الوحش الصامت... مفترس الأفاعي:

الوحش الصامت... مفترس الأفاعي:

 

Telegram

 

في عالم الطبيعة، كثيرًا ما نسمع عن الثعابين ككائنات مفترسة تتربع على قمة الهرم الغذائي بين الزواحف، حيث تتغذى على القوارض والضفادع بسهولة. لكن ما لا يعرفه كثيرون، هو أن بعض الضفادع قد تقلب موازين القوى، وتتحول من فريسة ضعيفة إلى خصم فتاك... وهذا تمامًا ما يفعله ضفدع القصب (الجلعوم)!
 
في مشهدٍ طبيعيٍّ نادرٍ ومثير، اقترب ثعبان جائع من ضفدع القصب، ظنًا منه أنه وجد وجبة سهلة. لكن الضفدع لم يُظهر أي علامات خوف أو محاولة للهرب، بل بقي ساكنًا كأن شيئًا لم يكن. ذلك لأن ضفدع القصب يعرف جيدًا أن جسده يحمل سلاحًا قاتلًا سيحسم المعركة في دقائق.
 
فبمجرد أن أمسك الثعبان بالضفدع بفكيه، بدأ دفاع الضفدع العجيب بالعمل: من خلف رأسه، انطلقت إفرازات سامة تشبه الحليب الأبيض، مصدرها غدد جلدية خاصة تُسمى "الغدد الباروتيدية". هذه الإفرازات تحتوي على مركبات سامة قوية للغاية، تعرف باسم البوفوتوكسينات، وهي كفيلة بشل الجهاز العصبي لأي حيوان مفترس، بل وقتله خلال وقتٍ قصير.
 
لم تمضِ سوى لحظات حتى بدأت أعراض التسمم تظهر على الثعبان، تباطأت حركته، ثم بدأت تشنجات عضلية حادة، ولم يلبث أن فارق الحياة — بينما بقي ضفدع القصب سالمًا، صامتًا، وملتحفًا بقوته السامة التي لا ترحم.
 
تُعد هذه الخاصية الدفاعية الفريدة من أهم أسباب انتشار هذا النوع من الضفادع في مناطق واسعة حول العالم، خصوصًا في أستراليا، حيث أُدخل كوسيلة لمحاربة الحشرات في محاصيل قصب السكر، ليتحوّل لاحقًا إلى كائن غازي يهدد التوازن البيئي بسبب سمه الفتاك الذي لا يترك فرصة للبقاء للحيوانات التي تحاول افتراسه.
 
باختصار، ضفدع القصب ليس مجرد ضفدع عادي، بل آلة دفاع بيولوجية، مكسوة بجلد مسموم، لا يتردد في القضاء على كل من يجرؤ على الاقتراب منه.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram