افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 5 أيار 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 5 أيار 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الأحزاب تدخل الانتخابات متخفّية في الشوف وعاليه: معارك عائليّة بصبغات سياسية | العونيون يستعيدون «الأرض»... و«المستقبل» حاضر رغم العزوف

التيار يخرج من العزلة: فائض القوة القواتي لا يُصرف

بعدَ إرجائها مرتين، في عام 2022 لتزامنها مع الانتخابات النيابية، وفي عام 2023 بسبب عجز الدولة عن تأمين التمويل، انطلقت أمس المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان. إنمائياً، لا يُتوقّع الكثير من تغيّر الوجوه البلدية في ظل إفلاس مالي يعصف بالبلد، ويجعل معظم البلديات غير قادرة على تلبية أبسط الاحتياجات، من جمع النفايات إلى دفع رواتب عمالها وموظفيها. أما سياسياً، فيكتسب الاستحقاق بُعداً خاصاً، إذ يأتي بعد عدوان إسرائيلي أسفر عن تبدّل في التوازنات والتحالفات على الساحة المحلية، ما يجعل منها، شيعياً تحديداً، استفتاء في بيئة المقاومة، ومحطّ أنظار كثيرين في الداخل والخارج ممن يراهنون على انفكاك هذه البيئة عن حزب الله. أما مسيحياً، فتأتي الانتخابات بعد خروج التيار الوطني الحر من السلطة. ورغم أن للانتخابات البلدية طابعاً إنمائياً، ويقترع فيها الناخبون وفقاً لحسابات عائلية ومحلية بالدرجة الأولى، على عكس الانتخابات النيابية التي تتقدّم فيها الحسابات السياسية، فضلاً عن الاختلاف في طبيعة النظام الانتخابي (أكثري للبلدية ونسبي للنيابية)، إلا أن ذلك لا يُسقط أن للنتائج بعدها السياسي الذي سيعتبره الجميع اختباراً أولياً لميزان القوى، يُبنى عليه في الانتخابات النيابية المقرّرة في ربيع 2026. وفيما كان فوز الثنائي محسوماً في البلدات الشيعية، كانت المعركة الفعلية مسيحية - مسيحية، أثبت التيار الوطني الحر أنه صامد رغم "فائض القوة" القواتي استناداً إلى نتائج العدوان الإسرائيلي الأخير، وإلى الدعم الذي تحظى به معراب من الوصاية الجديدة على لبنان. إذ كان واضحا ان تحالف القوات مع القوى المسيحية التي عارضت عهد الرئيس ميشال عون راهن على ان التيار الوطني الحر سيُسحق في الانتخابات البلدية ربطا بانتهاء العهد وإخراج التيار من الحكومة وابتعاده عن السلطة الجديدة، فضلاً عن انه سيصاب بوهن جراء تراجع نفوذ حزب الله. لكن نتائج الأمس دلت على احتفاظه بهامش مناورة كبير في التحالفات وعلى قدرته على استقطاب أصوات فئات مختلفة من الجمهور
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابيّة، قرّرت العديد من الأحزاب والشخصيات السياسيّة خفض رؤوسها أمام عاصفة الانتخابات البلدية والاختيارية خشية شقّ صفوف المناصرين، وحاولت، قدر الإمكان، محو بصماتها عن المعارك التي جرت أمس في قرى وبلدات الشوف وإقليم الخروب؛ عزوف "تيار المستقبل" عن خوض الانتخابات وبقاء قواعده الشعبيّة على الأرض مكّنا المحسوبين عليه من الفوز في أكثر من بلديّة، ما أثّر على أداء الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قرّر مسؤولوه عدم الدّخول في معركة مع "الزرق" انتظاراً لما سيكون عليه الوضع في الانتخابات النيابيّة ومراقبة توزّع الصوت السني.
وكما في البلدات السنية، عمّمت "المختارة" أجواء توافقيّة مع المناطق المشتركة مع الحزب الديمقراطي اللبناني في عاليه ليخوض الطرفان الانتخابات للمرّة الأولى متوحّدين جدياً في معظم بلدات عاليه الكبرى كعاليه والشويفات، فيما جرى الوقوف على الحياد في غالبيّة بلدات الشوف وعاليه من دون استخدام سطوة "البيك" على العائلات الجنبلاطية التي تصارعت في ما بينها في المناطق.
وخاضت "القوات" معارك باردة مختلفة عن باقي المناطق، وذلك لحسابات انتخابيّة بحت بغية عدم إغضاب أي طرف، وتوزّعت القاعدة "القواتية" من دون إيعاز حزبي، في كل بلدة على اللوائح المتواجهة، كما حصل في الدامور. فيما ركّز حورج عدوان جهوده على دير القمر التي فاز بها.
في المقابل، خاض "التيّار الوطني الحر" المعارك بالمباشر في الكثير من البلدات، كالرميلة والدامور ودير القمر، محاولاً تأكيد حضوره في المنطقة، لتكون اصطفافاته بغالبيتها مع مرشحين وقوى من خارج التقليد السياسي. ونجح "العونيون" في "استعادة الأرض" في عدد من المناطق كما حصل في سوق الغرب والكحالة وبسوس وعية دارة وشرتون (بالتحالف مع الكتائب)، حيث خيضت معارك شرسة مع "القوات". هذا الحضور بعد حملات من الإقصاء سيُعيد "العونيين" إلى ساحات المعركة النيابيّة.
وهو ما انسحب أيضاً على حزب الكتائب الذي دعم لوائح في أكثر من منطقة كالدامور ودير القمر وبيت الدين (فازت لائحة "بيت الدين بتوحدنا" بالتحالف مع القوات) والكحالة (خسر مسؤولوه المعركة)، وتمكّن من المشاركة في الفوز في أكثر من بلدة.
ومثلهما، كانت "الجماعة الإسلامية" تخوض المعارك بـ"قلبٍ قوي" وأثبتت حضورها في أكثر من منطقة، ما سيؤهّلها في المرحلة اللاحقة للعب دور أساسي في الانتخابات النيابيّة. فيما سُجّل تراجع واضح لقوى التغيير التي لم تتمكّن من الفوز الساحق في أيّ من البلدات.
كلّ ذلك حوّل الانتخابات البلديّة إلى معركةٍ انتقاليّة فاصلة في منطقة تجمع الأطياف اللبنانيّة بقواها الحزبيّة والطائفيّة. ولذلك، لم يكن مستغرباً أن تنحو بعض القرى إلى خطاباتٍ طائفيّة، كما حصل في جون أو في الناعمة - حارة النّاعمة، حيث أُرجئت الانتخابات فيها بانتظار فصل البلديتين (واحدة مسلمة سنيّة وأخرى مسيحيّة) بعدما قرّر وزير الدّاخلية قبل أسبوعين تشكيل لجنة لتحديد النطاق الجغرافي لكل من البلدتين.
هذه الأجواء وابتعاد الأحزاب عن الصناديق وتكريسها لمبدأ التوافق في عدد كبير من البلدات وصلت إلى التزكية في 70 بلدية من أصل 330 بلدة في جبل لبنان إضافةً إلى شبه تزكية في العديد من القرى أو تشكيل لوائح ائتلافيّة، أدت الى تراجع في الحماسة الانتخابيّة ونسب الناخبين عن نسب عام 2016، إذ وصلت أمس إلى نحو 46% في الشوف، رغم ارتفاع ظاهر في أعداد المرشحين وصل إلى أكثر من 4% في جبل لبنان. كما أدّى هذا الأمر إلى أن تطغى المعارك العائليّة على السياسيّة في غالبيّة هذه البلدات والقرى.
الدّامور
ومع ذلك، كانت المنافسة العائليّة شرسة في عددٍ من المناطق؛ ومن بينها الدامور التي تُعد من قلاع الإقطاع السياسي المتمثّل بآل غفري الذين توارثوا رئاسة البلدية على مدى أكثر من 75 عاماً، ومدّدوا شبكتهم السياسية والخدماتية مستفيدين من الأحزاب المتواجدة في المنطقة، من الحزب التقدمي الاشتراكي مروراً بحزب القوات اللبنانيّة إلى التيّار الوطني الحر، في ظلّ ارتفاع أصوات "الدوامرة" ضد "مصادرة قرارهم" ومواجهة مخالفات البناء واستغلال الأملاك البحريّة.
وأظهرت النتائج الأولية حتى فجر أمس فوز لصالح لائحة أنطوان العمّار في مواجهة لائحة جان غفري الذي فاز بالمرشحين لمنصب مختار، مع احتمال تحقيق الأخير خرقاً بثلاثة مقاعد. وهذا ما يحصل للمرة الأولى منذ عقود، وساهم فيه اصطفاف معظم الأحزاب إلى جانب العمّار، فكان دعم "التيار" واضحاً بوجود النائب غسان عطالله في مقر ماكينة العمّار، وكذلك دعم النائبة نجاة عون و"الكتائب"، إضافةً إلى "القوات" بعدما ترشّح نجل رئيس مركز "القوات" في الدامور، إيلي عصام أنطون، من ضمن لائحة "هويتنا مسؤوليتنا". هذا التنافس الشديد الذي بدأ منذ أيّام وأدّى إلى زحمةٍ لا تعرفها الدامور إلا في المواسم الانتخابية، تُرجم في ارتفاع أعداد المقترعين ليصل إلى أكثر من 4200.
شحيم
وكما الدامور، كذلك في شحيم، حيث كانت "أمّ المعارك" في عاصمة إقليم الخروب؛ انسحاب "الاشتراكي" و"المستقبل" من المنافسة العلنية لم يثمر برودة في المعركة التي كانت حامية وشارك فيها أكثر من 9 آلاف و500 ناخب، أي نحو 55% من عدد الناخبين. واتجهت الأنظار منذ ساعات الظهر نحو "حي الشريفة" الذي يتواجد فيه أكثر من 40% من عدد الناخبين، كما ثقل آل عبدالله (شارك فيه 55%) حتّى تتحدّد معركة رئيس اللائحة سامي عبدالله، عم المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي، اللواء رائد عبدالله.
إلا أنّ نجم عبدالله لم يسطع، كما كان متوقّعاً، بعدما تقدّمت اللائحة التي كانت مدعومة سابقاً من الأحزاب، ولا تزال تحظى بدعمٍ من آل الحجار وعلى رأسهم النائب السابق محمد الحجار وآل الحاج شحادة، في الصناديق التي تمّ فرزها قبل منتصف الليل، وذلك بعد ارتفاع عدد المقترعين في كل من حي السهلة وحي الشحرور إلى 54%.
كما لم يستبعد هؤلاء أنّ تحظى لائحة محمد سعيد عويدات بحصّة لا بأس بها في المجلس بعدما ارتفعت نسبة الاقتراع في حي البيادر، أي حي آل عويدات، إلى أكثر من 61%.
وتأخّر فرز الأصوات حتّى ساعات الفجر بسبب عمليّات التشطيب و"تركيب" اللوائح، إذ كان واضحاً وجود عدم التزام باللوائح من قبل الناخبين وتبدّت في كمية اللوائح المكتوبة بخط اليد. وتوقّعت الماكينات أن تخرق اللائحة المدعومة من الحجّار وبعض مسؤولي "الجماعة" بنحو 11 عضواً، مقابل تقاسم المراكز الـ10 المتبقّية بين اللوائح الثلاث الأخرى (لائحة عويدات وأحمد قداح وعبدالله).
برجا
الارتفاع في نسب التصويت والذي وصل إلى نحو 50% في معظم قرى الإقليم، لم ينسحب على برجا التي بقيت شوارعها هادئة على عكس عاداتها الانتخابية، ولم تصل فيها نسبة الاقتراع إلى أكثر من 35%. هذا الهدوء ناتج من توافق الأحزاب في لائحة ائتلافيّة برئاسة شقيق النائب السابق علاء الدين ترو، ماجد ترو، وتضم: تيّار المستقبل والجماعة الإسلامية والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي، ومعهم اللواء علي الحاج، في مواجهة لائحة غير مكتملة لشبّان وشابات من البلدة، معظمهم من العاملين في الشأن العام.
وإذا كانت النتيجة منذ بداية اليوم الانتخابي، شبه محسومة لصالح "لائحة التوافق البرجاوي" بالفوز بمعظم أركانها، فإنّ 3 مرشحين من لائحة "قرار برجا" (عبد الرحيم الشمعة ومحمد حسن الجعيد وأحمد حسين حمية)، تقدّموا عند فرز النتائج، ما عزّز إمكانية وصول اثنين منهم إلى المجلس.
الهدوء في برجا قابلته حماسة كبيرة في كترمايا حيث اتخذت المعركة منحىً سياسياً بين "الجماعة الإسلامية" من جهة و"تيار المستقبل" و"الاشتراكي" من جهة أُخرى فارتفعت نسب التصويت منذ ساعات الظّهر، وتخطّت الـ50% في نهاية اليوم، في ظلّ معركة حامية بين الطرفين، بقيت فيها النتائج متقاربة بينهما. وأثبتت "الجماعة" ثقلها الشعبي في المنطقة، ما مكّنها من البقاء في قلب المعركة والوقوف وحيدةً في وجه حزبين.
وعلى عكس كترمايا، فإنّ احتدام المعارك في داريا وعانوت ودلهون ومزبود (فازت لائحة وحدة مزبود برئاسة مروان شحادة)، كانت عائليّة بامتياز في ظلّ ارتفاع نسب المشاركة في العمليّة الانتخابيّة. وفي البرجين كانت المعركة بين 15 مرشحاً مركّزة على عدم إقصاء الناخبين المسيحيين وهو ما أدّى إلى نجاح المرشح المسيحي المستقل عفيف لطفي.
أمّا في بعاصير فكانت اللائحة التي يرأسها الرئيس الحالي، أمين قعقور، أكثر حظاً من اللائحة الأخرى غير المكتملة. والأمر نفسه شهدته السعديات التي تخوض معركتها الأولى بعد انفصالها عن الدامور، حيث فازت اللائحة التي يرأسها خالد الأسعد بفارقٍ شاسع. وفي حصروت، كانت المعركة شبه محسومة لصالح اللائحة التي يرأسها أحمد الخطيب والمدعومة من قبل الوزير السابق طارق الخطيب، وهو الحال أيضاً في الوردانية حيث فازت اللائحة التي يرأسها الرئيس الحالي علي بيرم (بفارق أكثر من 650 صوتاً)، والمدعومة من حزب الله وحركة أمل. وفي الجيّة حيث تشكّلت اللائحة الائتلافية بشبه توافق بين الأحزاب (بما فيها الثنائي) ليُترك مقعد شاغر خيضت على أساسه المعركة بين المرشحين طوني بستاني ونادين قرداحي، من دون أن يتحدّد مصير الرئاسة بين جاك ووسام القزي. فيما كانت حظوظ المرشحين الخمسة المستقلين ضئيلة.
وعلى عكس هذا التوافق، بقيت الأمور محتدمة في جون، حيث كان المجلس البلدي مهدّداً بالانفراط حتّى قبل انتخابه، بعدما اصطدم "الثنائي" بعدم توافق مسيحي على المرشحين. وبقيت الأمور مفتوحة حتّى مساء السبت حينما قرّر مرشحو "الحزب" و"الحركة" الدخول في لائحة برئاسة رئيس البلدية الحالي يوسف خرياطي، وهو ما اعتبرته الأحزاب المسيحيّة خروجاً عن توافق "القوات" و"التيار الوطني الحر" على اسم وسيم جاويش، ودفعها للتحالف مع "الحزب الشيوعي اللبناني".
ورغم حدّة المعركة التي اتّخذت طابعاً طائفياً، إلا أنّ الهدوء ساد اليوم الانتخابي في ظل انخفاض في أعداد الناخبين المسيحيين (وصل إلى 35% من أصل 1618) وتحديداً الكاثوليكي الذي انخفض بشكلٍ ملحوظ عن الدورات الماضية، إذ انتخب فقط 340 من أصل 1290 ناخباً كاثوليكياً، علماً أنّ جون تُعد مركز الكاثوليك في الإقليم. فيما أتى التصويت الشيعي مرتفعاً نسبياً ليصل إلى نحو 53%، وهو ما ساهم في فوز لائحة خرياطي بكامل أعضائها الـ14 فيما مُلئ الشغور في المقعد الـ15 من لائحة جاويش.
كما سادت الأجواء الانتخابية الحامية، الرميلة، حيث تحالف "التيار" والقوات" في مواجهة لائحة برئاسة الرئيس الحالي جورج الخوري. وأسفرت النتائج عن تقدّم ملموس لصالح الخوري. فيما أتت نتيجة بلدة المشرف لصالح "الحزب الشيوعي اللبناني" بتحالفه مع عدد من الأحزاب، ليفوز رئيس البلدية الحالي زاهر عون على حساب بعض المرشحين الذين يدورون في فلك "الحزب التقدمي الاشتراكي"، ولكن من دون تدخّل حزبي من الطرفين.
الشوف الأعلى
أما الانتخابات في المناطق الدّرزية فكانت عائليّة في معظمها، من دون أن يتدخّل فيها "الاشتراكي" بشكلٍ مباشر إلا في منطقة الباروك - كفريديس، حيث ارتفعت أعداد الناخبين إلى أكثر من 2200. ويتبدّى حجم المعركة التي قسّمت العائلة الواحدة، آل محمود، التي تُعد تاريخياً عائلة جنبلاطيّة، فيما أثار الدعم المباشر الذي ناله المرشح للرئاسة، سيزار محمود، سخطاً من بعض وجهاء العائلة بعدما اعتبروا ترشيحه وصورته مع جنبلاط، أشبه بـ"فرضٍ" عليهم نتيجة العلاقة التي تجمع محمود بداليا جنبلاط، لافتين إلى أنّ صغر سنّه لا يسمح له بترؤس البلديّة.
فيما دافع قسمٌ آخر من العائلة عن ترشيح محمود باعتباره وجهاً شبابياً كانت له بصماته في مشاريع زراعيّة وسياحيّة داخل البلدة. وهو ما أدّى إلى اختيار جزء من العائلة لترشيح فادي محمود، وإلى شرخ في القاعدة الشعبية الاشتراكية. وأثبتت الأرقام أنّ الباروك رفضت "الأمر الجنبلاطي" بعدما تقدّم فادي محمود بفرق شاسع عن مرشح "المختارة".
كما احتدمت المعارك التي يخوضها بعض مسؤولي "الاشتراكي" من دون قرار حزبي مباشر، وفق ما حصل في كفرنبرخ وكفرسلوان وفالوغا، لتتخذ طابعاً عائلياً - إنمائياً، كما في بلدة قرنايل، حيث خيضت الانتخابات بطابع عائلي بنكهةٍ سياسية بين المسؤول "الاشتراكي" السابق، فاروق الأعور بالتحالف مع النائب السابق فادي الأعور و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"الحزب الشيوعي اللبناني" دعماً للمرشح فيصل الأعور، في مواجهة المرشح للرئاسة وسام الأعور، المدعوم من العائلات إضافةً إلى نائب رئيس "حزب التوحيد"، هشام الأعور والمرشح السابق للانتخابات النيابية والمقرّب من النائب السابق طلال أرسلان، سهيل الأعور.
ورغم ذلك، اتّخذت المعركة الطابع العائلي بين آل الأعور، خصوصاً بعدما وقفت الأحزاب المسيحيّة على الحياد وتمكّنت من حفظ حصتها بعضوين ومختار فازوا قبل صدور نتائج الأعضاء الدروز.
دير القمر
وحدها دير القمر تحوّلت إلى معركة أحجام سياسية بعدما وضعت جميع الأحزاب المسيحية ثقلها في المعركة: لائحة مدعومة من "التيار الوطني الحر" و"حزب الوطنيين الأحرار" و"الكتائب" في مواجهة لائحة مدعومة من النائب جورج عدوان والوزير السابق ناجي البستاني ومعهما "الاشتراكي"، ولائحة ثالثة مدعومة من العائلات. ونجح عدوان في كسب المعركة وإثبات حضوره، بعدما أشارت الأرقام إلى تقدّم واضح لصالح لائحة عدوان - البستاني مقابل تحالف "التيار - الأحرار"، لتكون خسارة فادحة للمرة الأولى لـ"الأحرار" في "قلعتهم التقليدية".
عاليه
في المقابل، سادت الأجواء الوفاقية عاليه حيث توصّل "الاشتراكي" إلى تفاهمات متينة مع النائب السابق طلال أرسلان، ما أدّى إلى تحالف في مدينتي الشويفات وعاليه بالتنسيق مع الأحزاب المسيحية، وضمن الفوز الكاسح في عاليه، فيما استمر الفرز في الشويفات حتّى الفجر من دون أن تظهر نتيجة اللائحة المدعومة من النائب مارك ضو وضمّت عدداً من الوجوه الشبابيّة، ورجّحت ماكينة الأحزاب إمكانية إحداثها خرقاً بأكثر من مقعدين في المنطقة.
التقارب الجنبلاطي - الأرسلاني أدّى أيضاً إلى تنافس سهل في عين عنوب حيث فازت لائحة رئيس البلدية الحالي جمال عمار المعروف بـ"أبو عمار"، الذي يُعد اشتراكياً مقرّباً من أرسلان.
والمفأجاة في عاليه كانت بتلقّي رئيس اللجنة الانتخابية في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ومفوّض الداخلية السابق، هشام ناصر الدين خسارة فادحة في مسقط رأسه، دير قوبل، بعدما خاض معركة طاحنة أدّت إلى هزيمة اللائحة التي يدعمها في مواجهة لائحة شبابيّة مدعومة من مقرّبين من النائب السابق طلال أرسلان.
تقدّم أرسلان في دير قوبل انسحب أيضاً على كفرمتى حيث أظهرت صناديق الاقتراع تقدّماً واضحاً للائحة المدعومة من قبل الوزير السابق صالح الغريب. في حين بقيت المعركة حامية الوطيس في عرمون بين لائحة حسام الجوهري ولائحة فراس فضيل الجوهري، ورجّحت الأرقام فوزاً كاسحاً لحسام الجوهري.
وكانت المعارك العائلية حامية أيضاً في بيصور وحمانا، في معركة "كسر عظم" بين 3 لوائح، وأدّت إلى عدة إشكالات وقعت خلال اليوم الانتخابي.
أمّا في المناطق المسيحيّة، فتحوّلت الانتخابات إلى استفتاء بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" وتمكّن الأخير من إثبات وجوده بتحقيقه فوزاً على "القوات" في أكثر من منطقة، من بينها الكحالة وسوق الغرب وشرتون، ما سيؤمّن له دخولاً قوياً إلى الانتخابات النيابيّة.
لم تتمكّن القوات اللبنانية من ترجمة فائض القوة الذي تتصرف على أساسه في الانتخابات البلدية أمس، وأظهرت أن المسيحيين عموماً لا يؤيدون "فائض القوة" سواء كان التيار الوطني الحر هو من يرفع رايته أم القوات. هكذا، سجّل التحالف السياسي بين التيار والوزير السابق الياس المر في المتن الشمالي انتصاراً كبيراً سيترجم فوزاً برئاسة اتحاد البلديات على حزب الكتائب الذي كان يطمح إلى إحلال نيكول أمين الجميل مكان ميرنا ميشال المر، لكن ترجمته العملانية الاكبر ستكون في الانتخابات النيابية.
وفيما تعرّض المر شخصياً لنكسات صغيرة في أنطلياس، سجّل التيار انتصاراً نوعياً في المنصورية بهزيمة أحد أقدم رؤساء البلديات مدعوماً من القوات اللبنانية. ورغم عدم صدور النتائج النهائية لبلدية الجديدة - البوشرية - السدّ حتى منتصف الليل، استطاع تحالف التيار - المر أن يثبت أن حجمه يقارب حجم القوات والكتائب والطاشناق مجتمعين.
وفي كسروان، حال وجود فريد الخازن ضمن التحالف الخماسي دون صرف القوات الربح سياسياً، أما في جبيل فوجدت القوات نفسها للمرة الأولى في معركة في المدينة لم يكن أحد يجرؤ على مناكفتها فيها منذ عام 2010، مقابل تحقيق التيار أرقاماً جيّدة على مستوى المخاتير في البلدية. ومن لا يعرف تركيبة جبيل يفترض أن المدينة تختصر القضاء، لكن فعلياً، لا تقل بلدتا بلاط وعمشيت اللتان فازت بهما لوائح التيار شأنا عن المدينة، ولا تقل عنها كل من قرطبا وترتج وجاج وبجة في الجبل حيث فازت كلها لوائح التيار فيها.
ومن جبيل الى بعبدا، أعاد التيار تكريس فوزه الساحق في بلدة الحدت التي تعدّ احد أبرز حصونه وسط عجز خصومه وعلى رأسهم القوات والكتائب عن الخرق رغم كل الحملات التي طالت رئيس البلدية جورج عون. في المحصلة أخرج الاستحقاق البلدي التيار الوطني الحر من عزلته، وعاد ليرفع نسبة حضوره في البلدات المسيحية حتى تلك التي لم يطأها من قبل، مع نسجه تحالفات مع شخصيات سياسية وعائلية عاداها في السنوات العشر الأخيرة.
المتن الشمالي
وشهدت غالبية المعارك البلدية في ساحل المتن الشمالي احتداماً رغم أن نسبة الاقتراع لم تتعدّ الـ39% أيضاً.
في بلدة الجديدة - البوشرية - السد، ومنذ ما قبل فتح أقلام الاقتراع، سعى حزب القوات اللبنانية إلى تكريس فوزه بمعركة الصورة، فنفّذ مع الكتائب "انتشاراً" واسعاً أمام مراكز الاقتراع حيث نصب لكل مندوب خيمة، فغصّ كل من مراكز الاقتراع بنحو 30 خيمة لمندوبي الحزبين مقابل خيمتين أو ثلاث للائحة المضادّة. وفيما كانت المؤشرات جميعاً تدل على فوز محسوم للائحة التي يدعمها الحزبان برئاسة أوغست باخوس مقابل لائحة من العائلات يرأسها جان أبو جودة ويدعمها التيار الوطني الحر، كانت المفاجأة أن أبو جودة تمكّن من جرّ التحالف القواتي - الكتائبي إلى معركة بلدية حامية.
وفي جل الديب، وقف التيار والمر وراء لائحة جورج زرد أبو جودة مقابل لائحة يرأسها فادي فريد أبو جودة والعائلات. وحتى مساء أمس كان الفوز حليف اللائحة الأولى مع احتمال تحقيق اللائحة الثانية خرقاً.
وفي أنطلياس، احتدمت المعركة بين رئيس البلدية السابق إيلي أبو جودة المدعوم من آل المر وبعض العونيين والكتائبيين مقابل لائحة برئاسة جورج أبو جودة مدعومة من حزب القوات فقط بعد خلاف التيار مع الرئيس على عدد الأعضاء وانتقاله إلى الضفة الأخرى. غير أن العونيين لم يبدوا حماسة للائحة إيلي أبو جودة الذي لطالما كان خصمهم اللدود، فلم يُسجّل لهم تصويت وازن في ساعات ما قبل الظهر قبل أن يحاول التيار إقناعهم بالذهاب إلى مراكز الاقتراع فاستجاب البعض منهم.
وشهدت بلدة الضبيه مواجهة حادّة بين كورين الأشقر ورجل الأعمال نبيه طعمة. ومنذ الصباح الباكر وقفت الأشقر على باب مركز الاقتراع تطلب من الناخبين البقاء أوفياء لإرث والدها قبلان الأشقر الذي بقي في رئاسة البلدية أكثر من 60 عاماً ، إلا أن لائحة طعمة فازت بفارق شاسع تجاوز الضعفين.
ومن الساحل إلى الوسط، شهدت منطقة المنصورية صراعاً بين لائحتين. رغم أنه كان متوقّعاً أن يفوز رئيس البلدية وليم خوري المحسوب على المر والمتجذّر في البلدية منذ عشرات السنوات مدعوماً من القوات أيضاً، تمكّن المرشح فؤاد الحاج المدعوم من التيار والكتائبيين من انهاء طموحات خوري. وفي بيت شباب، أظهرت الماكينات الحزبية ليلاً تقدّماً ملحوظاً للائحة كميل عطالله المدعومة من التيار والكتائب في وجه لائحة يدعمها حزب القوات برئاسة سليم كنعان. وفي العيرون أيضاً فازت لائحة جان عازار المدعومة من التيار.
المحدلة تطحن خصومها في جونية
رغم وجود أكثر من 50 بلدية في كسروان، الا أن الأنظار كلها تركّزت على مدينة جونية حيث خرجت المعركة من الطابع العائلي لتصبح بين محدلة البيوتات السياسية والقوات والكتائب مقابل لائحة شبابية يدعمها التيار الوطني الحر. وتحدّثت ماكينات الأحزاب عن قفز نسبة الاقتراع في البلدة فوق الـ46%. ولم يكن طموح اللائحة الثانية الفوز لأن النتيجة بدت منذ البداية محسومة سلفاً، وإنما تسجيل رقم في وجه لائحة بخمسة رؤوس: النائب نعمت افرام والنائب فريد الخازن والقوات والكتائب والنائب السابق منصور البون. ومنذ إقفال صناديق الاقتراع، "طبشت" النتيجة لصالح اللائحة الأولى، لكن لم يتمكن أي حزب فعلياً من الجهر بفوزه ولا سيما مع انضمام النائب فريد الخازن إلى الحلف وبالتالي خرقه لقوى 14 آذار.
وخلافاً لبقية الأقضية، حصل تأخير كبير في فرز الأقلام في كسروان، ما أثّر على ظهور النتائج خصوصاً في بلدة العقيبة، بينما حسم رئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس فوزه مجدداً بالبلدية مدعوماً من التيار الوطني الحر في وجه لائحة مدعومة من النائب السابق فارس سعيد. أما المفاجأة فكانت بخرق التيار لمعراب حيث فاز التيار بمنصب المختار، وردّت القوات على هذا الخرق بفوزها بمختار في حارة حريك التي عادة ما يفوز التيار بكل مقاعد المخترة فيها.
لا حماسة في جبيل
ومن كسروان إلى جبيل التي غابت عنها الحماسة الانتخابية حتى في المدينة حيث كان الفوز مؤمّناً للمرشح المدعوم من النائب زياد حواط، جوزيف الشامي، المدعوم أيضاً من القوات والكتائب والناخبين السنّة وحزب الطاشناق مقابل لائحة مدعومة من التيار والوزير السابق جان لوي قرداحي، علماً أن التيار لم يخض الانتخابات البلدية في مدينة جبيل منذ عام 2010، وما خوضه الاستحقاق اليوم سوى لتسجيل رقم (لم يُعرف بعد) ليقول إن المدينة ليست للحواط حصراً كما يدّعي، وفقاً لمصادر التيار. وبلغت نسبة الاقتراع في القضاء 57.63% وهي ثاني أعلى نسبة في جبل لبنان بعد كسروان.
فوز ساحق للتيار في الحدت
منذ ساعات الصباح الأولى، كانت الأعصاب مشدودة في بلدة الحدت (قضاء بعبدا) بين لائحة التيار الوطني الحر برئاسة جورج عون ولائحة القوات والكتائب برئاسة عبدو شرفان. لكن، مع حلول الثانية بعد الظهر، بدا واضحاً أن ماكينة الحزبين التي استعانت بقواتيين من خارج البلدة "فرطت" بالكامل، حتى بات يصعب العثور على أي مندوب للائحة شرفان، فأُخليت الساحة بالكامل لعون الذي تمكّن من تحقيق ربح صافٍ بفوز لائحته بأعضائها الـ18 كاملة، وبـ"سكور" قارب ثلاثة أضعاف النتيجة التي حقّقتها اللائحة المواجهة.
وفي بلدة بعبدا التي تبارت فيها ثلاث لوائح، واحدة للتيار وثانية للقوات وثالثة لأحد القواتيين المعلّقة عضويتهم، تحدّثت الماكينات عن احتمال تشطيب كبير وبالتالي لم تُحسم نتائجها. وفي ما عدا هاتين البلدتين وحارة حريك لم تكن ثمة معارك سياسية حادّة في القضاء الذي شهد منافسات عائلية، باستثناء بلدة رأس الحرف الذي ربح فيها المرشح أنطوان الأسمر المدعوم من التيار ضد المرشّحة منسّقة القوات في المتن الأعلى ماري أبي نادر، وبلدة دير الحرف حيث فاز منسّق التيار أنطوان أبو جودة في وجه القوات أيضاً. وبلغت نسبة الاقتراع في قضاء بعبدا 39%.
الثنائي يحسم الفوز في جبيل
فازت لوائح "التنمية والوفاء" التوافقية بين حزب الله وحركة أمل بالمجالس البلدية في ست قرى شيعية في قضاء جبيل، هي: عين الغويبة، بشليدا وفدار، رأس أسطا، حجولا، فرحت، المغيري. فيما كان التشطيب سيّد العملية الانتخابية في أكبر بلدتين شيعيتين في القضاء، علمات ولاسا، حيث فشل التوافق الحزبي بين الحزب وأمل، وتتنافس في كل بلدة لائحتان ساهمت الخيارات العائلية بشكل أساسي في تشكيلهما، وحتى وقت متأخر من ليل أمس لم تكن النتائج قد صدرت بعد.

*************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

ترامب يمهّد للعودة للتفاوض بالانفتاح على إمكان امتلاك إيران برنامج نووي سلمي

صاروخ يمني نوعي يغلق مطار بن غوريون رغم الدفاعات الأميركية والإسرائيلية
الانتخابات البلدية في جبل لبنان تنجح أمنياً وتعيد تأكيد التوازنات السياسية القائمة

 بينما كان رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفقاً لصحيفة إسرائيل هيوم، يبدي إحباطه من السياسة الأميركية في المنطقة، لعدم انسجام الأقوال المطمئنة للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الأفعال المقلقة، كانت أقوال جديدة تصدر عن الرئيس ترامب تندرج في خانة إثارة القلق الإسرائيلي، حيث تحدث ترامب لقناة ان بي سي نيوز عن المفاوضات مع إيران متوقعاً النجاح في التوصل إلى اتفاق وشيك رغم تعثر التفاوض، مبديا تشاؤمه تجاه فرص إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً انه منفتح على فرضية امتلاك إيران برنامجاً نووياً سلمياً، والاكتفاء بضمانات عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.
قلق نتنياهو وجد أمس، أيضاً ما هو أشد إزعاجاً من كلام وأفعال ترامب، حيث نجح اليمنيون بإثارة الرعب في كيان الاحتلال مع نجاحهم بإيصال أحد الصواريخ المتطورة من الطراز الفرط صوتي بسرعة 16 ماخ أي ما يعادل 20 ألف كلم في الساعة، وبرأس متفجر كبير للغاية كما قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمفاجأة كانت أن الصاروخ الذي تجاوز كل منظومات الدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية، خصوصاً منظومتي حتس الإسرائيلية المتطورة وثاد الأميركية الأشد تطوراً، ووصل الصاروخ الى داخل مطار بن غوريون محدثاً حفرة بقطر 30 متراً وعمق 25 متراً، بعدما تسبّب بإنزال ثلاثة ملايين مستوطن إلى الملاجئ، وتسبب الحدث بإثارة نقاشات إسرائيلية حول مدى الأمن الذي يوفره الرهان على منظومات الدفاع الجوي التي كانت تنجح نسبياً في الحالات السابقة بالتعامل مع الصواريخ اليمنية. ويبدو أن هناك مرحلة جديدة كما أعلن الناطق بلسان القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع بإعلان الحظر الجوي على الكيان ودعوة شركات الطيران العالمية لعدم توجيه رحلاتها الى مطارات كيان الاحتلال، وفي ظل هذا القلق والارتباك خرج نتنياهو يتحدّث عن نية الرد ويهدد اليمن ومن خلفه إيران برد مناسب، وفي ساعة متقدمة من ليل أمس أعلنت الخارجية الإيرانية أن نسبة الإنجاز اليمني لغير أهله إهانة لهذا الشعب العظيم. وأضافت أن إيران سوف تردّ على أي عدوان بدفاع شامل، محذرة من أن اي عدوان إسرائيلي او أميركي سوف يلقى الرد المناسب وان أي عدوان أميركي سوف يعني ان القواعد الأميركية في المنطقة تصبح أهدافاً مشروعة.
في لبنان كانت الجولة الأولى من الانتخابات البلدية التي شملت مدن محافظة جبل لبنان وبلداتها فرصة أثبتت خلالها الأجهزة الأمنية نجاحاً بارزاً بإدارة الاستحقاق الانتخابي بسلاسة دون حوادث تذكر، ونجحت وزارة الداخلية بإدارة الاستحقاق وإعلان اغلب النتائج مساء أمس بعدما بلغت نسبة المشاركة معدلاً معقولاً مقارنة بالمرات السابقة مع قرابة 45%، بينما جاءت النتائج تقول إن الواقع السياسي الذي خيم على انتخابات 2016 أعاد إنتاج التوازنات السياسية ذاتها، حيث للعائلات الكلمة الفصل في البلديات حتى في المدن الكبرى، وحيث القوى السياسية الوازنة حافظت على حضورها وتقاسمت البلديات في المناطق المسيحية، فأثبت التيار الوطني الحر وجوده رغم نجاح بعض المنفصلين عنه بحجز موقع لهم في الخريطة البلدية والاختيارية، بينما كرست القوات اللبنانية موقعها كقوة أولى في الشارع المسيحي، بينما حافظ الحزب التقدمي الاشتراكي على الموقع القيادي درزياً، وحافظ ثنائي حركة أمل وحزب الله على حضوره الحاسم في الساحة الشيعية.
تعلن وزارة الداخلية اليوم، رسمياً نتائج الانتخابات البلدية التي انطلقت أمس في مرحلتها الأولى في محافظة جبل لبنان، بنسبة مشاركة بلغت حوالي 44.59%، على أن تشكل النتائج مقدمة لانتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن الشمالي، وسط معلومات تشير إلى أن الكفة تميل لصالح آل المر.
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام خلال تصريح مساء أمس، أن "الانتخابات البلدية هي مناسبة لمحاسبة البلديات السابقة وتفعيل الدور الإنمائي". ولفت سلام إلى أن "عملية الانتخابات حصلت بكل سلاسة ولم يعطلها أي شيء، وقد تمت متابعة الشكاوى الإدارية ومعالجتها بشكل سريع". وأضاف: "يوم ديمقراطيّ بامتياز والوزارة أثبتت أنّها على جهوزية والشوائب كانت قليلة".
وكانت انطلقت الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان صباح أمس، وقد تابع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون انطلاقتها من وزارة الداخليّة، وشدّد عون أهمّيّةَ الانتخاباتِ البلديّةِ والاختياريّة، معتبرًا أنّ "دورَ البلديّاتِ أساسيٌّ في الإنماء، في وقتٍ تُعَدّ غالبيّةُ هذه المجالسِ منحلّةً"، مشيرًا إلى أنّ نحو 90%‏ من البلديّات لم تَعُد قائمةً فعليًّا، ما يُضاعف من أهميّةِ هذا الاستحقاقِ الانتخابيّ.
وفي ما يتعلّق بدورِ الدولة، أوضح عون أنّ "لا دورَ لنا في العمليّةِ الانتخابيّة سوى تأمينِ حسنِ سيرِها من الناحيةِ الأمنيّة"، مشيرًا إلى أنّ "الأجهزةَ الأمنيّةَ تلقَّت تعليماتٍ صارمةً لمواكبةِ العمليّةِ الانتخابيّة وضمانِ شفافيتها وسلامتها". وكان الرئيس عون تفقّد غرفةَ العمليّات في وزارة الداخليّة، برفقةِ وزيرِ الداخليّةِ والبلديّات أحمد الحجّار، ووزيرِ العدل عادل نصّار، مع بدءِ العمليّةِ الانتخابيّة. وأشرف وزير الداخليّة مباشرةً على التحضيراتِ الجاريةِ في وزارة الداخليّة، وأعلن جهوزيّةَ الأجهزةِ المعنيّةِ لمواكبةِ هذا الاستحقاق.
وفي ما يخص البلديات الأكبر والتي كانت الأنظار تترقب نتائجها فقد حققت لائحة "نهضة جونية" فوزًا ساحقًا في الانتخابات البلدية، برئاسة فيصل إفرام، مدعومة من فعاليات وعائلات المنطقة وتمكنت لائحة "جبيل أحلى"، برئاسة جوزاف الشامي المدعومة من النائب زياد حواط من تحقيق فوز كبير في انتخابات بلدية جبيل، حيث حصلت على 1700 صوت مقابل 700 صوت فقط للائحة المنافسة.. وتمكّنت لائحة جورج أبو جودة من تحقيق فوز حاسم في انتخابات بلدية أنطلياس، متفوّقة على الرئيس الحالي، ما يعكس تأييدًا كبيرًا من قبل الناخبين للائحة الجديدة. كانت لائحة "تضامن شباب الحدث" برئاسة جورج عون والمدعومة من التيار الوطني الحر من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات البلدية في بلدة الحدث بكامل أعضائها الـ 18. حققت اللائحة التي يرأسها أنطوان الشختورة فوزًا كبيرًا في الدكوانة، حيث تفوّقت بفارق شاسع عن منافسيها. وحقّقت لائحة "الحوار والقرار" فوزاً كاملاً في الحازمية، برئاسة جان الأسمر، وحصدت اللائحة المدعومة من حزب الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية جميع المقاعد البلدية. وحققت لائحة "بلديتنا بتجمعنا" برئاسة نبيل طعمة والمدعومة من حزب الكتائب اللبنانية، فوزاً كما فازت في الجديدة لائحة "صار وقتا" برئاسة أوغست باخوس.
على خط آخر، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان أنه "في تنفيذٍ لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفي إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين الإمارات والجمهورية اللبنانية، تقرّر إلغاء قرار منع سفر المواطنين إلى لبنان، والسماح لهم بالسفر اعتبارًا من 7 أيار 2025".
وشكر الرئيس جوزاف عون، في اتصال هاتفي، ابن زايد على قراره وثمّن الرئيس عون، وفق رئاسة الجمهورية، "هذه الخطوة وهذه الاستجابة التي تُعبّر عن نُبل الموقف وصدق النوايا، حيث وعد ووفى"، مبديًا تطلعه إلى مزيد من التعاون المثمر لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين اللبناني والإماراتي.
إلى ذلك تسلم الجيش اللبناني الشحنة الثالثة من هبة الوقود القطرية عن العام 2025 التي قدّمتها قطر عبر صندوق قطر للتنمية، بهدف دعم قدرات المؤسسة العسكرية لمواجهة الصعوبات في المرحلة الراهنة.

************************************************

افتتاحية صحيفة النهار 

النهار: “إنجاز” انتخابات الجبل بمشاركة متفاوتة… “هدية عاجلة” تعيد الإماراتيين إلى لبنان

كتبت صحيفة “النهار”: شكلت الجولة الأولى من استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية التي لم تجر في لبنان منذ تسعة أعوام، إنجازاً ناجحاً للعهد والحكومة الجديدين بمعايير الإجراءات الأمنية والإدراية واللوجستية التي واكبت هذه الجولة في محافظة جبل لبنان. ذلك أن مرور اليوم الانتخابي الأول من هذا الاستحقاق، الذي سيمتد على ثلاث جولات بعد خلال شهر أيار وسط مناخات هادئة للغاية ومن دون تسجيل مشكلات أو شكاوى تتجاوز الأطر العادية للغاية بدا بمثابة اختبار إيجابي يسجل للسلطات الرسمية والأمنية والإدراية بدفع ومواكبة قويين من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، بما عكس إدراكهما أن أعين الداخل والخارج ستتسلط على هذا الاستحقاق كنموذج أولي لاختيار نزاهة وقدرات وشفافية السلطة في ظل العهد والحكومة الجديدين.
وعلى رغم غلبة الطابع العائلي عادة في هذه الانتخابات، فإن نسبة المشاركة في الأقضية الستة لمحافظة جبل لبنان رسمت “تلوينة” أو مزيجاً من العوامل العائلية والسياسية والحزبية ساهمت في نهاية اليوم الانتخابي في رفع نسبة المشاركة إلى معدل عام بلغ 44 في المئة في أقضية المتن وبعبدا وكسروان وجبيل والشوف وعاليه، ولكنها نسبة متراجعة عما كانت عليه في انتخابات 2016 البلدية والاختيارية. وشكلت المعارك والتنافسات في المناطق ذات الغالبية المسيحية العنصر الأكثر سخونة وحرارة، إذ تقدمت منطقة كسروان بنسبة مشاركة هي الأعلى في المحافظة تجاوزت الـ56 في المئة وسط معركة كبيرة شهدتها جونية وتلتها منطقة جبيل، الأمر الذي عكس سقفاً مرتفعاً من الحيوية التنافسية بسبب انخراط الأحزاب والقوى المسيحية الكبيرة والأساسية إلى جانب العامل العائلي في التنافس. كما أن تنافساً مماثلاً دارت رحاه في قضاء المتن حيث تمحورت مبارزة أساسية على خلفية رئاسة اتحاد بلديات المتن بين رئيسته الحالية ميرنا ميشال المر التي تشغل هذا المنصب منذ العام 1998 ورئيسة بلدية بكفيا- المحيدثة نيكول أمين الجميل، علما أن السيدة ميرنا المر كما شقيقها نائب رئيس الوزراء السابق الياس المر رجحا لدى إدلائهما بصوتيهما في بتغرين فوز ميرنا المر سلفاً.
وانطلقت الجولة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان بعدما فازت بالتزكية 68 بلدية.
وفي آخر تحديث، ارتفعت نسبة الاقتراع  الاجمالي في محافظة جبل لبنان لتصل
بحسب أرقام وزارة الداخلية إلى 44%، وتوزّعت على الشكل التالي: 59% في كسروان، 41% في عاليه، 56% في جبيل، 38% في بعبدا، 37% في المتن الشمالي، و44% في الشوف.
المعركة الاساسية في المتن كانت على بلدية الجديدة – البوشرية – السد وتنافست فيها لائحتان، الأولى برئاسة أوغست قيصر باخوس المدعومة من حزبي الكتائب و”القوات اللبنانية” والنائب ابراهيم كنعان، والثانية برئاسة جان أبو جودة مدعومة من “التيار الوطني الحر” والنائب ميشال المر والعائلات.
وبالانتقال إلى بتغرين، ترأست رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا ميشال المر لائحة “بتغرين بتجمعنا” مكتملة من 15 عضواً ضد لائحة ثانية غير مكتملة معارضة لنهج المر. كما تنافس 7 مرشحين على 3 مقاعد.
في كسروان كانت أم المعارك في جونية حيث تنافست لائحتان: لائحة “نهضة جونية” برئاسة فيصل افرام، مدعومة من تحالف قوي عريض مؤلف من النائب نعمة افرام والنائب فريد الخازن والنائب السابق منصور البون وحزبي “القوات اللبنانية” والكتائب اللبنانية، ولائحة “جونيتنا” التي تشكل فئة الشباب عمودها الفقري، برئاسة سيلفيو شيحا، مدعومة من رئيس البلدية جوان حبيش و”التيار الوطني الحر”. ورجحت النتائج الاولية فوز اللائحة الاولى.
في الضاحية الجنوبية لبيروت، جرت الانتخابات البلدية والاختيارية في الغبيري وحارة حريك حيث خاضت في كل منهما لائحتان المعركة، وأما باقي بلديات الضاحية الجنوبية، ففازت بالتزكية.
وواكب رئيس الجمهورية جوزف عون ميدانياً الاستحقاق الانتخابي منذ ساعة مبكرة حتى قبل فتح صناديق الاقتراع فتوجه قبيل انطلاق العملية الانتخابية، إلى وزارة الداخلية والبلديات، حيث كان في استقباله لدى وصوله، وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ووزير العدل عادل نصار، وحرص الرئيس عون خلال وجوده في غرفة العمليات المركزية، على أن يتلقى شخصياً مكالمات وشكاوى المواطنين ويستمع اليهم مباشرة. وهو أكد أن “لا دور للدولة في هذه الانتخابات إلا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها، ونبارك لمن يفوز فيها، وندعو بالتوفيق في الاستحقاق المقبل لمن لم ينجح. واتوجه بكلمة أساسية الى المواطن اللبناني، وهي أن الانتخابات اليوم تشكل فرصة لك، وصندوق الاقتراع هو حقك الطبيعي والشرعي”. وانتقل الرئيس عون يرافقه الوزيران الحجار ونصار، إلى سرايا بعبدا الحكومي، وكان في استقباله محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، وكانت جولة في اقسام السرايا. وشكر عون الضباط والعسكريين والعاملين في غرفة عمليات جبل لبنان على جهودهم، وعلى الإنجاز الكبير الذي يقومون به بالامكانات المتوافرة، فـ”الارادة موجودة والقدرة على الإنجاز ايضاً، ومن لا يريد أن يعمل فلا ذريعة لديه ولا مكان له بينكم. وما رأيته في وزارة الداخلية وهنا في السرايا، يفرح القلب على الرغم من الإمكانات المادية والتكنولوجية المتواضعة، ولديّ ملء الثقة أن العملية الانتخابية ستنعكس إيجاباً على كل المناطق في المراحل اللاحقة”.
ومن سرايا بعبدا، توجه الرئيس عون يرافقه الوزير نصار الى وزارة الدفاع، واستقبله وزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وكبار الضباط. ودخل الجميع الى غرفة العمليات،
ثم انتقل رئيس الجمهورية يرافقه الوزير نصار، إلى مبنى “تلفزيون لبنان” في تلة الخياط، في زيارة أرادها أن تؤكد دور هذه المحطة الرسمية واعطائها الدفع المعنوي اللازم لعودتها إلى مسارها التاريخي. وكان في استقباله في مقر التلفزيون، وزير الإعلام بول مرقص.
ولوحظ أن مكتب وزير الداخلية والبلديات حرص على إصدار بيانات حول ورود الشكاوى إلى غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية، فيما أعلن وزير الداخلية احمد الحجار بعد اقفال صناديق الاقتراع أن الوزارة تلقت 479 شكوى.
كما أن رئيس الحكومة نواف سلام حضر إلى الداخلية مساء وتابع تفصيلياً مجريات عمليات الفرز، وأكد أن العملية الانتخابية حصلت بسلاسة ولم يحصل ما يعطلها، وأشاد بكل الجهود التي واكبتها.
القرار الإماراتي
وسط الاجواء الانتخابية هذه تلقى لبنان هدية كبيرة تمثلت في الاستجابة السريعة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة للسماح بسفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، إذ أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية السماح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان اعتباراً من 7 أيار.
ويأتي ذلك عقب زيارة العمل التي قام بها رئيس الجمهورية جوزف عون الاسبوع الماضي إلى دولة الإمارات، ولقائه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث اتفق الجانبان على السماح بسفر المواطنين بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة التنقل بين البلدين ووضع الآليات المناسبة التي تكفل ذلك.
وتعقيبا على هذا القرار الإماراتي، قال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “إن خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة في إلغاء قرار منع سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان هي دليل على عمق العلاقة الأخوية بين البلدين، وهي خطوة تستحق كل الشكر والتقدير، لدولة الإمارات ولرئيسها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله”. وأشار سلام إلى “أن لبنان واللبنانيين ينتظرون بشوق رؤية أشقائهم الإماراتيين كما كل الأخوة في الخليج وسائر العرب في الربوع اللبنانية”.
بدورها، رحبت وزارتا الخارجية والمغتربين والسياحة اللبنانيتان بالقرار الإماراتي.

 

***********************************************


افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

لبنان يبعث بـ«رسالة ثقة» إلى العالم بأول استحقاق انتخابي
 
عون: جادون في تأمين حق المواطنين بالتعبير عبر صناديق الاقتراع

 أنجزت الحكومة اللبنانية، الأحد، المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، بـ"حيادية" ومواكبة سياسية وأمنية؛ لإنجاح أول عملية اقتراع تشهدها البلاد في عهد الرئيس جوزيف عون، الذي طمأن المواطنين إلى أن "الدولة جادة في تأمين حقهم في التعبير عن رأيهم بصناديق الاقتراع"، وأراد أن تكون نزاهتها "رسالة ثقة إلى العالم بأن لبنان بدأ ينهض ويبني مؤسساته وبات على السكة الصحيحة".
وتضم المرحلة الأولى محافظةَ جبل لبنان، وهي الكبرى من حيث عدد السكان، وتحوي مناطق ذات انتماءات سياسية ودينية مختلفة، ومنها الضاحية الجنوبية لبيروت؛ معقل "حزب الله"، التي تعرضت لدمار كبير جراء الغارات إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
وواكب الرئيس عون ميدانياً الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، وهو الأول منذ عام 2016 بعد التمديد بسبب الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان، وافتتح جولته من وزارة الداخلية، حيث التقى وزير الداخلية أحمد الحجار، ووزير العدل عادل نصار، وجرى بحث تفصيلي في الإجراءات المتخذة لحماية العملية الانتخابية من كل ما يمكن أن يعترضها؛ إنْ من الناحية الأمنية، أو من الناحية القضائية.
وأكد الوزيران لرئيس الجمهورية الجاهزية التامة لمعالجة أي مشكلة قد تطراً خلال سير هذه العملية في مرحلتها الأولى التي تُجرى بمحافظة جبل لبنان.
وتحدث عون إلى الموجودين في غرفة العمليات المركزية، ودعاهم إلى العمل بنشاط وجدية للمساهمة في إنجاح العملية الانتخابية، وطمأنة المواطنين إلى أن الدولة جادة في تأمين حق المواطنين في التعبير عن رأيهم بصناديق الاقتراع؛ مما يشجعهم على المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات. وتوجه عون إلى الناخبين بالقول: "لا تجعل العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك".
وأضاف: "من المهم أن هذا الاستحقاق الانتخابي قد أقيم في موعده، خصوصاً أن نحو 90 في المائة من البلديات في لبنان قد تم حلّها"، وأشار إلى أنه "لا دور للدولة في هذه الانتخابات إلا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها".
ثم انتقل عون إلى مبنى "تلفزيون لبنان"، حيث أكد أن "المهل الدستورية سيتم احترامها، بدليل ما يحصل اليوم على صعيد البلديات والمختارين، الذي لم يحصل منذ عام 2016، وستستكمل باقي الاستحقاقات في مواعيدها".
6 أقضية
وأُجريت الانتخابات في أقضية جبيل وكسروان والمتن وعاليه وبعبدا والشوف، حيث يشكل الدور العائلي معياراً أكبر من الولاء الحزبي والانتماء المذهبي خلال الاستحقاقات الانتخابية في لبنان المتنوع طائفياً ومذهبياً.
وحتى مدة ما بعد الظهر، قبل 3 ساعات من إقفال صناديق الاقتراع، أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة الاقتراع في كسروان تخطت 53 في المائة، فيما ناهزت في عاليه 36.66 في المائة، أما في جبيل فاقتربت من 50 في المائة، ووصلت في بعبدا إلى 33.11 في المائة، وفي المتن الشمالي إلى نحو 33 في المائة، وفي الشوف إلى 38 في المائة.
وتلقت وزارة الداخلية والبلديات "12 شكوى بشأن رشى انتخابية في عدد من مناطق محافظة جبل لبنان"، و"تمت إحالة المعلومات الواردة إلى قوى الأمن الداخلي للتحقق منها ومتابعتها مع القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية"، وفق ما أعلن مكتب الوزير.
معارك حزبية وعائلية
وشهدت محافظة جبل لبنان معارك سياسية محتدمة في عدد من المدن والبلدات الكبيرة، خصوصاً بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، إضافة إلى أحزاب أخرى؛ لاعتبارات مناطقية وعائلية، في وقت اختلطت فيه التحالفات في قضاءَي الشوف وعاليه، ومناطق مثل الضاحية الجنوبية في قضاء بعبدا، وإقليم الخروب في الشوف، حيث واجهت اللوائح المدعومة من الأحزاب لوائح مدعومة من ناشطي المجتمع المدني.
وفي قضاء جبيل، كانت المعركة الأبرز بمدينة جبيل الساحلية، حيث كان واضحاً الانقسام الحزبي، خصوصاً بين "القوات" و"الوطني الحر"، وتنافست لائحتان: الأولى يدعمها النائب زياد حواط و"القوات اللبنانية" و"الكتائب"، في مقابل لائحة غير مكتملة يدعمها "التيار الوطني الحر" والوزير السابق جان لوي قرداحي و"الكتلة الوطنية".
أما في أعالي قضاء جبيل، فكانت المعركة الأبرز في قرطبا، حيث اشتدت المنافسة بين لائحة رئيس اتحاد بلديات جبيل، فادي مارتينوس، مدعوماً من "القوات" و"الكتائب"، ولائحة مدعومة من النائب السابق فارس سعيد.
وفي قضاء كسروان، تركزت أم المعارك في مدينة جونية، حيث اختلطت التحالفات الحزبية مع الزعامات المناطقية والفاعليات التقليدية، وتنافست في جونية لائحتان أساسيتان: الأولى مدعومة من حزبَي "القوات" و"الكتائب"، والنائبين نعمت إفرام وفريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور غانم البون، بينما خاضت اللائحة الثانية الانتخابات بدعم من "التيار الوطني الحر" ورئيس البلدية الحالي ورئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش.
أما في المتن الشمالي، فتدور المنافسة الأبرز على رئاسة اتحاد بلديات المتن بين حزب "الكتائب" والنائب ميشال المر، حيث يسعى كلا الطرفين، عبر تحالفاتهما، إلى الفوز بالعدد الأكبر من بلديات القضاء.
بدوره، شهد قضاء بعبدا مواجهات عدة بين لوائح "القوات" و"الوطني الحر" في عدد من المدن والبلدات، إضافة إلى معارك ذات طابع عائلي، كانت أشدها في بلدة الحدث، حيث تواجه لائحة الرئيس الحالي جورج عون، المدعومة من "التيار"، معركة قوية مع لائحة ثانية من العائلات وتحظى بدعم كبير من حزبَي "القوات" و"الكتائب".
الضاحية الجنوبية وعاليه
وبينما تشتد المنافسة الحزبية في المناطق ذات الغالبية المسيحية، تأخذ الانتخابات البلدية في الضاحية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية طابعاً آخر، حيث يخوض "حزب الله" اختباره الانتخابي الأول بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان العام الماضي ووسط دمار كبير تعرضت له مناطق الضاحية الجنوبية.
وفي وقت تمكن فيه "حزب الله"، عبر التحالف مع "حركة أمل"، من حسم نتائج عدد من بلديات الضاحية بالتزكية، مثل برج البراجنة، وتحويطة الغدير - الليلكي، وبلدية الشياح، أخذت الأمور في بلدات أخرى طابع المنافسة بين تحالف "الحزب - الحركة" وبين لوائح مدعومة من العائلات وناشطي المجتمع المدني، بينها بلدية الغبيري.
وفي قضاء عاليه، غابت المنافسات السياسة الكبيرة، خصوصاً في المدن الكبرى، مثل الشويفات، حيث سجلت مواجهة بين تحالف "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الحزب الديمقراطي اللبناني"، وبين لوائح مؤلفة من ناشطي المجتمع المدني. وفي الشوف، غابت المنافسات السياسية والحزبية الكبيرة، وطغى على المعارك الانتخابية الطابع العائلي أو السياسي المحلي، وهو أمر انسحب على إقليم الخروب ذي الغالبية السُّنّية، فقد غابت المنافسات السياسية، خصوصاً مع انكفاء "تيار المستقبل" بعيداً عن المشاركة في الانتخابات البلدية.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

الجبل يختبر بلديًا موازين القوى والتمثيل ويرسم طريق استحقاق 2026

خضع لبنان ومعه القوى السياسية والأوساط الشعبية أمس، لأول امتحان دستوري شعبي مباشر، يتمثل بالجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي اقتصرت على محافظة جبل لبنان وما سيلها تباعاً من جولات ستشمل بقية المحافظات. وهو في الحقيقة اختبار لقدرة الدولة بسلطتها الجديدة على إنجاز هذا النوع من الاستحقاقات للمرّة الأولى بعد 9 سنوات، وكذلك اختبار تخوضه القوى السياسية لمعرفة حجم تمثيلها الشعبي في ضوء النزاع الدائر في ما بينها، لتبني على نتاجه للذهاب إلى الاستحقاق النيابي الكبير في أيار 2026، الذي سيكون مفصلياً على الأرجح حول مستقبلها في الحياة السياسية.
اكتسبت الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان أهمية لكونها شهدت بالدرجة الأولى تنافساً سياسياً وشعبياً مباشراً بين القوى السياسية المسيحية الحزبية والمستقلة، مشفوعاً ببعض التحالفات مع قوى أخرى على ضفافها، غالباً ما كانت تؤثر في ترجيح الكفة لهذا الفريق او ذاك في الانتخابات النيابية، نظراً لما تملكه من قوة تجييرية في منطقة جبل لبنان.
وقد تفاوتت النتائج الأولية للانتخابات في بلديات جبل لبنان، فيما سارع بعض القوى إلى إعلان فوز لوائحه في هذه البلدية او تلك، ليتبين انّ ما أعلنه كان غير دقيق، باستثناء الانتخابات في المتن الشمالي ساحلاً وجبلاً، حيث أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، فوز اللوائح المدعومة من العمارة بغالبية البلديات في المتن. وأشار إلى أنّه "تمّ الفوز بـ19 بلدية من أصل 33 المنتمية إلى اتحاد بلديات المتن جرى فرزها حتى الآن"، مضيفاً أنّ "رئيسة اتحاد بلديات المتن، السيدة ميرنا المر، تُحقق تقدّماً لافتاً لتصل إلى ما بين 20 و22 بلدية، بحسب الإحصاءات الأولية". ولفت إلى "أنّنا لسنا أحزاباً بل نحن مستقلون، ولا نملك أتباعاً بل أصدقاء وعائلات، ونُحقق هذه النتائج بفضل دعمكم ومحبّتكم".
نجاح العهد وحكومته
وأبلغت أوساط سياسية واكبت الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، إلى "الجمهورية"، انّ الفائز الأول فيها هو العهد وحكومته، بعدما نجحا في عبور أول استحقاق انتخابي بنجاح لافت.
وأشارت إلى انّ الانتخابات "كانت ناجحة من الناحيتين التنظيمية والأمنية، على رغم من بعض الإشكالات الفردية التي لا يمكن اعتبارها خارجة عن المألوف والمتوقع".
ولفتت الأوساط إلى انّ نسبة الاقتراع كانت مقبولة عموماً، معتبرةً انّ غياب المنافسة الحقيقية في عدد من المناطق ساهم في تخفيض معدل التصويت.
وأشارت الاوساط إلى انّ نتائج الانتخابات ستخضع ابتداءً من اليوم إلى التشريح والقراءة من قبل القوى السياسية لاستخراج المؤشرات والعِبَر منها، استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة.
وضمن سياق متصل، نُقل عن مرجع رسمي قلقه من الإشارات التي تعكسها التحضيرات لانتخابات العاصمة، مبدياً تخوفه على المناصفة في المجلس البلدي لبيروت جراء التخبّط السائد.
جولة عون
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تابع ميدانياً الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، حيث توجّه قبيل انطلاق العملية الانتخابية إلى وزارة الداخلية والبلديات، حيث استقبله وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ووزير العدل عادل نصار، وقال من هناك: "من المهمّ أنّ هذا الاستحقاق الانتخابي قد أُقيم في موعده، خصوصاً انّ نحو 90 في المئة من البلديات في لبنان قد تمّ حلّها، والمواطن يشكو من عدم وجود هذه البلديات لمواكبة حاجاته وطلباته في قريته ومدينته، علماً انّ للبلدية دوراً أساسياً في الإنماء، وها هو هذا الاستحقاق قد بدأ اليوم".
وأضاف: "لا دور للدولة في هذه الانتخابات الّا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها، ونبارك لمن يفوز فيها، وندعو بالتوفيق في الاستحقاق المقبل لمن لم ينجح. وأتوجه بكلمة أساسية إلى المواطن اللبناني، وهي انّ الانتخابات اليوم تشكّل فرصة لك، وصندوق الاقتراع هو حقك الطبيعي والشرعي، وعليك بوضع الاسم او اللائحة التي تراها مناسبة لمصلحة قريتك او مدينتك، ولا تدع العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك، فعليك وحدك تقع المسؤولية في هذا المجال". وشدّد على "الدور الأساسي للبلدية في الحياة اليومية للبنانيين، وعلى أهمية حصول الانتخابات في موعدها، والصورة التي تعطيها عن لبنان وعن جهوزيته للانطلاق في مسيرة النهوض".
سلام
وحضر رئيس الحكومة نواف سلام إلى غرفة العمليات في وزارة الداخلية والبلديات لمتابعة عمليات فرز الأصوات في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان. وأكّد أنّ "الانتخابات البلدية هي مناسبة لمحاسبة البلديات السابقة وتفعيل الدور الإنمائي". ولفت إلى انّ "عملية الانتخابات حصلت بكل سلاسة ولم يعطلها أي شيء، وقد تمّت متابعة الشكاوى الإدارية ومعالجتها بشكل سريع". وأضاف: "اليوم ديموقراطيّ بامتياز، والوزارة أثبتت أنّها على جهوزية والشوائب كانت قليلة". وختم: "المواكبة الإعلامية هي ضمان الشفافية للعملية الانتخابية. وموعدنا الأسبوع المقبل لاستكمال مراحل الانتخابات البلدية وتجديد البلديات".
وقال وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار مساء بعد إقفال صناديق الاقتراع: "لقد كان اليوم عرساً وطنياً جامعاً، بحيث مارس اللبنانيون حقهم الانتخابي لاختيار المجالس البلدية والاختيارية بكل حرية ونزاهة وشفافية". وأضاف: "لقد انطلقت العملية بسلاسة ومن دون أية ضغوطات ومن دون أية مشاكل تُذكر، وأُقفلت صناديق الاقتراع في السابعة مساءً باستثناء المراكز التي كان فيها عدد من الناخبين".
عودة الإماراتيين
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن إلغاء قرار منع سفر المواطنين إلى لبنان، والسماح لهم بالسفر إليه ابتداءً من الاربعاء المقبل.
واتصل الرئيس عون بنظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وشكره على "قراره الأخوي بالسماح بسفر مواطنيه إلى لبنان ابتداءً من 7 أيار 2025"، معرباً له عن "تقديره وامتنانه لسرعة تلبيته هذا الطلب عقب لقائه الأخير معه في ابوظبي". وقال: "انّ هذه الخطوة وهذه الاستجابة الكريمة التي تُعبّر عن نُبل الموقف وصدق النيات حيث وعد ووفى"، مبدياً تطلعه إلى "مزيد من التعاون المثمر لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين اللبناني والإماراتي".
ومن جهته وصف الرئيس سلام الخطوة الإماراتية بأنّها "دليل على عمق العلاقة الأخوية بين البلدين"، وأشار إلى "أنّ لبنان واللبنانيين ينتظرون بشوق رؤية أشقائهم الإماراتيين كما كل الأخوة في الخليج وسائر العرب، في الربوع اللبنانية".
"حماس" تسلّم متهماً
وفي خضم المشهد الانتخابي أمس، بقيت بارزة مسألة تسليم "حماس" لعناصرها المتهمين بإطلاق الصواريخ من الجنوب في آذار الفائت. وقد جرى الإعلان عن تسليم أحدهم، فيما أبدت مصادر مطلعة عبر "الجمهورية" تقديرها بأنّ هذه المسألة ستجد طريقها إلى الحلحلة، نظراً إلى اصرار السلطة اللبنانية على إتمام هذه الخطوة، وعدم التهاون فيها بأي شكل من الأشكال.
وأوضحت المصادر أنّ الدافع الأساسي لإصرار السلطة يكمن في أنّ هذه المسألة اتخذت ابعاداً أوسع من الساحة اللبنانية، إذ عبّرت مراجع دولية عن رغبتها في كشف خلفيات ما جرى. كما أنّ السلطة اللبنانية من جهتها تريد إيصال رسالة إلى الذين يعنيهم الأمر، مفادها أنّ التلاعب بالأمن ممنوع، أياً كانت الذرائع والمبررات.

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء 

اللواء: بلديات جبل لبنان: التزام دستوري والنتائج ترسم مشهداً جديداً

تغيير في جونية وجنبلاط والمر يحافظان على نفوذهما وباسيل يتراجع ويحضر مع “ثنائي” في الضاحية

كتبت صحيفة “اللواء”: بعد تسع سنوات على آخر انتخابات بلدية واختيارية، عام 2016، وفي اول استحقاق ديمغرافي وانمائي ومحلي لحكومة الرئيس نواف سلام، جرت الانتخابات البلدية والهيئات الاختيارية في محطتها الأولى في اقضية جبل لبنان، بنجاح تام، وبشفافية، واكبتها الدولة، على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية، وسائر اركان الداخلية، من المحافظين والقائمقامين والأجهزة الأمنية المكلفة، بحماية العملية التي امتدت على 6 اقضية.

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” ان المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية تمت بنجاح ومر بالتالي هذا الاختبار بسلاسة بغض النظر عن نتائجها السياسية او الحزبية. وقالت ان هذا النجاح هو لعهد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وحكومة الرئيس سلام اللذين التزما انجاز هذا الاستحقاق منذ البداية مع وزارة الداخلية والوزير احمد الحجار.

ورأت ان هناك توقعا ان ينسحب هذا المناخ على المراحل المقبلة من الإستحقاق البلدي.

الى ذلك يتحضر رئيس الجمهورية لزيارة دولة الكويت حيث يجري مباحثات مع اميرها والمسؤولين الكويتيين حول العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي اول محطة في متابعة العملية الانتخابية، دعا الرئيس جوزف عون من وزارة الداخلية، بعدما تلقى شكاوى بصورة شخصية من المواطنين، واعطى توجيهاته للوزير احمد الحجار لمعالجتها، كان قد اكد على ان الاقتراع حق طبيعي وشرعي، وخاطب المواطن قائلاً: لا تدع العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك، فعليك وحدك تقع المسؤولية في هذا المجال.

وبرفقة الوزير حجار، انتقل الرئيس عون الى سراي بعبدا، ثم الى وزارة الدفاع، ومن هناك شدد على الدور الاساسي للبلدية في الحياة اليومية للبنانيين واهمية حصول الانتخابات في موعدها، والصورة التي تعطيها عن لبنان، وعن جهوزيته للاخلاق في مسيرة النهوض.

وتفقد الرئيس نواف سلام عمليات فرز نتائج الانتخابات البلدية من غرفة العمليات في وزارة الداخلية.

ومن هناك قال الرئيس سلام: جرت العملية بسلاسة وسلامة التي لم تخل من بعض الشكاوى التي تعد قليلة جدا، وهي شكاوى ادارية حلت بسرعة.

وقال: الانتخابات المحلية هي مناسبة لمحاسبة ممثلين في البلديات عبر اختيار اعضاء جدد وتفعيل دور البلديات، مشيرا: ننتظر صناديق الاقتراع للمراحل المقبلة في الشمال وبيروت والبقاع لاكتمال عقد هذه العملية الانتخابية، ونكون بذلك قد جدّدنا حيوية البلديات.

وزير الداخلية احمد الحجار اعطى صوته في مسقط رأسه في شحيم، وشارك وزير الدفاع ميشال موسى في الاقتراع في مهنية الدكوانة.

وعلى الأرض، انتشر عناصر الدفاع المدني باشراف العميد نبيل فرح، الذي تفقد جهوزية الدفاع.

وتراوحت نسبة الاقتراع بين قضاء وآخر، ففي الحدث بلغ مستوى المشاركة 44%.

وتوزعت النسب على الشكل التالي

كسروان: 40،59٪.

عاليه: 51.56٪.

جبيل: 70.56٪.

بعبدا: 29.38٪.

المتن الشمالي: 91.37٪.

الشوف: 82،44٪.

وحصل اشكال، عند منع رئيس البلدية السابق جوان حبيش، الى قلم الاقتراع في ثانوية جورج افرام الرسمية في منطقة غدير.

النتائج

وفازت لائحة “جبيل زحلة” في جبيل، المدعومة من النائب زياد حواط، وهي تمثل تحالف “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب وبعض المستقلين.

وفي جونية، فازت لائحة نهضة جونية برئاسة فيصل افرام المدعومة من النائب نعمة افرام، على حساب اللائحة التي كان يرأسها جوان حبيش.

وفازت اللائحتان المدعومتان من حركة امل و”الحزب” والتيار الوطني الحر في الغبيري، وحارة حريك، وسط انتقاد حاد من النائب آلان عون.

وأعلن وزير الداخلية السابق الياس المر عن ان النتائج الأولوية في المتن الشمالي عن تفوق اللائحة المدعومة منه ومن نجله النائب ميشال المر.. ومنها 19 بلدية من 33 بلدية.. مرشحا السيدة ميرنا المر لرئاسة اتحاديات المتن، فضلا عن فوز اللوائح في الزلقا والدكوانة وعمار شلهوب.

جابر والصدي الى بغداد

ويتوجه وزيرا المالية ياسين جابر والطاقة جو صدي إلى بغداد ، بهدف التواصل مع المسؤولين العراقيين في ملف الفيول الذي يحصل عليه لبنان منذ سنوات، مقابل عقود مالية تشمل استبدال المحروقات بمنتجات لبنانية، بالإضافة إلى تقديم خبرات تساعد الدولة العراقية في تأهيل بعض القطاعات.

الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الإماراتية قرارها برفع الحظر على سفر مواطنيها الى لبنان اعتبارا من بعد غد الأربعاء.

*************************************************
افتتاحية صحيفة “الشرق”

الشرق: الانتخابات البلدية انطلقت بنجاح والإمارات ترفع حظر السفر الى لبنان
كتبت صحيفة “الشرق”: أقفلت صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية في كافة الاقضية في محافظة جبل لبنان عند السابعة مساء امس، بعد نهار طويل مارس خلاله المواطنون حقهم باختيار ممثليهم للمجالس البلدية والاختيارية. لتبدأ بعدها عملية فرز الاصوات. وبلغت نسبة الاقتراع 44.6% في محافظة جبل لبنان توزعت على الشكل الآتي:

كسروان %60.71/ عاليه 42.07%/ جبيل 57.48%/ بعبدا 39.09/ المتن 38.69/ الشوف 45.60%/ عدد المقترعين 366964/ النسبة الإجمالية 374971/ نهار انتخابي طويل: وكانت عملية الانتخابات البلدية والاختيارية قد انطلقت منذ الساعة السابعة من صباح امس، في اقضية محافظة جبل لبنان الستة: المتن، وكسروان، وجبيل، والشوف، وعاليه، وبعبدا، في جو هادئ وسط إجراءات أمنية بدأت منذ ساعات الليل الأولى، ونفذها عناصر من الجيش وقوى الأمن.

قضاء المتن

ففي وسط وأعالي المتن الشمالي، أقفلت صناديق الاقتراع في وسط المتن الشمالي وأعاليه، عند الساعة السابعة بعد يوم ماراتوني اتسم بالهدوء والديموقراطية من دون تسجيل أي اشكالات تذكر باستثناء أمور لوجستية. وبدأ رؤساء الأقلام بعملية الفرز في حضور مندوبي اللوائح والمرشحين في كل المراكز التي توجه اليها الناخبون منذ السابعة صباحا والتي شهدت حركة اقبال كثيفة في فترة بعد الظهر وقبل الاقفال. وتركزت المعارك في البلدات الكبرى كبيت شباب وبكفيا وبتغرين والخنشارة وضهور الشوير والمتين والمنصورية وعين الخروبة والتي تنافست فيها لوائح نسجت تحالفاتها مع العائلات وخلفها الاحزاب، حيث برز في اكثر البلديات تحالف بين «القوات» و»الكتائب» ضد «التيار الوطني الحر» والنائب ميشال المر. وتراوحت نسبة الاقتراع بين 33 و55%. يذكر أن 13 بلدية في المتن من أصل 56 فازت بالتزكية. كما فاز بالتزكية ايضا 37 مختاراً. وفي ساحل المتن، ومع اقفال صناديق الاقتراع في محافظة جبل لبنان، خفت الحركة في منطقة ساحل المتن الشمالي وتحديدا في الجديدة -البوشرية -السد، الفنار، بيت مري، ضهر الصوان، عين سعادة، الدكوانة، برمانا، عينطورة، بإنتظار البدء بعملية الفرز والنتائج. وقد شهدت الساعات الاخيرة وتحديدا بين السادسة والسابعة اقبالا لافتا للناخبين وسط حركة الاحزاب الضاغطة في كل اتجاه لكسب أكبر عدد ممكن من البلديات في المنطقة وكشف الأرض، تحضيرا للانتخابات النيابية المقبلة في العام المقبل. وفي حين ارتفعت نسبة الاقتراع في المتن الشمالي وصلت نسبة الاقتراع في هذه المنطقة إلى 38 بالمئة و حافظت منطقة الجديدة – البوشرية – السد على أعلى نسبة حيث اقترع 3147 مواطنا بسبب تنافس الاحزاب فيها وارتفاع عدد الناخبين إلى عشرين الفا وارتفاع عدد أعضاء المجلس البلدي فيها إلى 21 ، اما في البلدات الأخرى حيث المجالس البلدية مؤلفة من 15 عضوا أو تسعة أعضاء، فقد كانت المعركة عائلية مع تأثير محدود للأحزاب التي ركزت على البلديات الكبرى. وفي هذا المجال، لوحظ ان نواب المنطقة دعوا المواطنين إلى المشاركة في العملية الانتخابية، مشددين على انها فرصة لطي صفحة الماضي وتحقيق الديمقراطية التي غابت لسنوات عن الإنتخابات. كما قاموا بتنشيط الماكينات الحزبية كل من موقعه، وهنا كانت لماكينة الكتائب وماكينة إبراهيم كنعان الدور الأبرز وتحديدا في الجديدة -البوشرية -السد.

قضاء كسروان

وأغلقت تمام الساعة السابعة صناديق الاقتراع في كسروان، بعد نهار انتخابي طويل، وبدأت عملية فرز الأصوات، على ان يتم لاحقا نقل الصناديق الى السرايا الحكومية في جونية. وكانت نسبة الإقبال على الاقتراع ارتفعت في النصف الساعة الاخيرة قبيل الإقفال في منطقة فتوح كسروان، ولامست 60%، وسط أجواء هادئة حيث لم يسجل أي إشكال يذكر. وانتهى اليوم الإنتخابي الطويل في بلدات ساحل كسروان – الفتوح، حيث شهدت العملية الانتخابية مشاركة فعالة من الناخبين تخطت 60%، وهي الأعلى بين أقضية جبل لبنان. وقد سارت العملية الإنتخابية بأجواء هادئة وتنظيم محكم مع تسجيل بعض المخالفات والإشكالات البسيطة التي تمت معالجتها. بعض البلدات الساحلية خاضت معارك انتخابية محتدمة تداخل فيها الطابع السياسي مع العائلي، وأبرزها العاصمة جونية، العقيبة والصفرا التي غصت بالناخبين طوال ساعات النهار.

وعند السابعة مساء، أقفلت جميع الصناديق وبدأت عمليات الفرز بحضور رؤساء الأقلام والكتبة ومندوبي اللوائح والمرشحين قبل أن تنقل بحراسة قوى الأمن الداخلي الى سرايا جونية للفرز النهائي وإعلان النتائج في قاعة المحكمة. وقد بلغت نسبة الاقتراع في العقيبة 70%، وفي الصفرا 65% وفي حارة صخر 50%.

قضاء جبيل

اقفلت عند الساعة السابعة من مساء اليوم صناديق الاقتراع في قضاء جبيل بعد يوم هادىء لم يعكر صفوه اي أشكال الطابع الديمقراطي والتنافس الذي امتزج فيه الوضع العائلي والحزبي لم يشهد القضاء مثيلا له لاسيما في انتخابات السنوات الماضية. نسبة المشاركة وصلت في القضاء إلى 57 بالمئة وفي عدد من المكاتب الانتخابية بدأت مظاهر الفوز حيث وضعت المسارح للاحتفال بالفوز كما هو حاصل امام مكتب النائب زياد الحواط الذي دعم مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب ومشروع وطن الانسان وحزب الطاشناق لائحة جبيل احلى حيث افادت مكنتها الانتخابية الوكالة الوطنية للاعلام ان اللائحة فازت بكامل اعضائها ولا خرق. وايضاً في بلاط فإن اعضاء لائحة قولنا بالعمل ايضا الاحتفال بفوز اللائحة بكامل اعضائها فرز الأصوات بدأ وبإنتظار النتائج النهائية البلدية والاختيارية حيث ستنقل مع الصناديق إلى سراي جبيل الذي زاره منذ بعض الوقت رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي جان قزي الذي اطلع من ألقائمقام على الغرف التي يتواجد فيها القضاة الذين سيدققون بالنتائج ويصدرون قراراتهم النهائية حول النتائج.

قضاء بعبدا

انتهى اليوم الانتخابي الطويل في قضاء بعبدا، كما بدأ بحماسة وحماوة وسلاسة، بإقبال كثيف على الاقتراع من دون تسجيل اي حادث امني او لوجستي. وكان محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي جال في قرى وبلدات المحافظة، مؤكدا ان «اليوم الانتخابي انطلق بطريقة ممتازة ولا يزال كذلك». وقال: «كنت قمت بجولة ميدانية إذ مهما تابعت من خلال غرف العمليات وعبر الهاتف وغيره، تبقى الجولة الميدانية امرا مختلفا وحيويا». اضاف: «كما رغبت ان أكون على تماس مع الناس عن قرب، وكذلك مع الموظفين ورؤساء الاقلام. والحمد لله داخل وخارج مراكز الاقتراع الوضع مريح، ونحن في صدد استدراك اي خلل قد يحدث. بشكل عام كانت الصورة جيدة جدا». وختم: «الحمد لله كان نهارا ناجحا جدا، كما كنا نتمنى واكثر. ان ما يهمني ليس النسب بل الشوق الكبير لدى المواطنين للتعبير بعد سنوات، وان شاء الله هذا التعبير يؤسس لمشهد في البلديات مبني على التنمية ومصلحة القرية والمدينة والمصلحة العامة». وفي الحدت، قاربت نسب الاقتراع قبيل الاقفال، الـ 45 في المئة، فقد انتخب 6 الاف من اصل 14 الف ناخب. ووصلت نسبة المقترعين حتى ساعات الاقفال، الى حوالى 55 بالمئة، وقد انتخب 1340 من اصل 2800 ناخبا. وقاربت نسبة المقترعين في كفرشيما الـ 80 بالمئة، وبقي الاقبال كثيفا حتى موعد اقفال الصناديق، وقد سجل تقارب في نتائج اللائحتين المتنافستين. وبلغت نسبة المقترعين في وادي شحرور العليا حوالى 58 بالمئة، في ظل معركة انتخابية محتدمة بين اللوائح المتنافسة الثلاث، وكان التشطيب سيد الموقف. أما في بلدة بعبدا، فقد قاربت نسبة الاقتراع الـ35 بالمئة. وتراوحت نسبة الاقتراع في الغبيري وحارة حريك بين 28 و32 بالمئة، فيما وصلت نسبة الاقتراع للمخاتير في برج البراجنة الى 42 بالمئة. يذكر أن بلديات الشياح والمريجة وبرج البراجنة كانت فازت بالتزكية.

قضاء الشوف

أقفلت صناديق الاقتراع في مراكز الانتخابات البلدية والاختيارية عند السابعة تماما، وبدأ رؤساء الاقلام والمساعدون عمليات الفرز داخل هذه المراكز، وذلك بالتزامن مع وصول لجان القيد العليا المؤلفة من القضاة إلى سرايا بيت الدين، تمهيدا للإشراف على عملية الفرز الرسمي في السرايا، وبمواكبة غرفة العمليات التي عملت طيلة النهار على معالجة المراجعات والشكاوى الادارية. وسجلت نسبة منتخبين قاربت الـ 50 في المئة في عدد من البلدات «الشوفية» ذات الكثافة المرتفعة والتي شهدت طيلة النهار معارك انتخابية بين اللوائح المتنافسة. ولم يتم تسجيل إشكالات كبيرة باستثناء اشكال وقع في احد اقلام الاقتراع المسيحية في الباروك جرت معالجته فورا. سير العملية الانتخابية سلك مساره الطبيعي وتفاوتت الحماوة بين قرية وأخرى، فيما البارز ان النسبة زادت نسبيا عن آخر استحقاق بلدي، في عدد من قرى المعارك. وفي هذا السياق، شكلت بلدات دير القمر والباروك والدامور ام المعارك، بوجود لوائح سياسية وحزبية متداخلة مع العائلية، واعطت المجال لتحالفات بين الاحزاب الموجودة، بخاصة بين الحزبين التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية التي سرى التحالف بينهما على عدد كبير من قرى الشوف، وبينها دير القمر مع الوزير السابق ناجي البستاني، بمواجهة «التيار الوطني الحر» والأحرار والمجتمع المدني والشباب. كذلك شهدت بعقلين حماوة انتخابية طيلة النهار بين العائلات المنقسمة على بعضها، ومثلها انتخابيا الجاهلية ومزرعة الشوف وباتر وكفرنبرخ وبشتفين وكفرحيم، وبقي الكثير من الناخبين امام مراكز الاقتراع لمتابعة صدور النتائج الأولية. وأقفلت صناديق الإقتراع في معظم قرى وبلدات اقليم الخروب، وبدأت على الفور عمليات الفرز التي استنفرت لها الماكينات الإنتخابية للمرشحين، لإصدار النتائج تباعا، لطمأنة الناخبين، فيما بدأت التحضيرات والاستعدادات في قرى وبلدات المنطقة، للإحتفال بالفوز الذي تحقق، حيث يتوقع ان تنتهي اعمال فرز نتائج الانتخابات الاختبارية قبل البلدية. وعلى الرغم من حماوة وحدة اليوم الانتخابي الطويل في قضاء الشوف، الا انه كان لافتا ان العملية الإنتخابية جرت بهدوء وسلاسة على الرغم من الاحتقان والانقسامات والفرز العائلي الذي فرضته المعركة لصالح كل عائلة وكل بلدة . وكان الارتياح سيد الموقف في المنطقة، في انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع. واعلن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في السابعة مساء عن إقفال صناديق الاقتراع وتحدث إلى الصحافيين فقال: «لقد كان اليوم عرسا وطنية جامعا بحيث مارس اللبنانيون حقهم الانتخابي لاختيار المجالس البلدية والاختيارية بكل حرية ونزاهة وشفافية». اضاف:»لقد انطلقت العملية بسلاسة ومن دون اية ضغوطات ومن دون أية مشاكل تذكر، واقفلت صناديق الاقتراع في السابعة مساء باستثناء المراكز التي كان فيها عدد من الناخبين». وكان الحجار اقترع صباحا في بلدته شحيم .

وأشار إلى أن «نسبة الاقتراع في محافظة جبل لبنان بلغت 44.59 في المئة».

************************************************

افتتاحية صحيفة الديار 

الديار: إنتخابات جبل لبنان: «عمليّة ناجحة وسلسة»… والإقتراع تجاوز الـ44%

الإماراتيّون يعودون الى لبنان هذا الصيف
كتبت صحيفة “الديار”: متجاوزا كل المطبات والتحديات التي تواجهه داخليا وخارجيا، نجح لبنان الرسمي يوم امس الاحد بتنظيم جولة اولى من الانتخابات البلدية، في اطار عملية اقل ما يقال عنها انها كانت سلسة ومعد لها جيدا جدا اداريا وامنيا، بحيث لم يتم تسجيل الا عدد محدود من الشكاوى والاشكالات. وقد توجه اكثر من 44% من مجمل من يحق لهم المشاركة بالعملية الانتخابية الى الصناديق الاقتراع في كل اقضية محافظة جبل لبنان.

وتصدرت كسروان لائحة اعلى اقبال على الانتخاب بـ 59،40% ، يليها جبيل بـ 56،70%، الشوف % 44،82، عاليه ب41،51ـ% ، بعبدا بـ38,29% ، وصولا للمتن الشمالي بـ37,91%.

وواكب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العملية الانتخابية على الارض. ومن وزارة الداخلية توجه إلى الناخبين بالقول: «لا تجعل العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك».

وخلال زيارته مبنى تلفزيون لبنان أكد أن «الاستحقاقات الدستوريّة ستكون في موعدها، وسنضع لبنان على السكة الصحيحة، وبدأنا بهذا المسار».

وأعلنت وزارة الداخلية ان مجموع الشكاوى التي وردت خلال العملية الانتخابية يوم امس، بلغ 479.

واعتبر وزير الداخلية أحمد الحجار بعد إقفال صناديق الإقتراع، ان ما حصل يوم أمس «عرس وطني ديموقراطي جامع لكلّ اللبنانيين»، لافتا الى ان «العملية جرت بسلاسة بعيدا عن أي ضغوطات ومشاكل أمنية تُذكر».

رسالة للمجتمع الدولي

ورأت مصادر رسمية ان «العملية الانتخابية كانت ناجحة تماما ، وانجاز للعهد الجديد والحكومة بعد ٩ سنوات على اجراء آخر انتخابات بلدية»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «ذلك لا يعني «النوم على حرير»، باعتبار ان هناك جولات مقبلة طوال الشهر الحالي، وحالة الاستنفار التي كانت قائمة يوم امس على كل مستويات، يجب ان تبقى كذلك». واضافت المصادر:»بانجاز هذا الاستحقاق في موعده وبقدر عال من الديمقراطية والشفافية ، يكون لبنان يوجه مرة جديدة رسالة للمجتمع الدولي، بأن القطار وُضع على السكة الصحيحة، وان لا مجال للعودة الى الوراء».

من جهته، اعتبر مصدر نيابي «انه لا يمكن ان نبني 100% على نتائج هذا الاستحقاق، لتوقع ما سيحصل في الانتخابات النيابية المقبلة، وان كانت بعض البلديات الكبرى كجونيه قد تشكل التحالفات التي شهدتها، اشارة لما سيكون عليه المشهد في ايار 2026». واضاف المصدر:»علينا كقوى سياسية مطلع حزيران المقبل، ان نبدأ استعداداتنا بكل جدية للانتخابات النيابية كي لا يغدرنا الوقت».

الإماراتيون يعودون الى لبنان

وتزامن انطلاق الاستحقاق البلدي، مع اعلان وزارة الخارجية الاماراتية إلغاء قرار منع سفر المواطنين إلى لبنان. وقالت في بيان انه «في تنفيذٍ لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفي إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والجمهورية اللبنانية، تقرر إلغاء قرار منع سفر المواطنين إلى لبنان، والسماح لهم بالسفر اعتبارا من 7 أيار 2025». واوضحت ان «هذا القرار يأتي عقب زيارة العمل التي قام بها رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى دولة الإمارات، ولقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث اتفق الجانبان على استئناف حركة السفر بين البلدين، بعد اعتماد الإجراءات اللازمة لتسهيل التنقل ووضع الآليات المناسبة لضمان ذلك».

واعتبر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام «أن خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة في إلغاء قرار منع سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، هي دليل على عمق العلاقة الأخوية بين البلدين، وهي خطوة تستحق كل الشكر والتقدير، لدولة الامارات ولرئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله». وأشار سلام إلى «أن لبنان واللّبنانيين ينتظرون بشوق رؤية أشقائهم الإماراتيين كما كل الأخوة في الخليج وسائر العرب في الربوع اللبنانية».

من جهتها، اعتبرت وزيرة السياحة لورا الخازن لحود أن «هذا القرار يؤكد عودة الثقة بلبنان ويفتح الباب لتطوير الروابط التاريخية التي تجمع البلدين»، آملةً أن «تحذو سائر دول مجلس التعاون الخليجي حذو دولة الإمارات في أقرب وقت ممكن، ليعود لبنان مقصد أشقائه العرب، ومركز النشاط السياحي والثقافي في المنطقة».

وقالت مصادر رسمية لـ»الديار» ان «رئيسي الجمهورية والحكومة كما وزير الخارجية يبذلون جهودا كبيرة، كي تحذو باقي دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وقطر حذو الامارات، بالسماح لمواطنيهم بالسفر الى لبنان»، معتبرة انه «من غير المستبعد على الاطلاق ان نسمع اخبارا طيبة في هذا المجال قريبا جدا».

نتنياهو يتوعد ايران

وفي الوقت الذي كان لبنان منشغلا بالمشهد البلدي، كانت المنطقة تشهد تطورا كبيرا باعلان الحوثيين استهداف مطار بن غوريون في «إسرائيل» بصاروخ باليستي. وتوقفت الرحلات الجوية في مطار بن غوريون قرب «تل أبيب» لنحو 30 دقيقة.

وعلى الاثر توعد رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو باستهداف طهران. وقال عبر منصة «إكس» إن «هجمات الحوثيين مصدرها إيران. «إسرائيل» سترد على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي في الوقت المناسب والمكان الذي نختاره نحن (عبر استهداف) أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين».

من جهته، قال وزير الدفاع «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس «مَن يضربنا سيتم ضربه بسبعة أضعاف».

وأفادت «هيئة البث الإسرائيلية» بأن مشاورات أمنية في «اسرائيل» خلصت إلى قرار بتنفيذ عمل هجومي ضد اليمن. وذكرت صحيفة «معاريف» أن المشاورات الأمنية استمرت لمدة ساعتين، وصدر قرار يفيد بأن «إسرائيل» ستنفذ عملية في اليمن.

وأشاد حزب الله في بيان بـ»العملية النوعية للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفت مطار بن غوريون في قلب ‏الكيان الموقّت، خارقةً كل أنظمة الدفاع الصهيونية والأميركية، ومحققةً هدفها بدقة عالية محطمة ‏جبروت هذا الكيان».

كذلك، أشادت حركة حماس بالهجوم، واصفةً اليمن بأنه «توأم فلسطين، إذ يواصل تحديه لأعنف قوى الظلم، رافضًا الاستسلام أو الهزيمة رغم العدوان الذي يواجهه».

******************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

نداء الوطن: تسونامي مضاد في الجديدة جونية جبيل
العهد يكسب الجولة الأولى للبلديات

كتبت صحيفة “نداء الوطن”: تسونامي مضاد في الانتخابات البلدية والاختيارية، في مدن بارزة في مقدمها جونيه وجبيل والجديدة – البوشرية – السد، الجامع المشترك في هذا التسونامي سقوط مرشحي “التيار الوطني الحر” في هذه المدن الثلاث.
نتائج ومؤشرات
أبعد من تفاصيل ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الأولى في جبل لبنان، يمكن استخراج أكثر من مؤشر من هذه العملية الديمقراطية.
المؤشر الأول أن السلطة التنفيذية، رئيساً وحكومةً، نجحت في الامتحان الأول، فتمت العملية الانتخابية “من دون ضربة كف” إذا صحّ التعبير، وهذه نقطة تُسجَّل لها لجهة الإعداد الجيِّد للعملية الانتخابية التي تعرض إجراؤها لعملية تشكيك، ولاحقتها إشاعات وصلت إلى حد اعتبار أن الانتخابات ستؤجَّل إلى أيلول المقبل، واستمر هذا الاحتمال قائماً إلى أسابيع قليلة قبل موعد الجولة الأولى.
المؤشر الثاني، إصرار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على إجراء الانتخابات في موعدها، لئلا يُسجَّل أن العهد سقط في امتحان الاختبار الديمقراطي الأول، فكان إجراء الانتخابات نجاحاً في عبور هذا الاختبار.
البلديات “بروفا” لـ “النيابية”
المؤشر الثالث، أن محاولات المكوِّنات السياسية والبلدية التركيز على أن الطابع هو عائلي أكثر مما هو حزبي، لم يخفف من حدة الانقسامات، وبدا أن الانقسام داخل العائلات هو أحياناً أعمق بكثير من الانقسام بين الأحزاب والتيارات السياسية.
المؤشر الرابع، أن حجم المشاركة ونِسَبها، أظهر أن الجميع يأخذ من هذه الانتخابات “بروفا” للانتخابات النيابية في أيار من السنة المقبلة، وأن البلديات ستكون الرافعة الأساسية للاستحقاق النيابي المقبل.
معركة اتحادات البلديات
المؤشر الخامس، أن المعركة ليست معركة بلديات فحسب بل هي معركة اتحادات بلديات، فلمن ستكون رئاسة اتحاد بلديات جبيل وكسروان والمتن الشمالي، وهذه النتيجة ستشكِّل أحد أبرز المؤشرات في حجم القوى السياسية حيث أن المقياس الأساسي هو نسبة الأصوات في صندوق الاقتراع في البلديات، قبل أي صندوق آخر.
المؤشر السادس الذي يطرحه الجميع على امتداد جبل لبنان: لمَن سيميل الميزان؟ لـ “القوات اللبنانية” أم لـ “التيار الوطني الحر؟”.
والجواب على هذا السؤال سيحدد الأحجام السياسية للمرحلة المقبلة.
نتائج تحمل مؤشرات
بعض النتائج التي تحمل أكثر من مؤشر:
في جبيل فازت لائحة “جبيل أحلى” المدعومة من “القوات اللبنانية” والنائب زياد حواط.
فوز لائحة أوغست باخوس في الجديدة – البوشرية – السد، المدعومة من “القوات اللبنانية”،”الكتائب” و”الطاشناق” والنائب إبراهيم كنعان.
فوز لائحة “نهضة جونية “التي تضم تحالفاً سياسياً واسعاً من النائبين نعمة افرام وفريد الخازن إضافة إلى النائب السابق منصور البون وحزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب” ويترأسها شقيق النائب أفرام فيصل أفرام.
النائب آلان عون سجّل هدفاً على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من خلال فوز لائحة “تجمع عائلات حارة حريك” الاختيارية المدعومة منه بالكامل وسقوط جميع مرشحي “التيار الوطني الحر”.
فوز لائحة صخر عازار المدعومة من القوات في عرمون.
فوز لائحة “زوق القرار” في زوق مكايل برئاسة الياس بعينو.
وأقفلت صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية في أقضية محافظة جبل لبنان عند السابعة مساء، وبلغت نسبة الاقتراع 44.6% في محافظة جبل لبنان توزعت على الشكل الآتي:
كسروان: 59،40 %
عاليه: 41،51 %
جبيل: 56،70 %
بعبدا: 38،29 %
المتن الشمالي: 37،91 %
الشوف: 44،82 %
الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري واكبه رئيس الجمهورية ميدانياً وكانت رغبة الرئيس واضحة في الحرص على الاستماع إلى شكاوى المواطنين، والاطلاع على التدابير الأمنية والقضائية التي اتخذتها الدولة لتأمين حسن سير الانتخابات في مرحلتها الأولى في جبل لبنان.
رئيس الإمارات “وعدَ ووفى”
ومن الانعكاسات الإيجابية لزيارة رئيس الجمهورية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إلغاء قرار منع سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان والسماح لهم بالزيارة اعتباراً من 7 أيار 2025. القرار صدر عن وزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، بناءً لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
الرئيس عون أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة الإمارات، شكره خلاله على قراره، وأعرب له عن تقديره وامتنانه لسرعة تلبيته هذا الطلب. كما ثمّن الرئيس عون هذه الخطوة وهذه الاستجابة الكريمة التي تُعبّر عن نُبل الموقف وصدق النوايا، حيث “وعد ووفى”.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram