وقال في احتفال أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لشهادة الأمينين العامين ‏سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي السيد هاشم صفي الدين في بلدة تمنين التحتا البقاعية: “في الذكرى السنوية لشهيدينا العزيزين التي نحييها اليوم، نعتبر أنفسنا أصحاب العزاء، ليس بحكم القرابة فحسب، إنما ‏أيضًا لأن الذكرى السنوية الأولى، إنما تحولت إلى مناسبة عامة، يختلط فيها الحزن الشخصي والعائلي، بالمشاعر ‏العامة التي تعيشها بيئتنا ومجتمعنا وأمتنا، حزنًا واعتزازًا بكلّ شهدائنا، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة سماحة السيد ‏حسن نصر الله”.‏

وأضاف: “‏نستعيد ذكراهم جميعًا، عطاءاتهم وتضحياتهم، من أي شهيد قضى وحيدًا في حاكورة منسيّة أو وادٍ معزول أو مغارةٍ ‏في الجنوب، وهو يقاتل بروح استشهادية في مواجهة أعتى آلة عسكرية “إسرائيلية” وأكثر التقنيات تطورًا وافتراسًا، ‏إلى شهدائنا القادة الذين قرنوا القول بالفعل، مؤكدين مصداقية المقاومة ومصداقية حزب الله، عندما قضى الله عزّ وجل ‏أن يتوِّجوا مساراتهم الجهادية بالشهادة، وهي أعلى مقام يرجوه كل مؤمن”.‏

وتابع: “في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سماحة السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله ‏عليهما) وأمام الحشود الهائلة التي شاركت بإحياء ذكراهما بالأمس، على كل المعنيين، بالداخل أو الخارج، أن يقرؤوا ‏الدلالات جيدًا، إن مقاومتنا، ليست مجرد تنظيم عسكري مسلح، إنما هي مجتمع ممتدٌّ وصلب، وتيار شعبي عابر ‏للطوائف والمذاهب، وأن حزب الله، لا زال عبر شعبيته ومؤيديه، الحزب الأكبر في لبنان من حيث الامتداد ‏والفاعلية، وهذه الدلالات ليست للتباهي أو التشوُّف أو الترهيب، بل مدعاة للآخرين للتعقُّل والواقعية والعودة الى ‏الواقع بدل الانفصال عنه، لأننا نحن جميعًا لبنانيين، نحن والآخرين، نشكِّل الدولة والسلطة والمجتمع والكيان وفي ‏لبنان خصوصية ميثاقية وتوافقية، لا يوجد لها مثيل في أي بلد آخر، لهذا لا بد من التفاهم والحوار كي نقف في مكان ‏وسط لا يؤذي أحدًا ويفتح الطريق إلى استقرار الدولة واستعادة السيادة، ووقف الاعتداءات، وإطلاق مسار التعافي”.‏

وشدد على “أن منطق الدولة في لبنان يمرُّ عبر منطق التوافق ولا يتعارض معه، وأن منطق المؤسسات والقانون، يجب أن لا ‏يتعارض مع المصالح الوطنية العليا، أو أن يُستخدم في تهديد الاستقرار الداخلي، كما أن التمسك بمنطق الدولة والقانون، يستدعي أولًا وقبل أي شيء آخر، الابتعاد عن الخفَّة وقلة المسؤولية والنكد ‏وسوء التقدير والاستهانة بالحساسيات اللبنانية الداخلية”.‏

وقال: “لقد مرّ عام على الحرب، وهو كفيل بتظهير المشهد الذي يخيِّم على الوضع اللبناني، بوضوح شديد.‏ ويتيح تقويم المقاربة التي حكمت التعاطي مع استحقاقات العام الفائت”، مردفًا: “أمامنا مسار ميداني، أمعن فيه “الإسرائيلي” بالأعمال العدائية والاغتيالات، والاستمرار باحتلاله للمواقع اللبنانية، ‏وأمامنا “إطار قانوني” هي لجنة الميكانيزم التي أخفقت إخفاقًا ذريعًا في فرض وقف إطلاق النار على “الإسرائيلي”، بل ‏ذهبت إلى تغطيته والتواطؤ معه، والانضمام الى جوقة الضاغطين على الحكومة اللبنانية”.

وأضاف: “وأمامنا مواقف سياسية وعسكرية “إسرائيلية” وأميركية، تخلو من أي ضمانات أو وعود مستقبلية حول الانسحاب من ‏لبنان أو احترام السيادة اللبنانية، والذهاب بالمقابل من قبل توم برّاك للحديث عن وهم السلام والإخضاع لصالح ‏”إسرائيل” وتسليح الجيش اللبناني للقتال الداخلي”، مشيرًا إلى أن “هذا دون أن نغفل المواقف “الإسرائيلية” التي تتحدث عن أحزمة واتفاقات أمنية ومنع عودة السكان إلى المنطقة ‏الحدودية، والتطبيع و”إسرائيل الكبرى” وغيرها”.‏

واستطرد: “لقد بات التغوُّل “الإسرائيلي” حافزًا لقوى إقليمية عديدة لإعادة تقويم تموضعاتها وتحالفاتها في ضوء الجموح “الإسرائيلي” ‏المشار إليه، في حين أن لبنان في عين العاصفة “الإسرائيلية”، وهو أولى من غيره بالتقويم”.‏

وقال: “إذًا نحن أمام أفق أميركي – “إسرائيلي” مسدود وقاتم وخطير على المصالح والاستقرار في لبنان. وإن ذلك، يجب أن ‏يشكل دافعًا لإعادة تقويم المقاربة الرسمية اللبنانية، وإن ركيزة هذه المقاربة يجب أن تستند إلى حق لبنان في الدفاع ‏عن نفسه في مواجهة الأعمال العدائية “الإسرائيلية”، وتعليق كل مسارات المعالجة على إلزام “إسرائيل” بالانسحاب من ‏المواقع اللبنانية والتزام وقف إطلاق النار ووقف الاغتيالات والسماح بعودة سكان القرى الحدودية إلى قراهم، ‏وإطلاق عملية إعادة الإعمار ولو بإمكانات محدودة، واعتبار موضوع حصرية السلاح شأن سيادي لبناني يعالج في ‏إطار استراتيجية الدفاع الوطني، ومن شأن هذه المقاربة أن تعيد اللحمة بين اللبنانيين وتشكل إطارًا لتفاهم السلطة مع ‏المقاومة، مما يساعد على تصليب الموقف اللبناني وتعزيزه في مواجهة الضغوطات الخارجية”.‏

أضاف: “نستعيد ذكراهم جميعًا، عطاءاتهم وتضحياتهم، من أي شهيد قضى وحيدًا في حاكورة منسيّة أو وادٍ معزول أو مغارةٍ ‏في الجنوب، وهو يقاتل بروح استشهادية في مواجهة أعتى آلة عسكرية “إسرائيلية” وأكثر التقنيات تطوّراّ وافتراسًا، ‏الى شهدائنا القادة الذين قرنوا القول بالفعل، مؤكدين مصداقية المقاومة ومصداقية حزب الله، عندما قضى الله عزّ وجل ‏أن يتوِّجوا مساراتهم الجهادية بالشهادة، وهي أعلى مقام يرجوه كلّ مؤمن”.

وختم: “إننا أمام أفق أميركي – “إسرائيلي” مسدود وقاتم وخطير على المصالح والاستقرار في لبنان. وإن ذلك، يجب أن ‏يشكّل دافعًا لإعادة تقويم المقاربة الرسمية اللبنانية، وإن ركيزة هذه المقاربة يجب أن تستند إلى حق لبنان في الدفاع ‏عن نفسه في مواجهة الأعمال العدائية “الإسرائيلية”، وتعليق كلّ مسارات المعالجة على إلزام “إسرائيل” بالانسحاب من ‏المواقع اللبنانية والتزام وقف إطلاق النار ووقف الاغتيالات والسماح بعودة سكان القرى الحدودية إلى قراهم، ‏وإطلاق عملية إعادة الإعمار ولو بإمكانات محدودة، واعتبار موضوع حصرية السلاح شأن سيادي لبناني يعالج في ‏إطار إستراتيجية الدفاع الوطني، ومن شأن هذه المقاربة أن تعيد اللحمة بين اللبنانيين وتشكّل إطارًا لتفاهم السلطة مع ‏المقاومة، مما يساعد على تصليب الموقف اللبناني وتعزيزه في مواجهة الضغوطات الخارجية”.‏