امرأة تحدت مرضا نادرا وأصبحت فنانة فشهدت نهاية مأساوية
منذ القديم، تعرض أصحاب الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين ولدوا بتشوهات خلقية لعمليات تمييز واحتقار بمعظم المجتمعات حيث عومل هؤلاء الأشخاص بقسوة وتعرضوا للسخرية وتحولوا أحيانا لفئران تجارب لدى عدد ممن حاولوا دراسة عاهاتهم وأمراضهم.
قصص اقتصادية سيارات سيارة تعمل بالحطب.. ابتكار سويسري يعيد ذكريات الحرب العالمية الثانية
كما شهدت بعض المناطق، خاصة بأوروبا، انتشار ما وصف أحيانا بالسيرك البشري، عرض هذا النوع من السيرك البشر الذين عانوا من تشوهات وعاهات على الزوار الذين لم يترددوا في دفع مبالغ مالية باهظة لمشاهدة مثل هذه العروض.
ومن ضمن الشخصيات التي عرضت بمثل هذه العروض، يذكر التاريخ الإنجليزية سارة بيفين (Sarah Biffin). فعلى الرغم من استغلالها بمثل هذه العروض، تحولت الأخيرة لواحدة من أشهر الرسامين بفترتها.
تشوه خلقي نادر
فقد ولدت سارة بيفين سنة 1784 بمنطقة سومرسيت (Somerset) لعائلة فقيرة من الفلاحين. ومنذ ولادتها، عانت سارة بيفين من تشوه خلقي نادر عرف بتفقّم الأطراف (Phocomelia) حيث ولدت الأخيرة بدون أطراف ولم تمتلك رجلين ويدين بجسدها.
وعلى الرغم من هذه الإعاقة، تعلمت سارة بيفين القراءة والكتابة والخياطة والرسم حيث اعتمدت الأخيرة على فمها بدلا من يديها لممارسة هذه الأعمال. وبمجال الرسم، برعت هذه الفتاة الإنجليزية بشكل لافت للإنتباه. بالخامسة عشر من عمرها، قدمت سارة بيفين لصاحب سيرك بشري من قبل والديها. وبتلك الفترة، استغل هذا الرجل الفتاة بعروضه.
وتدريجيا، تحولت سارة بيفين لبطلة العرض حيث رسمت الأخيرة صور من نوع بورتريه (portrait) وبرعت في ذلك. من جهة ثانية، جنى صاحب العرض ثروة طائلة مما قدمته سارة بيفين. وفي المقابل، حصلت هذه الفتاة الإنجليزية على مبالغ مالية ضئيلة كمكافئة لها على أعمالها.
شهرة ونهاية تراجيدية
بعد سنوات من الإستغلال، لاحظ النبيل البريطاني جورج دوغلاس (George Douglas) موهبة سارة بيفين عقب متابعته لأحد عروضها. وأملا في منحها دفعة وجعلها مشهورة، طلب جورج دوغلاس من سارة بيفين مغادرة العروض التي كانت تقدمها وتلقي دروس بالرسم على يد وليام مارشال كريغ (William Marshall Craig).
وبفضل جورج دوغلاس، أصبحت سارة بيفين من المشاهير ببريطانيا وبرعت بمجال رسوم البورتريه.
كما أقبل منذ استقرارها بشكل منفرد بلندن عام 1819، العديد من الزبائن على سارة بيفين للحصول على لوحات بورتريه. ومن ضمن زبائنها تواجد الملك جورج الثالث والملكة فيكتوريا التي طلبت لوحة بورتريه لوالدها. من جهة ثانية، كانت بيفين قد حصلت على تكريم سنة 1821 من الجمعية الملكية للفنون.
فعام 1824، تزوجت الأخيرة من أحد عمال البنوك عرف باسم وليام ستيفان ورايت (William Stephen Wright).
لكن هذ الزواج لم يدم سوى لأشهر حيث استولى زوجها على أموالها قبل أن يلجأ للطلاق.
وبحلول العام 1827، تعقدت الوضعية المادية لسارة بيفين بشكل أكبر عقب وفاة النبيل جورج دوغلاس الذي كان قد تكفل بمصاريفها.
إثر ذلك، انتقلت سارة بيفين للعيش بليفربول وفارقت الحياة عام 1850 بعد معاناة مع الفقر والوحدة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي