تشغيل خط الأنابيب العراقي إلى لبنان... رهن استقرار سوريا وتذليل المعوقات

تشغيل خط الأنابيب العراقي إلى لبنان... رهن استقرار سوريا وتذليل المعوقات

 

Telegram

 

 

 

أطلقت زيارة وفد وزاري للعراق الأسبوع الماضي، الكلام على حقيقة عودة البحث في تشغيل خط النفط العراقي الذي ينطلق من حقل كركوك،في اتجاه طرابلس شمال لبنان، وإلى بانياس على الساحل السوري الذي بدأ تشغيله عام 1952.

 

تناول البحث، إلى الاستمرار بتزويد لبنان الوقود، “دراسة إعادة إحياء خط الأنابيب العراقي إلى لبنان”، بالإضافة إلى “إمكان تجديد مصفاة طرابلس لتكون قادرة على استعادة دورها”.

 

صحيح أن للبنان كما لسوريا مصلحة مشتركة في عودة الأنبوب إلى نشاطه، ويحتاج إليه العراق بقوة لتنويع منافذ التصدير وزيادتها إلى نحو 7 ملايين برميل من نفطه الخام يوميا في اتجاه الأسواق الأوروبية، إلا أن عودة الحياة مجددا إلى الخط لا تتعلق بقرار مشترك للدول الثلاث فحسب، بل بأمور تقنية وأمنية وتجارية، تظلل واقع الخط المتوقف كليا عن العمل منذ عشرات السنين.

 

فالخط يعاني عمليات تخريب وتكسير في أكثر من موقع، داخل سوريا وعند الحدود اللبنانية، فيما تحتاج وصلات تالفة إلى تمديد خط جديد، بالإضافة إلى الدمار والأعطال الكبيرة جدا في مصفاتي بانياس وطرابلس.

 

إطلاق مشروع التأهيل، في ما لو حسمت الجدوى الاقتصادية له ومصادر التمويل والقوانين والعقود، قد يحتاج تحقيقه إلى سنوات، وإلى استقرار أمني مستدام على طول المساحة الجغرافية التي يعبرها الأنبوب.

 

 

ووفق مصادر متابعة فإن حاجة لبنان الملحة إلى مصادر دخل ووظائف جديدة، تحتم على مسؤوليه عدم الركون إلى العقبات، والمبادرة الى “ابتداع” الحلول الجدية والمستدامة للمحافظة على أفضليتين:

 

الأولى، الإبقاء على خط كركوك – طرابلس، نقطة تصدير أساسية مستقبلا للنفط العراقي، لضمان عدم خسارة هذه الأفضلية، بعد تداول معلومات عن توجه العراق إلى اعتماد نقطة تصدير أخرى، مثل خليج العقبة في الأردن.

 

والثانية، عدم خسارة ميزة الوقت والكلفة في التصدير، إذ لا يحتاج الخام العراقي للوصول إلى السوق الأوروبية انطلاقا من طرابلس إلى أكثر من 3 إلى 4 أيام، وهو ما يُعدّ من الميزات التفاضلية المربحة لنقاط التصدير والمرافئ التجارية.

 

وزير المال ياسين جابر أكد لـ”النهار” أن ثمة إمكانات كبيرة للتعاون مع العراق، لافتا إلى أن “الوفد تحدث في الإطار العام، ولم يدخل في تفاصيل المشاريع المستقبلية وتحديدا مشروع خط الأنابيب. فالمشروع عموما وكل الأمور المشتركة مع سوريا متوقفة على استقرار الأوضاع الأمنية فيها”.

لكن الحديث عن إعادة المشروع استوقف الخبير الدولي في اقتصادات الطاقة ناجي أبي عاد، الذي أوضح أن الخط متوقف عن العمل منذ عام 1982، بما يعني أنه في حاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل، خصوصا في ما يتعلق بمحطات الضخ (𝐂𝐨𝐦𝐩𝐫𝐞𝐬𝐬𝐢𝐨𝐧 𝐒𝐭𝐚𝐭𝐢𝐨𝐧𝐬) التابعة له.

 

وإذ افترض إعادة تشغيل الخط وصولا إلى طرابلس، سأل عن مصفاة طرابلس “المهترئة والمتوقفة عن العمل منذ عام 1990. فإعادة تأهيل المصفاة في رأيه تستلزم طرح مناقصة بما يتطلب وقتا وجهدا كبيرين، مع الأخذ في الاعتبار أن طاقتها الاستيعابية كانت في أفضل حالاتها لا تتجاوز 32 ألف برميل يوميا، وهي كمية بالكاد تكفي ثلث الاستهلاك المحلي.”

 

وثمة نقطة إضافية أشار إليها أبي عاد تتعلق بضمان حمايته، خصوصا أنه يمر عبر كامل الأراضي السورية ليصل إلى طرابلس.

 

وقال: “المشكلة الأهم لا تكمن فقط في إعادة تشغيل الخط، بل في استخدامات النفط الخام عند وصوله إلى طرابلس. وثمة خياران: إما تصديره عبر منشآت التصدير الموجودة في طرابلس – إذا كانت لا تزال صالحة للاستخدام- وإما تكريره في مصفاة طرابلس. وإذا كان ثمة نية لإعادة بنائها فورا وتوسيع طاقتها الاستيعابية من 32 ألف برميل يوميا إلى 100 ألف برميل، فإن ذلك سيتطلب تمويلا كبيرا ومدة زمنية لا تقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات، آخذين في الاعتبار الوقت الذي يتطلبه إطلاق مناقصة (𝐭𝐞𝐧𝐝𝐞𝐫) ، علما أنه سبق لشركات كبرى مثل “توتال” و”سوناطراك” أن أبدت اهتماما بتنفيذ مشروع تطوير المصفاة وفق نظام 𝐁𝐎𝐓، ولكن لم يتم التجاوب مع العروض في حينه. وتاليا، إذا سارت الامور على الطريقة اللبنانية التقليدية، فقد تستغرق من أربع إلى خمس سنوات على الأقل لإنجازها، سواء على مستوى خط الأنابيب أو إعادة تشغيل المصفاة”.

 

وأشار إلى مسألة رسوم الترانزيت وتأثيرها على جدوى المشروع الاقتصادية. وسأل: هل يطالب السوريون برسوم عبور أم بحصة من النفط؟ إذا فرضوا رسوما مرتفعة على الترانزيت، فلن يكون للعراقيين مصلحة في إرسال النفط وتكريره في لبنان. والسؤال: هل سوريا في حاجة فعلا إلى النفط العراقي في بانياس، أم أن ما تنتجه حاليا يكفي حاجاتها؟

 

وذكر بخط الأنابيب الذي كان يمتد سابقا من السعودية إلى الزهراني، إذ إن أحد العوامل التي أضعفت جدواه الاقتصادية كانت الرسوم التي فرضتها سوريا، رغم أن الخط كان يمر فقط لمسافة نحو 10 كيلومترات في مرتفعات الجولان.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram