جنوا الملايين.. جدل في الجزائر حول ثروات المؤثرين على تيك توك

جنوا الملايين.. جدل في الجزائر حول ثروات المؤثرين على تيك توك

 

Telegram

 

أثار الكشف عن أرباح بملايين الدينارات يحققها مؤثرون جزائريون عبر منصة "تيك توك" موجة جدل في البلاد، وسط دعوات لمراقبة مصادر هذه الأموال وتأثيرها على المجتمع، خصوصاً في صفوف الشباب.
 
فقد أطلق مؤثرون جزائريون، مشاريع لاِستثمار مداخيلهم من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اِفتتحوا مصانع لتصنيع الألبسة والعطور والشيبس وغيرها، ما جَعَلَ رواد التواصل الاجتماعي، يتساءلون عن الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع ويقارنونها بما ينجزه مشاهير العالم.
وحتى لا تبقى مداخيلهم حبيسة منصات التواصل الاجتماعي، وحتى لا تقتصر عائداتهم على ما يجنونه من الومضات الاشهارية والمشاهدات، أطلق صُنَّاعُ المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، عَدَدًا من المشاريع بغرض توسيع أرباحهم.
إذ تهافتوا على إبداع منتوجات من ألبسة ومأكولات وخدمات، بعلامات تحمل أسماءهم، على غرار المؤثر وصاحب أكبر رقم على منصة "تيك توك" عربيا، والثاني عالميا، كريم كروبي المدعو "كريم لايف" (1.8 مليون متابع على تيك توك)، الذي أطلق على المطعم والفندق الذي أنجزه في سيدي يحيى بالعاصمة الجزائر اسم "103"، للدلالة على الرقم الذي حققه كأكبر عدد متابعين وهو 103 مليون في بث مباشر واحد.
فيما أطلق أحد أكبر مشاهير التواصل الاجتماعي في الجزائر، فاروق بوجملين "ريفكا" (5.6 مليون متابع على انستغرام) مشروع لتصنيع "الشيبس" أسماه "ريفكوس"، وصار أغلب محتواه التشهير به.
من جهتهما كانت كل من أميرة ريا، صاحبة ثاني أكبر صفحة "انستغرام" في الجزائر (7.2 مليون متابع)، وكذا "نور" (2.9 مليون متابع)، كانتا قد سبقتا إلى إطلاق مشروعين لتصنيع الملابس والخمارات منذ سنوات.
وفضلت صاحبة أكبر حساب "إنستغرام" (7.7 مليون متابع) نوميديا، لزول، ورغم أنها دخل عالم التمثيل والغناء والتنشيط التلفزيوني، فضلت أن تطلق علامة للعطور.
كذلك فَعَلَ آخرون من المؤثرين الذين لم يكتفوا بمداخيل منصات التواصل الاجتماعي، حتى إنَّ البعض حَوَّلَ كل محتواه من السياحة والترفيه إلى الترويج لتلك المنتجات، لكن هذه الخطوة لاقت الكثير من الانتقاد من المتابعين الذين عابوا على المؤثرين الذين يُعدّ متابعوهم بالملايين، عدم اِستثمار مداخيلهم الآتية من المتابعات عموما، في أعمال خيرية أو اِستثمارات تدفع بالقاطرة الاقتصادية للبلد، على غرار مشاهير العالم.
واستدل رواد التواصل بالمؤثرة الأميركية شارلي داميليو (157 مليون متابع على تيك توك)، التي سبق وأن منحت هبات لمستشفى ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة مسقط رأسها، وكذا لحركة "حياة السود تهم"، ومثلما انخرط المؤثر الإيطالي الشهير خابي لام، في اليونسيف لحماية الطفولة عبر العالم وخاصة في أفريقيا.
بدوره قال أحد المتابعين: "... كريم كروبي يطلق مسابقة بمليار سنتيم والهدف منها تدعيم حسابه على تيك توك، بأموال التيك توك.. كان الأجدر أن ينفقها في مشروع خيري...".
وقال آخر: "... في كل البلدان يعمل المشاهير على المساهمة في أعمال لفائدة الفقراء، على الأقل لتحسين صورتهم، لكن في الجزائر لم نسمع بذلك إلاَّ نادرا".
وبشأن ذلك قال المختص الاقتصادي فاروق بلقاسي، لـ"العربية.نت"، إنَّ "البحث عن جدوى اقتصادية في مشاريع مشاهير التواصل في الجزائر، لا يمكن تحديده، لأنه لا توجد أي دراسات أو أرقام حوله".
وأوضح المتحدث: "... بالنسبة للمشاريع التي يتم إطلاقها عادة ما تكون بدايتها فكرة من صاحبها يختار المشروع الأقرب أو الأنسب إليه، وعادة ما يكون مطعما أو ألبسة أو غيرها مما يمكن له الترويج له باستعمال شهرته وصفحاته على التواصل".
كما أضاف المتحدث: "... لا نستطيع أن نسمي تلك المشاريع ذات منفعة اقتصادي عموما، فرغم أنها تدخل في خانة الخدمات، مثل الفنادق أو المطاعم، لكنها لا تدخل في إطار استراتيجية اقتصادية واضحة، مثل دعم السياحة أو تنشيط مدينة أو غيرها، فهذا يحتاج إلى دراسة معمَّقة وقبلية لها حول الجدوى الاقتصادية منها، ولكنها في النهاية خدمات استهلاكية الهدف منها عموما التسويق المحلي وفقط".
وكحل لهذه الإشكاليات، دعا بلقاسي إلى تنظيم المؤثرين ودعمهم من خلال تأطير دخولهم إلى عالم الأعمال، من جهة عبر توفير لهم تكوينات ومن جهة أخرى توجيههم وبالتالي توجيه رؤوس أموالهم إلى المشاريع التي تفيدهم وتفيد الاقتصاد الوطني".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram