رشيد حاطوم
في مسيرة النجاح، ثمة أسماء تُنقش بأحرف من نور، وأخرى تكون هي النور نفسه الذي يضيء الطريق بصمت وإصرار. الحاجة رنا الساحلي كانت من هؤلاء الذين اختاروا أن يكونوا عمود الخيمة الذي يرتفع به البنيان دون أن يطلب صيتاً أو ظهوراً.
لطالما كانت جندياً مجهولاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حاضرة في اللحظات المصيرية، قوية في أدق التفاصيل، كانت السند والقوة التي لا تكل. كانت الذاكرة الحية والوديعة الأمينة لروح الحاج الشهيد محمد عفيف، حاملةً رسالته وأمانته بإخلاص نادر، فكانت خير خلف لخير سلف.
عندما تدق طبول الطوارئ، وتحتاج المعالجة العاجلة إلى حكمة وصبر، كان اسمها يكون في مقدمة النداء. كانت تتلقى المهمة بتكليف واضح، فتنطلق بها بعزيمة لا تعرف التراجع، تُمهد الطرق الصعبة، وتتابع المسارات بشغف وإتقان، لتُسلمها وهي في قمة اكتمالها. كان تعاونها عنواناً للنجاح، وسبباً في إنجاح كل من عمل إلى جانبها.
واليوم، بينما تُترجّل عن صهوة حصان كانت تجيد قيادته بكل براعة، فإنها لا تغادر الميدان، بل تنتقل إلى مضمار جديد، تحمل فيه ذات الروح المؤسساتية والهمة العالية. هي ابنة هذا التنظيم الأصيلة، وليست عابرة سبيل، وسيبقى عطاؤها جزءاً أصيلاً من نسيجه.
سيظل مضمار العلاقات رغم كل شيء هو موطنها الأول، فهي نجمه اللامع وركنه الشامخ، وهي الحاجة والضرورة التي يدرك قيمتها كل من تعامل معها. إن مغادرتها للموقع هي مجرد انتقال جسدي، أما حضورها الفكري وعلاقاتها الإنسانية فسيظلان أثراً طيباً وخيراً مستمراً.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نرفع لها أجمل آيات الشكر والعرفان، على كل لحظة بذلت فيها جهداً، وعلى كل إنجاز رسمته بتفانٍ، وعلى كل أثر طيب تتركه. لتبقى دائماً وأبداً منارة نفتخر بأنها مرت من هنا.
لكِ منا كل التقدير والحب، الزميلة رنا الساحلي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :