افتتاحية صحيفة الأخبار:
عون وهيكل وجنبلاط أقنعوا واشنطن والرياض بمخرج جلسة الجمعة
علمت «الأخبار» أنّ حزب الله أوصل إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، إشادة بمساعيهما التي جنّبت البلاد الانزلاق إلى مشكل كبير في جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي.
وكانت الاتصالات تسارعت عشية الجلسة، في ظلّ إصرار رئيس الحكومة نواف سلام، على إدراج خطّة الجيش بنداً وحيداً على جدول أعمال الجلسة، بحجّة أنه لا يحقّ لأحد التدخّل في الجدول، وأنّ بإمكان رئيس الجمهورية أن يطرح مواضيع من خارجه. وعُلم أنّ جزءاً من عناد سلام يعود إلى رفض رئيس مجلس النواب نبيه برّي استقباله، ناهيك عن الضغط السعودي عليه للمضي في الخطّة.
وبلغت الاتصالات ذروتها ليل الأربعاء، وشارك فيها كل من قائد الجيش والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومستشار عون أندريه رحّال وسُجّل دخول قوي للنائب السابق وليد جنبلاط. وقد أدّى كلّ من رئيس الجمهورية وقائد الجيش دوراً كبيراً في تسهيل مخرج يقول بـ«الترحيب» بخطّة الجيش وليس «إقرارها».
وقد أبلغ عون الأميركيين أنّ عدم قيام إسرائيل بأي خطوة مقابلة يحرج السلطة اللبنانية. فيما تولّى قائد الجيش إبلاغ المسؤولين بألّا إمكانات لدى الجيش تخوّله وضع جدول زمني لنزع السلاح، وأنّ المؤسسة العسكرية ملتزمة تنفيذ قرارات الحكومة، لكنّ الجيش لا يمكنه أن يؤدّي أي مهمّة إذا كانت ستؤدّي إلى زعزعة السّلم الأهلي.
الأمر نفسه أبلغه هيكل إلى الأميركيين مشيراً إلى أنّ الجيش لا يمكنه أن يتعامل بالنار مع مدنيّين لبنانيين من النساء والأطفال، إذا ما اعترضوا طريق تنفيذ مهمّته.
وجاء تدخّل جنبلاط مع رئيس الحكومة، بينما تولّى النائب وائل بو فاعور، التواصل مع الموفد السعودي يزيد بن فرحان، شارحاً له خطورة التداعيات التي يمكن أن تنجم عن إقرار خطّة الجيش ووضع جدول زمني لنزع السلاح. وبعد ما نُقل عن ابن فرحان، قبل أيام بضرورة «إنهاء» حزب الله بغضّ النظر عن التداعيات، نقل بو فاعور أنّ الموفد السعودي أكّد له أنّ السعودية «لا تريد دماء في لبنان». وبحسب المعلومات، فإنّ التواصل الأميركي مع الرياض أدّى إلى تليين موقفها المتصلّب، وهو ما جعل سلام يقبل بالمخرج الذي حصل في جلسة الجمعة.
الملف الفلسطيني من جديد
من جهة أخرى، عاد الملف الفلسطيني في لبنان إلى الواجهة. والجديد قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إحالة السفير السابق في بيروت أشرف دبور إلى التقاعد، ورفع الحصانة الدبلوماسية عنه وتجريده من صفاته الحزبية. وقد عاد دبور إلى بيروت، بعد إقامة في العاصمة الأردنية، كان في أثنائها ينتظر البتّ بمصير مستقبله الدبلوماسي من ناحية واحتمال التحقيق معه في شبهات فساد من ناحية أخرى. وعلمت «الأخبار» أنّ عباس طلب منه مغادرة بيروت، لكنه رفض. خصوصاً وأنّ عباس يخشى أن يؤدّي دبور دوراً مع المعترضين من قيادات فتح في لبنان على سياسة السلطة.
على صعيد متّصل، عاد إلى بيروت وائل اللافي، مسؤول لجنة التحقيق في السلطة، لاستكمال التحقيق في ملفات الفساد المالي في مؤسسات عدّة وتسجيل ممتلكات تابعة للسلطة بأسماء أشخاص. فيما لا يزال فريق اللواء العبد خليل، قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني، يستكمل عمله في المخيمات.
ومن المنتظر أن يعود إلى بيروت الخميس المقبل، ومعه «بشرى» قرار السعودية دفع رواتب السلطة للأشهر الستّة المقبلة عبر تمويل الصندوق القومي التابع للسلطة ومقرّه في عمان. وهو ما سيؤثّر على الموقف من ملف المخيمات في لبنان. حيث ينتظر استئناف عملية تسليم سلاح حركة فتح من المخيمات الفلسطينية في الأيام المقبلة. فقد بدأ تجميع السلاح في جبل الحليب في عين الحلوة وفي مخيم البداوي.
***********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
المقاومة تضرب في القدس وجباليا: 10 قتلى وعشرات الجرحى جنوداً ومستوطنين
اليمن يواصل إرباك الكيان بالصواريخ والمسيرات وفشل الدفاعات الجوية في الصد
بري يزور عون ويستقبل هيكل… ومرتاح لبيان الحكومة… وخطة الجيش تطمئن
كان يوم أمس يوماً للمقاومة في غزة والقدس، كما كان يوماً واصل خلاله اليمن إرباك الكيان وإثبات استحالة التخلص من تحدي الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية طالما لم تتوقف الحرب على غزة ولم يفك الحصار عنها. وكانت العملية التي هزت الكيان هي تلك التي نفذها شابان فلسطينيان في القدس المحتلة، بعدما أسفرت عن مقتل ستة مستوطنين وإصابة العشرات بجراح منهم عدد من الذين أصيبوا بجراحات بليغة، بينما كانت المقاومة في غزة تنفذ عملية نوعية في جباليا حيث هاجم المقاومون تجمعاً لآليّات الاحتلال فاستهدفوا دبابات الميركافا بعد عودتها من عمليّات نفذت في مدينة غزة، وفجّروا عبوات داخل الدبابة ما أسفر عن مقتل الجنود الأربعة الذين كانوا بداخلها، ورغم كل التهديدات التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد العمليّتين، فإن الرأي العام داخل الكيان كان في اتجاه التساؤل عما يجنيه من حروب نتنياهو التي ظهرت على وسائل الإعلام الإسرائيلية كتعبير عن مزاج جماعيّ يشكك بجدوى مواصلة الحرب على غزة، خصوصاً أن هذه الحرب تشكل سبب مواصلة اليمن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو عمق الكيان، حيث يستمرّ فشل الدفاعات الجوية الأميركية والإسرائيلية عن صدها، ويزداد إيقاع استهدافها للعمق الإسرائيلي وقد أصبحت يومية تتصاعد مع تصاعد الحرب على غزة، ويوم أمس استهدف اليمن عمق الكيان بثلاث طائرات مسيّرة كما قالت إذاعة جيش الاحتلال، بينما ذكرت القناة 14 الإسرائيلية في وقت لاحق أنه يشتبه بتسلل مُسيرة إضافية إلى جنوبي “إسرائيل”. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تمكّن من اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن دون مزيد من التفاصيل، في حين قالت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكريّ تأكيده سقوط مُسيرة أطلقت من اليمن قرب مطار رامون دون وقوع إصابات. وفي وقت سابق، قالت الإذاعة ذاتها إن صفارات الإنذار دوّت قرب مطار رامون في منطقة النقب جنوبي “إسرائيل” للتحذير من تسلل مُسيرة. ومن جهة أخرى، قالت القناة 14 الإسرائيلية إن تقارير تتحدث عن انفجار مُسيّرة في منطقة مطار رامون، وقبلها بقليل أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع عملية اعتراض في أجواء إيلات.
في لبنان التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي كلاً من رئيس الجمهوريّة جوزيف عون، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، على أن يلتقي الثلاثاء رئيس الحكومة نواف سلام، بحسب ما قالت مصادر نيابية، وبعدما زار برّي رئيس الجمهورية جوزيف عون، وبحثا قرارات الحكومة وخطة الجيش واجتماع «لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار» التي كانت انعقدت في الناقورة. وصفت مصادر نيابيّة في كتلة «التنمية والتحرير» اللقاء بـ«الجيد»، معتبرة أن «مجرد حصوله إشارة إيجابية»، في حين اكتفى برّي بالقول: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح»، في إشارة إلى عيد مولد مريم العذراء. والتقى برّي بقائد الجيش بعدما كانت خطة الجيش عُرضت يوم الجمعة الماضي في مجلس الوزراء. ووصفت المصادر أجواء اللقاءات بـ«المريحة»، مشيرة إلى «رضاه عن الخطة، وهو الذي لعب دوراً أساسياً في الاتصالات مع رئيسَي الجمهورية والحكومة قبل الجلسة، للتوصل إلى حلّ يبعد الانقسام والخلاف». وقالت المصادر: «خطة الجيش هي التي شكلت مصدر طمأنة للجميع».
فيما بقي المشهد الداخلي تحت تأثير وقائع جلسة الجمعة الماضي التي نفسَت الاحتقان السياسي والطائفي الذي طغى على البلد طيلة الشهر الماضي، سُجِل لقاء بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب أعاد الحرارة إلى العلاقة بين بعبدا وعين التينة والتي يزورها رئيس الحكومة نواف سلام اليوم للقاء رئيس المجلس وفق معلومات «البناء».
وبحسب معلومات «البناء» فإنّ تراجع الحكومة في قراراتها الجمعة الماضي، كما طالب الرئيس بري وحزب الله عبّد الطريق بين بعبدا وعين التينة وبين عين التينة والسراي الحكومي، وذلك لإعادة العلاقات بين الرئاسات إلى طبيعتها وتحصين الموقف الرسمي لمواجهة الموقف الإسرائيلي المتصلّب إزاء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتصعيد العسكري.
واستقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ظهر أمس، في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هنّأه بعيد ميلاد السيدة العذراء. وأجرى الرئيسان جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد عموماً وفي الجنوب خصوصاً، والتطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح».
ولاحقاً استقبل الرئيس بري في عين التينة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي قال رداً على سؤال «مرتاح للوضع دايماً».
وعلمت «البناء» أنّ قائد الجيش وضع الرئيس بري في تفاصيل ومراحل الخطة لحصر السلاح بيد الدولة وكيفية تطبيقها وتوافر العناصر اللازمة لذلك في ظلّ تعقيدات عدة تواجه الجيش أبرزها الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجنوب والاعتداءات المتكررة على مناطق لبنانية عدة. كما بحث الرئيس بري مع رئيس الجمهورية المرحلة المقبلة بعد قرارات الحكومة ووضع خطة الجيش وربط التنفيذ بالتوافق السياسي والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب وتعزيز إمكانات الجيش ووضع استراتيجية للأمن الوطني، كما اتفق الرئيسان على وضع خطوط حمر كالحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية وعدم الانجرار إلى صدام بين الجيش والمقاومة ووأد الفتنة بين المكوّنات اللبنانية والحفاظ على السلم الأهلي وعدم تقديم تنازلات للإسرائيلي تضرّ بالمصلحة الوطنية وموقف لبنان التفاوضي.
وبموازاة ذلك، كانت أجواء منطقة جنوب الليطاني مسرحاً لجولة الوفد الأميركي الذي يزور لبنان.
وكشفت مصادر عسكريّة لقناة «الجديد»، أنّ «الجيش اللبناني عرض بشكل مقتضب خلال اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النّار الأحد في الناقورة، خطّته كاملةً لتنفيذ حصريّة السّلاح، الّتي تشمل كلّ المناطق اللّبنانيّة»، موضحةً أنّ «تركيز الجيش كان على تفاصيل استكمال عمله جنوب الليطاني».
في السّياق، أفادت مصادر إعلامية أنّ «الجانب الأميركي أبدى رغبته خلال اجتماع «الميكانيزم» بإعادة تفعيل اللّجنة الخماسيّة الأمنيّة، مع بدء الجيش تنفيذ خطّته».
وأشارت مصادر دبلوماسيّة للقناة، إلى أنّ «الإيجابيّة تجاه لبنان موقّتة، وقد يتعرّض لبنان مجدّدًا لضغوط أشد وطأةً إذا ما استشعر الجانب الأميركي أيّ مماطلة، أو عدم جدّيّة في إنجاز المرحلة الأولى»، مؤكّدةً أنّ «الأولويّة اليوم لخطّة الجيش اللّبناني الّتي تتقدّم على أي مقترح آخر، وفيها عودة مسار الخطوة مقابل خطوة». وذكرت أنّ «خطّة الجيش تشمل انتشاره في عدّة بلدات ونقاط في الجنوب لم يدخلها سابقًا، مقابل تراجع الإسرائيلي من هذه النّقاط إلى الحدود».
وعلمت «البناء» من مصادر مطلعة أنّ الأميركيين سيتخذون خلال الشهر الحالي إجراءات عملية تصب في خانة تخفيف التوتر على الحدود الجنوبية عبر الضغط على «إسرائيل» للانسحاب من النقاط المحتلة بعد الحرب الأخيرة وتقنين الضربات الجوية الإسرائيلية على لبنان، وإعادة تفعيل الميكانيزم وفق اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الماضي وتغيير رئيس لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، وتعزيز قدرات الجيش. كما علمت «البناء» أنّ الأميركيين اطلعوا على خطة الجيش وأبدوا رأيهم فيها على أن يعرضوها على الجانب الإسرائيلي الذي سيطرح بدوره رؤيته لكيفية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ونزع سلاح حزب الله كاملاً من جنوب الليطاني ومن شمال الليطاني لا سيما في منطقة البقاع حتى الحدود السورية اللبنانية. ومن المرجح وفق معلومات «البناء» أن تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس «إسرائيل» في محاولة لانتزاع موافقة الحكومة الاسرائيلية على الورقة الأميركية والانسحاب من الجنوب تدريجياً.
وفيما دعا مسؤولون إسرائيليون الجيش اللبناني إلى البدء بتنفيذ خطته من البقاع، شن جيش الاحتلال أمس، سلسلة غارات على الهرمل ما أدّى الى سقوط عددٍ من الشهداء والجرحى.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ «مواطناً أُصيب بجروح، بسبب قنبلة صوتيّة ألقتها مسيّرة للعدو الإسرائيلي على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان». وأشار في بيان ثانٍ، إلى أنّ «غارات العدو الإسرائيلي على البقاع وجرود الهرمل، أدّت في حصيلة أوّليّة إلى سقوط خمسة شهداء وإصابة خمسة آخرين بجروح».
وأغار العدو مرّتين مستهدفاً أطراف بلدتَي حلبتا وحربتا في محيط مقام النبي موسى، في سلسلة جبال لبنان الغربية في البقاع الشمالي. كما حلّق الطيران المُسيَّر بكثافة في أماكن الغارات الصهيونية. كذلك، أغار العدو على جرود منطقة زغرين في الهرمل وجرد بلدة اللبوة.
وفي الجنوب، أُصيب مواطن جرّاء استهدافه من مُحلّقة صهيونيّة خلال رعيه الماشية في الأطراف الغربية لبلدة ميس الجبل، في حين ألقت مُحلَّقة صهيونية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة عيتا الشعب.
وأعلنت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) أنّها تعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني لإعادة الاستقرار، مشيرة إلى أنّ التعاون يشمل تسيير دوريات مشتركة وتنفيذ تمارين وتنسيق ميداني.
وأوضحت اليونيفيل في بيان أن هذه الجهود أسهمت في توسيع حضور الجيش اللبناني، حيث أعاد الانتشار في أكثر من 120 موقعاً في جنوب لبنان، بما يعزز سلطة الدولة وينسجم مع القرار 1701.
في المواقف، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في حديث الى إذاعة «النور»، الى أننا «منفتحون على النقاش حول السلاح، لكن دعونا نحقق السيادة ونناقش. تعالوا نوحد موقفنا من الاحتلال الإسرائيلي، ونقول له: يجب أن تنضبط بالاتفاق الذي تم بضمانة الأميركيين والفرنسيين، ثم تنصلوا من هذه الضمانة. علينا أن نرغم هؤلاء على الالتزام بضماناتهم من أجل الضغط على الإسرائيليين لوقف العدوان والانسحاب من لبنان. موضوع السلاح، نحن حاضرون أن نناقش في أهميته وفي دوره وفي ثقله وفي مدى حاجة لبنان له، ضمن استراتيجية حقيقية سيادية وطنية تحفظ لبنان، وتستطيع من خلالها هذه الاستراتيجية، تستطيع الحكومة وأي حكومة لبنانية تُشكل أن تدافع عن لبنان إذا ما تعرّض لأذى».
ورأى رعد أنه «كان المطلوب استدراجنا للإخلال بالأمن الداخلي وللإسراع في ارتكاب ما لا يحمد عقباه في الداخل. هم المجرمون الذين كانوا يفعلون ذلك من أجل استدراج بيئتنا، وليس استدراج حزبنا نفسه. وفي النهاية، لكل أمر حد ولكل مسار نهاية، وعندما يصل الأمر إلى حد الخطر الوجودي الذي يطال أي إنسان أو أي جهة، ستتصرف بما يدفع الخطر الوجودي عنها».
كما اعتبر أنّ «الحكومة ارتكبت خطيئة مشينة بحق البلد وبحق المقاومة، وأعتقد أنه لا مجال لتصويب الأمور إلا بالعودة والتراجع عن تلك الخطيئة، تراجع كامل عن هذه الخطيئة. وأعتقد أن الرئيس بري مارس أقصى درجات المرونة من أجل أن يجتذب الحكومة والقائمين عليها إلى هذا الحد من التراجع الشكلي التكتيكي الذي حصل في الخامس من أيلول. هو تراجع شكلي تكتيكي المفترض أنه سيوفر مشكلة كبيرة لكن العهدة على ما سنشهده من إجراءات، ومن تدابير. نحن «مش مطمئنين» من أن يخطئ أحدهم ويدعس دعسة ناقصة. لا نستخِف أيضًا بغضب عوائل الشهداء وعوائل الجرحى وبيئة الشهداء وأهل المقاومة، هؤلاء بشر. قد لا يستطيع أحد أن يضبط غضبهم إذا ما استفزهم».
وردّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على خطاب قائد القوات سمير جعجع، بالقول: «حذار من لعبة الشماتة لأننا قومٌ لا نقبل بهزيمة ولا نستسلم لشدة ولا نتراجع عن التضحية بسبيل هذا الوطن وشراكته التاريخية، والإمام علي كان قد حذّر ممن يفتك ويغدر ثم يدّعي التوبة دون أن ينزع جلده، لأنّ الذئب لا يتوب، وقد عظّم أمر القتيل دون وطنه وشعبه وعرضه وأرضه وبنيان سيادته، وقبّح شريك الاحتلال، وأدان القتل على الهوية والذبح على الطائفية، لأنه لا يؤتمن على دِين أو عرض أو وطن، فلا يفوتنّك ما قاله الأمير عليه السلام، والبلد شراكة، واللحظة مصيرية، ولبنان بلد اللقاء وأمانة الربّ ولن نتراجع عن حمايته ودعم دولته وتأمين سيادتها وقوتها ومنعتها ومشروعها الوطني، وما خرائط الأمن الوطني والسياسة الدفاعية إلا لتأكيد القوة الوطنية وتوظيفها بوجه الصهاينة والصهيونية، والممانعة شرف الأبطال الذي اختارهم الله لنصرة وطنه وتأمين شعبه وسيادته».
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان ينادي بموقف عربي واحد من كل القضايا العربية «لان الدول العربية يجب ان تكون جسماً واحداً»، مجدداً تمسك لبنان بمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت العام 2002، لافتاً الى أهمية قيام سوق عربي اقتصادي مشترك يحقق مصالح الدول العربية وشعوبها كافة.
وخلال استقباله رئيس البرلمان العربي السيد محمد احمد اليماحي ووفد عربي موسع، دان الرئيس عون الاعتداءات التي ترتكبها «إسرائيل» ضد لبنان خلافاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في تشرين الثاني الماضي، والتي تستهدف قرى وبلدات لبنانية وسكانها الآمنين، وكان آخرها اليوم القصف الذي تعرضت له منطقة جرود الهرمل في البقاع وأدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. كما استنكر بشدة المجازر التي تقوم بها القوات الاسرائيلية في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرّض لتدمير منهجي لدفع ما تبقى من سكانه الى النزوح.
*********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
5 أيلول ينهي “القطيعة” بين الرئاسات الثلاث اختراق إسرائيلي خطر غداة اجتماع الناقورة
تترقب بيروت زيارة وشيكة ترددَ أن الموفد السعودي المكلّف بالملف اللبناني يزيد بن فرحان سيقوم بها لبيروت، ويفترض أن يتبلور معها الموقف السعودي من المجريات الأخيرة في لبنان
رغم الانطباعات الإيجابية في المشهد الداخلي التي خلفتها عودة اللقاءات المباشرة بين الرؤساء الثلاثة، وترميم العلاقات بينهم بعد فترة فتور وتوتر بدأت بعد جلستي مجلس الوزراء في الخامس والسابع من آب قاربت “القطيعة” بين كل من رئيسي الجمهورية والحكومة جوزف عون ونواف سلام من جهة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة مقابلة، أثارت موجة الغارات الإسرائيلية العنيفة على جرود السلسلة الغربية في الهرمل قلقاً متجدداً من أن تكون هذه الغارات رسالة تفلّت إسرائيلية من كل الرهانات على ضغوط أميركية على إسرائيل، بعدما دفعت الولايات المتحدة الأميركية قدماً لإعادة تنشيط لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. كما أن المخاوف من هذه الغارات أثيرت في اتجاه أن تكون إسرائيل ترد على ما اعتبر مرونة في موقف السلطة اللبنانية حيال خطة قيادة الجيش اللبناني في شأن حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، علماً أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت عكست التقويم الإسرائيلي لما اعتبره تجنّب الجيش اللبناني الصدام مع “الحزب” في الخطة التي اقرتها الحكومة اللبنانية في جلستها في الخامس من أيلول. حتى أن الغارات على أقاصي البقاع الشمالي وإعلان إسرائيل أنها استهدفت “معسكرات لقوة الرضوان” التابعة لـ”الحزب” اكتسبت تفسيرات خاصة، لجهة الإضاءة على المناطق شمال الليطاني التي تختزن قدرات مسلحة ثقيلة لـ”الحزب”. وتنتظر الأوساط المعنية بلورة المواقف الخارجية المؤثرة ولا سيما منها موقف الإدارة الأميركية من خطة الجيش اللبناني الذي لم يعلن بوضوح بعد، على رغم التفسيرات الإيجابية الأولية التي واكبت زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر لبيروت الأحد ومشاركتهما في اجتماع لجنة الاشراف على وقف النار “ميكانيسم” في الناقورة. كما تترقب بيروت زيارة وشيكة ترددَ أن الموفد السعودي المكلّف بالملف اللبناني يزيد بن فرحان سيقوم بها لبيروت، ويفترض أن يتبلور معها الموقف السعودي من المجريات الأخيرة في لبنان وتحديداً القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في جلسات الخامس والسابع من آب والخامس من أيلول.
وغداة الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء سُجل أمس لقاءان في بعبدا وعين التينة، وكانت خطة قيادة الجيش محورهما، على أن يُستتبعا بلقاءات أخرى مكوكية في بحر الأسبوع، وسيعقد اليوم لقاء في عين التينة بين رئيسي مجلس النواب والحكومة.
ولكن المشهد السياسي اخترقه استهداف 7 غارات إسرائيلية لجرود السلسلة الغربية لجبال لبنان في الهرمل بعد ظهر أمس، كما استهدفت غارة أيضاً جرد اللبوة، وأسفرت الغارات عن سقوط 5 قتلى و5 جرحى. وهذه ثاني أعلى حصيلة في الغارات على الهرمل منذ 27 تشرين الثاني 2024، علماً أن الحصيلة الأكبر كانت في 15 تموز وبلغت 12 قتيلاً و20 جريحاً. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “جيش الدفاع أغار على أهداف عدة للحزب في منطقة البقاع في لبنان، ومن بينها معسكرات لقوة الرضوان والتي تم رصد في داخلها عناصر من الحزب وتم استخدامها لتخزين وسائل قتالية”. وأضاف: “استخدم الحزب المعسكرات لإجراء تدريبات وتأهيل لإرهابيين وذلك بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل. لقد أجروا خلال التدريبات في المعسكرات تمارين بإطلاق النار وتأهيل لاستخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة”.
كذلك سجلت في الجنوب إصابة مواطن جراء استهدافه من محلّقة إسرائيلية خلال رعيه الماشية في أطراف ميس الجبل الغربية.
وفي غضون ذلك، أعلنت قوات “اليونيفيل” أنّها “تعمل بشكلٍ وثيق مع الجيش اللبناني لاستعادة الاستقرار في المنطقة. وأضافت: “نساعده في تعزيز حضوره من خلال الدوريات، والتدريبات، والتنسيق اليومي”. وذكرت أنّه “بفضل دعم اليونيفيل، أعاد الجيش انتشاره في أكثر من 120 موقعاً في جنوب لبنان، ما يعزز سلطة الدولة وفقاً للقرار 1701.
أما في التحركات السياسية، فالتقى أمس رئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأجرى الرئيسان جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد عموماً وفي الجنوب خصوصا، والتطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: “ببركات ستنا مريم كل شي منيح” (نسبة الى عيد ميلاد السيدة العذراء أمس). وأفيد أن رئيس المجلس سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام اليوم. كما استقبل بري في عين التينة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي قال رداً على سؤال، هل هو مرتاح للوضع؟: “دايماً”.
وبدوره، شدّد الرئيس سلام على “أنّ استقرار لبنان ليس حاجة لبنانية فحسب، بل حاجة عربية جامعة”، مؤكّدًا أنّ “الحكومة ماضية في تنفيذ قراراتها لجهة حصرية السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”. وأضاف “أنّ لبنان، وبعدما عاد إلى موقعه الطبيعي بين أشقائه العرب، يحتاج إلى تعزيز دعم الجيش اللبناني باعتباره الركيزة الأساسية لحماية الوطن”، لافتًا في الوقت نفسه إلى “ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها”.
ونقل أمس عن مصدر أميركي نفيه لما نشره بعض وسائل الإعلام عن أن الموفد الأميركي توم برّاك لم يطرح الورقة الأميركية على الجانب الإسرائيلي، أو أن أورتاغوس بصدد التخلي عن ورقة برّاك والعودة إلى ورقتها الأولى. وأكد المصدر أن أورتاغوس وبرّاك “مستمران في التنسيق والتعاون الوثيق” في ما يتعلق بالملف اللبناني.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أن “كلمة ترحيب في بيان مجلس الوزارء الأخير، تعني الموافقة”، وأوضح أن “قرار حصرية السلاح اتخذ ولا رجوع عنه، وكنا نتمنى أن يتم التقيّد بالمهلة الزمنية التي وضعها مجلس الوزراء، لكن ثقتنا بالجيش كبيرة ونحن أكيدون أنه سينجز اللازم”.
في المقابل، مضى “الحزب” في حملاته النمطية ضد الحكومة، فرأى عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي أن “ما صدر عن الحكومة في جلستها الأخيرة كان خطوة باتجاه تصويب الاندفاعة السابقة الخاطئة، وما أكدت عليه من ضرورة وجود استراتيجية أمن وطني قد ورد فعلاً في البيان الوزاري”. وشدّد على أن “شرط المقاومة وأبنائها وشعبها كان واضحاً، أنه لا نقاش في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية أو استراتيجية الأمن الوطني قبل انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ووقف العدوان وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار”.
وبدوره، اعتبر عضو الكتلة النائب علي فياض أن “ما خرج به اجتماع الحكومة بالمحصلة لم يكن كافياً، لأن ما تفرضه المصلحة الوطنية هو التراجع عن قراري 5 و7 آب نهائيا”، مشددا على “الحاجة إلى خطوات إضافية تجعل من هذين القرارين بلا أي أثر فعلي”.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تطمينات جعجع لما بعد نزع السلاح لا ترضي «الحزب»
بيروت: يوسف دياب
تواظب بعض القوى اللبنانية على محاولة طمأنة الطائفة الشيعية وتبديد هواجسها في المرحلة التي تلي نزع سلاح «الحزب»، وعدم الركون إلى سرديّة الحزب القائمة على منطق أن سلاحه «يشكّل الضمانة الوحيدة لبقاء الشيعة في لبنان». وآخر هذه المواقف دعوة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع شيعة لبنان إلى «الركون إلى الدولة وحدها التي تحمي الجميع، وعدم تصديق (الحزب) بأنهم مهددون بوجودهم».
وفي كلمة ألقاها في ذكرى «شهداء» القوات اللبنانية مساء الأحد، خاطب جعجع الشيعة قائلاً: «أنتم مكوّن أساسيّ من المكوّنات المؤسّسة للكيان اللّبنانيّ الذي أكّد عليه الإمام موسى الصّدر وطناً نهائيّاً، والتزمتم به كذلك في الدّستور المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطنيّ أي اتّفاق الطّائف». وشدد على أن «أكثريّة اللّبنانيّين لا تقبل أن يصيبكم ما أصابنا في حقبة الوصاية السّابقة بعد أن سلّمنا سلاحنا، من إجحاف وتمييز، ولا تشعروا أنّكم في خطر ومهدّدون، فالأيّام اختلفت والظّروف تغيّرت، فلا سلطة وصاية جائرة تعمل لصالح نظام الأسد ووفْق مفاهيمه، بل سلطة وطنيّة انبثقت بالفعل عن مجلس نيابيّ حقيقيّ».
وجدد رئيس «القوات» تأكيده على أنه «لا نيّة عند أحد للتّفرّد بالسّلطة، خلافاً لما كان عليه الأمر مع نظام الوصاية، وعدم قدرة أحد بالتّفرّد بعد زوال السّلاح غير الشّرعيّ وعودة مؤسّسات الدّولة، لا تصدّقوا أنّ السّلاح يحميكم ويحصّل حقوقكم وشرفكم، ولكم في الحرب الأخيرة دليل ساطع وواقع لا مجال لإنكاره». وأضاف: «لا تصدّقوا أن الطوائف الأخرى تشحذ الهمم والطّاقات والغرائز للنّيل منكم، لا بل على العكس، لقد اشتقنا جميعاً إليكم شيعةً عامليّين (أبناء جبل عامل) لبنانيّين أصيلين، ولا تصدّقوا ما يصوّر لكم بأنّ البحر من ورائكم والعدوّ من أمامكم وقد أصبح الخطر محدقاً بكم، ثقوا بأنّ الدّولة التي هي لنا ولكم وحدها التي تحميكم وتشعركم بالأمن والأمان وهي الملاذ والضّمانة».
الضمانة هي الدولة
لم يغيّر الخطاب الهادئ والمنفتح الذي صدر عن جعجع، وقبله رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل الذي سبق أن أكد رفضه تهميش الطائفة الشيعية، نظرة مؤيدي الحزب إلى خصومهم السياسيين؛ إذ اعتبر مصدر مقرّب من « الحزب» أن «جعجع يتحدث كمنتصر ويخاطب الشيعة كمهزومين وهو أمر لا يشكل ضمانة لأحد في لبنان».
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «البيان الذي صدر عن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان (الذي هاجم جعجع بقوة)، يمثل موقفاً شيعياً موحداً في الردّ على جعجع». وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه: «الضمانة الوحيدة للشيعة هي الدولة ورئيس الجمهورية والحكومة الذين يمثلون ضمانة للنقاش والبحث في الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي كل المكونات اللبنانية»، معتبراً أن «سلاح الحزب كان وسيبقى الضمانة الأساسية لكلّ اللبنانيين، ولا سيما للطائفة الشيعية إلى أن ينتهي الخطر الإسرائيلي والإرهابي، وتقرّ الدولة استراتيجية دفاعية تحمي كلّ اللبنانيين».
الردّ العنيف على خطاب جعجع الصادر عن المفتي قبلان «له ما يبرره» بحسب تقدير الصحافي علي الأمين، ناشر موقع «جنوبية» المعارض لـ« الحزب». ولفت الأمين إلى أن الكلام الهادئ الذي صدر عن جعجع وغيره من القيادات والأحزاب المعارضة لـ« الحزب» مريح بشكل عام، ولكنه «يزعج البيئة الحزبية الشيعية؛ لأنها تريد من جعجع خطاباً مستفزّاً تتخذ منه فزاعة تستغلّها في كل مناسبة».
وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط» إن «استثمار ( الحزب) يقوم على التخويف من الآخر، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى العربي والدولي، لجعل البيئة الشيعية في حالة خوف دائم وملتزمة بالأوامر الحزبية»، لافتاً إلى أن «المنطق الحزبي ينزعج من كل كلام يتحدث عن إعادة بناء الدولة، ويسعى إلى مواجهته بمنطق التخويف والتخوين».
مخاطبة الحسّ الوطني
في هذا الإطار، اعتبر النائب غياث يزبك، عضو كتلة «الجمهورية القوية» التابعة لحزب «القوّات اللبنانية»، أن جعجع «تحدث كرجل سياسي لمس باليد أن انغلاق الطوائف على نفسها وبناءها تحالفات خارج حدود الوطن يؤديان إلى نحر الطائفة؛ ما ينعكس على التركيبة الوطنية والدولة ككل». وأوضح يزبك لـ«الشرق الأوسط» أن جعجع «لا يخاطب الشيعة بمنطق المنتصر الذي يخاطب المهزوم، بل يخاطب الحسّ الوطني – العربي عند غالبية الشيعة في لبنان بدل خطفهم من قبل إيران، وينصحهم بأن يعودوا إلى وصايا (رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الراحل) الإمام محمد مهدي شمس الدين، الذي دعا الشيعة ليكونوا جزءاً من الدولة لا أن يكونوا كياناً مستقلاً».
وشدد يزبك على أن «المسيحيين والسنّة والدروز ينتظرون أن يتحرر الشيعة من السطوة الإيرانية الممثلة بـ( الحزب)»، خاتماً: «ننتظر جميعاً لحظة إقبال الشيعة الأحرار على مشروع الدولة والالتحاق به كضمانة وحيدة لهم ولكل اللبنانيين».
**************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : أولوية الداخل: احتواء التوترات وحسم الضرورات… بري: “كل شي منيح” .. وفرصة لإعادة التحصين
بعد الشهر الصعب الذي عاشه لبنان بين 5 آب الماضي و5 ايلول الجاري، وتعمّقت فيه الانقسامات الداخلية، حول ملف سلاح « الحزب»، ودفعت بالبلد بصورة عامة إلى حافة السقوط في هاوية خطيرة، يبدو أنّ فرصة قد مُنحت للبلد لالتقاط أنفاسه وإعادة ضبط مساره في اتجاه تنفيس الإحتقان واحتواء التوترات السياسيّة وغير السياسيّة، والانصراف الكلّي من قبل السلطات إلى استكمال المسار نحو حسم أولويات البلد وضروراته في هذه المرحلة. وعلى ما يقول العارفون بخبايا الامور، فإنّ الجلي في هذه الفرصة التي عُمِل بها من دون الإعلان عنها، أنّها وليدة شراكة بين كلّ المعنيّين الداخليّين والخارجيّين، بملف السلاح، الذين استهولوا هذا الانحدار، وبنت مخاوفهم من تداعياته على أمن البلد واستقراره، مساحة مشتركة في ما بينهم، لفرملة تدحرجه الذي كان قاب قوسين أو أدنى من لحظة الاصطدام.
حقبة جديدة
ما انتهت إليه جلسة مجلس الوزراء الجمعة الماضي، وكما يقول مسؤول كبير لـ«الجمهورية»، قد قدّم خدمة جليلة للبلد، ونفّس البخار من رؤوس المستثمرين على الأزمة والنافخين في نارها سياسياً وطائفياً، وأحبط هدفهم في دفع الأمور إلى نقطة اللاعودة»، مضيفاً أنّه «بعد إطفاء فتيل اشتباك السلاح، بدأت تلوح في الأفق اللبناني حقبة جديدة، مرهونة إيجابياتها وكذلك سلبياتها بالأداء السياسي وكيفية مقاربة الملفات، وخصوصاً الملفات الشائكة والخلافية. ومن هنا فإنّ العبرة ليست في هذه الفرصة المتاحة فحسب، بقدر ما هي في اغتنامها بصورة جدّية، خصوصاً من قِبل أطراف الصراع حول السلاح، لمراكمة عوامل التحصين الداخلي في مرحلة هي الأصعب في تاريخ المنطقة ومن ضمنها، وعدم التعامل معها كفرصة موقتة أو كاستراحة محارب، يعود بعدها المتحاربون إلى التموضع من جديد خلف متاريسهم في حلبة الاشتباك».
بحسب ما هو سائد في الأوساط الداخلية، فإنّ ثمة تحوّلاً واضحاً في المزاج السياسي، وكلّ الأطراف تتشارك في ليونة الخطاب خلافاً لما كان عليه الوضع بعد جلستَي 5 و7 آب الماضي، وهو ما عكسته حركة الاتصالات التي ارتفعت حرارتها بعد جلسة الجمعة، بدت فيها الأجواء الداكنة وكأنّها بدأت تميل إلى الصحو، وأنّ الاحتقان الذي تورّم بصورة خطيرة حول ملف السلاح، قد نُفِّس بشكل ملحوظ عمّا كان عليه ما قبل تلك الجلسة، وما ينبغي لحظه في سياق هذه الاتصالات، أنّها حملت في غالبيتها ما بدت أنّها تهانٍ مشتركة في تجاوز قطوع السلاح وإخراج البلد من عين العاصفة التي كانت تتهدّده.
وضمن سياق النتائج الإيجابية المباشرة لتجاوز هذا القطوع، أنّ طبقة الجليد والالتباسات التي تراكمت على الخطوط الرئاسية قد بدأت بدورها بالذوبان، وها هي العلاقة بين الرئاستَين الأولى والثانية تعود إلى سابق عهدها. وشهد يوم أمس أول تواصل مباشر بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري منذ جلسة 5 آب، وعكس رئيس المجلس في نهايته، وعلى طريقته، إيجابيات ملحوظة بقوله أثناء مغادرته القصر الجمهوري: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح».
مصادر واسعة الإطلاع وصفت لـ«الجمهورية» اللقاء بين الرئيسَين عون وبري، بأنّه «كسابقاته وديّ جداً وأكثر من ممتاز، تشارك فيه رئيسا الجمهورية والمجلس الحرص على التعاون الكامل في كلّ ما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيِّين، وعلى الجهد المشترك حول كلّ ما يمكن أن يحمي البلد ويحفظ سيادته، ويرسّخ أمنه واستقراره، ويجنّبه السقوط في أي منزلقات». وأكّدت أنّ هذا التلاقي بين الرئيس عون وبري، سيسحب نفسه تلقائياً، وربما بصورة عاجلة، على العلاقات بين الرئاستَين الثانية والثالثة. علماً أنّ حركة الاتصالات لم تنقطع طيلة الفترة الماضية.
ما قبل 5 آب
على أنّ ما انتهى إليه مجلس الوزراء الجمعة الماضي على أهمّيته، لم يحسم الجدل حول ملف السلاح، الذي بقيَ حاضراً في بعض الإعلام، إنّما بوتيرة أخف حدّة، بين من يقول بأنّ قرار سحب السلاح ما زال سارياً وسيُنفّذ حتماً وفق توقيت الجيش اللبناني، وبين من يقول أنّه تمّ تنييم ملف السلاح إلى أجل غير مسمّى، بإيحاء مباشر من قبل قوى كبرى، ملمّحاً بذلك إلى دور مباشر للأميركيِّين بصورة خاصة ومعهم حلفاؤهم العرب الذين ضغطوا لسحب السلاح، وكذلك إلى دور مباشر وربما غير مباشر للإيرانيِّين في هذا الأمر.
وبمعزل عن أيّ من هذَين المنطقَين يتمتع بشيء من الدقة والصدقيّة، فإنّ مرجعاً كبيراً ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، لم ينفِ أو يؤكّد وجود عامل خارجي في الاتصالات التي أفضت إلى سحب فتيل تفجير ملف السلاح، واكتفى بالقول: «ما حصل فيه مصلحة للجميع من دون استثناء، هناك جهد كبير حصل، وما يهمّنا من كل ذلك هو أن نأكل العنب». وهو ما تجلّى واضحاً في البيان الصادر عن مجلس الوزراء.
ولفت المرجع الانتباه إلى أنّ «لا أحد ضدّ مبدأ حصرية السلاح، لكن هذا الأمر له ظروفه واعتباراته وحساسيّته، ولا يتمّ بمنطق التحدّي، والعلاج واضح وحدّده بيان مجلس الوزراء، وخصوصاً في نصّه وعلى استراتيجية الأمن الوطني، وعلى إنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب العدو من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق الأسرى، وعلى حق لبنان في الدفاع عن نفسه وفق المواثيق الدولية. في هذا الأمر الكرة ليست في ملعب لبنان بل هي في ملعب الأميركيِّين للضغط على إسرائيل للإلتزام بوقف إطلاق النار ووقف العدوان والانسحاب. وثمة إشارات وردت أخيراً من الأميركيِّين تُفيد عن تفعيل دورهم في هذا المجال، ولاسيما في لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار».
وعمّا إذا كان قرار سحب السلاح قد انتهى، أوضح: «لا نقول أنّه بقي أو انتهى، المهم أنّه كانت هناك غيمة داكنة وانقشعت، انتهى التشنّج، وأصبحت الأجواء مريحة، ومن شأن هذه الأجواء أن تعزّز إمكانات التوافق على أي من الأمور ومقاربتها بواقعية ومسؤولية وطنية بعيداً من التسرّع وتهوّر المَوتورين وتحريضهم وصبّهم الزيت على النار لخدمة غاياتهم. وتبعاً لذلك، كل الأطراف أبدت رغبة بإعادة الوضع إلى طبيعته، وتشاركنا جميعاً في تفكيك القنبلة الموقوتة. وأعتقد أنّ الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل جلسة مجلس الوزراء في 5 آب».
واشنطن تريد التهدئة
إلى ذلك، وفي موازاة الأخبار التي يجري بثها عبر منصات، وتشير إلى أنّ واشنطن مصرّة على سحب سلاح « الحزب» ولن يُثنيها شيء عن قرارها بإتمام هذا الأمر، أكّد مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»، «أنّ الأجواء التي تلت قرار الحكومة بسحب سلاح « الحزب»، أقلقت الجميع في الداخل والخارج، وهذا ما لمسناه من خلال الاتصالات أو المراسلات بين حين وآخر». أضاف: «ما من شك أنّ الأميركيِّين يريدون سحب سلاح « الحزب»، والأخبار التي تردنا تشير إلى أنّ أصواتاً أميركية ومن باب الضغط على لبنان، دفعت إلى نزع السلاح بالقوة، لكن هذا الأمر يتأكّد خلافه في اللقاءات المباشرة، وخصوصاً في اللقاء الأخير مع الوفد الأميركي الموسع، والذي ضمّ توم برّاك وليندسي غراهام ومورغان أورتاغوس، فإكّد لنا الأميركيّون بصورة واضحة أنّ أولوية واشنطن هي الحفاظ على استقرار لبنان، ولا تريد أن يحصل فيه أي مشكل يهدّد أمن لبنان واستقراره. معنى ذلك أنّ الأميركيِّين لا يُريدون الفوضى في لبنان، على عكس إسرائيل التي جاء رفضها للورقة الأميركية كمحاولة للدفع إلى مواجهة بين الجيش اللبناني و« الحزب» في موضوع سحب السلاح».
ضرر عام على المصالح
وفي هذا السياق أيضاً، أكّد مصدر ديبلوماسي عربي رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّ «وضع لبنان حساس جداً، ومن الضروري أن يلقى مساعدة من الدول الصديقة والشقيقة مع مراعاة خصوصياته وظروف وتوزّعات مكوّناته». وأكّد المصدر «أنّ لبنان تجاوز أزمة حقيقية، كان يمكن للضرر الناتج منها أن يكون شاملاً بخطورته، ليس فقط على مصير لبنان، بل على مصالح كل القوى الخارجية فيه».
إسرائيل: لا انسحاب
في هذا الوقت، وفيما يؤكّد لبنان على أنّ الكرة هي في ملعب الراعي الأميركي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والانسحاب من الأراضي اللبنانية، جدّدت إسرائيل رفضها الانسحاب، إذ نقل الإعلام العبري عن مسؤولين إسرائيليِّين قولهم «إنّ اللبنانيِّين يطلبون من إسرائيل أن تنسحب من المناطق التي تحتلها جنوبي لبنان، وهذا الأمر لن يحصل، لأنّنا نريد حماية السكان وبلدات الشمال، وأنّه لا توجد إمكانية للحكومة اللبنانية لنزع سلاح « الحزب»، من دون الجيش الإسرائيلي».
تحذير أميركي
إلى ذلك، اعتبر موقع Homeland Security Today الأميركي، أنّ الضغط الحالي لنزع سلاح « الحزب» ليس تعديلاً تكتيكياً، بل هو اختبارٌ لسلامة لبنان البنيَوية.
ولفت إلى «أنّ دعوات نزع السلاح تتخذ منطقًا ثنائياً: إمّا أن يُسلّم « الحزب» سلاحه، أو أن تستعيد الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة. لكن هذا التأطير يتجاهل الواقع العملي، فنزع السلاح، في هذا السياق، ليس نقلاً للسلطة، بل هو قطيعة، وهو يُهدّد بانهيار ليس فقط الوضع العسكري لـ« الحزب»، بل أيضاً التوازن الهش الذي يُحافظ على وحدة لبنان. وإذا تمّ نزع سلاح الحزب من دون إعادة ضبط البنية التحتية المحيطة، فقد لا تكون النتيجة توحيداً وطنياً، بل قد تكون تآكلاً منهجياً. التهديد الحقيقي ليس المواجهة، بل الإنهيار. في الواقع، يجب إعادة صياغة نقاش نزع السلاح، كمسألة توافق هيكلي. فمن دون هذا التحوّل، يُخاطر لبنان باستبدال التوتر المرئي بانهيار غير مرئي».
ودعا الموقع إلى وجوب «إعادة صياغة نقاش نزع السلاح ليشمل مسألة التوافق الاستراتيجي. فأيُّ دولةٍ قادرةٍ على استيعاب « الحزب» من دون أن تنهار؟ وأيُّ بنيةٍ قادرةٍ على احتواءِ أطرافٍ هجينةٍ من دون أن تتفكّك؟». وخلص إلى التأكيد على أنّ «لبنان يقف عند مفترق طرق، ويتزايد الضغط لنزع سلاح « الحزب»، لكنّ تكلفة القيام بذلك من دون إعادة ضبط البنية التحتية باهظة بشكل خطير. التهديد ليس المواجهة، بل الانهيار. والانهيار سيكون صامتاً، ومنهجياً، ولا رجعة فيه».
إمبراطورية المخدّرات
وفي سياق أميركي آخر، ذكرت شبكة Fox News الأميركية، أنّ «الخبراء يرَون أنّ الضربة الأميركية القاتلة في منطقة البحر الكاريبي هي الخطوة الأخيرة في حملة أوسع نطاقاً لتفكيك إمبراطورية المخدّرات المتنامية التابعة لإيران و« الحزب» في فنزويلا. ونقلت عن مسؤولين أميركيِّين قولهم إنّ شركة Tren de Aragua تعمل بشكل وثيق مع «كارتل الشمس»، أو ما يُعرف بـ Cartel of the Suns، وهي شبكة من النخب العسكرية الفنزويلية المتهمة منذ فترة طويلة بنقل الكوكايين بالتعاون مع الحزب».
وأعلنت المتحدّثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي للشبكة، إنّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذ العديد من الإجراءات مثل فرض عقوبات على كبار المسؤولين والمسهّلين الماليِّين، وذلك بهدف الحدّ من وكلاء إيران مثل « الحزب». لقد أثبت الرئيس أنّه سيحاسب أي جماعة إرهابية تهدّد الأمن القومي لبلدنا من خلال تهريب المخدّرات بهدف قتل الأميركيِّين». وكشف براين تاونسند، وهو عميل خاص متقاعد من إدارة مكافحة المخدّرات، للشبكة: «كانت هذه ضربة حاسمة ضدّ تجار المخدرات»، وأضاف أنّ «دور « الحزب» نادراً ما يكون مرئياً لكنّه ضروري. إنّهم لا يُلطّخون أيديهم. بدلاً من ذلك، يغسلون الأموال ويوفّرون شبكات لمساعدة الكارتلات على إرسال الأموال عبر الشرق الأوسط. ببساطة، يأخذون نسبة من تجارة المخدّرات، التي تُموّل عملياتهم في الشرق الأوسط».
ألفا دولار لمستشاري الوزراء؟
على وقع إعلان جدول أعمال الجلسة الحكومية التي ستنعقد اليوم، وتضمّنها بند رفع قيمة مستحقات المستشارين في الوزارات من 6 ملايين ليرة إلى 180 مليوناً (أي ما يعادل حوالي 2000$)، واستياء أوساط في القطاع العام لاعتبارهم أنّهم من مستحقي الزيادات أيضاً، أوضح وزير المال ياسين جابر لـ«الجمهورية»: «إنّ هذا المبلغ تصحيح لمستحقات المستشارين، وهو لا يعني أنّه لشخص واحد. ما فعلنا هو أنّ قيمة الأتعاب المدفوعة سابقاً على سعر صرف 1500 ليرة ضربناها على صرف اليوم (89500 ليرة). لتوضيح الأمر بعض الوزراء يملكون 3 و4 مستشارين لذلك يُقسم المبلغ عليهم».
**************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
مشهد الانفراج يكتمل بزيارة سلام إلى عين التينة اليوم
الإمارات تعيِّن سفيراً في لبنان.. والاحتلال يستعد لمناورة حدودية اليوم
يكتمل مشهد الانفراج الوطني بحدثين اثنين اليوم: زيارة الرئيس نواف سلام إلى عين التينة، واللقاء مع الرئيس نبيه بري، الذي كان عاد مرتاحاً من لقاء دام ساعتين ونصف مع الرئيس جوزف عون، ثم استقبالاً لقائد الجيش اللبناني رودولف هيكل، الذي أعرب عن ارتياحه أيضاً..
والحدث الثاني يتصل بجلسة مجلس الوزراء في السراي الكبير، والتي سيحضرها جميع الوزراء لمناقشة 44 بنداً، نشرت «اللواء» السبت الماضي أبرز ما ورد فيها.
وقبل أن يجف محضر اجتماع «الميكانيزم» أو لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة بحضور الموفدة الاميركية مورغن أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى الادميرال براد، كانت الطائرات الاسرائيلية تشن غارات على جرود الهرمل، وتؤدي تلك الغارات إلى 5 شهداء و 5 جرحى، الامر الذي أثار حفيظة لبنان بعد التطمينات الاميركية عن ليونة ومرحلة جديدة لضبط وقف النار.
وأدان الرئيس عون الاعتداءات الاسرائيلية، وكان آخرها القصف الذي تعرضت له منطقة جرود الهرمل في البقاع.
وكان الرئيس عون، استقبل الرئيس نبيه بري الذي هنأه بعيد ميلاد السيدة العذراء. واجرى الرئيسان جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد عموما وفي الجنوب خصوصا، والتطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح».
وذكرت مصادر رسمية لـ «اللواء» ان لقاء الرئيسين عون وبري «كان إيجابياً كالعادة»، وبدا ذلك على تعابير وجهيهما.
ايضا، استقبل الرئيس بري في عين التينة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي سئل هل انت مرتاح للوضع؟ فأجاب: دايماً.
وكان مصدر أميركي قد نفى ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن أن الموفد الأميركي توم براك لم يطرح الورقة الأميركية على الجانب الإسرائيلي، أو أن أورتاغوس بصدد التخلي عن ورقة براك والعودة إلى ورقتها الأولى التي تنص على تثبيت وقف إطلاق النار وإرساء الاستقرار على جانبي الحدود، ثم الانتقال إلى ملف ترسيم الحدود ليستكمل لاحقاً بمرحلة سحب سلاح الحزب. وأكد المصدر أن أورتاغوس وبراك «مستمران في التنسيق والتعاون الوثيق» في ما يتعلق بالملف اللبناني.
وسط ذلك ما زالت البلاد بإنتظار ظهور نتائج عملية لزيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الادميرال براد كوبر وجولتهما على منطقة الحدود الجنوبية، والوعد بتفعيل لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وقد غادرا بيروت بعد انتهاء مهمتهما الجنوبية، وعلمت «اللواء» ان اجتماع اللجنة الخماسية في الناقورة قبل يومين كان ايجابياً، وأن الوفد الاميركي اثنى على خطة الجيش لجمع السلاح بدءاً من جنوب نهر الليطاني، ووعد بمزيد من الدعم للجيش اللبناني لإستكمال مهمته لكن فور مباشرة المرحلة الاولى من جمع السلاح!.
في التوازي، اعلنت قيادة اليونيفيل: ان الجيش اللبناني انتشر في أكثر من 120 موقعا في الجنوب ما يعزز سلطة الدولة وفقا للقرار 1701، وقالت: أنها تعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني لتعزيز الاستقرار في جنوب لبنان، مؤكدة أن هذا التعاون يشمل تسيير دوريات مشتركة، تنفيذ تمارين ميدانية، والتنسيق المستمر بين الطرفين.وأشارت «اليونيفيل» في بيان، إلى أن هذه الجهود المشتركة ساهمت في توسيع انتشار الجيش اللبناني.
وقال مصدردبلوماسي في عاصمة اوروبية مهمة لـ «اللواء»: ان الامور الصعبة تراجعت وتخطينا القطوع الصعب في مجلس الوزراء، ومقبلون على وضع افضل ان شاء االله، لوجود رعاية خارجية عربية وغربية للوضع، وبخاصة رعاية سعودية. ومن هنا جاء المخرج في جلسة مجلس الوزراء بالطريقة التي ورد بها (حول خطة الجيش لسحب السلاح). ونأمل استمرار حالة التفاهم والتوافق.
فيما افادت مصادر سياسية متابعة لـ «اللواء» ان واشنطن تُجري مراجعة لنتائج مهمات موفديها لا سيما توم براك، بما يؤدي الى تخفيف الاحتقان والتوتر في لبنان ومنع تفاقم الامور.
الكعبي سفيراً للإمارات
وفي سياق الرعاية العربية للوضع اللبناني، عين الرئيس الاماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان امس، فهد سالم سعيد الكعبي سفيراً لدى لبنان الى جانب عدد من السفراء الاخرين في بعض الدول. وهو كان في بيروت بصفة قائم بالاعمال.وأدى اليمين القانونية أمام رئيس الدولة امس.
وتسلَّم رئيس الدولة اوراق اعتماد سفير لبنان المعيَّن في الامارات طارق حسن منيمنة.حسب وكالة الامارات.
وعلى الاثر، كتب رئيس الهيئات الاقتصادية ورئيس «تجمع كلنا بيروت» الوزير السابق محمد شقير عبر حسابه على منصة إكس: «أشكر دولة الإمارات الشقيقة ورئيسها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تعيين سفير ٍجديدٍ لها في لبنان. وهي خطوة مباركة تبشر بإنطلاقة جديدة وواعدة في العلاقات الأخوية اللبنانية الإماراتية وعودتها إلى طبيعتها. نهنئ السفير المُعيّن فهد سالم سعيد دين الكعبي، آملين وصوله قريباً إلى لبنان لمباشرة مهامه في السفارة التي انتظرناها طويلاً».
مهمة لودريان
وعلى وقع هذه المعطيات، يُتوقع أن يصل إلى بيروت بعد غد الخميس الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في إطار الدور الفرنسي الداعم للجيش اللبناني والهادف إلى المساهمة بفرض تطبيق وقف النار.
وفي السراي الكبير، استقبل الرئيس سلام مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الغزاوي على رأس وفد من دار الإفتاء في البقاع. بعد اللقاء قال المفتي الغزاوي:«هذه الأيام التي يمرّ بها لبنان تفرض على الدولة، بكل مؤسساتها، أن تقف مع نفسها وتعيد تأكيد دورها. وبما أن دار الفتوى هي جزء من انتظام العام في لبنان، فإننا نقف إلى جانب دولتنا، إن كان مع فخامة الرئيس، أو دولة الرئيس نبيه بري، أو دولة الرئيس نواف سلام، ومع جميع المؤسسات الأمنية والقضائية والعسكرية والإدارية. فعندما نتكاتف نبني الدولة، وعندما نتفرّق نهدمها، ونحن اليوم في طور بناء دولة متماسكة».
في أبو ظبي، استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في أبوظبي، وزير الطاقة والمياه جو الصدّي في حضور وزير الثقافة غسان سلامة.
وحسب ما رشح عن الاجتماع، فإن البحث تطرق إلى قطاع الطاقة، ومجال الاستثمار في هذا القطاع في لبنان.
لبنان وسوريا
الى ذلك، عُقد امس اجتماع تمهيدي بين لجان وزارة العدل واللجان الأمنية السورية واللبنانية، وذلك بناءً على مخرجات الاجتماع السابق بين وفد وزارة الخارجية والمغتربين السورية والحكومة اللبنانية.
وتم خلال اللقاء بحث أوضاع المحتجزين بين الجانبين، إضافة إلى مناقشة الاتفاقيات الثنائية ذات الصلة.
الهرمل: 5 شهداء و5 جرحى
وفي ما خصّ الاعتداءات الاسرائيلية، فهي استهدفت منطقة الهرمل والبقاع الشمالي، وأحصت وزارة الصحة سقوط 5 شهداء و 5 جرحى.
غارات على البقاع و5 شهداء
ما إن انتهى اجتماع لجنة الاشراف الخماسية على قرار وقف الاعمال العدائية الاسرائيلية، وربما قبل ان يغادر الوفد الاميركي لبنان، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ظهر امس، نحو 12غارة استهدف فيها جرود السلسلة الغربية في جرود الهرمل وسهل البقاع وصولا الى اطراف بلدتي حلبتا وحربتا (محيط مقام النبي موسى) ومنطقتي الزغرين والشربين. وبعد الظهر شن الاحتلال غارة على جرد بلدة اللبوة في الهرمل.
وافيد عن ارتقاء 5 شهداء وأصيب 5 لبنانيين بجروح بينهم إصابة بحال حرجة نتيجة العدوان حسبماافادت وزارة الصحة اللبنانية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «اكس»: أغار جيش الدفاع على عدة اهداف للحزب في منطقة البقاع في لبنان ومن بينها معسكرات لقوة الرضوان والتي تم رصد في داخلها عناصر من الحزب وتم استخدامها لتخزين وسائل قتالية. لقد استخدم الحزب المعسكرات لإجراء تدريبات وتأهيل لارهابيين وذلك بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل. وأجروا خلال التدريبات في المعسكرات تمارين بإطلاق النار وتأهيل لاستخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة. يعتبر تخزين الوسائل القتالية واجراء التدريبات العسكرية ضد دولة اسرائيل انتهاكًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وبشكل تهديدًا على دولة إسرائيل.سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل» .!
واصيب راعٍ بجروح عصراً، بعد استهدافه بقنبلة من مسيّرة معادية في أطراف ميس الجبل الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال في موقع رويسات العلم رشقات رشاشة، في اتجاه أطراف بلدة كفرشوبا. كما ألقت محلّقة معادية قنبلة صوتية بإتجاه بلدة عيتا الشعب.
واعلنت رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون تابع اتصالاته بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على منطقة البقاع، وأدان بشدة الاعتداءات التي طالت جرود الهرمل.
ويجري الجيش الاسرائيلي مناورة عسكرية في مستوطنة شلومي، بالقرب من الحدود مع لبنان.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ابراهيم ناصرالدين
«لغم» يخشاه الحزب… «شراء الوقت» الى متى؟
دور سعودي ــ ايراني بالتهدئة وواشنطن «مرتاحة»
3 اشهر من الاستقرار ولا ضمانات بلجم «اسرائيل»!
جاءت الاعتداءات الاسرائيلية بقاعا، لتؤكد المؤكد: العدو الاسرائيلي لديه «خارطة طريق» خاصة به، وهو غير آبه بكل خطط الحكومة اللبنانية، وليس معنيا لا بحصرية السلاح ولا بكل الضجيج اللبناني الذي هدأ قليلا بعد القرارات الاخيرة الملتبسة، والمسألة لدى حكومة العدو مجرد اولويات، ولبنان ليس على رأسها الان. واذا كان الحزب يتعامل بحذر مع المرحلة الراهنة خوفا من «لغم» قد يعيد الامور الى «نقطة البداية»، توج رئيس مجلس النواب نبيه بري التلاقي مع رئيس الجمهورية جوزاف عون على اعتماد مسار «شراء الوقت» داخليا بلقاء ثنائي في بعبدا بالامس، بما يشير الى استئناف الاتصالات المباشرة بين «الثنائي» والرئاسة الاولى، على ان يستمر زخم التواصل لاعادة ترتيب العلاقة بين «عين التينة» ورئيس الحكومة نواف سلام، فيما يجري العمل على مسار آخر يعيد «المياه الى مجاريها» بين الرئيس عون وقيادة الحزب لاعادة مستوى الاتصالات الى عهدها السابق، فيما لا تزال العقبات كبيرة في طريق استعادة الثقة بين سلام والحزب الذي لم يغادر مربع «التوجس» من النيات المبيتة، بناء على ان التمسك بعدم العودة عن القرار «الخطيئة» في مجلس الوزراء يعني عمليا تأجيل «المشكل» الى مرحلة لاحقة وليس انهاء الازمة التي جرى الان تبريدها بجهود داخلية حثيثة، تزامنا مع حركة ديبلوماسية خارجية منحت لبنان فرصة لالتقاط الانفاس، فيما تتعامل «اسرائيل» مع الملف اللبناني باعتباره غير ملح الان، ويمكن التغاضي مرحليا عن حصول خطوات عملية في ملف السلاح باعتبار أنها لا تزال تملك حرية العمل على الساحة اللبنانية برا وبحرا وجوا.
لماذا تراجعت الضغوط؟
ووفق مصادر ديبلوماسية، تبدو الاطراف الخارجية موافقة ضمنيا على تخفيف الضغوط على الساحة اللبنانية ستستمر اقله حتى بداية العام المقبل، مدة المهلة الاولى المعطاة للجيش لانهاء مهمته في جنوب الليطاني، وجاء تراجع رئيس الحكومة نواف سلام ومعه وزراء «القوات اللبنانية» عن التشدد في الجلسة الاخيرة والتعاون مع الجهود التي بذلها الرئيس عون، بعد تراجع الرياض «خطوة الى الوراء» في سياسة الضغوط القصوى على لبنان، لسببين: الاول، نتيجة مباشرة لزيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الى المملكة عقب زيارة رئيس مجلس الامن القومي علي لاريجاني الى بيروت، حيث لم يتم ردم الهوة بين الطرفين حول كيفية التعامل مع الوقائع اللبنانية، لكن تم التفاهم على نقطة واحدة عنوانها الحفاظ على الاستقرار وعدم دفع الساحة اللبنانية الى الفوضى، ولهذا جرى تبريد الاجواء راهنا بعدما وصلت الامور الى حدود التصادم. اما السبب الثاني، فيرتبط بتطور السياسة الاسرائيلية «الفجة» التي تجاوز من خلالها رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو كل «الخطوط الحمراء» بحديثه عن «اسرائيل» الكبرى، واندفاعه على نحو مثير للقلق في تغوله في سوريا ضاربا بعرض الحائط المصالح السعودية، وهو امر يستدعي اعادة قراءة متأنية في الرياض لكيفية مقاربة الملفات المتصلة بما يحضر للمنطقة، ومنها لبنان الذي قد يحظى بفترة من الاستقرار المؤقت ريثما تتضح طبيعة المشهد.
نزع «شرعية» المقاومة
في هذا الوقت، يبدو ان ما تحقق بالنسبة للاميركيين مُرضٍ ومريح حتى الان، ويتعاملون به بايجابية، ويكفي واشنطن على المستوى السياسي ان الحكومة اللبنانية بقراراتها المتتالية قد نزعت «الشرعية» عن سلاح المقاومة، وهي خطوة متقدمة كما يعتقدون وستكون مقدمة لخطوات عملانية في المستقبل، وهم يراقبون بدقة متناهية مجريات الامور في جنوب الليطاني، ولن يمنعوا «اسرائيل» من القيام بما تراه مناسبا لحماية ما يعتبرونه امنها القومي، اي الاستمرار في استباحة الاراضي اللبنانية، ما يعني عمليا «شلل» عمل لجنة المراقبة «الميكانيزم»، وما جرى يوم امس مم استهداف للسلسلة الغربية في البقاع نموذج، سيتدرج تصاعديا بما يتناسب مع المصالح الاسرائيلية، وانما دون الدخول في حرب مفتوحة الى ان تتغير الاولويات الاسرائيلية التي تضع لبنان في مرتبة متدنية امام التحديات في غزة، وسوريا، وايران، واليمن، والى ذلك الحين ستبقى «اسرائيل» متفلتة من دون اي رادع، الا اذا تغيرت المعطيات الاقليمية او الداخلية وعادت المقاومة الى تفعيل عملية الردع لمحاولة استعادة التوازن المفقود، او اضطرت حكومة الاحتلال الى استخدام الساحة اللبنانية لتنفيس «مأزق» ما في حال حصول تطورات غير منظورة.
نفي اميركي
وفي هذا السياق، عممت السفارة الاميركية نفيا نسبته الى مصدر اميركي، للمعلومات التي اشارت الى ان الموفد الأميركي توم براك لم يطرح الورقة الأميركية على الجانب الإسرائيلي، أو أن أورتاغوس بصدد التخلي عن ورقة براك والعودة إلى ورقتها الأولى التي تنص على تثبيت وقف إطلاق النار وإرساء الاستقرار على جانبي الحدود، ثم الانتقال إلى ملف ترسيم الحدود ليستكمل لاحقاً بمرحلة سحب سلاح الحزب. وأكد المصدر أن أورتاغوس وبراك «مستمران في التنسيق والتعاون الوثيق» في ما يتعلق بالملف اللبناني.
ماذا يخشى الحزب؟
وكان لافتا بالامس، اعلان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد ان الحزب غير مطمئن من عدم قيام اي طرف «بدعسة ناقصة» في ظل تمسك الحكومة بقراراتها غير الميثاقية، ويأتي هذا التعبير عن القلق في ظل محاولة القوى السياسية «المعادية» للمقاومة لتفسير مخرجات الجلسة الاخيرة للحكومة بما يخدم اجندتهم. وفي هذا السياق، تحذر مصادر مطلعة من استغلال الغموض المرتبط بالنص الذي يشير الى منع انتقال الاسلحة على الاراضي اللبنانية، وهنا ثمة مخاطر حقيقية من حصول سوء فهم ميداني خارج منطقة جنوب الليطاني، لجهة اصرار البعض على الضغط على الاجهزة الامنية لوقف التنسيق مع المقاومة في مسألة اعادة بناء قوتها، وهذا قد يؤدي الى حصول صدام قد يعيد الامور الى نقطة الصفر. وهذا يتطلب تنسيقا عالي المستوى مع قيادة الجيش التي زار قائدها رودولف هيكل عين التنية بالامس، وجرى نقاش كل التفاصيل المتعلقة بخطة الجيش، وسط تفاهم تام على تجنيب البلاد اي مواجهة او فوضى، وكان تأكيد من الرئيس بري على دعم المؤسسة العسكرية وعدم السماح بالمساس بها. وتبقى نقطة مفصلية تحتاج الى الكثير من التأمل، وترتبط باستمرار تعاون الحزب مع المؤسسة العسكرية جنوب الليطاني، حيث لم يتضح بعد كيف ستتعامل المقاومة مع عدم تراجع الحكومة عن قراراتها، بعدما ألمحت الى انها ستكون بحِل من هذا التعاون، خصوصا ان «اسرائيل» ترفع من حجم اعتداءاتها يوما بعد يوم، والسلطة السياسية مصرة على عدم الاخذ «بهواجس» «الثنائي»، على الرغم من التراجع التكتيكي في الجلسة الاخيرة.
ماذا يحمل لودريان؟
في غضون ذلك، يبدأ المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة في فرنسا، محادثاته في بيروت، يوم الخميس المقبل، حيث يلتقي الرؤساء الثلاثة، كما يلتقي قائد الجيش رودولف هيكل، وعددا من الشخصيات في قصر الصنوبر، ويجتمع بقائد القوة الفرنسية العاملة ضمن «اليونيفيل». يبقى السؤال الرئيسي حيال ما سيحمله الموفد الفرنسي من ضمانات، او تسييل لما صرح به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال «خارطة طريق» تنفيذ حصرية السلاح، التي تبدا بخروج قوات الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاعتداءات. اما الملف الآخر فيرتبط بإعادة الاعمار، والمؤتمر المزمع تنظيمه من قبل باريس، وليس واضحا حتى الان، ما اذا كان لودريان سيحمل معه «خارطة طريق» واضحة حياله، لجهة الموعد النهائي، والدول المانحة، وكيفية تحويل المقررات المفترضة الى امر واقع؟!
الحرب الاهلية؟
وفي تحليل لافت، نشرت مجلة ناشونال إنترسبت، مقالا ناقشت فيه خطة توم براك، وقالت انها تثير مخاوف من أن تتحول الخطة إلى مقدمة لحرب أهلية جديدة في لبنان، في ظل تدخل مباشر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بينما تقف إسرائيل بالجوار متربصة. ولفتت المجلة الى أن ما أعلنه رئيس الوزراء نواف سلام في السابع من آب حول نزع سلاح الحزب بحلول نهاية العام، لم يكن مبادرة لبنانية خالصة، بل جاء من واشنطن. ولفتت الصحيفة الى ان مؤيدي نزع السلاح- وغالبيتهم من أنصار أحزاب ارتبطت بإسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي- يعتبرونها وسيلة لاستعادة لبنان قدرته على حكم نفسه. لكن المجلة نقلت عما اسمتها أوساطاً عليا في السلطة اللبنانية ترى أن الخطة لا تعدو كونها محاولة أميركية إسرائيلية لدفع لبنان مجددا نحو حرب أهلية مدمّرة. ولفتت انترسبت الى ان استطلاعات الرأي أظهرت أن غالبية اللبنانيين (58%) ترفض الخطة من دون ضمانة للتصدي لإسرائيل، في حين يرى 71% أن الجيش عاجز عن القيام بهذه المهمة.
القائد «مرتاح»
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هنأه بعيد ميلاد السيدة العذراء. واجرى الرئيسان جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد عموما وفي الجنوب خصوصا، والتطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: « ببركات ستنا مريم كل شي منيح». ومن المرتقب ان يلتقي رئيس المجلس رئيس الحكومة نواف سلام اليوم. ايضا، وفي لقاء لافت، استقبل الرئيس بري قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي قال رداً على سؤال «مرتاح للوضع»؟ بالقول «دايمًا»..
قراءة الحزب
من جهته اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، ان ما حصل في جلسة 5 أيلول شكّل خطوة تراجعية نتيجة شعور الكثيرين ممن هم في السلطة وفي الحكومة بأنهم أصبحوا أمام طريق مسدود في ما اتخذوه من قرار. واوضح أن “البعض وجد صيغة لا تخرجهم من القرار الذي اتخذوه، لكنها تفسح في المجال أمام بعض الهامش من الوقت ليروا ما سيفعلون في المستقبل”، مشددًا على أن “الأمر ليس حلًا ولا فتحًا لأفق، إنما مجرد تريّث». وأكد رعد أن “المقاومة تريد سيادة هذا البلد وتمارس حقها المشروع الوطني والقانوني والإنساني والدولي في الدفاع عن أرضها، وسلاحها شرعي أكثر من شرعية الحكومة. وأشار رعد إلى أن ما مارسه الحزب من ضبط نفس وغضّ طرف عن كل أشكال التحريض والممارسات والاستفزازات، كان بفعل القوة التي يتحلى بها، وأكد ان “المقاومة تصرّفت بكل تعقّل وحكمة وحرص على السلم الأهلي، وعلى التفاهم الداخلي، وعلى الحوار الذي جرى في أجواء هادئة، من أجل وضع استراتيجية للأمن الوطني والدفاع الوطني تحفظ سيادة لبنان.
تفسيرات «قواتية»
وفي محاولة لتفسير قرار الحكومة وفق مفهوم «القوات اللبنانية»، أكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أن»كلمة ترحيب في بيان مجلس الوزارء الأخير، تعني الموافقة»، مشيراً الى انه «احيانا في البيانات الرسمية يتم استخدام تعابير ديبلوماسية». وأوضح أن «قرار حصرية السلاح اتخذ ولا رجوع عنه، وكنا نتمنى ان يتم التقيد بالمهلة الزمنية التي وضعها مجلس الوزراء، لكن ثقتنا بالجيش كبيرة ونحن اكيدون انه سينجز اللازم».
الغارات بقاعا
ميدانيا، استهدفت 7 غارات اسرائيلية جرود السلسلة الغربية في الهرمل. كما استهدفت غارة ايضا جرد اللبوة. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة ان غارات العدو الإسرائيلي على البقاع وجرود الهرمل أدت في حصيلة أولية إلى سقوط خمسة شهداء وإصابة خمسة آخرين بجروح. وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي استهداف معسكرات لقوة الرضوان والتي تم رصد في داخلها عناصر من الحزب وتم استخدامها لتخزين وسائل قتالية. واعلنت «الرئاسة اللبنانية»، ان الرئيس عون تابع اتصالاته بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على منطقة البقاع ودان بشدة الاعتداءات التي استهدفت جرود الهرمل.
***************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بري التقى عون وهيكل: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح »
مع انطلاق اسبوع جديد اعقب الجلسة التاريخية للحكومة السلامية، شغّل المسؤولون السياسيون والقادة الامنيون محركاتهم للشروع في تنفيذ خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح في يد الشرعية، التي اقرها مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي، وشكلت الحدث طوال اليومين الماضيين في الداخل والخارج. فغداة اجتماع الناقورة بمشاركة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس وقائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر، الذي حمل على ما يبدو تأييدا اميركيا لخطة الجيش واستعدادا للمشاركة في تنفيذها، سُجل لقاءان في بعبدا وعين التينة، كانت هذه الخطة محورهما على ان يُستتبعا بلقاءات اخرى مكوكية في بحر الاسبوع.
كل شي منيح
فقد استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ظهرا في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هنأه بعيد ميلاد السيدة العذراء. واجرى الرئيسان جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد عموما وفي الجنوب خصوصا، والتطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح». وافيد ان رئيس المجلس سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام اليوم.
ايضا، استقبل الرئيس بري في عين التينة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي قال رداً على سؤال «مرتاح للوضع؟»: دايماً.
نفي اميركي
وكان مصدر أميركي نفى ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن أن الموفد الأميركي توم براك لم يطرح الورقة الأميركية على الجانب الإسرائيلي، أو أن أورتاغوس بصدد التخلي عن ورقة براك والعودة إلى ورقتها الأولى التي تنص على تثبيت وقف إطلاق النار وإرساء الاستقرار على جانبي الحدود، ثم الانتقال إلى ملف ترسيم الحدود ليستكمل لاحقاً بمرحلة سحب سلاح الحزب. وأكد المصدر أن أورتاغوس وبراك «مستمران في التنسيق والتعاون الوثيق» في ما يتعلق بالملف اللبناني.
تعابير ديبلوماسية
في المواقف، أكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في حديث اذاعي أن»كلمة ترحيب في بيان مجلس الوزارء الأخير، تعني الموافقة»، مشيراً الى انه «احيانا في البيانات الرسمية يتم استخدام تعابير ديبلوماسية». وأوضح أن «قرار حصرية السلاح اتخذ ولا رجوع عنه، وكنا نتمنى ان يتم التقيد بالمهلة الزمنية التي وضعها مجلس الوزراء، لكن ثقتنا بالجيش كبيرة ونحن اكيدون انه سينجز اللازم».
**************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
بن فرحان في بيروت والبابا يزور لبنان في نهاية تشرين الثاني
أول غيث الخطة: 120 موقعًا بيد الجيش جنوبًا
أتى وصول الأمير يزيد بن فرحان المسؤول السعودي عن ملف لبنان ليل أمس إلى بيروت غداة مغادرة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس لبنان ليؤكد أن قرار لبنان بحصر السلاح الذي وضع في 5 أيلول موضع التنفيذ لا رجعة عنه، بدليل إعلان «اليونيفيل» أمس عن انتشار الجيش في 120 موقعًا في جنوب الليطاني. وقد وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الأجواء بعد لقائه أمس رئيس الجمهورية جوزاف عون قائلًا: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح».
وعلمت «نداء الوطن» أن الرئيس بري صعد إلى بعبدا نتيجة الحاجة المباشرة للتواصل الشخصي مع عون نظرًا لدقة المرحلة، وسيطرت الأجواء الإيجابية على اللقاء وسط ليونة من بري. وقد تم عرض خطة الجيش التي ناقشتها الحكومة الجمعة، والعمل في الجنوب والتمديد لـ «اليونيفيل» إضافة إلى عمل مجلس الوزراء. وكان بري إيجابيًا في كل نقطة طرحت خصوصًا أنه لا يريد صدامًا مع الجيش ولا يرغب في استعمال الشارع في هذه اللحظة الحرجة، وبالتالي سيساهم هذا التواصل في تبريد الأجواء من أجل تسهيل عمل الجيش، في حين يأخذ بري على عاتقه التواصل مع « الحزب».
ولاحقًا، استقبل رئيس مجلس النواب في مقر الرئاسة الثانية، قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث تم عرض للأوضاع العامة لا سيما الأمنية والميدانية منها، وشؤون المؤسسة العسكرية. وبعد اللقاء اكتفى العماد هيكل، ردًّا على سؤال عما إذا كان مرتاحًا للأوضاع، بالقول: «دائمًا».
لقاءات أورتاغوس إيجابية وواشنطن حذرة
إلى ذلك علمت «نداء الوطن» أن جوجلة لقاءات أورتاغوس كانت إيجابية حيث أثنت على خطة الجيش اللبناني وأكدت دعم واشنطن له وتسريع العمل من أجل تطبيق هذه الخطة لأن عامل الوقت مهم.
وعلم أن ما كتب عن أن أورتاغوس تركت عملها أو أخذت مكان المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك هو هراء ومن نسج خيال «الحزب»… كما تؤكد مصادر أميركية منخرطة بشكل مباشر بالمفاوضات لـ «نداء الوطن» وتقول المصادر إن «الحزب» يحاول خلق شرخ بين أورتاغوس وبرّاك وتصوير الأمر وكأن هناك خلافًا بينهما.
وتؤكد معلومات «نداء الوطن» أن أورتاغوس وبرّاك «يعملان سويًا يدًا بيد على الملف وعلاقتهما ممتازة وليس صحيحًا أن أورتاغوس تخلَّت عن ورقة برّاك وستستبدلها بورقتها القديمة كما ورد في إحدى الصحف! كما أن أورتاغوس لم تقل إن برّاك لم يطرح الورقة الأميركية على إسرائيل».
أما عن خطة الجيش فتقول المصادر الأميركية المعنية بشكل مباشر بالمفاوضات لـ «نداء الوطن» إن أورتاغوس وبرّاك «أحيطا إحاطة عامة على مستوى عالٍ من المسؤولين اللبنانيين بالخطة، لكنهما لا يزالان بحاجة إلى رؤية التفاصيل والأهداف والمعايير والجداول الزمنية وما إلى ذلك». وتضيف المصادر: «لا يزال الوقت مبكرًا بعض الشيء لاكتشاف إن كان ما يحصل مناورة أو محاولة التفاف من المسؤولين في لبنان على قرار سحب السلاح بعد جلسة الحكومة الأخيرة».
وأبلغت مصادر أميركية معنية بالمفاوضات لـ «نداء الوطن: «ننظر بحذر إلى خطة الجيش وتطبيقها بمراحلها وننتظر لنرى».
الجيش ينفّذ والحكومة تعود إلى أعمالها
كما أبلغت مصادر سياسية مواكبة «نداء الوطن» أن لبنان دخل في مرحلة جديدة بعد قرار 5 أيلول الذي جاء تتويجًا لقرار 5 آب. وفشلت كل محاولات منع الحكومة من إصدار قرارها في 5 آب، كما فشلت كل محاولات منع تنفيذ القرار فشلًا ذريعًا . وعليه، سيتكفل الجيش اللبناني بالأمور وفق الخطة التي أعدها حيث سيرفع بموجبها إلى مجلس الوزراء تقريرًا شهريًا. وأضافت أن الاشتباك الذي كان مع الحكومة عشية 5 آب وصولًا إلى ما بعد الاطلاع على الخطة وإقرارها انتهى ودخلت الحكومة في مراحل متابعة شؤونها وستنكب على متابعة الملفات الحياتية والاقتصادية والمعيشية وباكورة ذلك جلسة مجلس الوزراء اليوم.
ولذلك، دخل قرار حصر السلاح عمليًا حيز التنفيذ على المستوى السيادي، وقد تلقت الحكومة التبريكات والتهاني من الدول الخليجية. وتأتي الزيارات المتتالية للبنان من شخصيات عربية ودولية من أجل تحصين مشروع الدولة لبسط سيادتها، في انتظار معرفة ما تحمله هذه الشخصيات في جعبتها لتسريع الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ودعم الدولة ماليًا واقتصاديًا في مسارها الجديد.
دلالات بيان «اليونيفيل»
وأشارت المصادر إلى إعلان قوّات «اليونيفيل» أمس في بيان أنّه «بفضل دعم «اليونيفيل»، أعاد الجيش اللبناني انتشاره في أكثر من 120 موقعًا في جنوب لبنان، مما يعزز سلطة الدولة وفقًا للقرار 1701»، فقالت المصادر إن بيان «اليونيفيل» يشير إلى أن المرحلة من الخطة المتعلقة بجنوب الليطاني تمضي قدمًا وستستكمل بهدوء وثبات وصولًا إلى تحقيق قرار مجلس الوزراء في 5 آب في كل لبنان.
غارات إسرائيل تتجدّد على « الحزب»
وتطرقت المصادر إلى عودة العمليات الأمنية الإسرائيلية ضد « الحزب» ما أدى أمس إلى سقوط خمسة عناصر لـ «الحزب» في الهرمل في غارات على البقاع وجرود الهرمل وإصابة خمسة آخرين بجروح. فعلّقت المصادر قائلة: «طالما يستمر « الحزب» في التمسك بسلاحه سيستمر في تكبد الخسائر المجانية في وقت لم يعد بمستطاع مشروع «الحزب» مواجهة إسرائيل ويمنح إسرائيل الذرائع لمواصلة استهدافاتها وسقوط قتلى وتوسيع غاراتها وهو يتحمل المسؤولية».
رعد: قرار الخامس من آب «عيب أخلاقي»
في المقابل، وفي فصل جديد من المكابرة رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في مقابلة إذاعية أن «اتخاذ الحكومة قرارًا في الخامس من آب بحصر السلاح، واعتبار أن كل سلاح خارج سلاح الدولة هو سلاح غير شرعي، هو عيب أخلاقي». وقال: «أعتقد أن الرئيس بري مارس أقصى درجات المرونة من أجل أن يجتذب الحكومة والقائمين عليها إلى هذا الحد من التراجع الشكلي التكتيكي الذي حصل في الخامس من أيلول. لكن العهدة على ما سنشهده من إجراءات، ومن تدابير. نحن «مش مطمئنين» من أن يخطئ أحدهم ويدعس دعسة ناقصة».
البابا في لبنان
من جهة ثانية، علمت «نداء الوطن» أن قداسة البابا لاوون الرابع عشر سيزور لبنان في اليومين الأخيرين من تشرين الثاني المقبل آتيا من اسطنبول حيث سيشارك في مناسبة كنسية. وستنطوي هذه الزيارة على أهمية استثنائية لجهة دعم مسار النهوض في لبنان، وكذلك لتوجيه رسالة إلى المسيحيين في لبنان والعالم العربي انطلاقًا من البلد الوحيد في المنطقة الذي يتبوأ فيه منصب رئاسة الجمهورية مسيحي.
لبنان وسوريا
وفي دمشق، أفادت وكالة «سانا» للأنباء عن اجتماع تمهيدي بين لجان وزارتي العدل واللجان الأمنية السورية واللبنانية لبحث أوضاع المحتجزين السوريين في لبنان والاتفاقيات الثنائية ذات الصلة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :