كوريا الشمالية تكشف عن منظومة إطلاق ذخائر طائرة انتحارية طراز «هاروب» في استعراض بيونغ يانغ

كوريا الشمالية تكشف عن منظومة إطلاق ذخائر طائرة انتحارية طراز «هاروب» في استعراض بيونغ يانغ

 

Telegram

عرضت كوريا الشمالية خلال عرضها العسكري الليلي في 10 أكتوبر 2025، بمناسبة الذكرى الثمانين لحزب العمال الكوري، منظومة إطلاق مخصّصة للذخائر الطائرة الانتحارية تشبه منظومة «هاروب» الإسرائيلية. تمثّل هذه الإطلالة خطوة تُشير إلى تحول البرنامج من نماذج ورشية أولية إلى قدرة هجومية قابلة للنشر ميدانيا، تستهدف بالأساس دفاعات جمهورية كوريا والمراقبين الخارجيين.

 
الوصف الفني للمنظومة
 
تُظهر لقطات العرض مركبة ناقلة تقليدية بمواصفات 6×6، مزودة بكابينة مدرعة، تحمل صفين متراكبين من الحاويات، كل صف مؤلَّف من ثلاثة حاويات — مما يعني وجود ست خانات جاهزة للإطلاق. تُفتح كل حاوية على مفصلات قبل الإطلاق، ويشتمل التصميم على إطار قابل للإمالة يزيد زاوية الإقلاع ويحافظ على بقاء المروحة الدافعة بعيدة عن حافة الحاوية أثناء القذف. يخفف نهج الحاويات هذا البصمة اللوجستية، ويقي الطائرات من ظروف الطقس، كما يمكّن من إطلاق دفعات من الطرق أو مواقع مرتجلة بسرعة.
 
طراز الطائرة والمسِير
 
تتطابق ملامح الطائرة المسيرة مع بصمة «الهاروب» من حيث مخطط الجناح على شكل دلتا، وزعانف رأسية صغيرة عند الأطراف، وأسطيح أمامية صغيرة. تعتمد الدفع بمروحة خلفية (pusher) ليفتح مقدمة الطائرة لتركيب برج بصري-كهربائي (electro-optical turret). يُعدّ البرج البصري عنصرا محوريا في مفهوم العمل، إذ يمكّن من تشغيل بنمط تدخل بشري في الحلقة (man‑in‑the‑loop) يسمح بالمراقبة الحية، وتصحيح نهاية المسار، وخيار إلغاء الهجوم إذا تغيرت ظروف الهدف.
 
لا تتوفر أرقام رسمية لحجم الرأس الحربي أو مدى التحمل أو أقصى مدى طيران، لكن بالمقارنة الحذرة مع مرجع «الهاروب» يمكن توقع أمد طيران يقاس بالساعات ورؤوس حربية خفيفة مخصّصة للأهداف الحساسة — مع التأكيد أن هذه مقارنات تقنية تقديرية وليست بيانات مؤكدة من الجانب الكوري الشمالي.
 
بنية الإطلاق والتشغيل
 
تصميم ست خانات الإطلاق على المركبة الواحدة يتيح عمليات إطلاق شبه متزامنة من عدد من الناقلات لتشتيت قدرات الدفاع المضاد للطائرات المسيرة (counter‑UAS) وإجبارها على تشتت النيران. كما أن وجود برج توجيه بصري يوفر أسلوبا بديلا للتوجيه عن الصيد التقليدي بواسطة انبعاثات الرادار، ما يجعله مفيدا تحت ظروف التشويش على نظم الملاحة GNSS، إذ يمكن للمشغل الانتقال إلى السيطرة بالفيديو في المرحلة النهائية مع دعم قصوري ذاتي كنسخة احتياطية.
 
البنية العامة تعتمد عادة على رابط بيانات بسيط في مدى متوسط، ملاحة مبرمجة، ثم انتِقال بصري لقسم النهاية (visual takeover) لتنفيذ الضربة بدقة أعلى أو للانسحاب إذا دعت الضرورة.
 
المهام التكتيكية المحتملة
 
تؤدي هذه الذخائر الطائرة الانتحارية وظائف تكتيكية متعددة يمكن حصرها في ثلاث مهام رئيسية:
 
1. قمع الدفاعات الجوية المبكرة: استهداف رادارات الإنذار المبكر وأنظمة توجيه النار لتمهيد الهجوم.
 
2. العمليات داخل العمق التكتيكي: التحليق فوق مناطق الاهتمام لضرب مدفعية العدو، رادارات المقذوفات المضادة للبطاريات، مراكز القيادة، أو قوافل معرضة.
 
3. التهديد البحري الساحلي: إزعاج سفن الدورية والزوارق الداعمة عبر ضرب أجهزة الاستشعار والهوائيات، مما قد يسبب شلّ مهامها بتكلفة منخفضة.
 
بصيغتها الحاوياتية على مركبات 6×6، تسهّل المنظومة التبعثر والانتشار السريع، وتعقّد عمليات الرد النارية المضادة لأنظمة الإطلاق يمكن نقلها وإخفاؤها بسهولة وإعادة تموضعها بسرعة.
 
السياق الصناعي والتبعات المحتملة للنشر والتصدير
 
يتماشى كشف هذا الإطلاق مع المسار الصناعي الملاحظ منذ 2024، حيث ظهرت نماذج كورية شمالية مستوحاة من «هاروب» و«هيرو 400» على حوامل متعددة. يشير جاهز الحاوية للإطلاق إلى منطق تصنيعي للدُفعات يتضمن خطوط تجميع بسيطة للطائرات، وأنظمة الدفع، والإلكترونيات المهمة وأجهزة الاستشعار. قد تُوزَّع هذه الأنظمة على وحدات المناورة على مستوى اللواء أو مجموعة المدفعية، وتُدمج في عقيدة قتال مرتبطة برادارات مكافحة البطاريات، وطائرات ISR التكتيكية، ونيران المدفعية بعيدة المدى.
 
من منظور خارجي، يضغط وصول منظومات كهذه على أنظمة الدفاع متعددة الطبقات وإجراءات المراقبة منخفضة الارتفاع، مما يستلزم نشر مزيد من المستشعرات السلبية، وزيادة قدرات التأثير المضاد للطائرات المسيرة، وإعادة ترتيب أولويات اعتراض الأهداف.
 
بالنظر إلى الطلب العالمي المتزايد على الذخائر الطائرة، يُحتمل أيضا أن تكون القدرة على الإنتاج بكميات هدفا تجاريا مقترحا لجهاتٍ خارجية، رغم قيود العقوبات المفروضة على بيونغيانغ.
 
تُشكّل منظومة إطلاق الذخائر الطائرة الانتحارية المعروضة في استعراض بيونغيانغ خطوة نوعية نحو تحويل النماذج التجريبية إلى قدرة قتالية ميدانية قابلة للنشر. يجمع تصميمها بين قابلية الإخفاء، وسهولة الانتشار، وقدرة التأثير على منظومات الدفاع، مما يفرض تحديات إضافية على سيول وحلفائها ويزيد من تعقيد مشهد الاعتراض والاستجابة على شبه الجزيرة الكورية.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram