افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 7 آب 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 7  آب 2021

Whats up

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

المقاومة توقّع بصواريخ الخط الأحمر تثبيت معادلة الردع… والاحتلال يرضخ

 

 

مشايخ البياضة وجبل العرب و"القومي" وأرسلان ووهاب: نعم للمقاومة لا للفتنة


لقاء عون وميقاتي: منسوب التشاؤم يتغلب على الإيجابيات… ولا موعد محدّداً



 فاجأت المقاومة جيش الاحتلال ومخابراته، وكلّ حلفائه، وحتى حلفاءها، فظهرت الساهر الوحيد على منع التمادي في العدوان، والتذكير بمعادلات الردع وتثبيت قواعد الاشتباك، فجاءت وصواريخها المحسوبة لتقول إنّ تجاوز المعادلات سيرتب رداً، وإنّ حكومة الاحتلال لن تجد متنفساً من أزماتها بتصعيد موهوم على الحدود مع لبنان، وخلال ساعات قليلة كان قد صار واضحاً أنّ قيادة الكيان السياسية والعسكرية، قد فهمت الرسالة ورضخت لمضمونها، فتجنّبت العودة لغارات طيرانها على المناطق الحدودية، واكتفت بالقذائف المدفعية التقليدية في مناطق مفتوحة قرب الحدود.
ما حملته العملية من تثبيت لقواعد الاشتباك ومعادلات الردع رافقته المفاجأة التي فضحت الهزال الاستخباري لجيش الاحتلال، وفقاً لما قاله المحللون العسكريون على قنوات تلفزة الكيان، لم يكن إنجازها الوحيد فقد كانت اختباراً مناسباً للمقاومة لتثبيت فشل القبة الحدودية أمام الصواريخ العادية التي كان مقصوداً تضمين بيان المقاومة نوعها، أنها من عيار 122 ملم، وفوق هاتين النتيجتين أثبتت المقاومة أنّ التهويل الدائم من قيادة الكيان وما يكرّره بعض اللبنانيين وراءها، بقدرة جيش الاحتلال على التهديد بشنّ حرب، هو هراء وأوهام ونتاج عقد نقص عند من يصدّقه، وهكذا خاب رهان الذين خرجوا مع إعلان بيان المقاومة عن عمليتها الرادعة، يحذرون من خطورة ما تقوم به المقاومة وما سينتج عنه من تداعيات، ليظهر في نهاية اليوم أنّ كيان الاحتلال يدرك قوة هذه المقاومة وأهليتها لحماية لبنان بعكس بعض اللبنانيين.


الحادث الذي تعرّضت له المجموعة المقاوِمة العائدة من تنفيذ العملية في بلدة شويا، ما لبث ان تحوّل إلى مصدر لردود أفعال، كشفت محاولات إشعال فتنة طائفية، وجروح خلدة لم تندمل بعد محاولة أخرى سابقة لفتنة أخرى، ما استدعى استنفاراً للمرجعيات الدينية والسياسية وفي طليعتها مشايخ العقل في طائفة الموحدين الدروز، ومشايخ البياضة وجبل العرب، والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب، لإطلاق مواقف تلتقي على دعم المقاومة والتحذير من الفتنة.
في الشأن السياسي لم يحمل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي جديداً يؤشر للتقدّم في المسار الحكومي، وتحدثت مصادر مواكبة لملف الحكومة الجديدة عن ارتفاع منسوب التشاؤم، بغياب الإيجابيات، وقالت المصادر إنّ عدم تحديد موعد للقاء المقبل هو التعبير الأدق عن هذه الحالة، فالذي يجري يشبه الدوران في حلقة مفرغة، فبعدما استعصى إنجاز توزيع الحقائب على الطوائف، تمّت محاولة للالتفاف على العقد والانتقال للتفاهم على الأسماء في الحقائب المفترض انها خارج النزاع حيث ظهرت مشاكل جديدة، فتمّت العودة لمناقشة مبدأ المداورة وتعقيداته سعياً للتفاهم، ليبدو ذلك مستعصياً أيضاً، وأمام هذا الدوران والعجز عن التقدم تم رفع الجلسة وإفساح المجال لأفكار جديدة تبرّر العودة إلى اجتماع جديد، فيما قالت المصادر إنها لا تستبعد أن يكون وراء التريّث استشعار بمناخات خارجية لا تحبذ تسريع تشكيل الحكومة، برعاية فرنسية حصرية، خصوصا انّ ايّ موقف أميركي أو سعودي ترحيبي بتكليف الرئيس ميقاتي لم يصدر، فيما اكتفت واشنطن والرياض بالحديث العام عن الحاجة لتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات المطلوبة.
وخطف التصعيد العسكري على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة الأضواء، إثر القصف "الإسرائيلي" المتمادي لقرى لبنانية هو الأول من نوعه منذ حرب تموز 2006، ما استدعى ردّاً حازماً من المقاومة الإسلامية فرض نفسه على العدو "الإسرائيلي" وأعاد الأمور إلى طبيعتها. وتشير مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أنّ "الردّ "الإسرائيلي" الموسّع على الجنوب لم يكن مجرد ردّة فعل طبيعية على إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات في فلسطين المحتلة، بل لتحقيق أهداف عدة تتعلق بتوازن القوى بين العدو وحزب الله وفحص مدى تغير المعادلات في الداخل اللبناني وعلى الحدود بعد عامين من الضغوط الهائلة والأحداث القاسية التي تعرض لها لبنان". والدليل بحسب المصادر أنّ العدو لم يقصف مصدر إطلاق الصاروخين كما أكد بيان حزب الله، بل قرى بعيدة جداً عن مكان إطلاق الصاروخين.


وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أنه "عند الساعة 11,15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة (أمس) وردّاً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليل الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم".
وعلق خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية على ردّ المقاومة بالقول لـ"البناء" إنّ "توسع إسرائيل بالرد على إطلاق صاروخين، لا سيما استخدامها للطائرات في مناطق تقع في عمق الأراضي اللبنانية هدف إلى أمرين: خرق قواعد الاشتباك القائمة التي أرستها المقاومة في انتصار تموز 2006 وفرض قواعد جديدة وتغيير خريطة التعامل مع لبنان، الأمر الثاني اختبار جهوزية المقاومة لتُبنى عليه مفاعيل وخطوات كبرى في وقت لاحق. فإن ردت المقاومة فتفهم إسرائيل أنّ هذه المقاومة جاهزة للحرب ولم تتأثر بالأوضاع الداخلية. أما إذا لم ترد فتعتبر إسرائيل أنّ الأحداث الكبيرة في لبنان منذ عامين شغلت الحزب عن دوره في الحدود، وبالتالي تنتقل إسرائيل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها، أي استكمال العبث الأمني في الداخل وعدوانها على الحدود".
ويشدّد الخبراء على أن "ردّ المقاومة بالغ الأهمية على المستوى الاستراتيجي والعسكري والسياسي وقد منع الحرب على لبنان وحفظ قواعد الاشتباك وثبتها وأسقط نظرية ضرب المقاومة من بيئتها بسياسة التجويع والحصار والعقوبات".
وفي أول تعليق لحزب الله على التطورات في الجنوب، أكّد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أنّ "على الاحتلال "الإسرائيلي" أن يفهم أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات فيها"، مشيراً إلى أنّ على "إسرائيل أن تبقى مردوعة".
وأضاف الشيخ قاسم في حديث تلفزيوني: "التزم حزب الله علناً بأنّ الاعتداء على لبنان يعني أن يُقابل بالردّ المناسب"، وشدّد على أنه "يجب أن تفهم "إسرائيل" أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفي حساباتها فيها، وليس محلاً لتختبر قدراتها وتستفز أو تقوم بإجراءات تدريبية أو عملية لمشروع تفكر فيه"، مؤكداً أنّ "لبنان ساحة مصانة ومحفوظة". وكان قاسم زار طهران والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أكد أنّ "حزب الله أصبح نموذجاً ناجحاً وشاملاً لمقاومة الاستكبار".
في غضون ذلك، يطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله اليوم في ذكرى انتصار تموز 2006 ويتحدث في بداية كلمته عن المناسبة وأهميتها، بحسب ما علمت "البناء"، ثم يتطرق إلى التطورات العسكرية والأمنية الأخيرة في الجنوب وأسباب ردّ المقاومة، كما يتناول الشأن الداخلي من أحداث خلدة وموضوع مرفأ بيروت وما رافقه من أحداث، ربطاً بمحاولات تفجير الوضع الأمني الداخلي وترابطه مع الدخول "الإسرائيلي" العسكري على الخط، إضافة إلى الملف الحكومي، وقد يعرج في ما تبقى من وقت على بعض الملفات الإقليمية، لا سيما الانتخابات الإيرانية مع تسلم الرئيس الجديد مقاليد الحكم".
من جهتها، أوضحت قيادة الجيش مديرية التوجيه أنّه "حوالى الساعة 11.30 أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقط منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلّة. وقد أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويّا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العمليّة.


وعكس الموقف "الإسرائيلي" خشية العدو من توسع دائرة الاشتباك مع حزب الله ولذلك اكتفى ببعض القصف قبل أن تعود الجبهة الى هدوئها المعتاد، وعقد اجتماع أمني مصغّر للحكومة "الإسرائيلية" للبحث في "التصعيد" على الحدود مع لبنان خرج بعده جيش الاحتلال لطمأنة مستوطنيه إنّ "حزب الله أطلق الصواريخ متعمداً باتجاه مناطق مفتوحة وغير مأهولة ما يدلّ إلى أنه لا يريد الحرب". وتابع: "ندرس الردّ على القصف من جنوب لبنان لكن لن نذهب إلى تصعيد". وسارع وزير الدفاع "الإسرائيلي" بيني غانتس، إلى الاتصال هاتفياً بنظيره الأميركي لويد أوستن وبحث معه التوتر على الحدود مع لبنان، مطالباً "بتدخل أميركي لوقف إطلاق النار من الجانب اللبناني"، ناصحاً "حزب الله" والجيش والحكومة اللبنانية بعدم اختبارنا".


وفي المواكبة الرسمية اللبنانية للتطورات، أعطى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توجيهاته للاهتمام بالسكان الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في القرى والبلدات التي تعرضت للقصف "الإسرائيلي" تحسباً لأي تصعيد، وتوفير الحاجات الضرورية لهم. في الموازاة، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب سلسلة اتصالات بهدف احتواء التصعيد في جنوب لبنان عبر الالتزام التام بالقرار الدولي 1701.
وكان الرئيس بري قد تابع الاعتداءات "الإسرائيلية" على لبنان وجنوبه خلال استقباله وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، وقال بري: "ما حصل من عدوان صهيوني على مناطق عدة في الجنوب يعبر عن طبيعة هذا الكيان القائم على العدوان والذي لا يرتدع بلغة الإدانة فهو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة "الوحدة والمقاومة"، وشدد على أن "الموقف البديهي والرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب أن يكون بمسارعة المعنيين بالشأن الحكومي القيام بفعل وطني صادق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة والحصص الطائفية البغيضة يقفل من خلاله كل الأبواب المشرعة على التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة، لا سيما في السلطة التنفيذية والتي وإن بقيت كذلك على النحو المستمر منذ سنة ونيف فهي ستفتح شهية الكيان الإسرائيلي على شن مزيد من الاعتداءات ضدّ لبنان وجنوبه".
بدوره، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية حقّ ومشروعية الردّ على كل اعتداء "إسرائيلي"، داعياً إلى تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة وتحصينها، لتفويت الفرصة على القوى التي تتربص شراً وغدراً بعناصر قوة لبنان.
وقال الحسنية في تصريح: "إنّ تمادي العدو في اعتداءاته، لن يلقى منّا إلاّ مزيداً من الصمود والثبات، وصلابة الإرادة والموقف تمسكاً بحقنا المشروع في التصدي للعدو والردّ على عدوانيته. وواهم عدونا إذ اعتقد بأنه يستطيع كسر معادلة الردع التي تكرست في حرب تموز ـ آب 2006. ففي عشية الذكرى الخامسة عشرة للانتصار، نؤكد أنّ ما من قوة في العالم، مهما بلغت من الغطرسة والعتو والإرهاب، تستطيع أن تهزم شعباً آمن بخيار المقاومة سبيلا وحيداً لتحرير أرضه من الاحتلال. واعتبر الحسنية أنّ ردّ المقاومة على الاعتداءات الصهيونية، شكّل رسالة قوية على أكثر من صعيد، والعدو فهم فحواها وبأن المقاومة على أتم الجهوزية، وأن ثلاثية الانتصار المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، هي معادلة راسخة ثابتة متماسكة".
الى ذلك أوضح الإعلام الحربي في المقاومة حقيقة حادثة شويا موضحاً أنه "عند الساعة 11:15 من ظهر اليوم الجمعة)أمس)، ردت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية على لبنان باستهداف محيط مواقع العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية، حفاظًا على أمن المواطنين. ولدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم. إن المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه".
ورغم الطابع الفردي لهذه الحالة الشاذة والغموض الذي لفها، لا سيما أنّ معترضي الشاحنة بحسب شهود عيان ظنوا أنها تعود لطابور خامس أو لجهة مجهولة مسؤولة عن إطلاق الصاروخين الأربعاء الماضي، إلا أنها لاقت حملة استنكار واسعة من أهالي المنطقة وأحزابها ومكوناتها ومشايخها، إذ أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب في بيان، أنّ "ما يحصل الآن في الجنوب خطة ممنهجة لتوتير الأجواء عبر قصف أماكن في هذه المنطقة الحساسة، ورد المقاومة على العدوان أمر طبيعي، ونقف جميعاً إلى جانب المقاومة وحقّنا في الدفاع عن الأرض والوطن".
وأسفت بلدية شويا والمخاتير وفعاليات البلدة، في بيان، "للحادث غير المقصود الذي حصل في بلدتنا شويا"، مؤكدة "وحدة الصف وسياسة التعايش التي نؤمن بها، كما ونؤكد انتماءنا الوطني ودعمنا للجيش والمقاومة".
كما تداعى عدد من كبار مشايخ الطائفة الدرزية ومراجعها الروحية في حاصبيا لا سيّما مشايخ خلوات البياضة إلى لقاء للتداول بما جرى في البلدة وأبدوا استنكارهم وشديد إدانتهم لما حصل مؤكدين أنّ "الطائفة الدرزية في موقعها الطبيعي ولن تسمح لأحد بأخذها إلى مواقع تناقض تاريخها القومي العروبي المدافع عن قضايا الأمة وبين إسرائيل والمقاومة الدروز حتماً إلى جانب المقاومة البطلة ضد الاحتلال الصهيوني". وأكّدوا أنّ "المقاومة هي القوة القادرة على مجابهة هذا العدو الغاشم".
من جهته، رأى النائب طلال أرسلان في تصريح أن "العدوان على الجنوب والذي لم يحصل مثله منذ تمّوز 2006 يظهر نيّة لدى العدو بتغيير قواعد الاشتباك ويعطي الحق للبنان وجيشه ومقاومته بالدفاع عن أرضه وسيادته وبالرد على كل ضربة بمثلها وأكثر لا يعتقدن أحد أنّ بإمكانه ليّ ذراع المقاومة بعد اليوم". وأكد حزب التوحيد العربي في بيان "الوقوف إلى جانب المقاومة في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا واضعين جميع إمكاناتنا بتصرف المقاومين في هذه الظروف الصعبة التي تتطلب من جميع اللّبنانيين رص الصفوف لصد العدوان الإسرائيلي الغاشم." وأشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الى أن "بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويا بالتحديد نتمنى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي وأن نُحكِّم العقل ونعتمد الموضعية في التخاطب بعيداً عن التشنج".
على الصعيد الحكومي، عقد اللقاء السادس في بعبدا بين الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي قال بعد لقاء استمر 45 دقيقة: "الأحداث تتسارع ونحن ملتزمون بالقرار 1701 وأُحيّي الجيش، والرئيس عون يتابع التطورات جنوباً وتطرق جزء من اجتماعنا إليها". وأضاف: "حكومياً الأمور في خواتيمها وأفضّل عدم الكلام، هناك اتصال غداً (اليوم) بيني والرئيس عون لنتفق على موعد جديد".
وردّاً على سؤال حول ما يحكى عن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية، أجاب ميقاتي: "كل ما يقال معلومات صحافية، وإذا اتخذنا قراراً بالمداورة في الوزارات، فستكون في أغلب الحقائب".
ولفتت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ"البناء" إلى أنّ "الرئيس عون متمسك بصلاحياته الدستورية ويعتبر أنه يحمي هذه الصلاحيات وأن هذه الحكومة مفصلية وسيترتب عليها توازنات ولذلك يريد حفظ هذه التوازنات والشراكة المسيحية في الحكم بوزارات أساسية كالداخلية والمالية، لكنه منفتح، في الوقت عينه، على صيغ الحل على قاعدة عدم تخصيص أي حقيبة لطائفة معينة ومداورة الحقائب بين جميع القوى". ووفق معلومات "البناء"، قد يجري الاتفاق على المداورة في الحقائب باستثناء وزارة المالية التي تبقى مع من تطرحه حركة أمل.
وأشارت مصادر الرئيس بري لقناة "NBN" إلى أنّ "تأليف الحكومة يقتصر على الرئيسين عون وميقاتي، وكلّ ما يقال أو ينشر لا علاقة للرئيس بري به، وهو لم يقدم مبادرة جديدة بعد تكليف ميقاتي".
وتستبعد مصادر مطلعة على الوضع الداخلي والتطورات في الإقليم لـ"البناء" ولادة حكومة في لبنان في المدى المنظور لأسباب متعدّدة، إلا إذا أعاد الأميركيون النظر في خطة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو التي تضمّنت تعميم الفراغ السياسي والحكومي في لبنان أملاً بأخذه إلى الانفجار الاقتصادي والأمني وصولاً إلى استدراج عدوان إسرائيلي ينتهي بوصاية خارجية على لبنان، وتضيف المصادر أنه طالما القرار الأميركي حائلاً دون تسهيل تأليف الحكومة فلن نرى حكومة قريباً".
ورأى عضو كتلة الوسط المستقل التي يرأسها ميقاتي النائب نقولا نحاس في اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف "إيجابية تدعو إلى التفاؤل". وأشار في حديث إذاعي إلى أنّ "التعاطي في ملف التأليف إيجابي من الطرفين"، مؤكداً أنّ "الطريق معبّدة نحو التفاهمات من أجل تأليف حكومة فاعلة". ورأى أنّ "ميقاتي ينطلق من التوازنات القائمة، لأن لا وقت لتثبيت معطيات دستورية جديدة والدخول في سجالات".

 

 

**************************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

عون يرفع الفيتو في وجه يوسف خليل

 

الحكومة غير جاهزة: إيجابية تُغطّي فشل المفاوضات



 المشاورات لتأليف حكومة جديدة تُراوح في دائرة مُفرغة من الأخذ والردّ، والشروط المتبادلة حول توزيع الحقائب والأسماء التي ستتسلّمها. إعلان نجيب ميقاتي من قصر بعبدا أنّ "الأمور في خواتيمها بإذن الله" لا يعني أنّ الملفّ اقترب من "النهاية السعيدة"، فالنقاشات عادت إلى مستوى الوزارات الخدماتية أيضاً، ولم تعد محصورة بالوزارات السيادية.


نتيجة الاجتماع الخامس بين الرئيس ميشال عون والرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي، تُظهر "كأنّه لم تُعقد أربعة لقاءات سابقة". يقول مسؤولون مُتابعون لعملية التأليف ذلك، مؤكّدين أنّه "رغم كلّ الروايات عن تطورات ومعطيات إيجابية يُبنى عليها، لا نزال ندور في حلقة مُفرغة". العودة إلى النقطة الصفر هي الخلاصة التي يخرج بها المسؤولون المُتابعون "بعدما تبيّن عدم تغيّر الشروط الموضوعة منذ أيام تكليف سعد الحريري، ولكنّ ميقاتي لن ينتظر تسعة أشهر، بل هي مسألة أسابيع قليلة على أبعد تقدير، قبل أن يُعلن اعتذاره عن التكليف". لغة الحسم المُستخدمة من قبل هؤلاء المسؤولين، تُعارضها معطيات أخرى. ولكنّهم يجزمون بأنّ فريق رئاسة الجمهورية "لا يزال مُتمسّكاً بوزارتَي الداخلية والعدل اللتين يعتبرهما حقّاً له، فيما الرئيس ميقاتي مُصرّ أيضاً على أن تكون الداخلية من حصّته، مُتعهّداً بعدم تسمية شخصية استفزازية لأي فريق سياسي". يُضاف إلى ذلك، وضع عون "فيتو على تولّي مدير العمليات المالية في مصرف لبنان، يوسف خليل وزارة المالية، ومطالبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالحصول على حقيبة الشؤون الاجتماعية، وعدم الاتفاق على كيفية توزيع الحقائب الخدماتية... جمع هذه الشروط يقود إلى وجود تشاؤم كبير في عملية التأليف، وما يجري حالياً هو المساعي الأخيرة للتوصّل إلى اتفاق". ويؤكّد هؤلاء أنّ "رفض حركة أمل البحث ببديل ليوسف خليل، مردّه طرح عون التبديل بين المالية والداخلية"، علماً بأنّ السبب الرئيسي للإصرار على خليل هو الضغط الذي يُمارسه حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة لتعيين "رجُله" الموثوق، وضمان تطيير التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفرض قرارات سياسية تؤمّن ديمومة مصالح "حزب المصرف"، وهو السبب نفسه الذي يدفع بعون إلى رفض تعيين خليل في المالية. ولكنّ ميقاتي، بعد لقائه عون، نفى المعلومات عن التبديل بين وزارتَي المالية (تُحسب من حصّة رئيس الجمهورية) والداخلية (تُعطى لحركة أمل)، مُعتبراً أنّه "إذا اتُّخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب، فسيشمل ذلك أغلب الحقائب".


كلام ميقاتي بعد لقائه عون لمدة 45 دقيقة بعد ظهر أمس، وعلى النقيض من كلام المسؤولين المتابعين لسير التأليف، عكس أجواءً "مُريحة" نوعاً ما. قال الرئيس المُكلّف إنّ "الأحداث تتسارع. ما حصل في الجنوب أخذ حيّزاً من الحديث خلال الاجتماع مع فخامته، وهو يُتابع الاتصالات لتهدئة الأوضاع، ونحن نؤكّد أنّ لبنان يلتزم القرار 1701 بكلّ مندرجاته". أما في ما يتعلّق بالشأن الحكومي، "فبكلّ صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع، وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور في خواتيمها بإذن الله".


قبل يوم الثلاثاء، لن يُعقد أي لقاء بين عون وميقاتي. وما يتردّد في قصر بعبدا أنّ "التشكيلة بحاجةٍ إلى المزيد من الجهد. فبعدما تمّ التوصّل إلى صيغة شبه مكتملة يوم الخميس، طرأت تعديلات ليلاً قبل اجتماع أمس، خلطت الأمور". هذه التعديلات تتعلّق "بتوزيع الحقائب الخدماتية، وتمسّك حركة أمل بتعيين يوسف خليل، وهو ما لن يقبل به الرئيس عون. واحدة من مهام الحكومة الجديدة الأساسية هي إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. خليل مُدير في "المركزي" وقد يخضع لهذا التدقيق، فكيف يُمكن أن يُعيّن وزيراً للمالية ويُشرف على التدقيق في عمله السابق؟". أما بالنسبة إلى توزيع الحقائب "الأساسية"، وتحديداً الخلاف حول مثلّث الداخلية ـ العدل ـ المالية، فتقول مصادر بعبدا إنّه "في المبدأ سيبقى كلّ قديم على قِدمه. لم يُعطَ جواب حاسم بهذا الخصوص، لأنّ التركيبة تعثرت بسبب الحقائب الأخرى، وبات يجب إعادة النظر بتوزيع بعضها. إذا تمّ ذلك، يجري إسقاط الأسماء على الحقائب بغضون ساعات". في المقابل، تنفي مصادر الرئيس المُكلّف لـ"الأخبار" أن يكون الاتفاق قد تمّ على الحقائب "الأساسية"، أو أن يكون عون قد توقّف عن المطالبة بحقيبة الداخلية.

 

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

اعتراض “أهلي” نادر ضد صواريخ الحزب

 

مع ان المواجهة الجديدة دارت وتدور تحت عنوان معادلة توازن ناري يراد له ان يثبت قواعد الاشتباك مجددا فان ما جرى في الساعات الماضية عند الحدود الجنوبية وعبرها وضع لبنان المتهالك تحت وطأة اضخم أزمات وانهيارات تعرض لها بلد في العالم امام واقع شديد الخطورة من شأنه ان يسترهنه مجددا للصراعات الإقليمية وهذه المرة بشكل سافر للصراع الإيراني الإسرائيلي . ذلك انه بعد ثلاثة أيام متعاقبة من التوترات الحدودية “بالواسطة” ، بين إسرائيل وفصائل تنسب غالبا الى بقايا منظمات فلسطينية ، تحولت المواجهة امس الى “مشاغلة” ميدانية مباشرة بين”حزب الله ” وإسرائيل من خلال اعلان الحزب بوضوح تبنيه للقصف الصاروخي على منطقة مزارع شبعا المحتلة . اتخذت المواجهة دلالات متناقضة من شأنها ان ترسم واقعا متغيرا نسبيا لقواعد الاشتباك اذ على رغم التوتر العالي الذي طبع الواقع الميداني فان كلا الطرفين تعمد الإعلان انه يستهدف الاخر في “الأراضي المفتوحة” غير المأهولة وتجنب استهداف القواعد العسكرية المباشرة بما يؤكد ان المواجهة مضبوطة ضمن اطر تجنب الانزلاق الى حرب ومواجهة واسعة اقله حتى الان . غير ان ذلك لا يسقط خطورة “المشي” فوق آسنة الرماح وفي حقل الغام تبدو ابعاده الإقليمية اكبر واخطر من الابعاد اللبنانية نفسها بما يخفف عوامل الأمان الى حدود بعيدة .

 

 شويا والتداعيات

واما الحدث الأبرز الذي تكشفت عنه هذه المواجهة امس فكان في بروز طلائع اعتراض اهلي للمرة الأولى على سلاح “حزب الله” وفي مناطق استخدمها لاطلاق الصواريخ وهو تطور نادر وجدي للغاية من شأنه ان يفتح واقعا لا يمكن الحزب  تجاهله والتقليل منه ولو ان “عوارض” مذهبية للحادث أثيرت فجأة لتصور الامر كأنه نتيجة حساسيات مذهبية وليست اعتراضية على تسخير الساحة اللبنانية مجددا في قرارات التفرد الأحادية بقرار الحرب والسلم وتجاهل الدولة وكل الفئات اللبنانية الأخرى . اذ ان أهالي شويا في حاصبيا قاموا بمصادرة الراجمة التي استعملتها مجموعة عناصر من “حزب الله” في القصف على مزارع شبعا وتسلم الجيش لاحقا الراجمة والعناصر . وهو تطور لا سابق له في هذا الاطار وقد ترك ترددات واسعة ذكر انها ترجمت بتوترات بين انصار الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله في مناطق عدة. وتعرّض عدد من فانات بيروت- البقاع لاعتداء عند مستديرة عاليه، في وقت انتشر عناصر الجيش على طريق عام الشام عند مستديرة عاليه ومفرق شانيه. وأتت حادثة عاليه بعد قليل على انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يصوّر طرد مجموعة من الشباب الدروز من بائعي الفاكهة ومنعهم من بيع منتوجهم في أحد الأماكن في صيدا. ولكن الأمور عادت إلى طبيعتها في عاليه وتمّ احتواء الإشكالات التي وقعت، ونفذ الجيش دوريات على طول الطريق من شتورة نحو الحازمية .

 

وأشارت مصادر في الحزب التقدّمي الاشتراكي  لـ”النهار” إلى إجراء اتصالات مع جميع الأطراف بما فيها حزب الله مؤكّدة “الاتفاق على تهدئة الشارع”.واعتبرت مصادر التقدّمي أنّ ما حدث في عاليه “ردّ فعل على حادثة صيدا وهي فردية وغير منظّمة، ومسؤولون حزبيون نزلوا إلى الأرض فوراً وسحبوا بعض الشبان المعترضين”، مضيفة: “نعتقد أنّ الأمور ستتوقّف عند هذا الحدّ”.

 

 “الأراضي المفتوحة”

ومع اعلان “حزب الله” استهدافه “اراض مفتوحة” في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ بدا ذلك دليلا الى محدودية الاستهداف والحرص على ايصال الرسالة لا الدخول في مواجهة مفتوحة . الامر الذي تلقفته اسرائيل سريعا ورأت فيه عدم رغبة الحزب في التصعيد .

 

وبعد إجتماع أمني مصغّر للحكومة الإسرائيلية للبحث في “التصعيد” على الحدود مع لبنان قال الجيش الإسرائيلي ان “حزب الله” أطلق الصواريخ متعمدا باتجاه مناطق مفتوحة وغير مأهولة ما يدل الى أنه لا يريد الحرب”. اضاف ” حزب الله يستخدم اللبنانيين دروعا بشريا واضعا صواريخه بين منازلهم”. وتابع “ندرس الرد على القصف من جنوب لبنان لكن لن نذهب إلى تصعيد”. واردف” لا نرغب بالتصعيد على الحدود مع لبنان لكنّنا مستعدّون لذلك”.

 

واعربت المنسقة الخاص للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا عن “قلق بالغ لتبادل إطلاق النار الذي حصل بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية”.

وأعلنت انها “قامت في إطار ممارسة مساعيها الحميدة بتنشيط اتصالاتها السياسية وتواصلت مع جميع الأطراف المعنية. إن احتمال حدوث خطأ في التقدير قد يؤدي الى خطر وقوع عواقب وخيمة. من هنا فالمطلوب التزام اقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد”. ودعت  جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف واستعادة الهدوء، والالتزام الكامل بالقرار 1701 (2006) والحفاظ على الامن والاستقرار.

 

اما  في الترددات الداخلية  فصدرت تحذيراتٌ من اي مغامرة غير محسوبة.  ورأى الرئيس سعد الحريري ان “الوضع على الحدود مع العدو الاسرائيلي خطير جدا جدا وتهديد غير مسبوق للقرار 1701. استخدام الجنوب منصة لصراعات اقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على ارضه”. واضاف ان: “لبنان ليس جزءا من الاشتباك الايراني – الاسرائيلي في بحر عمان والدولة بقواها العسكرية والامنية الشرعية هي المسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة”.

 

بدوره، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “ما يجري في الجنوب هو لخطير وخطير للغاية، خصوصا على ضوء التوتر الكبير الناشئ في المنطقة”، مضيفا “يكفي الشعب اللبناني عذابا ومعاناة يومية ونضالا مستمرا حتى يأتي اليوم من يلعب بالنار التي إن هبّت، لا سمح الله، ستقضي على ما تبقى من شعب لبنان”.

 

 اللقاء السادس

على الصعيد الحكومي  لم يتضح بعد اللقاء السادس امس في بعبدا بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الخيط الأبيض من الأسود وظل الغموض مهيمنا على المشهد بما لا يثير أي توقعات متفائلة جدية . وقال ميقاتي مترجما تحفظه ” انا وبكل صراحة كنت افضّل عدم الحديث عن الموضوع الحكومي اليوم، وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون،  فالصمت يبقى ابلغ من الكلام والامور في خواتيمها بإذن الله.”

 

ورداً على سؤال حول استبدال وزارة المال للطائفة الشيعية بالداخلية، أجاب الرئيس ميقاتي:” إن كل هذا الكلام ، ومع احترامي للاعلام، هو كلام صحافي، وليس له أي اساس.”

 

واشار رداً على سؤال عن موعد لقائه التالي مع الرئيس عون، الى أنه ” ستكون هناك اتصالات غداً للإتفاق على موعد اللقاء”.

وعن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية، قال”: اذا اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإن عدم المداورة سيشمل أغلب الحقائب.”

 

وقالت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة أنّ موضوع الحقائب السيادية لم يبتّ نهائياً وأنّ هناك شبه تفاهم على إبقاء القديم على قدمه بما أنّ توزيع الحقائب الأساسية والمقصود بذلك الخدماتية قد ينعكس على حصص بعض الأطراف، الأمر الذي ينعكس على الحقائب السيادية. ولفتت إلى أنه من المرتقب أن تصبح الصيغة مكتملة الأسبوع المقبل، وما لم تحصل اعتراضات يمكن أن يتمّ إسقاط الأسماء.

 

لكنها لفتت إلى أنّ بقاء القديم على قدمه هو خيار وهناك تفاهم حول حقيبتي الداخلية والعدل على أن تكون الأسماء مقبولة من الطرفين.

وتم امس استكمال البحث في موضوع توزيع الحقائب، والبعض منها لم يحصل التفاهم النهائي بشأنها بعد. أمّا موضوع الحقائب السيادية فقالت المصادر أنّ البحث حولها يستكمل الأسبوع المقبل بعد عطلة رأس السنة الهجرية .

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

يوم توتّر كبير من مزارع شبعا وشويّا إلى طريق عاليه

“حزب الله”… لماذا يكرهوننا؟

 

بعد 15 عاماً على حرب تموز 2006 ربما بات على “حزب الله” أن يسأل نفسه عن أسباب ما حصل أمس في بلدة شويّا في قضاء حاصبيا مع المجموعة التابعة له في طريق عودتها من عملية إطلاق الصواريخ في اتجاه مزارع شبعا. وبعد 15 عاماً ربما يتوجب عليه أن يسأل عن أسباب الإشتباكات المسلحة مع عرب خلدة. ربما على الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أن يجيب الليلة على هذه الأسئلة في إطلالته التي كانت مخصصة للتذكير بما يعتبره إنجازات وانتصاراً في تلك الحرب. بعد 15 عاماً يبدو أن عدد الذين يكرهون الحزب يتزايد وعليه الاجابة على السبب وعن سؤال لماذا يكرهونه؟

 

ذهب الحزب إلى “حرب تموز” من دون أن يستشير أحداً ومن دون أن يطلب إذناً من أحد. طالما كان السيد حسن نصرالله يعلن وفي أكثر من مرة أن المقاومة لا تسأل عن إجماع وأنها لم تكن محط إجماع وأن السلاح يحمي السلاح في النهاية. لم ينتظر كثيراً بعد حرب تموز ليعلن في مهرجان النصر أن في لبنان طرفين: من هم مع المقاومة ومن كانوا يتآمرون على المقاومة.

 

لم يكن حادث شويا مفتعلاً ومخططاً له. حادث قبرشمون قبل عامين مثلاً كان متوقعاً. لم يحاول الوزير جبران باسيل المرور فجأة من قبرشمون إلى بلدة البساتين بل كانت زيارته معلنة والمعترضون عليها كانوا أعلنوا عن رفضهم لها وعندما حاول أن يمر حصل الحادث الذي أدى إلى إلغاء زيارته ووتر الوضع في البلد.

 

في شويّا لم يكن الأمر مماثلاً. أتى عناصر “حزب الله” ونفذوا عملية إطلاق الصواريخ. لم تكن مهمتهم معروفة ولا معلنة بل كانت تحصل ضمن نطاق السرية التامة ومع ذلك عندما علم الأهالي بما حصل سارعوا إلى التصدي للمجموعة وتوقيف عناصرها وتعنيفهم والتهجم عليهم وعلى “حزب الله” وتحطيم الآليات التي كانت تستعملها وصوَّر بعضهم مشاهد من العملية انتشرت كالنار في الهشيم.

 

ما حصل في شويا يعني أن السكوت عما كان يفعله “حزب الله” في “حرب تموز” مثلاً لم يعد من الممكن أن يمر بسهولة. وأن جهات كثيرة قد لا تقبل أن تستخدم مناطقها للقيام بأعمال حربية. هذا التحول إن دل على شيء فعلى أن الحزب لم يعد يتحرك في مناطق صديقة أو ضمن بيئته ولم يعد قادراً على فرض السكوت والتسليم بدوره وبحربه المفتوحة التي يملك وحده مفاتيح توقيتها وإشعالها. في شويا كان الحرص على أمن البلدة والأهالي أكبر من الحرص على تغطية أعمال “حزب الله”. وبتعبير آخر أبعد من شويّا نفسها لا يمكن أن يتحمل اللبنانيون الذين يعيشون اليوم أعباء الإنهيار أعباء عمليات الحزب ورد فعل العدو الإسرائيلي. ما حصل في شويّا كان عفوياً تقريباً كرد فعل من الأهالي من دون أن تكون هناك اي تعليمات أو تحضيرات. على عكس ذلك بعد الحادث بدأت المحاولات لاحتوائه. لا “حزب الله” كان يريد أن تكبر المشكلة وما كان يريدها أصلاً. ولا الحزب التقدمي الإشتراكي أو الحزب الديمقراطي اللبناني يريد أن تكبر وتتمدّد. ما حصل بعدها في بعض مناطق الجنوب عندما تم طرد عدد من الباعة الدروز ثم على طريق عاليه من اعتداءات على سيارات فان تعبر باتجاه البقاع لم يكن يعكس إلا حال الإحتقان الذي يهدد بانفجار كبير يدخل ضمن إطار السؤال الأول: لماذا بعض اللبنانيين باتوا يكرهون “حزب الله” إلى هذا الحد؟

 

ما حصل في خلده ليس بعيداً عما حصل في شويا. لو اقتصر الأمر على حادث آب 2020 كان يمكن اعتبار أنه حادث وانتهى. ولكن عندما يتم قتل علي شبلي بهذه الطريقة اغتيالاً في الجية وعندما يتم رصد جنازته في اليوم التالي في خلده في طريقها إلى منزله وتُطلق النار على المشيعين فهذا يعني أن القصة أكبر من مجرد حادث. كان الحزب يبحث عن تأمين طريق الجنوب فأتاه جواب لم يكن ينتظره من شويا في حاصبيا.

 

في الحالتين أظهر الجيش اللبناني أنه حلّال المشاكل. وأنه في هذه الظروف الصعبة صمّام الأمان لاحتواء عمليات التفجير المتنقلة. لو لم يبادر إلى التدخل وتسلم العناصر الأربعة والآليات والراجمة في شويا لما كان انتهى الإشتباك ربما. ولو لم يتدخل في خلده لما كان انتهى الإشتباك أيضا. دور الجيش لا يمكن أن يبقى على مستوى التدخل حين يحصل الحادث، إذ يجب أن يكون هو المرجعية الأمنية ولكن دون ذلك عائق كبير يتمثل بسلاح “حزب الله” ودوره في الصراعات في لبنان والمنطقة. لم يعد لبنان في وضعه الراهن يستطيع أن يتحمل عبء حروب الحزب. ولا يمكن أن يستمر الحزب في فرض هذا الواقع على لبنان. وبالتالي ربما عليه أن يتنازل ويسأل عن سبب هذا التحول في المواقف منه بين تموز 2006 وتموز 2021؟

 

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: تعقيدات في الداخل وصواريخ على الحدود.. اللقاء السادس: الأمور في خواتيمها

لبنان يتأرجح بين جبهتين؛ الأولى جبهة سياسيّة داخليّة معطّلة بأقفال مُحكَمة تمنع إخراج الحكومة العتيدة من مغارة التعقيدات والأنانيات والحسابات السياسية والحزبيّة. ولا بصيص أمل جدّياً حتى الآن، في إمكان كسر باب تلك المغارة، وإن كانت أجواء الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي توحي ببدء سلوكهما خطوات إيجابية إنّما ببطء. وأمّا الثانية، فهي الجبهة الجنوبيّة التي يبدو أنّها دخلت حرب الرسائل الصاروخية المتبادلة، ما يجعلها عرضة لشتى الإحتمالات.

 

الحدث الجنوبي، طغى على ما عداه في السّاعات الأخيرة، وسط علامات استفهام كثيرة أحاطت محاولة إشعال نار التصعيد التي تبدّت مع صلية الصواريخ المشبوهة التي أطلقتها جهات فلسطينيّة “مجهولة” من الجانب اللبناني في اتجاه المستعمرات الاسرائيلية، الاربعاء الماضي، وتلاها قصف وغارات اسرائيلية على عدد من المناطق اللبنانية.

وقد عاشت المنطقة الجنوبيّة بالأمس، حالاً من الحذر الشّديد، وبدا جلياً في البلدات المحاذية للحدود، التي لوحظت حركة فرار للأهالي منها، أعقب إطلاق “حزب الله” لمجموعة من الصّواريخ من منطقة العرقوب في اتّجاه مزارع شبعا، وذلك في عملية أعلن الحزب أنّها جاءت ردّاً على القصف الاسرائيلي، وأعقب ذلك تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي، وقصف مدفعي اسرائيلي على عدد من المناطق القريبة في رباع التبن وبسطرة والسدانة، ما أدّى الى اندلاع حرائق. وتخلّل ذلك، قيام بعض اهالي المنطقة باعتراض مطلقي الصواريخ في بلدة شويا، ما أدّى إلى توقيفهم من قِبل الجيش ومصادرة سيّارة بيك آب كانت تحمل راجمة الصواريخ، تبيّن أنّها ما زالت مذخّرة بـ11 صاروخاً، فيما أُطلق منها 21 صاروخاً. واعقبت ذلك توترات شعبية في أكثر من منطقة في الجنوب، وصولاً الى طريق الشام حيث اتخذ الجيش إجراءات لمنع الاحتكاكات.

 

بيان العملية

وقد صدر عن “المقاومة الإسلامية” بيان قالت فيه: “عند الساعة 11:15 دقيقة من قبل ظهر اليوم الجمعة، ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ ‏مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن ‏والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية، بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال ‏الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم”.

بيان توضيحي

وبعد ما جرى من اعتراض لمجموعة “حزب الله” في شويا، أصدرت المقاومة الاسلامية بياناً ثانياً، قالت فيه: “عند الساعة 11:15 من ظهر اليوم الجمعة (امس)، ردّت المقاومة الإسلامية على الاعتداءات الصهيونية على لبنان، باستهداف محيط مواقع العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية، حفاظاً على أمن المواطنين، ولدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم”.

 

اضاف البيان: “إنّ المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه”.

 

قاسم

وقال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “إنّ حزب الله التزم علناً بأنّ الاعتداء على لبنان يعني أن يُقابل بالردّ المناسب، ويجب أن تفهم إسرائيل أنّ لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفّي حساباتها وتختبر قدراتها فيها”.

 

اضاف: ‏”على إسرائيل أن تفهم بأنّ عليها أن تبقى مردوعة، واننا جاهزون للردّ”. لافتاً إلى “أننا وجدنا في “حزب الله” أنّ هذا الردّ هو المناسب، أما تحليل التفاصيل فلتحلّل “إسرائيل” ما تريد. وما فعله “حزب الله” هو ردّ على عدوان رآه كل العالم، لا يمكن أن نسكت عليه”.

 

بيان الجيش

واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه: أنّه “بتاريخ 6 / 8 / 2021، حوالى الساعة 11.30، أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية، سقط منها 10 قذائف في خراج بلدة السدانة و30 قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدّى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلّة”.

 

وأفادت قيادة الجيش في بيان، بأنّ وحدة من الجيش أوقفت في بلدة شويّا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية. وأشارت الى أنّ “وحدات الجيش المنتشرة على الأرض تقوم بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، باتخاذ التدابير الأمنية اللاّزمة لإعادة الهدوء إلى المنطقة”.

 

الموقف الاسرائيلي

في الجانب الاسرائيلي، اعلنت وسائل اعلام العدو انّ اجتماعاً أمنياً مصغّراً للحكومة الاسرائيلية قد عُقد للبحث في “التصعيد” على الحدود مع لبنان. وقال المتحدث بإسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنّه تمّ “إطلاق أكثر من 10 قذائف من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث تمّ اعتراض معظمها بينما سقطت بقية القذائف في مناطق مفتوحة في منطقة جبل روس (هار دوف)”، مضيفاً أنّ “حالة اعتيادية كاملة في البلدات المجاورة للحدود اللبنانية”.

 

وقال الجيش الإسرائيلي: “حزب الله أطلق الصواريخ متعمداً باتجاه مناطق مفتوحة وغير مأهولة، ما يدلّ الى أنّه لا يريد الحرب”. اضاف: “حزب الله يستخدم اللبنانيين دروعاً بشرياً واضعاً صواريخه بين منازلهم”.

 

وتابع: “ندرس الردّ على القصف من جنوب لبنان، لكن لن نذهب إلى تصعيد”. وأردف: “لا نرغب بالتصعيد على الحدود مع لبنان، لكنّنا مستعدّون لذلك”. وقال: “حان الوقت لينهي لبنان مرحلة احتلال “حزب الله” لقرارات ولن نقبل الاعتداء على سيادتنا”.

 

وقالت القناة 13 العبرية، انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت سيجري تقييمًا للوضع مع وزير الجيش بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، واشارت الى أنّ “حزب الله” وضع عناصره في حال استنفار وتأهّب في جنوب لبنان. فيما ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” انّ ما يحصل في الجبهة الشمالية اختبار أول ومهم لرئيس الحكومة نفتالي بينيت، وهو الأقرب لسيناريو أيام المعركة “جولة قتال مع حزب الله”.

 

وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية فإنّ ردّ “حزب الله” جاء إلى حدّ كبير بمثابة مفاجأة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية. حيث لم تكن هناك معلومات استخبارية تفيد بأنّ “حزب الله” كان يستعد لإطلاق النار، أعطى “حزب الله” إجابته هذا الصباح.

 

اضافت: “إن حقيقة أنّ “حزب الله” تمكّن من إطلاق أكثر من 10 صواريخ دون أن تعرف المخابرات الإسرائيلية بذلك قبل الإطلاق. يجب أن يقلق الجيش الإسرائيلي. هناك خلل في العمليات والاستخبارات، يجب على الجيش الإسرائيلي التحقيق”.

 

ونقلت “إنتلي تايمز العبرية” عن مسؤول إسرائيلي كبير: “نحن نواجه تصعيداً كبيراً على الجبهة الشمالية، قد يؤدي الى أيام طويلة من المعارك”.

 

واعتبر الإعلام الاسرائيلي “انّ منطق نصر الله هو ضرب عصفورين بحجر واحد: عدم السماح لـ “إسرائيل” بتغيير قواعد اللعبة، بعدم السماح لـ “إسرائيل” بمواصلة الهجوم من الجو، بالإضافة إلى الانتقام لمقتل إثنين من النشطاء، علي كامل محسن ‏و محمد قاسم طحان”.

 

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي، التقديرات على المستوى السياسي أنّ هذه الأحداث لن تؤدي إلى تصعيد على الجبهة الشمالية. وبحسب التقديرات، فإنّ “حزب الله” كان يناقش هل سيردّ على قصف سلاح الجو أهدافاً في جنوب لبنان، كان التقدير أنّه لن يفعل ذلك.

 

وقال الاعلام الاسرائيلي، انّ الجيش الاسرائيلي والمستوى السياسي لا يريدان الدخول في الفوضى اللبنانية.

 

ونقلت “سكاي نيوز” عن وزير دفاع العدو الإسرائيلي قوله: “الوضع في لبنان مريع، ويمكننا جعله أسوأ، وسنقابل التهدئة بالتهدئة ولا مصلحة لنا في لبنان”.

 

وأضاف: “ننصح “حزب الله” والجيش وحكومة لبنان ألّا يختبرونا”.

 

“اليونيفيل”

الى ذلك، قيادة قوات “اليونيفيل” قالت انّ: “قواتنا رصدت اطلاق صواريخ من لبنان وردّاً بالمدفعية الاسرائيلية، والوضع خطير جداً، ونحث جميع الاطراف على وقف اطلاق النار”.

 

وجاء في بيان لـ”اليونيفيل”: “عند ظهيرة هذا اليوم (امس) رصدت “اليونيفيل” إطلاق صواريخ من منطقة مزارع شبعا في جنوب لبنان في اتجاه الجولان الذي تحتله إسرائيل، وأعقب ذلك على الفور تقريباً ردّ مدفعي إسرائيلي في منطقة مزارع شبعا”.

 

ولفتت الى انّ “رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع الأطراف، ويدعو الجميع إلى وقف النار فوراً.

 

وأكّدت انّ “الوضع خطير للغاية في ظلّ الأعمال التصعيدية التي شهدناها من الجانبين خلال اليومين الماضيين”.

 

وأوضحت “اليونيفيل”، انّها “تعمل بنشاط مع الأطراف عبر جميع آليات الارتباط والتنسيق الرسمية وغير الرسمية، لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة. كما اننا ننسق مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء منطقة العمليات”.

 

وختم البيان: “انّ “اليونيفيل” تدعو الأطراف إلى وقف النار والحفاظ على الهدوء حتى نتمكن من بدء التحقيق”.

 

الأمم المتحدة

وأعلنت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا أنها تتابع “بقلقٍ بالغ تبادل إطلاق النار الذي حصل بين لبنان وإسرائيل في الأيام الماضية”. ولقد قامت المنسقة الخاصة، في إطار ممارسة مساعيها، بتَنشيط اتصالاتها السياسية وتواصلت مع جميع الأطراف المعنية، بحسب بيان صادر عن مكتبها.

 

وقال البيان: إنّ احتمال حدوث خطأ في التقدير قد يؤدي الى خطر وقوع عواقب وخيمة. من هنا فالمطلوب التزام أقصى درجات ضبط النفس لتجنّب المزيد من التصعيد. ودعت المنسقة الخاصة جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف واستعادة الهدوء، والالتزام الكامل بالقرار 1701 (2006) والحفاظ على الامن والاستقرار.

 

بري

وتعليقاً على التطورات جنوباً، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: الكيان الاسرائيلي لا يرتدع بلغة الادانة فهو لا يفهم الّا لغة واحدة هي لغة “الوحدة والمقاومة”. بهما حررنا الارض وبهما نحصّن لبنان ونحميه.

 

واكد الرئيس بري أنّ الموقف البديهي والرد الوطني السريع على ما حصل ويحصل يجب ان يكونا بمُسارعة المعنيين بالشأن الحكومي القيام بفِعلٍ وطني صادِق مقاوم للمصالح الشخصية الضيقة والحصص الطائفية البغيضة يُقفلان من خلاله كل الابواب المشرّعة على التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة، لا سيما في السلطة التنفيذية، التي وإن بقيت كذلك على النحو المستمر منذ سنة ونصف، فهي ستفتح شهية الكيان الاسرائيلي على شن مزيد من الاعتداءات ضد لبنان وجنوبه. فهل نعقل ونتوكّل؟

 

مواقف

ورأى الرئيس سعد الحريري انّ “الوضع على الحدود مع العدو الاسرائيلي خطير جداً وتهديد غير مسبوق للقرار 1701”. وقال: “لبنان ليس جزءاً من الاشتباك الايراني-الاسرائيلي، وتسليم قرار الحرب والسلم مع العدو لمُطلقي الكاتيوشا قمّة التخلّي عن دور الدولة ومسؤولياتها”. فيما اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انّ “ما يجري في الجنوب خطير للغاية”. وقال: “خافوا الله واتركوا الشعب اللبناني، أقلّه في مآسيه الحالية، ولا تضيفوا عليها عدة مآس أكبر وأفظع وأشد إيلاماً”. ودعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى أن “نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور ونحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنج”. فيما أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل “رفضنا المطلق لممارسات “حزب الله” الذي ينفذ أجندات ايديولوجية وإقليمية”. كما اعلن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان انّ “العدوان على الجنوب يعطي الحق للبنان وجيشه ومقاومته بالدفاع عن أرضه وسيادته، وبالرَد على كل ضربة بمثلها وأكثر”.

 

الجامعة العربية

الى ذلك، أكّدت جامعة الدول العربية، وفق قناة الحدث، أّنها “لا تريد للبنان أن ينجَرّ إلى المواجهة بين إيران وإسرائيل”. ولفتت إلى أّنهم “يتواصلون مع أطراف دوليّة ومع الأمم المتّحدة للتهدئة بين لبنان وإسرائيل”. وأضافت: “لا بد أن يعمل الجميع على عدم الزَجّ بلبنان في هذا الوقت الصعب”.

 

وأعلنت الحكومة الألمانية انها تدين بشدّة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من قبل جماعات مسلّحة في لبنان.

 

الحكومة لا أبيض ولا أسود

حكومياً، عُقد اللقاء السادس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وكان الأطول من بين كل اللقاءات الخمسة التي عقداها في السابق، حيث استمر لنحو 45 دقيقة، فيما كانت اللقاءات السابقة لا تتجاوز الـ25 دقيقة.

 

وبحسب مصادر مواكبة، فإنّ الرئيسين يتباحثان في افكار جديدة، والنفس الإيجابي هو الطاغي حتى الآن على مناقشاتهما، لكن ليس في الامكان القول انهما اتفقا على النقاط الخلافية الموجودة، بل تتم مقاربتها بليونة متبادلة، ولا سيما في ما خصّ توزيع الحقائب السيادية.

 

وقالت المصادر انّ أجواء الرئيسين توحي بأنّ الحسم قد اقترب، مع تغليب المنحى الإيجابي على السلبي، وهو ما فهم مما قاله الرئيس المكلف بعد اللقاء، الا اذا طرأ من الآن وحتى موعد اللقاء السابع بينهما ما يُمكن أن يدفع الامور الى الوراء، على غرار ما كان يجري في السابق. ولفتت المصادر الى انّ لدى الرئيس المكلف توجهاً واضحاً لتسريع الامور الى الحد الاقصى، وصولاً الى تشكيل حكومة تعمل على وقف الانهيار في أسرع وقت ممكن. فضلاً عن انّ الظروف الأمنية التي استجدّت توجِب التعجيل بتأليف الحكومة أكثر من أي وقت مضى.

 

ميقاتي

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس ميقاتي فقال: “إنّ الاحداث تتسارَع، وأخذ حيزاً من الحديث خلال الاجتماع مع فخامته ما حصل في الجنوب في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفخامته يتابع الاتصالات لتهدئة الاوضاع، ونحن نتمنى أن تهدأ، ونؤكد أنّ لبنان يلتزم القرار 1701 بكل مندرجاته. وفي هذه المناسبة أوجّه تحية للجيش وللدور الذي يقوم به، خصوصاً من خلال التعاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب.”

 

وأضاف: “أمّا في ما يتعلّق بالموضوع الحكومي، فأنا وبكل صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع اليوم، وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام والأمور في خواتيمها بإذن الله.”

 

ورداً على سؤال عن استبدال وزارة المال للطائفة الشيعية بوزارة الداخلية، أجاب: “إنّ كل هذا الكلام، ومع احترامي للإعلام، هو كلام صحافي، وليس له أي اساس”.

 

ورداً على سؤال عن موعد لقائه التالي مع الرئيس عون؟ أشار الى أنه “ستكون هناك اتصالات غداً للاتفاق على موعد اللقاء”.

 

وعن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية قال: “إذا اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإنّ عدم المداورة سيشمل غالبيتها”.

 

مصادر بري

الى ذلك، أوضحت مصادر الرئيس نبيه بري “أنّ تأليف الحكومة مقتصر على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وكل ما يقال او ينشر لا علاقة للرئيس بري به، الذي لم يقدم مبادرة جديدة بعد تكليف الرئيس ميقاتي”. وجاء توضيح المصادر رداً على ما أشيع من أنّ بري قد وافق على التخلي عن وزارة المال لغير الطائفة الشيعية.

 

… والحريري

في سياق متّصل، نقل موقع “مستقبل ويب” عن مصدر مقرّب من الرئيس سعد الحريري قوله انّ المرونة التي يُبديها الرئيس ميقاتي تستحق كل الدعم والثناء، “لأن لا شيء يجب ان يتقّدم على تأليف الحكومة، ولأنّ ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، وإقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء، وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للامم المتحدة”.

 

ونقل المصدر عن الرئيس الحريري قوله: لبنان يحتاج لهذه الفرصة، حاجة المُصاب بوباء كورونا الى أوكسجين عاجل. فلبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية، وقبل يومين مَرّت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقوّمات العيش الكريم. فماذا ينتظر حملة أختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، وإعطاء اللبنانيين فرصة لتنَشّق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء؟!خليّة معطّلة بأقفال مُحكَمة تمنع إخراج الحكومة العتيدة من مغارة التعقيدات والأنانيات والحسابات السياسية والحزبيّة. ولا بصيص أمل جدّياً حتى الآن، في إمكان كسر باب تلك المغارة، وإن كانت أجواء الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي توحي ببدء سلوكهما خطوات إيجابية إنّما ببطء. وأمّا الثانية، فهي الجبهة الجنوبيّة التي يبدو أنّها دخلت حرب الرسائل الصاروخية المتبادلة، ما يجعلها عرضة لشتى الإحتمالات.

 

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

إسرائيل و{حزب الله} يطوقان الاشتباك ويقرران وقف التصعيد

بعد تبادل القصف على مناطق غير مأهولة بلا إصابات

 

بعد جولة جديدة من تبادل القصف بالقذائف الصاروخية والمدفعية، أمس الجمعة، أكد كل من الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” رغبتهما في تطويق الاشتباك والامتناع عن التصعيد الحربي. وطي صفحة المواجهة. لكن الخبراء يؤكدون ان أي خطأ أو إصابة بشرية ستشعل المنطقة.

وكان الاشتباك قد بدأ بإطلاق ثلاث قذائف صاروخية لفصائل فلسطينية في لبنان نهار الاربعاء الماضي، باتجاه شمال اسرائيل، فسقطت واحدة منها داخل الأراضي اللبنانية واثنتان في منطقة مفتوحة. وردت إسرائيل بثلاث موجات من القصف المدفعي وغارة بالطيران، أحدثت دمارا في البنية التحتية في عدة مواقع في الجنوب اللبناني. وكشفت مصادر عسكرية في تل أبيب ان الرد الإسرائيلي غير المسبوق في حدته، جاء ليضع قواعد جديدة للعبة تتغير فيها المعايير. ففاجأ “حزب الله” اسرائيل بإطلاق 19 صاروخا، أمس الجمعة، سقط ثلاثة منها في الأراضي اللبنانية و6 قذائف في مناطق مفتوحة في إسرائيل فيما قامت منظومة القبة الحديدية بتفجير عشرة صواريخ الباقية وهي في الجو. وردت إسرائيل بقصف مدفعي محدود.

وأكد الخبراء العسكريون أن القصف الإسرائيلي واللبناني تعمد إصابة مناطق مفتوحة بلا إصابات بشرية، ما يعني انهما يوصلان رسائل بينهما يؤكدان فيها عدم رغبتهما في التصعيد. لكن الخبراء أكدوا أن أي خطأ من أي طرف يفضي الى إصابة بشر يمكنه ان يشعل المنطقة باشتباك حربي واسع. وحذرت قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة من ان “الوضع في الحدود الإسرائيلية خطير”. واستدعت جنرالات من الجيشين الإسرائيلي واللبناني وطالبتهم بالعمل على التهدئة وحثتهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان له، أنه “لا يرغب في تصعيد الموقف بعد الهجمات الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية، التي تبناها حزب الله الذي يتخذ من لبنان مقراً له”. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، اجتماعا طارئا مع وزير الأمن، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ومسؤولين أمنيين آخرين، خلصوا فيه إلى أن “إسرائيل ليس لديها نية للرد أكثر بعد ردها الأول الذي اشتمل على نيران مدفعية وطائرات مقاتلة”. وقال كوخافي إن “إسرائيل ليس لديها مصلحة في تصعيد الصراع أو شن حرب، لكننا لن ندع المنطقة الحدودية تصبح جبهة نشطة” مشيرا إلى أن “الهجمات الصاروخية كانت محاولة من قبل حزب الله لإظهار سيطرته على جنوب لبنان بعد إطلاق الصواريخ يوم الأربعاء التي نُسبت إلى الفصائل الفلسطينية”. وأكد كوخافي أن “حزب الله اختار عمدًا استهداف المناطق المفتوحة وليس التجمعات السكانية”.

وأصدر “حزب الله” بيانا قال فيه إن قصفه جاء ردا على القصف الإسرائيلي. وشدد على ان القصف استهدف مناطق مفتوحة. وقال نائب رئيس الحزب، نعيم قاسم، إن الحزب لم يبادر الى القصف بل منظمة فلسطينية هي التي فعلت وان قواته قصفت إسرائيل ردا على الرد. وأعلن الجيش اللبناني من طرفه عن اعتقال أربعة فلسطينيين يشتبه أنهم نفذوا القصف الصاروخي على إسرائيل وانهم سيحاكمون حسب القانون.

ومع أن الخبراء أجمعوا على ان الطرفين غير معنيين بالتصعيد، إلا أنهم حذروا من تدهور مفاجئ. وحسب صحيفة “معريب”، أمس الجمعة، فإن الجيش الإسرائيلي يقدر بأن احتمالات التصعيد مع حزب الله من جراء إطلاق هذه القذائف الصاروخية ليست كبيرة. وأضافت الصحيفة أنه في جهاز الأمن الإسرائيلي لا يرون أي علاقة لحزب الله بإطلاق القذائف الصاروخية الأخيرة، “ولذلك لم تستهدف غارات سلاح الجو الإسرائيلي، أمس، أهدافا لحزب الله”. كما أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أنه في حال تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية برصد ناشطين فلسطينيين قبل أو بعد إطلاق قذائف صاروخية أخرى واستهدافهم، فإن “حزب الله لن يسارع إلى الدخول في مواجهة مع إسرائيل ردا على ذلك. وأنه بالنسبة له هؤلاء ناشطون فلسطينيون لا يعملون تحت إمرته”.

وكشفت مصادر أمنية في تل أبيب أن المخابرات الإسرائيلية باشرت في جمع معلومات عن قادة فلسطينيين ميدانيين ممن يبادرون لقصف إسرائيل، حتى تحاسبهم على ذلك.

 

***************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

احتواء التصعيد جنوباً.. والتأليف في مربع الحقائب!

الاجتماع السابع على همَّة الاتصالات.. واحتقان أهلي بعد مصادرة راجمة في شويّا

 

يمكن وصف الأسبوع الأوّل من آب الجاري، بأسبوع الآلام الداخلية، إذ انتقل الوضع من استحقاق ناري إلى استحقاق عنفي، فإلى الاستحقاق صاروخي، مع ردّ حزب الله بالصواريخ من عيار 122 ملم، على ما وصفه بقصف «اراض مفتوحة» في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من العيار المذكور.. في محاولة لإعادة الاعتبار لقواعد الاشتباك الناجمة عن وقف العمليات الحربية في 14 آب عام 2006، بعد حرب الأيام الـ33؟

 

المهم ان الأحداث الخطيرة من اشتباك خلدة إلى اشتباك الجميزة، إلى واقعة الصواريخ، كان يتم احتواء تداعياتها الأهلية والسياسية، بالتزامن مع العودة إلى «عدّاد» الاجتماعات في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التي بدأ اللبنانيون يعتادون على قاموسه الخاص في الكشف عمّا يدور في اللقاءات المتكررة في بعبدا للتوصل إلى صيغة تسمح بصدور مراسيم الحكومة المنتظرة كخشبة خلاص، أو محطة لوقف التدهور والانهيار في الأسعار والدولار والرواتب، وصولا إلى الاهتزازات الأمنية.

 

اللقاء السادس

 

وهذا الجو الضاغط، والتداعيات التي ترتبت أو يمكن ان تترتب عليه، حضرت في اللقاء السادس، من زاوية ثبات الموقف الرسمي اللبناني من التزام القرار 1701 بكل مندرجاته، والسعي للتهدئة من خلال دور الجيش اللبناني بالتنسيق مع اليونيفيل.

 

امّا الملف الحكومي لجهة التأليف، فعاد في الاجتماع السادس إلى مربع الغائب بين سيادية وغير سيادية، فإذا «اتخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب فإن عدم المداورة سيشمل اغلب الحقائب» على حدّ تعبير الرئيس المكلف، وهو يغادر قصر بعبدا.

 

ومن هذه الزاوية، يتضح ان الأمور عادت إلى الاختلاط، وان لا قرار حتى تاريخه بشأن المداورة في الغالب.. الأمر الذي جعل الرئيس ميقاتي لا يتحدث عن موعد اجتماع جديد، بل عن اتصالات ستجري اليوم بين الرئيسين للاتفاق على موعد لقاء..

 

وكان لافتا للاهتمام كلام الرئيس ميقاتي ان قراره قبل اللقاء مع الرئيس عون: «الصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور بخواتيمها بإذن الله».

 

في إطار العموميات

 

ولاحظت مصادر مطلعة، ان المشاورات حول تشكيل الحكومة بقيت في إطار العموميات، في ظل تكتم كامل حول مجريات النقاش في اللقاءات المتتالية بينهما.واستنادا الى مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة، فان تركيز الرئيس المكلف بعد كل لقاء على مجريات الأوضاع العامة، ان كان بخصوص تفاعلات الاستياء الشعبي من تفجير مرفأ بيروت تارة، والوضع بالجنوب بعد عمليات القصف المتبادل، بدلا من تظهير ما تحقق على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، يعطي انطباعا عاما بمراوحة المشاورات الجارية في مكانها، وعدم تحقيق اي اختراق ملموس باتجاه التشكيل، فيما يؤشر الحديث عن مواضيع ومسائل اخرى الى محاولة كسب مزيد من الوقت والتهرب من الاعلان عن الفشل تفاديا لمزيد من الانعكاسات والتداعيات السلبية على الوضع العام.

 

ومن وجهة نظر المصادر نفسها، فإن تبني حزب الله لاطلاق الصواريخ امس، يؤكد ماكان يتردد، مواربة وبشكل غير مباشر،بان الحزب لا يرغب تشكيل حكومة جديدة برغم كل ادعاءاته ومواقفه المعلنة، وهو يتلطى ويستفيد من امعان رئيس الجمهورية. بخرق الدستور، وما يمارسه من عراقيل لضمان مصالح وريثه السياسي، فيما تبقى البلاد بلا حكومة والوضع يزداد سوءا.

 

لكن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لفتت أن الرئيسين عون وميقاتي استكملا البحث في موضوع توزيع الحقائب وأشارت إلى ان هناك حقائب لم يحصل التفاهم النهائي بشأنها بعد وحقائب أخرى لا مشكلة حيالها.

 

اما موضوع الحقائب السيادية فقالت المصادر ان البحث حولها يستكمل الأسبوع المقبل بعد عطلة رأس السنة الهجرية واصفة الجو بالجيد.

 

ولفتت إلى أن هناك تفاصيل لا تزال عالقة وأخرى تم حلها لكن في الإجمال فإن عملية التأليف سائرة في طريقها مشيرة إلى أن هناك مقاربات تحصل بالنسبة إلى الوزارات لجهة التصنيف في ما بينها وإبراز أهميتها .واوضحت أن موضوع الحقائب السيادية لم يبت نهائيا وإن هناك شبه تفاهم على ابقاء القديم على قدمه بما أن توزيع الحقائب الأساسية والمقصود بذلك الخدماتية قد ينعكس على حصص بعض الأطراف وبالتالي الأمر الذي ينعكس على الحقائب السيادية.

 

واكدت المصادر إنه من المرتقب أن تصبح الصيغة مكتملة الأسبوع المقبل مشيرة أنه ما لم تحصل اعتراضات يتم إسقاط الأسماء.

 

واوضحت أن بقاء القديم على قدمه هو خيار وإن هناك تفاهما حول حقيبتي الداخلية والعدل على أن تكون الأسماء مقبولة من الطرفين.

 

وكررت القول أنه نتيجة للتعديلات أو التبديلات التي طرأت فإن التركيبة بغالبيتها ستشهد تغييرا.

 

وعلمت «اللواء» انه خلال اللقاء الذي استمر 45 دقيقة جرى تناول توزيع بعض الحقائب التي ما زال هناك خلاف حولها بين القوى السياسية التي تطالب بحقائب معينة، كالزراعة والثقافة (حركة امل) والشؤون الاجتماعية (الاشتراكي الذي رفض حقيبة الطاقة) عدا رفض عون إسناد حقيبة المال ليوسف خليل باعتباره موظفاً كبيراً في مصرف لبنان وهناك ملاحقات بحقه في التدقيق الجنائي نتيجة مخالفات كثيرة حسب اوساط بعبدا، وغيرها من مطالب للقوى السياسية ما يدفع ميقاتي الى إجراء جوجلة جديدة للحقائب ووضع صيغةجديدة بالتوزيع حتى اذا حصل توافق عليها يتم إسقاط الاسماء.

 

واعتبرت المصادر المتابعة ان وصول الامور الى هذا الحد من الجوجلة يعني ان هناك تقدماً يحصل وبحاجة الى بعض الوقت لينضج بصورة نهائية، فطلبات الحقائب ليس امرا جديدا وهو يحصل دائماً نتيجة «دلع» البعض لكن يتم إيجاد حلول له في النهاية.

 

وفي السياق، قال مصدر مقرب من الرئيس سعد الحريري: ان المرونة التي يبديها رئيس الحكومة المكلف تستحق كل الدعم والثناء، لأن لا شيء يجب ان يتقدم على تأليف الحكومة، ولأن ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، واقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء، وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للأمم المتحدة.

 

ونقل المصدر عن الرئيس الحريري لموقع «مستقبل ويب»: ان لبنان يحتاج لهذه الفرصة كحاجة المصاب بوباء كورونا الى اوكسجين عاجل.

 

وقال: لبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية. وقبل يومين مرت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقومات العيش الكريم. فماذا ينتظر حملة اختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، واعطاء اللبنانيين فرصة لتنشق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء؟.

 

وحسب أوساط عين التينة، فإن لا مبادرة جديدة للرئيس نبيه برّي، وان أمر التأليف مقتصر على الرئيسين المعنيين، عون وميقاتي.

 

وقالت الـOTV ان هناك تداخلاً في النقاش بين موضوعي الحقائب السيادية وغير السيادية. وإذا كانت النية قائمة للتوصل إلى تفاهم على المجموعة الأوّلى، فالاتفاق على المجموعة الثانية ممر إلزامي، في ضوء المطالب غير المفهومة التي يتمسك بها بعض الأفرقاء لغايات مفهومة.

 

واضافت: اما أسماء الوزراء فيتطلع الجميع إليها، على أمل اختيار أشخاص يوحون بالثقة، ولا يشكلون استمراراً لسياسة المسايرة لهذه الجهة أو تلك.

 

والموقف بشأن المسار التصعيدي الذي تراجع بعد ظهر أمس في الجنوب، فضلا عن المسار الحكومي، سيحضران في إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم السبت، في الذكرى الـ15 لحرب تموز 2006.

 

معادلة الاشتباك في الجنوب

 

على أرض الجنوب، حاول حزب الله حسب اعلامه تثبيت معادلة الرد على العدوان، ضمن معادلة لا تغير في قواعد الاشتباك.

 

واعتبرت المقاومة الإسلامية في بيان لها ان صواريخ المقاومة وصلت إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.

 

وقالت المقاومة الإسلامية في بيان لها: «ان حزب الله أثبت معادلة إطلاق النار مقابل إطلاق النار، والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة».

 

وجاء في بيان لقيادة الجيش اللبناني، انه بتاريخ 6/8/2021، حوالى الساعة 11،30 أطلقت قوات العدو الإسرائيلي قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية سقط منها عشر قذائف في خراج بلدة السدانة وثلاثون قذيفة في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، ما أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق، وذلك بعد أن أُطلق عدد من الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مزارع شبعا المحتلة.

 

وقد أوقفت وحدة من الجيش في بلدة شويا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية.

 

ولاحقا، جرى إطلاق الأشخاص الذي اطلقوا الصواريخ، وتم تسليمهم لحزب الله.

 

واستهدف قصف المقاومة حسب إعلام العدو محيط قاعدة «دوف» العسكرية وبعض المواقع العسكرية الاخرى. وتم الطلب من المستوطنين في «المنطقة الشمالية» عدم الخروج إلا للضرورة.

 

وقد رد جيش العدو بإستهداف مرتفعات مزارع شبعا والهبارية بقذائف من عيار 155 ملم ولمدة ساعتين ونصف الساعة تقريباً قبل ان يتوقف القصف بشكل نهائي.وقد نفت المقاومة ان يكون العدو قد نفذ غارات جوية على المنطقة.

 

وقال الجيش الاسرائيلي: لا نرغب بالتصعيد على الحدود مع لبنان لكنّنا مستعدّون لذلك. وحان الوقت لينهي لبنان مرحلة احتلال حزب الله للقرارات ولن نقبل الاعتداء على سيادتنا.

 

وافاد اعلام اسرائيلي ان القبة الحديدية الاسرائيلية اعترضت 10 صواريخ من اصل 20 أطلقت من جنوب لبنان.

 

وأعلن إعلام العدو «ان حزب الله يثبت معادلة إطلاق النار مقابل إطلاق النار والمناطق المفتوحة مقابل المناطق المفتوحة. وان ردّ الحزب جاء إلى حد كبير بمثابة مفاجأة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية».واوضح ان المشاورات جرت في إسرائيل حول كيفية الرد من دون الانجرار إلى التصعيد مقابل حزب الله. وجهة إسرائيل ليس التصعيد في الشمال بل إغلاق الحدث».

 

اضاف إعلام العدو: حقيقة أنَّ حزب الله تمكَّن من إطلاق الصواريخ من دون معرفة الاستخبارات الإسرائيلية يجب أن يقلق الجيش الإسرائيلي.

 

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بعد انتهاء العمليات: لن نسمح لحزب الله بالعبث معنا وهو يعلم ذلك، وننصح الحزب والجيش والحكومة اللبنانية بعدم اختبارنا. ان وضعكم مريع ويمكننا أن نجعله أسوأ. (الخبر في مكان آخر).

 

ووصف الرئيس الحريري الوضع على الحدود مع العدو الإسرائيلي بالخطير جداً جداً، ويشكل تهديدا غير مسبوق للقرار ١٧٠١.

 

وفي تغريدة له على تويتر، حذّر بأن استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات، خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه.

 

ومن طهران، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان «حزب الله التزم علنا بأن أي اعتداء على لبنان، لا بدّ ان يُقابل بالرد المناسب. ولا بدّ ان تفهم إسرائيل ان لبنان ليس ساحة مفتوحة لتصفي حساباتها وتختبر قدراتها، لذلك لا بدّ ان تبقىمردوعة، ونحن جاهزون للرد عليها».

ad

 

تداعيات شويا

 

وكان لتبادل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله تداعيات خطرة في الداخل، بدأت من بلدة شويا، لتصل إلى تل النحاس على مفترق دير ميماس، وصولا إلى طريق الرويسات صوفر، حيث بلغ الاحتقان حدا أدى إلى تكسير فانات في الرويسات كانت متجهة بقاعا.

 

مصادرة راجمة

 

وبعد توقف القصف، حصل ما لم يكن في الحسبان حيث اوقف بعض أهالي بلدة شويّا في منطقة حاصبيا نتيجة خطأ أو حادث ما، شاحنة كانت تمر في البلدة تبيّن انها تحمل راجمة صواريخ بقي فيها نحو 11 صاروخا من اصل 30 تم إطلاقها كانت عائدة من منطقة جبل الشيخ.

 

وأعربت المقاومة الإسلامية عن حرصها على عدم تعريض الأهالي لأي أذى وعُلم ان الحزب التقدمي الاشتراكي دخل على خط تهدئة الموقف في شويا، وهو يبحث عن الأسباب حول الحادث وكيف تم اعتراض السيارة وهل من خلفيات اخرى له كأن يكون مقصوداً بهدف شن حملة على المقاومة؟ وقد اجرى الحزب الاشتراكي اتصالات بمسؤولي حزب الله في المنطقة بهدف تطويق الذيول. وقال رئيس الحزب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: نتمنّى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي، وأن نحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنّج .

 

وقال رئيس «حزب التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب عبر «تويتر»: كل المناطق متداخلة والمصالح مشتركة، ما نتمناه من الجميع الهدوء ووقف التصعيد والتحريض، ونحن نقف وراء موقف مشايخ البياضة. وأدعو الجميع إلى إلتزام موقف البياضه. لا ننسى طربية العنز أوّل شهيد هو إبن حاصبيا».

 

وأجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز اتصالا بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلي الشيخ علي الخطيب للتداول في التهدئة وتوحيد الموقف.

 

دبلوماسياً، طلبت وزيرة الخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، من بعثة لبنان تقديم شكوى إلى مجلس الأمن حول الاعتداء الإسرائيلي وخرق القرار 1701.

 

معيشيا، وقد دفع شح المازوت والغلاء والتقنين الكهربائي القاسي، عددا من المواطنين الى قطع الطرق في اكثر من منطقة. ليس بعيدا، قال رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض: من ناحية البنزين الوضع أفضل من أزمة المازوت ولا أزمة كبيرة للبنزين والعملية هي عملية استمرارية.

 

568505 إصابة

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1461 اصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، إضافة إلى تسجيل 6 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 568505 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

 

 

*******************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

حزب الله للديار : احبطنا محاولة العدو الاسرائيلي كسر توازن الردع بوادر ايجابية

حكوميا : الاتفاق على التوزيع الطائفي للحقائب الخدماتية للانتقال لاحقا للسيادية – نور نعمة

 

اطلق حزب الله 21 صاروخا ردا على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت منطقة رباع التين وبسطرة والسدانة والعرقوب تثبيتا لتوازن الردع الذي ارساه مع العدو الاسرائيلي منذ حرب تموز 2006 . هكذا واجهت المقاومة بضربات عدة العدو الاسرائيلي الذي اراد توسيع المواجهة الا ان حزب الله رد الصاع صاعين مما جعل الكيان الصهيوني «يفرمل» هجومه ويعطي مؤشرات بانه لا يسعى الى التصعيد. وعليه، اعتقدت اسرائيل ان بامكانها الاعتداء على لبنان دون رد من المقاومة ظنا منها ان الاخيرة في موقع محرج نظرا للحالة الاقتصادية والمالية السيئة التي يمر بها لبنان وبالتالي لن يدخل حزب الله في مواجهة ستؤدي الى تفاقم الوضع اللبناني انما ظهر ان حسابات العدو الاسرائيلي ارتكزت على رهانات خاطئة.

 

وتاكيدا على ذلك، علق الاعلام الاسرائيلي العدو على تمكن حزب الله من اطلاق صواريخ دون معرفة الاستخبارات الاسرائيلية بانه امر يجب ان يقلق الجيش الاسرائيلي حيث ان الاخير توقع عدم رد حزب الله على الغارات الاسرائيلية. وبمعنى اخر، هذا الكلام يؤكد ان حزب الله لا يزال يملك عنصر المفاجأة في المواجهة مع العدو ولا يزال يربك الكيان الصهيوني وان اسرائيل لم تستخرج العبر من حرب تموز 2006 ناهيك عن عدم تمكنها من معرفة نهج «عدوها» حزب الله. اضف الى ذلك، عجز الاستخبارات الاسرائيلية في توقع تحركات المقاومة اضعف من هيبتها بما انها تدعي انها من افضل الاستخبارات اقليميا وعالميا.

حزب الله : قمنا بواجبنا الوطني وهو الدفاع عن سيادة لبنان

 

وردا على سؤال اذا كانت المقاومة ستذهب الى التصعيد بما انها تبنت اطلاق الصواريخ ضد العدو الصهيوني، قال مصدر في حزب الله للديار بأن اسرائيل هي التي بادرت الى اطلاق النار وقصفت مناطق مفتوحة وعليه ردت المقاومة بقصف ايضا على مناطق مفتوحة لمواجهة هذا العدوان السافر على سيادة لبنان. ولفت المصدر في حزب الله ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة ارادت من خلال عدوانها على مناطق لبنانية تغيير قواعد الاشتباك لارساء معادلة جديدة تنسف توازن الردع الا ان محاولتها باءت بالفشل بعد رد المقاومة عليها. وتابع المصدر انه في تقديره ان العدو الاسرائيلي انكفأ وتراجع عن المواجهة مع حزب الله.

 

وعن القوى السياسية التي دانت ما قامت به المقاومة في الجنوب رابطة اياه بصراعات اقليمية، اعتبر المصدر في حزب الله ان هناك دائما من يحاول ربط اي حدث اقليمي باي حدث لبناني يحصل ويحاولون الايحاء بان كل ما يقوم به حزب الله مرتبط بمصالح خارجية في حين ان المقاومة تقوم بواجبها الوطني وهو الدفاع عن ارض لبنان وحدوده وسيادته. واضاف ان الاجندة الوحيدة التي يتبعها حزب الله هو الحفاظ على كرامة لبنان ووحدة اراضيه مشيرا الى انه من المؤسف ان هؤلاء الذين يتهمون المقاومة باجندات خارجية لا يوجهون اي انتقاد او ادانة للاعتداء الاسرائيلي على وطنهم ويتعاملون مع ذلك على انه امر عادي جدا.

 

هل ستشكل الحكومة؟

 

حكوميا، اعلن الرئيس المكلف بعد لقائه رئيس الجمهورية ان الامور اصبحت في خواتيمهاوتعقيبا على ذلك، رأت اوساط سياسية ان الاجواء ايجابية حتى اللحظة وان بعض العقد التي تعرقل ولادة الحكومة يتم العمل على تذليلها.

 

في الوقت ذاته، تؤكد اوساط في «الثنائي الشيعي» ومطلعة على الملف الحكومي ان «الثنائي الشيعي» لن يقبل بالمدوارة او بالتخلي عن المالية ليس طمعاً بالحقيبة بل لانها تكرس عرفاً ميثاقياً وتمنح الطائفة الشيعية الامضاء الثالث واشراكها في القرار الوطني.

 

وكان جمع لقاء هو السادس امس في بعبدا الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي قال :»هناك اتصال غدا بيني والرئيس عون لنتفق على موعد جديد».

 

من جهته، اعلن قصر بعبدا تخلي رئيس الجمهورية عن وزارة الداخلية رسميا الامر الذي يشير الى ان الامور فعلا تتجه الى الحلحلة والى فرصة حقيقية في ولادة الحكومة.

 

اما عن المداورة فلن تحصل في هذه الحكومة المرتقبة بما ان الثنائي الشيعي متمسك بالمالية وانطلاقا من كلام ميقاتي بانه اذا اتخذ قرار عدم المداورة فهذا الامر سينسحب على جميع الوزارات. وبمعنى اخر، سيكون التوزيع الطائفي على الحقائب الوزارية على غرار حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب.

 

في سياق متصل، لفتت مصادر مطلعة ان هناك رغبة عند الرئيسين عون وميقاتي بالوصول الى نتيجة وتاليف حكومة في وقت قريب. واشارت الى ان اجتماع امس الذي حصل بين الرئيسين ارتكز على متابعة توزيع الحقائب على الطوائف بعد ان بدأوا بهذا الامر الخميس الماضي كاشفة ان بعض التعديلات طرأت على التوزيع في الوزارات الخدماتية الامر الذي قد ينعكس على الوزارات السيادية. واضافت هذه المصادر المطلعة ان النقاش تمحور على الصيغة الحكومية الذي سيواصل الرئيسان منقاشتها والتشاور في ما بينهم للتوصل الى صيغة متكاملة بعد الاخذ بالملاحظات والتي تشمل الحقائب الخدماتية والاساسية ليتم لاحقا الانتقال الى النقاش حول الوزارات السيادية التي يفترض ان يكون وضعها على ضوء التوزيع في الحقائب الخدماتية. وتحدثت هذه المصادر عن الملاحظات التي تناولها الرئيسان خلال الاجتماع منها تمسك الثنائي الشيعي بوزارة الزراعة واختيارهم ليوسف خليل ليكون وزير المالية علما ان الاخير مرتبط بمصرف لبنان وذلك قد يؤثر على التدقيق الجنائي. كما تناول الاجتماع البحث في اصرار الحزب التقدمي الاشتراكي على وزارة الشؤون الاجتماعية وعليه كيفية التوزيع الطائفي على الوزارات الخدماتية حيث اصبحت الامور شبه محسومة.

تحذير من هدر 850 مليون دولار مساعدة من صندوق النقد للبنان

 

على صعيد اخر، سيحول صندوق النقد الدولي في 23 اب 850 مليون دولار لمساعدة لبنان وهي مساعدة غير مشروطة انما في الوقت ذاته حذرت اوساط سياسية لبنانية من استغلال هذه المساعدة للانتخابات النيابية او لمصلحة المنظومة الحاكمة وليس لمعالجة الازمة المالية بعد وضع خطة اصلاحية تتماشى مع شروط صندوق النقد. وشددت هذه الاوساط ان لبنان سيحصل على ثلاث مليارات دولار خلال السنتين المقبلتين وعليه اذا هدرت القوى السياسية المليار الدولار الذي ستحصل عليه في هذا الشهر الحالي ولم توظفه لتخفيف وطأة الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي فان القيمة المالية التالية التي سيقدمها الصندوق ستذهب هدرا ايضا ولن يستفيد لبنان من هذه المساعدة رغم ان الدولة اليوم في امس الحاجة لاي مساعدة مالية. ولذلك يجب استعمالها لمعالجة الازمة ضمن خطة اصلاحية وشروط الصندوق للحصول على 3 مليارات دولار على مدة سنتين لانقاذ لبنان. باختصار، دعت هذه الاوساط الشعب اللبناني الى متابعة كيفية صرف 850 مليار دولار كي لا تستغل المنظومة الحاكمة هذه الاموال لمصلحتها وتهدرها على غرار ما كانت تفعله في الماضي القريب.

القوات اللبنانية: نرفض اقحام لبنان بصراعات لا تخدم مصلحة شعبه

 

من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان التصعيد الذي حصل في الجنوب اتى تزامنا مع التعصيد الحاصل في المنطقة بين ايران والولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وبالتالي المنطقة تشهد سخونة وردود وما حصل في جنوب لبنان يندرج في هذه الخانة وهنا الخطورة. ولذلك من المهم تحييد لبنان وابعاده عن الصراعات الخارجية وعدم اقحامه باهداف لا تمت بمصلحة اللبنانيين بصلة. وشددت القوات انها ترفض ان يتحول لبنان صندوق بريد يخدم اغراض خارجية مشيرة الى ضرورة اخراج لبنان من صراع المحاور.

 

ورأت المصادر القواتية ان المطلوب وقف التصعيد جنوبا و التركيز على اخراج لبنان من ازمته خاصة انه يشهد انهيارا كبيرا على المستويات كافة وتعثرا سياسيا.

 

************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

رسالة إيرانية لإسرائيل عبر حزب الله

 

من بحر العرب الى جنوب لبنان تستخدم ايران اوراقها الامنية التفاوضية، عاكسة عمق ازماتها الاقليمية والدولية، ففيما لم تؤدِ عرقلة تشكيل الحكومة في لبنان بعد نحو عام على الفراغ الغاية المرجوة ولم تحمل اطراف التفاوض الدولي على تقديم التنازلات المطلوبة اخرجت طهران ارنب الامن من قبعتها علّه يفعل فعله. استهدفت السفينة الاسرائيلية وحركت امس جبهة الجنوب الراكدة منذ العام 2006 من دون ان تأبه لخرق القرار 1701، اذ اعلن حزب الله في بيان هو الاول من نوعه على الملأ خرق قواعد الاشتباك واستهداف اراضي مفتوحة في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ. وفي الاراضي المفتوحة، ابلغ دليل الى محدودية الاستهداف والحرص على ايصال الرسالة لا الدخول في مواجهة مفتوحة يدرك ان فرصها غير متكافئة. الامر الذي تلقفته تل ابيب سريعا ورأت فيه عدم رغبةلدى الحزب بالانزلاق الى الحرب.

 

بروفا الصواريخ بقيت محدودة في زمانها والمكان لكنها وضعت لبنان «على كف عفريت» في لحظة بالغة الحراجة فيما حكومته معلّقة بدورها على حبال التجاذبات الاقليمية والمصالح الايرانية، ولو ان الرئيس المكلف تشكيلها يحرص على ضخ الايجابيات ويعد ببلوغ الامور خواتيمها.

 

الوضع خطير

 

في التعليقات على التطورات، تحذيراتٌ من اي مغامرة غير محسوبة.  رأى الرئيس سعد الحريري ان «الوضع على الحدود مع العدو الاسرائيلي خطير جدا جدا وتهديد غير مسبوق للقرار 1701. استخدام الجنوب منصة لصراعات اقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على ارضه». واضاف عبر تويتر: لبنان ليس جزءا من الاشتباك الايراني – الاسرائيلي في بحر عمان والدولة بقواها العسكرية والامنية الشرعية هي المسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة. واشار الى «ان تسليم قرار الحرب والسلم مع العدو لمطلقي الكاتيوشا قمة التخلي عن دور الدولة ومسؤولياتها. فأين الدولة من كل ذلك وهل أخذت رئاسة الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش علما باطلاق الصواريخ؟ لنتق الله في وطننا وشعبنا الذي يرزح أصلا تحت وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشي».

 

الجامعة العربية

 

خارجيا، أكّدت جامعة الدول العربية وفق قناة الحدث، أنّها لا تريد «للبنان أن ينجرّ إلى المواجهة بين إيران وإسرائيل». ولفتت إلى أنّهم يتواصلون «مع أطراف دوليّة ومع الأمم المتّحدة للتهدئة بين لبنان وإسرائيل». وأضافت «لا بد أن يعمل الجميع على عدم الزجّ بلبنان في هذا الوقت الصعب».

 

التشكيل في خواتيمه

 

على صعيد آخر، جمع لقاء هو السادس امس في بعبدا الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي قال بعد لقاء استمر 45 دقيقة: الاحداث تتسارع ونحن ملتزمون بالقرار 1701 واحيي الجيش، والرئيس عون يتابع التطورات جنوبا وتطرق جزء من اجتماعنا اليها . واضاف «حكوميا، الامور في خواتيمها وافضّل عدم الكلام، هناك اتصال غدا (اليوم) بيني والرئيس عون لنتفق على موعد جديد»، وتابع «كل ما يقال معلومات صحافية، واذا اتخذنا قرارا بالمداورة في الوزارات، فستكون في اغلب الحقائب».

 

في الاثناء، قال مصدر مقرب من الرئيس الحريري ان المرونة التي يبديها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تستحق كل الدعم والثناء، «لأن لا شيء يجب ان يتقدم على تأليف الحكومة، ولان ضياع هذه الفرصة سيؤدي ببلدنا الى ضياع كامل في المجهول، واقفال الابواب امام مبادرات الاصدقاء وآخرها المؤتمر الذي انعقد برعاية الرئيس الفرنسي والامانة العامة للأمم المتحدة». ونقل المصدر عن الحريري لموقع «مستقبل ويب»، «ان لبنان يحتاج لهذه الفرصة، حاجة المصاب بوباء كورونا الى اوكسجين عاجل». وقال «لبنان في قلب عاصفة اقتصادية ومالية ومعيشية. وقبل يومين مرت الذكرى السنوية على تفجير مرفأ بيروت، ومعها ارتفع منسوب الغضب الوطني من انقطاع الكهرباء، وتهريب المازوت، وارتفاع سعر الدولار والبنزين والمواد التموينية، ناهيك عن فقدان الدواء والامان وكل مقومات العيش الكريم. فماذا ينتظر حملة اختام الجمهورية لتحرير تأليف الحكومة، واعطاء اللبنانيين فرصة لتنشق هواء الحلول ونصائح الاشقاء والاصدقاء ؟!»

 

نحاس

 

ورأى عضو كتلة ميقاتي النائب نقولا نحاس في اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف «إيجابية تدعو الى التفاؤل». وأشار في حديث إذاعي الى أن «التعاطي في ملف التأليف إيجابي من الطرفين»، مؤكدا أن «الطريق معبدة نحو التفاهمات من أجل تأليف حكومة فاعلة». واعتبر أن «كل السيناريوهات المطروحة عن عملية التأليف بعيدة عن الواقع، لأنه لا يمكن للرئيس ميقاتي أن يبدأ من نقطة الصفر فالوقت ليس إلى جانبنا». ورأى أن «ميقاتي ينطلق من التوازنات القائمة، لأن لا وقت لتثبيت معطيات دستورية جديدة والدخول في سجالات حولها».

 

المحروقات

 

معيشيا، الاوضاع ضاغطة، وقد دفع شح المازوت والغلاء والتقنين الكهربائي القاسي، عددا من المواطنين الى قطع الطرق في اكثر من منطقة. ليس بعيدا، قال رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض: من ناحية البنزين الوضع أفضل من أزمة المازوت ولا أزمة كبيرة للبنزين والعملية هي عملية استمرارية.

 

الدواء

 

دوائيا، غرد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على «تويتر»: «لاستيراد الدواء بالقانون آلية معينة لا تسمح له بالدخول، الا اذا كان معتمدا من دول مرجعية، وحائزا على الاعتماد من مختبرات عالمية، وأجريت عليه دراسات إكلينيكية، لمطابقته مع الدواء البريند». وأضاف: «فوضى كبيرة في سوق الدواء، نقص حاد في الأدوية، بعضها يباع بسعر دولار السوق. الأمور أصبحت خارج السيطرة».

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأنباء الالكترونية:

 

لبنان ينجو من "قطوع أمني" على وقع التوتر الحدودي... وعون وميقاتي يؤجّلا الخلاف

 

 تجاوز لبنان قطوعاً أمنياً جديداً، بعد التداعيات الخطيرة التي رافقت الحدث جنوباً، إلّا أنّ صوت العقل والحكمة تغلّب هذه المرة أيضاً. وقد امتازت القوى السياسية جميعها بخطابها الرصين درءاً لأي فتنة. وكان بدوره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، صمّام أمانٍ للسلم الأهلي، معطياً توجيهاته منذ اللحظة الأولى بعدم الانجرار إلى ردّات الفعل، وتهدئة الشارع كما وسائل التواصل الاجتماعي، لينتصر الوعي، وينجو لبنان من خطرٍ هو بغنى عنه في ظل كل المأساة التي يعيشها الشعب اللبناني على كافة الصُعد. فالجبهات مستنفرة، والتوتر قائم. أمّا الاستنفار فمستمرٌ على الجبهة الجنوبية، ولكن الأكيد حتى الآن، وبناءً على تأكيدات حزب الله والعدو الإسرائيلي، أن لا رغبة، ولا مؤشّر، ولا استعداد للتصعيد والذهاب إلى مواجهة مفتوحة.


مصادر مطّلعة تؤكّد عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ ما يجري هو تثبيت لمعادلة ضربة مقابل ضربة، والحفاظ على قواعد الاشتباك بدون الدخول في معارك طويلة ولا مواجهات عسكرية. فالاتصالات المحلية والدولية بدأت للملمة ذيول ما جرى ولاحتواء أي محاولة للتصعيد.


الأكيد أنّ منسوب الضغوط يرتفع، ويبقى الحل مرتبطاً بتسويةٍ سياسية كبرى داخلياً، كما هو الحال بالنسبة إلى الوضع الخارجي، إذ أنّه لا يمكن النظر إلى الحل في لبنان بدون تسوية إقليمية.


وبانتظار هذه التسوية، يستمر التشاور في سبيل تشكيل الحكومة. بالأمس عُقد اللقاء السادس بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وهو لم يحمل جديداً باستثناء التفاؤل الذي عمل ميقاتي على بثّه بعد لقاء الخميس، وقال بعد اللقاء: "أمّا في ما يتعلّق بالموضوع الحكومي، فأنا وبكل صراحة كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع اليوم. وهذا كان قراري قبل دخولي للقاء الرئيس عون، فالصمت يبقى أبلغ من الكلام، والأمور في خواتيمها بإذن الله."


ورداً على سؤال عن استبدال وزارة المال للطائفة الشيعية بوزارة الداخلية، أجاب: "إنّ كل هذا الكلام، ومع احترامي للإعلام، هو كلام صحافي، وليس له أي أساس."


وأشار، رداً على سؤال عن موعد لقائه التالي مع الرئيس عون، إلى أنّه "ستكون هناك اتصالات غداً للاتّفاق على موعد اللقاء". وعن موضوع المداورة في الحقائب الوزارية قال: "إذا اتُّخذ القرار بعدم المداورة في الحقائب، فإن عدم المداورة سيشمل أغلب الحقائب".


وتكشف معلومات "الأنباء" الإلكترونية أنّ ميقاتي التقى يوم الخميس بموفد عن حزب الله حيث وضعه في أجواء آخر التطورات الحكومية. وتفيد المعلومات بأنّ عون وميقاتي اتّفقا على تأجيل البحث في المواضيع الخلافية، وخصوصاً المداورة وتوزيع الحقائب السيادية، إلى المرحلة المقبلة مقابل الإبقاء على البحث حالياً في ما يمكن الاتفاق عليه لجهة الحقائب الأخرى والأسماء.


وتفيد مصادر متابعة عبر "الأنباء" الإلكترونية بأنّ عون بقي مصراً على مسألة المداورة فيما ميقاتي يفضّل عدم فتح هذا الباب لأنه سيؤدي إلى مزيدٍ من العرقلة والتعطيل.


واتّفق الطرفان على أخذ وقت للتفكير والتشاور مع القوى الأخرى حول ما يمكن تحقيقه على صعيد المداورة، ليتمّ بعدها التواصل بينهما لتحديد موعد للقاء جديد.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram