رشيد حاطوم
في جبال السويداء، حيثُ وقف سلطان باشا الأطرش كالطود الشامخ، يُنادي بأعلى صوته: "الدين لله والوطن للجميع!"، كان الدرزي والمسيحي والمسلم يُقاتلون جنبًا إلى جنب ضد المستعمر الفرنسي. وبينما كان الأمير شكيب أرسلان، سيف القلم وقائد الفكر، يحذّر من مشاريع التقسيم قائلًا: "إذا تفرقنا.. ابتلعنا المستعمر"، لم يخطر ببالهما أن تُختَطَف سوريا بعد قرنٍ من الزمن بيدِ مَن يدّعون "الجهاد"!
اليوم، حين اشتعلت نار الفتنة في السويداء، رأينا عشائرَ بدويةً تتداعى من صحاري الأردن إلى تخوم السعودية وحتى فلسطين (48)، كأنما نُفِخ في الأبواق لقتال "العدو"! لكن المفارقة التي تقشعر لها الأبدان:
أربعة وأربعون ألف شهيد في غزة– تُذبح أطفالهم على الهواء مباشرةً – لا تحرك فيهم ساكنًا!
بل يُسرعون إلى السويداء وكأنها "خط الجبهة المقدسة"! فهل أصبح قتال الدروز "جهادًا" بينما قتال الصهاينة "مزحة"؟!
أما الجولاني، فما هو إلا وجهٌ آخر للخيانة:
من مرتزقٍ في خدمة أردوغان، إلى حارسٍ لحدود إسرائيل في الجولان! يُغطي مجازر الساحل، ويُصفق لجرائم الاحتلال، بينما دم وجدي الصايغ – الفتى الدرزي فاتح العمليات الاستشهادية الذي فجّر قلبه في وجه جنود الاحتلال عام 1985 – يُناديه من أعماق الأرض: "خائنٌ أنت!".
وفي المقابل، يُضيء تاريخٌ آخر:
- الشيعة في لبنان حطموا أسطورة الجيش الإسرائيلي عام 2000، ثم سحقوها في 2006 بقيادة الأسد التاريخي الشهيد حسن نصر الله الذي هز العالم بصيحته: "طريق القدس يمر من جثث شهدائنا!".
- أما "بدو المصلحة"، فأعظم "بطولاتهم" هي نهب أرض السوريين وتغطية صفقات التطبيع!
هنا يصرخ التناقض:
كيف ينامون ليلًا وهم يرون شهداء الشيعة يُدفنون في طريق القدس، بينما هم يُدفنون ضمائرهم في رمال السويداء؟!
كيف يرفعون السلاح ضد من قاوم فرنسا وإسرائيل (الدروز)، ويُطبّلون لمَن يبيع الجولان للاحتلال (الجولاني)؟!
وتبقى كلمات شكيب أرسلان كالسيف المسلول:
"الاستعمار يُزهق أرواحنا.. والتفرقة تُزهق كرامتنا!".
فليُجيبوا اليوم:
أين كانت "كرامتهم" حين دُكَّت غزة؟!
وأين كانت "وحدتهم" حين انقضّوا على السويداء؟!
#سلطان_الأطرش_عاركم
#سيد_الشهداء_حسن_نصرالله
#شكيب_أرسلان_حذّركم
#بدو_النفاق_فضحهم_التاريخ
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :