“حزب الله” غير مرخص؟

“حزب الله” غير مرخص؟

 

Telegram

 

تنص المادة 33 من قانون الجمعيات على أنه “لا يجوز تأسيس الأحزاب السياسية الا بترخيص مسبق يعطى بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير الداخلية”.
من هنا، انطلق أحد التقارير الاخبارية بمضمونه عن “حزب الله” يفيد أنه غير مرخص، وبالتالي إثبات عدم شرعيته كحزب سياسي، ومخالفته للقانون اللبناني.
من هذا المنطلق، يٌطرح سؤال أساسي: لماذا الآن؟ وما الهدف؟
لماذا الآن، في خضم الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية من الجنوب إلى البقاع إلى بيروت، تذكّر الإعلام الإضاءة على شرعية ومشروعية “حزب الله”؟
والفرق أن للحزب مشروعية سياسية جماهرية، تفتقد المشروعية القانونية، حيث طرح موضوع الاحتيال على القانون اسناداً إلى جماهرية الحزب.
فهذه القضية كان يجب طرحها منذ تأسيسه وإنخراطه في الحياة السياسية اللبنانية.
كان يفترض طرحه عند اعداد هذه المؤسسة تقاريرَ حول جولات وصولات الحزب لانتخاب رئيس، أو قبل الانتخابات النيابية، أو في ذكرى انطلاقته مثلاً!
التقرير يذكر أن الحزب لم يكسب الصفة القانونية أبداً، رغم ترشيحه لنواب أصبحوا الأكثرية في البرلمان وتسلموا حقائب وزارية أساسية، وبالتالي إعادة نقاش حاد إلى الواجهة في أكثر الأوقات حساسية لـ”حزب الله”!!
الإشكالية الأسياسية في هذه الإطار، تتمحور حول ربط فكرة مقاومة الإحتلال فقط بالحزب وسلاحه، بمعزل عن تاريخ المقاومة اللبنانية التي ضمت مجموعات حزبية مختلفة في الأساس، أو أفراد مستقلين كلياً عن أي انتماء طائفي أو سياسي. وهذا ينبع من فكرة الاعتياد على وجود العدو في فلسطين وعلى حدودنا، والتخوف من “سيطرة إيرانية” محتملة على لبنان، رغم الإعتراف بالهيمنة الأميركية.
انطلاقاً من ذلك، يمكن الربط هنا بين ثلاثة نقاط محورية:
-الأولى: الحملة على المقاومة عموماً و”حزب الله” خصوصاً، والتي شنها العدو بالتعاون مع بعض الوسائل الإعلامية التابعة سياسياً لبعض الأحزاب، والتي تمثلت بتحويل البوصلة من حق الدفاع عن الأرض والنفس إلى وضع اللوم على المقاومة.
-الثانية، محاولات دق الإسفين بين الجيش اللبناني والشيعة عبر ضخ السموم في نفوس الشعب، تحديداً بعد الزيارات الأميركية المعكرة للأجواء، وبنبرة تهديدية عالية.
-الثالثة، هي إعادة إشكال ميثاقية الحزب إلى طاولة الحوار اللبناني، مع عودة الإعتداءات الإسرائيلية، ومطالبات العدو بانهاء وجود “حزب الله”.
كل هذه الرصاصات التي يطلقها الإعلام والأجندات السياسية من شأنها استهداف فكرة أساسية واحدة: المقاومة، وموضوع الدفاع عن “حزب الله” ليس الأساس هنا، ولا يمكن مقارنته بالدفاع عن حق أهل الجنوب بالعودة إلى منازلهم إن وجدت، والعيش بأمان بعيداً عن التهديد الوجودي المستمر.
المشكلة الحقيقة التي لا يمكن التغاضي عنها، هي محدودية الوعي اللبناني في الأمور الحساسة بالوقت الحساس، التي لا تنتظر حتى تؤجج النفوس، أو أن الهدف مقصود، والتأجيج بفعل فاعل؟!
ذنب اللبناني هنا أنه تابع، لفكرة لتجمع أو حتى لذاكرة مجتمعية، عوّدته على أن الإنقسام واجب والإنفتاح على الآخر تهمة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram