الزيارة الثانية لنائبة الموفد الرئاسي الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس الى لبنان، كانت مختلفة عن الاولى حيث اطلقت فيها تحذيرات وتهديدات، لا سيما تصريحها من القصر الجمهوري، حول عدم تمثيل حزب الله في الحكومة، اضافة الى وضع شروط لمساعدة لبنان، الذي صنفته في تصريحاتها الاخيرة بانه شريك للولايات المتحدة، وعليه ان يقوم بواجبه بنزع السلاح من الميليشيات وتحديداً حزب الله، وفق وصفها.
ففي لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين، وابرزهم رؤساء الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، جرت عملية فرملة لها باتجاه تسليم سلاح حزب الله، فابلغها الرئيس عون بان ذلك يحصل بالحوار وبناء استراتيجية للامن الوطني، والخطة الدفاعية من ضمنها، وهذا ما تضمنه خطاب القسم الذي على اساسه يتم بناء الدولة وقيام مؤسساتها، في وقت اكد الرئيس بري بان عليها ان تفهم التركيبة اللبنانية الطائفية، وتوجهات المكونات اللبنانية السياسية.
فتناغم موقفيّ عون وبري اثناء لقاء كل منهما اورتاغوس، والتي سمعت ايضاً من الرئيس سلام بان للبنان خصوصية يجب ان تدرسها الموفدة الاميركية جيداً، لان اي خطأ في الحسابات لجهة استخدام القوة، في مقاربة موضوع السلاح، قد يؤدي الى ازمة داخلية وتوترات امنية.
وانتهت اللقاءات الرسمية مع اورتاغوس الى جو من التفاؤل، عكسته تصريحات الرؤساء الثلاثة، لا سيما الرئيس بري الذي دحض كل ما جرى تسريبه من مواقف تهويلية حول زيارتها، ولاحظ بان لهجتها تغيرت بين زيارتها الاولى والثانية، لجهة مرونتها واعتماد لغة ديبلوماسية اكثر، ثم تفهمها للوضع اللبناني، وفق ما تقول مصادر مطلعة في عين التينة، التي كشفت ان بري عرض امام اورتاغوس التزام لبنان باتفاق وقف اطلاق النار ولم يحدث اي خرق له، وهذا مدوّن عند اللجنة العسكرية الخماسية للاشراف على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، فقدم لها احصاءً بالخروقات التي قاربت نحو اربعة آلاف خرق، وعدد الشهداء وصل الى 135، والجرحى بالمئات، وعشرات المنازل والمؤسسات التي دمرت.
ان العرض الذي قدمه بري للموفدة الاميركية، تركها متفهمة بان لبنان ملتزم وقف اطلاق النار ولم يخرقه ، وانه يتجه بعد انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة الى الاصلاح الفعلي وبحل شمولي لازمته.
وتكشف المصادر نفسها ان الرئيس بري يرتكز في تفاؤله بان الموفدة الاميركية تبلغت منه، بان مسألة تنفيذ وقف اطلاق النار لا حياد عنه، وان حزب الله اكثر من يعمل لذلك، ويعلن يومياً عبر قياداته وتحديداً امينه العام الشيخ نعيم قاسم، بان الحزب يقف وراء الدولة وتوجهها الديبلوماسي، لتحقيق انسحاب الاحتلال "الاسرائيلي"، وعلى الجيش ان يقوم بدوره في الدفاع عن لبنان، وان السلاح في جنوب الليطاني اصبح في عهدة الجيش، اما شمال الليطاني فيخضع لحوار وطني، حول آلية الدفاع عن لبنان.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي