الخامس من أيلول اسقط الخامس من آب… ماذا بعد؟!

الخامس من أيلول اسقط الخامس من آب… ماذا بعد؟!

 

Telegram


بقلم:الدكتور محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي 
  
في الخامس من آب بدون أي اعتبارات ولا حسابات خطت الحكومة اخر خطواتها الخطيئة واستسلمت خاضعة لورقة اميركية عليها مطالب اسرائيل وبذلك تخلت عن السيادة والميثاق وكل الثوابت التي طالما كانت أساس لبنان وكان مجرد الحديث عنها اتهام يرقب إلى جربمة،  وبرغم ذلك اقرت كسلطة من خارج الدستور والأعراف وحتى المواثيق الدولية مغامرة  تبني تنفيذ مهمة عجز عنها العدو الصهيوني بجحافل جيشه في الميدان وفشل بتحقيقها على الجبهة السياسية فانقلب على الهدنة خارقا بنودها آلاف المرات ولم يحرك الراعي الأميركي ساكن وهو يرأس لجنة مراقبة الهدنة بظل صمت من باقي الاعضاء وتجاهل من رئيس الدبلوماسية اللبنانية الذي كثيرا برر للعدو الصهيوني بتحامله على لبنان ومقاومته، لمفهوم عنده أن الحرب الاسرائيلية تخدم مشروعهم السياسي الذي لم يخفيه كبير معراب فهم لم يروا يوما باسرائيل عدو وانها لا تحمل أي نوايا اتجاه لبنان برغم تصريحات رئيس حكومة العدو وشركاءه السياسيين  ودعم ترامب الصريح لتوسع مساحة كيان اسراىيل وصولا لحديث مبعوث  إدارة ترامب توم براك عن انتهاء سايكس بيكو وإمكانية إلحاق لبنان في حكم الإرهاب بسوريا ولم تقف عند هذا الحد بل ان نائب رئيس الحكومة الأسبق المنتني للقوات وكالتها النيابية لم يخفي اعتمادهم بمواجهة المقاومة على العدو الاسرائيلي في الجنوب والارهابي بالشمال والشرق مؤكدا جهوزية مليشياه لمعركة إقفال المناطق، فهذا النمط السياسي هو الحاكم أمام رئيس حكومة "مهمة" وصل على أنقاض حرب مدمرة بدعم أميركي غربي لتأدية دور انقلاب رفضه أسلافه لكن الرجل القادم من الحضن الأميركي ساعيا لشطب تاريخ مذهب ليعيد عقارب الزمن إلى الوراء عقود بشده الحنين لاتفاق السابع عشر من أيار الذي كان شريكا بصياغته كمستشار في عهد امين الجميل تحت الاحتلال الاسرائيلي وقوى متعددة الجنسيات واراد بعث الروح فيه بصورة جديدة من موقع رئيس حكومة بقناعة عند أسياده أن الظروف مؤاتية والهجمة الأميركية كبيرة بظل هرولة والحكومات العربية لشرب كاس التطبيع بذل على حساب الثوابت القومية والعربية والسيادة
 لم يبقى انتهاكها محصورا بالعدو الصهيوني بل الأميركي ومعه السعودي بعصاه وغريزته التكفيرية وتأثيرها المذهبي التي قلبت التوازنات اسقطت الأقنعة ونجحت في جر معظم النواب السنة الا ما ندر للانخراط بمشروع تغيير هوية المنطقة تمهيدا للدخول في العصر الاسرائيلي من بوابة الشرق الأوسط الجديد بالمعايير الأميركية والذي يوجب انقلاب سياسي لمحاصرة المقاومة وبيئتها وتهيئة الظروف الدولية للأنقاض عليها وإخراجهم كطائفة  من المعادلة خطوة لشطب قضية فلسطين وتغيير هوية لبنان بقرار وقع بحبر انقلاب خارج الميثاق اعتمادا على دعم أميركي دولي وتحريض عربي تقوده السعودية بخلفية مذهبية نجحت في تحويل سلاح المقاومة بخلفية طائفية تشد العصب القبلي بعد أن نجح الأميركي بتأمين تحالف ثلاثي في الداخل جمع مسيحين مع السنة والدروز وظنّنا انه بقرار ابتر يمكنهم دفن نبض وطن، ونزع آخر خيط من كرامته متوهمبن أن صوت الانفجار يعلو صوت الحقيقة وأن الركام يمكن أن يغطي عيون مفتوحة على الغدر، لكنهم خابوا وخاب ظنهم وفشلوا وتلاشت الاوهام وتحولت الاحلام كوابيس بلون الإحباط الذي لم يستوعبوه وبدأ  الرهان على فصل سابع يعالج توتر الداخل يأتي نتيجة تصادم، وهذا من الخطوط الحمراء التي لم ينجح فيها الأميركي ولا السعودي الذي صوب باتجاه الانتخابات النيابية مستعينا بمنظومة الهرطقات السياسية تستثمر بالبعد المذهبي الذي حتما سيكون السعودي اول ضحاياه بعد أن يكمل دفع حزيته المالية لأمريكا والتي يريد أن يمارسها دورا بحجم "مقرر" للسياسة اللبنانية بالتوازي مع متغيرات لم تكن كما اشتهى الأميركي فكيف بالسعودي !!!  
  فالخامس من أيلول شكل صفعة على وجه الخداع، وكان سقوط مدوٍّ لكل ما بُني  بوهم انتصار سريع على ارادة لم تهزم ربما تأخّرت بالنهوض لتعود مقاومته  أكثر عنفوانًا وأكثر قوة 
فكان السؤال ماذا بعد!!!  
وقد خسر الانقلابيين معركة رمزية أمام توقيت الصدف وسقط الزمن المستعار أمام التوقيت الحقيقي وقال الوطن كلمته ليثبت أن من يراهن على العدو سيُهزم أمام إرادة من يحب الحياة بعزة.  
فبعد أن غاب التوازن من يصنع التاريخ الذي أراد الاميركي دفنه لكن سلاح الموقف انتصر بحق الحياة الذي تصنعه إرادة وطنية صلبة ترأس البرلمان مهدت للخامس من أيلول وجعلته يوماً بمعايير الوحدة وليس  عاديًا أو انحرافا كما أراده بقايا السابع عشر من ايار بل تحول إعلان نهاية توهّم السيطرة لحظة ارتدت فيه الهجمة على أصحابها، وسقطت فيه الحسابات الضيقة تحت أقدام الوعي الشعبي ليكون يوم عز كتب فيه اللبنانيون من جديد أن المعادلة لن تُكسر "لا أمن بلا كرامة" ولا استقرار بلا مقاومة ضمن ثلاثية جيش شعب مقاومة ...
فماذا بعد؟  هذا السقوط الرمزي المدوي؟  
الآتي بإرادة من ضحى ودافع وقدم ليكون زمن الحقيقة، زمن استعادة التوازن ومحاسبة من ظنّوا أن الساحات تُفرّغ من أهلها بالصراخ، وأن الأوطان تُباع على طاولات التفاوض
فالخامس من أيلول قال كلمته واسقط المؤمرة
وما بعدها لن يشبه ما قبلها

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram