على وقع الإبادة في غزة.. الضفة الغربية تواجه حملة تهجير وتدمير ممنهجة

على وقع الإبادة في غزة.. الضفة الغربية تواجه حملة تهجير وتدمير ممنهجة

 

Telegram

 

 

بينما تتجه أنظار العالم إلى حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، تتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، حملة شرسة وممنهجة من التهجير والتدمير والإغلاقات، تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض وتفكيك الوجود الفلسطيني، فمنذ أواخر عام 2023 وحتى اليوم، استغل كيان الاحتلال انشغال العالم بمجازره في غزة لتصعيد انتهاكاته بشكل غير مسبوق.

 

وفقاً لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية ومحلية، تواجه المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية مخاطر وجودية متزايدة، تتمثل في سياسات متكاملة من القمع العسكري وإرهاب المستوطنين والتضييق الاقتصادي.

 

اقتحامات دموية وتدمير للبنية التحتية

شهدت الفترة الماضية ارتفاعاً هائلاً في وتيرة الاقتحامات العسكرية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، خاصة في شمال الضفة الغربية (جنين، طولكرم، نابلس). لم تعد هذه الاقتحامات تقتصر على الاعتقالات، بل تحولت إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق تشمل:

 

قتل واعتقال: استشهد مئات الفلسطينيين، بينهم أطفال، وأُصيب الآلاف، كما تم اعتقال الآلاف في حملات يومية.

تدمير ممنهج: تقوم الجرافات العسكرية بتجريف الشوارع وتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، في محاولة لتدمير البنية التحتية للمخيمات وجعل الحياة فيها مستحيلة، وهو ما اعتبرته تقارير حقوقية "عقاباً جماعياً".

 

إرهاب المستوطنين: ذراع الاحتلال غير الرسمي

تصاعد عنف المستوطنين بشكل خطير، حيث أصبحوا يشنون هجمات منظمة على القرى والتجمعات الفلسطينية، خاصة في المناطق المصنفة "ج" والخاضعة للسيطرة الأمنية الكاملة للاحتلال.

 

وتتم هذه الهجمات، بحسب شهادات وثقتها منظمات مثل "بتسيلم"، بحماية مباشرة أو تغاضٍ من جيش الاحتلال. وتشمل اعتداءاتهم:

 

حرق المنازل والمركبات والأراضي الزراعية.

 

الاعتداء الجسدي على المواطنين وإطلاق الرصاص الحي.

 

منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، خاصة خلال مواسم قطف الزيتون.

 

هذه الهجمات أدت إلى التهجير القسري لعشرات العائلات الفلسطينية من تجمعات بدوية ورعوية، في عملية تطهير عرقي صامتة تهدف إلى إخلاء الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني.

 

هدم المنازل: سياسة التهجير القسري

كثّف كيان الاحتلال من سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، بحجة "البناء دون ترخيص" في المناطق "ج" والقدس الشرقية، وهي تراخيص يكاد يكون من المستحيل الحصول عليها. وتشير بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى هدم مئات المباني منذ أواخر 2023، مما أدى إلى تشريد مئات الفلسطينيين، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال، وتركهم بلا مأوى.

 

إغلاقات وحصار: خنق الاقتصاد وشل الحياة

فرضت سلطات الاحتلال شبكة معقدة من الحواجز العسكرية والإغلاقات التي قطّعت أوصال الضفة الغربية وحوّلت مدنها وقراها إلى معازل منفصلة. هذه الإجراءات أدت إلى:

 

شلل اقتصادي: منع العمال من الوصول إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر، وأعاق حركة البضائع والتجارة بين المدن الفلسطينية.

 

تقويض الخدمات الأساسية: عرقل وصول المواطنين إلى المستشفيات والمدارس والجامعات، مما فاقم من الأزمة الإنسانية.

 

استغلال حرب غزة لفرض الأمر الواقع

يجمع المراقبون على أن سلطات الاحتلال تستغل الحرب على غزة كغطاء لتنفيذ مخططاتها طويلة الأمد في الضفة الغربية، والتي تهدف إلى ضم أجزاء واسعة منها، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

 

إن ما يحدث اليوم في الضفة الغربية ليس مجرد ردود فعل أمنية، بل هو تنفيذ لاستراتيجية مدروسة للقضاء على الوجود الفلسطيني عبر التدمير والتهجير والخنق الاقتصادي، بينما يبقى العالم صامتاً ومتواطئاً في أغلب الأحيان. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram