أميركيون يهتفون: لا لدكتاتورية ترامب ولا لتمويل الاحتلال

أميركيون يهتفون: لا لدكتاتورية ترامب ولا لتمويل الاحتلال

 

Telegram

 

لم يمنع تزامن عطلة نهاية الأسبوع مع عيد الفصح، جموعاً من المتظاهرين الأميركيين من الخروج مجدداً إلى شوارع العاصمة واشنطن، للتعبير عن رفضهم المتواصل لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي يصفونها بـ”العدوانية” تجاه قضايا مثل الهجرة وتقليص القوات العاملة الفدرالية.
 
وهتف المشاركون بعبارات تدعو إلى ضرورة التحرك “للدفاع عن قيم الديمقراطية” التي باتت في نظرهم مهددة بسبب ما أسموه “استبداد وفاشية إدارة ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك”.
 
 
ويُعدّ هذا التحرك امتداداً للزخم الشعبي الذي شهدته احتجاجات 5 نيسان الجاري، التي استقطبت آلاف المحتجين في مظاهرات حاشدة بواشنطن والولايات الأميركية الخمسين، نظمتها حركات مثل “ارفعوا أيديكم” المطالبة بوقف الدعم للكيان المحتل، وحركة “50501” التي دعت إلى 50 احتجاجاً في 50 ولاية في يوم واحد.
 
رفض وغضب
وبرز شعار “يجب أن يرحل ترامب الآن” بشكل لافت خلال الاحتجاجات، كتعبير مباشر عن غضب المتظاهرين من سياساته، ودعوة صريحة لوضع حد لما يرونه “مساراً سلطوياً” يهدد الديمقراطية الأميركية، كما يعكس إدراكاً متزايداً لديهم بأن معركة الدفاع عن قيم العدالة والحرية لا تحتمل الانتظار.
 
وقالت متظاهرة من ولاية ميريلاند سوزان، إنها تتمنى لو يخرج الناس للاحتجاج يومياً، “لا يمكن أن ندعهم يستمرون بما يقومون به، الاقتصاد ينهار والآلاف فقدوا وظائفهم، علينا أن نجابه السرعة التي ينفذون بها قراراتهم بسرعة أكبر، ولهذا تظاهرت في 5 نيسان وأفعل ذلك اليوم وسأشارك بالفعاليات المقبلة”.
 
 
وعبَّر الشاب أحمد من أصل فلسطيني عن غضبه قائلاً: “نحن لا نتظاهر فقط من أجل حقوقنا هنا، بل من أجل أهلنا في غزة الذين يقصفون يومياً بأسلحة تمول من ضرائبنا، السكوت تواطؤ وصوتنا اليوم في الشارع هو أقل ما يمكن أن نقدمه”.
 
وقد حضر الشاب ليونارد من ولاية ويسكونسن متنكراً بزي يسخر من ترامب، ووقف لساعات أمام البيت الأبيض للتعبير عن موقفه، قائلاً: “هذا الشخص لا يتوقف عند تهميش وإقصاء الفئات التي تعارض رؤيته، بل يسعى بشكل خطير لإحداث تغييرات في بنية النظام الأميركي بما يتماشى مع توجهاته اليمينية المتطرفة، نحن لن نسمح له أن يحوّل أميركا إلى نظام دكتاتوري”.
 
رمزية التوقيت
وأكّد مشاركون ومنظمون أن حرصهم على الخروج في 19 نيسان يرتبط برمزية تاريخية تعود إلى فجر الولايات المتحدة، ففي مثل هذا اليوم قبل 250 عاماً، انطلقت مسيرة “بول ريفير” الشهيرة التي مهَّدت لبداية حرب الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني عام 1775.
 
وتُخلّد هذه الذكرى كعطلة وطنية في عدة ولايات منها ماساتشوستس، تحت اسم “يوم الوطنيين” في إشارة إلى أوائل الثوار الذين تصدوا للاستبداد وساهموا بتأسيس الولايات المتحدة.
 
وترى المنظِّمة عن حركة “ارفضوا الفاشية” لوكا برايت، أن استمرارية الحراك وتصاعده في توقيت رمزي كهذا “يؤكد أن مقاومة الاستبداد ليست مجرد حدث في كتب التاريخ، بل مسؤولية مستمرة”، مضيفةً: “ما نواجهه اليوم من تهديدات لحرياتنا لا يقل خطراً عن ذلك الذي واجهه الوطنيون قبل 250 عاماً”.
 
وقد وقف المتظاهرون أمام نصب واشنطن التذكاري حاملين لافتات كتبت عليها عبارات مثل “ارفضوا أميركا الفاشية” و”ارفعوا أيديكم” و”لم نصوت لماسك” قبل أن ينطلقوا في مسيرة حاشدة نحو البيت الأبيض بهدف إسماع أصواتهم.
 
مطالب ودعوات
 
وأعاد المشاركون التذكير بأهمية حماية مبدأ الفصل بين السلطات الذي يُعد عماد الدولة الأميركية، معتبرين أن تجاوز السلطة التنفيذية لصلاحيتها يهدد روح الدستور الأميركي ويقوض أسس الديمقراطية.
 
وطالب المحتجون بالإفراج الفوري عن المهاجر الذي تم احتجازه وترحيله على يد سلطات الهجرة بسبب “خطأ إداري” إلى سجن خطير بالسلفادور رغم تمتعه بوضع قانوني، ويعتبر المحتجون قضيته رمزاً لتزايد الممارسات المتطرفة بحق المهاجرين في ظل الإدارة الحالية.
ودعا المتظاهرون إلى إنهاء تمويل حملات ترحيل المهاجرين، وطالبوا بتحويل تلك الميزانيات لدعم قطاعات حيوية كالتأمين الصحي والتعليم، مؤكدين أنه من الأولى استثمار أموال دافعي الضرائب في هذه القضايا بدلا من سياسات الطرد.
 
وردد المحتجون أمام البيت الأبيض شعارات “الحرية لفلسطين” تنديداً باستمرار الدعم العسكري الأميركي للكيان المحتل ومطالبة بحرية الشعب الفلسطيني، كما نادوا بـ”الحرية لمحمود خليل” المهاجر الفلسطيني الذي اعتقل بسبب مشاركته في مظاهرات جامعية ضد الحرب على غزة.
ورفض كثيرون عبر لافتات حملوها السياسات الاقتصادية التي وصفوها بـ”العشوائية” وخاصة فرض الرسوم الجمركية التي تهدد -حسبهم- بركود اقتصادي وشيك.
 
وشدّد المتظاهرون -من خلال كلمات ألقوها بحماسة- على ضرورة حماية الحريات، وفي مقدمتها حرية الإجهاض وحقوق مجتمع الميم، معتبرين أن التراجع عنها انتكاسة خطيرة لمكتسبات نضالية امتدت لعقود.
 
وبالموازاة مع الحركات الاحتجاجية في الشارع، دعت المنظمات المدنية -المشاركة في مظاهرات 19نيسان، في حملات إلكترونية- إلى المشاركة في “يوم العمل” عبر تحويل هذا اليوم إلى مناسبة للتكافل والعمل المجتمعي وتنظيم فعاليات تضامنية مثل حملات جمع وتوزيع التبرعات على الفئات المحتاجة.
وأطلقت مجموعات محلية في مدن كبرى مبادرات لتعزيز “المساعدة المتبادلة” وشملت ولائم جماعية مفتوحة، ومبادرات تطوعية لجمع المواد الغذائية ومنتجات الأطفال ولوازم النظافة بهدف مساعدة الأشخاص الذين قد يتأثرون بتخفيضات إدارة ترامب للقوى العاملة الفدرالية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram