المقاومة في لبنان : جدار الكرامة الذي لا تهدمه العواصف
في زمن تتقاذفه العواصف السياسية وتتهاوى فيه الجدران التي بنتها الأوطان من عرق شعوبها، تقف المقاومة في لبنان كجدارٍ من نار، لا تحترق، بل تُحرق كل من تسوّل له نفسه العبث بكرامة هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بروحه.
منذ عقود والمقاومة في لبنان ليست مجرد بندقية، بل فكرة وعقيدة، حبّ للأرض لا يُشترى جسّدت المقاومة معنى الانتماء الحقيقي، حين لم تنتظر اعترافًا دوليًا ولا دعما سياسيًا، بل بقيت وحدها في الساحة، تحفر في الصخر، وتكتب على الجراح قصائد الصمود ترجمتها انتصارات ومعارك
نعم ليست الرواية قديمة فقط، بل تتجدد. ففي اي معركة حاول العدو فرض معادلاته، كانت المقاومة اللبنانية طرفًا مباشرًا، حاضرة بقوة، ترقب وتعدّ الساعات، وترسل رسائل الردع بلغة لا يفهمها إلا من ذاق نار الجنوب.
وفي السنوات التالية 2023 و2024 حاول الكيان المحتل جس النبض، ملوّحًا بتهديدات على حدود لبنان، فجاءه الردّ كالصفعة: بضربات دقيقة ومدروسة أربكت الحسابات وأعادت للعدو ذاكرته التي حاول نسيانها.
التقاومة لم يكن يوما الأمر تهويلاً إعلاميًا، بل حقيقة ميدانية فهمها العدو جيدًا، فاستدار إلى الداخل يضمد جبهاته
ليبقى سؤال يؤرق جوابه عند العدو وليفهمه الصديق " لماذا تصرّ أميركا على تقويض هذه المقاومة؟" فبكل ثقة الجواب ببساطة المقاومة وتحديدا الإسلامية واخواتها من الفصائل الفلسطينية والعراقية والسمنة فصائل لا تُشترى ولا تنكسر. وقد خرجت عن نصّ الهيمنة لتكتب سطورها بمداد الرفض، لا الخضوع وأميركا تخاف من النموذج، تخاف من الحكاية التي تقول إن الضعيف قد لا يملك الطائرات، لكنه حين يؤمن بقضيته، يهزم الجيوش.
المقاومة في لبنان لم تعد بندقية فقط، بل روح وطن. هي القلب الذي ينبض حين تتوقف النبضات، واليد التي تُرفع حين تُخفض الرايات ولهذا سيبقى الأميركي غارقًا في محاولات التقويض، وسيبقى لبنان واقفًا، ما دامت في الأرض نخلة تُثمر، وفي السماء نجم لا يخبو
بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي