أفيخاي يواصل الكذب!

أفيخاي يواصل الكذب!

 

Telegram

 

مرة أخرى، يتوارى المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، خلف ستار الأكاذيب والتبريرات المفبركة، محاولًا التنصل من مسؤولية جريمة حرب مكتملة الأركان ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة زيكيم شمال قطاع غزة، حيث راح ضحيتها العشرات من المدنيين الجوعى، الذين لم يحملوا سوى الأمل في الظفر بكيس طحين، فإذا بهم يُسحقون بين رصاص القناصة وقذائف الدبابات.

في مقطع مصور لا يتجاوز الدقيقة، نشره أدرعي عبر منصاته، ظهر جنود الاحتلال وهم يصورون المدنيين بينما يقتربون من إحدى الشاحنات، مع تكرار صوت أحد الضباط قائلاً: “يمنع إطلاق النار – لا أحد يطلق النار”.

وللوهلة الأولى، يبدو وكأن الفيديو محاولة لتأكيد التزام جيش الاحتلال بعدم استهداف المدنيين. لكن المتابعة الدقيقة تكشف أن المقطع ذاته يصوّر لحظة غير متصلة بزمن المجزرة، بل تم تصويره – وفقاً لتحليل الظلال – بعد العصر، بينما المجزرة وقعت في ساعات الصباح والظهر.

يبدو أن الفيديو لم يكن سوى إنتاج موجه للرأي العام الغربي في محاولة لتبرئة الجيش من دماء الأبرياء، بينما الشهادات الميدانية، والتوثيق الحقوقي، وبيانات المنظمات الدولية تروي قصة مختلفة تمامًا.

المنظمات الدولية تدحض الرواية الإسرائيلية في تطور لافت ونادر، أصدرت منظمة الغذاء العالمي (WFP) بيانًا استثنائيًا، أكدت فيه بوضوح أن دبابات وقناصة جيش الاحتلال أطلقوا النيران على المدنيين في محيط قافلة مساعدات مكونة من 25 شاحنة دخلت غزة صباح 20 يوليو عبر معبر زيكيم.

ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف من وصفهم البيان بـ”أشخاص على شفا المجاعة، كانوا يحاولون فقط إطعام عائلاتهم”.

البيان – الذي يعد أول إدانة مباشرة بهذا المستوى – أكد أن إطلاق النار وقع رغم ضمانات إسرائيلية مسبقة بعدم تواجد أي قوات مسلحة على طول طريق القوافل، ما يكشف بوضوح عن انعدام الموثوقية في التعامل الإسرائيلي مع المنظمات الإنسانية.

أرقام دامية… ومعاناة مستمرة بحسب مصادر صحفية وحقوقية، بلغ عدد شهداء المجزرة يوم الأحد 94 شهيدًا، بينهم 81 في منطقة السودانية شمال القطاع. معظمهم من المدنيين الجوعى الذين ساروا لساعات على الأقدام أملاً في الحصول على مساعدة غذائية.

ومع استمرار الحصار ومنع إدخال مساعدات كافية، قفز سعر كيلو الطحين في السوق السوداء إلى نحو 100 دولار أمريكي، وسط تفكك كامل للمنظومة الصحية، ووجود نحو 90 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة إلى علاج من سوء التغذية، بحسب بيانات WFP.

وفي بيان رسمي، حذر التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية المواطنين من التوجه إلى منطقة زيكيم، مؤكداً أن قوات الاحتلال نصبت راوفع قنص وحولت المنطقة إلى مصيدة موت جماعي تهدف إلى تصفية أكبر عدد ممكن من الجوعى تحت غطاء “توزيع المساعدات”.

وأضاف البيان أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة التجويع المنهجي بحق سكان قطاع غزة، ويرفض السماح بتدفق مساعدات إنسانية كافية، محمّلاً المسؤولية الكاملة عن مجازر المساعدات لجيش الاحتلال والمجتمع الدولي المتقاعس عن وقف هذه الجرائم.

شهادات حية وتوثيقات دامغة عدد من المنظمات الحقوقية، منها المرصد الأورومتوسطي ومركز الميزان لحقوق الإنسان، أكدوا عبر تقارير ميدانية وشهادات حية من الناجين، أن قوات الاحتلال استخدمت نيراناً كثيفة ومباشرة ضد المدنيين، وأطلقت قذائف مدفعية ونيران قناصة وسط الجموع المتزاحمة على الشاحنات.

وتقول شهادات الناجين إن القافلات تُترك بشكل متعمد في مناطق خاضعة لنيران الاحتلال، ويُمنع المتطوعون أو المؤسسات من إدارتها، ما يزيد من الفوضى ويسمح بارتكاب المجازر في كل مرة.

وفي ظل الجوع والانهيار التام للمنظومة الإنسانية، تقف (إسرائيل) مفضوحة من المنظمات الدولية، بينما يحاول أفيخاي أدرعي، بالكذب والتضليل، إخفاء جريمة جماعية جديدة تضاف إلى سجل حافل بالانتهاكات.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه المجازر يعكس فشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم، ويؤكد أن الحديث عن حماية المدنيين وتسهيل المساعدات أصبح مجرد شعارات فارغة ما لم تتحول إلى خطوات ملموسة توقف شلال الدم في غزة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram