يُسجَّل للنائب فؤاد مخزومي أنه نجح، في واحدة من أدقّ المحطات السياسية في بيروت، في تحقيق ما عجز عنه كثيرون، وذلك من خلال تمسّكه بخطاب وطني معتدل يقوم على مبدأ العيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بعيدًا عن أي حسابات فئوية أو شعبوية.
فمنذ اليوم الأول، بادر مخزومي إلى تشكيل لائحة توافقية جمعت غالبية القوى البيروتية، وكان عمودها الفقري.
هذا النهج جنّب العاصمة انقسامًا خطيرًا، وقطع الطريق على مشهد انتخابي كان من الممكن أن ينتهي بصيغة “غالب ومغلوب”، وهي الصيغة التي لطالما ألحقت الضرر بالنسيج الاجتماعي والسياسي للعاصمة.
اللائحة التي ساهم مخزومي في بنائها لم تكن مجرد تحالف انتخابي، بل شكّلت مشروعًا لإعادة ترسيخ الاستقرار في بلدية بيروت، وإيصال رسالة مفادها أن الجميع شريك في القرار، والجميع رابح في النتيجة، بما يعزّز مصلحة جميع الطوائف والقوى والبيارتة عمومًا.
وفي وقتٍ انجرف فيه البعض نحو الخطاب الطائفي أو محاولات الاستقواء، وقف فؤاد مخزومي بثبات في موقع الوسطيّة، ليكون صمّام أمان سياسي يُحسب له في ميزان بيروت ومستقبلها.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي