افتتاحية صحيفة البناء:
الضفة وأراضي الـ 48 تحميان القدس… وإيجابيات أميركيّة إيرانيّة… وتفاؤل عُمانيّ في اليمن / حزب الله يتابع تداعيات خطاب السيد بتحرّك المؤسسات… ودياب: هزمني الفساد وحيداً/ انفراجات في أسواق البنزين والدواء… وإبراهيم يتابع المساهمة العراقيّة ويَعِد بالكهرباء/
تقرأ مصادر فلسطينية في مشهد التصاعد المتنامي لحضور شباب الضفة الغربية والأراضي المحتلة العام 48 لنصرة القدس، وإعلان أيام تضامنية مع الأقصى والأحياء المهدّدة بالإخلاء في المدينة المقدسة، تحولاً كبيراً في المشهد، حيث تحولت قوة المقاومة في غزة إلى رافعة لنهوض فلسطيني عام، يجعل من الانتفاضة الشاملة خطراً داهماً على الكيان في أية مواجهة تنتج عن تصعيد المستوطنين في القدس، سواء بتنظيم مسيرة الثلاثاء أو في سواها، فالحشود التي جاءت من الأراضي المحتلة عام 48 إلى القدس والمواجهات التي تشهدها مدن وبلدات الضفة الغربية مع الاحتلال، تمنحان قوة المقاومة في غزة فرصة التحول الى قوة ردع لحماية الانتفاضة، التي ستحمي القدس، بدلاً من أن تتولى المقاومة حماية القدس مباشرة، كما حدث في معركة سيف القدس. ورأت المصادر أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تستطيع الاكتفاء برعاية حكومة جديدة أخرجت نتنياهو من الحكم، أو بتلاوة مواقف مؤيدة لحل الدولتين، بينما الوضع السياسي الهش للكيان يجعل المزايدات بالمواقف المتطرفة، الطريق الوحيد لكسب الأصوات بين أية حكومة ومعارضيها، ما يعني أن فتيل التفجير قائم دائماً، ويهدّد أي استقرار في المنطقة، لأن معادلة "المساس بالقدس يعادل حرباً إقليمية"، صارت معادلة حاكمة على الأميركيين أخذها بجدية في كل حساباتهم.
على المسار الأميركيّ الإيرانيّ رصدت مصادر دبلوماسية تطورات إيجابية مثلها القرار الأميركي برفع العقوبات التي طالت شركات نفطيّة وشركات لنقل النفط، وبتسهيل سداد المستحقات المتوجبة على إيران لحساب اشتراكاتها في منظمة الأمم المتحدة، ما جعل المصادر تتحدّث عن إنجاز التفاهم، والبدء بترجمته قبل إعلانه، لخلق مناخات من الإيجابية تمهّد للإعلان، خصوصاً أن الأميركيين يريدون الاطمئنان قبل الإعلان الى إنجاز ما يحصّن الاتفاق على جبهتين، الأولى قطع الطريق على عمل تصعيدي لتخريب الاتفاق يمكن أن يأتي من بنيامين نتنياهو ما دام يملك قدرة التعطيل قبل مغادرة رئاسة الحكومة، والثاني إخراج السعودية من المستنقع اليمنيّ كي لا تدفع المزيد من الأثمان اذا أعلن الاتفاق وهي غارقة في حربها الفاشلة. وفي الأولى يتولى الأميركيون مباشرة إدارة ملف الحكومة الجديدة في الكيان، وفي الثانية تتولى سلطنة عُمان ادارة التفاوض حول الملف اليمني، فيما تحدثت مصادر عُمانية عن تفاؤل بقرب التوصل لوقف النار بالتوازي مع فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
في لبنان قالت مصادر متابعة للخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما تضمنه تجاه الملفات الداخلية الاقتصادية، أن الأولوية التي وضعها السيد نصرالله هي تحرك مؤسسات الدولة لتحمل مسؤولياتها منعاً لبلوغ لحظة وقوع الكارثة التي ستجبر الحزب على تحمل مسؤوليات مختلفة. وقالت المصادر إن حزب الله تابع بإيجابية تحرك المؤسسات، سواء ما يطال فتح الاعتمادات الخاصة بالأدوية والمحروقات، أو بالتدقيق فيما يتمّ حجزه من مخزون لدى المستوردين، وكان مصرف لبنان قد بدأ بحل مشكلة الاعتمادات المجمدة لصفقات دواء ومحروقات، بينما قام وزير الصحة حمد حسن بمداهمة مستودعات شركات أدوية ومعدات طبية كاشفاً عن وجود مخزون من المواد المستوردة والمدعومة، وعن بيعها بفواتير تعادل أضعاف أسعار استيرادها.
رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي تابع البطاقة التمويلية، أعلن أنه يعترف بهزيمته أمام الفساد لأنه بقي وحيداً، بينما كانت المساهمة العراقية بمضاعفة كميات النفط التي سيتم تزويد لبنان بها الى مليون طن بأسعار مخفضة وتسهيلات بالسداد، موضوع متابعة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال، وتولى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مواصلة الاهتمام الذي بدأه بالملف منذ سنة في زيارته لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، كاشفاً في حديث تلفزيوني سياق تطور المساهمة العراقية، شاكراً للعراق هذا الموقف، مبشراً اللبنانيين بزوال خطر العتمة.
وبقي الجمود الحكوميّ سيّد المشهد الداخلي في ظل تعثر مبادرة الرئيس بري لتأليف الحكومة بعد أن تجمّدت الاتصالات واللقاءات بحسب معلومات "البناء" نتيجة الخروق التي تعرّضت لها الهدنة الإعلامية وتجدّد تبادل إطلاق النار على جبهة بعبدا البياضة - بيت الوسط.
في المقابل تستمرّ المؤشرات المقلقة بالتجمع ليكتمل المشهد السوداوي الذي ينتظر لبنان على مختلف الصعد الاقتصاديّة والماليّة والنقديّة والاجتماعيّة والصحيّة وكذلك الأمنيّة مع مبادرة أكثر من جهة أمنية لبعث رسائل التحذير إلى المراجع الرئاسية والوزارية والأمنية من استعدادات لتحركات شعبية ستولد انفجاراً اجتماعياً كبيراً في الشارع بسبب تفاقم الأزمات ما يؤدي إلى توترات وهزات أمنية.
ولفت كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي حذّر أمس في خطبة الجمعة من أن "الكارثة ستكون أشدّ بمئة مرة من مجاعة 1915، وكذلك ما حصل من أزمات في العالم في القرن الماضي". مشيراً الى "أننا أمام كارثة غير مسبوقة، وأشبه بعصف لم يصل بعد إلى الذروة، والآتي سيكون أسوأ وأعظم، في ظل لعبة سياسيّة ظالمة وشنيعة، ليس لها مثيل، في بلد بات مكشوفاً على الجوع والبؤس والفقر".
وبدأ بعض المستشفيات بتركيب سياج حديديّ وبلوكات من الباطون تحسباً لأي ردات فعل من قبل المرضى وأهاليهم بعد قرارها الإقفال التام على خلفية النقص في المعدّات واللوازم الطبية، وكثرت الإشكالات أمام محطات الوقود وسحب السلاح وتهديد أصحاب المحطات والعاملين فيها، كما عمد أصحاب المولدات في عدد كبير من المناطق الى التقنين القاسي ولجأ بعضهم الآخر الى إطفاء المولدات، فضلاً عن أزمة الدواء والمعدات الطبية في ضوء قرار الصيدليات الإقفال التام بعد نفاد كمية الدواء.
وفي هذا السياق وفيما تتّجه أزمة القطاع الطبي إلى الحل الجزئي بعد جهود يبذلها وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أفضت الى موافقة الأخير الإفراج عن الاعتمادات المخصصة للدواء والمستلزمات الطبية. فيما استكمل الوزير حسن بمؤازرة عناصر أمن الدولة مداهمة عدد من مستودعات المستلزمات الطبية في المناطق لا سيما في الحازميّة وسد البوشرية حيث ضبط مخالفة تسعير مباشرة على الهواء.
وفي الموازاة ومع انقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات والتزاماً بقرار تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان الذي دعا إلى إضراب يومي الجمعة والسبت بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان احتجاجاً على "ما آلت اليه اوضاع الدواء، ولإطلاق صرخة بأن الأمن الصحي اصبح مهدداً بشكل جدي"، أقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان أمس، فيما أبقت قلة قليلة أبوابها مفتوحة في بعض المناطق.
وتجلى مشهد الإذلال أيضاً بأبشع صوره باستمرار اصطفاف طوابير السيارات على أربعة صفوف متوازية أمام محطات الوقود ما حوّل بيروت إلى مأرب كبير للسيارات. ولم يبرز أي جديد على خط معالجة أزمة المحروقات ومادة البنزين تحديداً بانتظار وصول النفط العراقي الى لبنان بعد قرار الحكومة العراقية الموافقة على تزويد لبنان بخمسئة طن من النفط ورفعه إلى ألف طن. وعلمت "البناء" أن "اجتماعات عدة تحصل على مستوى رئاسي ووزاري وأمني وتقني لاستكمال الإجراءات التقنية والمصرفية لإنجاز هذا الملف وتأمين الوقود العراقي بأسرع وقت ممكن". وتوقعت مصادر وزارية لـ"البناء" حل أزمة الوقود مع وصول أول باخرة نفط الى بيروت. متوقعة أن يرفع مصرف لبنان الدعم عن البنزين خلال أسبوع إذا لم تعالج الأزمة ما سيؤدي الى ارتفاع كبير في صفيحة البنزين.
الا ان اتصالات جرت على مستويات عدة بحسب معلومات البناء لحل الأزمات الحياتية اليومية لا سيما المدير العام للأمن العام اللّواء عبّاس إبراهيم، الذي أكد أمس في حديث تلفزيوني، انه "قام بعدّة زيارات للعراق، وتحديداً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي"، لافتاً إلى أن "الكاظمي، سأله عمّا يحتاجه لبنان لتجاوز الأزمة الرّاهنة، وكان الجواب حاجة لبنان إلى النفط العراقي الأسود، والكاظمي أبدى تجاوباً مباشراً واتصل بوزير النفط العراقي طالباً حضوره، حيثُ تمّ عقد اجتماع ثلاثي أُقِرَّ خلاله تزويد لبنان بالكميّة المطلوبة من النفط، واستتبعَت ذلك زيارات تقنيّة أخرى مع وزير النفط اللّبناني ريمون غجر ومستشاريه، تلاها قرار مجلس الوزراء العراقي الذي يقضي بتحديد كميّة 500 ألف طنّ من النفط الأسود مُخصّصة لِلُبنان"، لافتاً الى انه "أوضح للكاظمي في إحدى الزيارات أن الكميّة المُحدّدة قد لا تكفي، واقترح زيادتها من 500 ألف طنّ إلى مليون طنّ، ولاحقاً تم إبلاغه بالموافقة على طلبه وزيادة الكميّة".
وردًّا على سؤال عن آليّة الدفع، أشار إلى أن "النفط سيكون مدفوع الثمن مع تسهيلات، وهي لفتة كريمة من الكاظمي، والآليّة ستكون عبر البنك المركزي العراقي والمصرف المركزي اللّبناني، وسَيَتوَلّى المَعنيّون تنظيم العمليّة من حيث طريقة ومهلة الدفع، وهذه العمليّة ستنتهي في غضون أيّام قليلة، ومن بعدها في أسبوع - لعشرة أيّام يمكن البدء في الاستيراد".
وعن المواصفات الفنيّة للنفط الخام أو المُكرّر، أوضح اللّواء ابراهيم أنها "لا تتناسب مع التجهيزات الموجودة في لبنان لتوليد الطاقة، لذا، تمّ الاتفاق على تحويل هذه المواد أو إضافتها إلى مواد أخرى لتصبح صالحة لمحارق الكهرباء اللّبنانيّة، أو تبديلها مع دول أخرى، وهذه الآليّة سيحدّدها الفنيّون في وزارات النفط العراقيّة واللّبنانيّة، الأهمّ أن النفط سيصِلُ إلى لبنان صالحا للاستعمال".
وتوجه إبراهيم للبنانيين مطمئناً، أن "لا خوف من العتمة بعد هذه الاتفاقيّة"، شاكِرًا "الكاظمي والدولة العراقيّة والشعب العراقي، للتعاطف مع لبنان في هذه الأزمة".
وطمأن عضو نقابة المحطات في لبنان جورج البراكس أنه "لا انقطاع لمادتي البنزين والمازوت في الوقت الحالي"، طالبًا من المواطنين "عدم إذلال أنفسهم في طوابير أمام المحطات، لأن المواد متوفّرة في المستودعات وهي كافية لـ15 يوماً، وفي الأيام المقبلة بواخر عديدة ستصل الى لبنان". وأشار البراكس في حديث تلفزيوني الى ان "البيان الذي صدر من مصرف لبنان جديّ، وقد أعطى حلولاً للأزمة، وبدءًا من الساعات المقبلة سيعطي موافقات للبواخر التي ستبدأ بالتفريغ".
وأوضح تجمّع الشّركات المستوردة للنّفط والغاز في لبنان أن الطلب على البنزين يتأثر بحسب الظروف الاقتصاديّة ونسبة قدوم المغتربين الى لبنان خلال فصل الصيف والأعياد، بالإضافة إلى تهافت المواطنين على المحطّات والتخزين مما يزيد من الطّلب على المادة.
وعبر أكثر من مسؤول ديبلوماسيّ غربيّ وأمميّ خلال زيارتهم بيروت خلال الأسابيع الماضية عن قلقهم الشديد إزاء الوضع اللبناني، بحسب ما علمت "البناء" لا سيما من أن تؤدي مضاعفة الأزمات الى ضرب وحدة المؤسسات والدولة المركزية لا سيما المؤسسات الأمنية، خصوصاً الجيش اللبناني ما يعزز منطق الميليشيات. ومن هذا المنطلق دعت باريس الى عقد مؤتمر لدعم الجيش من خلال إنشاء صندوق مالي لدعم الجيش بالمواد الغذائية والمحروقات والألبسة والدواء وغيرها من المساعدات العينية.
وأبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية "لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية" ميمونة محمد شريف، خلال استقبالها أن "لبنان الذي يواجه ظروفاً اقتصادية واجتماعية صعبة، يتطلع الى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ أشهر". وأكد ان "المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر الى ما أصابه من أضرار، سواء بعد الانفجار في مرفأ بيروت او انتشار جائحة "كورونا"، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت أعداد النازحين السوريين الى مليون و800 الف نازح، وتجاوزت الكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلاً عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد إقفال الحدود اللبنانية - السورية وتعذر حركة تصدير المنتجات اللبنانية". واعتبر الرئيس عون أنه "من المستحيل الاستمرار في استقبال هذا العدد الضخم من النازحين السوريين، وعلى المجتمع الدولي من جهة والأمم المتحدة من جهة ثانية، العمل على اعادتهم الى قراهم في سورية لا سيما تلك التي باتت آمنة". وفي هذا السياق أفيد أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم سيزور موسكو خلال الايام المقبلة للبحث بعدة ملفات من ضمنها ملف النزوح.
وأشارت مصادر حزب الله لـ"البناء" إلى أن "السبب الأساسي للأزمات التي يواجهها لبنان هو الحصار الأميركي - الغربي - الخليجي المفروض على لبنان منذ سنوات لا سيما منذ العام 2016 وتضاعف الى حدود كبيرة في العام 2019 مع اندلاع الأحداث الاجتماعية والأمنية في الشارع في 17 تشرين والتي شكلت مخططاً خارجياً لضرب الأمن والاستقرار الاجتماعي والمالي والاقتصادي في لبنان والإطاحة بالمعادلة القائمة وفرض التنازلات السياسية في ملفات عدة في إطار الهجمة الأميركية على محور المقاومة". مضيفة أن "الأميركيين وحلفاءهم في المنطقة حاولوا توجيه ضربة لمحور المقاومة من البوابة اللبنانية وإضعاف إحدى الحلقات الأساسية لهذا المحور في لبنان أي حزب الله، لكن المشروع فشل رغم النتائج الاقتصادية الفادحة التي خلفها مشروع الحصار العدواني".
ولفتت المصادر الى أن "لبنان لا يمكن أن يخضع لهذه المعادلة: الحصار الاقتصادي وتعطيل تأليف الحكومة ولن ينتظر طويلاً، والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله لوّح للمعنيين بالداخل والخارج بأن يدنا ليست مغلولة وخياراتنا ليست ضيقة، فيمكننا إيجاد خيارات بديلة مؤقتة للحد من الأزمة ومعاناة المواطنين، ومن ضمنها التفاوض مع ايران المستعدة لتزويد لبنان بما يطلبه على مختلف الصعد لا سيما المحروقات والكهرباء وبالليرة اللبنانية، لكن السيد نصرالله أعطى فرصة للحكومة والدولة والمعنيين لإيجاد مصادر لتخفيف حدة الأزمات، لكن في حال لم يحصل ذلك، فسيضطر الحزب الى تنفيذ كلام السيد نصرالله على أرض الواقع وحل أزمة الوقود والكهرباء". لكن المصادر توقعت أن يحلّ الوقود العراقي نصف الأزمة.
وفي سياق ذلك، استقبل رئيس الجمهورية في بعبدا وفداً من "المؤتمر القومي الإسلامي" ضم رؤساء أحزاب وشخصيات سياسية ونقابية من معظم الدول العربية للتهنئة بعيد المقاومة والتحرير. وأكد الدكتور خالد السفياني باسم الوفد أن "مشاركة لبنان في احتفاله بذكرى عيد المقاومة والتحرير، كما مشاركة المقاومة الفلسطينية بانتصارها العظيم على الكيان الصهيوني"، لافتا الى أن "هذه الزيارة لم تكن لتكتمل من دون لقاء الرئيس عون الذي أصبح يشكل رمزاً للصمود والثبات والحكمة وهو مشهود له بمواقفه الوطنية والقومية".
بدوره، ذكّر عون بمواقفه إبان حرب تموز، مشدداً على ما قاله حينها بأنه "لن تكتب الغلبة لـ"إسرائيل" بعد هذه الحرب، وهي أصبحت عاجزة عن تحقيق النصر في أي حرب تخوضها. وهذا ما كان واضحاً في حرب غزة الاخيرة، حيث تفاجأ العدو الاسرائيلي كما العالم بالمقاومة وما حققته فانقلبت الموازين"، متمنياً أن "تعود القضية الفلسطينية القضية الأساس للعرب".
كما زار الوفد السراي الحكومي والتقى الرئيس دياب الذي أكد أن "انتصار غزة على العدوان شكل إعادة ضخ الروح في قضية الأمة العربية، تماما كما فعل انتصار لبنان في العام 2000 وفي العام 2006. فانتصار لبنان في عدوان تموز 2006 أسس لانتصار غزة في 2021، وانتصار غزة يؤسس لانتصار أكبر لن يكون موعده بعيداً إن شاء الله".
على صعيد آخر وعشية الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ في 4 آب 2020، وبعد استقباله وفداً من أهالي ضحايا التفجير، أعطى الرئيس دياب موافقته الاستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم 4 آب يوم حداد وطني. وقال دياب "أعترف أن الفساد هزمني لأنني كنت وحدي تقريبًا في هذه المواجهة، لذلك نحن بحاجة لنتكاتف كلنا حتى ننتصر عليه".
على الخط الحكومي لم يبرز أي جديد إذ عكست أجواء عين التينة لـ"البناء" تشاؤماً لجهة التوصل الى حل قريب للازمة الحكومية، ولفتت الى أننا "نسير نحو الأسوأ ودخلنا في نفق مسدود"، وتميل عين التينة الى تحميل مسؤولية التعطيل لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أكثر من الرئيس المكلف سعد الحريري الذي من غير الواضح أنه سيتجه للاستقالة حتى الساعة، بحسب المصادر.
في المقابل أكد مصدر وزاري مقرّب من بعبدا لـ"البناء" أن "الرئيس عون يفتح يديه والباب أمام أي حل لإنهاء الأزمة الحكومية وفق الأصول الدستورية والمعايير الموحّدة، لكن لم يبادر الحريري حتى اللحظة لتقديم تشكيلة الى رئيس الجمهورية وفق الأصول، رغم أن رئيس الجمهورية انتظر أن تفضي المشاورات بين القوى السياسية التي يقودها الرئيس بري الى نتائج ايجابيّة، لكن لا يبدو ذلك ولا مؤشرات على أن الحريري يريد تأليف الحكومة". ويخلص المصدر بالقول إن "القصة أكبر من وزيرين مسيحيين بل تتعلق بالحريري وخياراته وقراره المستقل".
وأكدت أوساط مطلعة في فريق المقاومة لـ"البناء" أن "المشاورات مستمرة ولم تتوقف، لكنها لم تحرز تقدماً ملموساً في العقد الأساسية حتى الساعة ومنها عقدة الوزيرين المسيحيين وثقة التيار الوطني الحر للحكومة". وشدّدت على أن "الطرفين مسؤولان عن تعطيل تأليف الحكومة لكن بنسب متفاوتة"، وتوقعت أن تطول مدة المشاورات حتى إنضاج الحل داخلياً وخارجياً".
ولفتت إلى "أن حزب الله يشارك بقوة في مساعي التأليف ويحث الطرفين على التنازل والإلتقاء في وسط الطريق ومتنصف الحلول لكن لا يملك الإمكانية ولا النية لفرض إرادته على طرفي الخلاف". وأضافت الأوساط: "يبدو أن الحريري لا يريد التأليف قبل تصحيح العلاقة مع السعودية، وبالتالي لن يؤلف قبل ان تفتح السعودية أبوابها له ولن تفتح لعدة أسباب".
وفي هذا السياق تداولت معلومات بأن نائب ووزير سابق قريب من الحريري كشف أن "الأخير لن يزور السعودية بنصيحة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تواصل معه قبل حوالى السنة داعياً اياه الى الابتعاد عن السعودية، لأنه قد يضطر الى سجنه على خلفية الدعاوى القضائيّة المرفوعة ضد شركة "سعودي اوجيه" من قبل الموظفين الذين تمَّ صرفهم من دون أية تعويضات. وبالتالي فإن السلطات القضائية في المملكة مرغمة على توقيف الحريري متى حطت طائرته على أراضيها للتحقيق معه في هذا الملف. فما كان من دولة الإمارات إلا التدخل والتوصل الى حل وسط مع المملكة عبر لقاء الحريري بعائلته التي تقطن في السعودية على أراضيها، ريثما يحل الرجل مشاكله المالية مع موظفي الشركة لتسقط بعدها الدعاوى المرفوعة أمام القضاء السعودي".
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الدولار بلا سقف بعد تخطيه الـ 15 ألف ليرة: لبنان رهينة سلامة والمحتكرين
الليرة تواصل انهيارها، ولم يعد ضرورياً السؤال عن سعر صرف الدولار. إذ أصبح من دون سقفٍ، مع غياب السلطات كافة عن ممارسة دورها، وفي مقدمها مصرف لبنان الذي ــــ على عكس ما ينصّ عليه القانون ــــ يتّخذ القرارات التي تؤدي إلى ارتفاع الدولار. في هذه الفوضى المقصودة، يتحوّل السكان إلى رهينة تجار ومُحتكرين راكموا لسنوات أرباحاً على حساب المجتمع، ويُهدّدون اليوم بالتوقف عن الاستيراد وطرد موظفين، إذا لم يُسدّد "المركزي" فواتيرهم
حين يُحوّل القيّمون على الدولة الاستشفاء والنقل والكهرباء والبنزين والدواء والسكن والتغذية والتعليم من حقّ للسكّان إلى "سلعة"، تؤمّنها حصراً المرجعيات السياسية والطائفية، يُصبح "منطقياً" فهم ما يمر به اللبنانيون حالياً. بلدٌ بأكمله أُخذ رهينة صراعٍ مادّي بين مجموعةٍ من الجشعين، سياسياً ومالياً، مُصرّين على التمسّك بما يعتبرونه "مُكتسبات" لهم حتى بعد الانهيار التام، وعلى حساب كلّ المجتمع. سعر صرف الدولار تخطّى أمس الـ 15 ألف ليرة. مصرف لبنان "فوجئ" بوجود أزمة محروقات، كما لو أنّ حاكمه وموظفيه يقودون سيارات كهربائية! وزارة الصحة تنفض يدها من مسؤولية كشف كارتيلات الدواء التي استفادت من استيراد أدوية بناءً على سعر الصرف الرسمي، ثمّ خبّأتها في مخازنها، بحجّة أنّ الوزارة لا تُراقب ولا تُوافق للشركات على الاستيراد! ولا يجد أحدٌ نفسه معنياً بالتبرير كيف يُترك موضوع حسّاس، كاستيراد الأدوية والمعدات الطبية، بيد مُدير في مصرف لبنان، فيما مثلاً استيراد حليب الأطفال "المدعوم"، والذي يُباع في الصيدليات، بحاجةٍ أولاً إلى طلب من وزارة الاقتصاد؟
طوال يومين، لُعب على أعصاب مرضى غسل الكلى بسبب غياب المواد اللازمة لعلاجهم. الوضع نفسه ينطبق على كلّ من يُعانون من أمراضٍ مُزمنة، وجدوا بين ليلةٍ وضحاها أنّ أدويتهم الضرورية مقطوعة، وباتوا عاجزين حتّى عن إيجاد البديل منها! التجّار الذين استوردوا مواد غذائية "مدعومة" بيعت في الخارج، وأودعوا أرباحهم الناتجة من المواد المدعومة في الخارج، لا يُحاسبهم مسؤول. الأنكى أنّ هؤلاء المُستبدين بحياة الناس، يؤمّنون على أموالهم في حسابات مصرفية في الخارج، وبدأوا كما في كلّ عام التخطيط للسفر خلال عُطلتهم الصيفية. يستسهلون "الهروب"، بعد رمي السكّان نحو القعر.
"... والأسبوع المقبل سيكون الوضع أسوأ"، تُبشّر مصادر وزارية، "بعد أن "تبجّ" بين المستوردين ومصرف لبنان الذي لم يدفع لهم بعد كلّ مستحقاتهم". بحسب حسابات مصرف لبنان، هناك نحو 130 مليون دولار فواتير عالقة لمصلحة تجّار المواد الغذائية والمواشي وحليب الأطفال... "أنجزت دائرة القطع الحسابات، ولكن لم يتمّ تحويل الأموال بعد". ولم يعد التجّار يكتفون بالتهديد بالتوقف عن الاستيراد، بل "رفعوا السقف" للمسّ بمصير الموظفين العاملين لديهم، "عبر قول بعضهم إنّهم قد يُقفلون أبوابهم ويتوقفون عن العمل، وبالتالي طرد الموظفين".
130 مليون دولار فواتير عالقة للمستوردين مع مصرف لبنان
تعتبر المصادر الوزارية أنّ تأخّر مصرف لبنان في دفع الفواتير "تسبّب بإرباك مُعيّن، ولكن لا شيء يُبرّر للمستوردين احتجاز البضاعة وتقنين تزويد الأسواق بها". فعدا عن أنّ هذه الشركات راكمت أرباحاً طائلة على مدى سنوات، بفضل الاحتكار الذي مارسته، ومن دون مراقبة أو محاسبة، "مُجرّد تقدّمها لاستيراد بضاعة بحسب سعر الصرف 1507.5 ليرة لكلّ دولار، يعني أنّها تعهّدت بطريقة غير مُباشرة بإلزامية توفير السلع للناس". المواد التي تُقطع وتُخزّن، "تمسّ الأمن الصحّي والغذائي للسكان، وهذا ما لا تُبرّره أي غايات ربحية".
في هذا الإطار، طلبت وزارة الاقتصاد من مصرف لبنان الحصول على بيانات الشركات التي قدّمت طلباتها إليه ــــ بعد حصولها على موافقة الوزارة ــــ لاستيراد المواد المدعومة، وتلك التي حُرّرت الأموال لها. وقد تبيّن أنّه بين 25% و30% من مُجمل الذين حصلوا على موافقات للاستيراد من "الاقتصاد"، لم يُقدموا أوراقهم لـ"المركزي". التفسير الذي يُقدّمه المسؤولون المعنيون أنّ "هذه الشركات تنتظر أن يدفع مصرف لبنان الفواتير القديمة، وتطلب الدفع مُسبقاً قبل استيراد البضاعة".
كلّ هذه المصائب، والأحزاب السياسية تتصرّف كأنّها لم تستشعر المخاطر وتملك ترف الوقت في انتظار تشكيل حكومة جديدة. الجميع يُطبّق سياسة كَسب الوقت: رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي بات يُفضّل الاستقالة من المهمة والذهاب نحو تشكيل "حكومة انتخابات"، بعدما سمع من المسؤولين الفرنسيين خلال زيارته الأخيرة لباريس أنّه "لم يعد يملك الكثير من الوقت". قوى السلطة الأخرى تتصرف أيضاً كمن يشتري الوقت في انتظار استحقاق الانتخابات. وفي أول العنقود، يحلّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. أصدر التعميم 158 القاضي بدفع 800 دولار لأصحاب الحسابات بالدولار، (مُقسمة بين الدولار واللبناني)، وأحد أهدافه كسب المزيد من الوقت (إضافةً إلى قطع الطريق على "الكابيتال كونترول"، والتمهيد للتوقف عن دعم الاستيراد)، يمدّ حبال الإنقاذ للمصارف، يرمي المسؤوليات النقدية على الحكومة... وكلّ ما يُريده شراء الوقت إلى حين انتهاء ولايته بعد سنتين، أو التوصل إلى اتفاق مع الدول الغربية يُتيح له "خروجاً مُشرّفاً".
البنزين لـ 20 يوماً
أفضى الاجتماع الذي عُقد أول من أمس بين حاكم مصرف لبنان وتجمّع شركات استيراد المحروقات في لبنان، إلى موافقة الحاكم على سبع إجازات استيراد مموّلة من العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان لسبع شركات من أجل استيراد كميات يصل مجموعها إلى 135 مليون ليتر بنزين، يضاف إليها نحو 45 مليوناً متوافرة حالياً في الخزانات، أي ما يكفي لنحو عشرين يوماً. أما بالنسبة إلى المازوت فإن الكميات الآتية مضافاً إليها ما كان متوافراً في خزانات الشركات يصل مجموعه إلى نحو 160 مليون ليتر، أي ما يكفي لنحو أسبوعين.
بالطبع لن تنتهي الأزمة مباشرة، فالسوق يتطلب بضعة أيام حتى تبدأ مرحلة الإشباع، علماً بأنها لن تكون بنسبة عالية، ولن تدوم لفترة زمنية طويلة، ما يعني أن الأزمة ستتجدّد خلال فترة قصيرة إذا توقف مصرف لبنان مجدّداً عن إصدار الإجازات المسبقة لتمويل الاستيراد.
***************************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
ماذا وراء القرار الفرنسي لتمويل طارئ؟
مع دولار بسعر حارق عاد يلهب القلق والغضب كما الفوضى عقب تجاوز سعره في السوق السوداء ال15 الف ليرة ،ومع فوضى سوق المحروقات المتفلتة على يد كارتيلات الشركات وتفلت الرقابة وتفشي التهريب الى سوريا ، ومع تفاقم اخطر الازمات التي تضرب المستشفيات والصيدليات وكل القطاع الطبي والاستشفائي بأسوأ مصير، لم يعد ثمة هامش أخير للشك في ان الانهيار الكبير يهرول سريعا وربما اسرع بكثير مما يتوهم عميان السلطة الممعنين في اغراق رؤوسهم في رمال التجاهل القاتل. ولم يكن الاعلان الأخير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن الاتجاه الى انشاء ألية #تمويل طارئة للخدمات الأساسية في لبنان سوى انذار مبكّر بالغ الجدية حيال ما يمكن ان يتربص بلبنان من اخطار.
وفي هذا السياق أفادت الزميلة رندة تقي الدين من باريس ان فرنسا تدرس حاليا مع عدد من شركائها الدوليين انشاء آلية مالية معروفة بـ currency board من اجل حماية النظام اللبناني لضمان تسديد المشتريات الأساسية ولدعم الشعب اللبناني في حال انهار كل شيء في لبنان وعدم تشكيل حكومة. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اكد ذلك في مؤتمره الصحافي عشية قمة السبعة في بريطانيا دون شرح الآلية المالية التي تدرسها فرنسا. وأوضح مسؤول فرنسي ل”النهار” ان الآلية هي currency board أي آلية لتثبيت سعر العملة الوطنية بالنسبة لعملة اجنبية تكون اغلبيتها بالدولار الاميركي من خلال ضبط اصدار الكتلة النقدية على أساس عدم اصدار نقد محلي دون وجود مقابل بالعملة الأجنبية ، ومن خلال هذه الآلية ضمان استخدام النقد الأجنبي المتوفر لتسديد الاحتياجات اللبنانية الأساسية ولدعم الشعب اللبناني تحت رقابة مالية دولية وكل ذلك اذا تعذر تشكيل الحكومة. ولكن الامر مازال في طور الدرس ومن السابق لاوانه الدخول في تفاصيله طالما لا انهيار لكل شيء بعد. وفيما الرئاسة الفرنسية مستمرة في العمل لدفع تشكيل الحكومة قال المسوؤل ان فرنسا ما زالت تأمل في حصول يقظة من الأطراف المعنيين لتشكيل حكومة. وكان ماكرون اكد في مؤتمره الصحافي انه مستمر في الدفاع عن خريطة الطريق التي رسمها للسياسيين في لبنان وان اللبنانيين ينتظرون تشكيل حكومة وان فرنسا مستمرة في اقصى الضغط كي يتم تشكيل حكومة من شخصيات بإمكانها ان تنفذ الإصلاحات .
ولاحظ المسؤول الفرنسي ان “حزب الله” لا يبدو مهتما بان تكون هناك حكومة في لبنان فضغوطه ليست قوية كما لو كان يريد ان تشكل الحكومة وفي الوقت نفسه فان المفاوضات التي يجريها الخليلان مع جبران باسيل تعني انه اذا تم تشكيل الحكومة فهذا لا يزعج الحزب أي انه غير مهتم بالضغط بقوة لتشكيل حكومة كما انه لن ينزعج اذا تم تشكيلها. وكان ماكرون أشار في مؤتمره الصحافي الى “حزب الله” قائلا “ان ايران تمثل تهديدا للمنطقة بقدراتها الباليستية وأيضا بقدرتها على زعزعة الاستقرار في دول المنطقة عبر حلفائها او وكلائها او منظماتها خارج سلطة الدولة أي الميليشيات التي تمولها في سوريا والعراق وعبر “حزب الله” التي تموله والذي لديه وجهان احدهما سياسي بتمثيله في مجلس النواب وكونه محاورا سياسيا معترفا به بالحياة السياسية والوجه الآخر هو الحركة الإرهابية التي تزعزع استقرار البلد بشكل كبير.”
فوضى الازمات
اما على الصعيد الداخلي فلم يتبدل مشهد الفوضى والإذلال الذي طبع بيروت والمناطق لليوم الثالث وسط تفاقم ازمة البنزين وامتداد طوابير السيارات في معظم شوارع العاصمة والضواحي والمدن والبلدات اللبنانية. وادى الارتفاع الناري في سعر صرف الدولار الى رفع منسوب التوتر الشعبي الامر الذي ترجم في عودة قطع الطرق في مختلف المناطق من بيروت الى الشمال والبقاع ومن ثم ليلا إلى وسط بيروت واوتوستراد جونية ما اضطر القوى الامنية الى التدخل لاعادة فتحها.
وفي أزمات القطاعات نظمت “مجموعة القمصان البيض” التي تضم تحالف أطباء وصيادلة وأطباء الأسنان وممرضين ومخبريين، اعتصاما في الباحة الداخلية لمبنى وزارة الصحة، ووجهت نداء عاجلا إلى منظمة الصحة العالمية “للتدخل مباشرة لتسلم زمام الأمور في لبنان وإرسال لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق ومنع الدمار المتزايد الذي لا يمكن وقفه من قبل الدولة الفاشلة، إنما من خلال التعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر والمراكز الطبية الخاصة والمستشفيات الجامعية”.
ومع تفاقم ازمة إنقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات وإلتزاماً بقرار تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان الذي دعا إلى إضراب يومي الجمعة والسبت بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان احتجاجاً على “ما آلت اليه اوضاع الدواء، ولاطلاق صرخة بان الامن الصحي اصبح مهددا بشكل جدي”، أقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان فيما ابقت قلة قليلة ابوابها مفتوحة في بعض المناطق.
واما في ما يتعلق بأزمة البنزين وبعدما اعلن وزير الطاقة ريمون غجر وجود 66 مليون ليتر بنزين في خزانات الشركات المستوردة و109 مليون ليتر مازوت اضافة الى الكميات المتوافرة لدى محطات التوزيع وغير المحددة بما يكفي السوق لمدة تتراوح بين 10 ايام واسبوعين، جاءت الحلقة الأخرى من الفضيحة على لسان
المديرة العامة لمنشآتالنفط اورور فغالي. اذ أوضحت أن “البضائع تسلّم يومياً للأسواق من دون وصول كميات جديدة”، لافتةً إلى أن “المشكلة لا تكمن في أن الكميات غير كافية لا بل أن التهريب من قبل مافيات بعض الموزعين وأصحاب المحطّات يجعل من الكميات في السوق المحلّي أقلّ من حاجته”، كاشفةً أن “30 إلى 35% من البنزين المسلّم في السوق يهرّب إلى سوريا ليحقق المهرّبون أرباحاً”. وشدّدت على أن “الحلّ المطلوب هو وقف سياسة الدعم على المستوى الحكومي كي يسير مصرف لبنان بالقرار، إذ طالما استمرينا بها ندعم ونواصل التهريب عبر الحدود السورية في حين تستنفد أموال الشعب وتوضع بتصرّف المافيات وتذهب إلى سوريا”.
وعلى مشارف حلول الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، ابلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وفدا من أهالي ضحايا الانفجار موافقته الاستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم ٤ آب يوم حداد وطني.
الحريري وأزمة التأليف
على صعيد ازمة تأليف الحكومة طبع المشهد السياسي شلل كامل لم تبرز معه أي حركة لليوم الثالث تواليا بعد اصطدام التحركات الأخيرة بعودة التوتر الحاد بين قصر بعبدا وبيت الوسط. في هذا السياق تفيد معطيات “النهار” ان كلّ التقديرات السياسية التي تشير إلى توجّه لدى الرئيس المكلّف سعد الحريري للاعتذار هي سابقة لأوانها، ولا تعبّر عن حقيقة التوجّهات على جدول أعمال الحريري الذي سيستمرّ في دراسة كلّ الخيارات المتاحة في ظلّ عدم تحقيق أي تقدّم في الملف الحكوميّ، وفي مقدّمها الاستمرار في التكليف الذي يشكّل حتى الساعة العنوان الأوّل في توجّهات “بيت الوسط”. ويتشبّث الحريري بحسب هذه المعطيات بمسألتين رئيسيّتين في هذه المرحلة. المسألة الأولى تتمثل في تمسّكه بضرورة التوصل إلى تأليف حكومة وفق الأصول الدستورية بالتوافق مع رئيس الجمهورية. وتكمن المسألة الثانية في اتفاق كان عقده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول عناوين مبادرته. وتشير مصادر “بيت الوسط” إلى أن بري كان يفترض أن يتلقى أجوبة من رئيس الجمهورية حول مبادرته، لكن يبدو أن الأخير فوّض صلاحياته لرئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل. وقد طرح بري مقترح تشكيل حكومة من 24 وزيراً على قاعدة 3 ثمانات من دون إعطاء ثلث معطّل لأحد. وتوافق مع الحريري على عنوانين اثنين: زيادة عدد الوزراء إلى 24 من جهة، وإعادة توزيع الحقائب من جهة ثانية. ويتمسّك الحريري بتسمية كلّ الوزراء في الحكومة، بما في ذلك الاسماء المحسوبة على رئيس الجمهورية، والتي يريد أن يختارها بالتشاور معه.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
مبادرة بري أمام “حائط مسدود” والحريري في دار الفتوى اليوم
عهد “شحّاد ومشارط”… واللبنانيون يستصرخون العالم: أغيثونا!
تتناسل المصائب من رحم الانهيار، ويواصل الدولار نهش الليرة كاسراً بالأمس حاجز الـ 15 ألفاً في مسار تصاعدي صاروخي منزوع السقوف، تحت وطأة انعدام الحلول وانسداد الآفاق أمام اللبنانيين، الذين هرع بعضهم أمس إلى الشارع حاملاً أطفاله الرضّع استجداءً لعبوة حليب مقطوعة… في وقت يكاد “العهد القوي” أن يسجل إنجازاً جديداً في سجل “إنجازات الـ72%”، وهذه المرّة بمقاييس “غينيس” لأطول طابور انتظار في العالم، وفق ما أظهرت لقطات جوية ملتقطة فوق محطات البنزين اللبنانية.
وبدل أن يسارع المسؤولون رأفةً بالبلاد والعباد إلى تحريك عجلة الإنقاذ ومغادرة مربّع التحاصص والاستقتال على المقاعد الوزارية، تستمر السلطة في سياسة التخاذل والمكابرة والتنصل من المسؤولية، بين رئيس حكومة 8 آذار حسان دياب الذي “رفع العشرة” أمس أمام أهالي شهداء انفجار المرفأ بحجة أنّ “الفساد هزمه”، ورئيس جمهورية 8 آذار ميشال عون الذي حوّل عهده إلى عهد “شحّاد ومشارط” بحسب تعبير مصادر نيابية معارضة، في معرض تعليقها على كلامه أمام وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة مطالباً بزيادة المساعدات إلى لبنان باعتبارها “ليست كافية”.
وبينما كان بيان قصر بعبدا يعمم أجواء الإشادة الدولية والأممية بسياسة رئيس الجمهورية “الحكيمة”، كان اللبنانيون على أرض الواقع يتظاهرون في الطرقات ويطلقون الهتافات المنددة بالعهد والطبقة الحاكمة برمتها، وسط تصدّر شعاري “عهد الذل” و”هنا جهنّم” أخبار اللبنانيين عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث تم تناقل صور ومشاهد تدمي القلوب لمواطنين يستصرخون الضمائر الحية في المجتمع الدولي للمسارعة إلى إغاثة الشعب اللبناني وإمداده بمقومات الصمود صحياً وغذائياً واستشفائياً.
وفي هذا السياق، برز خلال الساعات الأخيرة تدحرج كرة المناشدات المدنية والطبية للمنظمات الأممية والدولية للتدخل ووضع اليد على الوضع اللبناني المنهار. ففي حين أرسلت مجموعات من المجتمع المدني كتاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، تطالبه “بتفعيل دور الأمم المتحدة بشكل أقوى والتحرّك لحماية الشعب اللبناني”، انطلاقاً من أنّ السلطة الحاكمة “لا تؤتمن على حقوق الشعب ولا على مصالحه”، ارتفعت صرخات القطاع الطبي لليوم الثاني على التوالي بعدما بلغت أوضاع الطبابة والاستشفاء والمختبرات والصيدليات مستويات غير مسبوقة من التردي على وقع الانقطاع الحاد في الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية وإنقاذ المرضى.
وانطلاقاً من ذلك، نفذت أمس مجموعة من منظمة “القمصان البيض” للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والممرضين والمخبريّين، اعتصاماً أمام مقر وزارة الصحة لرفع الصوت ولفت انتباه العالم إلى معاناة القطاع الطبي والتمريضي مطالبين منظمة الصحة العالمية بالتدخل السريع ومساندة هذا القطاع وانتشاله من مستنقع الانهيار، عبر وضع “خطة عمل” صحية إنقاذية والشروع فوراً في تنفيذها بالتعاون مع المعنيين على المستوى الطبي مباشرةً، من دون المرور بقنوات السلطة ومؤسسات الدولة الرسمية ربطاً بفقدان الثقة بالمسؤولين الذي أثبتوا أنهم يفتقرون إلى حسّ المسؤولية حيال ما يكابده مواطنوهم من مآس وويلات بلغت مرحلة “الموت حرفياً على أبواب المستشفيات” من دون توافر الإمكانيات لمعالجتهم.
وفي القطاع نفسه، كشفت مصادر مواكبة لملف التأمين أنّ بعض المستشفيات بدأ يرفض استقبال المرضى على حساب شركات التأمين، مؤكدةً أنّ مواطنين اشتكوا خلال الأيام الأخيرة من رفض بطاقاتهم التأمينية عند مكاتب الدخول في بعض المستشفيات رغم أنها صادرة عن شركات مرموقة في حقل التأمين، بذريعة أنّ “قيمة تحصيل مستحقات استشفائهم من هذه الشركات ستتم وفق تسعيرة الضمان”، معربةً عن تخوفها من أنّ المرحلة المقبلة ستشهد “انهيار قطاع التأمين أسوةً بغيره من القطاعات وعلى المواطنين أن يتوقعوا بأن تصبح بطاقات التأمين التي بحوزتهم “بالية” وغير مقبولة للطبابة والاستشفاء”.
أما حكومياً، فأكدت مصادر مواكبة لمسار مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري أنها وصلت أمام “حائط مسدود وباتت تحتاج إلى معجزة لإحداث أي خرق إيجابي في عملية التأليف على وقع احتدام معركة الشروط والشروط المضادة بين ضفة الرئاسة الأولى و”التيار الوطني الحر” من جهة، والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة مقابلة”. وترددت معلومات إعلامية ليلاً عن زيارة مرتقبة اليوم للحريري إلى دار الفتوى لوضع المفتي عبد اللطيف دريان والمجلس الشرعي الأعلى في الأجواء السلبية التي تحيط ملف التأليف، وفي الخطوة المقبلة التي سيلجأ إليها الرئيس المكلف ومروحة الخيارات الماثلة أمامه وفي مقدمها خيار الاعتذار.
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ماكرون يتوقع الأسوأ… والحريري يدرس الاعتذار
الرئيس الفرنسي يتعهد توفير الخدمات للبنانيين تحسباً لـ«أيام سوداء» تنتظرهم
بيروت: محمد شقير
دعا مصدر سياسي مواكب لاستمرار انسداد الأفق أمام تشكيل حكومة جديدة في لبنان إلى عدم الاستخفاف بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يعمل مع شركاء دوليين لإنشاء آلية مالية تضمن استمرار الخدمات العامة اللبنانية الرئيسية في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمة حادة، مشيراً إلى ضرورة التعامل بجدية مع المخاوف التي عبر عنها الرئيس الفرنسي حيال تعثر جهود تشكيل الحكومة وما يترتب على ذلك من تداعيات يمكن أن تؤدي إلى انهيار قاتل للبنان وقطع الطريق أمام من يحاول إنقاذه قبل الوصول إلى هذا المصير.
ولفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ماكرون يسعى جاهداً لضمان استمرار الخدمات للبنانيين تحسباً لدخول بلدهم في دوامة الفراغ، رغم أنه تعهد بالدفاع عن جهوده لتشكيل حكومة من شأنها أن تقود الإصلاحات وتطلق العنان للمساعدات الدولية. وقال الرئيس الفرنسي، في مؤتمر صحافي أول من أمس، إنه أراد أن يحث اللبنانيين على الصمود لمواجهة الأسوأ الذي ينتظرهم، متعهداً في الوقت نفسه بوقوف فرنسا إلى جانبهم وبأنها لن تتركهم لوحدهم يواجهون الأيام السوداء بغياب الدولة وانحلال إداراتها ومؤسساتها.
واعتبر المصدر أن الخطورة المترتبة على ما أعلنه ماكرون تكمن في أنه بات الأعلم بما آلت إليه المفاوضات لتشكيل الحكومة والتي عادت إلى المربع الأول، من دون أن تحدث أي خرق يمكن التعويل عليه لمعاودة المشاورات. وقال إن سعيه إلى تأمين استمرار الخدمات يتلازم مع إصراره على توفير كل الشروط لرفع المعاناة عن المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى.
وقال إن ماكرون يصر على تأمين الحد الأدنى من الخدمات للبنانيين لتحصين الأمن الاجتماعي الذي من شأنه أن يريح المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى لتمكينها من الحفاظ على الاستقرار باعتبار أنها تبقى صمام الأمان لمنع إقحام البلد في فوضى تأخذه إلى المجهول فيما المنظومة الحاكمة عاجزة عن تشكيل حكومة مهمة وبات من الضروري التحضير لإجراء الانتخابات النيابية العامة في موعدها المقرر في ربيع العام 2022 لعلها تشكل نقطة للانطلاق نحو التغيير، وهذا ما تراهن عليه باريس، وهي قالت كلمتها في هذا الشأن على لسان وزير الخارجية جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة لبيروت.
ويتابع المصدر السياسي أن باريس تكاد تكون قطعت الأمل بأن تتمكن المنظومة الحاكمة من إنقاذ لبنان إن لم تكن قد أصيبت بإحباط لا عودة عنه في رهانها على هذه المنظومة، مشيراً إلى أن سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو باتت تركز على التعاون مع هيئات المجتمع المدني وتعمل على توفير المساعدات لعدد من المدارس والمستشفيات والجمعيات، وكأنها تراهن على أن الحراك الشعبي – رغم صعوبة توحيده – سيكون الناخب الأول الذي تتشكل منه الرافعة المطلوبة لإعادة إنتاج السلطة.
ويشير المصدر إلى أن ماكرون لم يقدم على خطوته الجديدة هذه إلا بعدما أدرك بأن مشاورات تأليف الحكومة تراوح في مكانها وهذا ما انتهت إليه اللقاءات المعقودة بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وبين المعاونين السياسيين لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل في حضور مسؤول التعبئة والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وفي هذا السياق، كشف مصدر في «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاءات لم تحقق أي تقدم يمكن التأسيس عليه لمواصلة المشاورات، وقال إن باسيل يصر على أن يكون لرئيس الجمهورية ميشال عون حصة من 8 وزراء في حكومة من 24 وزيراً من دون أن يشارك في حكومة يمنحها الثقة، مضيفاً أن لا مشكلة في إعادة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف ولكن من دون حصول أي طرف على «الثلث الضامن».
وأكد المصدر نفسه أنه من غير الجائز، من وجهة نظر الرئيس المكلف سعد الحريري، أن يعطي عون 8 وزراء، فيما يقود باسيل المعارضة للحكومة. وأضاف أن «التيار الوطني» أصر في البداية على أن تكون وزارة الطاقة من حصة رئيس الجمهورية لكنه عاد وتنازل عنها مشترطاً أن لا تعطى لتيار «المردة» برئاسة النائب السابق سليمان فرنجية.
وأضاف أن مشكلة حقيبة الطاقة قد حلت وكذلك الحال بالنسبة لحقيبتي الداخلية والعدل، لكن باسيل يرفض أن يعطي جواباً يتعلق بمن يسمي الوزيرين المسيحيين في مقابل إصرار الحريري على تسميتهما لقطع الطريق على عون للاستثمار بامتلاك ثلث ضامن في الحكومة. وزاد أن باسيل اشترط تثبيت حصة عون بـ8 وزراء في الحكومة قبل التواصل مع عون للوقوف على رأيه. ورأى أن مجرد حصول عون على 8 وزراء من دون موافقته على أن يسمي الحريري الوزيرين المسيحيين يعني حكماً أنه يريد أن «يقضم بالمفرق الصلاحيات المناطة بالرئيس المكلف»، مضيفاً أن «لقاءات البياضة» (مقر باسيل قرب بيروت) هي في إجازة الآن ولن تعاود اجتماعاتها ما لم يعدل رئيس «التيار الوطني الحر» موقفه بالنسبة إلى تسمية الوزيرين المسيحيين.
ومع أن المصدر يتجنب الدخول في موقف عون وامتناعه عن الاشتراك في مشاورات التأليف بتفويضه باسيل متابعة هذه المشاورات بصلاحيات مطلقة، فإن مصادر مواكبة للقاءات البياضة تقول لـ«الشرق الأوسط» إن عون أوكل مهمة الحل والربط لـ«وريثه السياسي» (باسيل)، ما يعني أنه يتنازل بملء إرادته عن صلاحياته في الوقت الذي يدعي بأنه يريد استردادها. وتتابع هذه المصادر أن «صبر الحريري لن يطول إلى ما لا نهاية، وهو ينتظر أجوبة نهائية ليبني على الشيء مقتضاه على خلفية أنه ليس من يعطل الدولة ويترك إداراتها ومؤسساتها تنهار، فيما الأزمات تحاصر اللبنانيين، وبالتالي سيقول كلمته الفصل في الوقت المناسب لأنه لن يكون ميشال عون آخر صاحب الخبرة في التعطيل وشل مؤسسات الدولة… وإلا يكون قد عطل نفسه».
وعليه، يفترض أن يقوم الحريري بمروحة من الاتصالات والمشاورات تمهيداً للموقف الذي سيتخذه، ومن خياراته الاعتذار عن تكليفه بتشكيل الحكومة على أن يأتي من ضمن خطة سياسية، ليس للتفرغ لخوض الانتخابات النيابية فحسب، وإنما لمصارحة اللبنانيين بلا مواربة بكل شاردة وواردة كانت وراء اتخاذ خياره بالاعتذار ما لم تحمل الأيام القليلة المقبلة مفاجأة بتذليل العقبات التي تملي عليه التريث.
وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة فإن الحريري اتخذ قراره بالتنسيق مع حلفائه من جهة وبالتشاور مع الرئيس نبيه بري الذي أطلق، من جهته، مبادرة للإسراع بتشكيل الحكومة. وليس واضحاً حتى الآن هل سيعود باسيل إلى مراجعة حساباته بالتخلي عن شروطه التي تعطل تشكيل حكومة الحريري. كما أنه غير واضح كيف سيتعامل «حزب الله» مع تلويح الحريري بالاعتذار، وهو تلويح يأتي بعدما «طفح الكيل» لدى رئيس الوزراء المكلف الذي يرفض أن يكون شريكاً في التعطيل.
ويبقى السؤال في ظل التعثر الذي يعيق تشكيل الحكومة ما إذا كان ماكرون أطلق إنذاره الأخير لاستحضار ضغط دولي للإسراع بتأليفها قبل أن يغرق البلد في انفجار كبير لا حدود له؟
****************************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الانهيار: جوع وعتمة وطوابير ذلّ.. واستعــجال دولي للحكومة لدرء «مخاطر كبرى»
إكتمل مشهد الانهيار، وها هم اللبنانيون يُساقون الى المصير المشؤوم: في الشارع طوابير ذلّ عابرة لكل الطوائف والمعابر، وفي البيوت جوع ووجع، وطار القرش الابيض في اليوم الأسود وها هو الدولار يجهز على القليل القليل المتبقّي، والمرضى ألقت بهم مافيا إخفاء الدواء واحتكاره على فراش الاحتضار، أمّا الكهرباء فألبست لبنان من أدناه الى أقصاه عتمة سوداء حداداً على ما كان يسمّى وطناً جميلاً.
لبنان في طريق النهاية المفجعة، فيما لصوص الهيكل يُمعنون في هدم أسس بلد وإسقاطه فوق رؤوس أبنائه، عقليّة إجرامية تتحكم به، أهانته واستهانت به ببشاعتها، وجرّدته من كلّ شيء، وأصابته بلعنتها وحَقنته بسموم حقدها، حتى استحال حطاماً وخربة لا روح فيها.
لبنان يهوي الى نهايته، فيما جريمة القابضين عليه مستمرة بلا أيّ رادع أو وازع إنساني او أخلاقي؛ من أجل وزيرين يُعدَم شعب بكامله، ومن أجل حقيبة وزارية يُسترخَص وطن ويمنع عنه الهواء، ويُلقى في مهب طوفان جارف لبَشره والحجر، اقترب معه اللبنانيون من ان «يشحذوا» نقطة الماء ليشربوها وقد لا يجدونها!
صار السكوت على ما يجري جريمة تعادل او بالأحرى اكبر من الجريمة التي ترتكب بحق البلد، لا بل هو قبول بما يجري وشراكة فيه. وبالتالي، صار الناس امام خيار من اثنين، إمّا الخضوع لوقاحة المتسلّطين والاستسلام لهذا الواقع الاسود المذلّ الذي تسببوا به، وامّا كسر هذا الصمت وتحرير البلد من أيديهم الملطّخة بكلّ المساوىء والموبقات. والحقيقة الساطعة امام هذا المشهد المُخزي انّ الرهان على فرج يتأتّى من هؤلاء هو وَهم ومضيعة للوقت، لا بل هو ضرب من الغباء.
التقارير المرعبة
جريمة القتل الجماعي متمادية، والتقارير الدولية باتت تنعى لبنان، وآخر ما ورد في هذا السياق يعكس أنّ المجتمع الدولي بات ينظر الى القابضين على السلطة والقرار، كمجموعة أشرار متربّعة على كراسي التخريب والتدمير.
وعُلم في هذا السياق انّ مسؤولاً كبيراً تلقّى ما سمّاه «تقريراً شديد السوداوية» حيال الوضع في لبنان، جرى وضعه بناء على مشاورات جرت في الآونة الاخيرة على مستوى الاتحاد الاوروبي، ومجموعة الدعم الدولية للبنان، ومسؤولين في مؤسسات مالية دولية كبرى، خَلص الى التأكيد على الآتي:
أولاً، انّ وضع لبنان يدعو الى التشاؤم، حيث بلغ «النقطة الحمراء»، ولا حدود للمخاطر التي سيتعرّض لها. والشعب اللبناني، بكل أسف، سيكون امام صعوبات كارثية. وهذا ما يدفع كل اصدقاء لبنان في العالم الى ان يطلقوا التحذير، وربما الاخير، بأنّ على اللبنانيين إنقاذ بلدهم قبل فوات الاوان، وان يفتحوا الباب امام كل الدول الصديقة لمساعدته.
ثانياً، انّ تشكيل حكومة في لبنان ما زال يشكّل الخطوة الأولى والشديدة الإلحاح التي من شأنها، بالخطوات المنتظرة منها، أن تمكّن لبنان من احتواء هذه المخاطر قبل تفاقمها أكثر. والمجتمع الدولي ملتزم بتوفير المساعدة للبنان.
ثالثاً، ما زال في إمكان لبنان ان يتجاوز أزمته؛ المبادرة الفرنسية تشكل فرصة ما زال في الامكان الاستفادة منها، والمجتمع الدولي يرحّب بكل المبادرات الداخلية، في إشارة الى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الرامية الى تشكيل الحكومة، ونشجع كل الاطراف اللبنانيين على التجاوب معها، خصوصاً انّ الوضع في لبنان في سباق مصيري مع الوقت.
رابعاً، انّ الصعوبات التي تعترض المساعدة الدولية للبنان تتركّز في انّ القادة اللبنانيين يمنعونها عن لبنان. عندما نلتقي بهم نسمع منهم ما يتبيّن لاحقاً انه كذب، لا توجد لديهم التزامات صادقة.
خامساً، بناء على المعطيات التي تتوفر من لبنان حيال ما يتصل بالمشاورات الجارية لتأليف الحكومة، نخشى انّ الوضع المرتبط بهذا التأليف قد وصل الى انسداد واضح، ونحن ننظر من خلاله بقلق على لبنان.
سادساً، المجتمع الدولي على بَيّنة دقيقة من حقيقة الاوضاع في لبنان، وما زال يعتبر انّ المسؤولية تقع على قادة هذا البلد. وبالتالي، لا يوجد اي توجّه دولي حتى الآن لإطلاق اي مبادرة تجاه لبنان، طالما انّ السياسيين في هذا البلد، وهذا مُستهجن ومستغرب، لم يقدموا اي اشارة ايجابية تعكس رغبتهم في إنقاذ بلدهم. بل نرى إصراراً من قبلهم على رفض تشكيل الحكومة والشروع بإصلاحات إنقاذية فورية، تُعيد التوازن للبنان، وتريح الشعب اللبناني الذي نتعاطف معه في وضعه المحزن.
وفي هذا السياق، نُقل عن مسؤول كبير في مؤسسة مالية دولية قوله لأحد كبار الاقتصاديين في لبنان وبنبرة غاضبة جداً: آسف أن اقول لك انّ قادَتكم سبب تفاقم أزمتكم. ليسوا محل ثقة لدى كل اصدقاء لبنان. أخشى ان اقول لك انّ بلدكم قد غرق، ولن تكونوا قادرين على الصمود امام ما هو آت اليكم، آسف أن اقول لك إنكم على باب مرحلة مظلمة، ونحن حزينون عليكم.
إتصالات معلقة
وسط هذه الصورة، يبدو انّ الاتصالات الجدية حول ملف التأليف قد علّقت الى اجل غير مسمّى، ما خلا مشاورات محدودة، من ضمن سياق مبادرة الرئيس بري، تبحث عن باب جديد تنفذ منه لاستئناف هذه الاتصالات.
واذا كانت الجولة الاخيرة من الاتصالات التي تولاها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قد راوحت في الفشل، ولم تضيق مساحة الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، بل انتهت الى إشعال سجال عنيف بين بعبدا وبيت الوسط والفريق السياسي لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، أطلقت شرارته «تسريبات متعمّدة» ألقت كرة التعطيل على الرئيس المكلف، إلّا انّ رئيس المجلس، وعلى ما تؤكد اوساط قريبة منه، لا يرى أفقاً او مخرجاً
للأزمة القائمة سوى عبر مبادرته. وبالتالي، لا بد من ان يبقى باب الاتصالات مفتوحاً، لأنّ على إقفاله قد تترتب عواقب وخيمة.
وفيما رفضت اوساط التيار الوطني الحر إلقاء مسؤولية التعطيل على النائب باسيل، واعتبرت انّ المسؤولية يتحملها فقط الرئيس المكلف الذي يقدّم كل يوم دليلاً ساطعاً على انه لا يريد تشكيل الحكومة. يؤكد الرئيس المكلف، بحسب اوساط قريبة منه، انه على التزامه بمبادرة الرئيس بري واستعداده للتجاوب التام مع الفرصة التي تتيحها في اتجاه تأليف الحكومة وفق الاصول الدستورية.
تؤلَّف.. ولا يؤلّفان!
الى ذلك، اكدت مصادر معنية بالاتصالات لـ«الجمهورية» انها ليست متفائلة بإمكان بلوغ خواتيم ايجابية في هذه الاتصالات، ما يعني انّ تشكيل الحكومة ليس في متناول اليد في المدى المنظور، وربما الى مدى بعيد جداً، خصوصاً مع الشروط التعجيزية، التي نعتبرها تعطيلية، التي يتمسّك بها بعض المعنيين بتأليف الحكومة.
وكشفت المصادر انّ الاتصالات الفعلية متوقفة منذ الاجتماع الاخير في البياضة، وقالت: نحن نعلم ان ّهناك مَن تعمّد إفشاله، في اشارة الى باسيل، وحاول استفزاز بعض الاطراف وإلقاء الكرة في اتجاهه، في اشارة الى الاستفزاز المتعمّد للرئيس المكلف. وقالت: رغم هذه الصورة، فإنّ الخياط ما زال يعمل، وتمكّن من ان يفك مجموعة من القطب، إلّا انّ الامور عالقة الآن عند عقدة تسمية الوزيرين. فباسيل، ومن خلفه رئيس الجمهورية، يرفض أي صيغة تُتيح للحريري ان يُسمّي أياً من الوزراء المسيحيين، وفي المقابل يرفض الحريري بشكل قاطع ان يمنع على رئيس الحكومة هذا الحق.
وقالت المصادر: ثمّة قول قديم يقول: «تؤلِّف ولا تؤلفان»، ومن واقعنا الحكومي المعطل ينبثق قول مماثل يقول: «تؤلَّف.. ولا يؤلِّفان، ما يعني ان الحكومة تأليفها ممكن، لكنّ الشريكين لا يريدان التأليف، نخشى انّ كليهما لا يريان مشهد ذل الناس، بل باتا يلعبان لعبة الانتخابات النيابية. وكشفت المصادر انّ المعطيات التي بين أيدينا حتى الآن لا توحي بأن هناك جدية لتأليف الحكومة من قبل الفريقين، الا اذا استطاع احدهما ان يكسر الآخر، وهذا مستحيل. أو اذا قرر احد منهما ان يتنازل لمصلحة البلد وهذا ما لا يبدو انه سيحصل، او قرّرا سويّاً التنازل لمصلحة البلد، وهو امر مستحيل ايضاً.
وجَزمت المصادر، بناء على ما يقال في مجالس الطرفين «انّ كلا الفريقين لن يتنازلا، وكلّاً منهما لا يريد ان يخسر المعركة حتى لا تنعكس عليه انتخابيّاً. فجبران باسيل يعتبر انه من خلال شروطه التي يضعها يحقّق حقوق المسيحيين، فيما الحريري يعتبر انه صامد في وجه محاولة سلب حقوق السنّة وتجاوز موقع رئاسة الحكومة وكسر الطائف. ما يعني انّ المشكلة عقيمة وإمكانية بلوغ حل منعدمة.
بيان شديد اللهجة
وعلمت «الجمهورية» انّ الرئيس الحريري، الذي تحدثت مصادره عن قرب اتخاذ قرار يُنهي مرحلة التكليف، سيشارك اليوم في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في حضور رؤساء الحكومات السابقين، حيث من المتوقع ان يصدر بيان شديد اللهجة تحت شعار صَون صلاحيات الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة ومنع التدخلات من خارج الاصول الدستورية، لأنّ مهمة التكليف على عاتق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف دون غيرهما. وانتهت هذه المصادر لتؤكد، عبر «الجمهورية»، انّ الحريري لن يخطو اي خطوة بهذا الحجم قبل التنسيق مع الرئيس بري، واذا سجل لقاء بينهما في الساعات المقبلة تكون عناصر هذا السيناريو قد اكتملت. وتردد منتصف الليل ان الرئيس نبيه بري تدخل ليلاً للحؤول دون المشاركة في اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وطلب مهلة ثلاثة ايام.
صمود الأزمات وجنون الدولار
لم يطرأ أي جديد على مستوى الأزمات الحياتية المتراكمة، ورغم انّ البعض رأى ايجابية في البيان الذي أصدره مصرف لبنان أمس حول المحروقات، الا انه لم تظهر على الارض أية مفاعيل ملموسة، بل استمرت طوابير الذل امام المحطات، فيما بقيت خراطيم غالبية المحطات الاخرى مرفوعة إيذاناً بنفاد المادة.
كذلك لم يُسجَّل اي تطور يذكر على مستوى القطاع الصحي بكل فروعه، الطبابة والادوية والاستشفاء والتأمين…
في غضون ذلك، شكّل استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الهاجس الأخطر في اليومين الاخيرين، حيث وصل الى 15 الف ليرة، ولا مؤشرات الى انه سيتوقف عند هذا الحد. وقد فوجئ الناس بهذا الارتفاع الدراماتيكي لأنه جاء بعد حوالى اسبوعين على إطلاق العمل في منصة «صيرفة»، والتي تؤمّن الدولار الى التجار والمستوردين بـ12 ألف ليرة. فكيف يُعقل ان يعمد المركزي الى تخفيف الضغط على الطلب، ومع ذلك يرتفع سعر العملة الاميركية الى هذا المستوى؟
ومثل العادة، ترافق ارتفاع الدولار مع ارتفاع عام شمل اسعار كل السلع، مع تسجيل خروقات تمثّلت بارتفاع أسعار بعض السلع بنسبة اكبر من نسبة ارتفاع الدولار، وفَسّر مراقبون هذه الظاهرة التي تتكرّر، بأنّ التجار يأخذون احتياطاتهم، ويسعّرون على أعلى من سعر الصرف بنسبة تتراوح بين 10 و20 %، تحسّباً لاستمرار انخفاض سعر صرف الليرة في الايام المقبلة!
وهكذا يساهم هؤلاء في تقديم نموذج حياتي لِما ستكون عليه جهنم التي وُعد بها اللبنانيون.
تحركات وإضراب
وقد شهد يوم أمس سلسلة تحركات ميدانية تمثّلت في قطع طرقات في بيروت والمناطق احتجاجاً على ما آلت اليه الاوضاع، وسجلت إشكالات متعددة على محطات المحروقات التي اصطفّ المواطنون أمامها في خطوط طويلة تجاوزت الكيلومترات، في وقت سجلت توقيفات لعدد من المشاركين في عمليات تهريب البنزين الى سوريا.
ونظّمت مجموعة «القمصان البيض» التي تضمّ تحالف أطباء وصيادلة وأطباء الأسنان وممرضين ومخبريين، اعتصاماً في الباحة الداخلية لمبنى وزارة الصحة، ووجهت نداء عاجلاً إلى منظمة الصحة العالمية للتدخل مباشرة لِتسلّم زمام الأمور والضرب بيد من حديد، وإرسال لجنة لتقصّي الحقائق إلى لبنان للتحقيق ومنع الدمار المتزايد الذي لا يمكن وَقفه من قبل الدولة الفاشلة، إنما من خلال التعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر والمراكز الطبية الخاصة والمستشفيات الجامعية». هذا في وقت دهمَ وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن عدداً من مستودعات المستلزمات الطبية في المناطق، لا سيما في الحازمية وسد البوشرية، حيث ضبط مخالفة تسعير مباشرة على الهواء.
توازياً، ومع انقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات والتزاماً بقرار تجمّع أصحاب الصيدليات في لبنان الذي دعا إلى إضراب يومي الجمعة والسبت بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان احتجاجاً على «ما آلت اليه أوضاع الدواء، ولإطلاق صرخة بأنّ الامن الصحي اصبح مهدداً بشكل جدي»، أُقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان امس، فيما أبقت قلة قليلة ابوابها مفتوحة في بعض المناطق.
وليلاً، أقدم عدد من المحتجين على إقفال مسلكي أوتوستراد زوق مصبح تحت جسر «المارشيه دوبون» بالإطارات المشتعلة، إعتراضاً على الأوضاع المعيشية الصعبة وإرتفاع سعر الدولار وعدم تشكيل حكومة، ما تسبب بزحمة سير خانقة على المسلكين».
هذا، وعملت قوة من الجيش اللبناني على فتح طريق الصيفي حتى بيت الكتائب المركزي، كذلك فتح طريق الرينغ.
وقطع محتجون الطريق بالإطارات المشتعلة عند مفرق صحراء الشويفات باتجاه كفرشيما، فيما تمّ إعادة فتح الطريق على اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين بعد إقفاله من قِبل محتجين.
وقطع شبان طريق المصنع – راشيا بمستوعبات النفايات والحجارة والأتربة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية. كذلك في النبطية، قطع شبان طريق عام النبطية في النبطية الفوقا – قرب ثانوية الصباح الرسمية، بالإطارات المشتعلة.
ابراهيم
الى ذلك، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم انّ لبنان لن يدخل العتمة بفضل النفط العراقي.
وأشار، في حديث لـ«العراقية الاخبارية»، الى أنه «قام بعدّة زيارات للعراق، وتحديداً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي»، لافتاً إلى أنّ «الكاظمي سأله عمّا يحتاجه لبنان لتجاوز الأزمة الرّاهنة، وكان الجواب حاجة لبنان إلى النفط العراقي الأسود».
ولفت إلى أنّ «الكاظمي أبدى تجاوباً مباشراً واتصل بوزير النفط العراقي طالباً حضوره، حيثُ تمّ عقد اجتماع ثلاثي أُقِرَّ خلاله تزويد لبنان بالكميّة المطلوبة من النفط، واستتبعَت ذلك زيارات تقنيّة أخرى مع وزير النفط اللبناني ريمون غجر ومستشاريه، تلاها قرار مجلس الوزراء العراقي الذي يقضي بتحديد كميّة 500 ألف طن من النفط الأسود مُخصّصة للبنان». وقال ابراهيم انه، في لقائه الاخير مع رئيس الوزراء العراقي، أوضح للكاظمي أن الكميّة المُحدّدة قد لا تكفي، واقترح زيادتها من 500 ألف طنّ إلى مليون طنّ».
وردّاً على سؤال عن آليّة الدفع، أشار اللواء إبراهيم إلى أنّ «النفط سيكون مدفوع الثمن مع تسهيلات، والآليّة ستكون عبر البنك المركزي العراقي والمصرف المركزي اللبناني، وسَيتولّى المَعنيّون تنظيم العمليّة من حيث طريقة ومهلة الدفع، وهذه العمليّة ستنتهي في غضون أيّام قليلة، ومن بعدها بين أسبوع و10 أيّام يمكن البدء في الاستيراد».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
عهد «السوق السوداء»: الانهيار لا توقفه البيانات ولا العراضات!
الحريري في دار الفتوى اليوم قبل القرار الحاسم.. وتفلُّت هستيري للدولار والأسعار والاحتكار
بعد برمجة التعطيل، برمجة إلهاب المجتمع المنهك بالأزمات: كهرباء، بنزين، طحين، مياه، انترنت، أدوية، أسعار السلع الاستهلاكية، الأساسية: الرز، الطحين، الزيت، وحليب الأطفال، المعلبات مروراً بالسكر والملح، وصولاً إلى أسعار الخضار المنتجة محليا، أو المستوردة من السوق السوري.
مدخل التعطيل الكلام المحجوج، المكرور، عن الميثاقية والدستور والمعايير، كأن كل الحكومات السابقة شكلت خلافاً لثلاثية التعطيل العونية.
اما مدخل تعطيل الحياة وتقطيع أوصال المواطنين، فلا قدرة على الذهاب إلى العمل، أو حتى إلى الريف أو أي مكان، فهو عبر تفليت سعر صرف الدولار بطريقة هستيرية «كوحش مفترس» يأكل الأخضر والاصفر وحتى اليابس، فتقدمت في هذا المناخ «السوق السوداء» وبات، ما يجري، يسم العهد الذي يقترب من سنته الأخيرة، بـعهد «السوق السوداء».
مع هذا التفلت، وهذه الانهيارات، قرّر المجتمع الدولي، قبل مؤتمر باريس لدعم الجيش اللبناني في 17 الجاري، عزل الطبقة السياسية، واعتبارها كأنها لم تكن، لحين محاسبتها في صناديق الاقتراع، أو في ترتيبات تلي تداعيات الانهيارات على الأرض.
وخارج هذا الطرح، بقي، على الارجح رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، «كضابط ارتباط» بين حركة التأليف والمجتمع الدولي، لا سيما الاليزيه صاحب المبادرة المتعلقة بحكومة تتمكن من إدارة الإصلاح والخروج من الأزمة.
ووسط التأكيد على استمرار مبادرة رئيس المجلس، إذ لا بديل عنها، ولا مصلحة لـ«شرعنة» الفراغ في الاتصالات، تحدثت معلومات موثوق بها، ان اليوم هو الأخير في المهلة التي منحت، ولا بدّ من الانتقال إلى مواقف حاسمة، مع نهاية الأسبوع أو الأسبوع المقبل، لا سيما لجهة اعتذار الرئيس المكلف، ما دام الانسداد سيّد الموقف.
وقالت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن المشاورات الحكومية دخلت في استراحة قصيرة وإن ثمة توقعا بأن يكون هناك اما جمود أو حركة ما غير متوقعة لاسيما أن أي موقف مباشر يتسم بالحدة لم يصدر. ولفتت إلى ان الوقائع على الأرض في ظل غياب أي مؤشر عن قرب التأليف تنذر بأزمات مفتوحة على صعد مختلفة.
ورأت الأوساط نفسها أن الاجتماعات التي تعقد لم يعد لها أي فائدة لأن الفلتان متواصل والاحتكار يتزايد والمخالفات على مد العين والنظر وما جرى في موضوع الأدوات والمستلزمات الطبية خير دليل.
واعلنت الأوساط نفسها أن غياب الإجراءات الرادعة يدفع إلى المزيد من التسيب ولفتت إلى ان الوضع مفتوح على احتمالات أكثر سوداوية لأن افق الحلول الداخلية مسدود وملف الحكومة خير دليل.
وهكذا، بدا الموقف قاتماً، فالانهيار، حسب الوقائع، لا توقفه البهورات، ولا الاجتماعات، ولا العراضات الإعلامية، وبيانات المعالجة، الموصوفة بالنتائج.
إنضاج القرار
وفي الطريق لانضاج القرار، يُشارك الرئيس المكلف سعد الحريري في اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى.
وحسب معلومات «اللواء» فإن الرئيس الحريري سيضع المجتمعين في أجواء تكليفه برئاسة الحكومة، والاجتماعات التي عقدت في بعبدا مع الرئيس ميشال عون، والتشكيلة التي قدمها بعد أسبوع من تكليفه، وتجاوبه مع مبادرة الرئيس نبيه برّي لحكومة من 24 وزيراً، واستمرار العرقلة من فريق بعبدا لا سيما النائب جبران باسيل.
وفي إطار مشاوراته، مع تعثر التأليف، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري بعد ظهر أمس في «بيت الوسط» الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة رئيس الاتحاد محمد عفيف يموت. الذي أكد قال على الشد على يد الرئيس الحريري في اتخاذ أي قرار مناسب لمصلحة لبنان وبيروت بالأخص، ولا سيما في هذه الظروف السياسية الضاغطة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي».
وأشارت مصادر سياسية الى ان محاولات وجهود اعادة تحريك عملية تشكيل الحكومة بدأت تتلاشى برغم كل المساعي الدؤوبة لوضع مبادرة الرئيس نبيه بري موضع التنفيذ. وقالت ان لعبة العرقلة والتعطيل التي انتهجها العهد وفريقه منذ تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة التفت على المبادرة كما فعلت بالوساطات والجهود التي بذلها البطريرك الماروني بشارة الراعي سابقا وغيره من الجهات المحلية والخارجية، لانه لا نية سليمة لتشكيل الحكومة الجديدة، برغم كل الادعاءات والمواقف المضللة التي يروجها هذا الفريق. واشارت المصادر إلى ان العهد تذرع مرارا بوجود الرئيس المكلف خارج البلد، وانه ينتظر عودته ليواصل معه تأليف الحكومة. ولكن ما ان يرجع من الخارج حتى تطلق المواقف الاستفزازية ضده وتوضع العقبات في طريق تشكيل الحكومة كما كانت الحال منذ انطلاق عملية تشكيل الحكومة.
واعتبرت المصادر ان ترويج السيناريوهات على ما تم في لقاءات ممثلي حزب الله وحركة «امل» مع النائب جبران باسيل هدفه إجهاض مبادرة رئيس المجلس ومحاولة ضرب العلاقة الجيدة بين بري والرئيس المكلف، وهو ما ادى الى فرملة المبادرة واعادة الأمور إلى نقطة الصفر. ولاحظت المصادر ان الرئيس المكلف يجري جولة مشاورات واتصالات عديدة مع الفاعليات والشخصيات لوضعها في خلاصات مسيرة التكليف منذ بدايتها داخليا وخارجيا، وما واجهه من عراقيل ومطبات مفتعلة لتعطيل مهمته وتحديدا من الفريق الرئاسي والمواقف الاخرى والقرار الذي سيتخذه الاسبوع المقبل بعد استكمال اتصالاته، لانه لن يكون شاهدا على الانهيار والفوضى السائدة في البلد وعلى من يتحمل المسؤولية بسدة الرئاسة وغيرها ان يقوم بواجباته الدستورية لوقف ومعالجة الأمور، لا ان يحاول التهرب ورمي المسؤولية على الرئيس المكلف او غيره لان مثل هذه المحاولات لم تعد تجدي نفعا ولن تقتنع الناس بها، بعدما لمسوا فشل العهد وفريقه بادارة الدولة.
الغيبوبة
ودخلت الاتصالات حول تشكيل الحكومة ما يشبه الغيبوبة شبه التامة، ولم يحصل اي تطور يفيد في تحقيق اي تقدم نتيجة المواقف المتشنجة «بإنتظار ان تهدأ النفوس قليلا» كما قالت مصادر متابعة للموضوع. وذكرت مصادر متابعة لـ«اللواء» ان الامور اتجهت الى السلبية بعد لقاءات البياضة بين الخليلين والنائب جبران باسيل، حيث جرى تواصل بين الحريري والخليلين ابلغهما خلاله ما معناه «انه لا يرضى ان يتفاوض احد بالنيابة عنه مع باسيل وان يُعطيه حق المشاركة في تشكيل الحكومة، وان لا احد يمون عليّ في ان افعل ما لا اراه مناسبا للمصلحة العامة».
ونقل بعض المتصلين بالحريري عنه «ان المسألة ليست شخصية بينه وبين باسيل حتى يتوسط البعض لعقد لقاء بينهما لكسر الجليد، بل تتعلق بالصلاحيات الدستورية في تشكيل الحكومة».
ومع ذلك، اكدت مصادر ثنائي «امل» وحزب الله ان مبادرة الرئيس نبيه بري مازالت قائمة وستستمر حتى النفس الاخير من دون تحديد اسقف زمنية للمساعي ولا للتشكيل، مشيرة الى ان التواصل يتم مع الحريري عبر النائب علي حسن خليل للوقوف على رأيه في المقترحات التي تمت مناقشتها مع باسيل ونقلت للرئيس ميشال عون، حول نقطتي توزيع الحقائب على الطوائف التي انجزت بشكل شبه كامل وبقيت بعض الحقائب وتسمية الوزيرين المسيحيين التي وضعت لها افكار ومقترحات يجري درسها، وبقيت مسألة منح كتلة لبنان القوي الثقة للحكومة معلقة الى ما بعد البت بالعقدتين الاخريين.
الصندوق والكابيتال كونترول
وفي الوسط النيابي، تفاعل موقف صندوق النقد من عدم منع حركة رؤوس الأموال، في إشارة إلى اعتراضه على مشروع قانون الكابيتال كونترول.
و نشر رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في حسابه الخاص عبر «تويتر»، مقطعا من كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده من مجلس النواب بعد اقرار قانون الكابيتال كونترول يوم الاثنين.
وشدد كنعان في الكلمة على ان قانون «الكابيتال كونترول» لن يحقق مبتغاه ما لم تشكل حكومة انقاذية ويتم تحرير اموال المودعين في المصارف.
الازمات تتفاقم
وفيما يغرق السياسيون في خلافاتهم، تغرق البلاد والعباد في الازمات المعيشية والصحية والاستشفائية التي تتوالى، وادى ارتفاع سعر صرف الدولار الى 15 الف ليرة الى تحركات في الشارع وقطع طرقات في بيروت وعدد من المناطق ما اضطر القوى الامنية الى التدخل لاعادة فتحها.
وتحولت ازمة شح البنزين الى سبب لمعارك مسلحة كما حصل امام بعض المحطات في بيروت- قصقص، والشمال والجنوب، فيما طمأن عضو نقابة المحطات في لبنان جورج البراكس أنّه «لا انقطاع لمادتيّ البنزين والمازوت في الوقت الحالي، طالبًا من المواطنين عدم اذلال أنفسهم في طوابير أمام المحطات، لأن المواد متوفّرة في المستودعات وهي كافية لـ 15 يوماً، وفي الأيام المقبلة بواخر عديدة ستصل إلى لبنان».
وأعلن البراكس، أنّ «البيان الذي صدر من مصرف لبنان جديّ، وقد أعطى حلولًا للأزمة، وبدءًا من الساعات المقبلة سيعطي موافقات للبواخر التي ستبدأ بالتفريغ».
ومع إنقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات وإلتزاماً بقرار تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان، تم تنفيذ قرار الاقفال العام للصيدليات يومي امس والسبت، بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان، احتجاجاً على «ما آلت اليه اوضاع الدواء، ولاطلاق صرخة بان الامن الصحي اصبح مهددا بشكل جدي».
وكان الوضع المعيشي مدار بحث امس بين الرئيس الحريري ورئيس الإتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الاسمر، بحضور منسق عام قطاع النقابات العمالية والزراعية في «تيار المستقبل» ماجد سعيفان. حيث جرى التداول في آخر المستجدات، ومختلف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها البلد.
وقال الدكتور الاسمر لـ«اللواء»: انه تمنى على الحريري العمل على معالجة الوضع المتردي إقتصاديا وماليا ومعيشيا ووقف طوابير الذل امام محطات المحروقات، عبر تشكيل حكومة سريعا لمعالجة كل هذا الازمات وتواكب المرحلة الخطيرة التي يمر بها البلد.
ونقل الأسمر عن الحريري قوله: نأمل أن تأخذ الامور منحى إيجابياً قريباً ان شاء الله.
تقنين الكهرباء
على صعيد تقنين الكهرباء، كان تطوران، الأوّل يتعلق برفض أصحاب المولدات شراء المازوت من السوق السوداء، ويصرون على السعر الرسمي، وفقا لتسعيرة مصرف لبنان، 1514 ليرة لكل دولار، حتى لا يضطرون إلى رفع خيالي لسعر الـ 5 اومبير كهرباء.
والثاني: تفريق باخرة «الغاز اويل» في معملي الزهراني ودير عمار مما يفسح في المجال، لإمكانية زيادة التغذية بساعتين على الأقل يومياً.
وكشف مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في حديثٍ خاصّ للعراقيّة الإخباريّة، تابعته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنه «قام بعدّة زيارات للعراق، وتحديداً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي»، لافتاً إلى أن «الكاظمي، سأله عمّا يحتاجه لبنان لتجاوز الأزمة الرّاهنة، وكان الجواب حاجة لبنان إلى النفط العراقي الأسود».
وأضاف، أن «الكاظمي، أبدى تجاوباً مباشراً واتصل بوزير النفط العراقي طالباً حضوره، حيثُ تمّ عقد اجتماع ثلاثي أُقِرَّ خلاله تزويد لبنان بالكميّة المطلوبة من النفط، واستتبعَت ذلك زيارات تقنيّة أخرى مع وزير النفط اللّبناني ريموند غجر ومستشاريه، تلاها قرار مجلس الوزراء العراقي الذي يقضي بتحديد كميّة 500 ألف طنّ من النفط الأسود مُخصّصة لِلُبنان».
طلب زيادة كميّة النفط المستورد من العراق
وفي حديثه عن زيارته الأخيرة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، التي استمرّت لأكثر من ساعة، قال اللّواء إبراهم، إنه «أوضح خلالها للكاظمي، أن الكميّة المُحدّدة قد لا تكفي، واقترح زيادتها من 500 ألف طنّ إلى مليون طنّ».
الدفع بالليرة اللبنانية بالآجل والنفط خلال عشرة أيام
وردًّا على سؤال عن آليّة الدفع، أشارَ اللّواء إبراهيم، إلى أن «النفط سيكون مدفوع الثمن مع تسهيلات، وهي لفتة كريمة من الرئيس الكاظمي، والآليّة ستكون عبر البنك المركزي العراقي والمصرف المركزي اللّبناني، وسَيَتوَلّى المَعنيّون تنظيم العمليّة من حيث طريقة ومهلة الدفع، وهذه العمليّة ستنتهي في غضون أيّام قليلة، ومن بعدها في أسبوع – لعشرة أيّام يمكن البدء في الاستيراد».
وفي كلمة إلى اللّبنانيين، طمأَن اللّواء إبراهيم، بأنه «لا خوف من العتمة بعد هذه الاتفاقيّة»، شاكِرًا الكاظمي والدولة العراقيّة والشعب العراقي «التعاطف مع لبنان في هذه الأزمة».
وأكد، أن «الدولة العراقيّة لن تتوانى عن مساعدة الشعب اللّبناني قدر المُستطاع»، مضيفًا: «نحن نردّ التحيّة بأفضل منها، ونقف إلى جانب العراق في كلّ ما يمكن أن يطلبه من لبنان من الآن وإلى أبد الآبدين».
القمصان البيض
ونظمت منظمة «القمصان البيض» التي تضم تحالف أطباء وصيادلة وأطباء الأسنان وممرضين ومخبريين، اعتصاما قبل ظهر اليوم، في الباحة الداخلية لمبنى وزارة الصحة.
والتزم المعتصمون ارتداء الثوب الأبيض، وحملوا لافتات طالبت منظمة الصحة العالمية بالتعامل مع الجيش والصليب الاحمر والمراكز الجامعية. ودعت الى «ترشيد دعم الدواء وإنصاف القطاع الصحي»، مشيرة الى ان «الدعم العشوائي لا يؤمن الدواء للمواطن، بل يؤمنه لمافيات التهريب». وسألت عن الرقابة على الادوية المهربة.
وأكّد الدكتور هادي مراد: «لن نقبل أن تقتلنا السلطة مرة أخرى بعد إجرامها وقتل مئات اللبنانيين في تفجير 4 آب. هذه مسألة ملحة للغاية وتتطلب تدخلا فوريا من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي لأسباب إنسانية لإنقاذ شعب لبنان».
عون والأزمات
في مجال آخر، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية «لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية» ميمونة محمد شريف، خلال استقبالها ان «لبنان الذي يواجه ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، يتطلع الى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ اشهر». واكد ان «المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر الى ما أصابه من اضرار، سواء بعد الانفجار في مرفأ بيروت او انتشار جائحة «كورونا»، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت اعداد النازحين السوريين الى مليون و800 الف نازح، وتجاوزت الكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلا عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد اقفال الحدود اللبنانية – السورية وتعذر حركة تصدير المنتجات اللبنانية».
واعتبر الرئيس عون ان «من المستحيل الاستمرار في استقبال هذا العدد الضخم من النازحين السوريين، وعلى المجتمع الدولي من جهة والأمم المتحدة من جهة ثانية، العمل على اعادتهم الى قراهم في سوريا لا سيما تلك التي باتت آمنة».
1500٪
وفي تُصوّر كشف حجم التلاعب بالأسعار، وتحول المعدات والسلع الأساسية إلى مواد باهظة الثمن في السوق السوداء، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن بعد دهمه مستودعاً لمواد طبية لجراحة العظام في منطقة سد البوشرية، وضبط تلاعبا في اسعار المعدات المدعومة بفارق كبير تعدى نسبة الـ1500 في المئة» الامر الذي نفاه صاحب المستودع الذي اكد انه «يلتزم تسعيرة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالليرة اللبنانية».
واوضح حسن انه «سيتابع الموضوع مع ادارة الضمان»، وقال: «غير مقبول ان ما يجب ان يكون بـ 27 دولارا تمت فوترته بـ 509 دولارات، والـ 49 دولارا بـ 526»، مؤكدا ان «هذا الموضوع سيحال على النيابة العامة المالية لأن ما يحصل ليس شرعيا وهو سرقة وليس ربحا، وعلينا ان نكشف من هو المرتكب في حق المواطن أهو صاحب المستودع ام المستشفى وتجب محاسبته لان المواطن ليس سلعة بل هو روح». مؤكداً أنه غير المسموح الربح نسبة 1500 في المائة.
حداد وطني
وفي مجال آخر وعشية الذكرى السنوية الاولى لانفجار المرفأ في 4 آب 2020، وفيما تسير التحقيقات في الملف سير السلحفاة من دون توقيف اي من الرؤوس الكبيرة استفاقت السلطة السياسية فيما يبقى ضميرها في ثبات عميق، على وجوب تحديد يوم حداد وطني، فأعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب موافقته الاستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم ٤ آب يوم حداد وطني. وقال دياب لوفد أهالي شهداء المرفأ: أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم. غضبكم مفهوم ومشروع، لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد.
الاحتجاجات
استمرت الاحتجاجات ليلا ضد الاوضاع الاقتصادية والمعيشة التي لم تعد تحتمل، عدا عن طوابير الذل امام محطات المحروقات والمستشفيات، وفقدان حليب الاطفال والمستلزمات الطبية وانقطاع التيار الكهربائي، وغيرها، والسلطة غائبة نائمة لا هم لها سوى المحاصصة وتقاسم المناصب بدل الإقدام على وضع الحلول الجذرية للنهوض بالبلاد الى بر الامان.
فقد أقدم عدد من المحتجّين على إقفال مسلكي أوتوستراد زوق مصبح تحت جسر المارشيه دوبون بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع سعر الدولار وعدم تشكيل حكومة، ما تسبب بزحمة سير خانقة على المسلكين.
كما افادت غرفة التحكم المروري عن قطع الطريق على تقاطع الصيفي بيروت وتحويل السير الى الطرقات المجاورة.
في السياق، نظم عدد من ابناء شرحبيل بن حسنة – بقسطا وقفة عند مدخل البلدة، احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار وسعر ربطة الخبز وفقدان الحليب والادوية من الصيدليات، ورفضا للانتظار بطوابير على محطات الوقود واذلال المواطنين.
وكانت قد قطع عصرا اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين بالاطارات المشتعلة.
كما قطع طريق عام الشويفات مقابل قصر زعيتر بالاطارات المشتعلة.
وفي النبطية قطع شبان طريق عام النبطية في النبطية الفوقا – قرب ثانوية الصباح الرسمية، بالإطارات المطاطية المشتعلة، وذلك احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية الصعبة وفقدان مادة البنزين.
542375 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 206 إصابات جديدة بفايروس كورونا و5 حالات وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 542375 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.
***************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
كرامة اللبناني تستباح اذلالا من عدة ازمات: هل قدر هذا الشعب عيش المآسي دائما؟
مبادرة بري في خطر… حسابات باسيل والحريري الشخصية تعرقل الحكومة
حزب الله للديار: نرفض الضغط على حلفائنا أو أخصامنا لانه ليس اسلوبنا – نور نعمة
تستباح كرامة المواطن اللبناني اذلالا امام محطات الوقود وتأمين المياه والكهرباء فضلا عن تحليق الدولار الى 01500 الف ليرة في السوق السوداء وفقدان الادوية في الصيدليات والبطالة والهجرة التي تشكل نزيفا ديمغرافيا قد يصعب تعويضه في حين يستمر الخلاف بين العهد ورئيس التيار الوطني الحر من جهة وبين الرئيس المكلف سعد الحريري من جهة اخرى الامر الذي يحبط اي مسعى لتاليف الحكومة. ذلك انه في وقت تدور حرب كلام وتراشق اتهامات وشائعات بين الحريري والعهد وكل طرف يحمل الاخر مسؤولية التعطيل، يعيش اللبناني حربا اقتصادية واجتماعية ومعيشية ونفسية تحطم اي بارقة امل باقية في قلوب اللبنانيين. فالشعب اللبناني يعتبر ان الحل للازمة اللبنانية على كل الاصعدة بعيد وسيكون على حسابه لان السلطة الحالية قطعت الشك باليقين بانها عدوة لناسها ولا تكترث لمعاناة مواطنيها.
وفي هذا الاطار، صحيح ان مصرف لبنان وقع على الاعتمادات وهذا سيؤدي الى تفريغ البواخر لمادتي البنزين والمازوت ما سيؤمن هاتين المادتين لاسبوعين وبالتالي سيريح ذلك المواطن جزئيا ومؤقتا. ولكن لاحقا الن تتجدد ازمة المحروقات ومعها ازمات اخرى؟ من هنا، السؤال الذي يطرح نفسه:هل هو قدر اللبناني ان يعيش دائما الويلات والعذاب والقهر؟ الا يكفي اللبناني المآسي التي عاشها في الحرب الاهلية الدموية ليعود اليوم ويواجه ازمة اجتماعية ومعيشية ترهق كاهله وتذله وتشرده من وطنه؟ هل مصير اللبناني ان يعيش حربا تلو الاخرى ولا يعرف الاستقرار والازدهار والطمأنينة في بلده؟
وامام هذه الحالة المزرية، نفذت مجموعة من اللبنانيين بمن فيهم شخصيات من المجتمع المدني اعتصاما امام وزارة الصحة لمناشدة الامم المتحدة لمساعدة لبنان في الازمة الصحية المستفحلة بعد ان اعلنت الصيدليات اضرابا ليومين لرفع الصوت بهدف تأمين مستلزماتها. ودعا النائب شامل روكز ايضا الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية الى مساعدة اللبنانيين في الازمة الصحية التي يعاني منها والتي تحولت الى مأساة وكارثة صحية.
فرنسا حريصة على الجيشوتسعى لتجنيب لبنان الفوضى الخطيرة
في غضون ذلك، تحشد فرنسا لاجتماع دولي في 17 حزيران لدعم للجيش اللبناني من اجل الحفاظ على هذه المؤسسة العسكرية بغية ابقائها متماسكة وقادرة على الصمود في ظل الازمة المالية والاقتصادية والكيانية التي تعصف بالدولة اللبنانية. وهذه الخطوة تؤكد ان فرنسا والمجتمع الدولي حريصين على ان لا يغرق لبنان في فوضى خطيرة ولذلك تولي فرنسا اولوية في الحفاظ على الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الامنية بعد تعثر المساعي مع الطبقة السياسية المعنية بتشكيل حكومة لترسيخ الاستقرار السياسي وتحقيق الاصلاحات المطلوبة لانقاذ لبنان. اضف الى ذلك لا يريد المجتمع الاوروبي ان يواجه ازمة نازحين لبنانيين وسوريين جديدة وايضا من اجل ان لا تؤثر الفوضى في لبنان على مسار المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي. وباختصار، هناك ارادة اوروبية وفرنسية في الطليعة على ابقاء الاستقرار اللبناني قائما وبمعنى اخر ترى فرنسا انه في حال سقطت المؤسسة العسكرية فسيسقط لبنان حتما اما عندما تكون المؤسسات العسكرية قادرة على تأمين احتياجاتها فسيبقى لبنان متماسكا.
ولفتت مصادر سياسية للديار ان المجتمع الدولي يحاول تأجيل سقوط لبنان عبر مساعدات للمؤسسات غير الحكومية من اجل ان يبقى المجتمع اللبناني صامدا قدر المستطاع بانتظار ان تكون قد انجلت الظروف الاقليمية والدولية على مستوى المفاوضات الايرانية-الاميركية او عبر توصل الى تسوية لبنانية داخلية. وفي هذا الصدد، كشفت هذه المصادر ان المجتمع الدولي ذهب الى المكان الذي يستطيع توفير المساعدة من اجل شراء الوقت.
مبادرة بري في خطر
بالعودة الى الداخل اللبناني، بات واضحا حتى اللحظة ان مبادرة الثنائي الشيعي التي وضعت كل ثقلها هذه المرة في تشكيل الحكومة لم تنجح بسبب النكد السياسي الشخصي الحاصل بين الحريري وباسيل وبالتالي هذا ليس بأمر عابر ويستحق التوقف عنده. فاللقاءات المكوكية التي حصلت من قبل الخليلين ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا بين بيت الوسط والبياضة لم تأت بالنتيجة المطلوبة وهذا يدل الى ان الطرفين لا يريدان للحكومة ان تتألف. وتكشف اوساط نيابية في 8 آذار لـ «الديار» ان الكباش بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ليس على الحصص والحقائب وحتى نوعية الحقائب وكيفية توزيعها وتسمية الوزيرين المسيحيين فقط بل هي ازمة حكم وحكومة.
وتشير الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق ما ينقل عنه زواره لن ينعى مبادرته ولن يترك البلد في حالة فراغ سياسي وحكومي بل يصر على إعطاء امل بالتأليف.
ولكن الاوساط تؤكد بأسف اننا سنبقى في الدوامة نفسها ولا تقدم قيد انملة في المساعي ولا يزال كل من الحريري وباسيل عند شروطهما والواضح ان الطرفين لا يريدان تشكيل الحكومة وكل لديه حساباته.
فمن جهة باسيل يخوض معركة رئاسة الجمهورية و «مرتاح على وضعو» كما ينقل عنه زواره بينما الحريري يرفض ان يتصدى بصدره الحكومي «العاري» لاكبر مازق في لبنان مالي واقتصادي واجتماعي وليس ممسكاً بالحكومة التي سيكون قرارها بشكل مباشر او غير مباشر بيد جبران باسيل.
وتلمح الاوساط الى ان اجواء الحريري سلبية للغاية ويتردد في اوساطه العودة الى طرح الاعتذار وترك المهمة لغيره وهو لا يريد ان يكون رافعة لـ «مغامرات» جبران باسيل الرئاسية والسياسية والانتحارية.
وتقول ان اعتذار الحريري سيعيد البلد الى دوامة اختيار بديل سيسميه الحريري وقد لا يسمي في نهاية المطاف او قد يسمي نواف سلام لإرضاء السعودية واحراج «الثنائي الشيعي» والذي سيرفضه.
وتلمح الاوساط الى ان حركة النائب فيصل كرامي لافتة ولقائه بالسفيرين السعودي والاميركي يوحي كأن هناك من «اوحى» له في ملف الترشح لتأليف الحكومة ولكن هذا الامر لا يزال في محط التكهنات.
حزب الله للديار: لا نستخدم الضغط على حلفائنا وغير حلفائنا لانه ليس اسلوبنا
من جهتها، اكدت مصادر مقربة من حزب الله للديار ان الاتصالات لا تزال مستمرة في ملف تشكيل الحكومة وهذا يعني ان مبادرة بري لا تزال سارية كاشفة الى انه تم اجراء هيكلة عامة للحكومة عبر توزيع الحقائب على الطوائف والكتل السياسية انما العقد التي تمنع ولادة الحكومة لم تحل حتى اللحظة. ولفتت المصادر انه تم انجاز 90% من الهيكلة للحكومة في اللقاء الثاني بين الوزير باسيل والخليلين مشيرة الى ان لقاء ثالثا سيعقد ايضا بينهما في اليومين المقبلين.
وقالت المصادر ان حزب الله وسائر الافرقاء حريصون على ان يكون للبنان حكومة ولكن الشروط المتشددة المتبادلة بين الحريري وبين العهد والتيار الوطني الحر يعرقلان مسار التأليف علما ان حزب الله طالب علنا من الطرفين تقديم التنازلات من اجل مصلحة الشعب اللبناني.
وتابعت المصادر المقربة من حزب الله انه طالما ان الحريري هو الرئيس المكلف وطالما ان مبادرة بري مستمرة سندعم هذا التوجه اما من يطالب حزب الله بممارسة الضغط على حلفائه او اخصامه في السياسة من اجل تشكيل حكومة فبرأي المقاومة ان هذه الامور تدعو الى ممارسة الحكمة والتعقل داعية باقي الافرقاء الى الاحتذاء بالمثل.
وشددت ان حزب الله لا يستخدم وسيلة الضغط مع حلفائه وحتى مع غير حلفائه لاقناعهم بتشكيل حكومة او في اي مسألة اخرى لانه ليس اسلوبه. وتأكيدا على ذلك، قالت المصادر انه في وقت سابق اعلن حزب الله انه لا يريد ولا يسعى لتغييب اي فريق سياسي ولكن القوات لم تشارك في مسار تأليف الحكومة. وفي النطاق ذاته، دعا حزب الله الرئيس سعد الحريري الى عدم الاستقالة فور حصول ثورة 17 تشرين الاول 2019 قبل تشكيل حكومة بديلة انما الحريري لم يتجاوب. ولفتت ايضا ان المقاومة طلبت من حكومة حسان دياب التريث قبل الاستقالة بهدف تأمين حكومة تحل مكانها ولكن هذا الامر لم يحصل.
وانطلاقا من ذلك، اعتبرت المصادر المقربة من حزب الله ان الاخير اذا مارس الضغط بهدف تشكيل الحكومة سيقال انها حكومة حزب الله واذا تعرضت هذه الحكومة لعقوبات سيقال حدث ذلك نتيجة تدخل حزب الله وضغطه لتشكيل الحكومة علما ان حزب الله يشدد ان الضغط ليس اسلوبه.
هل تشكل القوات معارضة بناءة؟
الى ذلك, قالت مصادر مطلعة للديار ان القوات اللبنانية تتمسك باجراء انتخابات نيابية مبكرة لانها ترى التغيير واعادة انتاج السلطة يكمن فقط بزيادة عدد نوابها في البرلمان اللبناني. واشارت الى ان القوات لو كانت تريد حلا فعليا ينقذ لبنان لكانت شاركت في ايجاد حل لمعضلة الحكومة ذلك ان اتخاذها موقع المعارضة في زمن الانهيار الذي يشهده لبنان يضر بالوطن اكثر مما ينفع.
القوات اللبنانية: لن نشارك في اي حل مع فريق سياسي لا يضع الناس اولوية
بدورها ، اكدت مصادر القوات اللبنانية ان مطالبتها بانتخابات نيابية مبكرة لا ينطلق من زيادة عدد نوابها علما ان هذا حقها بل من باب انقاذ لبنان وبعد وطني عام لان الانتخابات وسيلة ديمقراطية موجودة في كل الدول الديمقراطية حيث يتم اللجوء اليها عند الوصول الى انسداد سياسي مطلق وكامل. وتابعت ان مفاوضات تاليف الحكومة متعثرة والازمة المالية تتفاقم والشعب اللبناني متروك وهو في حالة ذل بطوابير سياراته في كل الامكنة ولذلك اشارت المصادر القواتية انها تتمسك بطرحها للانتخابات النيابية المبكرة اكثر من اي وقت مضى لانها تريد الحل للبنان. وردا على سؤال حول عدم مشاركة القوات اللبنانية في حل عقدة الوزيرين المتبقية، اعتبرت المصادر القواتية ان ليس العقدة في الوزارتين بما ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يقول علنا انه لن يمنح الثقة للحكومة المرتقبة ويميز نفسه عن العهد في هذا السياق، علما انه حزب العهد وبالتالي كل هذا الكلام يدل على انه لا يوجد نية لتشكيل حكومة. واضافت المصادر انه بمعزل عن ذلك، تتطلع القوات الى الانقاذ الذي من المستحيل ان يتحقق في ظل هذا الفريق السياسي وعليه لن تشارك القوات في حل مع هذا الفريق بما ان الاخير لا يولي الاولوية للناس وهذا واضح عبر عدم التوصل الى حكومة.
وحملت القوات اللبنانية كل الافرقاء والاحزاب السياسية التي ترفض الانتخابات النيابية المبكرة مسؤولية امام الله والشعب اللبناني بعدم انقاذه من هذا الفراغ ومن هذا الواقع المزري.
*******************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مبادرة بري مستمرّة…والأزمات «عامَدّ عينك والنظر»
ليست الاشكالات والحوادث التي وقعت على محطات البنزين في بعض المناطق سوى الوجه الخفي لما ينتظر اللبنانيين من ويلات ستتظهر تباعا منذرة بفوضى شاملة وثورة متجددة ولكن بوجه امني خطير يفجر الاحتقان المعتمل في نفوس اللبنانيين وقد بلغ سعر صرف عملتهم الوطنية مقابل الدولار الاميركي امس ما يفوق الـ 15 الف ليرة، فيما هم يصطفون في الطوابير على المحطات، عاجزين عن الحصول على دواء من صيدلية لم تعد تملكه، او دخول مستشفى حُجبت عنها المستلزمات الطبية، وقد باتت القطاعات كلها تئن وتحتضر. وليس مسلسل قطع الطرق الذي عاد يذر بقرنه تعبيرا عن الغضب الشعبي الا استكمالا لحلقة الغضب الذي لا بد سيتفجّر بأشكال مختلفة، لكن المهم ان تطال شظاياه اولا المسؤولين في البلاد لكثرة ما تسببوا بألم لشعب يستحق الحياة مازال يناضل حتى الرمق الاخير.
قطع طرق
رفع سعر صرف الدولار امس منسوب الشحن في نفوس المواطنين الى درجة اعادتهم الى الطرق لقطعها في مختلف المناطق من بيروت الى الشمال والبقاع ما اضطر القوى الامنية الى التدخل لاعادة فتحها في حين تنقلت الاشكالات الامنية بين محطة واخرى في حوادث متوقعة وقد بلغ السيل الزبى وفقد هؤلاء ما تبقى من آثار اعصابهم المهدورة اساسا في السوبرماركات ومحال بيع اللحوم والدجاج التي باتت خارج متناولهم.
القطاع الطبي
وفي السياق، وفي وقت نظمت مجموعة «القمصان البيض» التي تضم تحالف أطباء وصيادلة وأطباء الأسنان وممرضين ومخبريين، اعتصاما في الباحة الداخلية لمبنى وزارة الصحة، ووجهت نداء عاجلا إلى منظمة الصحة العالمية للتدخل مباشرة لتسلم زمام الأمور والضرب بيد من حديد، وإرسال لجنة لتقصي الحقائق إلى لبنان للتحقيق ومنع الدمار المتزايد الذي لا يمكن وقفه من قبل الدولة الفاشلة، إنما من خلال التعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر والمراكز الطبية الخاصة والمستشفيات الجامعية»، دهم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن عددا من مستودعات المستلزمات الطبية في المناطق لا سيما في الحازمية وسد البوشرية حيث ضبط مخالفة تسعير مباشرة على الهواء.
الصيدليات تضرب
وتوازيا، ومع إنقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات وإلتزاماً بقرار تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان الذي دعا إلى إضراب امس واليوم بالتنسيق مع نقابة صيادلة لبنان احتجاجاً على «ما آلت اليه اوضاع الدواء، ولاطلاق صرخة بان الامن الصحي اصبح مهددا بشكل جدي»، أقفل عدد كبير من الصيدليات في لبنان أمس، فيما ابقت قلة قليلة ابوابها مفتوحة في بعض المناطق.
هل فُرجت؟
وازاء استمرار واقع الاذلال هذا، وبعدما اعلن وزير الطاقة ريمون غجر وجود 66 مليون ليتر بنزين في خزانات الشركات المستوردة و109 مليون ليتر مازوت اضافة الى الكميات المتوافرة لدى محطات التوزيع وغير المحددة بما يكفي السوق لمدة تتراوح بين 10 ايام واسبوعين، ما يطرح تساؤلات منطقية ومشروعة عن سبب عدم الافراج عنها، وعن دور الوزير في هذا المجال، طمأن عضو نقابة المحطات في لبنان جورج البراكس أنّ «لا انقطاع لمادتيّ البنزين والمازوت في الوقت الحالي»، طالبًا من المواطنين «عدم اذلال أنفسهم في طوابير أمام المحطات، لأن المواد متوفّرة في المستودعات وهي كافية لـ15 يوم، وفي الأيام المقبلة بواخر عديدة ستصل إلى لبنان». وأعلن البراكس، أنّ «البيان الذي صدر من مصرف لبنان جديّ، وقد أعطى حلولًا للأزمة، وبدءًا من الساعات المقبلة سيعطي موافقات للبواخر التي ستبدأ بالتفريغ».
محروقات الى سوريا
وعلى امل الا تفرغ البواخر حمولتها فتُنقل الى دول الجوار، أوقفت وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال اعتباراً من تاريخ 8-6-2021 ولغاية 10-6-2021 ستة مواطنين وسورياً واحداً، وأحبطت تهريب كمية من المحروقات إلى الأراضي السورية قُدِّرت بـحوالى 9480 ليتراً من مادة البنزين و460 ليتراً من مادة المازوت، بالإضافة إلى 50 طناً من الطحين جميعها محملة في شاحنة وبيك أب و4 آلات من نوع فان ودراجة نارية . سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، بحسب ما اعلنت قيادة الجيش.
يوم حداد
في مجال آخر وعشية الذكرى السنوية الاولى لانفجار المرفأ في 4 آب 2020، وفيما تسير التحقيقات في الملف سير السلحفاة من دون توقيف اي من الرؤوس الكبيرة استفاقت السلطة السياسية فيما يبقى ضميرها في ثبات عميق، على وجوب تحديد يوم حداد وطني، فأعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب موافقته الاستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم ٤ آب يوم حداد وطني. وقال دياب لوفد أهالي شهداء المرفأ: أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم. غضبكم مفهوم ومشروع، لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد.
مساعدات غير كافية
في مجال آخر، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية «لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية» ميمونة محمد شريف، خلال استقبالها ان «لبنان الذي يواجه ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة، يتطلع الى دعم منظمات الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة كي يتمكن من الخروج من الضائقة التي يعيشها منذ اشهر». واكد ان «المساعدات التي تلقاها لبنان ليست كافية بالنظر الى ما أصابه من اضرار، سواء بعد الانفجار في مرفأ بيروت او انتشار جائحة «كورونا»، ومسألة النزوح السوري الذي تضاعف خلال سنوات الحرب السورية، حتى وصلت اعداد النازحين السوريين الى مليون و800 الف نازح، وتجاوزت الكلفة التي تكبدها لبنان 45 مليار دولار، فضلا عن الانعكاسات السلبية على الاقتصاد اللبناني بعد اقفال الحدود اللبنانية – السورية وتعذر حركة تصدير المنتجات اللبنانية».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :