اعترف جيش الاحتلال بإصابة سبعة من جنوده في القصف الإيراني الذي استهدف وسط فلسطين المحتلة. وفيما واصلت الجمهورية الإسلامية في إيران إمطار كيان العدو الصهيوني بوابل من الصواريخ، استهدفت الضربات الإيرانية العديد من المواقع الحيوية في عمق الأراضي المحتلة.
وصباح اليوم، طالت الصواريخ الإيرانية سلسلة من المناطق داخل كيان العدو، من بينها “تل أبيب”، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة، لترتفع الحصيلة إلى ثلاثة قتلى وأكثر من ثمانين جريحًا، بينهم حالات خطرة.
وقد ألحقت الضربات دمارًا هائلًا في مواقع متعددة، من بينها “تل أبيب”، و”ريشون لتسيون”، و”رمات غان”، بحسب اعتراف سلطات الاحتلال، التي فرضت تعتيمًا واسعًا على طبيعة المواقع المستهدفة وهويات الشخصيات المصابة.
وقد فرضت الصواريخ الإيرانية، التي استهدفت مواقع حساسة في “تل أبيب” ومناطق أخرى داخل الأراضي المحتلة، واقعًا ميدانيًا جديدًا على كيان الاحتلال، إذ نسفت قدرة الكيان على تحقيق أي إنجاز في المواجهة مع إيران، بعد أن تحوّلت جبهته الداخلية إلى ساحة مواجهة مفتوحة، تكشف هشاشته أمام الضربات النوعية.
ويُجمع محللون عسكريون وخبراء صهاينة على أن الاحتلال بات يصطدم بالحقيقة المُرّة: جبهته الداخلية، التي طالما حاول تحصينها، باتت اليوم مكشوفة، ومواقعه السرية والحساسة والاستراتيجية أصبحت في مرمى الصواريخ الإيرانية الدقيقة.
وتُشير التقديرات إلى أن الهجمات الذكية والمتتابعة لن تُقابل بحسم ميداني لصالح الاحتلال، طالما أن منظومات الدفاع الجوي المتطورة، مثل “الحيتس” و”القبة الحديدية”، عاجزة عن صدّ موجات الصواريخ الإيرانية المتعددة والمتنوعة.
وفي هذا السياق، صرّح إيتان دنغوت، منسق أنشطة الاحتلال سابقًا في الضفة الغربية، قائلًا: “الجبهة الداخلية الإسرائيلية تتعرض لأوسع هجوم منذ عشرات السنوات. التهديد الذي تفرضه الصواريخ التي تسقط على الجبهة الداخلية، وما تحمله من رؤوس متفجرة بكميات كبيرة، يُشكّل خطرًا كبيرًا، لذا فإن السلطات المحلية مخوّلة بطلب إخلاء بعض المناطق. مشاهد اليوم تؤكد أنه يجب على السكان الانتقال إلى أماكن أكثر أمنًا؛ فالتنقل جزء من آلية المواجهة، وهو أمر بالغ الأهمية.”
بدوره، قال آفي بنيهو، المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال “اعتدنا سابقًا على قصف صاروخي نتعامل معه بثقة في منظومات الحماية الجوية، كالقبة الحديدية والحيتس، أما الآن فنحن أمام نمط جديد من الحرب، بقدرات مدمرة ورؤوس متفجرة بأوزان ثقيلة. لقد كنا نقول دومًا إنه لا توجد حماية كاملة، واليوم على المواطنين أن يُدركوا أن الحفاظ على حياتهم مسؤوليتهم بالدرجة الأولى.”
من جانبه، قال إيال بن رؤوفين، المسؤول السابق في الجبهة الشمالية بجيش الاحتلال “ما نعيشه هذا الصباح يُؤكّد أن الجبهة الداخلية والمواطنين داخل الكيان هم جزء لا يتجزأ من ساحة المعركة. يجب أن نُقرّ بأن لدى الإيرانيين قدرات نوعية وهم يستخدمونها بالفعل، ويُعلِنون ذلك صراحةً. هذه المعركة قد تمتد لعدة أيام.”