افتتاحية صحيفة الأخبار:
توقيع الاتفاق اليوم: تفاؤل مصري... وارتياب خلــيجي
تحتضن مدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، ظهر اليوم، "قمة شرم الشيخ للسلام"، في أجواء احتفالية بإعلان "انتهاء حرب غزة"، وذلك بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدد من قادة الدول، من بينهم الرئيس الفرنسي، ورئيس الوزراء البريطاني، ورئيسة الوزراء الإيطالية، والمستشار الألماني، وملكا الأردن والبحرين، إلى جانب رئيسَيْ تركيا وأذربيجان، ورئيس المجلس الرئاسي الأوروبي، ورئيس السلطة الفلسطينية. وتُعقد القمة في ظل غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي لم تُوجَّه إليه دعوة للحضور، كما يغيب عنها مسؤولو "حماس" الذين خاضوا جولات التفاوض الأخيرة.
وتأمل القاهرة أن تكون القمة بداية لتوافق سياسي يمهّد لمسار "حلّ الدولتين"، خصوصاً في ظل استبعاد نتنياهو الرافض للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته. ومن المُنتظر أن تتناول النقاشات ضمانات استمرار التهدئة والالتزام الإسرائيلي بها، ليس خلال فترة حكومة نتنياهو الحالية فقط، بل خلال فترة أي حكومة إسرائيلية مقبلة، خصوصاً مع ترجيح إجراء انتخابات مبكرة في الكيان وحلّ "الكنيست".
وإذ يصل ترامب إلى شرم الشيخ غداً قادماً من تل أبيب، عقب خطاب يلقيه في "الكنيست"، في زيارة قصيرة قد تشمل لقاءات مع عدد من الأسرى المُفرج عنهم، يحفل جدول أعمال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باللقاءات الثنائية والمشاورات الموسّعة حول ملفات عدّة. وبحسب مصادر مصرية، فإن "السيسي سيبحث مع الرئيس الفرنسي الوضع في لبنان، وإمكانية تكرار نموذج غزة في سياق تسوية مماثلة".
على أنه إلى مساء أمس، لم تكن السعودية والإمارات قد أبلغتا القاهرة بعد بمستوى تمثيلهما في القمة. ورغم أن التقديرات تشير إلى احتمال مشاركة الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، غير أن الخلافات الجوهرية بين الدول الثلاث حول التعامل مع "حماس" ومستقبل سلاحها، إضافة إلى فتور موقف أبو ظبي حيال صيغة التفاهمات، قد يدفع كلّ ذلك في اتجاه تمثيل منخفض المستوى. ووفق مسؤول مصري تحدّث إلى "الأخبار"، فقد تولّى صهر ترامب، جاريد كوشنر، تنسيق الاتصالات مع السعودية والإمارات خلال اليومين الأخيرين، مع التعويل على مساهمة خليجية واسعة في تمويل خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
وفي غضون ذلك، ساهمت اللجنة المصرية الميدانية داخل قطاع غزة، في تسهيل عودة أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى مدينة غزة خلال اليومين الماضيين، بالتوازي مع تكثيف دخول شاحنات المساعدات الغذائية والدوائية، وفق ما تمّ الاتفاق عليه، لضمان عودة الإمدادات إلى معدلاتها الطبيعية خلال يومين على الأكثر.
أمّا بشأن اختيار شرم الشيخ لاستضافة القمة، فأوضح مصدر مصري، لـ"الأخبار"، أن "القرار جاء نتيجة صعوبات أمنية في القاهرة وضيق الوقت، وهو ما جرى التوافق عليه مع الجانب الأميركي، ولا سيما أن الزيارة الرئاسية محدودة زمنياً". ولفت المصدر إلى أن "المقترح الأول كان عقد القمة على مدار يومين، لكنّ الجانب الأميركي طلب اختصارها إلى يوم واحد". وأضاف المصدر أن القاهرة "أعدّت مقترحات عدة للاحتفاء بالرئيس الأميركي، غير أنها لم تُعلن بعد لأسباب تتعلق بالتنسيق البروتوكولي مع واشنطن ورغبة القيادة المصرية في تعزيز التقارب مع الإدارة الأميركية، وإنهاء فترة التوتر التي شابت العلاقات منذ وصول ترامب إلى السلطة، والتي شهدت في مراحل سابقة مناورات دبلوماسية حذرة".
وكان السيسي قد تراجع عن تلبية دعوة لزيارة "البيت الأبيض" في شباط الماضي للقاء ترامب، بعد الإحراج الذي تعرّض له ملك الأردن، عبدالله الثاني، خلال زيارته. كما فضّل السيسي إرسال رئيس الوزراء لتمثيل مصر في اجتماعات الأمم المتحدة، تجنّباً لما اعتبرته القاهرة "أسلوباً غير لائق في التعامل مع رئيسها"، خلال ترتيبات لقاء ترامب مع قادة الدول الإسلامية المشاركة.
*************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
ارتفاع مقلق في وتيرة التسخين الميداني “الحزب” يلاقي سلم غزة باستعراض كشفي
سلام طلب من وزير الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل بالتزامن مع انعقاد مجلس الأمن الدولي اليوم للنظر في الإحاطة حول تنفيذ القرار 1559
قد تكون من مفارقات المصادفات الغريبة بل الساخرة، أن يرفع لبنان وتيرة مواجهته الديبلوماسية للاعتداءات والاختراقات الإسرائيلية للقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية عبر احتكامه بالشكوى إلى مجلس الأمن الدولي اليوم، في اليوم نفسه الذي يصادف موعد الإحاطة الدورية لمجلس الأمن الدولي في شأن تنفيذ القرار الشهير 1559، بما يرسم الصورة الرمزية والعملية للتعقيدات المزمنة والمحدّثة التي يواجهها لبنان في رحلته الطويلة نحو استكمال سيادته الناجزة نهائياً. ذلك أن اليومين السابقين اللذين أعقبا “إعصار” الغارات الإسرائيلية على بلدة المصيلح، رفعا من وتيرة المخاوف اللبنانية إلى ذروتها حيال ما انبرت إليه إسرائيل بالنار الثقيلة الحارقة لإفهام “الحزب” في المقام الأول ومن ثم لبنان كله والدول المعنية بمساعدته ودعمه تالياً، بأنها تفصل وتعزل عزلاً تاماً كل مفاعيل “اتفاق غزة” الجاري تنفيذ المرحلة الأولى منه، عن الوضع في لبنان، حيث باتت المخاوف تزداد مشروعية من حيال ولوج البلد مرحلة تسخين متدحرجة خلافاً للمسار السلمي الموعود انطلاقاً من “سلم غزة”.
حجم الخسائر الفادحة الذي خلفته الغارات الإسرائيلية الحارقة على المصيلح لم يكن وحده المؤشر المثير للمخاوف من دلالات هذا التطور، بل أيضاً في كونها الغارات الأوسع على لبنان منذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 من جهة، وفي استهدافاته السياسية والميدانية من المقلبين الإقليمي واللبناني. إذ أن تدمير عدد غير مسبوق من الآليات في قطاع البناء بدا ترجمة لرسالة إسرائيلية واضحة بمنع البناء وإعادة الإعمار على نطاق واسع يتجاوز جنوب الليطاني. كما أن توقيت الغارات الأعنف وسط الاستعدادات لتظاهرة ديبلوماسية عالمية ستشهدها قمة شرم الشيخ اليوم احتفاء ببدء تنفيذ اتفاق غزة، شكّل الهدف الذي يفترض أن يقلق لبنان إلى حدود قصوى أيضاً. وما استقرأه معظم المراقبين والمعنيين من الغارات على المصيلح، أن إسرائيل أبلغت لبنان مباشرة عزل أي تأثيرات إيجابية لاتفاق غزة عن الوضع في لبنان، بمعنى ترك الميدان اللبناني مفتوحاً أمامها ما دام سحب السلاح تماماً ونهائياً من “الحزب” لم ينجز ولن ينجز قريباً. الأمر الذي يضع لبنان مجدداً أمام اختبار شديد الحرج والدقة. كما أن رفع وتيرة الاستعراضات والمزيدات والهجمات العبثية على الحكومة من جانب “الحزب” والمراجع “الصادحة” باسمه، كالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي راح يحرض على الدولة، كل ذلك لا يشكل إلا الوجه الأخطر المتمادي في فلش مزيد من الذرائع أمام إسرائيل وعرقلة مسار حصرية السلاح بيد الدولة.
وسط هذه الأجواء، اتصل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أمس بوزير الخارجية يوسف رجي، وطلب منه “تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن في شأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي”. وعلى الاثر، طلب رجي من مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة في شأن شن غارات إسرائيلية على مجموعة معارض خاصة بالجرافات والحفارات، وطلب نشر رسالة الشكوى وتوزيعها كوثيقة رسمية على الدول الأعضاء في المجلس.
ويتزامن ذلك مع عقد مجلس الأمن الدولي في الثالثة بعد ظهر اليوم الاثنين بتوقيت نيويورك، جلسة مشاورات مغلقة حول تنفيذ القرار 1559. ومن المرتقب أن يتلقى أعضاء مجلس الأمن إحاطتهم نصف السنوية حول تقرير الأمين العام بشأن تنفيذ القرار الذي اعتُمد العام 2004، ودعا إلى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، ونزع سلاح جميع الميليشيات، وبسط سيطرة الحكومة على كامل الأراضي اللبنانية. ومن المتوقع أن تُقدّم الإحاطة حول تنفيذ القرار المذكور وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو.
موجة التصعيد الأخيرة تمددت أيضاً نحو قوات “اليونيفيل” التي أصدرت بياناً في شأن إلقاء طائرة إسرائيلية السبت قنبلة قرب القوات الدولية في جنوب لبنان. وذكرالبيان أن القنبلة انفجرت بالقرب من موقع تابع لليونيفيل في بلدة كفركلا، ما أسفر عن إصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة.
واعتبر البيان أن “هذا الحادث يُمثل انتهاكاً خطيراً جديداً للقرار 1701، واستخفافاً مقلقاً بسلامة جنود حفظ السلام الذين ينفذون مهامهم بموجب تفويض مجلس الأمن”. وختم: “تجدد اليونيفيل دعوتها لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى وقف جميع الهجمات على جنودها أو بالقرب منهم الذين يعملون من أجل تعزيز الاستقرار الذي التزمت كل من إسرائيل ولبنان بالحفاظ عليه” .
وبإزاء التطورات الأخيرة جنوباً، شدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على ضرورة “السعي إلى حل فعلي يقي اللبنانيين شرّ الهجمات الإسرائيلية اليومية ويُبعد إسرائيل عن أرضنا، بدلًا من الاكتفاء بعروض خطابية لا تُغني ولا تُسمن”، وقال: “ليعلم القاصي والداني أن الحلّ الوحيد لحماية لبنان واللبنانيين وإخراج إسرائيل يكمن في قيام دولة فعلية تتولّى مسؤولياتها وتُمارس سلطتها وسيادتها كاملةً. ومن يدعو الدولة في وضعها الحالي وفي ظل المعادلة الراهنة إلى القيام بدورها، إنما يُحرّف الواقع على غرار ما قام به منذ 35 عاماً إلى اليوم؛ فالدولة لن تتمكّن من الاستفادة من صداقاتها العربية والغربية قبل أن تصبح دولة فعلية وقادرة على احتكار القرار”. وحذّر من أن “لا أحد مستعدٌّ لمساعدة دولة لا تحتكر قرار الحرب والسلم ولا السلاح، ولا تتولّى مسؤولية الأمن والسياسة الخارجية. والمطلوب من البعض، بدلًا من ذرف دموع التماسيح يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا، لتمكينها من القيام بواجبها بوقف هذه الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائيًا من جنوب لبنان”.
أما “الحزب”، فبدا أمس كأنه يطل أو يواجه زمن “سلم غزة” مفاخراً بما وصفه بأنه أكبر عرض كشفي أقيم في المدينة الرياضية في بيروت، وبدا واضحاً من خلاله أنه تجاوز المناسبة المعلنة لتنظيمه تحت عنوان “أجيال السيد” “تخليدًا” لذكرى السيد نصر الله ورفيقه السيد هاشم صفي الدين، بل أريد له عبر عشرات ألوف المشاركين أن يظهر الحزب باستعراض قوة تنظيمية لكتلة شعبية ضخمة من صفوفه، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الأربعين لتأسيس جمعية كشافة الإمام المهدي”. وإذ تحدث المفوض العام لكشافة المهدي عن رقم 74,475 كشافًا وكشّافة شاركوا في الاستعراض، توجه الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بكلمة “عاطفية” مقتضبة اليهم لم يتطرق فيها إلى القضايا المطروحة، وأكد في ختامها أن المقاومة ليست فقط خيارًا عسكريًا، بل هي نهج متكامل”، وقال: “المقاومة هي خيار تربوي، أخلاقي، ثقافي، جهادي، وسياسي. هي جهاد النفس والعدو، هي عزيمة وصمود، وهي نهج لكل الفئات: الأطفال، الشباب، النساء، الرجال. إنها تربية على حب الوطن، وسبيل إلى الاستقلال والكرامة”.
وإذ لوحظ أن نواباً في الحزب رفعوا بعد الغارات على المصيلح وتيرة حملاتهم على الحكومة في موضوع إعادة الإعمار، موظفين السجال الذي حصل بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، انبرى المفتي أحمد قبلان إلى التحريض السافر على الدولة، فتوجه برسالة ذات استهدافات مذهبية مكشوفة إلى “اهل الجنوب والبقاع والضاحية”، قائلاً: “دولتكم تحاصركم وتشدّ الخناق على أعناقكم وهي تلتزم بمشاريع خارجية تتعارض مع سيادتها وواجباتها الوطنية”.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
شكوى لبنانية إلى مجلس الأمن… وإصابة عنصر بـ«اليونيفيل» في قنبلة إسرائيلية
«الحزب» يواصل انتقاده للحكومة… وجعجع: لتسليم السلاح بدل ذرف الدموع
يتجه لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في بلدة المصيلح، في وقت أعلنت فيه قوات «اليونيفيل» عن إصابة أحد عناصرها نتيجة إلقاء مسيّرة إسرائيلية قنبلة قرب موقع لها في جنوب لبنان.
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام، على حسابه بمنصة «إكس»: «اتصلت اليوم بوزير الخارجية السفير يوسف رجي، وطلبت منه تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكاً صارخاً للقرار 1701، ولإعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».
وأعلنت الأحد، قوات «اليونيفيل» في لبنان عن إصابة أحد عناصرها بجروح نتيجة إلقاء مسيّرة إسرائيلية قنبلة انفجرت قرب موقع لها في بلدة كفركلا الحدودية، في ثاني حادث من نوعه خلال أسابيع.
وكان جنود حفظ السلام «رصدوا في وقت سابق، طائرتين مسيّرتين تحلقان في محيط الموقع قبل وقوع الانفجار». وأضافت: «ويُعد هذا الهجوم الثاني من نوعه هذا الشهر الذي يستهدف جنود حفظ السلام بقنابل أطلقتها قوات جيش الدفاع الإسرائيلي. ويمثل هذا الحادث انتهاكاً خطيراً جديداً للقرار 1701، واستخفافاً مقلقاً بسلامة جنود حفظ السلام الذين ينفذون مهامهم بموجب تفويض مجلس الأمن».
وجددت «اليونيفيل» في بيانها، دعوتها «إلى وقف جميع الهجمات على جنودها، أو بالقرب منهم؛ الذين يعملون من أجل تعزيز الاستقرار الذي التزمت إسرائيل ولبنان بالحفاظ عليه».
وفي 3 سبتمبر (أيلول) الماضي، كانت «اليونيفيل» أعلنت أن مسيّرات إسرائيلية ألقت 4 قنابل قرب موقع لها، واصفة إياه بأنه الأخطر منذ اتفاق وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر 2024.
وأتى الاستهداف الذي أعلنت عنه «اليونيفيل» الأحد، بعد ساعات من هجوم إسرائيلي واسع السبت، على جنوب لبنان، حيث استهدفت 10 غارات إسرائيلية 6 معارض للجرافات والحفارات على طريق المصيلح، ما أدى إلى تدمير واحتراق عدد كبير من الآليات، بينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن مقتل شخص من الجنسية السورية وإصابة 7 أشخاص بجروح، أحدهم من الجنسية السورية و6 لبنانيين من بينهم سيدتان.
«الحزب»
ورغم الاستنفار الرسمي الواسع الذي سجل رفضاً لهجوم السبت، والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، لا يزال «الحزب» يهاجم الحكومة والمسؤولين في لبنان.
وفي هذا الإطار، قال عضو كتلة «الحزب» النائب حسن فضل الله، خلال احتفال تكريمي في بلدة شقرا بالجنوب: «المقاومة قبلت بالصيغة التي نص عليها وقف النار، بأن تكون الدولة هي المسؤولة عن حماية الجنوب وأهله، والتزمت بالكامل من موقع الحرص على نجاح هذه الصيغة، ولكن العدو واصل اعتداءاته، والدولة لم تقم بما عليها، ونحن جزء من هذه الدولة وسنواصل مطالبتها بتحمّل مسؤولياتها لأنها في هذه المرحلة هي المعنية بالتصدي لهذا الواقع الجديد، وما قام به العدو مؤخراً من استهداف البنية الاقتصادية والأعيان المدنية واستمرار الاغتيالات، هو لضرب استقرار أهل الجنوب ومنعهم من الإعمار، ولكنّ الجنوبيين متمسكون بأرضهم رغم غياب الحماية الرسمية والرعاية من خلال تجاهل هذه الحكومة لما يحصل وعدم تحمّل مسؤولياتها بإعادة الإعمار».
جعجع لتسليم السلاح
في المقابل، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «الحزب» لتسليم سلاحه للدولة «بدلاً من ذرف دموع التماسيح يومياً».
وقال في بيان له: «كلما تعرّض اللبنانيون لاعتداءات إسرائيلية تسفك الدماء وتوقع القتلى والجرحى وتُكبِّد البلاد خسائر مادية جسيمة، تدور مبارزات كلامية وتَسابُق لدى ما يُسمّى (جماعة الممانعة) في استنكار الاعتداءات… بينما يستمر اللبنانيون في الموت والتهجير والدمار وتعطّل حياتهم».
وأضاف جعجع: «يعلم القاصي والداني أن الحلّ الوحيد لحماية لبنان واللبنانيين وإخراج إسرائيل، يكمن في قيام دولة فعلية تتولّى مسؤولياتها وتُمارس سلطتها وسيادتها كاملةً. ومن يدعو الدولة في وضعها الحالي، وفي ظل المعادلة الراهنة، إلى القيام بدورها، إنما يُحرّف الواقع على غرار ما قام به منذ 35 عاماً إلى اليوم؛ فالدولة لن تتمكّن من الاستفادة من صداقاتها العربية والغربية قبل أن تصبح دولة فعلية وقادرة على احتكار القرار».
وختم جعجع قائلاً: «لا أحد مستعدٌّ لمساعدة دولة لا تحتكر قرار الحرب والسلم ولا السلاح، ولا تتولّى مسؤولية الأمن والسياسة الخارجية. المطلوب من البعض، بدلاً من ذرف دموع التماسيح يومياً، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غداً، لتمكينها من القيام بواجبها بوقف هذه الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائياً من جنوب لبنان».
************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان يتجاوز “الميكانيزم” بشكوى إلى مجلس الأمن وإسرائيل تُصعّد لاستحالة الحرب الشاملة
تتّجه الأنظاراليوم إلى قمّة شرم الشيخ التي سيرأسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لتثبيت الاتفاق على وقف الحرب في قطاع غزة، بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى منه، وقبلها على خطاب ترامب الذي سيلقيه في الكنيست الإسرائيلي، وما سيُطلق من مواقف حول السلام في الشرق الأوسط، الذي يتحدث عنه. فيما تفاعلت داخلياً الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، ولا سيما منها الاعتداء التدميري الأخير على منطقة المصيلح، الذي جاء غداة الاتفاق على وقف الحرب في غزة، استناداً إلى خطة الرئيس الأميركي، وأثار مخاوف من أن يكون مقدّمة لعدوان إسرائيلي جديد على لبنان.
وصفت مصادر سياسية هذا التصعيد الإسرائيلي بأنّه قد يكون البديل عن حرب باتت إسرائيل لا تستطيع شنها، لأنّ لبنان هو في هذه المرحلة تحت المظلة الأميركية، وأي حرب عليه بعد الآن قد تحتاج إلى غطاء أميركي جديد. وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ ترامب يحاول تجنّب أي حرب إسرائيلية على لبنان في هذه المرحلة، خصوصاً انّه نجح في نقل المشكلة إلى الداخل اللبناني، وترك الأمر للجنة مراقبة وقف إطلاق النار «الميكانيزم» التي يُفترض أن تجتمع قريباً في حضور الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس.
سلوك جديد
ولكن ديبلوماسيين يخشون أن تكون الضربة التي وجّهتها إسرائيل إلى منشآت هندسية مدنية في المصيلح – الزهراني بداية تطور جديد في نوعية العمليات في لبنان، بعد الإعلان عن اتفاق وقف النار في غزة، بحيث تتأكّد الشكوك التي سادت في المرحلة الأخيرة، بأنّ إسرائيل عازمة على انتهاج سلوك جديد مع لبنان ما أن ترتاح نسبياً من مشاغلها في القطاع. وهذا ما يذكّر بالمرحلة التي عمدت فيها إسرائيل إلى توسيع الحرب على لبنان، نهايات الصيف الفائت، إذ انتظرت لتبرم اتفاقاً لوقف النار في غزة فتتفرّغ للحرب على لبنان.
وقال هؤلاء الديبلوماسيون لـ«الجمهورية»، انّ مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أعلنوا قبل أسابيع، أنّ إنجاز إسرائيل سيطرتها العسكرية على القطاع، ولا سيما منه مدينة غزة، سيتيح لها العودة إلى لبنان بزخم أكبر. وقد يحصل ذلك أيضاً في ضوء الاتفاق الذي تمّ هناك. ما يعني أنّ المرحلة التي يدخلها لبنان ستكون عسيرة إذا لم يتمكن من رسم خطط مواجهة متكاملة، يتمّ التوافق عليها بين الدولة و«الحزب»، بهدف قطع الطريق على أي عدوان إسرائيلي جديد. علماً أنّ رمزية الضربات في المصيلح تحديداً لا تحتاج إلى تحليل. فكل لبنان بات هدفاً للعدوان وليس «الحزب» وحده.
شكوى لبنانية
في غضون ذلك، وللمرّة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تحرّك لبنان ضدّ اسرائيل في مجلس الأمن الدولي، متجاوزاً لجنة «الميكانيزم». فاتصل رئيس الحكومة نواف سلام بوزير الخارجية يوسف رجي، وطلب منه تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن في شأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي.
وعلى الفور أعطى رجي توجيهاته إلى مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتّحدة في نيويورك، بتوجيه الشكوى العاجلة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، في شأن شنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس الاول غاراتٍ على مجموعةٍ من المعارض الخاصة بالجرافات والحفارات على طريق المصيلح- الزهراني في قضاء صيدا، ما أدّى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، وإلى إلحاق أضرارٍ جسيمة يالمؤسسات التجارية المستهدفة. كذلك طلب رجي من البعثة نشر رسالة الشكوى وتوزيعها كوثيقةٍ رسمية على كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
مقام رئاسة الحكومة
وفي المواقف الداخلية، قالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية»، إنّ الرسالة القوية لرئيس التيار النائب جبران باسيل حول رفض المسّ بمقام رئيس الحكومة، «تأتي ضمن سياسة التيار التفاهمية والمؤمنة بالشراكة والميثاقية، فما لم يقبله التيار في رئاسة الجمهورية لا يمكن أن يوافق عليه في رئاسة الحكومة، خصوصاً في ظل هذه الظروف بالذات». أضافت المصادر: «أما عن الإشارة إلى اتفاق دفاع استراتيجي مع الولايات المتحدة، فقد وضعتها مصادر التيار ضمن تأكيد مصلحة لبنان وسيادته، كركيزة للتعاطي مع تحولات الوضع الإستراتيجي للبلد، وحماية الحقوق الوطنية الجوهرية في حل معضلات النازحين والتوطين وتحقيق الإستقرار».
أمناء حقيقيون
في هذه الأثناء، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس الأحد في بكركي، «إنّ وطننا هو بيت يضمّ الجميع، لا يُبنى إلّا بالأمانة والحكمة والعدالة. الأمانة في إدارة شؤون الدولة والناس، والحكمة في اتخاذ القرارات التي تصون الكرامة الوطنية وتحمي الصالح العام، والعدالة في المساواة بين المواطنين وحماية حقوقهم في ظلّ قانون يُطبَّق على الجميع». واعتبر «إنّ ما يهدّد وطننا ليس فقط الأزمات الاقتصادية أو السياسية، بل أيضًا غياب روح الوكالة الأمينة والحكيمة والعادلة التي تدرك أنّ كل سلطة هي خدمة، وكل موقع هو دعوة إلى العطاء، لا إلى التسلّط أو الإهمال». وقال: «نرفع النداء من جديد: لبنان يحتاج اليوم إلى أمناء حقيقيين، أمناء على المال العام، على المؤسسات، على الدستور، على وحدة الأرض والشعب، وعلى الذاكرة الوطنية. يحتاج إلى حكماء يميّزون بين مصلحة الذات ومصلحة الوطن، بين المكاسب الآنية والرسالة التاريخية. إنّ الأمانة والحكمة والعدالة في الحياة الوطنية تعني أن نكون أوفياء لرسالة لبنان التاريخية، تلك الرسالة التي جعلت منه أرض لقاء بين الشرق والغرب، وجسرًا للحوار والتعايش، ومنارة للحرّية والكرامة. إنّ الحفاظ على هذه الرسالة يتطلّب من الجميع العودة إلى الضمير الحي، وإلى القيم التي أسس عليها وطننا: العيش المشترك، التعددية الثقافية والدينية، الانفتاح، واحترام الكرامة الإنسانية».
نهج متكامل
في غضون ذلك، أكد الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم «أنّ المقاومة ليست فقط خيارًا عسكريًا، بل هي نهج متكامل». وخلال تجمّع كشفي حاشد امتلأت به مدرجات المدينة الرياضية في بيروت وأقامته جمعية «كشافة الإمام المهدي»، وفي ذكرى استشهاد الأمينين العامين للحزب السيدين نصر الله وهاشم صفي الدين تحت شعار «إنّا على العهد يا نصر الله». قال قاسم: «المقاومة هي خيار تربوي، أخلاقي، ثقافي، جهادي، وسياسي. هي جهاد النفس والعدو، هي عزيمة وصمود، وهي نهج لكل الفئات: الأطفال، الشباب، النساء، الرجال. إنّها تربية على حب الوطن، وسبيل إلى الاستقلال والكرامة».
لا أحد مستعد
وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان أمس «إنّ الحلّ الوحيد لحماية لبنان واللبنانيين وإخراج إسرائيل، يكمن في قيام دولة فعلية تتولّى مسؤولياتها وتُمارس سلطتها وسيادتها كاملةً. ومن يدعو الدولة في وضعها الحالي وفي ظل المعادلة الراهنة إلى القيام بدورها، إنما يُحرّف الواقع على غرار ما قام به منذ 35 عاماً إلى اليوم؛ فالدولة لن تتمكّن من الاستفادة من صداقاتها العربية والغربية قبل أن تصبح دولة فعلية وقادرة على احتكار القرار».
وأضاف: «لا أحد مستعدٌّ لمساعدة دولة لا تحتكر قرار الحرب والسلم ولا السلاح، ولا تتولّى مسؤولية الأمن والسياسة الخارجية. المطلوب من البعض، بدلًا من ذرف دموع التماسيح يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا، لتمكينها من القيام بواجبها بوقف هذه الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائيًا من جنوب لبنان».
قمة شرم الشيخ
على الصعيد الإقليمي والدولي، تُعقد في مدينة شرم الشيخ بعد ظهر اليوم قمة دولية تحت عنوان «قمة شرم الشيخ للسلام» برئاسة مشتركة بين ترامب والسيسي وفي حضور قادة أكثر من 20 دولة. وأوضحت الرئاسة المصرية، أنّ هذه القمة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقبيل القمة سيقوم ترامب بزيارة قصيرة إلى إسرائيل تتزامن، مع البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين «حركة ح» وإسرائيل.
وأكّد مصدر مطّلع لوكالة «تسنیم» للأنباء، أنّ «إيران لن تشارك فی قمّة شرم الشیخ الّتي ستُعقد غدًا، رغم دعوتها».
بدوره، ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي نقلًا عن مصادر، أنّ «وزارة الخارجيّة الأميركيّة وجّهت السّبت دعوةً رسميّةً لقمّة القادة بشأن غزة، وأنّه تمّت دعوة عدد من الدّول إلى هذه القمّة بينها إسبانيا وإيران». فيما اعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انّ اسرائيل لن توفد أي ممثل لها إلى شرم الشيخ.
وقالت شوش بدرسيان المتحدثة باسم مكتب نتنياهو لوكالة «فرانس برس»: «لن يحضر أي مسؤول إسرائيلي».
ساحر يحذّر ترامب
وحضّ الساحر الإسرائيلي البريطاني الشهير أوري غيلير، الذي يصنّف نفسه كوسيط روحاني، ترامب على إلغاء زيارته لشرم الشيخ خوفاً من «اغتياله».
ونشر غيلير على منصة «إكس»، مقطع فيديو موجّهاً إلى ترامب، قال فيه: «استمع إليّ أيها الرئيس دونالد ترامب – لا تذهب إلى شرم الشيخ، لديّ شعور مريع باحتمالية وجود محاولة لاغتيالك! أتلقى إشاراتٍ سيئة». وأضاف: «هذه فرصة ذهبية للإرهابيين الإسلاميين – أنتم أكبر جائزة في العالم بالنسبة اليهم! تذكّروا أنّ السادات (يقصد الرئيس المصري الراحل أنور السادات) قُتل على يد أحد أفراد قواته الأمنية. لا أحد يستطيع أن يتمتع بحماية كاملة، حتى أنتم». وختم: «ضاعفوا طوقكم الأمني واختاروا حراسكم الشخصيين بعناية. لا تتحركوا إلى أي مكان دون حماية أمنية».
وقال في الفيديو: «هذه رسالة لك دونالد ترامب، إنّه لأمر مدهش أنك قادم إلى إسرائيل. من الرائع أنك ستلقي خطاباً مذهلاً في الكنيست. ولكن من هناك، قد تسافر إلى شرم الشيخ. أرجوك أن تقرأ رسالتي. أنا قلق جداً، قلق جداً. أرجو قراءة الرسالة بكاملها. أقول: لا تذهب إلى هناك. لا تذهب إلى شرم الشيخ. ولكن إذا ذهبت، فتأكّد من أنك محمي، محمي بشكل فائق، ومن كل الجهات حولك. لا تسمح لأي شخص بالاقتراب منك. وكن حذراً. كن حذراً جداً. خصوصاً في شرم الشيخ»، على حدّ تعبيره.
مذكرات التوقيف
من جهة ثانية، وبعد التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، برزت تساؤلات قانونية ودولية حول مصير مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في حق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. وأكّد المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله، أنّ «أوامر القبض لا تزال سارية المفعول، ما لم تتخذ المحكمة قرارًا قضائيًا مسببًا بسحبها»، مشيرًا إلى أنّه لا جديد في ما يتعلق بمذكرات التوقيف، على الرغم من التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على المحكمة.
وبحسب صحيفة «جيروزاليم بوست»، فإنّ إنهاء الحرب أو إطلاق سراح الأسرى لن يؤدي إلى شطب السجلات القضائية، مشيرة إلى أنّ وضع نتنياهو قد يصبح أكثر هشاشة في حال خروجه من السلطة بعد انتخابات 2026، ما يعني تراجع مظلة الحصانة.
ومن جهته، أوضح الخبير في القانون الجنائي الدولي المعتصم الكيلاني، أنّ المحكمة رفضت طعن إسرائيل على اختصاصها، ما يعني أنّ مذكرات التوقيف أصبحت أوامر قانونية ملزمة للدول الأعضاء في نظام روما بتوقيف نتنياهو وغالانت وتسليمهما في حال دخولهما أراضيها. وأكّد أنّ «وقف إطلاق النار لا يلغي المسؤولية الجنائية»، مستشهدًا بتجارب يوغوسلافيا ورواندا بعد اتفاقيات السلام، حيث استمرت المحاكمات.
وتطابق هذا الموقف مع رأي أستاذ القانون الدولي العام محمد مهران، الذي شدّد على أنّ جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم ولا تُلغى بأي تسويات سياسية أو اتفاقات وقف نار، بموجب اتفاقية عدم التقادم لعام 1968 ونظام روما الأساسي.
************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«الشكوى» توحِّد الموقف اللبناني.. ونتنياهو يتوعَّد الحزب
سلام يتحرَّك دبلوماسياً إغاثياً.. والميكانيزم تستأنف إجتماعاتها بعد غد
ينتظر لبنان والعالمان العربي والدولي اليوم أحداثاً بالغة الأهمية، ويمكن وصفها بالأيام «التاريخية» بين مشاركة الرئيس دونالد ترامب في استقبال الاسرى الاسرائيليين ومن جنسيات أخرى بعد الافراج عنهم من قبل «حركة ح» والفصائل الفلسطينية وإلقاء كلمة في الكنيست قبل أن يحضر الى شرم الشيخ لترؤس قمة يشارك فيها 20 زعيماً الى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تضع تقرير التوجهات الكبرى لإنهاء حرب غزة، وضمان عدم العودة اليها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان لبنان والعالم ما زال تحت تأثير اتفاق وقف اطلاق النار في غزة وترى ان انعكاسات هذا الإتفاق ستتظهَّر مع مرور الوقت.
وقالت المصادر ان هناك عدة ملفات تتم متابعتها رسمياً لاسيما بالنسبة الى الاعتداءات الاسرائيلية والتي تعرقل وفق المسؤولين اللبنانيين تنفيذ خطة الجيش في حصرية السلاح.
وقالت ان زيارة وزير الخارجية السوري ستتم متابعة نتائجها في وقت لاحق من خلال العمل على ترجمة ما تم الإتفاق بشأنه خلال هذه الزيارة.
ولاحظت المصادر توحُّد الموقف اللبناني الرسمي، قبل الشكوى اللبنانية لمجلس الأمن، وبعدها.
وتتجه الانظار الى جنوب لبنان، اذا صمد وقف النار في غزة، وسارت خطة ترامب على ما هو مرسوم لها من تعزيز وجهة انهاء الحرب، لجهة دعم جهود الحكومة لحصر سلاح الحزب، ضمن خطط الجيش اللبناني، في وقت يمضي فيه الجيش الاسرائيلي بغارات ضغط شبه يومية.
وفي تهديد مباشر للحزب ، توعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الحزب، بقوله: ما زالت امامنا تحديدات امنية كبيرة جداً، البعض من اعدائنا يحاولون التعافي لضربنا من جديد.. لكننا سنتولى أمرهم ولم يكشف عن المزيد..
لكن مصادر مقرَّبة من «الثنائي الشيعي» استبعدت انفجار الوضع مجددا بين اسرائيل والحزب، والاستمرار بظروف المراوحة الحالية، بانتظار موقف الولايات المتحدة وفرنسا والدول الضامنة لوقف النار.
ودعت المصادر الى انتظار ما سيُسفر عنه اجتماع «للميكانيزم» (اي لجنة الاشراف على وقف النار) بعد غد الاربعاء، وفقا لمعلومات الرئيس نبيه بري.
في هذا الوقت، تنتظر الحكومة اللبنانية مآل الشكوى التي تقدمت بها ضد اسرائيل على خلفية العدوان الضخم ضد منشآت وآليات مدنية ولها اصحابها المعروفون، وهي تجارية، وتستخدم في عمليات الجرف وفتح الطرقات وازالة الركام في منطقة مصيلح فجر السبت الماضي.
العدوان على مصيلح
فمنذ فجر السبت خطف العدوان الاسرائيلي على منطقة المصيلح البعيدة عن الحدود اكثر من 40 كيلومترا، الانظار عن التطورات السياسية المحلية، نتيجة حجم الاضرار التي تسببت بها اكثر من عشر غارات، من سقوط شهيد سوري الجنسية واصابة 7 مواطنين من اهالي البلدة بجروح وتدمير نحو 300 جرافة والية حفر، واضرار واسعة في المنازل والممتلكات. ما دفع لبنان الى التحرك للمرة الاولى منذ تشكيل الحكومة لمواجهة هذا العدوان بطلب رئيس الحكومة نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم «شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي».
واعطى وزير الخارجية توجيهاته الى بعثة لبنان لدى المنظمة الدولية لتقديم الشكوى. وطلب الوزير رجي من بعثة لبنان الدائمة في نيويورك نشر رسالة الشكوى وتوزيعها كوثيقة رسمية على كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وادت الغارات الى انقطاع طريق المصيلح بالكامل بسبب الاضرار الكبيرة التي لحقت بها، كما احترق مبنى تابع لأحد معارض الجرافات.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه «هاجم بنية تحتية إرهابية تابعة للحزب في منطقة جنوب لبنان، وفككها، حيث كانت هناك آليات هندسية تستخدم لإعادة بناء البنية التحتية الإرهابية في المنطقة التي كانت تتواجد فيها».
وجاءت الغارات وعمليات القصف المدفعي على غزة بعد سريان اتفاق وقف اطلاق النار، ومن ثم الغارات العنيفة فجر السبت على معارض الجرافات والآليات في منطقة المصيلح بجنوب لبنان، وقبلها مجزرة آل شرارة في بنت جبيل، ويوم السبت الماضي القاء مسيرة معادية قنبلة على قوات اليونيفيل في كفركلا والتي ادت الى جرح جندي من القوات الدولية، لتؤكد ان الكيان الاسرائيلي لا ولن يلتزم بالاتفاقات ويطبق مفاعيلها بما يناسب توجهاته العدوانية الامنية والسياسية، وسيبقى يمارس ضغوطه بالنار والقتل حتى الاستجابة لمطالبه وشروطه التعجيزية.
لذلك بات الكلام عن «انعكاسات إيجابية لإتفاق غزة على لبنان» بمثابة كلام في الهواء لا صدقية له حتى يلتزم الاحتلال بكل مندرجات الاتفاق مع لبنان. ولعل كلام رئيس الجمهورية جوزف عون بعد العدوان على المصيلح ابلغ دليل على ان العدو يحاول استثمار اتفاق غزة في لبنان بمزيد من الضغط العسكري، وهو ما بات يستوجب تدخلا دوليا فاعلا لا كلاميا، لا سيما تدخلا اميركيا، لوضع حد لعدم التزام الاحتلال بوقف الاعمال العدائية، بعد التصعيد الواسع لمنع لبنان واهل الجنوب من اي عمل يعيد الاستقرار ولو بحده الادنى الى القرى الحدودية، حتى برفع انقاض المنازل المهدمة أو ترميم ما يمكن ترميم وإصلاح ما يمكن منها للسكن مجددا.
ولاقى العدوان ردود فعل محلية واسعة حيث قال الرئيس جوزاف عون:مرة أخرى يقع جنوب لبنان تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية بلا حجة ولا حتى ذريعة. لكن خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها، على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة. وهو ما يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية. منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بتعويض غزة في لبنان، لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل. كما السؤال عن أنه طالما تم توريط لبنان في حرب غزة، تحت شعار إسناد مطلقيها، أفليس من أبسط المنطق والحق الآن، إسناد لبنان بنموذج هدنتها، خصوصا بعدما أجمع الأطراف كافة على تأييدها؟!.
واكد « إن مسؤوليتنا عن شعب لبنان كله وأرضه كلها، تفرض علينا طرح هذه التحديات، لا مجرد التنديد الواجب بعدوان سافر».
أن مسؤولية الدولة تجاه الشعب والأرض تفرض طرح هذه التحديات على المجتمع الدولي، لا الاكتفاء بالتنديد بعدوان سافر.
كما قال الرئيس بري : العدوان الإسرائيلي السافر في شكله ومضمونه وفي زمانه ومكانه وبالأهداف التي طاولها لن يغير من قناعاتنا وثوابتنا وثوابت وقناعات أهلنا ، الذين مجددا بأرواحهم ومنازلهم ومصادر رزقهم يدفعون ثمن تمسكهم بأرضهم وحقهم المشروع في حياة كريمة.
وتابع: المشهد يحكي عن نفسه ويعكس الطبيعة العدوانية للكيان الإسرائيلي، فهو كما في كل مرة ليس عدوانا على المصيلح وأهلها وأصحاب المنشآت الصناعية فيها، إنما هو عدوان على لبنان وأهله كل اهله هناك إستهدف المسيحي كما المسلم وإختلط الدم بالدم ، فلنتوحد من هناك من أجل لبنان في مواجهة العدوان.
ونقل عن بري مساء امس قوله: ان العدوان يستهدف منع اعادة اعمار الجنوب، ولكن لن يثنينا عن إصرارنا على إعادة إعمارها لمنع اسرائيل من تحويل القوى الأمامية إلى شريط حدودي على غرار الذي أقامته طوال فترة احتلالها الجنوب قبل تحريره في 25 أيار- مايو عام 2000. وأن إصرارنا على إعادة إعمار البلدات المدمرة وتأهيل البنى التحتية هو الرد العملي على مخطط إسرائيل بتحويل البلدات الحدودية وبقوة النار إلى منطقة عازلة منزوعة من السلاح ويصعب العيش فيها، وأولى أولوياتنا إعادة بناءها وتأهيل مرافقها الحيوية وبناها التحتية.
وصدرت مواقف ادانة للعدوان عن وزارة الخارجية وعدد كبير من الوزراء والنواب والقوى السياسية.
توجهات سلام
وكان الرئيس سلام الموجود في باريس بزيارة خاصة، قد تابع نتائج الاعتداء الإسرائيلي عبر التواصل مع الوزراء فايز رسامني ومحمد حيدر واحمد الحجار وياسين جابر لمعاينة موقع الاعتداء واضراره ودرس دعم المواطنين، كذلك اتصل سلام بكل من رئيس مجلس الجنوب الدكتور هاشم حيدر واطلع منه على مجرى عملية مسح الاضرار، ورئيس الهيئة العليا للإغاثة العميد بسام النابلسي طالبا منه تقديم كل الدعم المطلوب للمتضررين.
استمر العدو الاسرائيلي في تكثيف اعتداءاته على الجنوبيين، فنفذت مسيرة معادية عصر السبت، غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة قرب المدرسة الرسمية في حي الطبالة على طريق بلدة برج قلاويه- خربة سلم. وافيد عن ارتقاء مواطن هو الشهيد علي حسين سلطان من بلدة الصوانة المجاورة.
والقت مسيرة معادية قنبلة صوتية على بلدة كفركلا تلاها قنبلة حارقة اشعلت حريقا. وقد تدخلت مسيرات معادية واجبرت عناصر الدفاع المدني والجيش على الانسحاب من خراج كفركلا لإخماد حريق شب في المحلة. وعصرا القت مسيرة إسرائيلية قنبلتين على جرافة في بليدا الحقتا بها اضرارا كبيرة لكن من دون وقوع اصابات.
اما امس، ألقت مسيرة «إسرائيلية» معادية قنبلة صوتية بين راميا وعيتا الشعب. وسجل طيلة النهار وحتى المساء تحليق للطيران الاسرائيلي فوق المصيلح وقرى الجنوب والضاحية الجنوبية. وجالت درون إسرائيلية في أجواء بلدة يحمر الشقيف، وبثت عبر مكبرات الصوت رسائل تحريضية ضد الحزب و المهندس طارق مزرعاني جاء فيها: «المهندس طارق مزرعاني يستمر في مؤامراته ولا يحق له الرجوع حتى يتم الإعمار».
من جهة ثانية، وفيما لم يصدر اي رد فعل عن لجنة الاشراف الخماسية على قرار وقف اطلاق النار اي رد فعل على الاعتداءات، أصدرت قوات «اليونيفيل» في لبنان، امس الأحد، بيانا بشأن إلقاء طائرة إسرائيلية قنبلة قرب القوات الدولية في بلدة كفركلا، ما أسفر عن إصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، تلقى على إثرها الإسعافات الأولية.
وقال البيان إن «جنود حفظ السلام رصدوا في وقت سابق طائرتين مسيرتين تحلقان في محيط الموقع قبل وقوع الانفجار، ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه هذا الشهر الذي يستهدف جنود حفظ السلام بقنابل أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي.
واكد البيان أن «هذا الحادث يمثل انتهاكا خطيرا جديدا للقرار 1701، واستخفافا مقلقا بسلامة جنود حفظ السلام الذين ينفذون مهامهم بموجب تفويض مجلس الأمن»، وختم: تجدد اليونيفيل دعوتها لجيش الدفاع الإسرائيلي إلى وقف جميع الهجمات على جنودها أو بالقرب منهم الذين يعملون من أجل تعزيز الاستقرار الذي التزمت كل من إسرائيل ولبنان بالحفاظ عليه.
ورد الناطق بإسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي على بيان اليونيفيل بالقول:»تم التحقيق في الحادث وجرى التأكيد على أنظمة الحفاظ على الأمان في تنفيذ غارات بالقرب من مواقع لقوات اليونيفيل. إلى جانب ذلك سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل ضد تموضع وأنشطة الحزب التي تشكل تهديدا على إسرائيل. يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه يعمل ضد محاولات إعادة ترميم بنى تحتية عسكرية لـ «الحزب».
************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
بولا مراد
تصريح عون عن «تعويض غزة في لبنان» يثير القلق من حرب اسرائيلية آتية
هل يناقش مؤتمر شرم الشيخ حل الدولتين أم يغيب عنه؟
إحتفال كشفي غير مسبوق للحزب … قاسم: المقاومة لا تساوم
منذ أيام قليلة، أثار تصريح الرئيس جوزيف عون تساؤلاتٍ عميقة حين قال: «هل هناك من يفكّر في التعويض عن غزة في لبنان؟» — عبارةٌ حملت ما هو أبعد من الموقف السياسي، لتتحوّل إلى إشارة تحذير من خطرٍ داهم يُخيّم على الجنوب، وقلقٍ من حربٍ إسرائيلية محتملة قد تجعل من لبنان ساحةً بديلة بعد هدنة غزة.
فبينما تسرق شرم الشيخ الأضواء بـ «قمة السلام» التي تُطلق المرحلة الأولى من «خطة ترامب» لرسم ملامح «غزة الجديدة»، يتحرّك لبنان رسميًا عبر شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بعد العدوان على المصيلح، في محاولةٍ لتثبيت حقّه وردع الخروقات الإسرائيلية التي لم تتوقف رغم القرار 1701.
لكن خلف الديبلوماسية، يلوح شبح التصعيد: مؤشرات ميدانية تتحدث عن استعداداتٍ إسرائيلية غير اعتيادية، واحتمال تنفيذ عمليات شبيهة بـ«البايجر» نتيجة التفوّق التكنولوجي. وفي الداخل، جاء الاحتفال الكشفي غير المسبوق للحزب بمشاركة أكثر من 74 ألف كشفي ليحمل رسائل القوة والجهوزية، حيث أكد الشيخ نعيم قاسم أن «المقاومة لا تساوم».
وبين تحذير الرئيس، وحركة الحكومة، وحشود المقاومة، يبدو لبنان اليوم واقفًا على حافة مرحلة جديدة وخطرة، تتقاطع فيها الديبلوماسية بالنار، ويُطرح فيها السؤال الذي يخيّم على الكواليس السياسية والعسكرية:
هل بدأ العدّ التنازلي لمواجهة جديدة على الحدود؟
تحرك سلام
هذا وطلب رئيس الحكومة نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، «بما يشكّل انتهاكًا صارخاً للقرار 1701 ولإعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني الماضي». وفورا، أعطى رجي توجيهاته إلى مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتّحدة في نيويورك، بتوجيه هذه الشكوى طالبا نشر رسالتها وتوزيعها كوثيقةٍ رسمية على كافة الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
ولطالما طالب نواب وقياديو الحزب وحركة «أمل» الحكومة بالتحرك باتجاه مجلس الأمن ردا على الخروقات الاسرائيلية المتمادية، مع العلم أن كل التطورات الاخيرة منذ اندلاع حرب غزة حتى اليوم أكدت أن لا ما يردع اسرائيل وأنها لا تأبه لا للمجتمع الدولي ولا لمجلس الأمن.
جدوى الشكوى لمجلس الأمن
ويعتبر الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين أن «الشكوى إلى مجلس الأمن الدولي يمكن أن تكون وسيلة مهمة للدول من أجل عرض نزاع أو تهديد للسلام على المجتمع الدولي، لكن فعاليتها تختلف بحسب طبيعة النزاع وموازين القوى داخل المجلس» لافتا في حديث لـ»الديار» الى أن «أبرز فوائد الشكوى ، حتى لو كانت معرضة للتعطيل بسبب فيتو تضعه إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فلفت انتباه المجتمع الدولي إلى قضية أو عدوان أو تهديد للسلام. فعندما تتعرض دولة لاعتداء أو تدخل خارجي، تقدم شكوى لتوثيق الأمر رسميًا»، مضيفاً:»كما تسمح الشكوى بالحصول على موقف رسمي من مجلس الأمن، قرار أو بيان رئاسي. علما أن المجلس قد يدعو إلى وقف إطلاق النار أو يقرر إرسال قوات حفظ سلام أو يفرض عقوبات على المعتدي».
ويوضح يمين أن «الشكوى تسجَّل في أرشيف الأمم المتحدة، وتصبح وثيقة دولية رسمية يمكن الاستناد إليها لاحقًا في المحاكم أو المفاوضات، من دون التغاضي عن أهمية الضغط الديبلوماسي والإعلامي. فمجرد مناقشة القضية في مجلس الأمن يجعلها تحت أنظار العالم، ويحرج الدول المعتدية أو الداعمة لها»، خاتما:»من هنا من واجب الحكومة اللبنانية أن تبادر الى تقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي ردا على كل اعتداء إسرائيلي».
ماذا تُحضّر اسرائيل؟
ويخشى لبنان الرسمي، بالرغم من التطمينات التي سمعها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في نيويورك، من تصعيد إسرائيلي يؤدي إلى جولة جديدة من الحرب قبل نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل.
وتشير مصادر واسعة الاطلاع لـ»الديار» إلى أن «الزيارة المرتقبة لبابا روما الى لبنان نهاية تشرين الثاني قد تجعل من المستبعد أن تكون هناك جولة جديدة من الحرب قبل هذا التاريخ، لكن مع إسرائيل لا يمكن الحسم بأي شيء، والخشية من أن تكون تعد لعمليات تشبه عمليات البايجر نظرا لتفوقها التكنولوجي الكبير».
بالمقابل، وجّه الحزب يوم الاحد رسائل متعددة الاتجاهات من خلال التجمّع الكشفي الكبير “أجيال السيد” الذي أقيم في المدينة الرياضية في بيروت، بمشاركة أكثر من 74 ألف كشفي وكشفية، إحياءً لذكرى استشهاد السيد السيد نصرالله والسيد الهاشمي هاشم صفي الدين، واحتفالًا بالعيد الأربعين لتأسيس جمعية كشافة الإمام المهدي.
وقالت مصادر مطلعة أن «الحزب أراد ومن خلال هذا التجمع الكبير جدا وغير المسبوق توجيه رسالة للداخل والخارج بأنه لا يمكن القفز فوق إرادة هذه البيئة وهذه الجماهير الغفيرة وأن الحزب رغم كل النكسات التي تعرضت لها لا يزال قويا وقادرا على استعادة زمام الأمور اليوم أو غدا»، وأضافت المصادر لـ»الديار»:»ليس خافيا على أحد أن الحزب يعيش حالة استنفار على كل المستويات خشية أن تكون إسرائيل تُعد لجولة حرب جديدة أو حتى لعمليات على غرار البايجر، ومن هنا كان النجاح بإحباط مخططات التفجير التي اعلن عنها الأمن العام اللبناني مؤخرا».
لا موازنة دون اعادة اعمار
ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على الجنوب هي محاولة مستمرة للضغط على الأهالي لمنعهم من الاستقرار ودفعهم الى مغادرة قراهم بهدف إقامة منطقة عازلة وفرض سيطرة إسرائيلية على جنوب الليطاني»، منتقدا «تجاهل الحكومة لما يحصل وعدم تحمّل مسؤولياتها بإعادة الإعمار» معتبرا أن «الدليل على ذلك أن الحكومة لم تخصص أي اعتماد في الموازنة العامة لإعادة الإعمار، مع أن هناك حلولًا مرحلية مثل الترميم الجزئي أو الترميم الإنشائي، لكنها لم تُنفَّذ. ولذلك فإن صوتنا مع صوت الرئيس نبيه بري، فمثل هذه الموازنة لن تمر في المجلس النيابي من دون اعتمادات واضحة لإعادة الإعمار».
لتسليم السلاح اليوم
بالمقابل، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «الحزب» لتسليم سلاحه للدولة «بدلاً من ذرف دموع التماسيح يومياً». وقال في بيان له: «كلما تعرّض اللبنانيون لاعتداءات إسرائيلية تسفك الدماء وتوقع القتلى والجرحى وتُكبِّد البلاد خسائر مادية جسيمة، تدور مبارزات كلامية وتَسابُق لدى ما يُسمّى (جماعة الممانعة) في استنكار الاعتداءات… بينما يستمر اللبنانيون في الموت والتهجير والدمار وتعطّل حياتهم». وأضاف:»المطلوب من البعض، بدلًا من ذرف دموع التماسيح يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا، لتمكينها من القيام بواجبها بوقف هذه الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائيًا من جنوب لبنان».
قمة شرم الشيخ
إقليميًا، تسرق شرم الشيخ اليوم الأنظار مع انعقاد «قمة السلام» التي يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد كبير من قادة دول المنطقة والتي من المفترض خلالها تثبيت اتفاق وقف النار الذي وقعته إسرائيل وحركة ح ورسم ملامح غزة الجديدة.
وأفادت الرئاسة المصرية بأن «قمة دولية تحت عنوان (قمة شرم الشيخ للسلام) تُعقد بمدينة شرم الشيخ، بعد ظهر الاثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة».
وبحسب مصادر ديبلوماسية مطّلعة، فإن القمة قد لا تقتصر على بحث وقف النار وتثبيت الهدنة، بل قد تشهد نقاشاً أولياً حول مستقبل التسوية السياسية في المنطقة، وسط انقسامٍ بين العواصم المشاركة حول إحياء “حل الدولتين” أو تجنّب طرحه في هذه المرحلة الحساسة، تفادياً لأي خلاف عربي–دولي حول تعريف الدولة الفلسطينية وحدودها.
وفي المقابل، تشير المعلومات إلى أنّ البيان الختامي، في حال صدوره، قد يكتفي بالتأكيد على “حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره” من دون ذكر صريح لعبارة “حلّ الدولتين”، ما يعكس تجنب الأميركي من الدخول في مفاوضات نهائية مبكرة قبل استقرار الوضع في غزة.
وستغيب إيران عن هذه القمة رغم تلقيها دعوة رسمية، كذلك لن تشارك فيها لا إسرائيل ولا حركة ح. إذ قالت شوش بدرسيان، المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: «لن يحضر أي مسؤول إسرائيلي». كما أكد القيادي في المكتب السياسي لحركة «ح»، حسام بدران، أنّ «(حركة ح) لن تكون مشاركة في عملية التوقيع».
ومن المتوقع أن يسبق انعقاد القمة إفراج حركة ح عن 20 أسيرًا حيًا دفعة واحدة، إذ أعلنت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، الأحد، أن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة «سيبدأ في وقت مبكر من صباح الاثنين»، مضيفةً أنه من المتوقع إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وعددهم 20 دفعة واحدة. وتابعت: «مستعدون لاستلام جثث الرهائن المتوفين وعددهم 28 بعد إطلاق سراح الرهائن الأحياء».
بالمقابل، وبحسب المعلومات، تصر حركة «ح» على أن تتضمن قائمة المعتقلين الذين ستفرج عنهم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سبعة قادة فلسطينيين، وأبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعباس السيد.
ويوم أمس، أعلن التلفزيون الفلسطيني بدء دخول 400 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، وسط توقعات بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر جزئيًا، الثلاثاء.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تشن أعنف غاراتها منذ 27 تشرين: إستهداف لإعادة الاعمار!
شكوى إلى مجلس الامن… وعون: مَن يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان؟
بينما تكثر التساؤلات لبنانيا حول طبيعة المرحلة التي ستعيشها البلاد بعد التوصل الى هدنة في غزة، وما اذا كانت ستشهد تصعيدا عسكريا اسرائيليا متجددا ضد الحزب ام ضغطا سياسيا اميركيا متعاظما على الدولة للاسراع في مسار سحب سلاح الحزب ام ان مزيدا من الوقت سيُعطى للبنان لان الاولوية الاميركية – الاسرائيلية ستُعطى لدمشق لا لبيروت، عاجلت اسرائيل الساحة المحلية بغارات من الاعنف استهدفت المصيلح فجر اول امس السبت ألحقت دمارا هائلا في معارض تحوي آليات تُستخدم في عمليات اعادة الاعمار وازالة الركام، وكأنها تقول للدولة ان الاعمار سيكون مستحيلا قبل نزع سلاح الحزب، وان مشهد الغزيين العائدين بالالوف الى القطاع، لن يتكرر جنوبا في المدى المنظور. فهل ما قامت به تل ابيب مؤشر الى ان سيناريو تجدد الحرب هو الاكثر تقدما، أم ان الحادثة هذه، رغم حجمها وهي اكبر ضربة منذ 27 تشرين، محدودة في المكان والزمان؟
التعويض عن غزة
في انتظار الجواب، رفع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الصوت بعد ضربة المصيلح، مطالبا المجتمع الدولي، بإلحاق لبنان بركب التهدئة الذي ركبته غزة، وبوضع حد لمسار تدفيعه تكاليف حرب الاسناد. وقال “مرة أخرى يقع جنوب لبنان تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية. بلا حجة ولا حتى ذريعة. لكنّ خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها، على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة. وهو ما يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان، لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل”.
وتابع: كما السؤال عن أنه طالما تمّ توريط لبنان في حرب غزة، تحت شعار إسناد مُطلقيها، أفليس من أبسط المنطق والحق الآن، إسناد لبنان بنموذج هدنتها، خصوصاً بعدما أجمع الأطراف كافة على تأييدها؟! كما شدد على أن “مسؤوليتنا عن شعب لبنان كله وأرضه كلها، تفرض علينا طرح هذه التحديات، لا مجرد التنديد الواجب بعدوان سافر”.
استهداف لبنان
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي وقعت الغارة على مقربة من دارته في المصيلح، والذي تلقى اتصالا من النائب السابق وليد جنبلاط متضامنا ومستنكرا، علّق على الغارات قائلا “العدوان الإسرائيلي السافر في شكله ومضمونه وفي زمانه ومكانه وبالأهداف التي طاولها لن يغير من قناعاتنا وثوابتنا وثوابت وقناعات أهلنا، الذين مجددا بأرواحهم ومنازلهم ومصادر رزقهم يدفعون ثمن تمسكهم بأرضهم وحقهم المشروع في حياة كريمة”. اضاف “المشهد يحكي عن نفسه ويعكس الطبيعة العدوانية للكيان الإسرائيلي، فهو كما في كل مرة ليس عدواناً على المصيلح وأهلها وأصحاب المنشآت الصناعية فيها، إنما هو عدوان على لبنان وأهله كل اهله هناك إستهدف المسيحي كما المسلم وإختلط الدم بالدم، فلنتوحد من هناك من أجل لبنان في مواجهة العدوان”.
عرقلة جهود الجيش
ووسط موجة ادانات محلية واسعة، استنكرت وزارة الخارجية “بأشدّ العبارات استمرار إسرائيل في اعتداءاتها المتكررة على سيادة لبنان “. وقالت في بيان “إن هذا الاعتداء يشكّل خرقًا فاضحًا جديدًا للقرار الدولي رقم 1701، وللاتفاق المتعلق بوقف الأعمال العدائية الذي ما زالت إسرائيل تمتنع عن الالتزام به”. وأكدت أن “استمرار هذه الاعتداءات من شأنه أن يعرقل الجهود الوطنية التي يبذلها الجيش في تنفيذ خطته الرامية إلى حصر السلاح في يد القوات الشرعية، والحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني”.
الحكومة تواكب
وواكبت الحكومة الحادثة سياسيا وميدانيا فاتصل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بوزير الخارجية السفير يوسف رجي، وطلب منه تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي.
وعلى الارض. صباحا تفقد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني مكان الغارات الاسرائيلية التي استهدفت المصيلح. وقال في المناسبة: لا كلام يصف ما تفعله إسرائيل وجئت لمعاينة الأضرار. اما بعد الظهر، فقال وزير الداخلية أحمد الحجار من المصيلح: الأهم هو وجودنا إلى جانب أهل الجنوب ونحن كحكومة سنقوم بما هو مطلوب منا، مضيفا: الجيش اللبناني هو عنوان السيادة والصمود والحكومة أعطته الدعم وكلنا خلفه. وأعلن وزير العمل محمد حيدر من المصيلح ان الهدف الاساسي من الضربة الإسرائيلية هو القول أنه ضد اعادة الاعمار. وتابع: التواصل المباشر مع العدو الاسرائيلي غير ممكن حالياً وسنلجأ إلى مجلس الأمن لأن بيانات الاستنكار لا تكفي.
لتتحمل مسؤولياتها
ليس بعيدا، اكتفى الحزب في بيان بإدانة الغارات، وأكد “أن هذا العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر ولا بدّ من مواجهته، وعلى الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها الوطنية تجاه شعبها والقيام بدورها الحامي والحاضن والراعي له”.
خروج عن النظام
على صعيد آخر، مواقف الرئيس بري مِن الانتخابات النيابية، وتمسكُه بالقانون الحالي كما هو، بقيت في الواجهة. في السياق، واعتبرت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”،إن التعطيل جاء نتيجة تجاوز الرئيس بري النظام الداخلي لمجلس النواب، وكل الأعراف التي اعتمدت في التعاطي مع اقتراحات القوانين المعجّلة المكرّرة.
كفى مزايدات
ورد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس على بيان القوات قائلا “ان بري هو أكثر الناس، حرصا على الدستور والمؤسسات اضافة الى حرصه على أجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها المحددة في ايار ٢٠٢٦. نقول لهولاء كفى مزيدات ومغامرات.
************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
رسالة عون: “العناد قد يوصل إلى نتائج كارثية”
“البلدوزر” الأميركي يُعلنها اليوم من “شرم الشيخ”: المنطقة دخلت في مدار السلام.
مَن كان يتوقع أن عملية “طوفان الأقصى” التي ورَّطت بها حركة “ح” غزَّة، ولحقها “الحزب” بحرب “الإسناد والمشاغلة”، وورّط بها “لبنان”، ستنتهي بـ “طوفان سلام” تُطل طلائعه اليوم من شرم الشيخ، فلو لم يكن هذا المسار قد اقترب، لَما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيأتي إلى المنطقة. أين لبنان من كلّ هذه التطوّرات؟ وليس من باب التفصيل أن يُطلَق على القمة اسم “قمة شرم الشيخ للسلام”.
لبنان، بعد الموقف المتقدِّم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إثر الغارات على المصيلح، بات في حال “ربط نزاع” مع تطوّرات المنطقة.
وفي هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أن الملف الأمنيّ قفز إلى الواجهة بعد غارات المصيلح، وكثف لبنان الرسمي اتصالاته وبرز في هذا الإطار موقف متقدّم لرئيس الجمهورية حيث يستمرّ في موقفه الداعي لحصر السلاح، والمُطالِب لمن دخلوا “حرب الإسناد” نصرة لغزة، بأن يشاهدوا ماذا فعل من ساندوهم ويقفوا الموقف نفسه ويتقدّموا خطوة إلى الأمام باتجاه مساندة الدولة والشرعية التي وحدها تحمي، ويباشروا بالتعاون من أجل حصر السلاح، وبالتالي يعتبر هذا الموقف دعوة صريحة من الرئيس عون لـ “الحزب” من أجل الابتعاد عن إدخال لبنان بمشاكل المنطقة والمباشرة بحصر السلاح لأن العناد قد يوصل إلى نتائج كارثية.
شكوى إلى مجلس الأمن الدولي
كما تحرّك لبنان دبلوماسيًا على أعلى المستويات، رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصل بوزير الخارجية يوسف رجي، وطلب منه تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح، بما يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي. الوزير رجي أعطى توجيهاته إلى مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى عاجلة، وطلب رجي من بعثة لبنان الدائمة في نيويورك نشر رسالة الشكوى وتوزيعها كوثيقةٍ رسمية على الدول الأعضاء كافة في مجلس الأمن.
“الحزب” يراوِح مكانه
في ظلّ كلّ التطوّرات في المنطقة، أين يقف “الحزب”؟ “الحزب” يواصل عراضاته الشعبية، وأحدثها أمس حيث أقام مهرجانًا في المدينة الرياضية تحت عنوان “أجيال السيد”، في ذكرى السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين، واحتفالًا بالعيد الأربعين لتأسيس “جمعية كشافة الإمام المهدي”. اللافت أن الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم اعتبر في كلمته أن “المقاومة خيار تربوي أخلاقي ثقافي جهادي سياسي”، من دون أن يتحدث عن أن “المقاومة خيار عسكري”.
بعيدًا من المضمون، فإن المراقبين توقفوا عند المشاهدات التالية:
رُفِعت في المدينة الرياضية، إلى جانب العلم اللبناني، أعلام فلسطين وإيران واليمن.
المشارِكون من “كشافة المهدي” أولاد لم يبلغوا سن الرشد، ما يعني أن “الحزب يستغل” مَن لم يبلغوا سن الرشد بأناشيد وشعارات “ثورية” أقرب ما تكون إلى عمليات “غسل الأدمغة”، وهذا ما دفع المراقبين إلى السؤال عن مغزى “الحزب” في استغلال الأولاد.
كما لفت المراقبين أسلوب “الحزب” في تضخيم الأعداد من خلال المبالغة في الأرقام، فهو تحدث عن أن عدد المشاركين بلغ أكثر من 74,475، فيما يقول إن الطاقة الاستيعابية لمدرجات المدينة الرياضية هي أقلّ بكثير من هذه الأرقام.
أجواء واشنطن: لا تضيّعوا الفرص
وسط هذه الأجواء، وفي معلومات من العاصمة الأميركية، فإن دبلوماسيين أميركيين حذروا من تضييع فرص استغلال السلام وخفض التصعيد، وأشارت مصادر قريبة من الخارجية الأميركية إلى أن “الحزب” لا يزال يسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار في لبنان. وقالت إن نهاية حرب غزة يجب أن تكون أشبه بـ “اليقظة”، وإن على لبنان الاستفادة من شخصية دونالد ترامب العنيدة وإرادته في فرض اتفاق السلام والاستعداد له. فترامب، بحسب مصادر البيت الأبيض، لن يترك ملف لبنان مفتوحًا. بل سيعمد من خلال السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى العمل على تحضير الأرضية اللبنانية لمثل اتفاق غزة.
جعجع: لا أحد مستعدٌّ لمساعدة دولة لا تحتكر قرار الحرب والسلم
وفي المواقف السياسية، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، “لا أحد مستعدٌّ لمساعدة دولة لا تحتكر قرار الحرب والسلم ولا السلاح، ولا تتولّى مسؤولية الأمن والسياسة الخارجية. المطلوب من البعض، بدلًا من ذرف دموع التماسيح يوميًا، أن يسلّم سلاحه للدولة اليوم وليس غدًا، لتمكينها من القيام بواجبها بوقف هذه الاعتداءات وإخراج إسرائيل نهائيًا من جنوب لبنان”.
وأضاف في بيان: “كلّما تعرّض اللبنانيون لاعتداءات إسرائيلية تسفك الدماء وتوقع القتلى والجرحى وتُكبِّد البلاد خسائر مادية جسيمة، تدور مبارزات كلامية وتَسابُق لدى ما يُسمّى بـ “جماعة الممانعة” في استنكار الاعتداءات، إلى آخر المعزوفة التي سمعناها منذ “النكسة” حتى اليوم، وكأننا في حفلة زجلٍ يتبارى فيها “الزجالون” من يرفع الصوت أكثر، بينما يستمرّ اللبنانيون في الموت والتهجير والدمار وتعطّل حياتهم”.
وتابع: “من يدعو الدولة في وضعها الحالي وفي ظلّ المعادلة الراهنة إلى القيام بدورها، إنما يُحرّف الواقع على غرار ما قام به منذ 35 عامًا إلى اليوم؛ فالدولة لن تتمكّن من الاستفادة من صداقاتها العربية والغربية قبل أن تصبح دولة فعلية وقادرة على احتكار القرار”.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :