باحث فلسطيني بارز: واشنطن فشلت في لعب دور الوسيط النزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين
اتهم الأكاديمي والمفاوض الفلسطيني السابق الدكتور غسان الخطيب الولايات المتحدة الأميركية باستخدام وساطتها في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كأداة لتعزيز مصالحها الخاصة، منتقداً ما وصفه بـ"الانحياز البنيوي" للسياسات الأميركية منذ مؤتمر مدريد عام 1991 وحتى فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية عام 2000.
وفي فصل بعنوان "الوساطة الأميركية في الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي: بيت بُني على الرمال"، ضمن كتاب أكاديمي حديث صدر تحت عنوان "الوساطة في النزاعات في العالم العربي"، يسلط الخطيب الضوء على إخفاقات المنهج الأميركي في التوسط لحل أحد أطول النزاعات في المنطقة، مؤكداً أن "السلام لا يمكن أن يُبنى على أسس مختلة، ولا أن يُدار من طرف منحاز".
4 ثغرات رئيسية في النهج الأميركي
يشير الخطيب إلى أن أحد أبرز جوانب الخلل تمثل في غياب الحياد الأميركي، حيث تبنّت واشنطن، في أكثر من محطة، الرواية الإسرائيلية وشروطها المرجعية للمفاوضات، بما في ذلك استبعاد قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأضاف أن "الولايات المتحدة لم تُعامل الطرفين كمتساويين، بل تصرفت كراعٍ لمصالح إسرائيل في المقام الأول".
أما النقطة الثانية، فهي احتكار العملية التفاوضية، إذ عملت الولايات المتحدة، بحسب الخطيب، على إقصاء أطراف دولية محتملة مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، مما أدى إلى تفريغ المسار السياسي من أي شرعية دولية شاملة.
ويتابع الخطيب بأن تجاهل القضايا الجوهرية، لا سيما قضايا الاحتلال واللاجئين والقدس الشرقية، كان من أخطر نقاط الضعف في الاستراتيجية الأميركية، حيث تم التركيز على إجراءات مؤقتة دون معالجة الجذور السياسية والقانونية للصراع.
ويختتم الخطيب هذه المحاور بالإشارة إلى تأثير الحسابات الداخلية الأميركية، قائلاً إن "اللوبيات المؤيدة لإسرائيل لعبت دوراً مباشراً في تقييد هامش المناورة لدى الإدارات الأميركية المتعاقبة، مما جعل من الولايات المتحدة طرفاً غير مؤهل لقيادة عملية سلام عادلة".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي