تأثير الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي على القدرات الذهنية للأطفال
يشير مصطلح "التفكير المتقطع السريع" إلى حالة ذهنية ينتقل فيها الطفل بسرعة بين مشاهد أو معلومات متعددة دون التوقف لتحليلها أو فهمها بعمق، هذا النوع من التفكير ينتج عن التعرض المتكرر والمفرط لمحتوى سريع الإيقاع، كما هو الحال في الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتم معالجة المعلومات في صورة أجزاء صغيرة وسطحية دون ترابط.
ويحذر الباحثون من أن أدمغة الأطفال في مراحل ما قبل المدرسة تكون في طور النمو والتشكّل، مما يجعلها أكثر عرضة لهذا النمط من التفكير، وبالتالي يؤدي إلى تراجع واضح في مهارات التركيز، وضعف في القدرة على تخزين المعلومات وتحليلها.
لماذا يشكّل التفكير المتقطع السريع خطراً على الأطفال؟
وفقا لفريق البحث في جامعة نوفغورود (NovSU)، فإن الاعتماد المفرط على المحتوى الجاهز والمرئي يؤدي إلى تقليص دافع الأطفال نحو التفكير النقدي والبحث والاستكشاف الذاتي، كما يجعل الوسائل التعليمية التقليدية مثل الكتب أقل جذبًا وأهمية من المحتوى الرقمي السريع.
وإذا أصبح التفكير المتقطع السريع هو الأسلوب السائد في تعامل الطفل مع المعلومات، فقد تظهر لديه نتائج سلبية خطيرة تشمل:
تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز في مهمة واحدة لفترة كافية.
ضعف في الذاكرة قصيرة وطويلة المدى.
صعوبة في ربط المعلومات ببعضها أو إدراك العلاقات السببية والمنطقية.
تراجع في مهارات التحليل والتفكير النقدي والاستنتاج.
توصيات العلماء لمواجهة التفكير المتقطع السريع
لتقليل التأثيرات السلبية لهذا النمط العقلي، أوصى الباحثون بمجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى دعم النمو المعرفي للأطفال وتعزيز التفكير العميق لديهم:
تشجيع الأطفال على الانخراط في النقاشات المنزلية والصفّية لتقوية مهارات التحليل والتفكير.
الحرص على قراءة الكتب ومناقشتها معهم لفهم الروابط المنطقية وتسلسل الأفكار.
استخدام الألعاب التعليمية التي تنمّي الذاكرة والذكاء البصري والمنطقي، إلى جانب تطوير مهارات النطق.
تقنين وقت الشاشة اليومية، والتوجيه لاستخدام تقني ومدروس للمحتوى الرقمي.
استخدام أدوات الرقابة الأبوية للحد من التعرض العشوائي للمحتوى الرقمي السريع.
التوازن الرقمي: مفتاح الحفاظ على صحة الدماغ
في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، من الضروري إيجاد توازن صحي في حياة الأطفال بين النشاط الرقمي والأنشطة التقليدية كالمطالعة، والرسم، والتفاعل الاجتماعي الواقعي، إن هذا التوازن لا يحمي الذاكرة والانتباه فقط، بل يعزز النمو النفسي والعاطفي ويقوّي الروابط الأسرية والتعليمية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي