تعافى الدولار الثلاثاء الماضي بصعوبة بالغة من خسائره الفادحة مع عدم وضوح الرؤية لدى المستثمرين بشأن ما إذا كانت هناك تهدئة في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وجاء هذا التعافي مع تلميح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى أن المسؤولية تقع على بكين في ما يتعلق ببدء المفاوضات.
وقال بيسنت في مقابلة الاثنين إن “الأمر متروك للصين للتهدئة في ما يتعلق بالرسوم الجمركية”، وذلك في أحدث إشارة ضمن سلسلة من الإشارات المتضاربة بشأن التقدم في محادثات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن تقدما تحقق وعلى أنه تحدث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، لكن بكين نفت مثل هذه التأكيدات.
ودفع هذا الارتباك المستثمرين إلى بيع الدولار، إذ انخفض بشكل حاد مقابل عملتي الملاذ الآمن، الين والفرنك السويسري، في الجلسة الماضية.
وكافحت العملة الأميركية لاستعادة ما خسرته، وارتفعت 0.48 في المئة مقابل العملة السويسرية لتصل إلى 0.82 فرنك، وصعدت 0.27 في المئة إلى 142.41 ينا.
وتلقت المعنويات دعما طفيفا من أخبار ذكرت أن إدارة ترامب ستتحرك لتقليص تأثير الرسوم الجمركية على السيارات الثلاثاء.
وقالت كارول كونغ، خبيرة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، لرويترز “نظرا للإشارات المتضاربة، أعتقد أن التوصل إلى اتفاق غير مرجح للغاية في الأمد القريب، وربما تستعد الصين لحرب تجارية طويلة الأمد.”
وأضافت “بشكل عام، فإن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية فوضوية للغاية، والأسواق بالتأكيد لا تحب ذلك، لكن هناك بالفعل بعض التفاؤل المتزايد بأن أسوأ ما في الحرب التجارية انتهى.”
رغم عدم وجود أدلة تذكر على تحقيق تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بدا أن الجانبين خففا من حدة مواقفهما في الأيام القليلة الماضية.
وجاء ذلك مع إشارة إدارة ترامب إلى انفتاحها على خفض الرسوم الجمركية وإقدام بكين على إعفاء بعض السلع الأميركية من رسومها البالغة 125 في المئة.
ورغم التقلبات لا يزال الدولار يتمتّع بمكانة راسخة كأكبر عملة احتياطية في العالم. ويقول ترامب إنه يريد أن يحافظ على هذا الوضع، وحذر من محاولات تقويضه، مشيرا إلى أن ضعفه سيكون مفيدا للصادرات.
وتتمتع العملة الأميركية أيضا بميزة تنافسية متأصلة، فهي مدعومة بأكبر اقتصاد في العالم، وأعمق أسواق رأس المال، وسيادة القانون الراسخة. ولا يوجد بديل حقيقي على المدى القريب.
وقال مات سيمبسون كبير محللي السوق في سيتي إندكس “إذا كان هناك شيئان لا يحبهما المستثمرون، فهما حالة الضبابية وحكومات الأقلية. والآن أصبح لدى المستثمرين كلا الأمرين.”
وأضاف لرويترز “مع احتمال صعوبة إقرار التشريعات، ربما يعني ذلك أن مفاوضات التجارة ستكون أقل سلاسة. وهذا لا يعني أنها كانت ستكون سلسة أصلا.”
ويستعد المستثمرون أيضا لأسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية الأميركية، والتي قد تقدم بعض المؤشرات المبكرة حول ما إذا كانت الحرب التجارية التي يشنها ترامب تؤثر على الولايات المتحدة.
وسيكون تقرير الوظائف المقرر صدوره الجمعة مهما للأسواق. وقبل ذلك، ستصدر أرقام النمو الأولية للربع الأول من 2025 وبيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسية، وهي مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي).
ومسار الدولار أمر مهم للمستثمرين بسبب الدور المركزي له في التمويل العالمي. وقد يؤدي ضعفه إلى جعل منتجات المصدرين الأميركيين أكثر قدرة على المنافسة خارجيا وخفض التكاليف للشركات التي تحول الأرباح الأجنبية إلى دولارات.
وتعتقد كونغ أن البيانات الأميركية “ستتدهور بالتأكيد بشكل أكبر ومن المرجح أنها ستؤثر سلبا على الدولار.” وقالت “المستثمرون ينظرون إلى الدولار حاليا على أنه عملة ملاذ آمن أقل موثوقية. في الواقع، أعتقد أنه يجري تداوله كعملة مخاطرة.”
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :