في عيد التحرير .. محمد عفيف كان مقاومًا بالكلمة والعدسة

في عيد التحرير .. محمد عفيف كان مقاومًا بالكلمة والعدسة

 

Telegram

 

في عيد المقاومة والتحرير، لا يكتمل الحديث عن النصر دون أن نعرّج على أولئك الذين صنعوا الكلمة المقاومة كما صنع المقاتلون ملاحم الصمود في الميدان.
نستذكر اليوم، الحاج القائد الشهيد محمد عفيف النابلسي، الرجل الذي لم يكن فقط من أبناء جبهة المقاومة، بل من صنّاع الوعي، ومن حملة البوصلة الإعلامية التي لا تنحرف.
كان محمد عفيف النابلسي مقاومًا من طرازٍ نادر. حمل الكاميرا كما تُحمل البندقية، وكتب كما يكتب الثوّار على جدران الأزقة المحاصرة.
لم يكن صوتًا إعلاميًا عابرًا في زمن الضجيج، بل كان صوتًا صادقًا، نقيًا، منحازًا للحق، ومتجذرًا في الأرض التي أنجبته.
في كل صورة وثّقها، كان هناك نبض الجنوب. في كل تقرير أعدّه، كانت حكاية بيت صامد، أو أمٍ ثكلى، أو شابٍ ترك خلفه دفتر الجامعة والتحق بخط الدفاع الأول.
لم يكن الإعلام بالنسبة له وظيفة أو وسيلة عبور نحو الشهرة، بل كان جبهة متقدمة من جبهات المواجهة، وساحة يشتبك فيها مع رواية العدو وكذبه وتضليله.
عرفته الميادين الإعلامية كما عرفته مواقع القتال. لم يتأخر يومًا عن واجب، ولم يتردد في اختيار الخطوط الأمامية لمهامه، حتى ارتقى شهيدًا في مسيرته، تاركًا إرثًا من الصور والكلمات التي لا تموت.
في يوم التحرير، نردد اسمه بين شهداء الكرامة، ونرفع صوته الذي لم يخفت، ونستعرض صوره التي اختزنت ذاكرة وطن، وكرامة شعب، ومسيرة مقاومة مستمرة.
الشهيد محمد عفيف النابلسي، لم يكن شاهدًا على المقاومة، بل كان جزءًا منها، قطعة من وجدانها، ورمزًا من رموزها التي ستبقى حيّة في ضمير هذه الأرض.
التحية لكل مقاومٍ أمسك بالكاميرا كما يُمسك المقاتل بسلاحه، ولكل إعلاميٍ آمن أن الكلمة موقف، وأن الصورة مقاومة، وأن الشهادة ليست فقط من نصيب من يطلق الرصاص، بل أيضًا من يطلق الحقيقة في وجه العدو.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram