وكتلة «التنمية والتحرير» والنائب جهاد الصمد، الرئيس عون، وشرحوا موقفهم من التمسك بالقانون الحالي لان» هناك شرائح لا يمكن ان تمارس دورها، ما يعطّل أهم مبدأ وهو تكافؤ الفرص، وعلم ان الرئيس شدد امام الوفد ان ما يهمه، هو ان تحصل الانتخابات في مواعيدها، دون الدخول في تفاصيل اخرى..

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الجلسة التشريعية على كف عفريت..

جدد رئيس الجمهورية التأكيد على ان ما يشدد عليه هو ان تجري الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في شهر أيار المقبل، وان من حق اللبنانيين المنتشرين في الخارج ان يشاركوا في الحياة السياسية اللبنانية لانهم ليسوا فقط للمساعدة المادية لعائلاتهم بل لهم الحق في ان يكون لهم الرأي في مستقبل بلدهم. واضاف: «انا وانطلاقا من احترامي لمبدأ فصل السلطات فاني اعتبر ان مجلس النواب هو الذي يقرر، لكن للمنتشرين حقا علينا يجب احترامه. اكرر ان ما يهمني هو ان تجري الانتخابات في موعدها». كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا نيابيا حضر الى قصر بعبدا مطالبا باجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ راهنا. وضم الوفد النواب: علي حسن خليل، محمد الخواجة، فادي علامة، غازي زعيتر، علي خريس، قاسم هاشم، جهاد الصمد، حسن فضل الله، امين شري، علي عمار وحسين الحاج حسن. وعرض النائب علي حسن خليل باسم أعضاء الوفد وجهة نظرهم حيال اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ، كما تحدث عدد من النواب حول الموضوع نفسه عارضين لمواقفهم من الدعوات الى الغاء الدائرة 16 الواردة في القانون الحالي. وبعد اللقاء تحدث النائب خليل للصحافيين فقال: «تشرفنا اليوم بلقاء فخامة الرئيس وتداولنا معه في ما يجري من نقاش حول قانون الانتخاب ومحاولة بعض الكتل اقتراح تعديل على القانون النافذ والمعمول به. وقد أكدنا لفخامته اولا ان القانون النافذ هو قانون حائز على إجماع من قبل المجلس النيابي وكان نتاج نقاش وطني طويل توصلنا فيه الى صيغة لتمثيل الاغتراب عبر اقرار الدائرة السادسة عشرة التي اعتبرت انجازا كبيرا في حينه. واليوم هناك محاولة لتعديل هذا القانون بما يتنافى مع الاصول التي يجب ان تراعي ان هذا القانون كان دائماً نتيجة توافق لبناني واسع يمارس فيه اللبنانيون قناعاتهم على قدم المساواة. وقد لفتنا فخامة الرئيس الى ان هناك شرائح واسعة من اللبنانيين موجودة في بلاد الانتشار، ليس لديها اليوم قدرة على ممارسة دورها بحرّية مطلقة، تسمح لها بالتعبير عن خياراتها، وبالتالي هذا الامر يعطل مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الناخبين. ونحن حريصون على اجراء الانتخابات في مواعيدها من دون اي تعديل على الاطلاق كما من دون اي تأجيل، وحريصون على تطبيق هذا القانون وندعي الجميع للالتزام به والانخراط جدياً للتحضير للانتخابات على هذا الأساس». وأضاف: «من هنا نتمنى على الحكومة ان تلحظ وتأخذ في الاعتبار ان مناقشة مثل هذا الامر ستؤدي الى شرخ والى انقسام وطني كبير. وللمناسبة، ولأنني سمعت من على هذا المنبر أنه ليس هناك امكانية لتطبيق القانون في ما يتعلق بالدائرة السادسة عشرة من قبل بعض الزملاء الذين تحدثوا عن هذا الامر، أريد أن أؤكد ان القانون واضح في المادة 23 ويدعو الى تشكيل لجنة من قبل وزيري الخارجية والداخلية، وهذه اللجنة تم تشكيلها في العام 2021 وتتضمن تمثيلاً لكل الوزارات والادارات المعنية وكانت واضحة واعدت تقريرها الذي يوزع هؤلاء النواب، ووضعت الاطر التنفيذية بدءا من آليات الترشح وصولاً الى الحساب المالي والمراقبة وكل ما يتصل بالعملية الانتخابية. وقد سلمنا فخامة الرئيس نسخة عن هذا التقرير الذي يرد برأيي على كل النقاش المفتوح اليوم حول عدم القدرة على تطبيق القانون النافذ حالياً. وأي تجاوز لهذا الامر، يشكل انقلابا على الانتظام العام للقوانين وتحديداً قانون الانتخاب».

سئل: ما هو ردكم على الكلام الذي قيل بأن الرئيس بري يخطف مجلس النواب مجدداً ولديكم قلق كثنائي أنه في حال تعديل القانون واقتراع المنتشرين لـ 128 نائبا، من تغيير موازين القوى داخل مجلس النواب؟

اجاب: «إن الرئيس بري كان دائماً واليوم أكثر من اي وقت آخر، حريصا على عمل المجلس النيابي كما هو حريص حتى على الذين يعطلون عمل المجلس النيابي والتشريع والقيام بواجب المجلس الاول وهو اقرار القوانين الاصلاحية ومواكبة عمل الحكومة. وغداً هناك جلسة لمجلس النواب، وسنرى من يعطل انعقاد المجلس، او من سيغيب عن الجلسة، ويحاول تعطيل انعقاد المجلس. وهذا الامر في الحقيقة هو مردود على اصحابه، وجزء من التعبئة السياسية والتي يفترض اصحابها انه من خلالها سيكون لديهم جمهور أوسع. وأنا ادعو هؤلاء للتركيز على الانتخابات النيابية لأنها ستحصل في مواعيدها».

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

مدير المخابرات المصرية وبدعم سعودي سيبحث آلية عملية للتفاوض

جلسة الغدر بالمنتشرين

 

سيشكل انعقاد جلسة التشريع النيابية اليوم إذا ما عُقدت انكشافًا كاملًا للتسلّط الذي مارسه رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس في حق المغتربين في التصويت لـ 128 نائبًا أسوة بالمقيمين فحسب، وإنما في حق الدستور والنظام الداخلي للبرلمان والأعراف المتبعة في لبنان ونظامه البرلماني. وبالتالي، سيشكل حضور من يحضر من النواب هذه الجلسة بمثابة طعنة بمئات الآلاف من اللبنانيين المنتشرين في العالم والذين لم يبخلوا على المقيمين بشيء في زمن الشدائد، فكان جزاؤهم كما قرر بري حرمانهم من حق الاقتراع الدستوري.

 

وبالتوزاي، جاء الإعلان عن عقد جلسة لمجلس الوزراء غدًا في قصر بعبدا وعلى رأس جدول أعمالها مشروع تعديل قانون الانتخابات الذي رفعه في وقت سابق إلى المجلس وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي بمثابة تعويض عن جلسة الغدر النيابية لو تسنى أن تُعقد اليوم.

 

“بوانتاج” غير نهائي

وعشية الجلسة النيابية، أفادت المعلومات بأنه حتى مساء أمس بلغ عدد النواب الذين سيوفرون نصابها 69 نائبًا. لكن هذا العدد ما زال خاضعًا للتناقص في حال تراجع عدد من النواب الذين وافقوا على حضور الجلسة عن موقفهم، ما يعني أن باب المفاجآت مفتوح.

 

وأحصت هذه المعلومات عدد الذين حسموا مقاطعتهم الجلسة لغاية مساء أمس بـ 49 نائبًا وهم ينتمون إلى كتل “الجمهورية القوية” و”الكتائب”  و”تحالف التغيير”  و”تجدد” وعدد من نواب كتلتي “الاعتدال الوطني” و”اللقاء الديمقراطي” إضافة إلى عدد من النواب الغائبين لأسباب مختلفة.

 

في المقابل، فإن النواب الذين سيحضرون الجلسة بلغ عددهم 69 نائبًا ينتمون إلى كتلتي “أمل” و”الحزب” ومن سيحضر من كتل “الاعتدال الوطني” و”اللقاء الديمقراطي” و”الوطني المستقل” و”اللقاء النيابي التشاوري” وعدد من المستقلين والتغيريين و”التوافق الوطني”. وبقي عدد من النواب لم يحسموا بعد موقفهم وهم من التغييريين.

 

تسلّط بري على الدستور

وقرأت أوساط سياسية بارزة عبر “نداء الوطن” المشهد النيابي فقالت إن الجلسة التشريعية تحولت إلى منازلة ليس فقط حول موضوع المغتربين على أهميته، بل حول إدارة رئيس مجلس النواب للجلسة. أضافت: “لا مشكل في الخلاف السياسي، لكن المؤسسات تبقى الفيصل في حسم اتجاهات أي خلاف من خلال التصويت. لكن هذا لم يحصل عندما أصرّ بري على مخالفة صريحة للدستور فصادر ولا يزال مشاريع القوانين ووضعها في أدراجه بحجج ساقطة”.

 

وتابعت هذه الأوساط: “ما يحصل هو مخالفة للدستور والنظام الداخلي والأعراف المتبعة الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه. نحن أمام مواجهة من طبيعة دستورية حول إدارة الدولة”.

 

ووصفت الأوساط الموقف الذي أعلنه النائب علي حسن خليل باسم الوفد النيابي الذي يمثل ثنائي “أمل” و”الحزب” بعد زيارته أمس قصر بعبدا بأنه “تهديد للحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في حال بحثت الحكومة مشروع تعديل قانون الانتخابات وأقرته، لأن بري سيلجأ مجددًا إلى عدم وضع مشروع الحكومة على جدول أعمال جلسة تشريعية مقبلة”.

 

وخلصت هذه الأوساط إلى القول: “ما يحصل هو كارثة كبرى. لا يمكن أن تدار الدولة وفق أهواء أشخاص بل انطلاقًا من الدستور، أي مثلما قال الرئيس فؤاد شهاب انطلاقا من الكتاب. إن المعركة اليوم هي معركة تطبيق الدستور. كما إن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معنيان بهذه المعركة”.

 

قناة بري التلفزيونية تهاجم “القوات اللبنانية”

وفي السياق، شنت  قناة “NBN” التابعة لبري هجومًا عنيفًا على حزب “القوات اللبنانية” في مقدمة نشرتها الإخبارية. وجاء في المقدمة: “وقت الوشاية والتعطيل… قوات، والتاريخ يشهد… في فعل الوشاية هم سباقون وفي التعطيل هم مبدعون… زمن يتحدث فيه جعجع عن تهاوي مؤسسات الدولة تحت وطأة التعطيل، فيما هو نفسه يقود حملة هذا التعطيل من خلال مقاطعة نوابه للتشريع والسعي لفرض أجندته السياسية ببنودها الضيقة على جدول الأعمال الوطني والهدف الحقيقي هو لا اقتراع للمغتربين ولا من ينتخبون بل تطيير الاستحقاق برمته…”.

 

جعجع والموقف من بري

وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قال في بيان: “ليس مفهومًا ولا مقبولًا ما يقوم به الرئيس نبيه بري. فكيف يسمح لنفسه اليوم أن يضرب بعرض الحائط اقتراح القانون المعجل المكرر الذي وقع عليه أكثر من 67 نائبًا، أي ما يفوق الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي؟”.

 

وتابع: “إن ما يقوم به الرئيس بري يشكل مخالفة صريحة لأحكام الدستور والنظام الداخلي واعتداء على حق الأكثرية النيابية، وهو أمر لم يعد مقبولًا، لأن أكثرية اللبنانيين تتطلع إلى قيام دولة فعلية، لا يعيق قيامها وجود سلاح خارجها فحسب، بل أيضًا مثل هذه الممارسات التي تتجاهل الدستور وتضرب عمل المؤسسات وفي طليعتها المجلس النيابي”.

 

وختم: “من هنا، أدعو جميع النواب، من مختلف الانتماءات السياسية، إلى عدم حضور الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري، تعبيرًا عن الاستياء العام من الطريقة التي يدير بها شؤون المجلس. وننتظر منه خطوة إيجابية أولى، ولو يتيمة، توحي بأنه بصدد تغيير نهجه في إدارة مجلس النواب، وتتمثل بوضع اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة”.


أورتاغوس في بيروت ومعها ملف التفاوض

من جهة ثانية، علمت “نداء الوطن” أن التفاوض مع إسرائيل سيكون الطبق الأساسي في لقاءات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم مع رئيس الجمهورية جوزاف عون والمسؤولين، وبالنسبة إلى موقف لبنان فسيستمع الرئيس عون إلى الآلية التي ستطرحها أورتاغوس والتي تحملها معها، علمًا أن الرئيس عون أكد أنه مع التفاوض برعاية أميركية.

 

وعلم أيضًا، أن ما يحصل مع أورتاغوس والسفير المصري علاء موسى الذي جال أمس على الرئيسين عون وسلام هو محاولة لمنح لبنان الفرصة الأخيرة لتجنيبه حربًا إسرائيلية جديدة. لكن المؤشرات تفيد بأن الأمور ليست على ما يرام نتيجة إصرار “الحزب” على التمسك بسلاحه.

 

مدير المخابرات المصرية في بيروت

بدوره قال مصدر سياسي لـ “نداء الوطن” إن مدير المخابرات المصرية حسن رشاد الذي يصل إلى بيروت اليوم لا يحمل رسالة إسرائيلية، وإن تصوير الزيارة في هذا الإطار هو استخفاف بالدور العربي الذي تمثله مصر.

 

أضاف المصدر: “الحراك المصري تجاه لبنان مدعوم سعوديًا وهدفه بلورة تصور داعم للبنان عنوانه آلية عملية لمبدأ التفاوض شبيه بما اعتمد في اتفاقية غزة. كما إن ⁠الزيارة بمثابة استكشاف لإمكانية عقد قمة في شرم شيخ أو في مدينة الرياض لتوقيع اتفاقية سلام وهذا يحتاج إلى التزام لبناني واضح بتنفيذ ما سبق والتزم به الحكم الجديد في لبنان لجهة سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الشرعية وحصر قرار السلم والحرب بيدها دون سواها”.

 

وخلص المصدر إلى القول: “إن ⁠أي مشروع حل عربي أساسه التزام بالقرار العربي بعيدًا من الزواريب اللبنانية والتعهدات الجانبية التي صارت مكشوفة للخارج وفترة السماح للبنان قاربت على الانتهاء”.

 

مقتل شقيقَين في غارة إسرائيلية

ميدانيًا، قتل شقيقان في غارة إسرائيلية على بلدة البياض قضاء صور مساء أمس بحسب ما أعلنت وزارة الصحة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل “حسين إبراهيم سليمان من كتيبة تابعة لوحدة “الرضوان”، وحسن إبراهيم سليمان من “الحزب”؛ ونسب إليهما “العمل على دفع مخططات إرهابية باتجاه أراضي إسرائيل”.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram