جيشك على حق ولو كان ظالمًا: قراءة وطنية في دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية
بقلم الدكتورة نور ابو حيدر
في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان، تبقى المؤسسة العسكرية العمود الفقري الذي يثبت أركان الدولة ويحمي وحدة الوطن. تعكس عبارة “جيشك على حق ولو كان ظالمًا” موقفًا وجدانيًا وسياديًا متجذرًا في الثقافة الوطنية، يؤكد الثقة الراسخة بالجيش كمؤسسة وطنية لا غنى عنها، حتى في ظل الصعوبات والتحديات التي قد تواجهها.
يرى البعض في هذه العبارة تعبيرًا مجازيًا يعكس أهمية التمسك بالمؤسسة العسكرية، ورفض التفكيك والتشكيك بها، خصوصًا في بيئة سياسية معقدة مثل لبنان. وفي هذا المقال، نستعرض دلالات هذه العبارة من منظور وطني، قانوني، وأخلاقي، مسلطين الضوء على دور الجيش اللبناني وأهميته في الحفاظ على الدولة وسيادتها.
الجيش اللبناني: ركيزة الاستقرار والوحدة الوطنية
يعد الجيش اللبناني أكثر من مجرد جهاز عسكري أو قوة أمنية، فهو رمز وحدة الوطن وحامٍ لسيادته في وجه الانقسامات الطائفية والسياسية التي يعاني منها البلد. في سياقات عدة، برهن الجيش على قدرته على التمسك بالحياد النسبي والحفاظ على السلم الأهلي، متجاوزًا الضغوط الداخلية والخارجية.
لذلك، يعبر دعم الجيش اللبناني عبر عبارة “جيشك على حق ولو كان ظالمًا” عن:
• الثقة بالمؤسسة كضامن لاستقرار الدولة.
• رفض كل المحاولات التي تستهدف المؤسسة العسكرية بتجريح أو تشكيك.
• الدعوة للحفاظ على الجيش كجهة شرعية وحيدة قادرة على حفظ الأمن.
ثقة مشروطة: النقد البناء والإصلاح داخل المؤسسات
لا تعني هذه العبارة التبرير المطلق لأي خطأ أو تجاوز من قبل المؤسسة العسكرية، بل تدعو إلى:
• احترام دور الجيش وأهميته الوطنية.
• تفعيل آليات الإصلاح والمساءلة الداخلية في الجيش.
• توجيه النقد البناء عبر القنوات الرسمية، بعيدًا عن الفوضى والتجريح الهدام.
فالولاء للمؤسسة لا يعني الصمت عن الأخطاء، وإنما يعني العمل من داخلها لضمان تحسين أدائها وحماية سلامة الوطن.
خصوصية المؤسسة العسكرية اللبنانية في بيئة معقدة
لبنان بلد ذو تركيبة طائفية ومذهبية متشابكة، ما يجعل مهمة الجيش معقدة ومتحفزة دائمًا للتحديات. ورغم ذلك، استطاع الجيش الحفاظ على وحدة صفه نسبيًا وأداء دوره الأساسي في حماية الحدود ومكافحة الإرهاب والحفاظ على السلم الأهلي.
هذه الخصوصية تجعل من الدعم المؤسسي للجيش ضرورة وطنية ملحة، للحفاظ على ما تبقى من استقرار وسلام في بلد يواجه أزمات متشابكة ومتعددة الأبعاد.
دعم الجيش هو دعم الدولة
العبارة “جيشك على حق ولو كان ظالمًا” تعبير رمزي عن ضرورة التمسك بالمؤسسة العسكرية اللبنانية باعتبارها الضامن الأساسي لاستقرار الدولة وسيادتها، في ظل ظروف سياسية وأمنية صعبة.
إن دعم الجيش اللبناني ليس غطاءً للظلم أو التجاوزات، بل هو موقف وطني يرمي إلى الحفاظ على كيان الدولة، مع إقرار أهمية الإصلاح والمساءلة ضمن أطر قانونية منظمة.
في خضم التحديات التي تواجه لبنان، يبقى الجيش نقطة التقاء القوى الوطنية المختلفة، وركيزة حقيقية لوحدة واستمرار الدولة. ومن هذا المنطلق، يظل دعم المؤسسة العسكرية واجبًا وطنيًا لا يمكن التراجع عنه، لما فيه خير لبنان وشعبه
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :