. "مشهد مُروّع: انقسام القوميين في الكورة يهدّد وجودهم التاريخي"

.

تحليل المشهد الانتخابي في الكورة: الانقسامات السياسية وتأثيرها على الحزب القومي

 

Telegram

كتب رشيد حاطوم

في إطار القراءة التحليلية للواقع السياسي والانتخابي في منطقة الكورة، يتّضح أن الانقسامات السياسية الوطنية تنعكس بشكل ملحوظ على ديناميكيات المشهد المحلي. فتيار "المردة" يتبنى نهجاً هادئاً يتسم بالاعتدال والحيوية، مع الحفاظ على وتيرة متزنة في التعاطي السياسي بعيداً عن الاستفزازات أو الضجيج الإعلامي. كما يجري حوار خافت مع "التيار الوطني الحر" لتشكيل لائحة انتخابية موحدة، حيث من المتوقع أن تضمّ في حال تحقيق هذا التحالف النائب جورج عطالله (أو بديل عنه)، ومرشح التيار المردة فادي غصن، إضافة إلى النائب السابق سليم سعادة الذي يحظى بدعم واسع من الحزب القومي في المنطقة.

 

من ناحية أخرى، يُلاحظ أن النائب جورج عطالله لا يزال يحظى بأعلى مستويات التأييد داخل التيار الوطني الحر، متقدّماً بذلك على منافسيه مثل غسان كرم والفراد سرحان، على الرغم من التكهنات حول عدم حماسة جبران باسيل لترشيح عطالله وتفضيله سرحان بدلاً عنه. وفي حال لم تثمر محاولات التحالف بين التيار الوطني والتيار المردة، فإن هناك احتمالاً قوياً لتشكيل لائحة انتخابية بديلة تضم الحزب السوري القومي الاجتماعي (مقرّه الروشة) والنائب الحالي أديب عبد المسيح المدعوم من حزب الكتائب، بالإضافة إلى جبران باسيل.

 

على الجانب المقابل، يبدو أن حزب "القوات اللبنانية" يميل إلى تشكيل لوائح متعددة في الدائرة الانتخابية الثالثة لتعظيم مكاسبه الانتخابية وزيادة حصته من المقاعد، مع الإبقاء على مرشحه الحالي النائب فادي كرم في الكورة.

 

أما بالنسبة لعائلة المكاري، فلا يزال قرارها غامضاً بخصوص ترشيح أحد أفرادها للانتخابات النيابية، وذلك بالتحالف مع النائب ميشال معوض، علماً أن هذا القرار يرتبط بشكل وثيق بقرار تيار المستقبل حول المشاركة في الاستحقاق النيابي أو الانسحاب كما حدث في الدورات السابقة.

 

وفي خضم سعي القوى السياسية الفاعلة في الكورة إلى توحيد صفوفها لتحقيق أفضل النتائج، تبرز بشكل لافت الانقسامات والتشرذمات داخل بعض القيادات القومية، والتي تبدو عاجزة عن تجاوز خلافاتها الداخلية رغم التحديات الكبيرة. يُستحضر في هذا السياق الموقف التاريخي لمؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنطون سعاده، الذي قال:

"... وإذا كان السيد بيار الجميل طلب سحق رأسي، فأنا أريد سلامة رأسه"، مما يعكس رؤيته المتسامحة والاستراتيجية القائمة على الانتصار من خلال الشعب وليس عليه.

 

في المقابل، تثير الممارسات الحالية لبعض القيادات القومية استغراباً كبيراً، إذ يطغى عليها نمط التفكير الانعزالي والأناني، الذي لا يتناسب مع التحديات التي تواجه الحزب على المستويين الوطني والقومي. فبالرغم من التراجع الملحوظ في حضور الحزب سياسياً نتيجة حالة التشرذم الداخلي، ورغم الهجمات المضادة من قوى محلية وإقليمية ودولية، لا تزال هذه القيادات عاجزة عن التوصل إلى تفاهمات حتى في أبسط الاستحقاقات، البلدية منها والانتخابية. بل إن إصرار بعضها على خوض معارك داخلية ضد أجنحة أخرى داخل القومي يُعتبر بمثابة انتحار سياسي يهدد الوجود الفاعل للحضور القومي برمته.

 

في الختام، يتضح أن تعجيل الحزب القومي (الروشة) بفتح معركة انتخابية في الكورة في ظل هذه الظروف المتشرذمة سيكون له انعكاسات سلبية على مكانة الحزب وتأثيره الشعبي. وهذا يدفع إلى التساؤل: ألم يعد هناك بين القوميين قادة حكماء ومخلصين يدركون مصلحة الحزب القومي ومصلحة البلاد بشكل أوسع، وقادرين على وضع حد لهذه المهزلة قبل فوات الأوان؟

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram