"نهاية الارتداد العظيم؟!.. دراسة جديدة تنسف فرضية الأكوان السابقة وتعيد التأكيد على التفرد الكوني
أعلن العالم رافائيل بوسو من جامعة كاليفورنيا أن كوننا لا يمكن أن يخضع لنبض لا نهائي، أي لا يمكن أن يتقلص ويتمدد مجددا. كما أكد استبعاد السيناريوهات المتعلقة بـ"ارتدادات لا نهائية".
فماذا كان قبل الانفجار العظيم؟
يُعد هذا أحد الأسئلة المحورية في علم الكونيات. وتفترض فرضية "الارتداد العظيم"، التي طرحها البروفيسور روجر بنروز، أنه ربما كان هناك كون سابق قبل نشوء كوننا الحالي.
ويطرح هذا التساؤل: هل يمكن أن يتمدد كوننا إلى ما لا نهاية، ثم ينكمش مرة أخرى إلى نقطة صغيرة، لتتكرر تجربة مشابهة للانفجار العظيم مرارا وتكرارا؟
لكن البروفيسور رافائيل بوسو من جامعة كاليفورنيا في بيركلي يستبعد هذا السيناريو بشكل حاسم، كما تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة Physical Review Letters
النقطة المحورية في نظرية الكون الدوري، بحسب نظرية "التفرّد" التي طرحها البروفيسور روجر بنروز، هي ما يعرف بـ"الارتداد العظيم" (Big Bounce)، الذي يعد بديلا عن نظرية الانفجار العظيم كنقطة بداية للوجود.
تفترض نظرية الانفجار العظيم أن الكون بدأ من نقطة تفرد (Singularity) ذات كثافة هائلة، حيث تتجاوز الجاذبية حدود القوانين الفيزيائية المعروفة لدينا، تليها مرحلة توسع لا نهائي. أما في نموذج "الارتداد العظيم"، فإن الكون لم يبدأ من لا شيء، بل من مرحلة انكماش هائل لكون سابق، انتهى بـ"ارتداد" أدى إلى نشوء كوننا الحالي المتوسع. ووفقا لهذه الفرضية، قد يكون من الممكن نظريا النظر إلى ما قبل ما نعدّه "بداية الكون"، لنجد كونا سابقا.
لكن البروفيسور رافائيل بوسو من جامعة كاليفورنيا في بيركلي يعارض هذه الفرضية بشكل قاطع. ويؤكد، استنادا إلى ميكانيكا الكم، أن نسيج الزمكان لا يمكن أن يمر بدورات "تمدد–انكماش"، بل إن نشأته مرتبطة حتميا بالتفرّد الكوني.
وكانت بحوث سابقة لروجر بنروز قد أشارت إلى أن الجاذبية، سواء في لحظة نشوء الثقوب السوداء أو في بداية الكون، تؤدي دومًا إلى حالات من التفرّد. إلا أن الدراسة الجديدة التي نشرها بوسو في مجلة Physical Review Letters، والتي تدمج بين نظرية النسبية العامة والتأثيرات الكمومية، تستبعد تماما وجود "أكوان سابقة" أو سيناريوهات كونية دورية.
مع ذلك، يرى الباحث سورجيت راجيندران من جامعة جونز هوبكنز في ماريلاند أن الطريقة الأكثر موثوقية لاختبار فرضية "الارتداد الكوني" تكمن في مراقبة موجات الجاذبية. إذ قد تحمل هذه التموجات في الزمكان آثارا تعود إلى لحظة الارتداد. غير أن ترددات هذه الموجات دقيقة للغاية ولا تزال خارج نطاق قدرات أجهزة الرصد الحالية. كما أن التقدّم في تطوير جيل جديد من أجهزة كشف موجات الجاذبية يواجه صعوبات سياسية وغموضا بشأن مستقبله.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي