افتتاحية صحيفة الأخبار:
بري يعاتب عون لمشاركته في «خديعة مدبّرة» | إيران تبلّغ من يهمّه الأمر: لن نتخلّى عن المقاومة
رغمَ المناخات السياسية السلبيّة التي أحاطت بجولته، والتصريحات العدائية تجاه إيران والحملات المنظّمة التي قادتها جهات سياسية لإلغاء زيارته، حطّ ممثّل المرشد الأعلى الإيراني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني في بيروت أمس، متجاهلاً الشكل النافر للدبلوماسية اللبنانية. وكان في استقباله ممثّل وزارة الخارجيّة رودريغ خوري، وسفير إيران في لبنان مجتبى أماني، وممثّلون عن الرئيس نبيه بري وحركة أمل وحزب الله وحركة حماس و«الجهاد الإسلاميّ». فيما تجمّع العشرات من مناصري المقاومة على طريق المطار لاستقباله. وهو باشر فوراً بعقد لقاءاته الرسمية من قصر بعبدا، مع الرئيس جوزاف عون قبل أن يلتقي الرئيس بري، ومن ثم رئيس الحكومة نواف سلام.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ اللقاء مع عون اتّسم بالصراحة التامّة من قبل رئيس الجمهورية الذي لم يخفِ وجود ضغوط دُولية على لبنان، مع التأكيد على حق الدولة في الدفاع عن سيادها. وكشفت المصادر أنّ عون «قطع الطريق على النقاش في ملف سلاح المقاومة، قائلاً إنّ القرار الذي اتّخذ صارَ في عهدة الحكومة والجيش اللبناني».
في عين التينة، كان اللقاء مريحاً، حيث أكّد لاريجاني «وقوف إيران إلى جانب لبنان والتزامها مساعدة المقاومة وجمهورها على كل المستويات»، كما أكّد على «ضرورة التصدّي للمشروع الأميركي والمؤامرة التي تحاك ضدّ لبنان، وأنّ لبنان ليس متروكاً وحده». وقالت المصادر إنّ لقاء لاريجاني بالرئيس بري «له بُعد يتعلّق بوحدة الموقف الشيعي في مواجهة التحديات». أمّا في السراي الحكومي، فكانَ واضحاً جداً أنّ التعليمات التي تلقّاها رئيس الحكومة من العاصمتين الأميركية والسعودية هي التعامل بأسلوب خشن مع زائره، فتقصّد الظهور بمظهر العبوس المتجهّم. ثم سرّبت أوساط رئيس الحكومة أنه «أبلغ ضيفه رسالةً مباشرةً ترفض أيّ تدخّلٍ في الشؤون الداخليّة، وحصريّة القرار داخل المؤسّسات الدستوريّة».
لكنّ لاريجاني، كان التقى في مبنى السفارة الإيرانية عدداً من الشخصيات السياسية الداعمة للمقاومة، وقال مشاركون في اللقاء إنّ لاريجاني «قدّم شرحاً عاماً للسياسة الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى أنّ الجمهورية الإسلامية تخوض حرباً مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّ أميركا هي مَن تشّن الحرب علينا وليس إسرائيل».
وقال لاريجاني إنّ «بلاده تقف إلى جانب حركات المقاومة في لبنان والمنطقة لأنها تواجه مثلنا مشروع الهيمنة»، مبدياً استغرابه من «اتّهام إيران بالتدخّل في شؤون بلدان المنطقة بينهما يأتي الأميركي والأوروبي من خلف المحيطات ليغيّر خرائط ويفرض واقعاً جديداً، فكيف يقبلون هذا التدخّل ولا يقبلون مساعدة إيران التي هي جزء من هذه المنطقة ونسيجها ودولة شقيقة تمدّ يدها وتسعى إلى التعاون مع كل الدول المحيطة بها»، مشدّداً على أنّ «سلاح المقاومة بالنسبة إلى إيران هو قضية مركزية ولن تتخلّى عنها». وكانَ لافتاً أنّ لاريجاني تحدّث بشكل عام «ولم يُجبْ تفصيليّاً على عدد من الأسئلة خاصة تلكَ التي تناولت التدخّل السعودي السلبي في لبنان ودفع الداخل اللبناني إلى الصدام والانفجار».
من جهة ثانية، لا يزال قرار الحكومة الذي تبنّى الورقة الاميركية يتفاعل داخلياً، وتحدّث مطّلعون عن «أنّ المتاريس السياسية، بدأت ترتفع، وأنّ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل مقطوعة مع رئيس الجمهورية كما مع سلام». وعلمت «الأخبار» أنّ «الرئيس برّي لم يكن متجاوباً مع عدد من الرسائل التي وصلته من بعبدا، إلى أن استقبل المستشار في القصر الجمهوري اندرة رحال موفداً من الرئيس عون وأسمعه كلاماً عالي اللهجة، وأبلغه بأنّ ما حصل ليسَ مقبولاً على الإطلاق، بل هو خديعة مدبّرة». وفيما لم تستمر الجلسة لأكثر من نصف ساعة، قال بري «لقد كانَ هناك اتفاق بيننا على مناقشة الورقة وترك الأمور مفتوحة من دون حسم أو تحديد مهلة زمنية، كي نصل إلى تفاهم، ولا يعتقد أحد بأنني على خلاف مع حزب الله فهناك موقف شيعي عام ممتعض ممّا حصل».
ولفت المطّلعون إلى أن عون يروّج أمام زوّاره عن وجود «تمايز بين بري وحزب الله»، ما استفزّ رئيس المجلس على وجه التحديد، فكان أن وصلت إلى بعبدا رسالة حاسمة وواضحة بأنّ «المعطيات التي في حوزته ليست دقيقة وأنّ الموقف الشيعي موحّد، وأنّ ما فعله خلق أزمة بينه وبينَ المكوّن الشيعي وليس فقط مع حزب الله».
************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو لـ«إسرائيل» الكبرى من السعودية ومصر إلى لبنان وسورية والعراق والأردن
لاريجاني لسنا نحن مَن أعطاكم ورقة مكتوبة للتعليمات ووضع لكم جدولاً زمنياً لتنفيذها
سلام يطلب تأييد قرارات الحكومة كدليل على دعم لبنان… وإيران تدعم
تلقى حكام العرب صفعة إسرائيليّة قاسية مع إعلان رئيس حكومة الكيان عن تمسكه بخريطة «إسرائيل» الكبرى كهدف لحكومته «المكلفة بمهمة ربانية»، ووفقاً للخريطة التي حملها نتنياهو وعرضها من منصة الأمم المتحدة قبل سنة، تضمّ «إسرائيل» الكبرى كل فلسطين والأردن ولبنان وسورية والعراق وبعضاً من الجغرافيا السعودية والجغرافيا المصرية، وجاء الرد العربيّ دون المستوى كالعادة فصدرت بيانات تنديد من الجامعة العربية والعواصم السعودية والمصرية والأردنية والعراقية، بينما لا تعليق في سورية ولبنان.
ما فعله نتنياهو هو التحدّث بصراحة عن كيفيّة تفكيره وما فعله العرب هو التعبير عن خشيتهم من فعل ما يجب عليهم فعله، ونتنياهو صاحب كتاب «مكان تحت الشمس» عام 1993، يقول علناً إنه يريد احتلال البقاع والجنوب في لبنان والوصول إلى مشارف دمشق في سورية وأطراف الموصل في العراق وأجزاء من مصر والسعودية، كحدّ أدنى من خريطة طموحة لـ»إسرائيل» الكبرى تشمل كل جغرافيا هذه الدول، ويصف هذا الحد الأدنى بحدود الأمن الإسرائيلي، لكن مَن يُقنع رئيس حكومة لبنان والرئيس السوري والرئيس الفلسطيني عدا حكام الأردن ومصر والسعودية والعراق بأن بلادهم وثرواتهم تحت منظار التصويب الإسرائيلي، وأن لا شيء يردع «إسرائيل» مما يتوهّمون من علاقات دوليّة ومساعٍ دبلوماسية قالت حرب غزة إنّها بلا قيمة ما لم تكن هناك قوة تردع، أو بالحد الأدنى التسبّب بالضغط الاقتصاديّ والقطيعة السياسيّة، لكن حتى الآن لا حياة لمن تنادي، ولذلك يمدّ نتنياهو قدميه حيثما شاء.
في لبنان انتهت زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني، بعد يومين من الصخب الإعلامي شارك خلالهما المسؤولون في الحكومة اللبنانية بالحديث عن مفهوم للسيادة يصوّر إيران كدولة تتدخل في شؤون لبنان وتضع مقياساً لدعم لبنان هو مساندة قرارات الحكومة، والموضوع المطروح لهذا الدعم هو نزع سلاح المقاومة، وقد نجح لاريجاني بكسر موجة الخطاب الرسميّ بالإشارة إلى التعدد اللبناني ومخاطر الانقسام في لبنان نظراً لما يقوله التاريخ وإعلان أن إيران تدعم التوافق اللبناني، أما عن السيادة والتدخل في شؤون لبنانيّة، فقال لاريجاني مخاطباً المعنيين، لسنا نحن مَن قدّم لكم ورقة بالتعليمات ووضع لكم جدولاً زمنياً لتنفيذها، فلا تخطئوا معرفة الصديق من العدو، والمقاومة رصيد لكل لبنان بوجه الاحتلال والعدوان اللذين لا يتوقفان عن السيطرة على الأرض اللبنانية وقتل المواطنين اللبنانيين.
وفيما تتوالى فضائح حكومة الرئيس نواف سلام بعد القرارات المشؤومة التي اتخذتها، وتبني حكومة بنيامين نتنياهو تقديم المساعدة للحكومة لإضعاف حزب الله وقرارات نزع سلاحه بموازاة إرباك تعيشه الحكومة وعهد الرئيس جوزاف عون الذي نقل عنه بعض المقرّبين وفق معلومات “البناء” عدم اقتناعه بقرارات الحكومة الأخيرة بحصريّة السلاح بيد الدولة، لكنه اعتقد أن ذلك يجنّب لبنان عدواناً إسرائيلياً موسّعاً كانت تتحضر “إسرائيل” لشنه على لبنان خلال الأسبوع الماضي.
وخطفت زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني الى لبنان الأضواء، حيث كانت زيارة ناجحة بكل المعايير، رغم محاولة وزير خارجية القوات اللبنانية جو رجي إلغاءها بالتعاون مع رئيس الحكومة وكل محاولات التشويش عليها تحت شعار السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية! فيما ذكّرت مصادر سياسية بوقاحة المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس خلال زياراتها إلى لبنان، بشكرها “إسرائيل” من منبر قصر بعبدا على هزيمة حزب الله وتمخترها وتبخترها حاملة صاروخاً للمقاومة من مخازن الجيش اللبناني في الجنوب، ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن من المضحك المبكي أن المسؤولين اللبنانيين الذين يقدّمون محاضرات بالسيادة والاستقلال للمسؤول الإيراني علي لاريجاني هم الذين خضعوا وركعوا أمام المبعوث الأميركي توم باراك وأقروا تحت تهديد عصاه الغليظة ورقته التي تحمل الشروط الإسرائيلية. وتساءلت المصادر هل هناك سيادة بسمنة وسيادة بزيت؟ لماذا تصمت الأفواه حيال كل الانتهاكات الأميركية والسعودية للسيادة والتدخلات بالشؤون الداخلية ويبدأ التشدّق بالسيادة عندما يأتي مسؤول إيراني لزيارة لبنان؟
وتوقفت المصادر عند فضيحة كلام نتنياهو حول مساعدة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله، والفضية الأخطر هو صمت الحكومة المريب حيال هذه التصريحات، وكذلك كلام نتنياهو أمس، عن نيته ضمّ مناطق واسعة في لبنان ومصر والأردن وسورية الى “دولة إسرائيل”.
الى ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. وأكد الرئيس عون أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين. وشدّد رئيس الجمهورية على أن لبنان وطن نهائيّ لجميع أبنائه، مسيحيّين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكوّنات اللبنانية.
ولفت الرئيس عون المسؤول الإيراني إلى أن من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، واذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، “لكننا نحن في لبنان نسعى الى تحقيق مصالحنا”. وأضاف: “نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانيّة آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أيّ دولة أخرى ويحترم خصوصيّاتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخليّة.
غير أن أوساطاً سياسيّة سألت رئيس الجمهورية: هل ما يقوله ينطبق على التدخلات الأميركية والسعودية الفاضحة بالشؤون الداخلية اللبنانية؟
من جانبه، جدّد لاريجاني موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسميّة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومن بعبدا، توجّه لاريجاني إلى عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأكد بعد اللقاء أن “لبنان هو بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه”. وقال “نحن مؤمنون أن من خلال الحوار الودّي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة”. وأكد أن “وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والازدهار أمر مهمّ، وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول، لافتاً إلى عدم تأييده “للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما”، ورأى أنه “ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان”. وقال “رسالتنا تقتصر على نقطة واحدة، إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات”. وأبدى “احترامه لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها”.
وحطّ لاريجاني والوفد المرافق، في السراي الحكومي بحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أكد أن “التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانيّة اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، تشكّل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز”.
وقال “قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيّون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد”.
وردًا على سؤال حول سبب عدم لقائه وزير الخارجية يوسف رجّي، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: “وقتنا ضيّق”.
وسخرت الأوساط السياسية من كلام سلام، معتبرة أن مفهومه للسيادة بالتعامل مع إيران يختلف عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، حيث تمّ استدعاؤه إلى فرنسا قبل القرارات المشؤومة، ونفذ الأوامر الأميركية بوقت قياسيّ، ولم يتسلح بذرة سيادة واستقلالية لتأجيل جلسة الثلاثاء إلى الخميس بطلب من وزراء “الثنائي”، لسبب أن الأمير السعودي يزيد بن فرحان طلب حسم إقرار بند حصرية السلاح في الجلسة.
وأشار لاريجاني، في كلمة من مرقد الأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصرالله، الى أن “إذا أردتم السير على درب الشهيد السيد حسن نصرالله فواجبكم الصمود على المقاومة”، مؤكداً أن “حزب الله هو مفخرة ومدعاة للكرامة والعزة”.
وقال لاريجاني “الشهيد السيد حسن نصر الله كان رجلاً عظيماً وكان رأس مال كبيراً للعالم الإسلامي أجمع، وصحيح أننا فقدنا هذا الشهيد لكن أبناءه الذين تتلمذوا في مدرسته ما زالوا أحياء”، مضيفاً “حقد البعض لكم هو سبب تأثيركم وصلابتكم”.
واستقبلت لاريجاني حشود واسعة من جمهور المقاومة انتظرته على جانبي طريق المطار وفي منطقة “الكوكودي”، حاملين الرايات الصفراء والأعلام اللبنانية والإيرانية. كما التقى مجموعة واسعة من فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية والقومية، وعدد من الإعلاميين.
ولفتت مصادر مطلعة على الزيارة لـ”البناء” أن زيارة لاريجاني في هذا التوقيت الحساس والخطير الذي يمرّ فيه لبنان والمنطقة، يحمل جملة رسائل للأميركيين والسعوديين بأن إيران لن تترك حلفاءها ولن تخلي الساحة للأميركيين والسعوديين الذين يتقدمون بموقفهم السلبيّ على الأميركيين عبر تدخل الأمير يزيد الفاضح وزيارات السفير السعودي في لبنان الذي يجول على مرجعيات ونواب الطائفة السنية وبعض الشخصيات السياسية المسيحية والدرزية لتحريضهم ضد سلاح المقاومة. كما وجّه لاريجاني رسالة الى قيادة حزب الله والمقاومة وجمهورها بأن إيران مستمرة بدعم المقاومة ولن تقبل الاستفراد الأميركي الإسرائيلي والسعودي بمقاومة لبنان وأن إيران مستعدة لدعم المقاومة في لبنان بما تطلبه. كما حملت زيارة لاريجاني الآتي من بغداد، رسالة مفادها أن تكرار العدوان على لبنان من “إسرائيل” أو أي جبهة أخرى، قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة برمّتها.
وفي رد على زيارة لاريجاني إلى لبنان، زار رئيس الأركان الإسرائيلي إحدى التلال المحتلة في جنوب لبنان.
ميدانياً، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن “غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في بلدة حداثا قضاء بنت جبيل أدّت إلى سقوط شهيد”.
في المواقف شدّد الوزير السابق مصطفى بيرم على “أن المقاومة هي التي تمثل السيادة، وتوجّه للذين يسألون ماذا قدمت المقاومة، وقال” فلتعرفوا أنه لولا المقاومة لكانت “إسرائيل” الآن في بعبدا وبيروت، ولتنظروا إلى التجربة في جارتنا سورية، سورية التي لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان، هاجمتها “إسرائيل” وأصبحت تحتل مساحات واسعة منها تعادل مساحة لبنان أو أكثر دون أن تنتظر ذرائع، فهي عدو توسعيّ احتلاليّ عنصريّ لا يحترم المستسلمين، ولا مكان للمستسلمين في هذا الزمن، لذا فإن خيارنا هو التمسك بالمقاومة ونهجها لأنها هي التي تصنع دولة قادرة ومقتدرة وعزيزة”.
بدوره، شجب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، “إعلان نتنياهو تنفيذه خرائط مشروع إسرائيل الكبرى، في سياق إصراره على قتال الجبهات الموصل لهذا الحلم الإرهابي الأخطر. وهذا يعني أننا في قلب أزمة وجود كبرى تطاول نصف بلاد العرب، بل وتضرب عمق بلادنا العربيّة الاستراتيجيّ، وتؤكد المؤكد منذ العام 1948، على أن ما يجري في قطاع غزة والضفة وجنوب سورية وغيرها… دليل مطلق على وحشيّة هذا الكائن الصهيونيّ الأميركيّ الذي يعتاش على ابتلاع بلاد العرب بالقوة والاحتلال، والعين على أنظمة التطبيع وحكام الطاعة الأميركيّة للخروج من أسوأ كابوس سياديّ”.
وأضاف البيان: “حكومة لبنان وسلطاته التنفيذية معنية بالجواب الممنوع والموقف المقموع وسط شلل سيادي وفضيحة وطنية لا سابق لها على الإطلاق، علّ حكومة هذا البلد تفهم ما قاله رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير اليوم فوق أرض لبنان المحتلة، ومن دون خشية من حكومة هذا البلد المنهزمة والتي لا تعرف لغة العنتريّات إلا اتجاه شعبها، فقط لأنّ بعض مَن بهذا البلد يقمع الجيش اللبناني العزيز من القيام بأكبر وظائفه السيادية، ولا حل في وجه هذا الطغيان الصهيوني إلا الممانعة السيادية وإسقاط الجوقة الحكوميّة المستسلمة فضلاً عن تأكيد الخيار الإستراتيجي جيش شعب مقاومة كأساس سيادي ووجودي لهذا البلد بعيداً من الاستسلام الحكومي الذي يهدّد أصل وجود لبنان”.
على صعيد آخر، أشار وزير الإعلام بول مرقص الذي تلى مقرّرات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي إلى أن “ الموافقة على تطويع نحو 1500 رقيب لصالح قوى الأمن الداخلي، موضحاً بأنه تمّت الموافقة على تطويع رقيب متمرن اختصاصي وعادي عدد 500 ودركي متمرن عدد 1000 لصالح قوى الأمن الداخلي والموافقة على استخدام 56 أجيراً لصالح قوى الأمن.
وأعلن بأنه تم تعيين محمد سليم زعتري مديراً عاماً لمستشفى بيروت الجامعي، على أن يتم استكمال التعيينات لسائر مجالس إدارة المستشفيات الحكومية.
وأعلن عن جلسة حكومية غداً الخميس في السراي عند الساعة ٣ لاستكمال البحث في البنود الواردة في جدول الأعمال، والتي لم يتسنّ للحكومة درسها.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
مواقف حاسمة لعون وسلام أمام لاريجاني: رفض التدخل الإيراني والاستقواء ليس مسموحاً
لقاء لاريجاني مع رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا الحكومية، أبرزت أجواؤه المشدودة صورة التجهم التي ارتسمت على وجه سلام خلال اللقاء
طبقاً لما أوردته "النهار" أمس حيال توقّع تلقي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني "الرد السيادي" اللبناني من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، تحوّلت "العراضة الإيرانية" الهادفة إلى إبراز نفوذها عبر "حزب الله"، على رغم تلقيها ضربة حربية ساحقة، وبعد الضربات القاصمة التي تلقاها حليفها وذراعها في لبنان، إلى نكسة نوعية غير مسبوقة أثبتت فعلاً أن الموفد الإيراني لا بد من أن يكون "صدم" بلبنان الآخر المختلف الذي دأب مع أسلافه من الموفدين والمسؤولين على الاستهانة بتوظيف صلفهم الديبلوماسي لديه. ومع أن لاريجاني لم يجد حرجاً في عين التينة أن ينصب نفسه "ناصحا" للبنانيين بالحفاظ على "المقاومة" وأن يرد مباشرة على الأميركيين، كاشفاً هدف طهران السافر في استعمال لبنان ساحة للبريد المباشر مع واشنطن، فإن الكلام الكبير والاستثنائي الذي سمعه مباشرة من رئيس الجمهورية أولاً، وبعده بساعات بما يتطابق معه تماماً من رئيس الحكومة، شكّل الحدث والتحوّل النوعي البارز في النبرة الديبلوماسية السيادية التي ردّ بها الرئيسان عون وسلام على سلسلة المواقف المنتهكة للأصول والمنطوية على تدخلات سافرة في لبنان لمسؤولين إيرانيين في الأيام الماضية. كما أن وزير الخارجية يوسف رجي الذي لم يلتق لاريجاني لم يتردد في التعليق على تبرير لاريجاني لعدم لقائه بأن "لدينا ضيق في الوقت" فرد رجي "أنا حتى لو عندي وقت ما كنت التقيت فيه".
الجانب الآخر الذي واكب زيارة لاريجاني تمثل في الاستقبال الاستفزازي الذي نظمه أنصار "حزب الله" للموفد الإيراني عند طريق المطار صباحاً، وبدا أشبه برد مباشر من الحزب على المواقف التي كانت طالبت بعدم استقبال لبنان للاريجاني رداً على التصريحات الاستفزازية لعدد من المسؤولين الإيرانيين.
إذن، اكتسب كلام الرئيس عون أمام لاريجاني دلالات بالغة الأهمية، إذ أبلغه "أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل"، لافتاً إلى "أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة". وأكد "أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين". وشدّد على "أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كل المكونات اللبنانية، ومن يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، لكننا نحن في لبنان نسعى إلى تحقيق مصالحنا". وأضاف: "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية. وإذا كان عبر التاريخ اللبناني ثمة من استقوى بالخارج على الآخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غالياً، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن يحمل أحد السلاح ويستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر". وشدّد على "أن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء. وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، ولعل أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وهذا ما نعمل له ونأمل بأن نلقى التعاون اللازم، لا سيما وأننا لن نتردد في قبول أي مساعدة في هذا الصدد".
وذُكر أن لاريجاني جدّد أمام عون "موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ومن بعبدا، توجّه لاريجاني إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال بعد اللقاء: "نحن مؤمنون أنه من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة"، لافتاً إلى عدم تأييده "للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما"، وموضحا أنه يعني الورقة الأميركية إلى لبنان. ورأى أنه "ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان". وقال "رسالتنا تقتصر على نقطة واحدة، إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات". وأبدى "احترامه لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها… وعليكم أن تمیّزوا بين الصديق والعدو، وعليكم أن تعوا وتعلموا بأن المقاومة هي رأس مال عظيم وكبير لكم. إنهم يريدون من خلال الإعلام الكاذب أن يضللوا الرأي العام حول التمييز من هو العدو ومن هو الصديق، عدوكم هي إسرائيل التي اعتدت عليكم، وصديقكم هو الذي تصدى لإسرائيل وواجهها وعليكم أن تعرفوا الفرق بينهما".
أما لقاء لاريجاني مع رئيس الحكومة نواف سلام مساء في السرايا الحكومية، فأبرزت أجواؤه المشدودة صورة التجهم التي ارتسمت على وجه سلام خلال اللقاء، حيث أكد الرئيس سلام "أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، لا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، تشكّل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز". وأضاف: "لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقاً على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية. بناء عليه، فإن لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد".
وتابع: "قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد". وأضاف: "لبنان، الذي كان أول المدافعين عن القضية الفلسطينية، ودفع أغلى الأثمان بوجه إسرائيل، وليس بحاجة إلى دروس من أحد. والحكومة اللبنانية ماضية في استخدام كل الوسائل السياسية والديبلوماسية والقانونية المتاحة، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها".
وإلى ذلك، عقد مجلس الوزراء في السرايا جلستين قبل الظهر وبعده لإقرار جدول أعمال من 61 بنداً، وسيعود لعقد جلسة ثالثة بعد ظهر اليوم لإنجاز إقرار جدول الأعمال. وأعلن وزير الإعلام بول مرقص أن رئيس الحكومة، طلب من الوزارات والإدارات العامة اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات في ما خصّ التأكد من تقيّد جميع أصحاب المولدات بالقوانين وأن على الوزارات التأكد من التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة الرسمية وبتركيب العدادات. ومنح أصحاب المولدات مهلة 45 يوماً كحد أقصى لتسوية أوضاعهم. وعيّن مجلس الوزراء محمد سليم زعتري مديراً عاماً لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، على أن يتم استكمال التعيينات لسائر مجالس إدارة المستشفيات الحكومية. ووافق على تطويع رقيب متمرن اختصاصي وعادي عدد 500 ودركي متمرن عدد 1000 لصالح قوى الأمن الداخلي، والموافقة على استخدام 56 أجيراً لصالح قوى الأمن. كما وافق المجلس أيضاً على تشديد العقوبات على التعرض للأطباء والصيادلة والممرضين والممرضات وسائر العاملين في القطاع الصحي. ولم يوافق على اقتراح قانون يرمي إلى تعديل صلاحيات المحقق العدلي لجهة قبول المذكرات وقرارات التوقيف وإخلاء السبيل كافة وإخضاعها لطرق مراجعة وطعن معينة.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
سحب سلاح حزب الله: تساؤلات حول كيفية التنفيذ... عون: نرفض التدخّل بشؤوننا.. ولاريجاني: أنتم أسياد قراركم
كأنّ طائر الشؤم استوطن الأرجاء، وأعدم الخبر الفرح وأيقظ القلق في نفوس كلّ اللبنانيين، وخطف لحظة الأمان التي طالما حلموا بها، وألقى بهم داخل فيلم رعب طويل، أبطاله اصطفافان سياسيان ممترسان بمواجهة بعضهما البعض على حلبة قراري الحكومة بسحب سلاح «حزب الله» والموافقة على أهداف الورقة الأميركية، يحتشد مع كلّ منهما وحولهما، من يصحّ وصفهم بغربان تعبث بمصير اللبنانيين، وتنعق بالخراب والدمار، وتنفث أحاديث ملوّثة بالشحن والتحريض، وبروايات مسمومة تثير الذعر من أهوال خريفية تترصّد البلد، وتهدّد بسوقه إلى مكان قد لا يستطيع أن يعود منه، وتهدّد ناسه، وتماسكه، وكيانه، بضربة قاصمة سيكون من المستحيل على لبنان واللبنانيين تحمّلها.
هذه هي صورة البلد في هذه الأيّام؛ كلّ ما يساهم في التوتير السياسي وغير السياسي، وفي توسيع فجوة الخوف في نفوس اللبنانيين، وفي تذخير عوامل سقوط او إسقاط الهيكل على رؤوس الجميع، حاضر فيها ويتحرّك مطلق الحرّية بلا حسيب أو رقيب، فيما الغائب عن هذه الصورة، هو الصوت العاقل الذي يفتقده البلد في مرحلة هي الأخطر في تاريخه، لينتصر بجدّ لمصلحته، وليصرف الجهد الأكبر على قلب هذه الصورة السوداوية، وليواجه هذا الواقع بـ«لا» قوية وحاسمة، لهذا الإنحدار، مقرونة بجهد صادق وعمل جاد لتلافي هذا المصير المشؤوم. والمسؤولية تقع على كلّ الحريصين على البلد، وأمنه واستقراره وأمان أهله، بل على بقائه، وبالدرجة الأولى على من هم في سلطة القرار الرسمي وغير الرسمي، لتجنيبه تجرّع سمّ السقوط في التهلكة، التي إنْ سقط فيها، لا قدّر الله، فآنئذٍ لا ينفع ندم، والسلام لراحة نفس البلد.
ماذا بعد آب؟
سؤال وحيد يطوف في الأرجاء: ماذا بعد شهر آب، وهل للتخويف من شهر أيلول ما يبرّره؟
واقع البلد حالياً، دخل في ما تبدو أنّها مراوحة في الفراغ، مداها من الآن وحتّى آخر الشهر الجاري، وهي الفترة الممنوحة من قبل الحكومة للجيش اللبناني لإعداد خطة لسحب سلاح الحزب، يبدأ سريانها اعتباراً من لحظة جهوزها للتنفيذ حتى آخر السنة. وتبعاً لذلك، سألت «الجمهورية» مرجعاً سياسياً حول ما يُشاع من تطورات دراماتيكية قد تُدخل لبنان في مرحلة غاية في الخطورة اعتباراً من اول ايلول المقبل، فردّ بسؤال: «ليش ايلول، وليش مش قبل ايلول او وليش مش بعد ايلول»؟ وقال: «لعبة المواعيد، لعبة سخيفة اعتدنا عليها في كلّ الازمات، وبالتالي لا أساس لها».
وأضاف: «هذه اللعبة ليست بريئة بالتأكيد، فكل هذا الذي يُروّج له، القصد منه الضغط والتهويل وتخويف الناس، و»من شغل» الراغبين بتخريب البلد».
الّا أنّ المرجع السياسي عينه، رسم صورة سوداوية لحال البلد وقال: «الوضع صعب ومعقّد جداً، وأزمة (قراري الحكومة) ولاسيما قرار سحب السلاح مسدودة بالكامل، لا توجد فيها نافذة مفتوحة على حلّ. ولكن في مطلق الأحوال لن يبقى الحال على ما هو عليه، فلكلّ شيء نهاية، ربما تكون هذه النهاية في المدى المنظور، وربما تكون في المدى البعيد، ولكن ما أجزم به الآن هو أنّ الجميع ومن دون استثناء أحد قلقون ومتهيّبون مما وصلنا اليه، واكثر من ذلك، لا أحد في كلّ المواقع السياسية والرسمية يعلم علامَ سترسو عليه الأمور، يعني ما حدا حالياً عارف شو رح يصير ولوين رايحين».
كيفية تنفيذ القرار
الجيش كما هو واضح، يحيط ما أوكل إليه بسريّة مطلقة وكتمان شديد، وهذا أمرٌ طبيعي جداً، فلا كلام مباشراً أو مسرّباً من قبله، وفي الوقت نفسه، تجاهلٌ تام لما يُقال على ضفتي قرار سحب السلاح، من مديح مبالغ فيه للجيش من قبل مؤيّدي القرار، وثقة زائدة لدى هؤلاء بإنجازه الخطة وتنفيذها من دون الرضوخ لأيّ مؤثرات سياسية او غير سياسية، وأيضاً، من مديح مبالغ فيه، للمؤسّسة العسكرية من قبل معارضي القرار، وهجومهم على الحكومة لحشرها الجيش بمهمّة غاية في الخطورة، ورميها ما يسمّونها «كرة النار» في يده.
مصادر متابعة لقرار سحب السلاح وما يحوط به، تؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّ «مؤيّدي قرار الحكومة ومعارضيه يحاولون أن يأخذوا الجيش كلّ إلى معسكره، وهذا أمرٌ لا يخدم الجيش، بل من شأنه أن يسيء له كمؤسسة هي الوحيدة في البلد التي ما زالت تحظى بالإجماع عليها، وتبعاً لذلك، أمرٌ طبيعي جداً إلّا تتفاعل المؤسسة العسكرية مع أي طرف دون آخر، ولا تتأثر بما يُقال من هنا وهناك، وبالتالي فإنّ الرهان على ان تكون مع طرف ضدّ آخر، هو رهان خاسر سلفاً».
على انّ مصادر سياسية لا تقلّل من حجم المهمّة الموكلة للجيش، وتؤكّد لـ«الجمهورية» ثقتها بأنّ أمر الخطة وتحديد مراحلها التنفيذية محسوم من حيث المبدأ، وبمعنى أوضح لا تعتري وضع الخطة النظرية ايّ صعوبة أو تعقيد، ولكنّ كيفيّة التنفيذ هي الأساس، ومرتبطة بالغطاء السياسي، الذي يوفّره قرار السلطة السياسية التي تقع عليها وحدها مسؤولية تحديد كيفية سحب السلاح، سواء أكان بالتراضي والتوافق، او بغير ذلك.
وإذا كانت الحكومة قد اتخذت ما وصف بالقرار الصعب في ما خصّ سحب السلاح، فإنّ كيفية تنفيذه بعد إنجاز خطة الجيش في هذا الشأن، كما تقول المصادر السياسية عينها، هي الأصعب وليست بالسّهولة التي يفترضها المتحمسون لقرار الحكومة، بل يعتريها قدر عالٍ من الدقة والحساسية. والحكومة في هذه الحالة، لا تستطيع ان تحصر دورها فقط باتخاذ القرار بسحب السلاح، وتلقي بمسؤولية تحديد كيفية التنفيذ على الجيش، ففي هذا الحصر مجازفة، بل إنّ الكرة في نهاية المطاف هي في ملعبها، لتحدّد كيفية التنفيذ، علماً أنّ تنفيذ قرار سحب السلاح بأيّ شكل كان، سواء بالتراضي والتفاهم او غير ذلك، تعتريه صعوبة كبرى، في ظل الرفض القاطع لقرار الحكومة، من قبل الجهة المعنية بالسلاح، أي «حزب الله» الذي قرّر التعامل مع القرار وكأنّه غير موجود، وسبق وأعلن على لسان كلّ مستوياته القيادية والسياسية انّه لن يتخلّى عن السلاح أبداً، ومهما كلّف الأمر.
وتواكب موقف الحزب هذا مع تحذيرات من دخول البلد في خراب شامل، في حال تمسكت الحكومة بقرارها ومضت نحو تنفيذه.
السفراء يدعمون
وسط هذه الأجواء، تؤكّد معلومات ديبلوماسية، أنّ قرار الحكومة بسحب السلاح يحظى بإجماع ديبلوماسي عربي وغربي عليه، ودعم مطلق للحكومة لتنفيذه في أسرع وقت ممكن.
وتُنسب المعلومات إلى ديبلوماسي غربي خلال جلسة نقاش بين مجموعة من الديبلوماسيين العرب والأجانب قوله: «إنّ قرار الحكومة اللبنانيّة بحصريّة السلاح في يد الدولة اللبنانية سيُحدث بالتأكيد نقلة نوعية للبنان بالشكل الذي يخدم مصلحته على نطاق واسع».
وأكّد الديبلوماسي عينه «أنّ كل الدول الصديقة للبنان تواكب مجريات الوضع في لبنان، وملتزمة بدعم الحكومة اللبنانية في توجّهها لإنهاض الدولة اللبنانية، ورفع الضرر الكبير الذي أحدثه تسلّط «حزب الله» عليها، وطال كل اللبنانيين».
وفي جلسة النقاش ذاتها، لاحظ سفير دولة عربية كبرى «أنّ اكثرية الشعب اللبناني تريد الخلاص من وضع تحكّم فيه هذا الحزب لسنوات طويلة، وأخضع لبنان لسياسات غريبة عنه، تقودها جهات لا تريد الخير للبنان».
ونُقل عن السفير عينه قوله ما حرفيته: «قرار حكومة لبنان بسحب سلاح «حزب الله» مقدّر من قبلنا، كما من أصدقاء وأشقاء لبنان، فهو قرار جريء، أثبتت الحكومة من خلاله شجاعة في رفض الاستسلام للأمر الواقع كما كان الحال في السابق، واختارت سلوك المسار الصحيح بقرار سحب سلاح «حزب الله»، الذي يستجيب لما تطالب به أكثرية الشعب اللبناني».
ولفت إلى أنّ «ما نؤكّد عليه في هذا المجال هو انّ هذا القرار يجب ان يُطبّق، ولا نحبّذ الدخول في أي مساومة عليه او أي مفاوضات حوله، ونعتقد أنّه اتُخذ ليُطبّق. فمصلحة لبنان كما نراها لا تكمن فقط في سحب السلاح بل تكمن ايضاً في تحرّر لبنان بالكامل من هذا الحزب، وما يشكّله من عبء وخطر على المجتمع اللبناني بأسره».
لا للتدخّل في شؤوننا
في هذه الأجواء، حضرت إيران في المشهد السياسي الداخلي، عبر زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الذي التقى الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، وزار ضريح الامين العام السابق لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.
وتبلّغ لاريجاني من الرئيس عون «أنّ لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل»، لافتاً إلى «انّ اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة». واكّد «انّ الصداقة التي نريد ان تجمع بين لبنان وإيران لا يجب ان تكون من خلال طائفة واحدة او مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين».
واكّد عون «انّ لبنان الذي لا يتدخّل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها ايران، لا يرضى ان يتدخّل احد في شؤونه الداخلية. واذا كان عبر التاريخ اللبناني ثمة من استقوى بالخارج على الآخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غالياً، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي انّه من غير المسموح لأيّ جهة كانت ومن دون أي استثناء ان يحمل احد السلاح ويستقوي بالخارج ضدّ اللبناني الآخر».
وخلال اللقاء اكّد لاريجاني «انّ ايران ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على كافة الأصعدة»، لافتاً إلى انّ بلاده لا تتدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية، واقترح استحداث صندوق لإعادة اعمار المناطق التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي، مبدياً استعداد بلاده للمشاركة فيه. مؤكّداً انّ إيران لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في الصداقة او في العلاقات مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهي راغبة في مساعدة لبنان اذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك.
في عين التينة، أكّد لاريجاني «رسالتنا تقتصر على نقطة أساسيه بحتة بأنّ ايران تريد ان تكون دول المنطقة سيّدة نفسها ومستقلة في قراراتها ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من ما وراء المحيطات والبحار». وقال: «لم نحمل معنا ايّ خطة للبنان، الّا انّ الأميركيين هم الذين أتوا لكم بورقة من عندهم. نحن دوماً نقول لكم بأنكم أنتم أسياد قراركم. وعليكم اخذ الحيطة والحذر حتى لا تعيد إسرائيل الاعتداء عليكم. وميّزوا بين الصديق والعدو. واعلموا أنّ المقاومة هي رأس مال عظيم وكبير لكم، وننصح بالحفاظ عليها».
واكّد أنّ «على الدول الّا توجّه اوامرها من الخارج إلى لبنان. فالشعب اللبناني شعب ابي وشجاع يستطيع اتخاذ القرار بنفسه، وأي قرار ستتخذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع فصائل لبنان نحن نحترمها تماماً». مشيرا إلى أنّ «حزب الله» والحكومة يتمتعان بفهم وإدراك عميق ودقيق في الظروف الحالية. واني واثق تماماً انّ الامور لا تتّجه نحو التصعيد. ونحن نستبشر خيراً ومتفائلون لمستقبل لبنان».
وقال: «ايران لا تنوي على الإطلاق التدخّل في شؤون أي دولة كانت بما فيها لبنان»، مشيراً إلى «انّ الذي يتدخّل في شؤون لبنان الداخلية هو الذي يقدّم ويزودكم بورقة ويحدّد جدولاً زمنياً من آلاف الكيلومترات»، ولافتاً الى انّ «اي طلب من الحكومة اللبنانية للمساعدة، فنحن جاهزون».
وفي السراي الحكومي، أكد الرئيس سلام خلال اللقاء مع لاريجاني أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، تشكّل خروجاً صارخاً عن الاصول الديبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز.
وقال: «إن لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد». وأكد ان «قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد».
كذلك اكد سلام ان «لبنان بلد صغير عانى طويلاً من تدخل الآخرين وهذه صفحة آن الاوان لطيها، فأهل مكة أدرى بشعابها، ولبنان لن يقبل أن يُستعمل منبراً لتصفية حسابات أو ساحة لرسائل إقليمية. قراراتنا السيادية، نابعة من مصلحتنا الوطنية، بما فيها أي خطط او جداول زمنية».
**************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
جولة لاريجاني في اشتباك إيراني - أميركي.. وسلام: لم نعد ساحة لتصفية الحسابات
إقرار مساعدة للقطاع العام وتطويع 1500 دركي.. وجولة استفزازية لزامير في الجنوب
عاد المستشار الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني إلى بلاده، بعد يوم حافل من اللقاءات السياسية الرسمية على مستوى الرؤساء الثلاثة: جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، وعلى المستوى الحزبي والفصائل أي الجهات الحليفة، بما فيها حزب الله، في السفارة الايرانية.
لبنان قال للاريجاني ما عنده: أنه يرفض تدخل أي دولة في شؤونه الداخلية، بما فيها إيران، وموفد الامام الخامنئي أوصل الرسالة التي أراد ايصالها، بمعزل عن توقيع أية اتفاقيات، كما حصل مع بغداد، لكنه أراد ايصال رسالة، ليس للبنان، بل للولايات المتحدة، وأطراف خارجية أخرى، أن لايران موقعا في غرب آسيا، فإن الحرب التي جرت لم تحد من هذا الدور بالكامل.
وعلى وقع الانقسام عينه، وصل المسؤول الايراني كما غادر لامساً أن الموقف الرسمي اليوم لا يشبه الموقف في مرات سابقة، وأبلغ من التقاه، لا سيما الرئيسين عون وسلام أنه يضمن أن لا تتدخل بلاده في الشأن اللبناني، وإن كانت رسالته واضحة باتجاه الاميركيين.
وقال لاريجاني: إيران لم تأتِ بورقة إلى لبنان، بل الاميركي هو من فعل ذلك، وهو لم يتطرق إلى موضوع سلاح حزب الله خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية، في إشارة إلى أن الزيارة تصبّ في إطار اشتباك مع الولايات المتحدة الاميركية بالدرجة الاولى.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى انه لم يتقرر بعد موعد مناقشة خطة الجيش بشأن حصرية السلاح ولفتت الى ان الموضوع مرتقب بعد الاستراحة التي تدخل بها الحكومة واعتبرت ان هذه الخطة ستصل الى المعنيين تمهيدا لمناقشتها في مجلس الوزراءز.
الى ذلك رأت هذه المصادر ان مواقف رئيس الجمهورية امام لاريجاني لا تحتمل التفسير لانها جاءت مباشرة حول الرؤية الرسمية للتدخل بالشؤون اللبنانية مع حسم رئاسي حول العودة الى المؤسسات.
وحسب مصدر مقرب من الثنائي الشيعي، أن مهمة لاريجاني جاءت في إطار نقل رسالة إلى أنه مفادها أن محاولة نزع السلاح من المقاومة مرفوضة، وأن طهران مستعدة لاستخدام أوراق عدة لمنع الوصول إلى هذه النتيجة.
وشدد المصدر على نقطتين:اولاً، ان نزع سلاح المقاومة في لبنان لا يمكن النظر إليه كمسألة داخلية بحت، بل هو خطوة تمهيدية لمشاريع أكبر بكثير، تبدأ بفتح الابواب أمام هيمنة خارجية طويلة الامد، ولا تنتهي عند فرض التطبيع مع اسرائيل على الدولة اللبنانية، ومن هذا المنطلق، أكد لاريجاني في لقاء مع أحد الشخصيات، أن طهران لن تكتفي بالموقف السياسي، بل هي مستعدة للوقوف في ظهر المقاومة ودعمها بكل الوسائل المتاحة.
ثانياً، ان نزع السلاح يتصل مباشرة باستهداف المكون الشيعي في لبنان والمنطقة، كونه الحاضنة الاكبر لحركات المقاومة في أكثر من ساحة، فاستهداف هذا السلاح، بحسب الرؤية الايرانية، لا ينفصل عن محاولة ضرب الهوية السياسية والثقافية والاقتصادية لهذا المكون، بما يؤدي إلى تقليص دوره، واضعافه، ناقلاً عن المرشد الخامنئي (حسب لاريجاني) أن محور المقاومة بابعاده وسلاحه، باق ومعركته باقية.
وحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن قرأت في زيارة لاريجاني محاولة لافشال خطة الحكومة، وكشفت عن احتمالات اتجاه اجراءات أميركية عقابية ضد طهران.
والابرز كان رفض لبنان ما يعرف بالتدخل الايراني، فقد قال الرئيس جوزف عون للموفد الايراني، لبنان يرفض.. أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى وبعدما دفع الجميع غالباً للاستقواء بالخارج على اللبناني الآخر في الداخل، فإن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دول أي استثناء.
كما توقعت «اللواء» أبلغ رئيسا الجمهورية والحكومة لاريجاني موقف لبنان الرسمي الرافض التدخل في شؤون الداخلية بأسلوب هادىء لكن جازم وحاسم، وابلغ عون، لاريجاني ان لبنان راغب في التعاون مع ايران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل، لكنه اشار الى ان اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. فيما اوضح لاريجاني الموقف الرسمي الايراني قائلا للرئيس عون: ان» ايران لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في الصداقة او في العلاقات مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهي راغبة في مساعدة لبنان اذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك» وان ما يقوله للمسؤولين هو الموقف الرسمي.
كما اعلن لاريجاني من عين التينة: أي قرار تتخذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع الفصائل اللبنانية نحترمه تماماً، ولبنان من خلال المشورة مع المقاومة من شأنه أن يتخذ القرار المناسب. لم نأتِ بخطة محددة إلى لبنان بل الأميركيون هم الذين قدموا ورقة، والشعب اللبناني هو سيّد قراره وهو الذي يتّخذ قراره ولا تدخل لنا بشؤونكم الداخلية. الذي يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدول زمني.
وفُسّرَ كلام لاريجاني على انه يلغي ما قبله من تصريحات لعدد من المسؤولين الايرانيين اثارت انتقادات لبنانية واسعة رسمية وسياسية. لكنه حمل بعد لقاء الرئيس نبيه بري رداً غير مباشر على مواقف الرئيس عون بقوله: أن الاميركي هو الذي يتدخل في شؤون لبنان وليس الايراني. اما موقف رئيس الحكومة فكان اكثر صراحة ووضوحاً وحدة من كلام عون لكن بطريقة لبقة برغم ان اللقاء وصف بالبارد خلافا للقاء في بعبدا، وطبعا كان حميما في عين التينة.
وكان لاريجاني وصل صباحاً إلى مطار بيروت، وجرى تنظيم استقبال شعبي له على طريق المطار، قبل أن ينتقل إلى قصر بعبدا.
وقال لاريجاني ما أدليت به يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهوية الاسلامية الايرانية، لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في العلاقة مع الدولة اللبنانية.
اما الرئيس عون فقال خلال لقائه لاريجاني: ان لبنان راغب في التعاون مع ايران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل. وان اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة، والصداقة التي نريد ان تجمع بين لبنان وايران لا يجب ان تكون من خلال طائفة واحدة او مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين.
وقال عون: نريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز.
واشار الى ان» لبنان الذي لا يتدخل مطلقا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها ايران، لا يرضى ان يتدخل احد في شؤونه الداخلية».
وتابع الرئيس عون : ان الجميع دفعوا ثمناً غالياً للاستقواء بالخارج على اللبناني الاخر في الداخل، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي انه من غير المسموح لاي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج.
وأضاف: ان الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن امن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء، وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي او من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين» .
عند بري
وغادر لاريجاني قصر بعبدا من الادلاء بتصريح، وانتقل إلى عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري.
وغادر لاريجاني قصر بعبدا من الادلاء بتصريح، وانتقل إلى عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري.وقال بعد اللقاء: لبنان بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه. واكد ان وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والإزدهار أمر مهمّ. وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول.
وخاطب لاريجاني البنانيين بالقول: عليكم أن تميّزوا بين الصديق والعدوّ، وعليكم أن تعلموا أن المقاومة هي رأسمال كبير وطني لكم. حزب الله والحكومة اللبنانية يتمتعان بإدراك وفهم عميق للظروف الحالية.
وبعد الظهر عقد لاريجاني لقاءات مع شخصيات ونخب روحية وسياسية لبنانية في مقر السفارة الايرانية.شملت نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب قبلان قبلان والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل. ما عقد عصراً لقاء مع شخصيات نيابية وسياسية وحزبية واعلامية لبنانية وفلسطينية في مقر السفارة الايرانية.
وقرابة السادسة والنصف التقى لاريجاني رئيس الحكومة نواف سلام، في لقاء وصف بانه فاتر وتبلغ منه مواقف سياسية ودبلوماسية حادة رافضة لماصدرعن عدد من المسؤولين الايرانيين. و قال سلام حسب المعلومات الرسمية من السرايا: أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً ، تشكّل خروجاً صارخاً عن الاصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز.
واضاف: لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقاً على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية. بناء عليه فان لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد.
وقال: قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد.
وقال سلام: لبنان بلد صغير عانى طويلاً من تدخل أجنبي، وهذه صفحة نرغب أن نطويها، وقرار حصر السلاح قرار اتخذه اللبنانيون منذ اتفاق الائف.
وأشار إلى أن لبنان حريص على علاقاته التاريخية مع إيران، وكل الدول الصديقة علىأساس الاحترام المتبادل، ولن يقبل أن يستعمل بنداً لتصفية حسابات أو ساحة لرسائل اقليمية. وأكد أن أي مساعدات خارجية مرحباً بها شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية..
ضيق الوقت
وسئل لاريجاني بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري،عن سبب عدم الاجتماع بوزير الخارجية جو رجّي؟ فقال مبتسماً: لا يوجد لدّي الوقت.
ولاحقا ردّ الوزير رجي على كلام لاريجاني فقال: «أنا حتى لو عندي وقت ما كنت التقيت فيه» .
كما زار لاريجاني ضريح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على طريق المطار، وقال في كلمة له: سنقف إلى جانبكم دائماً، نحن لا نتدخل بشؤون البلدان الداخلية، لكننا نؤكد دعمنا لتيارات المقاومة حول العالم.
مجلس الوزراء
ويعود مجلس الوزراء لاستكمال جدول أعماله عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، ومناقشة، ملف النفايات الصلبة والمطامر والصرف الصحي.
وكان مجلس الوزراء عقد جلسته العادية ظهر امس في السرايا الحكومية، لبحث جدول الأعمال المؤلف من ٦١ بندا، بحضور جميع الوزراء ما عدا وزير الصناعة جو عيسى الخوري. ثم غادرها وزير الخارجية جو رجّي. واقر عددا من بنود جدول الاعمال حتى قرابة الواحدة،. واستأنف المجلس جلسته عند الثالثة والنصف من بعد الظهر وتابع درس باقي بنود جدول الاعمال، وانتهت الجلسة عند السادسة مساء.
وأعلن وزير الإعلام بول مرقص، عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أن الحكومة بحثت خلال الجلسة مخالفات أصحاب المولدات الكهربائية، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة، نواف سلام، طلب من الوزارات والإدارات العامة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان التزام جميع أصحاب المولدات بالقوانين، بما في ذلك التقيد بالتسعيرة الرسمية وتركيب العدادات الالكترونية وتركيب الفلاتر.
وأكد أن الحكومة منحت أصحاب المولدات مهلة أقصاها 45 يوماً لتسوية أوضاعهم، مشيراً إلى أنه سيتم تنظيم محاضر ضبط وحجز المولدات ومصادرتها عند الاقتضاء في حال استمرار المخالفات، معلناً أن مجلس الوزراء وافق على تشديد العقوبات بحق من يتعرض للأطباء والصيادلة والممرضين والممرضات وسائر العاملين في القطاع الصحي.
وأشار مرقص إلى الموافقة على تطويع نحو 1500 رقيب لصالح قوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى رقيب متمرن اختصاصي وعادي عدد 500، ودركي متمرن عدد 1000، مع الموافقة على استخدام 56 أجيراً لصالح قوى الأمن الداخلي.
وعلى صعيد المستشفيات الحكومية، تم تعيين محمد سليم زعتري مديراً عاماً لمستشفى رفيق الحريري، على أن يتم استكمال التعيينات لباقي مجالس إدارة المستشفيات الحكومية لاحقاً.
واشارمرقص الى عدم الموافقة على اقتراح قانون يرمي الى التعديل من صلاحيات المحقق العدلي لجهة قبول المذكرات وقرارات التوقيف واخلاء السبيل كافة وإخضاعها لطرق مراجعة وطعن معينة».، نتيجة مطالعة وزير العدل الذي اشار الى عدم اتخاذ اي قرارات تنسحب على قضية بعينها.
وكشف وزير المال ياسين جابر أن الحكومة أقرت بناء على اقتراحه أقرت مشروع قانون فتح اعتماد بموازنة 2025 للمباشرة بدفع 12 مليون ليرة شهرياً لجميع متقاعدي القطاع العام وحولته إلى مجلس النواب.
منحة كويتية لبناء الإهراءات
إلى ذلك أعلن وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط، اثر الاجتماع مع مدير الصندوق الكويتي للتنمية، عن تفعيل «منحة كريمة بقيمة ١.٥ مليون دولار من دولة الكويت لتمويل الدراسات التفصيلية الخاصة بإنشاء إهراءات جديدة لتخزين الحبوب».
وأكد «أن هذه الخطوة تشكّل المرحلة الأولى للبدء بأعمال بناء الإهراءات في مختلف المناطق اللبنانية في أقرب وقت ممكن، بما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويؤمّن بنية تحتية استراتيجية لحماية المخزون الغذائي وضمان استقرار الإمدادات وتخفيف المخاطر المرتبطة بالأزمات العالمية أو الظروف المحلية الطارئة».
وشدّد وزير الاقتصاد على «أن هذا الدعم يعكس عمق العلاقات الأخوية بين لبنان والكويت».
جنوباً
وفي خطوة استفزازية، أعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي زامير من جنوب لبنان أن وجود جيشه هناك كان بسببه أننا غيرنا الواقع الامني، ولن نعود إلى الوراء، ولن نسمح بعودة التهديدات تمتد من جديد.
أضاف: «ان الجيش الاسرائيلي قضى على 240 عنصرا من حزب الله ونفذ 600 غارة جوية منذ وقف إطلاق النار». ولن نعود إلى الوراء ولن نسمح بعودة التهديدات لتنمو من جديد.
أضاف زامير: صدّقنا صباح اليوم على خطط احتلال غزة، ونحن الآن في لبنان ونعمل كذلك في سوريا واليمن والضفة الغربية»
واعتبر «أنّ الإنجازات في الجبهة الشمالية غير مسبوقة». وقال:نحن في الخط الأمامي، نتخذ موقفاً هجومياً، ونعمل باستمرار على إحباط التهديدات. ننفذ ذلك في جميع الساحات – نرصد التهديد ونعالجه. نهجنا الهجومي ومبادرتنا هما الأساس» .
وليلاً، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة بين بلدتي حداتا وحاريص بعد هدوء شبه كامل نهاراً، ما خلا بعض الرمايات الرشاشة المتفرقة على المناكق الحدودية.
وعلم أن المسيرة المعادية قتلت المواطن غسان خير الله، وهو مهندس يعمل في افريقيا، وكان من المفترض أن يسافر صباح اليوم.
********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
هل هدف زيارة الموفدين لبيروت منع الانفجار؟
المخاوف تتصاعد من مشاريع تغيّر وجه لبنان السياسي
الحدث الأبرز الذي شهده لبنان أمس كان زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، لما تحمله من رسائل سياسية واضحة ودلالات بالغة الأهمية في ظل الظروف الإقليمية والمحلية الراهنة. ورأت أوساط ديبلوماسية أن هدف الزيارة ليس «شد عصب» حزب الله، إذ إن الأخير يتمتع بمعنويات عالية ويرفض رفضاً قاطعاً تسليم سلاحه خارج إطار الاستراتيجية الدفاعية، بل إن الرسالة الإيرانية من وراء هذه الزيارة إلى الجميع هي: «ما زلنا هنا».
ويُعرف لاريجاني بكونه من كبار المسؤولين الإيرانيين المتزنين، البعيدين عن إطلاق تصريحات عشوائية أو ما يعكس تدخلاً صارخاً في الشأن اللبناني. والسؤال الأهم: هل تدعو إيران إلى معالجة هادئة لموضوع حصر السلاح، على أساس تسليم مرحلي ضمن حوار وطني؟ وهذا ما تم إبلاغه من قبل الرئيسين عون وبري للموفد الأميركي توم باراك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، غير أن الورقة الأميركية الأخيرة بدت وكأن الحكومة الإسرائيلية هي التي وضعتها، لا الإدارة الأميركية.
تدفق الموفدين إلى لبنان… إنذار بالخطر؟
كما في أوقات سابقة، يعكس تدفق الموفدين العرب والأجانب إلى لبنان خطورة المشهد الداخلي، حيث يبدو وكأن بيروت باتت نقطة الاستقطاب المركزية في الشرق الأوسط. فمن لاريجاني إلى توم باراك، إلى مورغان أورتاغوس، إلى جان إيف لودريان، إلى الأمير يزيد بن فرحان… هل جاؤوا للحيلولة دون الانفجار؟
وفي سياق مقلق، تفيد المعلومات أن أورتاغوس أبلغت إحدى المرجعيات اللبنانية بوضوح: «إما إزالة هذا السلاح ومعه الحزب، أو غزة». وحتى الآن، لا مؤشر على أن الضغط الأميركي على السلطة اللبنانية سيتراجع، بل المطلوب منها أميركياً خطوات عملية على الأرض، على أن تُستكمل العملية قبل نهاية العام، لتهيئة الأرضية للخطوة التالية بين لبنان و«إسرائيل» باتجاه ترسيم الحدود وحل الملفات العالقة، تمهيداً للبحث في التطبيع، بالتزامن مع مساعٍ أميركية – تركية لبدء مفاوضات التطبيع بين دمشق و «تل أبيب».
تعثر المسعى الفرنسي
في موازاة ذلك، يأمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أن تحمل اتصالات بلاده، ولا سيما مع الولايات المتحدة، صيغة لخرق الجدار القائم بين السلطة اللبنانية وحزب الله، إلا أن معلومات من جهات لبنانية تؤكد أن تلك الاتصالات ما زالت متعثرة، ولا جديد يذكر حتى الساعة.
موقف عون
اللافت أن استقبال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كان مختلفاً عن أي موفد آخر، وهو ما يعكس التحول في السياسة اللبنانية خلال الأشهر الأخيرة. ورغم أن قدرة إيران على التدخل المباشر في الشأن اللبناني محدودة، فقد كان كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مباشراً: «من غير المسموح لأي جهة كانت حمل السلاح»، مشدداً على أن أي تحديات من العدو الإسرائيلي أو غيره هي تحديات لجميع اللبنانيين، وأن أي سلاح لمواجهتها يجب أن يكون سلاح الوحدة الوطنية. كما أبلغ لاريجاني رفضه تدخل أي جهة خارجية في الشؤون اللبنانية.
ما قاله لاريجاني لحزب الله
وفق مصادر مطلعة، شدد لاريجاني لمسؤولي حزب الله على ضرورة الحوار بين القوى اللبنانية المختلفة، وعلى وحدة اللبنانيين في ظروف لا يمكن التنبؤ بمسارها، بخاصة مع المواقف المتشددة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، برعاية أميركية كاملة. كما لفت إلى أن الأوروبيين يرون أن نتنياهو اتخذ استعدادات لتوجيه ضربة كبرى لإيران، تتجاوز بأضعاف الضربة السابقة، رغم الشكوك في نجاحها ما لم تحصل الأجهزة الأميركية والإسرائيلية على معلومات دقيقة حول التدابير الأمنية لحماية القيادات والمنشآت الإيرانية، المدنية والعسكرية، بعد أن كانت الضربة الأولى قد استهدفت قيادات ومنشآت عسكرية وأدت إلى اغتيال عدد كبير من العلماء النوويين.
أولويات حزب الله
من جهته، يركز حزب الله حالياً على نقطتين: الحفاظ على قاعدته الشعبية، وتطوير قدراته الدفاعية إلى قدرات هجومية، من دون أن يعني ذلك المبادرة إلى الحرب. ووفق مصادر مقربة، فقد عمل الحزب خلال العام الماضي على استيعاب الأضرار التي تكبدها في المواجهة مع «إسرائيل»، بدءاً بالخسائر البشرية وجرحى البايجر، ما دفعه إلى تعديل تكتيكاته العسكرية، وإعطاء الأولوية لتضميد جراح المقاومة في الداخل.
مخاوف عربية وغربية من تحركات جعجع
على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة لـ«الديار» بأن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يهتم بشؤون المسيحيين إلا من زاوية شد العصب الطائفي، وأنه منخرط – عن إدراك أو غير قصد – في مشروع تتبناه جهات عربية تهدف إلى تكريس طائفة حاكمة واحدة بالأكثرية، بدلاً من النظام التوافقي القائم. وتساءلت المصادر ما إذا كان العداء السياسي والعقائدي لحزب الله يقود القوات اللبنانية نحو الهاوية، بما يجر معه جزءاً كبيراً من المسيحيين المؤيدين لها إلى وضع لا يُحسدون عليه. وترى هذه المصادر أن هذا الأمر سيتضح أكثر عندما تهدأ الأجواء وتتضح صورة ما يُحاك للبنان، وعندئذ لن ينفع الندم.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
عون للاريجاني: لبنان لا يرضى أن يتدخل أحد بشؤونه
أمين «الأمن القومي» الإيراني التقى المسؤولين في بيروت ودعا للتمسك بـ«المقاومة»
جدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون موقفه الحاسم والرافض للتدخّل الإيراني في الشؤون اللبنانية، متوجّهاً بشكل مباشر إلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني خلال لقائه في القصر الرئاسي، بالقول: «إن لبنان الذي لا يتدخل بشؤون أي دولة أخرى ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية»، قبل أن يدعو لاريجاني بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، للتمسك بـ«المقاومة»، عادَّاً أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية، ومنتقداً بالمقابل «من يتدخل في الشأن اللبناني ومن يخطط لكم، ويعطيكم جدولاً زمنياً من على بعد آلاف الكيلومترات»، في إشارة إلى «الورقة الأميركية».
ووصل لاريجاني إلى بيروت صباح الأربعاء للقاء مسؤولين وشخصيات سياسية في لبنان، حيث عمد «حزب الله» إلى بعث رسالة عبر العشرات من مناصريه الذين استقبلوا الموفد الإيراني في محيط المطار، رافعين شعارات «حزب الله» وعلم إيران.
عون: من غير المسموح لأي جهة أن تحمل السلاح وتستقوي بالخارج
استهل لاريجاني جولته في لبنان في قصر بعبدا، حيث اجتمع مع الرئيس جوزيف عون لمدة ساعة وعشر دقائق قبل أن يلتقي رئيس البرلمان نبيه بري، ومن ثم رئيس الحكومة نواف سلام.
وقالت مصادر مطلعة على لقائه مع رئيس الجمهورية إن اللقاء اتسم بـ«المصارحة العميقة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الإيراني أكد مراراً عدم نية بلاده التدخل في الشؤون اللبنانية، وأنه يمكن الاستفادة من المقاومة في المواجهة مع إسرائيل، كما عمد إلى الحديث مطولاً عن تاريخ «حزب الله» بمواجهة إسرائيل.
وأبلغ الرئيس عون لاريجاني، بحسب بيان الرئاسة، «أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل»، لافتاً إلى أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة.
وهذا ما ردّ عليه لاريجاني بحسب ما قالت المصادر بالتأكيد أن «بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية لطهران»، مشيراً إلى أنه قد تصدر دائماً أصوات ومواقف، لكن الأهم يبقى موقف الدولة، مذكراً في المقابل بموقف وزير الخارجية يوسف رجّي الذي وصف التعليقات الإيرانية بـ«المشبوهة».
وكان الموفد الإيراني قال عند وصوله: «نبحث دوماً ونسعى إلى تحقيق مصالح لبنان العليا».
وأكد الرئيس عون «أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين».
المؤسسات الدستورية
وشدد عون أمام المسؤول الإيراني على أن «من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، وإذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، لكننا نحن في لبنان نسعى إلى تحقيق مصالحنا».
وأضاف: «نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة كانت، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل احد في شؤونه الداخلية. وإذا كان عبر التاريخ اللبناني ثمة من استقوى بالخارج على الآخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غالياً، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء أن يحمل احد السلاح ويستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر».
أمن اللبنانيين
وأكد الرئيس عون على «أن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء»، مشيراً إلى أن «أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، ولعل أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وهذا ما نعمل له ونأمل أن نلقى التعاون اللازم، لا سيما وأننا لن نتردد في قبول أي مساعدة في هذا الصدد».
«لبنان لن يقبل التدخل في شؤونه»
وقال سلام في بيان عقب استقباله لاريجاني إن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين «مرفوضة شكلاً ومضموناً»، عادّاً أن هذه المواقف تشكل «خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل». وأضاف: «لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد».
وقال إن قرارات الحكومة اللبنانية «لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد».
وتابع: «مسألة حصر السلاح بيد السلطات الشرعية وحدها هو قرار اتخذه اللبنانيون منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1989، وجددوا تمسكهم به في البيان الوزاري للحكومة الحالية».
كما شدد سلام على أن «أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية. وأي مساعدات خارجية مرحب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية».
دعم الحكومة اللبنانية
وكان لاريجاني استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس الإيراني إلى الرئيس عون، مجدداً له الدعوة لزيارة طهران والرغبة في مساعدة لبنان في مجال إعادة الإعمار.
وشرح موقف بلاده من الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرضت لها قبل اشهر، مشيراً إلى أن بلاده ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على الصعد كافة، منوّهاً بالدور الذي يلعبه الرئيس عون في تمتين الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف داخل الطوائف اللبنانية كافة، ومع جميع مكونات الشعب اللبناني.
وجدد لاريجاني موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
واقترح استحداث صندوق لإعادة إعمار المناطق التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي، مبدياً استعداد بلاده للمشاركة فيه وأن طهران راغبة في مساعدة لبنان إذا ما رغبت الحكومة اللبنانية في ذلك.
التمسك بـ«المقاومة»
ورغم تأكيده احترام «أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها»، رفع لاريجاني من مستوى مواقفه إثر لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، منتقداً ما قال إنه «توجيه الدول الأوامر إلى لبنان»، وداعياً اللبنانيين إلى التمسك بـ«المقاومة».
وقال لاريجاني: «لبنان بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة، واليوم لدينا أحسن العلاقات معه»، مضيفاً: «نحن مؤمنون أنّه من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة».
وأكد أن «وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والازدهار أمر مهمّ وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول، لافتاً إلى عدم تأييده «للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما»، ورأى أنه «ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان».
وقال: «رسالتنا تقتصر على نقطة وحدة؛ إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات».
وكان لاريجاني وصل صباحاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث استقبله ممثل وزارة الخارجية رودريغ خوري، وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني، ووفد من حركة «أمل» ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» ضم النائبين أمين شري وإبراهيم الموسوي، وأحمد عبد الهادي ممثل حركة «حماس» في لبنان، ووفد من حركة «الجهاد الإسلامي» ضم إحسان عطايا ومحفوظ منور.
كلمة باسم بري
وكانت كلمة لعضو هيئة الرئاسة في «أمل» خليل حمدان، باسم بري توجه فيها إلى لاريجاني مرحباً به في لبنان، ومثنياً على دور إيران «التي حملت همّ الأمة الإسلامية منذ قيامها... ودفعت أثماناً كبيرة وتعرَّضت لعقوبات ظالمة».
وبينما تحدث عما يواجهه لبنان من صعوبات وضغوط «ويتعرض للاعتداءات اليومية من كيان العدو الصهيوني»، توجه للموفد الإيراني بالقول: «أنتم تعلمون حجم التضحيات التي يقدمها اللبنانيون نتيجة عدم تطبيق العدو الإسرائيلي لكامل مندرجات القرار 1701، وخصوصاً وقف الاعتداءات والانسحاب من الأراضي التي احتلها وإطلاق الأسرى، وقد قدم بالأمس الجيش اللبناني ثلة من أبطاله شهداء، هذا الجيش الذين يتحمل مسؤوليات كبيرة وجسيمة للدفاع عن السيادة والأرض والشعب، كما عن الوحدة الوطنية والاستقرار والسلم الأهلي الذي نحرص، على عدم تعريضه لمخاطر الفتنة والتشرذم الذي لا يستفيد منه إلا أعداء لبنان»، وختم قائلاً: «نعول على جهودكم ودعمكم المستمر للبنان، كل لبنان، بكل فئاته ومكوناته».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
رسائل رئاسية قاسية لإيران.. ولاريجاني: نؤيد الجدول الزمني
كشفت مصادر سياسية مطلعة على أجواء لقاء رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في قصر بعبدا ان الاجواء لم تكن متشنجة بين الطرفين بقدر ما ان الحوار الذي دار في المحادثات كان واضحا وبناء. وقالت ان لاريجاني بدأ كلامه في التطرق الى الحرب التي شنت على ايران والأهداف التي كان من شأنها تغيير النظام واحداث انقلاب في السياسة الإيرانية. واكد لاريجاني ان بلاده تقف الى جانب الدولة اللبنانية في كل مقوماتها، وهي لا تبغي التدخل في القرارات والشؤون الداخلية التي تتخذها الحكومة، وأن إيران مستعدة للمساعدة اذا طلب منها ذلك. ونفت المصادر ان يكون الديبلوماسي الإيراني يتطرق الى مسالة نزع سلاح حزب الله، لكنها اشارت الى ان الرسالة التي أراد ايصالها الى المسؤولين كانت رسالة ديبلوماسية بعيدة عن أي تشنج في الأفكار والمضمون لدرجة انه قال انا اتحدث باسم الدولة الإيرانية وما يصدر عني هو موقف إيران الرسمي..واكد ان سلاح الحزب وجد لمحاربة اسرائيل، وليس لأي مهمة أخرى.
الا ان كلام الرئيس عون كان أكثر وضوحا وجراة بحيث قال صراحة ان ما سمعناه اخيرا عن مسؤولين ايرانيين لا يساعد في تطوير العلاقات. واكد على تمسك لبنان بسيادته وحقه المشروع في الدفاع عن أرضه عبر جيشه القوي. عون شدد امام المسؤول الإيراني ان لبنان لا يتدخل بشؤون دولة أخرى ولا يحق له ذلك كما لا يسمح لاي كان التدخل بشؤونه السياسية وهو حريص جدا على توثيق أقوى العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة. ولكن يبدو ان المسؤول الايراني لم يسمع او لم يفهم موقف رئيس جمهورية لبنان، او انه سمع ولم يُرِد ان يفهم، فوَجهَ من مقر الرئاسة الثانية رسالة ردٍ على الكلام الرئاسي اللبناني، ودرساً في مبادئ استقلالية الدول وقوتها و»عدم تلقي الاوامر من خلف المحيطات». فبينما وجه رئيس الجمهورية رسالة حازمة، عالية السقف، الى إيران بضرورة احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه وقرارات الدولة اللبنانية لناحية حصر السلاح بيدها، خلال استقباله لاريجاني، فروى بذلك غليل اللبنانيين السياديين التواقين الى تحرير لبنان من هيمنة ايران عبر حزب الله، رد الاخير بصورة غير مباشرة مشيراً الى ان الورقة الاميركية والجدول الزمني يشكلان تدخلا بالشأن اللبناني، ناصحا أيضا بالحفاظ على المقاومة.
فقد ابلغ عون، لاريجاني اذاً، ان لبنان راغب في التعاون مع ايران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل، لافتا الى ان اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. واكد الرئيس عون ان الصداقة التي نريد ان تجمع بين لبنان وايران لا يجب ان تكون من خلال طائفة واحدة او مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين. وشدد رئيس الجمهورية على ان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا ام مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكونات اللبنانية. ولفت الرئيس عون المسؤول الإيراني، الى ان من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، واذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى الى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، «لكننا نحن في لبنان نسعى الى تحقيق مصالحنا». وأضاف: «نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة اتى، ونريد ان تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. ان لبنان الذي لا يتدخل مطلقا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها ايران، لا يرضى ان يتدخل احد في شؤونه الداخلية. واذا كان عبر التاريخ اللبناني ثمة من استقوى بالخارج على الاخر في الداخل، فالجميع دفع الثمن غالياً، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي انه من غير المسموح لاي جهة كانت ومن دون أي استثناء ان يحمل احد السلاح ويستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر وشدد الرئيس عون على ان الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن امن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء. واعتبر ان أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي او من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، ولعل اهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وهذا ما نعمل له ونأمل ان نلقى التعاون اللازم، لاسيما واننا لن نتردد في قبول أي مساعدة في هذا الصدد.
من جانبه، جدد لاريجاني موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتا الى ان بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وان ما ادلى به لدى وصوله الى بيروت يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن بعبدا، توجه لاريجاني الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. واكد بعد اللقاء ان «لبنان هو بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه». وقال «نحن مؤمنون أن من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة». واكد ان «وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والإزدهار أمر مهمّ، وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول، لافتا الى عدم تأييده «للاوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما»، ورأى انه «ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان». وقال» رسالتنا تقتصر على نقطة واحدة، إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات». وابدى «احترامه لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها». واستقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، عند الساعة السادسة مساء امس في السراي لاريجاني والوفد المرافق، بحضور السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني. حيث اكد الرئيس سلام أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً ، تشكّل خروجاً صارخاً عن الاصول الديبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز. واضاف: «لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقاً على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية. بناء عليه فان لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد.» وأضاف: «قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد.» وذكّر الرئيس سلام بأن «مسألة حصر السلاح بيد السلطات الشرعية وحدها، هو قرار اتخذه اللبنانيون منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1989، وجددوا تمسكهم به في البيان الوزاري للحكومة الحالية، كما أكده فخامة رئيس الجمهورية في خطاب قسمه أمام المجلس النيابي». وأضاف: «لبنان، الذي كان أول المدافعين عن القضية الفلسطينية، ودفع اغلى الاثمان بوجه إسرائيل، وليس بحاجة إلى دروس من أحد. والحكومة اللبنانية ماضية في استخدام كل الوسائل السياسية والديبلوماسية والقانونية المتاحة، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها.» كما شدّد على أن «أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية. وأي مساعدات خارجية مرحّب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية.» وفي ختام اللقاء، جدّد الرئيس سلام التأكيد أن لبنان حريص على علاقاته التاريخية مع إيران وكل الدول الصديقة على اساس الاحترام المتبادل، مذكّراً بأن وحدة اللبنانيين وسيادة دولتهم وقرارات حكومتهم هي خطوط حمراء لا يمكن المساس بها.
ممنوع المرور في سوريا
علم ان السلطات السورية منعت علي لاريجاني من عبور الاجواء السورية في طريقه الى بيروت فاضطرت طائرته للطيران من العراق الى تركيا ثم لبنان.
************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
صفعة من عون وسلام في وجه لاريجاني
المسافة بين القصر الجمهوري في بعبدا وبين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بضعة كيلومترات، لكنها بالنسبة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني طويلةٌ جدًا، فما سمعه المسؤول الإيراني في بعبدا، ولاحقًا في السراي، يناقض ما قاله في عين التينة، خصوصًا أن الرئيس بري هو عرَّاب دعوة لاريجاني، فانقلب السحر على الساحر.
لاريجاني سمع من رئيس الجمهورية أن "اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة".
لم يرد لاريجاني من بعبدا، بل انتظر ليصل إلى عين التينة ليقول: "الذي يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدول زمني".
كان واضحًا أن لاريجاني شاء أن يصفي حسابات بلاده مع واشنطن من لبنان، من خلال أكثر من موقف علني، ومن هذه المواقف: "لم نأت بأي ورقة إليكم كما فعل الأميركيون، وننصحكم بالمحافظة على المقاومة وتقديرها".
كلام الرئيس عون حاسم
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان حاسمًا في ما أبلغه إلى لاريجاني، وأبرزه: "إن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران يجب ألا تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين".
كما أكد رفضه "أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى"، وقال: "نريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز".
وأكد أن "الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء، وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين".
حزم عون يباغت لاريجاني
وعلمت "نداء الوطن" أن الكلام الحازم الذي أدلى به عون أمام لاريجاني جاء في معرض الاعتراض على التصريحات الإيرانية، وتفاجأ لاريجاني بموقف عون ما دفعه إلى التعامل بليونة حيث أكد أنه هو المسؤول عن الملف اللبناني وما صدر عنه يعبر عن موقف إيران، فقاطعه عون وأشار إلى التصريحات الإيرانية التي اعترضت على القرار الحكومي، فأشار إلى أن تلك التصريحات لا تعبر عن موقف طهران الرسمي فكلامي في المطار هو من يعبر وهناك بعض التصاريح من مسؤولين إيرانيين لا يمكن ضبطها، وأشار إلى موقف وزير الخارجية يوسف رجي العالي السقف ليقول كما تصدر عندنا تصاريح يصدر عندكم تصاريح قاسية. وأكد لاريجاني لعون احترامه للقرار الحكومي الأخير لكنه دعا إلى توافق كل الأطراف وعدم وقوع صدام مشددًا على أن بلاده لن تتدخل في سلاح "حزب الله" إلا إذا طلبت الدولة اللبنانية منها ذلك معتبرًا أن "الحزب" قوة لبنانية ويجب الحوار معها.
ولفت لاريجاني إلى الخروق الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار فرد عون قائلًا إن من يحمي لبنان هو الجيش اللبناني الذي يمثل الشرعية وليس فريقًا مسلحًا واحدًا، فقرار حصر السلاح اتُخذ ولا تراجع عنه ونتمنى على إيران التعامل معنا كدولة مستقلة.
وفي معرض إشارته إلى إمكان مساعدة لبنان في إعادة الإعمار، أكد عون لضيفه الإيراني أن كل المساعدات تمر عبر الدولة ووفق القوانين اللبنانية لذلك كل الشكر على أي دعم وفق الأصول.
الرد من عين التينة
لاريجاني الذي لم يتكلم في بعبدا، أسهب في الكلام في عين التينة، ومما قاله: "نحن نؤكد دومًا على التعاون الودي والصداقة بين البلدان، ولا نؤكد على بعض الأوامر التي من خلالها يتم تحديد جدول زمني، فالذي يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدول زمني".
وعما إذا كانت إيران تعارض موقف الحكومة اللبنانية الأخير بموضوع الجدول الزمني لحصر سلاح المقاومة واعتراض بعض اللبنانيين على ما يعتبرونه تدخلًا إيرانيًا في الشؤون الداخلية، قال: "إن الدول الخارجية يجب ألّا توجه أوامرها من الخارج إلى لبنان، الشعب اللبناني شعب أبي وشجاع ويستطيع ويتمكن من اتخاذ القرار بنفسه، وأي قرار ستتخذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع فصائل لبنان، نحن نحترمه تمامًا. وعندما طرحت موضوع تحديد الجدول الزمني كنت أقصد به الورقة الأميركية المقدمة إلى لبنان مؤخرًا. من هنا، إن لبنان من خلال المشورة مع المقاومة يمكن اتخاذ القرار المناسب".
وفي غمزٍ من قناة رئيس الجمهورية، أشاد لاريجاني بالرئيس نبيه بري قائلًا: "الرئيس بري صديقنا وهو رجل الساحة السياسية في لبنان.
وتابع لاريجاني: "كنا وما زلنا ننصحكم بالحفاظ على المقاومة وتقديرها عاليًا، وطبعًا لا يخفى على أي أحد منكم أن إسرائيل في يوم من الأيام أتت واحتلت بيروت خلال يوم واحد، آنذاك لم يكن هناك من أثر أو وجود لـ "حزب الله". ولكن اليوم "حزب الله" موجود ويتصدى لإسرائيل، فإسرائيل تحولت اليوم إلى حيوان مفترس ونجد "حزب الله" يقف في مواجهة هذا المفترس. نحن أصدقاءكم، ننصحكم جميعًا أن تقدروا أصدقاءكم تقديرًا قويًا".
سلام للاريجاني: قراراتنا السيادية نابعة من مصلحتنا الوطنية
آخر المحطات الرسمية للاريجاني كانت في السراي الحكومي حيث استقبله الرئيس نواف سلام الذي أكد أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلًا ومضمونًا. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديدًا صريحًا، تشكّل خروجًا صارخًا عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكًا لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز.
وأضاف: "قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاءً من أحد". وأضاف: "لبنان الذي كان أول المدافعين عن القضية الفلسطينية، ودفع أغلى الأثمان بوجه إسرائيل، ليس بحاجة إلى دروس من أحد. والحكومة اللبنانية ماضية في استخدام كل الوسائل المتاحة، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها".
كما شدّد على أن "أي علاقة مع لبنان تمر حصرًا عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية. وأي مساعدات خارجية مرحّب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية". وختم سلام: "قراراتنا السيادية، نابعة من مصلحتنا الوطنية، بما فيها أي خطط أو جداول زمنية".
تطابق بين بعبدا والسراي
مصادر سياسية متابعة أكدت لـ "نداء الوطن" أنّ مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة الواردة في البيانات الرسمية هي نفسها التي تبلغها لاريجاني منهما مباشرة وبشكل حازم، وهذا دليل على أنّ لبنان انتقل إلى مرحلة جديدة بعد قرارات جلستَي الحكومة في 5 و 7 آب، وكانت الرسالة واضحة بأنّنا لن نقبل بأي تدخل خارجي في شؤوننا على غرار الطريقة التي كانت معتمدة سابقًا، وأنّ لبنان مصرّ على الانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة قولًا وفعلًا.
المفتي قبلان يواصل هجومه على الحكومة
وأمس، واصل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان حملته على الحكومة فاعتبر "أننا أمام نهج حكومي متهور وسطحي بافتعال الأزمات الوطنية، والقيادة التنفيذية للدولة تُدار بطريقة فاشلة وعاجزة ورخيصة".
ورأى أن "الحكومة في هذا المجال بيت بلا سقف وقوة من ورق، والبلد مع هذه الحكومة مشلول ومعلول وموتور وغارق بالظلام والعجز الشامل".
صدي يعترض على إعادة طرح الزيادة على المحروقات
التأم مجلس الوزراء في جلسة عادية واتخذ سلسلة من القرارات أبرزها، التأكد من تقيد جميع أصحاب المولدات بالقوانين، وعلى الوزارات التأكد من التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة الرسمية وبتركيب العدادات. ومنح أصحاب المولدات مهلة 45 يومًا كحد أقصى لتسوية أوضاعهم، وسيتم تنظيم محاضر ضبط وحجز المولدات ومصادرتها عند الاقتضاء في حال استمرت المخالفات".
وعلمت "نداء الوطن" أنه خلال الجلسة أعاد وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط طرح الضريبة على المحروقات، ما أثار اعتراض وزير الطاقة جو صدي، مما أرجأ البحث مرة جديدة بهذا الموضوع، وأكد صدي أن لا أحد ضد زيادة رواتب العسكريين ولكن توجد للدولة موارد عديدة إذا أحسنت إدارتها يمكن أن تعطي العسكريين ما يستحقون.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم لاستكمال ما تبقى من بنود على جدول الأعمال.
رياشي يلتقي عون
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل النائب ملحم الرياشي، موفدًا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الإقليمية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :