"غزّة الارادة التي صمدت برغم الخذلان "
بين مدينة صغيرة وخذلان العالم ما اكبرك يا غزة وما اصغر المجرم وما أضعف فعاله..... !!!
في زاوية من هذا الكون الصاخب، حيث لا تُغني العواصم عن أصحابها شيئًا، تقف _غزّة_، مدينة لا تتكئ على أحد، بل على جراحها لتنهض من جديد معفرة بتراب ارض عمدت بدم الاطفال لتتجاوز حجم مدينةٌ صغيرةٌ لعمق جرح تعمق أمام صمت العالم وخذلان اخوة كاخوة يوسف لم يكتفو برميها في الجب بل تذرعوا بالضعف وأنهم عاجزين طائعين ليحموا عروشهم وتبقى انظمتهم ولو على حساب الأمة وأطفالها ....
كم عظيمةٌ يا غزة عظمتك بحجم النبض حرة رغم الأسلاك التي تحاصرك ورغما عمن يصادر الهواء ، تاطفأت أنوارك عمدًا، ومع ذلك، انىتي طريق الكرامة لأمّةٍ تتعثّر في الظلام ولم تطلبي الكثير... فقط أن يُرفع الظلم، وتكفّ أنياب الذئاب عن جرحك، لكن يبدو أن العالم يتقن لغة الهدن، لا لغة العدل. هدنةٌ ليست بينها وبين العدوّ، بل بينها وبين عالم المنهك بالأكاذيب.
فغزّة التي قصفت تكتب الشعر من تحت الأنقاض، يُقتل أطفالها، ليرسموا بدمائهم خارطةً للأمل، تُهدم منازلها، فتبني في القلوب وطنًا لا يُهدم....
يا لهذا العالم الذي يطلب من غزّة أن تكون عاقلة في وجه الجنون، أن تتوضأ بالسكوت، وتصلي في محراب الانكسار. لكنها مدينةٌ لا تُجيد الانحناء، كل حجر فيها يشهد، وكل نخلة فيها شهيدة أو أم شهيد.
قالوا هدنة! هدنة لمن؟ من أجل من؟ هل تُعقد هدنة بين سكين وضحيته؟ بين صمتٍ دوليٍّ وصفارات الإنذار؟ بين وطن محتل وضمائر مستعبدة؟
غزّة تشبه زهرةً نبتت في صخرٍة لتبقى شعلةً لا تنطفئ في ليلٍ طويل، علّمتِ العالم أنّ الكرامة لا تحتاج إلى تصريح عبور. علّمتِ الأطفال أن الصواريخ لا تقتل الأحلام، بل توقظها. وأن الدم الذي يسيل يسقي شجرة الحريّة في أرضٍ ضاقت على سكّانها، واتسعت على من باعوها.
فهي لم تبقى مدينة، بل مرآةٌ نرى فيها وجوهنا كما هي: منهم من انحنى، ومنهم من باع، ومنهم من صمت... هي بقيت واقفة، كأنها أمّ الأرض، تقول لكل من خانه النبض: "أنا باقية... لا بالهدنة أعيش، بل بالحق والحق لا يُطفأ"
بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي