ارتفع سعر الفضة متخطياً مستوى 45 دولاراً للأونصة للمرة الأولى منذ 14 عاماً، فيما اقترب سعر الذهب من تسجيل مستوى قياسي جديد، مدعوماً بموجة تجنّب المخاطر في أسواق الأسهم ومخاوف مستمرة بشأن مسار الاقتصاد الأميركي.
قفز سعر الفضة الفوري بنسبة وصلت إلى 2.6%، مواصلاً موجة صعود رفعت الأسعار بأكثر من 55% منذ بداية العام، لتتفوق على مكاسب الذهب البالغة 43%، والذي سجل أكثر من 36 مستوى قياسياً هذا العام بدعم من عوامل صعودية متعددة تشمل ضعف الدولار، ومشتريات البنوك المركزية، وتزايد المخاطر الجيوسياسية.
تدفقات قياسية على الملاذات الآمنة
المعادن النفيسة تواصل صعودها مع تعرض أسواق الأسهم الأميركية لضغوط، فيما يشير الطلب المتزايد على صناديق المؤشرات المتداولة للذهب هذا الشهر إلى تزايد الإقبال على أصول الملاذ الآمن. وقفزت التدفقات الواردة إلى صناديق الذهب العالمية إلى مستوى قياسي بلغ 10.5 مليار دولار حتى الآن في سبتمبر، ليتجاوز إجمالي التدفقات منذ بداية العام مستوى 50 مليار دولار، بحسب “سيتي غروب”.
قال محللو البنك في مذكرة عبر البريد الإلكتروني: “أداء صناديق المؤشرات المتداولة فاق جميع قطاعات الطلب الأخرى على الذهب هذا العام، وهي في رأينا المحرك الأهم وراء صعود الأسعار. وكانت التدفقات خلال سبتمبر مدفوعة في الأساس من خارج الصين، وتعكس ضعف سوق العمل الأميركية، ومخاوف النمو الناتجة عن الرسوم الجمركية، ودورة خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى التغيير المرتقب في قيادة البنك المركزي”.
أظهرت بيانات “بلومبرغ” أن التدفقات إلى الصناديق سجلت أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات يوم الجمعة. وحتى الآن هذا العام، ارتفعت الحيازات المدعومة بالذهب في جميع الأشهر باستثناء مايو، لتتوسع بمقدار 400 طن.
صعد سعر الذهب بنسبة 0.4% إلى 3,751.23 دولاراً للأونصة، ليجري تداوله منخفضاً بـ40 دولاراً عن المستوى القياسي الأخير المسجل يوم الثلاثاء، بعد أن قلّص خسائر الأربعاء.
سعر البلاتين يصعد بأكثر من 50% منذ بداية العام
قفز سعر البلاتين بأكثر من 3% متجاوزاً مستوى 1,500 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ يوليو 2014. ويُستخدم هذا المعدن الأبيض كأصل استثماري وأيضاً في التطبيقات الصناعية مثل المحولات الحفازة، وقفز بأكثر من 50% منذ بداية العام مع تفاقم عجز الإمدادات المتواصل منذ سنوات.
كما يُقيّم المستثمرون تصريحات من مسؤولين أميركيين. إذ أعرب وزير الخزانة سكوت بيسنت يوم الأربعاء عن خيبة أمله لأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لم يحدد خطة واضحة لخفض الفائدة. وكان باول قد شدد في وقت سابق هذا الأسبوع على ضرورة توخي الحذر في ظل مؤشرات على ضعف سوق العمل ومخاطر التضخم الراسخ. وعادةً ما تستفيد المعادن النفيسة من خفض الفائدة كونها لا تدر عائداً.
تباطؤ مرتقب في التضخم الأساسي الأميركي
يتجه تركيز المتعاملين إلى مؤشر إنفاق الاستهلاك الشخصي المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المرجح أن يظهر المؤشر المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم الأساسي تباطؤاً في وتيرة النمو الشهر الماضي، ما قد يعزز التوجه نحو خفض الفائدة.
قالت كاينات تشاينوالا، المحللة لدى “كوتاك سيكيوريتيز” (Kotak Securities): “تباطؤ التضخم قد يعزز الحجة لخفض الفائدة من قِبل الفيدرالي، وهو ما سيدعم أسعار الذهب، مع توقع الأسواق خفضين للفائدة هذا العام”.
بحلول الساعة 12:42 ظهراً في لندن، ارتفع سعر الفضة بنسبة 2.1% إلى 44.84 دولاراً للأونصة، كما صعد سعر البلاديوم. وتراجع مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :