مقابلة عضو المجلس السياسي ومسؤول العلاقات الوطنية في حزب الله الوزير السابق الحاج محمود قماطي مع قناة روسيا اليوم:
اليوم أنجز لبنان، بالرد الذي أعطاه على ما سُمّي بورقة توم برّاك، نموذجًا مهمًا في الوحدة الوطنية والتمسّك بالسيادة، وأيضًا التفاهم الذي حصل على الخطوط العريضة التي تمسّك بها حزب الله، وقدّمناها للحكومة، وكانت هذه مرحلة جدًّا مهمة ومتقدّمة، بالتبنّي اللبناني الكامل بكافة النقاط الواردة في الرد، على التفاهم اللبناني الذي بدأ منذ فترة، وتضمّن توجّهات الدولة وتوجّهات المقاومة، ومن ضمن ذلك طبعًا توجّهات الجيش والشعب، أغلبية الشعب اللبناني.
هذه كانت نقطة مهمة جدًّا، دعت إلى كل الحملة الإعلامية التي سبقت مجيء توم برّاك، الحملة الإعلامية من مختلف الألوان، محلي وغير محلي، حتى لا نُسمّي أحدًا، الحملة التي كانت مقصودة أن تقول: إما أن توافقوا وتستسلموا، أو أن يأتي برّاك ويضع "مليئة" على رؤوسكم. هذا كله كان "فوفاش"، يعني كلام فارغ، لا قيمة له ولا حقيقة له.
الواقع أن الذي يكون على الأرض، والذي يمثّل الأرض، والذي يمثّل القوة، القوة المحقّة، هذا يكون في النهاية رأيه هو المحترم. وتبيّن أن الرسالة التي يمكن أن نطلقها اليوم، أن الكلام الذي حاول أن يُصوّر أن حزب الله انتهى، وحزب الله هُزم، وعليه أن يستسلم، وعليه أن يفعل كذا، وأن يفعل كذا، وأن دوره السياسي أصبح هامشياً، تبيّن اليوم، أن الدولة اللبنانية، والعالم العربي، والعالم، وأميركا، والدنيا كلّها، بانتظار ما يقوله حزب الله، ورأي حزب الله تجاه الطرح، بغضّ النظر، الكلّ ينتظر رأي حزب الله. وكلام الرئيس برّي الذي سُرِّب عنه بعد استقباله براك، كان واضحًا، أنه أخذ برأي، أو تم التوقّف عند رأي حزب الله، حتى في الكلام مع الأميركي. هذا تطوّر مهم جدًا ولكنه لا يأخذنا إلى الاغترار، ولا إلى الاطمئنان، ولا إلى الاسترخاء.
نعم، نحن سجّلنا موقفًا سياسيًا متقدمًا يوازي النصر. هذه نقطة مهمة جدًا جدًا. كل المرحلة التي قيل فيها إن حزب الله هُزم... الآن ما حصل يُبيّن: لا، حزب الله ما زال رقمًا صعبًا ورئيسيًا في التركيبة اللبنانية، وفي الوضع الإقليمي. ولذلك، هذا انتصار بحد ذاته.
يعني نحن اليوم، بعد الخلاصة العامة لما حصل بأن هذا انتصار لحزب الله بما يخص الساحة الداخلية اللبنانية، ووحدة الرد اللبناني، هذا انتصار بحد ذاته.
بما يخص التعليق الأميركي، أنت من الأساس، أول لقطة مهمّة جدًا بالنسبة لنا، أن اليوم الموفد الأميركي يريد أن يقول إن هذا شأن لبناني، موضوع حزب الله، موضوع السلاح، هذا شأن لبناني – لبناني، وهذا ما كان يقوله حزب الله، وهو ليس موضع خلاف لبناني. يعني اللبنانيون حين يقولون: تعالوا نتحدث عن موضوع السلاح، نحن حاضرون أن نأتي ونتحاور حول السلاح، وحول الاستراتيجية الدفاعية.
أريد أن أقول: عندما كان حزب الله يردّ على التوجّهات التي كانت تحكى عن الأميركي، وعن العرب، بأنه إما أن تستسلموا والمطلوب منكم كذا، وإما أن تأتي أميركا لتفرض ما تريد، اليوم يقولون: أنتم اللبنانيون تقرّرون ما ترونه مناسبًا.
لكن قال أيضًا، يجب أن نقرأ بين السطور: المنطقة تسير بسرعة باتجاه المتغيّرات، وإذا أنتم لم تنفتحوا على هذه المتغيّرات، ولم تحلّوا هذه المسألة، فستكونون متأخّرين، ستكونون متأخرين عن تطوّرات المنطقة. هذه تحمل نوعًا من الإشارة التحذيرية.
ولكن نحن نقول: لا، بالعكس، اليوم، نعم، التوجّه الأميركي لم يتغيّر. اللغة الدبلوماسية لطيفة، دبلوماسية لطيفة تُخفي خلفها الكثير من الأمور التي يجب أن نترقّبها جيدًا.
أريد أن أقول إن أميركا لم تضمن الاتفاق. وهذه أيضًا خطوة كبيرة جدًا تضرب مصداقية دولة كبيرة. دولة كبيرة، رعت اتفاقًا، وأبرمت اتفاقًا، ولم تنفّذ ما وعدت به. يعني رئيس أميركا ورئيس فرنسا ظهرا معًا ليُعلنوا عن الاتفاق ويرعوه، ثم يقول لك: "نحن لا علاقة لنا بهذا الاتفاق وأن الآلية فشلت، يعني نعى الآلية، وفي الوقت نفسه رفع الضمان والرعاية.
يعني هو يقول لإسرائيل، أو يقول لنا وللمجتمع: فلتفعل إسرائيل ما تراه مناسبًا. يعني بمعنى: أنتم لم تمشوا وتأخذون هذا الرأي، فما تفعله إسرائيل نحن كأميركا لا علاقة لنا به.
عندما تقول أميركا ذلك، يعني بالخبث الأميركي، والنفاق الأميركي، والكذب الأميركي، والخداع الأميركي، الذي تعوّدنا عليه من ترامب ونزولًا، كل هذا الخداع الذي يفعلونه، وإنهم " جالسون جانبًا"، يكونون هم عرابو العدوان، وهم في الوقت نفسه يريدون أن يطرحوا أنفسهم كحكم. هذا الموضوع مخيف.
ولذلك، نحن مستعدون له. إما أن نسير في خط التوافق والتفاهم اللبناني – اللبناني ونحن حاضرون لكل شيء، أمّا المواجهة التي تُفرَض علينا، فنحن لن نبادر إلى أي مواجهة، أكرر: لن نبادر إلى أي مواجهة، ولكن حين تُفرَض علينا المواجهة، سنخوضها.
نحن متمسّكون بتوافق الرؤساء الثلاثة على الرد. حين يكون الرؤساء الثلاثة متوافقين، لا يعود لأي جهة، لأي جهة لبنانية، مشاركة بالحكومة أو غير مشاركة بالحكومة، أن تغيّر قرار الحكومة المتوقع أن يكون منسجمًا تمامًا مع الرؤساء الثلاثة. وبالتالي، هو أمام خيار: إما أن يقبل، وإما أن يغادركما قال هو (في إشارة إلى جعجع).
في النهاية، نحن أمام وحدة وطنية رسمية. هناك جهات معترضة عليها، فليكن. أو معترضة على الآلية، أنه يجب أن تكون بآلية معينة، فليكن. فليكن بالآلية الدستورية ذات الصلاحية، فليكن، لا مشكلة لدينا.
إن التوجه الذليل نحو السلام الذي يحاول الأميركي فرضه علينا في وقتٍ لا يزال العدو يحتلّ أرضنا. هذا التوجّه الذليل الذي يريد أن يفرضه أيضاً على المنطقة ككل. تصوّر الآن: سوريا، تُحتلّ أجزاء كبيرة من أراضيها من قبل العدو الإسرائيلي، ويُقال لها: يجب أن تُبرمي السلام مع إسرائيل مع بقاء الاحتلال!
ما اسم هذا؟ هذا لا يُسمّى تطبيعًا ولا سلامًا، هذا اسمه، بشكل واضح، استسلام، استسلام وخضوع.
لا نعرف ما الذي سيقرّره السوري. وهذا تكرّر مع الكثير من العالم العربي.
عزّة المقاومة، وقوّة المقاومة في لبنان، أنها حتى الآن لم تسمح للإسرائيلي أن يبقى محتلاً لأرضها طوال فترة وجود هذا الكيان الغاصب.
المقاومة، سواء أكانت مقاومة وطنية لبنانية، أو كانت مقاومة فلسطينية، أو مقاومة وطنية لبنانية، أو أفواج مقاومة لبنانية "أمل"، أو كانت قوات "فجر" الإسلامية، أو كانت المقاومة الإسلامية – حزب الله، كلّ هذه المكونات المقاومة في لبنان، رفضت واستمرّت في الرفض، وقاومت وقدّمت شهداء.
هذا الاتفاق الذليل في المنطقة نحن لا ننخرط فيه، ولا يمكن أن ننخرط فيه.
نحن نقول: لدينا أولويات يجب أن نحقّقها. على رأسها موضوع تحرير الأرض، وتحرير الأسرى، ووقف الاستباحة، ووقف العدوان. هذه أولوياتنا. لا نتكلم بأي شيء آخر قبل تحققها.
هذه هي العزة، وهذه هي الكرامة، وهذه هي الوطنية، وهذه هي السيادة، وهذه التي تمسّك بها الموقف الرسمي اللبناني.
يقول لك توم برّاك إن المنطقة تسير بسرعة، هو برأيه تسير بسرعة نحو ما تريده أمريكا.
نحن برأينا: أن محور المقاومة في المنطقة، ليس فقط نحن، بل على رأسه المقاومة الفلسطينية واليوم، نشهد أيضًا تطوّرات حول غزة والضفّة، ووقف إطلاق النار. أثبتت المقاومة – كما نقول – أنها، بالمقاومة والجهاد، استطاعت أن تفرض شروطها حتى الآن.
لذلك، ما أريده أن أقوله: لا، المنطقة التي ستسير بالتطبيع، ستسير بالاستسلام، هي حرّة، ولكن نحن لدينا موقفنا الذي نتمسّك به. ولن ينفع مسار التطبيع، ولن ينفع مسار الاستسلام، لأن أمريكا عوّدتنا أنها دائمًا تقدّم الترغيب، ولكن في الحقيقة، كل هذا يكون كذبًا ونفاقًا، وتُخضع المنطقة بالكامل لهيمنتها وسياستها. ونحن لن نخضع للسياسة الأميركية التي خالفت كل القوانين الدولية، ولم تحترم أيًّا منها، وداست على مصداقيّتها. أمريكا داست على مصداقيّتها بأقدامها عندما فرّطت بكل ما تعد به، وكذبت وخدعت ونافقت. دولة بلا مصداقية، هي دولة مارقة، تدعم الظلم والقتل والإبادة، دولة مارقة مهما كانت كبيرة، دولة مارقة وستسقط.
مهما تحدثنا عن السياسة الأميركية، وخداعها، وكذبها، وإخلالها بوعودها، لن نستطيع توصيف هذه الحالة بسبب عمقها لدى الأميركي.
لكن في الوقت نفسه، بلغة أخرى، نقول إنهم براغماتيون. الأميركي براغماتي، قلتُ هذا معك في مناسبة سابقة، إنه براغماتي، وخصوصًا بعد ترامب، لدرجة أنه يضع سقفًا عاليًا جدًّا للأهداف التي يريدها، ثم ينزل إلى أدنى حد ممكن من هذه الأهداف شيئًا فشيئًا، عندما يرى أن السقف العالي غير ممكن ومستحيل. فهو ينزل إلى سقف أدنى، خطوةً بخطوة. هذه هي البراغماتية.
في النهاية، تؤكّد أن من يكون قادرًا على المقاومة، والمواجهة، والصمود، هو الذي ينتصر، وليس الأميركي. الأميركي يتراجع لأنه براغماتي.
نحن اليوم، عندما أعلنا عن سقفنا العالي، الذي اعتبروه عاليًا، نحن نعتبره سقفًا وطنيًا. نحن أعلنا سقفنا الوطني، المتمسّك بالثوابت الوطنية، المتفق عليها مع الدول التي تحترم سيادة الشعوب.
عندما أعلنا هذا الموقف، قلنا أننا مستعدّون للمواجهة، تراجع الأميركي، وبدأ يتحدث بلغة دبلوماسية.
وإن كان لم يغيّر، ولم يُبدِّل في سياسته العميقة، التي لا ينوي من خلالها الخير لنا – كي نكون واضحين –.
لذلك، لا، هذه البراغماتية، في النهاية، هي التي حصلت في غزة، وفي الضفة، وفي إيران.
في إيران، عندما كانوا يريدون تغيير النظام، ونسف النظام، وضرب الطاقة النووية، وضرب الصواريخ الكلاسيكية، ثم لاحقًا قالوا: لا، سنتفاهم مع إيران، و"ما في مشكلة"، ونحن وإيران، إيران شعب عظيم... غيّروا اللهجة بالكامل.
يا أخي، هناك دولة عظيمة، تعتبر نفسها عظيمة، وتعتبر نفسها الأقوى في العالم، ولكن هذا التناقض المذهل في المواقف، هذا يُعدّ تهريجًا، في السياسة الدولية اسمه تهريج. هذا لا يُسمى دولة عميقة، ذات سيادة قوية... إلخ.
حتى لا نُطيل في هذا البحث: لا، المقاومة عندما تصمد، والشعوب عندما تصمد، القوى الدولية هي التي تخضع، وليس الشعوب هي من تخضع.
- وحول رؤية حزب الله تجاه الإستراتيجية الدفاعية قال الحاج قماطي: بالحقيقة، هذه نقطة مهمة جدًا جدًا جدًا، وهي ما لا نتداوله في الإعلام.
يعني، هذا موضوع، عندما طرح رئيس الجمهورية أنه سيقوم بحوار ثنائي، أولًا هو حوار وطني، لكن فئة من اللبنانيين – كالقوات – رفضوا الحوار الوطني.
قال لهم: طيب، تنحوا جانباً، لا مشكلة، ليحصل حوار ثنائي. لا تريدون الحوار فلا تحاوروا، وهذا كان موقفًا جيدًا. فليكن حوارًا ثنائيًا بين رئيس الجمهورية وحزب الله.
ثم ذهب الكلام إلى أنه حوار مع رئيس الحكومة، أيضاً ليس لدينا مانع.
نحن، بالنسبة لنا، الحوار حول الاستراتيجية الوطنية، الاستراتيجية الدفاعية، نحن هنا أيضًا أريد أن أقول نقطة مهمة جدًا جدًا جدًا، لأن هناك خلطًا كبيرًا بين ما يُسمّى بِحصرية السلاح، وبين ما يُسمّى استراتيجية دفاعية، فهناك من يخلط بين الاثنين.
حصرية السلاح، أي أن يكون السلاح بيد الدولة، وبهذا المفهوم يريدون أن يشملوا سلاح المقاومة أيضًا.
ولكنني أريد أن أؤكد على ما جاء في ذلك كلام سماحة الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام، الأمين المؤتمن، أريد أن أؤكد على أن حصرية السلاح تعني الأمن الداخلي اللبناني، وكل سلاح يتعلّق بالأمن الداخلي اللبناني، وأرغب أن أقول كلمة بما فيه سلاح الأحزاب التي لا علاقة لها بالمقاومة، ولا تقوم بعمل مقاوم، والذين الآن بدأوا يتنصلون: ليس لدينا سلاح، وليس لدينا خرطوشة واحدة وليس لدينا..هذه تدخل ضمن حصرية السلاح، أو كل أنواع السلاح المتفلت.
أما المقاومة وأحزاب المقاومة – وليس فقط حزب المقاومة، بل أحزاب المقاومة التي لديها دور مقاوم – فهذه تتعلّق بالاستراتيجية الدفاعية.
نحن لدينا تصوّر واضح حول الاستراتيجية الدفاعية، فعندما نتحدث عن الدفاع عن الوطن، تأتي قوى المقاومة لتكون حاضرة، أما حصرية السلاح فالمقصود بها السلاح المتفلت. ونحن مع حصرية السلاح، ومع ضبط السلاح للأمن الداخلي اللبناني.
لذلك، فيما يتعلّق بالاستراتيجية الدفاعية، نعم، نحن جاهزون للحوار.
لكن أعتذر منك، نحن اتخذنا قرارًا بعدم التحدّث في الإعلام عن رؤيتنا حول الاستراتيجية الدفاعية، حتى لا نفشلها، وحتى لا "نُحرقها".
لقد طُرحت بعض الأفكار من قبل رئيس الجمهورية حول الاستراتيجية الدفاعية، فقامت القيامة عليه في أول فكرة وفي ثاني فكرة لبنانية قبل غيرها.
لذلك نحن نقول: عندما يبدأ الحوار، بعد تنفيذ الخطوط التي تحدّثنا عنها – تحرير الأرض، وتحرير الأسرى، وتنفيذ الاتفاق 1701 – بعد ذلك نكون مستعدّين للحوار، ونطرح رؤيتنا حول الاستراتيجية الدفاعية.
وأُذكّر أخيرًا: سماحة السيّد الشهيد، السيّد حسن نصر الله، على طاولة الحوار الوطني، كان هو شخصيًا مشاركًا، وكل الجهات اللبنانية، قدّم رؤيتنا عن الاستراتيجية الدفاعية، وكان كلهم يَكتبون، ولا أحد أعطى جوابًا أو رأيًا حول الاستراتيجية الدفاعية.
نحن قدّمنا، ولم نسمع أي رأي حول ذلك.
ورداً على سؤال حول وجود تباين داخل صفوف حزب الله حول الموقف من ملفات حسّاسة، أجاب الحاج قماطي: هذا كلام عارٍ عن الصحة كليًّا.
نحن لا ننفي ولا نخفي: حزب الله تركيبته التنظيمية وتركيبته العقائدية، التي كان يلومني عليها البعض، لكن هذه التركيبة العقائدية هي صميم الأمان، وهي تركيبة عقائدية بتوجّهات وطنية، وبتوجّهات سياسية وطنية. والتركيبة العقائدية التي لديها برنامج وطني هي تركيبة قويّة جدًّا، لا يمكن أن تتصدّع.
لا يوجد حزب لا توجد فيه آراء، من الطبيعي أن تكون هناك آراء تتفاعل، ولكن في النهاية تخرج رؤية واحدة يلتزم بها الجميع بكل قوة، ولا أحد يتخلّف على الإطلاق.
- ورداً على سؤال حول مدى تأثر حزب الله تنظيمياً من الحصار المالي الذي تفرضه الإدارة الأميركية ومع وجود تعاون من كل دول المنطقة حول هذا الموضوع، أجاب الحاج قماطي: أريد أن أستبدل كلمة "تعاون" بـوجود "تواطؤ" علينا.
هذا بالنسبة إلينا هو يسمى تواطؤ، يعني عندما كنا ندافع عن الأمن القومي العربي، حزب الله عندما واجه على الحدود ومنع إسرائيل من أن تحتل وتتقدّم وفشلت وتراجعت وانسحبت، وما زالت موجودة في الخمس نقاط وثم دخلت إلى سوريا، نحن أوقفنا الزحف الإسرائيلي، الذي كان برعاية أميركية، أوقفناه على الحدود، وحمينا لبنان وسيادة لبنان، وبرأينا حمينا الأمن القومي العربي.
حتى إيران، عندما انتصرت، حمت الأمن القومي العربي.
ولا أُذيع سراً، أن العديد من الدول العربية والأنظمة العربية، رغم أنها أظهرت دعمًا سريًا، صحيح أن هناك مواقف معلنة بِإدانة العدوان على إيران – أي إدانة العدوان من منطق دولي – إلا أن ما جرى خلف الكواليس، لم يكن فقط إدانة للعدوان، بل دعم مطلق لإيران لكي تصمد وتنتصر.
لأنهم كانوا يرون أن هزيمة إيران وسقوط إيران هو سقوط للمنطقة بالكامل بيد إسرائيل.
حتى الدول المطبّعة، حتى الدول العربية المطبّعة، تتمنى وتُبدي سعادتها بانتصار إيران، أو على الأقل بصمودها، لأن صمود إيران هو انتصار، وهو صمود للمنطقة بأسرها أمام الاجتياح الإسرائيلي.
لذلك، لبنان، من المعيب للعالم العربي والعالم الإسلامي أن هذه الجهة المقاومة، المقاومة الإسلامية في لبنان، والمقاومة الوطنية في لبنان، لأنه كانت معنا أيضاً جهات مقاومة علمانية، أن الجهة المقاومة في لبنان دافعت عن الأمن القومي العربي، دافعت عنكم يا عرب شئتم أم أبيتم، في أعماقكم كنتم ترغبون أن لا تنتصر إسرائيل علينا، لأنها إن انتصرت ستصل إلى رقابكم، وإلى رقاب الأنظمة. على الأقل، لا تساهموا في تطويقنا. على الأقل، لا تخضعوا للقرار الأميركي بمنع المساعدة للبنان. على الأقل في الشأن الإنساني، إن حق الإعمار وإعادة الإعمار هو ليس شأناً لبنانياً فقط، هو شأن لبناني أكيد، ومسؤولية الدولة أكيد، ومسؤوليتنا نحن كمقاومة أكيد، نحن لا نتهرّب من مسؤوليتنا في إعادة الإعمار، لكنه في الوقت نفسه مسؤولية عربية.
قدّمنا الدماء والشهداء لأجل السيادة اللبنانية، وهذا الدم سُفك لأجل الأمن القومي العربي، فأبسط واجبات العرب أن يقدّموا المساعدة للبنان، وليس أن يتواطؤوا عليه.
لذلك في الموضوع المالي، هم يفعلون كل ما يمكنهم، كل ما يستطيعون فعله، لكي يخنقوا المقاومة، ويخنقوا حزب الله.
والحمد لله، نحن لا نزال قادرين على أن نستمر، ولن أفصّل أكثر من ذلك.
* سؤال أخير: كيف ترى الأمور؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ البعض متخوّف من تصعيد، البعض يقول: لا، نحن ذاهبون إلى سلام. لكن هناك خوف على المنطقة
- فيجيب الحاج محمود قماطي: لا يوجد سلام، لا أحد يحلم، فيسأل المذيع: على استقرار مؤقت، فيجيب الحاج قماطي: نعم.
ويتابع الحاج قماطي: أنا برأيي اليوم نحن ما نراه في المنطقة، نحن أمام واقع يجب أن ننتبه له.
بالمختصر: هناك مشروع أميركي – إسرائيلي في المنطقة، يعمل ليل نهار، الذي تحدّثوا عنه باسم "الشرق الأوسط الجديد"، لم يتورّعوا.
هذا المشروع انكسر، انكسر على صخرة إيران، فشل عندما تصدّت له إيران، قبل ذلك، كان المشروع يتقدم، ولكن المشروع يقتضي الإستمرار بإبادة الشعب الفلسطيني، والاستمرار إما تهجيرً وإما قتلاً.
دعونا ننتبه: الجيش الإسرائيلي يقاتل منذ سنتين تقريبًا، ولم يفعل ذلك قبلاً،لديه رؤية استراتيجية هذه المرة، ويقاتل لأجلها، ليس لأجل أمر آني أو مؤقت.
هذا مشروع هم مستمرون فيه، يعني: إبادة الشعب الفلسطيني، وتهجير الشعب الفلسطيني، وربما احتلال جزء من لبنان، وربما تهجير المقاومين في لبنان، أولئك الذين على الحدود مع فلسطين،
تهجيرهم، وربما إبادتهم في المستقبل، أو تهجيرهم إلى مكان آخر.
كل هذا مشروع موجود.
لا تفكر أن هناك استقرارًا في المنطقة، ما دام هذا الكيان موجودًا، وما دام مشروعه قائمًا.
لا استقرار، ولا سلام، والسلام.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي