هدن معلّقة على خشبة الصهيوني يصلبها الاميركي "

هدن معلّقة على خشبة الصهيوني يصلبها  الاميركي

 

Telegram

في مهبّ الألم وعلى بوابة الصمت الدولي، عُلّقت كلمة "هدنة" كما تُعلّق الآمال في أعناق الحالمين لم تكن الهدنة سلامًا، بل كانت صليبًا جديدًا، وُضع على أكتاف غزة المثقوبة، وسُمِّرت عليه روح الطفولة، ودم الأمومة، ووجع الأرض

كأن التاريخ يعيد مشهده القديم... حين صُلب نبيّ السلام على خشبة الغدر، يُعيد الاحتلال الكرّة، فيصلب في كل مفاوضة ما تبقّى من معاني عدالة. ولو كانت صورية 
لحظة يجلس الصهيونيُّ في محفل التفاوض، لن يمد بيد بيضاء، بل يحمل سوط خلف ظهره، وابتسامة ملوّثة بنَفَس النيران. بمسمى "هدنة"، ثم يطعنها من خاصرتها، ويعيدها جثةً مشروطة بلا حياة والمجتمع الدولي يغسل يديه، كما فعل بيلاطس البنطيّ ذات يوم. اكتفى بالنظر، وأدار وجهه عن المصلوب الجديد غزة، أطفال لا يعرفون ماذا تعني كلمة "هدنة"، لكنهم يعرفون كيف يبدو شكل السماء حين يسقط منها صاروخ وتتلبد السماء بدخان القذائف ويصبح الخوف ثمة الكبار والصغار ممزوجا بعزيمة الصمود وفهم طبيعة العدو واهدافه
غزة اليوم ليست فقط ضحية بل هي الشاهدة والشهيدة ، ليست مجرد ملف تفاوضي، بل رسالة حق تجسد المسيح الثاني، يُصلب كل يوم على خشبة الخذلان، ويُطعن كل لحظة ويذبح باتفاق جديد لا يمنح سوى هدنة تُولد ميتة كما حال املاءات ترامب وشروطه الهدنة التي يُروج لها انها نهاية حرب وهي ليست اكتر من فرصة منحت المحتل غطاء واعطت جيشه استراحة محارب وكانت للكيان الغاصب قناع لكنه هشّ يعمل لاخفاء جرائمه وسوء نواياه وعمليه بطش مؤجلة..... ليعيد تهيئة جحافل جيشه الذي فشل بتحقيق اي من أهدافه يقدمها انجازات لمستوطنيه فرئيس الحكومة لا يريد إلا أن يُنهي ما بدأه من تجريف لكل ما هو حيّ ويعرف أن عمر حكومته مرتبط باستمرار الحرب والتي يعمل منها لاستعادة دوره اسرائيل الذي خسرته قوة فاعلة بالشرق الأوسط تخلفها معظم الدول وتخشى بطشها وهو دور الكيان ضمن مهمة استعمارية هي سبب تأسيس اسرائيل وفشلت في تحقيقها والاستمرار فيها وفشل الغرب معها وعجز الأميركي برغم انغماسته بالحرب أكثر من فرض شروطها وتغليفها بهدنة شكلت متنفس لنتنياهو لكنها ترجمت خسارة استراتيجية لاسرائيل اسقطتها عن عرش تفوقها أنها القوة التي لا يمكن مواجهتها بالشرق الأوسط ووقعت صريعة أمام إرادة شعب اكتشف المقاومة وكتب من غزة سفر الزمان ومن رحم طوفان الأقصى معركة نهاية تفوق اسرائيل 
"فيا غزة، أنتِ المصلوبة التي لم تمت…" سال دمعها على الصليب، لكنّها لم تسقط، بل علمت العالم أن الأمل لا يُغتال، وأن القيامة آتية، حتى وإن طال زمن الجلجلة.
فلا هدنة مع جلّاد… ولا سلام على رُكام الحق.
 
بقلم : محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram