صراع المليارديرات: ماسك وألتمان يتسابقان على زرع الشرائح الدماغية
يتسابق عملاقا التكنولوجيا، إيلون ماسك وسام ألتمان، على فتح جبهة جديدة في عالم الابتكار، تتمثل في ربط الدماغ البشري مباشرة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة قد تغيّر مسار مستقبل البشرية.
فعلى مدى السنوات الأخيرة، تحوّلت المنافسات بين أصحاب المليارات من استكشاف الفضاء وبناء سفن عملاقة إلى السيطرة على إمبراطوريات التواصل الاجتماعي، وصولاً اليوم إلى سباق على عقول البشر نفسها.
هذه المنافسة بين ماسك وألتمان ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى العام 2015 حين أسّسا معاً شركة OpenAI، التي أصبحت اليوم اسماً عالمياً في الذكاء الاصطناعي بفضل ابتكارها تطبيق "ChatGPT". ماسك كان المموّل الأكبر للشركة في بداياتها، لكنه استقال بشكل مفاجئ من مجلس إدارتها بعد ثلاث سنوات، ما أدى إلى انقسام علني وصراع مفتوح بين الرجلين.
منذ ذلك الحين، انكبّ ماسك على تطوير شركته Neuralink، التي أسسها عام 2016، وتقدَّمت لتصبح رائدة في مجال واجهات الدماغ – الحاسوب (BCI). الشركة طوّرت شريحة بحجم العملة المعدنية تُعرف باسم N1، تحتوي على نحو 1000 قطب كهربائي مثبتة على 128 خيطاً فائق الدقة أرق من شعرة الإنسان، وتُزرع داخل النسيج العصبي عبر جراح روبوتي. هذه الشريحة تلتقط الإشارات الكهربائية من الدماغ وتحوّلها إلى أوامر يفهمها الكمبيوتر بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وبدأت Neuralink منذ العام الماضي تجاربها السريرية على البشر في الولايات المتحدة. أول متطوع، نولاند أربو المصاب بالشلل، نجح في التحكم بجهاز كمبيوتر والكتابة ولعب الشطرنج وألعاب الفيديو بمجرد التفكير. لاحقاً، جرى زرع الشرائح لستة مشاركين إضافيين، مع خطط لتوسيع التجارب إلى بريطانيا في إطار دراسة تُعد الأولى من نوعها على مستوى أوروبا. كما جمعت الشركة 650 مليون دولار من الاستثمارات، لترتفع قيمتها السوقية إلى نحو 9 مليارات دولار.
في المقابل، يردّ سام ألتمان من خلال دعمه لشركة منافسة تُدعى Merge Labs، التي تسعى لتطوير واجهات دماغية أسرع وأكثر كفاءة عبر الذكاء الاصطناعي. ورغم أن ألتمان لن ينخرط مباشرة في إدارة الشركة، فإنه يسعى إلى تأمين تمويل أولي يصل إلى 250 مليون دولار لدفعها إلى حلبة المنافسة.
كلا الرجلين يصرّ على أن الهدف النهائي لهذه التقنية يتجاوز مجرد المظاهر التجارية أو الطبية، ليصل إلى فكرة "الاندماج" بين الإنسان والآلة. ماسك يرى أن دمج الدماغ بالذكاء الاصطناعي ضروري لضمان عدم فقدان السيطرة على أنظمة قد تتفوق على البشر. أما ألتمان فقد كتب عام 2017 أن البشر والآلات قد يصبحون كيانا واحداً بين عامي 2025 و2075، في سيناريوهات تشمل ربط الدماغ مباشرة عبر أقطاب كهربائية أو من خلال تفاعل عميق مع الروبوتات التفاعلية، مؤكداً إمكانية تحقيق "اندماج ناجح" بين الطرفين
ورغم أن هذه المشاريع تبدو اليوم على أطراف الخيال العلمي، فإن التقدّم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الطبية يجعلها أقرب إلى الواقع، وسط تساؤلات كبرى عن مخاطرها الأخلاقية وإمكاناتها غير المسبوقة في إعادة تعريف معنى أن تكون إنساناً.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي