افتتاحية صحيفة الأخبار:
تلويح متجدّد بالحصار | إسرائيل للمقاومة: الحرب لم تنتهِ بعد
تضغط واشنطن وتل أبيب لإضعاف نفوذ "حماس" في قطاع غزة، وتهدد إسرائيل بالعودة إلى الحصار، بذريعة جثامين الأسرى، بينما تؤكد الحركة عجزها عن انتشال مزيد من الرفات.
في ما بدا محاولة للحدّ من نفوذها، عادت واشنطن وتل أبيب، إلى رفع الضغط على حركة «حماس»، التي أظهرت سيطرة كبيرة على الأرض في قطاع غزة، منذ البدء في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الإثنين الماضي. وفيما حذّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الحركة من الاستمرار في ما سمّاه «قتل الناس» في القطاع، في إشارة إلى العملاء، عاد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إلى نغمة أنّ «المعركة لم تنتهِ بعد»، تزامناً مع تهديد تل أبيب، بتقليص كبير في حجم المساعدات الداخلة إلى القطاع، ما لم تسلّم «حماس» جثامين 19 أسيراً إسرائيلياً قتيلاً، يزعم الاحتلال أنها لا تزال في القطاع.
وقتل العدد الأكبر من الأسرى في غارات إسرائيلية استهدفت مباني في غزة، ما يعني أنهم مدفونون تحت ركامها. وتقول «حماس» إنها سلّمت ما أمكنها العثور عليه من جثامين، وإنّ العثور على المزيد يحتاج إلى معدّات خاصة، وهو ما ترفضه تل أبيب. إذ نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول حكومي، القول إنّ إسرائيل سلّمت الولايات المتحدة، معلومات استخبارات تزعم أنّ «حماس» لا تقول الحقيقة بشأن عدم قدرتها على العثور على مزيد من الجثامين. وأكّدت «القناة 15» الإسرائيلية، بدورها، أنّ إسرائيل منعت الوفد التركي، الذي يضمّ فرق إنقاذ ومعدّات ثقيلة من دخول القطاع، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين، القول إنّ «حماس قادرة على إعادة جثامين المخطوفين، ولا داعي لدخول الأتراك غزة».
وكان جدّد نتنياهو، أمس، في أثناء حفل لإحياء الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، القول «إننا مصمّمون على إعادة كلّ الرهائن»، مضيفاً أنّ «المعركة لم تنتهِ بعد، لكنّ هناك أمراً واحداً واضحاً، هو أنّ كلّ من سيرفع يده علينا يدرك أنه سيدفع الثمن غالياً. إسرائيل تقف في الخطّ الأول للمواجهة بين الهمجيّة والحضارة». ويأتي ذلك غداة تهديد وزير الحرب، يسرائيل كاتس، باستئناف القتال ضدّ «حماس» في غزة إذا لم تلتزم الحركة بكامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وإعلانه أنّه أمر الجيش بإعداد «خطّة لسحق حماس» في حال تجدّد القتال.
وفيما طالب «منتدى عائلات الرهائن والمفقودين» حكومة العدو بتأخير تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق إن لم تسلّم جثث الرهائن الـ19 المتبقّية، نقلت «هيئة البثّ الإسرائيلية» عن مسؤول قوله إنه «إذا لم تفرج حماس عن جثامين الأسرى خلال أيام فسنقلّص دخول المساعدات (إلى قطاع غزة) بشكل كبير»، ما يعني عملياً العودة إلى الحصار الذي لم يُرفع بشكل كامل أصلاً؛ إذ أعلن مكتب الإعلام الحكومي في القطاع، أمس، أنّ «480 شاحنة مساعدات دخلت القطاع الأربعاء. وهي كمّية محدودة جدّاً. فالقطاع بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً».
وفي حين تعارضت هذه الاتّهامات الإسرائيلية لـ«حماس»، مع تأكيد ترامب، أول أمس، ردّاً على سؤال حول ما إن كانت الحركة ملتزمة بالاتفاق، «أنّهم ينقّبون. وهم يجدون الكثير من الجثث»، عاد الرئيس الأميركي وغيّر لهجته في مسعى واضح إلى الضغط على الحركة، وكتب على منصّة «تروث سوشال» أنه «إذا واصلت حماس قتل الناس في قطاع غزة، وهذا ليس جزءاً من الصفقة، فإنه لن يكون لدينا خيار سوى الدخول وقتلهم».
وسبق أن أعلن البيت الأبيض، في بيان، أنّ المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، وصهره، جاريد كوشنر، يعملان على ملف غزة، ويتحدّثان مع جميع الأطراف من أجل العثور على رفات كل الأسرى.
ومن جهته، ذكر موقع «أكسيوس»، الأميركي أنّ الولايات المتحدة أكّدت لإسرائيل، اهتمامها بمواصلة تنفيذ اتفاق غزة، مضيفاً أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، تحدّث إلى ويتكوف وكوشنر، وبحث قضية جثامين الأسرى ومواصلة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة؛ علماً أنه شارك في الاتصال، قائد «القيادة المركزية الأميركية»، الأدميرال براد كوبر.
***********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
فضيحة “المياه النظيفة” هل تمرّ بلا مساءلة؟ سلام من صيدا: الإعمار والعودة وحصرية السلاح
غسان سكاف من عين التينة: نحو الغاء اقتراع المغتربين وطالبت بإرجاء موعد الانتخابات أسابيع لإتاحة المجال لحضورهم والاقتراع في لبنان.
لم تحجب عودة الاهتمامات الرسمية والسياسية بالملفات “الكبرى”، سواء منها ما يتصل بملف حصرية السلاح في يد الدولة، أو المأزق الآخذ بالتصاعد حيال حسم مصير تصويت المغتربين وتحرير الاستحقاق الانتخابي من حقل الغام يترصده، أو التحفّز للملف المالي المتشعّب الاستحقاقات والموغل بدوره في مستويات من الخطورة، كل هذا لم يحجب ترددات وأصداء وتداعيات “فضيحة” وزارية محققة يتشاطر مسؤوليتها وزيرا الزراعة نزار هاني والصحة العامة ركان ناصر الدين مهما سيقت تبريرات للتخفيف من وطأتها. فأن تأتي النتائج المخبرية أمس كما أعلن وزيرا الزراعة والصناعة كل من جانبه، ومن ثم صدر بيان رسمي مسائي عن وزارة الصحة، أكد سلامة ونظافة “مياه تنورين” و”تبرئتها” من وصمة التلوث بعدما كاد تشهير بها يفضي إلى انهيار وإقفال شركة وطنية تضم مئات العاملين والموظفين، فهو أمر من غير الجائز التسامح بمروره من دون مساءلة في الحدود الدنيا للمساءلة الشفافة إذا أتيح لمعايير الشفافية التي تعلن الحكومة التزامها أن تنفذ. هذه الفضيحة أخذت جانباً غير مسبوق من انشغالات الرأي العام في ظل الخوف البديهي من شبهة التلوث أولاً، وتالياً فتحت ملف إدارة قضايا الرقابة الصحية على كل المنتجات، ولكن الحسم الإيجابي للفحوص المخبرية أعاد فتح ملف آخر هو”الإخفاق الوزاري” في إدارة مسالة تتصل بالصحة العامة كما ينبغي إدارتها بما لا يمكن معه السكوت عن المساءلة.
أما بالعودة إلى المشهد السياسي، ومع أن المواقف الرئاسية والسياسية يغلب عليها التأثر بتطورات “الحل الغزاوي” والتعامل مع يوميات الغارات الإسرائيلية على الجنوب والحدود الشرقية للبنان مع سوريا والبقاع الشمالي، فإن التوترات المتصلة بمأزق قانون الانتخاب تبدو مرشحة للتصاعد الحاد تباعاً. وسيتجه الكباش حول موضوع اقتراع المغتربين إلى مزيد من الاستقطابات بعدما وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى أولى جلسات العقد الثاني العادي للمجلس في 21 من الجاري لانتخاب هيئاته ولجانه، إذ يتوقع احتدام الصراع حول عقد جلسة لحسم الخلاف، فيما يتسرب اتجاه إلى التهرب من عقد جلسة مماثلة والتذرع بإلزامية مناقشة الموازنة قبل أي أمر آخر مما يرحل الخلاف إلى وقت يستحيل معه أي إلغاء للبند الوارد في القانون، والذي ينص على اعتماد ستة نواب لتمثيل المغتربين في أنحاء القارّات الست.
الجديد في هذا السياق أعلنه النائب غسان سكاف أمس بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة، حيث قال: “بالنسبة للانتخابات النيابية كان هناك تشديد من الرئيس بري على إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل، ولكن يبدو أنه سيكون هناك اتجاه إلى إلغاء اقتراع المغتربين للنواب الـ6 وللنواب الـ128، وإذا كان هذا ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، طلبت من الرئيس بري أن نرجئ الانتخابات النيابية لبضعة أسابيع ليتسنى للمغتربين الاقتراع والمجيء إلى لبنان من أجل الاقتراع وقضاء فرصة الصيف”. وسيجتمع سكاف اليوم مع قائد الجيش للبحث في تحويل مطار رياق إلى مطار تجاري بعدما أنجز ملف هذا المسعى ويعرضه على الرؤساء الثلاثة.
وفي السياق الانتخابي، أوضح وزير الخارجية يوسف رجي أنه أحال إلى الحكومة مشروع قانون إلغاء المادتين المتعلقتين باقتراع المغتربين بعدما وصل النقاش إلى طريق مسدود، معتبراً أن خطوته جاءت انطلاقاً من واجبه القانوني والدستوري بعيداً من أي اعتبار سياسي، ونفى أن يكون نسّق مسبقاً مع رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة في هذا الأمر. وطمأن المغتربين بأنهم سيتمكنون من الاقتراع في لبنان في حال إلغاء اقتراعهم بصيغتي المقاعد الستة وعدم السير بخيار الـ128 نائباً.
في غضون ذلك، يتوجه رئيس الجمهورية جوزف عون الأحد المقبل إلى روما التي توجّه إليها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للمشاركة في احتفال تقديس المطران اغناطيوس مالويان. وغداة إعلانه موقفاً لافتاً من الاستعداد للتفاوض مع إسرائيل، قال رئيس الجمهورية خلال استقباله أمس وفدًا من الحزب الشيوعي اللبناني: “أنا مؤتمن على هذا البلد، وأيّ وسيلة تُساهم في راحته، وتُبعد عنه شبح الحرب، وتُؤمّن تحرير الجنوب وإعادة الإعمار، فأنا مستعدّ للقيام بها”. وفي السياق، أبلغ عون إلى قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ديوداتو ابانيارا أن “عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعاً حتى يصل إلى نحو 10 آلاف عسكري مع نهاية السنة لتحقيق الأمن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها، وسيعمل الجيش مع “اليونيفيل” على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة إلى تسلمه كل المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027″.
الملفات الإعمارية والإنمائية والسياسية حضرت في مواقف رئيس الحكومة نواف سلام التي أطلقها خلال جولة واسعة قام بها أمس في صيدا للمرة الاولى منذ تشكيله الحكومة، وكانت لافتة الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها في كل محطات جولته. وأكد سلام الذي استذكر كبار رجالات الدولة والسياسة من أبناء صيدا أنه “في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة، ومنها مؤتمر شرم الشيخ من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات”. وقال: “ما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها”. وشدّد على أن “بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً، كما نص عليه اتفاق الطائف، ليس مطلبًا سياسيًا فحسب، بل هو شرط وجودها كدولة. وكما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون أيضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور”. وتابع “فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل أيضاً على التمسك بديموقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية، فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل بأي تأجيل لها”.
وكرّر متوجهاً “من صيدا إلى كل أهلنا في الجنوب، إنّ العودة والإعمار توأمان لا يفترقان. وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف أن ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الإعمار قد تأخر لأسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني. ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب مع أشقائنا وأصدقائنا لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة لأهلنا إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية المدمّرة”. واضاف: “كونوا على ثقة أن حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني”.
على الصعيد الميداني، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس سلسلة غارات واسعة بدأها على منطقة بين بلدتي رومين وحومين وخربة دوير بين الصرفند والبيسارية.
كما أغار على وادي كفروة زفتا وعلى منطقة بين النميرية وكوثرية السياد واستهدف في بنعفول منزلين تم استهدافهما سابقًا.
ومساء شنّ غارة على بلدة شمسطار غرب بعلبك لم تؤد إلى إصابات. ثم أغار على منطقتي علي الطاهر والكوثرية.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
سلام لـ«الشرق الأوسط»: الانتخابات النيابية في موعدها… وما كتب قد كتب
«الثنائي» يراهن على تجميد المواد الخلافية في القانون
بيروت: محمد شقير
يتصدّر المشهد السياسي موضوعان، الأول يكمن في إخراج قانون الانتخاب من التجاذبات بما يكفل إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2026.
وهذا ما أكده رئيس الحكومة نواف سلام بقوله لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة «تحترم الاستحقاقات الدستورية لاستكمال تكوين السلطة، وأن لا مجال لتأجيل الانتخابات النيابية، ولسنا في وارد التقدُّم بمشروع قانون يقضي بالتمديد للبرلمان، لأن ما كُتب في هذا الخصوص قد كُتب ولا عودة عنه، ووزارة الداخلية ماضية في التحضير اللوجيستي والإداري لإنجازها، ولا أظن أن هناك عائقاً أمام إتمامها في موعدها».
كلام الرئيس سلام جاء رداً على سؤال حول موقفه من مشروع القانون المعجل الذي أرسله وزير الخارجية والمغتربين، يوسف رجّي، إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وطلب إدراجه على جدول أعمال أول جلسة للحكومة، ويتضمن إلغاء المادتين 112 و122 من قانون الانتخاب المتعلقتين باقتراع المغتربين اللبنانيين بما يسمح لهم باختيار ممثليهم الـ128 في المجلس النيابي، حسب دوائر قيدهم ومن مقر إقامتهم في دول الانتشار، وكان جواب الرئيس سلام، أنه لم يطّلع عليه حتى الساعة، وهذا ما ينفي كل ما قيل إن رجّي تقدم به بالتشاور مع رئيس الحكومة.
أما الموضوع الثاني، فيتعلق بموقف لبنان من انتهاء الحرب في غزة الذي أدخل المنطقة في مرحلة سياسية جديدة، وكان وراء اقتراح رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل على غرار تلك التي جرت سابقاً برعاية أميركية مشتركة مع الأمم المتحدة، وأدت إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
ومن المتوقع إدراج الموضوعين على جدول أعمال اللقاء الذي سيعقد الجمعة بين الرئيسين عون وسلام. وكان قد تردد أن دعوة رئيس الجمهورية للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، تهدف إلى إشراك لبنان في التسويات الخاصة بالمنطقة، والإبقاء عليه أولوية تحظى باهتمام دولي، خصوصاً أن اجتماعات هيئة الرقابة الدولية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، ما زالت تراوح في مكانها ولم تحقق أي تقدم، بعد أن تحولت إلى عداد للخروق والاعتداءات الإسرائيلية، فيما التزم لبنان به منذ اليوم الأول لصدوره.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر وزارية أن اقتراح عون يحظى بإجماع لبناني ولا يلقى اعتراضاً من «الثنائي الشيعي» الذي سبق وأمّن الغطاء السياسي للمفاوضات التي انتهت إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو مَن توصل في مفاوضاته آنذاك مع الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، إلى إطار للاتفاق كان وراء تحديد خريطة الطريق التي اتبعها المفاوض اللبناني وأدت إليه.
وتلفت المصادر الوزارية إلى أن «الحزب» لم يعترض في حينها على التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، وتقول: «الفارق بين المفاوضات البحرية وتلك المطروحة اليوم، يكمن في أن الاتفاق بوقف الأعمال العدائية الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا لا يزال قائماً، ولا حاجة إلى التوصل إلى آخر جديد، وأن اتفاقية الهدنة الموقّعة بين البلدين تشكل الإطار العام لبدء مفاوضات غير مباشرة برعاية أميركية».
وتؤكد أن «دعوة عون في محلها للإبقاء على لبنان أولوية بعد انتهاء الحرب في غزة، لقطع الطريق على احتمال تراجع الاهتمام الدولي به لإنهاء الحرب، وهذا ما يضع الولايات المتحدة أمام مصداقيتها بإلزام إسرائيل بالانسحاب من الجنوب تطبيقاً للقرار 1701».
وعن السجال الدائر حول أي قانون ستجري على أساسه الانتخابات النيابية، تقول المصادر إن «طلب الوزير رجي بإدراج مشروع القانون الذي أعده على جدول أعمال أول جلسة للحكومة، يأتي في سياق الضغط الذي يمارسه حزب القوات اللبنانية، ممثلاً بالوزير نفسه، لتمرير رسالة إلى اللبنانيين في بلاد الانتشار، بأنه يبذل كل ما في وسعه لإلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب ما يسمح لهم بالاقتراع لـ128 نائباً».
وتقول المصادر إن حزب «القوات» يرمي إلى «تبرئة ذمته أمام المغتربين في حال استحال عليه إقناع مجلس الوزراء بتبني مشروعه، وهذا ما يتيح له رمي المسؤولية على الحكومة». وتتوقع، التوصل إلى تسوية تقضي بتجميد المواد الخلافية في قانون الانتخاب، لتفادي إقحام مجلس الوزراء في انقسام ينسحب على البرلمان، أو العكس.
وتؤكد أن «التوصل إلى تسوية في هذا الخصوص، سيعني حكماً صرف النظر عن تمثيل الاغتراب بـ6 مقاعد نيابية، في مقابل عدم السماح للمغتربين بالاقتراع لـ128 نائباً من مقر إقامتهم، وأن مَن يريد الاشتراك في العملية الانتخابية عليه الحضور إلى لبنان».
وتدعو المصادر إيّاها، إلى «حسم الخلاف اليوم قبل الغد، ليكون المغتربون على بينة من أمرهم، خصوصاً أنهم يتريثون في تسجيل أسمائهم للاقتراع بـ6 نواب، فيما الغالبية تتطلع للاقتراع لـ128 نائباً».
وإلى أن يتم التوصل إلى تسوية قاعدتها تجميد المواد الخلافية في القانون، فإن مصادر مقربة من «الثنائي الشيعي» تذهب بعيداً في رهانها على أن الانتخابات حاصلة، وتبدي ارتياحها للأجواء الإيجابية السائدة حالياً بين سلام وبري في ضوء التحسن الذي طرأ عليها مؤخراً، ولم يعد من مكان لمعاودة السجال بينهما، فيما علاقة الأخير بعون «أكثر من ممتازة».
وتؤكد المصادر أن الجلسة النيابية، المقررة الثلاثاء المقبل، هي جلسة انتخاب بامتياز تخصص لانتخاب أعضاء هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية. وتتحدث بارتياح عن موقف عون وتفهّم سلام لوجهة نظر «الثنائي»، «لتجنيب الحكومة والبرلمان الدخول في انقسام يمكن تفاديه»، وتراهن على «تفهّم النواب المستقلين لموقفها».
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : لبنان في مرحلة انتقالية ورمادية.. و”سنتكوم”: لدعم الجيش بلا كلل
لم يُسجّل أمس أي تطور سياسي او ديبلوماسي بارز في ضوء المواقف الأخيرة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حول الاستعداد للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي. إذ لا يزال الرئيس ينتظر من الأميركيين والأوروبيين أن يترجموا الارتياح الذي أبدوه حيال مواقفه، ضغطاً على إسرائيل لتوقف اعتداءاتها وتنسحب إلى خلف الحدود، ليتسنى للجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» الانتشار هناك، خصوصاً انّ بقاء احتلالها لهذه المنطقة، وعدم التزامها وقف إطلاق النار، هما ما يعوقان تنفيذ القرار الدولي 1701.
وأكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه وعلى رغم من الأصوات المرتفعة في داخل لبنان، الّا انّ الملف اللبناني مجمّد حالياً في انتظار اتضاح صورة المنطقة، وخصوصاً ما يرتبط منها بمساري غزة وسوريا.
ولفتت المصادر إلى أنّ الإعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، والتي تتصاعد حيناً وتتراجع حيناً آخر هي لزوم إبقاء لبنان تحت الضغط، والأرجح انّها ستظل ضمن السياق الحالي، وبالتالي سيبقى الوضع اللبناني حتى إشعار آخر بين حدّي لا حرب ولا سلام.
واعتبرت المصادر، انّ البلد يمرّ على مستوى وجهته الاستراتيجية في مرحلة انتقالية او رمادية، ومن الأسباب التي تحول دون انقشاع الرؤية غياب الالتقاء الداخلي على مشتركات أساسية.
طبيعة المفاوضات
على انّ ما استأثر باهتمام القوى السياسية، في الأيام الأخيرة، هي الرسائل التي وجّهها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى الخارج، ومفادها أنّ لبنان مستعد للدخول في مفاوضات مع إسرائيل. ومع أنّه لم يوضح تماماً طبيعة المفاوضات المقصودة، فالعارفون يؤكّدون أنّ المقصود ليس مفاوضات السلام المباشرة التي يشجع عليها الأميركيون، ولا المفاوضات المباشرة حول الترتيبات الأمنية، على غرار تلك الجارية بين إسرائيل وسوريا على مستوى وزاري رفيع. فالحكم في لبنان يدرك جيداً أنّ الظروف ليست ناضجة إطلاقاً لهذه النماذج من المفاوضات، وأنّ الحدّ الأقصى المتاح حالياً هي تجربة لجان الاتصال العسكرية المعروفة في الناقورة منذ سنوات طويلة، والتي تمّ تطويرها مرّتين برعاية أميركية في السنوات الأخيرة: خلال مفاوضات الترسيم البحري، وبعد إقرار اتفاق تشرين الثاني الفائت لوقف النار بين لبنان وإسرائيل.
وتوقعت مصادر سياسية عبر «الجمهورية»، أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الضغط الأميركي على لبنان في اتجاه تحريك مسار التفاوض، ولو بطابع مباشر وأرفع مستوى. وستضطلع الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بدور أساسي في هذا الاتجاه، من خلال ترؤسها لجنة «الميكانيزم» في الناقورة، في عدد من اجتماعاتها المقبلة، ولكنها ستترقّب إنضاج الظروف الإقليمية والداخلية في الدرجة الأولى، قبل أن تطلق الطروحات الجديدة.
قيادة «سنتكوم»
في غضون ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان، بنيتجة اجتماع لجنة «الميكانيزم» التي اجتمعت في الناقورة أمس الاول وقالت فيه، «إنّ القادة العسكريين الكبار من الأمم المتحدة وثلاث دول التقوا أمس في الناقورة، في الاجتماع الحادي عشر متعدد الأطراف، حيث تمّ تنسيق الأولويات للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان ولإنجاز نزع سلاح «الحزب».
وذكر البيان انّ القادة العسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني (LAF) ناقشوا عمليات نزع السلاح المستمرة التي تقوم بها القوات اللبنانية». وقد نجح الجيش اللبناني، وفق البيان، خلال العام الماضي في إزالة ما يقرب من 10,000 صاروخ، وقرابة 400 صاروخ متوسط المدى، وأكثر من 205,000 قطعة ذخائر غير منفجرة.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر: «شركاؤنا اللبنانيون يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح «الحزب». ونحن ملتزمون بدعم جهود القوات (المسلحة) اللبنانية التي تعمل بلا كلل لتعزيز الأمن الإقليمي».
وفي الأسبوع الماضي، أصبح الفريق الأول جوزف كليرفيلد الممثل العسكري الأميركي الأعلى في لبنان ورئيس آلية المراقبة، خلال مراسم أقيمت في بيروت، بحسب البيان.
وقد أُنشئت هذه الآلية في تشرين الثاني 2024، وهي مسؤولة عن متابعة، والتحقق من، والمساعدة في تطبيق الالتزامات التي أبرمتها إسرائيل ولبنان، بما في ذلك نزع سلاح «الحزب». وقال كليرفيلد: «نعمل مع القوات (المسلحة) اللبنانية و«اليونيفيل» وشركائنا الفرنسيين والدوليين، لضمان نجاح إطار وقف الأعمال العدائية. لدينا مصلحة مشتركة في الحفاظ على السلام والاستقرار في لبنان».
عديد الجيش
وفي سياق متصل، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ديوداتو ابانيارا، الذي التقاه امس، أنّ عديد الجيش اللبناني الموجود جنوب الليطاني سيزداد تباعاً ليصل إلى 10 آلاف جندي مع نهاية السنة الجارية، لتحقيق الأمن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها. واكّد انّ الجيش سيعمل مع «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة إلى تسلّمه كافة المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027. وشدّد عون على أهمية التعاون والتنسيق بين الجيش و»اليونيفيل» في المجالات العسكرية والإنسانية والخدماتية».
وبدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل أبانيارا، وتناول اللقاء الأوضاع الميدانية في منطقة عمل «اليونيفيل» في جنوب الليطاني والمهام التي تنفّذها هذه القوات بمؤازرة ودعم الجيش اللبناني في تنفيذ بنود القرار الأممي 1701. وكرّر دعم لبنان وتمسّكه بالقرار 1701، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار وقف النار، ووقف اعتداءاتها اليومية والإنسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب.
سلام إلى بعبدا
ومن المقرّر أن يزور رئيس الحكومة نواف سلام الرئيس عون اليوم، بعدما جال في صيدا أمس، وقال: «في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، وخصوصاً ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة، ومنها مؤتمر شرم الشيخ، من مؤشراتٍ إلى مرحلةٍ جديدة، يؤكّد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات». وتوجّه إلى «كل أهلنا في الجنوب»، مؤكّداً «أنّ العودة والإعمار توأمان لا يفترقان. وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة». ومكرّراً «أنّ حكومتنا مصرّة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني».
تصعيد إسرائيلي
على الجبهة الجنوبية، شهدت أمس تصعيداً اسرائيلياً عنيفاً براً وجواً. كما رُصد الجيش الإسرائيلي يقوم بعملية توسعة وتدشيم النقطة المحتلة عند أطراف بلدة عيترون، فيما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة في جنوب لبنان، ومنها منطقة تقع بين بلدتي رومين وحومين. وطاولت الضربات خربة دوير بين الصرفند والبيسارية، ووادي كفروة زفتا، والنميرية وكوثرية السياد. واستهدفت غارتان المنطقة الواقعة بين وادي بنعفول وحومين التحتا. فيما سُجّلت غارة على بلدة شمسطار غرب بعلبك. كما استهدفت طائرات مسيّرة مناطق علي الطاهر شمال النبطية وكوثرية السياد، وحرج الدبشة قرب كفرتبنيت. وتعرّضت أطراف عيترون لتمشيط بالأسلحة الرشاشة.
وليلاً نفّذ الطيران الإسرائيلي حزاماً ناريا كثيفاً بين بلدتي الزرارية وأنصار، تبعه سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت المنطقة الواقعة بين أنصار وسيناي، حيث سُمعت أصداء هذه الغارات في مدينة صيدا وضواحيها. وأعلنت وزارة الصحة أنّ الغارات أدّت في حصيلة أولية إلى إصابة 6 مواطنين بجروح، فيما استُشهد في الغارة على شمسطار المراقب الجمركيّ علي رضى الحاج حسن.
ودان الرئيس عون هذه الاعتداءات، معتبراً «أنّ العدوان الإسرائيلي المتكرّر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة». وقال: «انّ هذا السلوك التصعيدي يُشكّل خرقًا جسيمًا للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية للعام 2024، ويؤكّد أنّ إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي، ما يفرض موقفاً دولياً يضع حداً لهذه الانتهاكات المدانة».
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سلام يؤكِّد من عاصمة الجنوب: العودة والإعمار إلتزام وطني
إشادة أميركية وأممية بإنجازات الجيش جنوباً.. وعشرات الغارات الإسرائيلية على قرى النبطية والبقاع
بعد ساعات قليلة من تأكيد الرئيس نواف سلام من صيدا عاصمة الجنوب ان «العودة والاعمار توأمان لا يفترقان» مجدِّدا القول ان ذلك التزام ثابت منه ومن الحكومة، مشددا ان «حق العودة والاعمار ليس مِنَّة من أحد بل هو إلتزام وطني»، اطلق الاحتلال الاسرائيلي العنان لآلة الدمار والحرب بشن غارات غير مسبوقة من الزهراني الى شمسطار في البقاع ثم من المنطقة الممتدة من انصار نزولاً الى عدلون، بمزاعم لا أساس لها على أرض الواقع كإعادة بناء البنى التحتية للحزب او تخزين الاسلحة او ما شاكل، وحسب الصور والمعلومات، فإن الغارات استهدفت منازل، سبق ولجأت الى قصفها، وكذلك بالنسبة للطرقات والمعابر والأودية.
وأدان الرئيس جوزف عون الاعتداءات، وقال: «العدوان الاسرائيلي يهدف الى تدمير البنى التحتية للتعافي، تحت شعارات زائفة».
وبعد غد السبت يغادر الرئيس عون الى روما للمشاركة في قداس بابا الفاتيكان لاوون لمناسبة تطويب المطران انطوان (اغناطيوس المولود شكر الله) مالويان قديساً بعد وفاته على يد بعض العثمانيين المتزمتين عام 1915، وسبقه البطريرك الماروني بشارة الراعي امس وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفايل بيدروس ميناسيان، على ان يعود يوم الاحد بعد انتهاء قداس التطويب. ولم يُعرف ما اذا كان عون سيلتقي أيّاً من مسؤولي الفاتيكان او الايطاليين.
علمت «اللواء» من مصادر سياسية مطلعة ان أمرين يجدر التوقف عندهما بالنسبة الى زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان وهي انها ستتم بناء على دعوة وجهها الرئيس عون اليه وأن اللجنة التحضيرية لهذه الزيارة اللافتة تترأسها اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون.
ومن المفترض ان يلتقي الرئيس عون عند التاسعة من صباح اليوم، رئيس الحكومة نواف سلام، للبحث حسب معلومات «اللواء» في عدد من المواضيع السياسية والعامة، والتحضير لجلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل، كما يَطّلع عون من سلام على نتائج زيارته الى باريس التي التقى فيها عدداً من المسؤولين الفرنسيين واجرى اتصالات اميركية وعربية كما تردد.
واطلق رئيس الحكومة مواقف مهمة خلال جولة قام بها امس في صيدا على مرافقها كافة، فأكد انه «في ضوء التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة- ومنها مؤتمر شرم الشيخ- من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات».
وقال سلام: ما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها… وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً، كما نص عليه اتفاق الطائف، ليس مطلبًا سياسيًا فحسب، بل هو شرط وجودها كدولة. وكما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون ايضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور هو الكتاب، على حد قول الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي نحتكم إليه في حلّ خلافاتنا. فبِه وحده نحمي الحريّات العامة، نصون المساواة المواطنية، نحفظ وحدة الدولة ونحمي امن البلاد.
وتابع «فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل ايضاً على التمسك بديمقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل باي تأجيل لها».
واذ اعلن ان بسط السيادة يشمل ايضا المخيمات الفلسطينية، قال سلام: اكرر متوجها من صيدا الى كل أهلنا في الجنوب، إنّ العودة والإعمار توأمان لا يفترقان. وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف ان ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الاعمار قد تأخر لاسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني… ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب مع اشقائنا واصدقائنا لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة لأهلنا إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية المدمّرة. مضيفا: كونوا على ثقة ان حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني.
وحول الجديد بالنسبة لكلام الرئيس عون حول التفاوض مع اسرائيل، اوضح الوزير يوسف رجي «أن موقف لبنان ثابتٌ في رفض أي تفاوض مباشر، على أن يقتصر التواصل على معالجة النقاط الحدودية المختلف عليها، حفاظاً على الثوابت الوطنية والسيادية وهذا ما قصده الرئيس عون».
الانتخابات: تسجيل ومحاولات للتأجيل
انتخابياً، كشف النائب غسان سكاف انه طلب من الرئيس نبيه بري، تأخير الانتخابات النيابية لبضعة اسابيع، ليتمكن المغتربون من الاقتراع والمجيء الى لبنان للانتخاب، وقضاء فصل الصيف.
وأكد وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ان «وزارة الداخلية والبلديات ملتزمة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في شهر أيّار من العام 2026 وقد باشرنا التحضيرات لانجازها وفقا لأعلى معايير الشفافية والحيادِ والنزاهة، آملين أن يكون هذا الإستحقاق المنتظر عرسا وطنيا جامعا ومحطة انطلاق لغدٍ جديد مشرق».
واشار خلال افتتاح مركز الدفاع المدني الجديد في بلدة برجا الى ان «الحكومة ملتزمة ببسط سلطة الدولة وسيادتها على كامل مساحة الوطن بقواها الذاتية حصرا، ونسعى بشتى السبل والوسائل الديبلوماسية لتحقيق انسحاب العدو الإسرائيلي من آخر شبر من أرض الجنوب العزيز، ولوقف اعتداءاته اليومية واستعادة الأسرى إلى حضن الوطن».
وطالب وزير الخارجية يوسف رجي المغتربين بالمسارعة الى التسجيل للاقتراع قبل انتهاء المهلة، وكشفت معلومات ان عدد الذين سجلوا اسماءهم منذ 2ت1 الجاري يناهز الـ12 الف مقترع.
وأوضح الوزير رجي أنه أحال إلى الحكومة مشروع قانون إلغاء المادتين المتعلقتين باقتراع المغتربين، بعدما وصل النقاش حول هذا الملف إلى طريق مسدود، مؤكداً أن خطوته جاءت انطلاقاً من واجبه القانوني والدستوري، بعيداً عن أي اعتبار سياسي، نافياً أن يكون قد نسّق مسبقاً مع رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء بشأن هذا الإجراء، وأن قرار ادراجه على جدول أعمال الجلسة قد يكون غير محسوم، لكنه طمأن المغتربين بأنهم سيتمكنون من ممارسة حقهم في الاقتراع داخل لبنان في حال تمّ إلغاء اقتراعهم بصيغتي المقاعد الستة الخاصة وعدم السير بخيار الـ128 نائباً، مشدداً على حرصه على ضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة الوطنية والسياسية.
من جهته، دعا تكتل لبنان القوي الحكومة «الى الأخذ بإقتراح رئيس التيار لجهة إعطاء المنتشرين حق التصويت لمرشحي الإنتشار أو لمرشحي الداخل من مكان إقامتهم، وأن يُعطى المقيمون الحق نفسه بالتصويت من مكان اقامتهم او في الخارج. وأكد التكتل أن الأساس هو حفظ حق المنتشرين بإنتخاب 6 نواب من بينهم، وبذلك يكون هناك مساواة بين اللبنانيين المقيمين والمنتشرين بالتصويت المباشر من مكان تواجدهم وبالتمثيل المباشر لنواب يمثلونهم في الداخل وفي الخارج، وهكذا تنتفي اي حجج للتلاعب بحقوق المنتشرين الانتخابية، ويحافظ على الانجاز الذي تحقّق لهم بتمثيلهم المباشر بست نواب في دائرة خاصة بهم.
وعرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع النائب فؤاد مخزومي، لآخر التطورات السياسية على الصعيدين المحلي والإقليمي، عقب اللقاء، قال مخزومي: بحثت مع الدكتور جعجع، التطورات الإقليمية والمحلية وسبل دعم مسار السلام في المنطقة وتعزيز الاستقرار في لبنان. كما توقفنا عند مؤتمر السلام في شرم الشيخ، هذا الحدث التاريخي الذي تحقق برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعم من الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها مصر وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا. وهذا المؤتمر يمثّل فرصة حقيقية لتثبيت السلام في المنطقة.
وأكد مخزومي على ضرورة أن يكون لبنان جزءًا فاعلًا من هذا المسار عبر تطبيق وقف إطلاق النار المعلن في 27 تشرين الثاني 2024، ونزع سلاح الحزب وسائر الميليشيات ضمن مهلة زمنية محددة، حتى تستعيد الدولة سيادتها الكاملة على أراضيها وينطلق لبنان نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، ويعود إلى بيئته العربية والدولية، منفتحًا ومتفاعلًا مع محيطه الطبيعي سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا.
وفي الشأن الداخلي اعتبر مخزومي أنّ إجراء الانتخابات في موعدها عام 2026 هو حق مقدس لكل لبناني، لأن الشعب وحده يملك القرار في اختيار من يقوده نحو المستقبل. كذلك، من الواجب أن يُمنح الاغتراب اللبناني حق التصويت الكامل لجميع النواب الـ128، ولا سيما أن المغتربين يساهمون سنويًا بتحويلات تفوق ستة مليارات دولار، أي ما يعادل 31% من اقتصادنا الوطني، وبالتالي من حقهم المشاركة في تقرير من يقود مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم».وأكد على ضرورة اعتماد المراكز الكبرى «الميغا سنتر» لضمان الشفافية وتسهيل عملية الاقتراع وإعطاء الناخبين الحرية الكاملة في اختيار ممثليهم.
انتخاب اللجان
على صعيد آخر يُصرّ رئيس المجلس نبيه بري على مواصلة العمل النيابي وعقد الجلسات برغم مقاطعة عدد كبير من النواب للجلسات، فدعا عملاً بأحكام الفقرة 2 من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي لانتخاب أميني سر و 3 مفوضين، وعملا بأحكام المادة 19 من النظام الداخلي لانتخاب أعضاء اللجان النيابية، إلى عقد جلسة في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل الواقع في 21 من الشه الجاري.
مالياً، تبلّغ وزير المال ياسين جابر من صندوق التنمية العربية استعداد الصندوق للمساهمة بمبلغ يصل الى 120 مليون دولار أميركي، في الصندوق التأسيسي الذي أطلقه البنك الدولي لإعادة الإعمار بسقف يصل الى مليار دولار.
وكان جابر وأعضاء من الوفد اللبناني واصلوا لقاءاتهم مع كبار المسؤولين في البنك ومع ممثلين من وزارة الخزانة الأميركية والصناديق العربية والإسلامية.
وفي اطار اعادة هيكلة المصارف، عقد حاكم مصرف لبنان كريم سعَيد يرافقه كل من نانبيه سليم شاهين وغابي جنوزيان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف مازن سويد، سلسلة اجتماعات مع مسؤولي صندوق النقد الدولي، بما في ذلك الفريق المكلّف بملف لبنان، ورئيس دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق جهاد أزعور، ونائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نايجل كلارك.
وتمحورت المباحثات خلال هذه الاجتماعات حول الإطار المقترح من قبل مصرف لبنان لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، والذي يشكّل جزءًا من المقاربة الشاملة للبنان، ويهدف إلى خفض العجز في ميزانية المصرف المركزي وضمان سداد الودائع الشرعية كاملة وعلى مراحل زمنية محددة.
إضراب القطاع العام
على الصعيد المعيشي، صدر عن تجمع روابط القطاع العام (عسكريون متقاعدون ومدنيون) بيان جاء فيه: عُقِد اجتماع نقابيّ ضمّ روابط القطاع العام، تداول المجتمعون في الأمور التي تهمُّ القطاع العام، وبخاصة لجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة ولا سيما تدني قيمة الرواتب والأجور الى حدود الـ20 % من قيمتها التي كانت في العام 2019، “وتهريب” رفع نسبة المحسومات التقاعدية من 6% الى 8% من الراتب عبر قانون يتعلق بالمدارس الخاصة، وتجاهل الحكومة المتمادي لمطالب القطاع العام، العاملين والمتقاعدين، ونتيجة عدم تنفيذ الوعود التي قطعتها تقرَّر:
التوقُّف عن العمل في الإدارات العامة والمدارس الابتدائية والمهنيات الرسمية كافّةً نهار الخميس الواقع فيه 23/10/2025 ، والدعوة الى مؤتمر صِحافيّ يعقد في مبنى المدرسة الفندقية الدكوانة الساعة 11 صباحا ودعوة الموظفين وافراد الهيئة التعليمية والعسكريين المتقاعدين الى المشاركة.
عينات «تنورين» نظيفة
بيئياً، أدت الفحوصات التي اجرتها مصلحة الابحاث العلمية الزراعية لـ9 عينات عشوائية من الاسواق لعبوات مياه تنورين ان النتائج جاءت ايجابية، وعليه يُلغى القرار المتعلق بتعليق عمل الشركة.
قائد «اليونيفيل» بين عون وبري
وحضر الجنوب، من الوضع جنوبي الليطاني، حيث منطقة عمليات اليونيفيل، الى مهام «اليونيفيل» والانتهاكات الاسرائيلية اليومية لاتفاق وقف النار الموقع في ت2 (2024)، وكيفية العمل لالزام اسرائيل بوقف النار.. في لقاءين عقدهما قائد القوات الدولية الجنرال دياداتو بنيارا مع كل من الرئيسين جوزف عون ونبيه بري.
وابلغ الرئيس عون الجنرال الدولي ان عديد الجيش اللبناني سيصل مع نهاية السنة الى عشرة آلاف عسكري للانتشار، على طول الحدود الجنوبية بعد الانسحاب الاسرائيلي والعمل مع «الطوارئ» على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، والاستعداد لتسلّم المواقع التي تشغلها اليونيفيل عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027.
بدوره، اعلن قائد القيادة الوسطى الاميركية ان الجيش اللبناني ازال 10 آلاف صاروخ و400 قذيفة من جنوب لبنان، واكثر من 205 آلاف ذخيرة غير متفجرة.
وجدد مستشار الدفاع البريطاني للشرق الاوسط وشمال افريقيا ادوارد الغرين ان بلاده متمسكة بدعم الجيش اللبناني في حماية حدود لبنان، واعتبر ان مركز المراقبة الحدودية الجديد على الحدود الشرقية مثالاً على الشراكة الراسخة والالتزام باستقرار لبنان.
غارات من الزهراني الى شمسطار
على أرض الانتهاكات الاسرائيلية، توسّع العدوان الاسرائيلي على لبنان امس، ليطال قرى في منطقة صيدا وفي البقاع، حيث شن الطيران الحربي المعادي غارتين على دفعتين على بلدة بنعفول بقضاء صيدا. واشارت المعلومات الى ان الغارتين إستهدفتا منزلين تم اســتهدافهما سابقا.
كما اغار الطيران الحربي المعادي على المنطقة الواقعة بين بلدتي رومين وحومين بين شرق صيدا واقلم التفاح. ثم شن الطيران المعادي غارة بين بلدتي الصرفند والبيسارية وتحديداً عند خربة دوير. بالإضافة إلى غارة استهدفت وادي كفروة- زفتا، وأخرى بين النميرية وكوثرية السياد بين قضاءي صيدا والزهراني.
ولاحقا اغار العدو على بلدة شمسطار في غربي بعلبك. ما ادى الى اصابة مواطن بجروح تم نقله الى احدى المستشفيات،
وعصراً أغارت مسيرة معادية على تلة علي الطاهر عند الاطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا. تلتها غارة من مسيّرة إسرائيلية على حرج الدبشة في أطراف بلدة كفرتبنيت في الجنوب ولا إصابات.وبداية المساء،استهدفت مسيرة معادية بصاروخ موجه الطريق بين بلدتي الشرقية وكوثرية السياد. واحدث الصاروخ فجوة في الطريق واستقر فيها.
وزعم الناطق بإسم جيش الاحتلال ادرعي «أن الجيش أغار على بنى تحتية تحت الأرض للحزب ».
وألقت مسيّرة معادية قنبلة على منطقة أبو مناديل عند أطراف بلدة بليدا، بالتزامن مع جني الأهالي موسم الزيتون، ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة نحو أطراف الخيام. كما القت مسيرة إسرائيلية قنبلة حارقة في بلدة دير انطار.
كما تم رصد جيش العدو الاسرائيلي يقوم بتوسعة وتدشيم النقطة المحتلة عند جل الدير عند اطراف بلدة عيترون وذلك من الجهة الشرقية للموقع المستحدث.
وكشف الناطق الاسرائيلي ليلا ان جيش الاحتلال هاجم بنى تحتية للحزب في مزرعة سيناي استخدمت لاعادة اعادة اعمار لانقاض، ثم استهدفت الغارات مقلع للاسمنت وموقع لجمعية اخضر بلا حدود.
واستهدفت غارة حرج علي الطاهر، وغارة اخرى على كوثرية السياد. واخرى بين بلدتي كوثرية الرز وانصار.. واستهدفت الطائرات معملا بين بلدتي انصار وسيناي لتصنيع الزفت والباطون بأكثر من 8 غارات.
وحسب المعلومات، فإن النيران الكثيف التي اندلعت بعد الغارات سببها وجود مادة «الكولاس» وخزانات مازوت داخل المصنع المستهدف.
وعثر على جثمان علي رضا الحاج تحت ركام الغارة على شمسطار كما اصيب 3 اشخاص بجروح في الغارة على انصار.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ابراهيم ناصرالدين
«إسرائيل» تردّ على دعوة التفاوض بأحزمة نارية عنيفة
«جس نبض» بريطاني لملء فراغ «اليونيفيل»
تسوية مرتقبة انتخابيا: لا مغتربين وتأجيل تقني؟
في غياب تام للديبلوماسية الاميركية عن «السمع»، ردت «اسرائيل» ميدانيا على اعلان رئيس الجمهورية جوزاف عون استعداد لبنان لاطلاق مسار تفاوضي يفضي الى تسوية وفق نموذج ترسيم الحدود البحرية، بغارات جوية مكثفة بقاعا وجنوبا، في تصعيد لا يحمل اي دلالة عسكرية او امنية، بل يحمل في طياته «رسائل» سياسية واضحة لناحية رفض اي تغيير في الاستراتيجية الاسرائيلية حيال الساحة اللبنانية، من خلال الاصرار على استخدام القوة والمزيد من القوة لفرض امر واقع على الارض دون الحاجة إلى فتح قنوات تفاوضية، وما تريده حكومة بنيامين نتانياهو بات واضحا وغير قابل للتغيير، المطلوب من لبنان تنفيذ شروط «استسلام» واستكمال مهمة نزع سلاح الحزب دون اي مقابل، او ضمانات، وهو امر لن يتغير اذا لم تقدم واشنطن على ممارسة ضغط جدي لتعديل المسار الحالي، ولا تبدو ادارة ترامب مهتمة راهنا بذلك، بل ما تزال مصرة على اعتماد سياسية «التطنيش» للمسار اللبناني، منذ القرار الحكومي الاخير في الخامس من ايلول الماضي. في هذه الاثناء، وفيما بدأت دول غربية عملية «جس نبض» حول القوة المفترض ان تملأ فراغ قوات «اليونيفيل» التي يفترض ان تبدأ بتقليص عديدها تدريجيا، يبدو ان مختلف القوى السياسية قد اصبحت اكثر واقعية في التعامل مع الاستحقاق الانتخابي على قاعدة استبعاد تصويت المغتربين للنواب الـ 128 وكذلك الغاء النواب الـ 6،كتسوية ستطل برأسها قريبا مع ارتفاع اسهم حصول تأجيل تقني لموعد الانتخابات كي يتزامن موعد الاقتراع مع العطلة الصيفية بحيث لا يتكبد المنتشرون عناء السفر الى لبنان مرتين، ولرفع نسبة المشاركة!
ما هو الموقف الاميركي؟
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر ديبلوماسية ان واشنطن لم تتلقف على نحو ايجابي كلام الرئيس عون، وترى فيه تكرارا لمواقف سابقة وبات يحتاج الى تطوير، خصوصا بعدما عبر صراحة عن رفض لبنان لاي تفاوض مباشر مع «اسرائيل»، وهو امر لا يرضي الرئيس دونالد ترامب الذي يرغب في تحقيق «سلام» لا مجرد تفاهمات، وهو سبق وابلغ عون عبر توم براك بانه يريد تفاوضا مباشرا، وهو ما رفضه عون. ولذلك في خطابه من «الكنيست» حمل ترامب»رسالة» اميركية -اسرائيلية فيها دعوة لاستكمال سحب سلاح الحزب جنوب الليطاني وشماله، وهي دعوة غير قابلة للتفاوض مع «اسرائيل»، ولهذا لم تلق دعوة الرئيس استحسانا في واشنطن، باعتبار موقف الرئيس غير مقبول راهنا، بل المطلوب خطوات متقدمة اكثر؟ وفي سياق متصل، لا تتحدث تلك المصادر عن وجود خطر حرب واسعة، بل ما سمعه الوفد اللبناني في واشنطن هو المزيد من التهديد مجددا بعزل لبنان، وتركه دون اي مساعدة، اي اهماله، بينما تقوم «اسرائيل» بغاراتها كما يحلو لها، وذلك حتى يقدم على خطوات بناءة وجدية!
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي سيكون الاحد في روما، قد اكد خلال استقباله وفدًا من الحزب الشيوعي اللبناني انه مؤتمن على هذا البلد، «وأيّ وسيلة تُساهم في راحته، وتُبعد عنه شبح الحرب، وتؤمّن تحرير الجنوب وإعادة الإعمار، فأنا مستعدّ للقيام بها». من جهته اكد رئيس الحكومة نواف سلام خلال جولة قام بها امس في صيدا، عشية زيارة مرتقبة الى قصر بعبدا اليوم ان ما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها…
التصعيد جنوبا وبقاعا
وشهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدا اسرائيليا جنوبا وبقاعا، حيث اغارات طائرات الاحتلال على بلدة شمسطار البقاعية حيث افيد عن اصابة احد الاشخاص، وشنت غارات عنيفة تجاوزت الـ 15 بين بلدتي انصار وسيناي، وبلدة الزرارية. كما استهدفت غارات وادي كفروة زفتا، وغارة بين النميرية وكوثرية السياد و3غارات على بنعفول استهدفت منزلين تم استهدافهما سابقًا… وشنت الطائرات المعادية غارات على منطقة تقع بين بلدتي رومين وحومين، كما شملت الضربات الجوية منطقة خربة دوير الواقعة بين الصرفند والبيسارية، وألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية في محيط رأس الناقورة كما استهدفت غارات من مسيرة منطقة علي الطاهر عند الاطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا وأخرى على كوثرية السياد وثالثة على اطراف مرتفع الدبشة جهة كفررمان. كما ألقت مسيّرة معادية قنبلة على منطقة أبو مناديل عند أطراف بلدة بليدا، بالتزامن مع جني الأهالي موسم الزيتون. ورُصدت قوات الاحتلال وهي تقوم بعملية توسعة وتدشيم النقطة المحتلة عند جل الدير عند اطراف بلدة عيترون، وذلك من الجهة الشرقية للموقع المستحدث. ورُصدت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار وهي تحلّق على علو منخفض جداً فوق مناطق النبطية، كفرجوز، الكفور، وتول، ونفّذت قوات الاحتلال عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة على أطراف بلدة الخيام، في خطوة اعتُبرت تصعيداً مباشراً في العمليات البرية على طول الحدود. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي أغار على بنى تحتية تحت الأرض للحزب في لبنان.
ملء فراغ «اليونيفيل»؟!
في غضون ذلك، اكدت مصادر مطلعة ان جولة كبير مستشاري الدفاع البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب الأميرال البريطاني إدوارد ألغرين، على الحدود الشرقية، امس تجاوزت هذه المرة تلك المنطقة ليشمل اهتمام الزائر البريطاني الحدود الجنوبية، حيث فاتح المسؤولين اللبنانيين برغبة بلاده انشاء مراكز مراقبة في الجنوب كمثيلاتها على الحدود مع سوريا. وعلم في هذا السياق، ان لندن وفي اطار ما تسميه «توسيع شراكتها في تعزيز المؤسسات الأمنية اللبنانية ودعم دور الجيش اللبناني بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن حدود لبنان»، تقوم بعملية «جس نبض» لمرحلة ما بعد انسحاب قوات «اليونيفيل»، وقد المحت الى عدم ممانعة الحكومة البريطانية بالشراكة مع دول اوروبية ومنها باريس، للمشاركة في نواة قوات مراقبة تدير الابراج في حال وافقت حكومة لبنان على اقامتها جنوبا. وقد جرى خلال اللقاءات تقديم اتفاق غزة كنموذج، حيث تم استقدام 200 جندي اميركي الى قاعدة قرب القطاع لمراقبة وقف النار، وهي تجربة يمكن البناء عليها، برأي البريطانيين، وقد تكون قابلة للاستنساخ في جنوب لبنان. ووفق المعلومات، لا جواب حتى الان لدى المسؤولين اللبنانيين على الاقتراح البريطاني، باعتبار انه من المبكر البت بالموضوع، والأمر لا بد ان يناقش مع الاميركيين كطرف مؤثر في اي ترتيبات يكون الطرف الاخر فيها «اسرائيل».
رفع عديد الجيش جنوبا
وفي السياق نفسه، ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال ديوداتو ابنيارا، ان «عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعا حتى يصل الى نحو 10 الاف عسكري مع نهاية السنة لتحقيق الامن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وسيعمل الجيش مع «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة الى تسلمه كافة المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027». وأكّد ابانيارا أنّ الخفض التدريجي لقوات «اليونيفيل» لن يؤثّر في التنسيق القائم ولا في استمرار دعم الجيش اللبناني المنتشر في منطقة العمليات الدولية… وفي عين التينة، استقبل رئيس المجلس نبيه بري أبانيارا والوفد المرافق، وكرر دعم لبنان وتمسكه بالقرار 1701، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، ووقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب اللبناني.
إشادة اميركية بالجيش
وفي بيان صادر عن «القيادة المركزية الأميركية» (سنتكوم)، اكد ان كبار القادة العسكريين من الأمم المتحدة وثلاث دول اجتمعوا في 15 تشرين الأول في الناقورة جنوبي لبنان، في الاجتماع الحادي عشر متعدد الأطراف، حيث تم تنسيق الأولويات للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان ولإنجاز نزع سلاح الحزب، حيث ناقش القادة العسكريون من الولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني عمليات نزع السلاح المستمرة التي تقوم بها القوات اللبنانية، ووفق البيان نجح الجيش اللبناني، خلال العام الماضي في إزالة ما يقرب من 10,000 صاروخ، وقرابة 400 صاروخ متوسط المدى، وأكثر من 205,000 قطعة ذخائر غير منفجرة. وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر: شركاؤنا اللبنانيون يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح الحزب. ونحن ملتزمون بدعم جهود القوات اللبنانية التي تعمل بلا كلل لتعزيز الأمن الإقليمي، وفي الأسبوع الماضي، أصبح الفريق الأول جوزيف كليرفيلد الممثل العسكري الأميركي الأعلى في لبنان ورئيس آلية المراقبة خلال مراسم أقيمت في بيروت، بحسب البيان.
تسوية انتخابية؟
انتخابيا، وفيما أكد وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ان «وزارة الداخلية والبلديات ملتزمة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في شهر أيّار من العام 2026 واكد المباشرة بالتحضيرات لانجازها وفقا لأعلى معايير الشفافية والحيادِ والنزاهة، اعلن النائب غسان سكاف بعد زيارته الرئيس نبيه بري انه «بالنسبة للانتخابات النيابية كان هناك تشديد من الرئيس بري على إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل، ولكن يبدو سيكون هناك اتجاه الى إلغاء اقتراع المغتربين للنواب الـ6 وللنواب الـ128، وإذا كان هناك ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، طلبت من الرئيس بري أن نرجئ الانتخابات النيابية لبضعة أسابيع ليتسنى للمغتربين الاقتراع والمجيء إلى لبنان من اجل الاقتراع وقضاء فرصة الصيف. وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان هذا الطرح سيكون كـ «كرة الثلج» التي تتدحرج في سياق تسوية يعمل عليها لاجراء الانتخابات وفق قانون خال من مشاركة المغتربين في الخارج في انتخاب النواب الـ 128 والغاء النواب الـ 6، على ان تمنح الفرصة لهم للمشاركة الكثيفة في لبنان عبر تاخير تقني لموعد الانتخابات كي تتزامن مع العطلة الصيفية. علما ان المغتربين الذين سجلوا اسماءهم للاقتراع في الخارج بلغوا حتى يوم امس 12000 مقترع.
ارباك وزاري حول «تنورين»
في هذا الوقت، وبعد التوظيف الطائفي المقيت لازمة «مياه تنورين»، انعكس الملف انقساما وزاريا، حيث افتى وزيرا الصناعة جو صدي الخوري، والزراعة نزار هاني بخلو المياه من البكتيريا، بينما دعا وزير الصحة ركان ناصرالدين الى انتظار النتائج النهائية الماخوذة من المعمل بعدما ثبت خلو العبوات في السوق من التلوث. ولفتت وزراة الصحة في بيان الى انه «في إطار استكمال الإجراءات الإدارية والفنية والصحية لضمان سلامة مياه شركة تنورين، اكدت وزارة الصحة العامة ان نتائج فحص العينات الاضافية الحديثة من منتجات مياه تنورين الموجودة في الاسواق جاءت خالية من البكتيريا، أما في ما يتعلق بفحص العينات المأخوذة من مصانع الشركة فانها لم تصدر حتى الآن، وان الوزارة بانتظار صدورها قريبا ليصار الى إبلاغ الشركة في ضوئها وضوء تقارير التفتيش الصحي، بالشروط الإدارية والفنية والصحية الواجب عليها الالتزام بها لضمان سلامة المياه وصحتها وبالتالي ضمان صحة المواطن»… من جهته اكّد وزير الزراعة نزار هاني صباح، أنه «استلم صباح امس نتائج مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية وهي نظيفة لتسع عينات أُخذت عشوائيًا من الأسواق. ولفت هاني إلى أن «الموضوع تقني أكثر مما هو إعلامي وسياسي، وما حصل خطأ، وعلينا التحقيق لمعرفة من كان وراء تسريب الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يصل إلى الشركة.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
سلام من صيدا: ملتزمون حصر السلاح وإعادة الإعمار والإصلاح
في زيارة رسمية هي الأولى له إلى مدينة صيدا، جال رئيس الحكومة نواف سلام على عدد من المرافق الإنمائية والخدماتية في المدينة.
وقال سلام خلال زيارته صيدا: «زيارتي اليوم لصيدا ليست زيارة رمزية، بل جئت لأطّلع على واقع المدينة الاقتصادي والاجتماعي، من أوضاع مرفئها والحاجة الى توسعته كما الى حماية مرفأ الصيادين التراثي، الى أهمية تطوير مرافق المدينة السياحية والاثرية، كما اطلعت على ضرورة تحسين الخدمات الاستشفائية في المدينة ما يعانيه أهلها من أزمةٍ مزمنة في ملف النفايات تحتاج إلى حلّ مستدام يحترم البيئة والإنسان معًا.
وتابع: امام غطرسة إسرائيل، واستمرار احتلالها لمواقع في جنوبنا، وانتهاكها لسيادتنا، وتملّصها من التزاماتها، تواصل الحكومة حشد الدعم السياسي والديبلوماسي، الإقليمي والدولي، لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات، ووقف اعتداءاتها المتكررة على أراضينا وأجوائنا ومياهنا، والانسحاب الكامل من جنوبنا والافراج عن اسرانا.
كونوا على ثقة ان حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني». وقال سلام: «المنطقة تعيش على وقع تحوّلاتٍ تاريخيةٍ كبرى، تتجاوز حدود الجغرافيا، اذ انها تبدّل موازين القوى وتعيد رسم خرائط المصالح. هذه التحوّلات تفتح آفاقًا جديدة للاستقرار كما تنذر بمخاطر وتحدّيات لا تقلّ جسامة.
في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة ― ومنها مؤتمر شرم الشيخ ― من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات.
فالمصلحة الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل مبدأٌ سياسي وأخلاقيّ يرشد الموقف ويضبط الخيارات. في الداخل، فهي تعني تغليب منطق الدولة وسيادة القانون على منطق الفئويات والانقسامات، وفي الخارج، فهي تعني اعتماد كل ما يصون سيادتنا واستقلالنا ويحفظ دورنا العربي وانفتاحنا على العالم.
وكما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون ايضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور هو الكتاب، على حد قول الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي نحتكم إليه في حلّ خلافاتنا. فبه وحده نحمي الحريّات العامة، نصون المساواة المواطنية، نحفظ وحدة الدولة ونحمي امن البلاد. فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل ايضاً على التمسك بديمقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل باي تأجيل لها».
وكان سلام قد وصل عند الساعة التاسعة صباحا إلى المستشفى التركي الحكومي يرافقه كل من وزراء: البيئة تمارا الزين، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الطاقة والمياه جوزف صدي. وكان في استقباله والوزراء نائبا صيدا الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والنائب شربل مسعد والنائبة السابقة بهية الحريري، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي ورئيسة مجلس ادارة المستشفى التركي منى الترياقي، وفي حضور نائب رئيس المكتب السياسي ل»لجماعة الاسلامية» الدكتور بسام حمود وفاعليات.
وزار سلام والوفد المرافق سرايا صيدا الحكومية التي كانت موطئ زيارته للمرة الاولى بعد تسلمه رئاسة الحكومة ، حيث نظم لدى وصوله استقبال واسع تقدمه المحافظ منصور ضو و قادة ورؤساء الأجهزة الأمنية ورؤساء الإدارات العاملة في السرايا.
ثم كان لقاء موسع في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في السرايا، جمع النواب الدكتور عبد الرحمن البزري، الدكتور اسامة سعد ،مدعي عام الجنوب زاهر حمادة، رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، وقادة ورؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية، والادارات العاملة في المحافظة وفاعليات.
وقال سلام: نسعى لعقد مؤتمرين الأول لدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية والثاني لعملية إعادة الإعمار التي تتطلب إمكانيات ليست موجودة لدى الدولة وامل بانجاح هذين المؤتمرين وصولاً إلى التعافي الاقتصادي».
بعد ذلك، توجه الرئيس سلام والوزراء ونواب وفاعليات المدينة إلى «مرفأ صيدا الحديث» وقبيل وصوله توقف في سوق السمك الجديد بالقرب من المرفأ القديم واستمع إلى عدد من الصيادين وأطلع على سير عملية بيع السمك الذي لطالما اشتهرت بها مدينة صيدا». بعد ذلك، توجه الرئيس سلام والوفد المرافق إلى معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق جنوبي المدينة وعاين عن قرب منشآته وأقسام المعالجة والتقى عند مدخله بعدد من المواطنين استمع منهم إلى ملاحظاتهم حول اداء المعمل» حيث اعتبروا ان المعمل لا يعمل وانما يستوفي مبالغ مالية مقابل عدم قيامه بمعالجة النفايات وان الدليل جبل النفايات المتراكم بالخلف، مطالبين اياه متابعة قضية المعمل حتى يقوم بواجبه لجهة معالجة النفايات».
بعد ذلك، عقد الرئيس سلام والوفد اجتماعا مع مدير عام شركة IBC المالكة والمشغلة للمعمل أحمد السيد، في حضور رئيس البلدية حجازي وعدد من اعضاء المجلس البلدي حيث تم عرض شريط مصور حول المعمل واستمع إلى شرح مفصل حول آلية عمل المعمل. كما واستمع من اعضاء لجنة متابعة عمل المعمل إلى عدد من الملاحظات حول عمل المعمل. وتوجه سلام والوفد المرافق إلى محطة الصرف الصحي وعاين عن قرب أقسامها واستمع من كل مهندسي التشغيل والإشراف وديع قصب وطه عبد النبي إلى آلية عمل المحطة. واستكمل سلام جولته إلى مستشفى صيدا الحكومي وسرايا صيدا، ومن ثم تنظم البلدية حفل استقبال له يتخلله كلمة لسلام ولرئيس البلدية وعرض موجز عن صيدا وتختتم الزيارة بحفل غداء تقيمه جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية على شرفه في باحة ثانوية المقاصد.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الغارات تشعل الجنوب و«الميكانيزم» تشدّ على يد الجيش
فيما تنتقل المنطقة إلى فصل جديد من التسويات، ووقوف لبنان أمام مفترق حاسم: إما اللحاق بركب التغييرات الحاصلة لصون الدولة السيدة الحرة المستقلة، وإما البقاء على الهامش والعودة إلى العزلة، يبدو أن إسرائيل بدأت تستبق الخيارين بتوجيهها رسالة مكتملة الأركان عنوانها السلام بالقوة.
فقد عاش جنوب لبنان مساء أمس، ليلة رعب زنرته الغارات الإسرائيلية التي وُصفت بالأعنف منذ التوقيع على اتفاق وقف الأعمال العدائية، وأعادت هاجس الحرب إلى المشهد من جديد.
وفي التفاصيل، نفذ الطيران الإسرائيلي حزامًا ناريًا بين بلدتي الزرارية وأنصار، تبعته سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت المنطقة الواقعة بين أنصار وسيناي، حيث سُمعت أصداء هذه الغارات في مدينة صيدا وضواحيها، وأدت إلى سقوط 7 جرحى في حصيلة أولية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الطائرات الحربية أغارت على بنى تحتية لـ «الحزب» في منطقة مزرعة سيناي في جنوب لبنان استخدمت في محاولات إعادة إعماره حيث تم استهداف مقلع استخدمه «الحزب» لإنتاج الإسمنت بهدف إعادة بناء وإعمار منشآت وبنى تحتية إرهابية تم استهدافها وتدميرها خلال «حرب السيوف الحديدية». كما تم استهداف هدف تابع لجمعية «أخضر بلا حدود» والتي استخدمها «الحزب» لإخفاء أعمال إرهابية تهدف لإعادة إعمار بنى تحتية له تحت غطاء مدني مزعوم. وتوجه أدرعي إلى اللبنانيين بالقول: «أبواق «الحزب» ستدّعي أننا قصفنا منشآت مدنية».
وكانت المسيرات الإسرائيلية قد أغارت على منطقة تقع بين بلدتي رومين وحومين، وخربة دوير، ووادي كفروة زفتا، وبين النميرية وكوثرية السياد، ومنطقة «علي الطاهر» عند الأطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا، ومنطقة أبو مناديل عند أطراف بلدة بليدا. كما ألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية في محيط رأس الناقورة. وفي البقاع، أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة شمسطار غرب بعلبك، وقد تم العثور على جثمان علي رضى الحاج تحت الردم في الغارة حيث صودف مروره على الطريق مكان الغارة.
في المواقف المستنكرة، دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الاعتداءات، وقال: «إن العدوان الإسرائيلي المتكرّر يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي واستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة. أضاف: «إن هذا السلوك التصعيدي يُشكّل خرقًا جسيمًا للقرار 1701 وللاتفاق على وقف الأعمال العدائية، ويؤكد أن إسرائيل تواصل انتهاك التزاماتها الدولية واستخدام القوة خارج أي إطار شرعي أو تفويض دولي ما يفرض موقفًا دوليًا يضع حدًا لهذه الانتهاكات المدانة».
مصادر متابعة، علقت على الغارات العنيفة بأنها لا تقرأ في سياق مواجهة عسكرية ميدانية، بل في ضوء المشهد الإقليمي الأوسع، حيث تستخدم لغة النار لتسريع التفاوض وفرض توزان جديد. فالرسالة واضحة: «مرحلة السلام بالقوة بدأت، وعلى لبنان أن يحدد موقعه منها، والإسراع في حصر السلاح والانفتاح على التسويات الحاصلة».
وفيما تتجه الأنظار إلى دور الجيش اللبناني المحوري في تطبيق خطته الدقيقة خلال مرحلة زمنية محددة، خرج اجتماع لجنة «الميكانيزم» ليشد على يد المؤسسة العسكرية. فقد أعلنت اللجنة التي انعقدت يوم الأربعاء أن الجيش نجح خلال العام الماضي في إزالة نحو 10,000 قذيفة صاروخية، وما يقارب 400 صاروخ، وأكثر من 205,000 ذخيرة غير منفجرة. وقال الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة الوسطى الأميركية: «شركاؤنا اللبنانيون يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح «الحزب». ونحن ملتزمون بدعم جهود الجيش اللبناني الذي يعمل بلا كلل لتعزيز الأمن الإقليمي».
10 آلاف عسكري في الجنوب
وفي إطار التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، وبالتزامن مع تخفيض عديدها التدريجي من جنوب لبنان، أبلغ الرئيس عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ديوداتو أبانيارا أن عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعًا حتى يصل إلى نحو 10 آلاف عسكري مع نهاية العام الجاري لتحقيق الأمن والاستقرار وسيعمل الجيش مع «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.
وفي السياق كرر الرئيس نبيه بري أمام أبانيارا دعم لبنان وتمسكه بالقرار 1701، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، ووقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب.
الاستعدادات اللبنانية
وحدة الموقف الرسمي وإدراكه أهمية وخطورة التغيرات الحاصلة، خصوصًا بعد الغارات العنيفة في الجنوب، وضرورة تلقف الفرص التاريخية السانحة خاصة بعد التوقيع على اتفاق غزة، ستكون مثار بحث بين الرئيسين عون وسلام في بعبدا اليوم.
وفي هذا السياق علمت «نداء الوطن» أن كل الملفات الأساسية ستكون حاضرة في اللقاء، لا سيما نتائج المحادثات البعيدة من الأضواء التي عقدها سلام مع مسؤولين فرنسيين ودوليين وعرب في خلال زيارته الخاصة إلى باريس، كما سيحضر ملف الاستعدادات اللبنانية لمرحلة ما بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ للسلام، وكيفية استفادة لبنان من الجو الدولي الجديد بعد موقف رئيس الجمهورية بالاستعداد للتفاوض وفق صيغة التفاوض على الترسيم البحري، كما سيحضر ملف الانتخابات النيابية على قاعدة حسم اتجاهات الأمور، وسيتم التشاور حول جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الأسبوع المقبل.
وسيقتصر اللقاء على عون وسلام، ولن ينضم إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتم التواصل معه بشكل منفرد، باعتبار أن قنوات التواصل مفتوحة حتى الساعة بين بعبدا – عين التينة – السراي.
وتشير المعلومات إلى أن التواصل بين بعبدا و«الحزب» اقتصر على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد إلى بعبدا، ومن بعدها لم يحصل أي تواصل لاستكمال الحوار بملف السلاح وحصره وسط تصلب «الحزب» بمواقفه ورفضه تقديم تنازلات.
وفي هذا السياق تلفت مصادر إلى أن «الحزب» بات محرجًا بعد التوقيع على اتفاق السلام بشأن غزة، الذي وضعه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تقاطعات تفاوضية لتسليم السلاح أو إبقاء لبنان رهينة خطاب عبثي يحرمه من الاستثمار الدولي. بمعنى آخر لا إصلاح ولا إعادة إعمار قبل أن تصبح السيادة كاملة وحصر السلاح بيد الدولة واقعًا ملموسًا.
سلام: التزام بالإصلاح
وفي ملاقاة لمواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون من أن لبنان لا يمكن أن يبقى خارج مسار التسويات وبأن الأمور تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال زيارته الرسمية الأولى إلى مدينة صيدا، ضرورة استخلاص العبر من النتائج التي أظهرتها المرحلة الراهنة، وأشار إلى أن الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها. واعتبر أن بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصرًا، كما نص عليه «اتفاق الطائف»، ليس مطلبًا سياسيًا فحسب، بل هو شرط وجودها كدولة.
رئيس الحكومة شدد على أن العودة والإعمار توأمان لا يفترقان والتزام وطني وقال: «هذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف بأن ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الاعمار قد تأخر لأسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني… ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب».
طمأنة المغتربين
انتخابيًا، وبعد وصول النقاش في ملف اقتراع المغتربين إلى طريق مسدود، وفي انتظار ما إذا كان سيدرج مجلس الوزراء على جدول أعمال الجلسة المقبلة مشروع قانون إلغاء المادتين المتعلقتين باقتراع المغتربين الذي أحاله وزير الخارجية يوسف رجي إلى الحكومة، أكد رجي أمام وفد إعلامي أن خطوته جاءت انطلاقًا من واجبه القانوني والدستوري، نافيًا أن يكون قد نسّق مسبقًا مع رئيسي الجمهورية والحكومة. وطمأن المغتربين إلى أنهم سيتمكنون من ممارسة حقهم في الاقتراع داخل لبنان في حال تمّ إلغاء اقتراعهم بصيغتي المقاعد الستة الخاصة وعدم السير بخيار الـ 128 نائباً.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :