الأبواب المفتوحة تفسح المجال بالدخول للنيّات السيئة ،وتعرّض الجماعة للخطر مهما كانت متماسكة ، وخاصة إذا كانت وحدة هذه الجماعة تشكّل خطرا على الخصوم ، الذين يعتبرون معركتهم معها معركة حياة أوموت .
تتعرض الأحزاب والحركات الثورية لخلافات حول الفكرة والمشروع ،والخلافات تتحول الى إنقاقات ويصبح لكل فئة خصوصيتها التي تميّزها ، ولنا في الحركات الاسلامية والمسيحية وفي حركات التحرر الوطني والقومي في بلادنا وفي الأحزاب الماركسية واحزاب العروبة أمثلة كافية .
وحده الحزب السوري القومي الاجتماعي تعرّض الى أكثر من إنشقاق وعاد الى الوحدة لأنه لم تستطع فئة من الفئات أن تُنشيء حيثية خاصة بها .
وفي كل انشقاق كنا نرى الدماء ونرى الكمائن وتظهر العداوات ، وبسحر ساحر تضيع الدماء وتنتهي العداوات والخلافات ويطلبون من القوميين النسيان الذين يستجيبون دون إبطاء أو تردد .
نحن اليوم أمام الإنشقاق الأخطر .
شرّع الانشقاق الجديد الأبواب لكل من يريد بالحركة السورية القومية الاجتماعية السوء .
إن كمية الشتائم والسُباب التي ظهرت على صفحات التواصل الإجتماعي توحي لكل من يريد الإصطياد بالماء العكر ، بحلول الظرف المُناسب . فالتهمة جاهزة ، وقابلة للتصديق من قبل كثير من الناس ،فكمية الحقد والكراهية التي أظهرها بعض من يزعم أنه سوري قومي إجتماعي تفوق الكراهية للأعداء .
لم يعد سعاده قدوة ، ولم تعد العقيدة السورية القومية الإجتماعية منهج تفكير وسلوك ، ولم تعد المناقب مظهرا من مظاهر الخصال الحميدة .
لا مانع من الإنشقاق فإنه حالة تُصاب بها الأحزاب ، ولكن المانع أن يجعل الانشقاق القوميين الإجتماعيين شتّامين ، وأن يُمترسوا في متاريس متقابلة يقذفون على بعضهم الرصاص المطّاط ، أو الحجارة ، وهم بقرارة نفسهم لا يريدون الأذيّة لواحد منهم ، ولكن الخوف كل الخوف من أن يستغل هذا الظرف ويطلق الرصاص الحقيقي الذي يصيب فيجرح أو يُميت .
ما يحصل في الضاحية أخطر من خطير، فإذا لم يجتمع السوريون القوميون الاجتماعيون صفا واحدا لإدانته ، ولكشف القائمين به ، لا أدري الى أين ستذهب أحزاب الإنشقاق .
إن ما حصل يحمل وجوه كثيرة ولكنه يأخذنا الى نتيجة واحدة هي استكمال القضاء على الحزب السوري القومي الإجتماعي .
فبعد أن شارك المنشقون قيادات وأفراد في المعارك الفيسبوكية ألتي أفقدت الحزب كثيرا من لمعان صورته وكثيرا من المناقب والأخلاق ، جاء دور الطابور الخامس ليلعب دوره .
إننا نضع القوميين أينما كانوا في التنظيمات الانشقاقية أو خارجها الى العمل معا لكشف المستور الذي حصل في الضاحية ،فإذا كان من فعل أعضاء مسجلين في الحزبين ، على الطرفين وبشكل علني تسميتهم وطردهم من الحزب وتسليمهم الى القضاء اللبناني ، أما إذا لم يكونوا أعضاء في الحزبين على القوميين أن يتكاتفوا ويتضامنوا كحلفاء إذا لاتعّذر عليهم الوقوف في الخندق الواحد ومواجهة هذا الطابور الخامس قبضة واحدة وليس قبضات متعددة .
أول الرقص حنجلة ، أخاف أن نكون دخلنا في زمن الحنجلة ، ولا نعرف الى أين ستأخذنا هذه الحنجلة .
لا أريد أن أصدق أن لقيادات الإنشقاق مسؤولية من حيث التنفيذ والتخطيط ، ولكنني أحمّلهم مسؤولية ما حصل وما قد يحصل لأنه على عاتقهم تقع مسؤولية التعبئة العدائية التي سادت في الفترة الأخيرة لذلك وجب عليهم الإتعاظ ووقف هذه المهزلة الحاصلة على صفحات التواصل الإجتماعي .
القومي لا يشتم قومي ، القومي لا يهين قومي ، لذلك من أطلق النار في المطرحين ليس قوميا إجتماعيا .
هذا السلوك الفيسبوكي فغيّب : وأن أقدم كل مساعدة أتمكن منها الى أي عضو عامل من أعضاء الحزب متى كان محتاجا اليها . وهل يوجد حاجة تفوق حاجة النصيحة أو حاجة نقل المعرفة والمعلومة ، ولكن للأسف لم يفهم السوريون القوميون الاجتماعيون من هذه الجملة سوى الحاجة المادية .
رفقائي أقفلوا صفحات الذّل وافتحوا صفحات الحوار والنقاش ، فتفوتون الفرصة على من يريد الاصطياد بالماء العكر من داخل الحزب وخارجه ، لا تركنوا الى الخطابات العدائية ، ومهدوا الطريق أمام النقد العقلاني الذي ينقل الحزب من المترسة الى واحة من الحوار والنقاش تُنتج مخارجا نحتاجها في هذا الزمن المفصلي من تاريخ بلادنا .
أنتم توقفون كرة العداء المتدحرجة فلا تتوانوا عن مواجهتها ، ما يحصل لا يمت اليكم بصلة ، فأنتم أمام خيارين :
الافتراق بهدوء والأيام ستعطي لصاحب الحق حقه .
الوحدة التي ليست حلا ولا مخرجا لبناء الحزب واستكمال التأسيس لكنها تُنقذ الجزب من مشاريع الطابور الخامس .
إفترقوا ولا تنظروا الى بعضكم نظرات غيرة وحقد ، فمن يريد منكم الحزب سيصل اليه وإن كنتم لا تريدون الوصول الى الحزب فستقعون في شرّ أعمالكم .
خافوا الطابور الخامس ، خافوا رقص الحنجلة .
تذكروا سعاده في كلامه :
أنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض ،لأنكم تعملون في سبيل المباديء التي جمعتكم بعضكم الى بعض . فابقوا منضمين وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجهتم . ج2ص72
سامي سماحة
نسخ الرابط :