افتتاحية صحيفة الأخبار:
أورتاغوس إلى بيروت لزيادة الضغط: انزعوا السلاح وإلّا حرب إسرائيلية
يواصِل العدو مساعيه لتثبيت معادلة قائمة على ما صرّح به رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو بأن «إسرائيل ستضرب في كل مكان في لبنان ضد أي تهديد، وأي طرف لم يفهم بعد الوضع الجديد في لبنان تلقّى مثالاً جديداً على تصميمنا»، فيما تعزّزت المخاوف من مغامرات إسرائيلية بعدما استهدف العدو الضاحية الجنوبية مجدّداً، ضمن مسار عسكري يتزامن مع مسار سياسي تقوده الولايات المتحدة يهدف إلى القضاء نهائياً على حزب الله.
ولمس كبار المسؤولين في بيروت ارتفاع منسوب الضغط الأميركي لإجبار لبنان على القبول بالتفاوض الدبلوماسي مع العدو، بحجة الوصول إلى حلول للتلال الخمس المحتلة ومصير الأسرى والنقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق. وتظهر الاتصالات أن واشنطن وتل أبيب لم تعودا تكتفيان بهذه النقطة ولا بالقرار 1701وانسحاب المقاومة من جنوب الليطاني، بل ارتفع سقف المطالبة إلى ضرورة نزع سلاح المقاومة «خلال فترة زمنية محدّدة».
وعلى هذا الأساس يُعاد تسخين الجبهة اللبنانية عبر تصعيد الاعتداءات الأمنية والعسكرية من جهة، والتجييش الداخلي الذي تتولّاه أحزاب وتيارات سياسية وجهات إعلامية من جهة أخرى، إضافة إلى المهمة التي تديرها نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والتي تقول علناً إن الهدف هو إطلاق «مجموعات العمل الدبلوماسي»، لكنها تريد فعلياً إطلاق مسار بين لبنان وإسرائيل يقود إلى التطبيع الذي تطلبه إدارة الرئيس دونالد ترامب، وإلّا دفع البلاد إلى حرب أهلية من خلال وضع الجيش في مواجهة المقاومة.
وفي السياق تأتي زيارة أورتاغوس المتوقّعة إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، للقاء الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام حاملة رسالة أميركية تطالب بالشروع في وضع خطة لنزع سلاح حزب الله، كشرط لأي ملفات أخرى بدءاً من الانسحاب وصولاً إلى إعادة الإعمار.
زيارة المسؤولة الأميركية استُبقت بإعلان لجنة الإشراف الخماسية المعنية بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار تعليق عملها، مع «رسائل تهديد وصلت إلى المسؤولين تخرج من إطار الـ 1701 وتحمل طروحات انتحارية للداخل اللبناني»، كما تقول مصادر سياسية مطّلعة. وقد أدّت هذه التطورات إلى حالة إرباك لدى المسؤولين الذين يشعرون بأنهم حُشروا في الزاوية، ولم يعُد في إمكانهم تدوير الزوايا أو الالتفاف على الضغوط التي تضع لبنان أمام خيارين: إما نزع السلاح بالقوة، ما يعني نزاعاً داخلياً، أو حرب إسرائيلية واسعة جديدة لنزعه.
وقدّرت جهات مطّلعة أن عملية اغتيال أحد قادة حزب الله حسن بدير، في قلب الضاحية، قد تكون بمثابة تمهيد لعملية عسكرية كالتي بدأت مطلع تشرين الأول واستمرت حتى 27 تشرين الثاني الماضييْن.
ونسبت الجهات نفسها المعلومات إلى مصادر دبلوماسية تحدّثت عن احتمال كبير بأن «تقوم إسرائيل بعملية عسكرية ضمن مهلة زمنية محدّدة، وأن الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر لذلك». ومن غير المعروف ما إذا كان ذلك بعدَ زيارة أورتاغوس أم أن الأخيرة ستؤخّر زيارتها إلى ما بعد تنفيذ العملية.
وتشير الجهات نفسها إلى أن «لبنان الرسمي يعيش حالة من الخوف»، وإلى أنه بمعزل عن كل ما يقال عن «موقف لبناني موحّد يرفض الضغوط الخارجية وتدشين المسار السياسي الدبلوماسي مع إسرائيل والابتزاز الذي يُمارس على لبنان»، إلا أن التقديرات تشير إلى أن «زيارة أورتاغوس ستحدث انقساماً كبيراً، خصوصاً أن البعض سيتذرّع بهذه الضغوط ويطالب بالرضوخ لها لأن لبنان غير قادر على تحمّل الكلفة».
وتعزّزت المخاوف بعدما لمس المسؤولون أن «المحاولات الخارجية، ولا سيما تلكَ التي قامت بها باريس لمنع تدهور الأوضاع وانفجارها لم تجد نفعاً»، لذا «تلقّى الرئيس عون خلال وجوده في فرنسا، نصائح بتفادي خيار الرفض المطلق لمجموعات العمل الثلاثية، والبحث عن مخرج شكلي لمسار ما بين الأمني والتقني البحت والسياسي - الدبلوماسي، أقلّه ريثما تتضح المسارات في المنطقة في ضوء ما يُحكى عن ضربة قريبة لإيران».
***********************************************
افتتاحية صحيفة البناء
ترامب يبدأ الحرب التجارية… ويهدد ايران… ومحبط من فشله في حرب أوكرانيا | نتنياهو يسقط مبادرة مصر وقطر بإضافة نزع السلاح أول مرة إلى مبادرة مضادّة | أورتاغوس في بيروت لتوظيف غارات الضاحية.. وحملة تستهدف رئيس الجمهوريّة
غارة صهيونية على الضاحية... قصف تمهيدي لزيارة أورتاغوس
التعثر هو السمة الغالبة لأنصاف الحروب وأنصاف المبادرات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون أن يجد حرجاً بتجاهل مبادراته عندما تفشل، كما فعل في مبادرة تهجير سكان غزة عندما لم يلق تجاوباً. فالحرب المباشرة الوحيدة التي يخوضها هي حربه على اليمن، التي يتباهى بتحقيقها نتائج واعدة فيها على طريقة تباهي بنيامين نتنياهو بما حققته حربه على لبنان من قتل واغتيال القادة وتدمير للبنى التحتية والمنازل، لكنه يتجاهل مثل نتنياهو أن المقياس الحقيقي للتقدم لا يؤشر إلى صدق أقواله في حرب اليمن، كما هو الحال مع نتنياهو في حرب لبنان. وفي حال اليمن المقياس هو فتح البحر الأحمر أمام السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، وفي حال لبنان المقياس هو عودة النازحين من مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ولم يتحقق أيّ من الهدفين، كما ليس في الأفق ما يقول إنّهما قابلان للتحقق قريباً، رغم قدرة أميركا و«إسرائيل» على إيقاع الكثير والمزيد من الأذى باليمن ولبنان.
منتصف ليل أمس، دخل القرار التنفيذي لترامب بفرض رسوم جمركيّة بين 10% و25% على أغلب البضائع الواردة من أنحاء العالم إلى الأسواق الأميركية، وسط تساؤلات تطال السوق الاستهلاكية الأميركية، تجاه واردات كل من الصين، صاحبة السلة الاستهلاكية الأكبر في السوق الأميركية، وتطال الكهرباء والمحروقات المستوردين من كندا، كما تطال سلة الخضار والمنتجات الزراعية المكسيكية، بينما ارتفعت الأصوات الأوروبية الاعتراضية والسلبية وبعضها تهديد بالاستقلال عن أميركا، ورسم معادلة الشرف لا العلف، والذهاب إلى خيار التصعيد. بانتظار ما سوف تقوله نتائج هذه الحرب التجارية، بمثل انتظار ما سوف تقوله نتائج التهديدات التي أطلقها ترامب ضد إيران، بينما يعترف بأن مسؤولين في إدارته يجرون مفاوضات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين، كما اشترطت إيران، فيما كان البيت الأبيض يتحدث عن إحباط ترامب من فشل مساعيه بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعد أسابيع من التنمر والتباهي بعظيم الإنجاز وقرب القطاف.
في المنطقة سباق مبادرات حول اتفاق لوقف الحرب على غزة، بين كل من مصر وقطر من جهة ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من جهة أخرى، وبعد مبادرة مصر وقطر التي قبلتها حركة حماس، جاءت مبادرة نتنياهو تجهض مبادرة مصر وقطر، بعدما استندت إلى تضخيم عدد الأسرى المطلوب الإفراج عنهم قبل الاتفاق على المرحلة الثانية، مقابل عدد أقل بكثير مما كان متوقعاً من أعداد الأسرى الفلسطينيين، وإضافة بند يتكفل وحده بإسقاط فرص التوصل إلى اتفاق، هو اشتراط نزع سلاح المقاومة في نص مكتوب للمرة الأولى حول مشاريع الحلول في غزة، ما يعني أن زمن المبادرات لم يحِن بعد، رغم عدم وجود مؤشرات لفرص تحقيق إنجازات من مواصلة الحرب، في ضوء تعقيدات الحرب البرية، التي لا قيمة لكل النشاط العسكري من دونها، بما يوحي أن الأمر مرتبط بسقف القرار الأميركي ومهلة الشهرين لحسم الموقف تجاه إيران.
في لبنان سياق موازٍ ومشابه لسياق غزة، لجهة الحرب للحرب على طريقة الفن للفن، حيث يتسبب المشهد المتوتر بتعقيد عودة المستوطنين إلى الشمال، وهم قلب أهداف حركة نتنياهو، وحيث جاءت الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة القصف التمهيدي لزيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي احتلت مكانة المفوض السامي الفرنسي في زمن الانتداب مطلع القرن الماضي. وقبل وصول اورتاغوس إلى بيروت، كانت تصريحاتها قد وصلت، ومحورها مطالبة لبنان بنزع سلاح المقاومة واتهام الدولة اللبنانية بالتلكؤ، بينما ترافقت هذه التصريحات مع حملة من جماعة أميركا في لبنان من نواب وإعلاميين مموّلين من جماعات ضغط إسرائيلية أميركية، واستهدفت التصريحات رئيس الجمهورية بالاسم، رداً على المواقف التي أعلنها الرئيس جوزف عون من باريس، والتي قالت إن حزب الله نفذ موجباته في اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 بانسحابه من جنوب الليطاني، وإن نجاح الدولة بالتقدم نحو حقها بحصريّة حمل السلاح يتوقف على استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، والانتقال إلى الحوار الوطني حول استراتيجية للدفاع الوطني، وفي طريق تنفيذ الاتفاق والقرار العقدة هي التلكؤ الإسرائيلي وغياب ضغط الضامنين الفرنسي والأميركي لإلزام «إسرائيل» بتنفيذ موجباتها.
وعلى وقع العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، تصل المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس إلى لبنان، لعقد مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين حول ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي وستجدد الدبلوماسية الأميركية طلبها من الحكومة اللبنانية تشكيل لجان ثلاثية عسكرية ودبلوماسية لإطلاق مفاوضات مع «إسرائيل» حول ترسيم الحدود.
ووفق معلومات «البناء» فإن أورتاغوس تصل اليوم إلى بيروت على أن تلتقي رئيسي الجمهورية والحكومة الجمعة على أن تلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري السبت المقبل.
ووفق المعلومات فإن أورتاغوس ستعيد طرحها السابق بتشكيل لجان عسكرية – دبلوماسية للتفاوض مع «إسرائيل» تحت تهديد العودة إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان، وأكدت المعلومات أن رئيس لجنة الإشراف الخماسية على تطبيق القرار 1701 أبلغ الحكومة اللبنانية بأنها ستنهي اجتماعاتها ودورها في ملف الحدود وتترك استئناف المهمة للجان الثلاثية لبدء مسار جديد من المفاوضات حول النزاع الحدودي المتعلق بتطبيق القرار 1701. ولفتت المعلومات الى أن الولايات المتحدة عازمة على تطبيق مشروع رئيسها دونالد ترامب بإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط ووقف الحروب وإقامة السلام بين «إسرائيل» ودول المنطقة لا سيما لبنان وسورية والسعودية، تحت تهديد العودة الى الحرب وعرقلة إعادة الإعمار والاستمرار بسياسة الحصار المالي والاقتصادي والنفطي.
وأشارت مصادر نيابية مطلعة لـ«البناء» الى أن «الموقف اللبناني من الطرح الأميركي لم يتغير، وستسمع أورتاغوس موقفاً لبنانياً موحداً برفض اللجان الثلاثية العسكرية والدبلوماسية المدنية مع «إسرائيل»، والموافقة على التفاوض غير المباشر مع «إسرائيل» عبر لجنة عسكرية – تقنية مطعمة ببعض الخبراء المدنيين كما حصل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية». ولفتت المصادر الى أن «الهدف الأميركي برفع مستوى التفاوض من عسكري إلى دبلوماسي هو فتح مسار التطبيع مع «إسرائيل»، وهو ما لن تقبل به الدولة اللبنانية على الأقل بالمدى المنظور»، موضحة أن حدود التفاوض هو على الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس والمنطقة العازلة المحتلة خلال الحرب الأخيرة وعلى النقاط الـ13 التي تمّ حسم سبع نقاط منها، وبقيت ثمانٍ، وتثبيت الحدود لأنها مرسمة وفق القوانين والمواثيق الدولية ولا تحتاج إلى ترسيم، والعودة الى اتفاقية الهدنة للعام 1949». وأشار المصدر الى أن «لبنان متمسك بالقرار 1701 وآلياته التنفيذية وبالتالي ما تقوم به «إسرائيل» يشكل انتهاكاً لكل القرارات الدولية»، متسائلة «ما جدوى اللجان الثلاثية للتفاوض على النقاط الحدودية العالقة فيما بنود القرار 1701 تقارب كل هذه النزاعات لا سيما النقاط الـ13 والغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا إضافة الى سلاح حزب الله في جنوب لبنان».
وفي سياق ذلك، نقل زوار مرجع رسمي رفيع لـ«البناء» خشيته من التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتداعياتها السلبية على لبنان إضافة الى تمادي «إسرائيل» بعدوانها المتكرر على لبنان وخرقها للقرارات الأممية وتجاهل القوى الدولية الفاعلة والراعية لاتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، ولم يخفِ المرجع ملاحظته إشارات ومؤشرات خطيرة تخفي نيات وأطماعاً إسرائيلية مبيتة للانقضاض على لبنان عسكرياً ونسف القرار 1701 واتفاق إطلاق النار وتغيير المعادلة العسكرية والسياسية برمّتها مع لبنان.
وفي سياق ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية لقناة «الجديد»، أن «باريس تدعم مقترح الرئيس عون بالحوار حول نزح سلاح حزب الله على أن يتم تحديد جدول زمني لذلك»، لافتةً الى «مبادرة فرنسية مع واشنطن لتخفيف التصعيد الإسرائيلي والذهاب إلى سبل أخرى لنزع سلاح حزب الله». وأشارت المصادر الى «ضغط أميركي على لبنان لتنفيذ وقف النار بحصر السلاح بيد أجهزة الدولة والتصعيد الإسرائيلي مستمر حتى تحقيق ذلك».
وشددت أوساط سياسية في فريق المقاومة لـ«البناء» الى أن سلاح المقاومة يحل بالداخل اللبناني ضمن حوار وطني بين القوى السياسية، وبالتالي إن استمرار الضغوط الأميركية والتهديد باستمرار السياسة العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان لن تؤدي إلى تقويض الدولة ومؤسساتها وتهديد السلم الداخلي وإعاقة مسار إعادة بناء الدولة ومؤسساتها وبسط سيطرتها على أراضيها واستعادة دورها، من انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً للجمهورية. وأعربت الأوساط عن تأييدها لـ«مواقف رئيس الجمهورية لا سيما التي أطلقها من فرنسا والتي تقطع الطريق على أوهام وطموحات البعض في الداخل والخارج بنزع سلاح المقاومة بالقوة وكشف كل لبنان وليس الجنوب فقط أمام العدوانية الإسرائيلية على شاكلة ما يحصل في سورية وغزة والضفة الغربية». وتساءلت الأوساط كيف يطرح البعض ملف سلاح حزب الله في وقت لا تزال «إسرائيل» تحتل مساحة واسعة من الجنوب وتستبيح السيادة اللبنانية براً وجواً وبحراً؟».
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وقامت قوات الاحتلال بعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة المتوسطة من موقع العاصي باتجاه منطقة كروم الشراقي شرقي مدينة ميس الجبل لإرهاب المواطنين والأهالي. واستهدف جيش العدو غرفة جاهزة في ساحة يارون عبر طائرة مسيّرة، ما أدى إلى تدميرها دون وقوع إصابات. كما أطلق النار على المواطن م.أ. في بلدة العديسة، ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة، وأطلق النار أيضاً على سيارة من نوع «رابيد» دون وقوع إصابات. الى ذلك، تقدمت فجراً آليات لجيش الاحتلال المتمركزة في منطقة «اللبونة» شرقي الناقورة داخل الأراضي اللبنانية ترافقها جرافات، باتجاه رأس الناقورة حيث عملت على رفع ساتر ترابي قطعت فيه الطريق الرابط بين الجانبين قبالة موقع «جل العلام» الذي يشرف على الناقورة وعلما الشعب.
وحلقت طائرة تابعة للقوات الجوية اللبنانية من نوع «سيسنا» لأول مرة فوق مناطق الجنوب، وتحديداً فوق بلدات زوطر الشرقية وزوطر الغربية، يحمر الشقيف، أطراف قعقعية الجسر، جبشيت، الدوير، ميفدون وحاروف، وحيث واصلت التحليق بشكل دائري لأكثر من ساعة.
من جهته، زعم وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «القرى المدمّرة تمنع حزب الله والمدنيين من العودة لجنوب لبنان لـ 5 سنوات»، مضيفاً: «لا ننوي الانسحاب من أيٍّ من المواقع الـ5 في جنوب لبنان ما لم يسلّم السلاح، وأن القوات الإسرائيلية ستبقى في لبنان إلى أجل غير مسمّى لحماية المجتمعات الحدودية».
وفيما نفت الجماعة الإسلامية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة وتأكيدها التزام القرار 1701، تقدم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبر وكيله المحامي حسن فضل الله، بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية، بوجه كل من يظهره التحقيق، فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو محرضاً، في موضوع إطلاق الصواريخ المجهولة المصدر في الجنوب، وكل من تورط في نشر الخطاب التحريضي للعدو، والذي يؤدي الى زعزعة الاستقرار الداخلي ويحض على النزاع ببن الطوائف وإضعاف الشعور القومي.
على صعيد آخر، تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون دعوة رسمية لزيارة العراق وجهها إليه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ونقلتها القائمة بأعمال السفارة العراقية في بيروت ندى كريم مجول.
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة رئيس الحكومة نواف سلام وتناول اللقاء التطورات والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار واعتداءاتها على لبنان.
ووضع سلام بري في أجواء زيارته للمملكة العربية السعودية التي تم الإعداد لها منذ فترة. وأبلغ الرئيس سلام رئيس المجلس أنه سمع في المملكة تشديداً على ضرورة مواصلة الإصلاحات والاستفادة من الفرص القائمة لتحقق الحكومة برنامج الإصلاح وعدم إضاعة أي فرصة وعلى احترام الدستور والطائف ودعم مسيرة العهد ككل. وأنه تمّ التطرق خلال اللقاءات إلى أبرز الملفات لا سيما الدعم السعودي والخليجي للبنان من خلال عودة السياح والصادرات وسيتم العمل على اتخاذ إجراءات أساسية من لبنان، ليتحقق في ضوئها التقدم على صعيد رفع حظر المواطنين السعوديين إلى لبنان وعن الصادرات انطلاقاً من المشاريع التي تعمل عليها الحكومة لتعزيز وضع المطار والمرافئ وتشديد وتكثيف التفتيش. وكان تشديد أيضاً على الحفاظ على الاستقرار وضرورة تعزيز الدولة لبسط سيطرتها على كامل أراضيها.
على خط موازٍ، وغداة زيارته إلى السعودية، أجرى سلام، اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوري أحمد الشرع، هنّأه خلاله بحلول عيد الفطر، وبتشكيل الحكومة الجديدة متمنيًا «لسورية وشعبها مزيدًا من الاستقرار والازدهار». وبحث سلام والشرع خلال الاتصال سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والسوري. كما أعرب سلام عن رغبته في القيام بزيارة رسمية قريباً إلى دمشق، على رأس وفد وزاري، بهدف بحث القضايا المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين.
على مقلب آخر، وقّع وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار أمس، قرارات دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات البلدية في جبل لبنان، مشدداً على أن الانتخابات قائمة بلا شك بمعزل عما يناقش داخل مجلس النواب والوزارة تؤكد أن الانتخابات في مواعيدها.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
بري: سننتخب على التراب .. المر: لانتخابات نزيهة… واشنطن تضغط وباريس تتوسّط ولبنان متمسك بـ1701
المنطقة تتقلّب على صفيح ساخن من التهديد والوعيد، وخصوصاً على الجبهة الإيرانية في ظل الضخّ اليومي للتهديدات الأميركية باستهدافها بعمل عسكري كبير. وفيما أوحى ارتفاع وتيرة هذه التهديدات والتهديدات المضادة وكأنّ الامور اقتربت من ساعة الصفر لبدء الهجوم على إيران، برز عاملان ينحيان بالوضع في اتجاه آخر؛ الأول، الزيارة التي أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انّه سيقوم بها إلى الشرق الأوسط، ولاسيما إلى دول عدة في الخليج كالسعودية والإمارات العربية المتحدة، وربما قطر، وهي زيارة يجمع كل الخبراء انّها لا تحصل في حالات الحرب. واما العامل الثاني، فتجلّى في أنباء أميركية خففت من وطأة التهديدات بضرب إيران، نقلها موقع «إكسيوس» الاميركي، وتفيد بأنّ ترامب يدرس بجدّية كبيرة الموافقة على اقتراح إيران إجراء مفاوضات غير مباشرة.
وأما على جبهة لبنان، فكلّ عوامل التوتير والتصعيد متجمعة في الأجواء، وتعزز المخاوف من الانزلاق إلى وضع مفتوح على احتمالات ووقائع صعبة ينذر بها توسيع إسرائيل لدائرة استهدافاتها، التي تجلّت في عدوانها الاخير فجر الاثنين الثلاثاء على الضاحية الجنوبية، الذي يعزز المخاوف من إدراج إسرائيل للضاحية ضمن بنك أهدافها العدوانية، التي لم تخف إسرائيل نواياها العدوانية في مواصلة مسلسل الإغتيالات لقادة وكوادر «الحزب»، واستهداف ما تعتبره تهديداً لها في أي مكان في لبنان.
جهدٌ فرنسي
وفي وقت تستمر فيه إسرائيل في اعتداءاتها في المنطقة الجنوبية، في ظل هشاشة ملحوظة في اتفاق وقف إطلاق النار، ساهم في هشاشته أكثر تعليق عمل لجنة مراقبة تنفيذ الاتفاق ربطاً بطرح تشكيل لجان للمفاوضات حول النقاط الخلافية على الخط الأزرق والأسرى والنقاط الخمس التي أبقت إسرائيل على احتلالها لها، كشفت مصادر رسمية موثوقة لـ«الجمهورية» عن وساطة فرنسية تكثف خلالها جهد واضح وحثيث في الأيام الاخيرة مع الأميركيين والإسرائيليين لتبريد الوضع وخفض التصعيد والحؤول دون انزلاقه إلى مخاطر أكبر.
انتظار اورتاغوس
في هذه الأجواء، تنتظر المستويات الرسمية في لبنان وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس إلى بيروت، وما ستنقله من مقترحات إلى الجانب اللبناني، وخصوصاً انّ زيارتها إلى لبنان استبقتها واشنطن برفع وتيرة الضغط حيال موضوع نزع سلاح «الحزب»، ليس فقط في منطقة جنوب الليطاني بل في كل لبنان. وكذلك إعلان واشنطن تأييدها وتشجيعها دخول لبنان في مفاوضات مع إسرائيل. وفيما سرت في الأيام الأخيرة ترويجات عن إلغاء زيارة اورتاغوس، علمت «الجمهورية» أنّ مواعيد الموفدة الأميركية مع كبار المسؤولين في لبنان قد بدأ تثبيتها قبل عطلة عيد الفطر.
وعشية زيارة اورتاغوس، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية تامي بروس بأنّ الولايات المتحدة صنّفت اليوم (أمس) شبكة لبنانية للتهرّب من العقوبات، تدعم الفريق المالي لـ«الحزب»، الذي يُشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تُدرّ عائداتٍ للحزب.
ولفتت إلى انّ شبكات التهرّب هذه تُعزز إيران و«الحزب»، وتُقوّض لبنان. وكجزءٍ من إجراءات اليوم، تُصنّف الولايات المتحدة خمسة أفراد وثلاث شركاتٍ مرتبطة، بمن فيهم أفرادٌ من عائلاتٍ وشركاء مقرّبين لمسؤولين بارزين في «الحزب». وشدّدت على أنّ هذا الإجراء يدعم سياسة الحكومة الأميركية الشاملة المتمثلة في ممارسة أقصى ضغطٍ على إيران ووكلائها، مثل «الحزب»، كما هو مُفصّل في المذكرة الرئاسية الثانية للأمن القومي الصادرة في 4 شباط.
وقالت الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة تلتزم بدعم لبنان من خلال كشف وتعطيل مخططات تمويل أنشطة «الحزب» ونفوذ إيران المُزعزع للاستقرار في المنطقة. وشدّدت على انّه لا يُمكن السماح لـ«الحزب» بإبقاء لبنان أسيرًا. ستواصل الولايات المتحدة استخدام الأدوات المُتاحة لها حتى يتوقف هذا التنظيم الإرهابي عن تهديد الشعب اللبناني. واستطردت المتحدثة باسم الخارجية بأنّه «بالإضافة إلى ذلك، يُقدّم برنامج «مكافآت من أجل العدالة» (RFJ)، الذي يُديره جهاز الأمن الديبلوماسي التابع لوزارة الخارجية، مكافأةً تصل إلى 10 ملايين دولار أميركي مقابل معلومات تُؤدي إلى تعطيل الآليات المالية للحزب ». وذكرت بأنّه «يُتخذ هذا الإجراء اليوم عملاً بالأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المُعدّلة، الخاص بمكافحة الإرهاب».
ضغوط .. وثبات
وفي هذا الإطار، أبلغ مرجع سياسي إلى «الجمهورية» قوله إنّه لا يعزل زيارة اورتاغوس عمّا سبق تسويقه اخيراً، سواء على لسانها شخصياً او لسان المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف عن نزع سلاح «الحزب» وتشكيل لجان المفاوضات الثلاث مع إسرائيل حول الخط الأزرق والنقاط الخمس والأسرى. وكلها تشكّل غطاءً لهدف إطلاق مسار التطبيع مع اسرائيل.
ومن ضمن هذا المسار الضاغط، وفق المرجع عينه، تندرج الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، وآخرها على الضاحية الجنوبية، وقال: «هناك محاولات مكشوفة لدفع لبنان إلى الدخول بقوّة النار والضغوط إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، يعني مفاوضات بالنار لإرغام لبنان على القبول بما يرفضه، وعلى ما لا طاقة له على تحمّله او القيام به».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان لبنان يملك قوة صدّ هذه الضغوط، قال المرجع: «في موازاة كل هذه الضغوط المتزايدة التي تأخذ اشكالاً متعددة، تارةً سياسية وتارةً ثانية عسكرية وعدوانية، وتارةً ثالثة إقفال مصادر تمويل إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الاسرائيلي، وقد وردتنا رسائل مباشرة – من دول شقيقة كانت أبلغتنا برغبتها وجهوزيتها لتوفير مساعدات عاجلة للبنان في هذا الإطار – تعرب فيها عن اعتذارها عن الإيفاء بما التزمت به معنا، نظراً لتعرّضها لضغوط هائلة، ربما من الأميركيين او غيرهم، يعني «ما بدّن يساعدوا وما بدّن يخلوا حدا يساعد». في أي حال فإنّ موقف لبنان ثابت:
اولاً، المفاوضات المباشرة على أيّ مستوى سياسي أو عسكري مع إسرائيل هي أمر مرفوض قطعاً.
ثانياً، التطبيع مرفوض ولا يمكن للبنان أن يسير به تحت أي ظرف.
ثالثاً، انّ لبنان يرفض فكرة تشكيل لجان المفاوضات الثلاث حول النقاط الخمس والنقاط الخلافية على الخط الأزرق والأسرى، باعتبارها لا تنسف فقط اتفاق وقف إطلاق النار الذي نلتزم به رغم خروقات إسرائيل له الذي زادت عن 1500 خرق واعتداء، بل تطيح بالقرار 1701 وكل آلياته التنفيذية.
رابعاً، انّ لبنان ثابت على التزامه الكلي باتفاق وقف إطلاق النار، ومتمسك بالقرار 1701، ويؤكّد على تطبيق كل مندرجاته، وهو ما يوجب الضغط الدولي والاميركي تحديداً على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف النار والقرار 1701.
خامساً، حتى ولو غرّدت بعض الأصوات السياسية خارج هذا السرب، فإنّ لبنان في مواجهة الضغوط، يملك بكل مستوياته الرسمية قدرة الثبات على الموقف، كما في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ومحاولة توسيع رقعتها على قاعدة الاستفزاز للاستدراج، فلبنان لن ينجرّ إلى هذا الاستدراج، كما انّ «الحزب» المستهدف بهذه الاعتداءات ماضٍ في التزامه بوقف إطلاق النار ولن ينجرّ إلى ما تريده إسرائيل، ويترك للدولة اللبنانية مسؤولية المعالجة السياسية والديبلوماسية لردع اسرائيل ووقف عدوانها».
تحذير ديبلوماسي
إلى ذلك، حذّر زعيم سياسي وسطي مما وصفه وضعاً متفجراً يلوح في أفق منطقة الشرق الاوسط برمتها، ولبنان ليس خارج دائرة الخطر.
وقال لـ«الجمهورية»: «هم يعتبرون أنّ سلاح «الحزب» يشكّل الخطر الأساس على لبنان، وضمن هذا السياق لا تبدو إسرائيل متردّدة في توسعة دائرة التصعيد، والهدف ليس سلاح الحزب فقط بل فرض خيارات مرفوضة على لبنان». وأعرب السياسي عينه عن خشيته من خضوع المشهد اللبناني لثلاثة سيناريوهات خطيرة، الأول، تعرّض لبنان إلى مزيد من الضغوط، وخصوصاً حول سلاح «الحزب» والمطالبة بنزعه، مع ما قد يترافق ذلك من شحن وتوتير داخلي. والثاني، أن تذهب إسرائيل – بموازاة اعتماد واشنطن سياسة الضغوط القصوى مع طهران – في ما تسمّيها «حرّية التحرّك»، إلى تصعيد كبير لفرض معادلات جديدة على جبهة لبنان. واما السيناريو الثالث فهو أن يقرّر «الحزب» الخروج من زاوية الصبر إلى ساحة المواجهة. وكلها سيناريوهات تضع لبنان برمته على كف عفريت.
متابعة رسمية
كل هذه التطورات بالإضافة إلى أولويات المرحلة المقبلة، كانت محل متابعة على المستويات الرسمية، وتواصل بين الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام. ومن هنا اندرجت أمس، زيارة رئيس الحكومة إلى كل من رئيسي الجمهورية ومجلس النواب.
الراعي في بعبدا
التقى أمس رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، حيث جرى بحث عدد من القضايا الوطنية. وقال الراعي بعد اللقاء: هنّأنا الرئيس عون على التعيينات، وأكدنا له محبّتنا وصلواتنا ودعمنا له، كما دعوناه إلى قدّاس الفصح في بكركي، وتطرّقنا إلى الشؤون العامة.
وعن الخروقات الإسرائيلية قال: «الاعتداءات الإسرائيلية تُعدّ خرقًا لوقف إطلاق النار، ولبنان مصرّ على اتباع المسار الدبلوماسي، فيما يجب أن يكون السلاح حصريًا بيد الدولة».
الانتخابات البلدية
وإذا كان ملف المساعدات يحتل صدارة المتابعة، فإنّ التحضيرات جارية لإنجاز الملف اللبناني إلى المفاوضات المنتظرة مع المؤسسات المالية الدولية، ولاسيما اجتماع صندوق النقد في 21 نيسان الجاري في واشنطن، في وقت أُفيد فيه انّ قرض الـ250 مليون دولار من البنك الدولي للمساعدة في إزالة آثار العدوان، تمّ ربطه بتعيين رئيس وهيئة جديدة لمجلس الإنماء والإعمار.
وعلى الخط الداخلي ايضاً، بدأ ملف الانتخابات البلدية والاختيارية في جريانه في اتجاه إتمام هذا الاستحقاق، مع توقيع وزير الداخلية احمد الحجار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى الانتخابات البلدية في جولتها الأولى في جبل لبنان في الرابع من أيار المقبل. وقال وزير الداخلية: «انّ الانتخابات قائمة بلا شك في مواعيدها بمعزل عمّا يُبحث داخل مجلس النواب».
بري: سننتخب على التراب
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول اقتراحات تأجيل الانتخابات البلدية، قال الرئيس بري: «التأجيل غير وارد على الإطلاق، ولا سبب موجباً له ابداً. نحن مصرّون على إجراء الانتخابات في كل لبنان، وخصوصاً لبلديات المناطق الجنوبية التي دمّرها العدوان الإسرائيلي، فإن أمكن وضع أقلام الاقتراع فيها فليكن، وإذا ما تعذّر ذلك فسنضع أقلام الاقتراع في أماكن اخرى، حتى في بناية في بلدة قريبة، او في شقة او غرفة.. سننتخب حتى ولو كان على التراب».
المر: لضمان النزاهة
إلى ذلك، أكّد النائب ميشال المر «أهمية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها المحدّدة، وذلك لضمان انتظام العمل البلدي والإنمائي وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين في بلداتهم وقراهم».
واعتبر المر في تصريح، أنّ «هذه الانتخابات هي حق مقدّس للمواطنين لاختيار ممثليهم في السلطة المحلية»، مشدّداً على أنّ «هذا الاستحقاق يحمل أهمية كبيرة لا يمكن تجاهلها».
وشدّد على أنّ «إجراء الانتخابات يشكّل خطوة أساسية نحو الحفاظ على استقرار المؤسسات المحلية، ويعدّ حجر الزاوية في عملية التنمية. كما يسهم في تجديد الثقة بين المواطنين ومسؤوليهم المحليين، مما يعزز روح الشراكة والتعاون».
وأكّد أنّ «هذه الانتخابات تتيح فرصة للمشاركة الفعّالة في تطوير مشاريع البنية التحتية والخدمات العامة، وبالتالي تحسين حياة المواطنين في مختلف المدن والبلدات».
وأشار المر إلى أنّ «إجراء الانتخابات في مواعيدها يبعث برسالة قوية للعالم بأنّ لبنان متمسك بديموقراطيته وبحق المواطنين في اختيار ممثليهم بحرّية ونزاهة، ويعكس استقرار النظام السياسي الذي يسعى إلى البناء المستدام والازدهار».
ودعا المر جميع المعنيين إلى «العمل بجدّية على تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات وضمان نزاهتها وشفافيتها، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين على حدّ سواء».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان يدعو الدول الراعية لاتفاق وقف النار لردع الاعتداءات الإسرائيلية
دعا وزير الدفاع الوطني اللبناني اللواء ميشال منسى، الأربعاء، الدول الراعية لاتفاق وقف النار لردع اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية، لافتاً إلى انتهاكات إسرائيل للقرار «1701».
ولفت الوزير منسى إلى «تمادي الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة والمتكررة للقرار (1701) ولترتيبات وقف إطلاق النار»، داعياً «الدول الراعية لاتفاق وقف النار لردع العدو الإسرائيلي عن انتهاكاته واعتداءاته على السيادة اللبنانية»، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني.
يُذكر أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ومددت مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير (شباط) الماضي. ولا تزال مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي. كما لا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في عدد من النقاط بجنوب لبنان، وتقوم بإطلاق النار على المواطنين.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الموفدة الأميركية غداً في بعبدا: رفض لبناني لمعادلة: مفاوضات أو ضربات
تأكيد سعودي على احتضان لبنان وسلام يتصل بالشرع.. ودعوة عراقية لعون لزيارة بغداد
النقطة المحورية في الوضع الداخلي تتصل بإعطاء الدولة بأركانها كافة الاولوية للحد او لمنع الاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة ضد لبنان، على خلفية خرق لا يتوقف للقرار 1701، الذي نصّ على وقف النار، ولم تلتزم به اسرائيل قط، بذرائع تجمع بين التضليل والكذب، لتبرير نزعتها العدوانية، التي تشمل المنطقة بأسرها، من غزة الى الضفة، والجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع امتداداً الى دمشق والمحافظات السورية.
ومن هذه الزاوية بالذات، شكلت حركة الرئيس نواف سلام بعد عودته من المملكة العربية السعودية،حيث لمس احتضاناً سعودياً قوياً للبنان، بين بعبدا وعين التينة، اساس البحث في سبل درء العدوان وحماية الاستقرار والمضي في البرنامج الحكومي، المتصل باعادة بناء الادارة (التعيينات) والذهاب الى الاصلاحات، فضلاً عن تمكين الدولة بسط سيطرتها، بقواها الذاتية على مختلف الاراضي اللبنانية.
وأكدت مصادر شبه رسمية لـ«اللواء» ان لبنان سيبلغ الموفدة الرئاسية الاميركية مورغن اورتاسن التي ستزور غداً قصر بعبدا، في سياق زيارتها الى لبنان، على ان تلتقي مسؤولين آخرين، البحث في الوضع الخطير، الذي تدفع العدوانية الاسرائيلية لبنان اليه. في ظل صمت الضامنة الكبرى للاتفاق: الولايات المتحدة الاميركية.
ومن المؤكد حسب المصادر، ان لبنان سيعلن رفضه للمخايرة: بين التفاوض او تلقّي الضربات، وسيبلغ مورغن صراحة هذا الموقف.
وقال سفير دولة بارزة لـ«اللواء» أن الخشية قائمة من أن يكون مصير لبنان على المحك إذا تم الاستمرار في سلوك مسار القوة، وقال إن الأميركيين يواصلون الضغط على لبنان من أجل العمل على وضع جدول زمني لسحب سلاح الحزب متحدثا عن أن هناك حوارا سيقوم حول موضوع نزع السلاح ومن الضروري إقناع المكون الشيعي انه في كنف الدولة وليس خارجها.
وردا على سؤال، أكد أن هناك جوا تصعيديا على الصعيد الدولي بدأ مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة خصوصا أن تصريحات الرئيس الأميركي حول التعرفات الجمركية ستؤثر على العالم أجمع وليس معروفا إلى أي عالم جديد سننتقل. وتقول ان الملف اللبناني يعد جزءا صغيرا في الأولويات الأميركية وفي الوقت نفسه يحكى عن رفض الإسرائيليين لمقترح المسؤولة الأميركية مورغان اورتاغوس بتشكيل لجان وهي تزور لبنان الجمعة، وثمة من بدأ يسأل عن فحوى الرسالة التي تحملها وسبب حضورها هي بالذات إلى لبنان مع العلم أنها تحمل صفة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط وليس المبعوث المعين لهذه المهمة، منتقدة تصاعد الضغوط الأميركية على لبنان والتي عبرت عنها اورتاغوس مؤخرا.
ورأى أنه ما لم ينجز شيء في العام الأول من العهد فإن الترجيح قائم بأن تتعرض السنوات الخمس من العهد للتعطيل.
ورأى أن استقرار لبنان أساسي بالنسبة إلى فرنسا وهي ليست مستعدة للمخاطرة في زعزعته. وركز على أهمية الإصلاحات من أجل تقديم المساعدات.
وكان لبنان تبلغ بزيارة اورتاغوس يوم الجمعة، وقالت أوساط سياسية مطلعة ان هناك ترقبا لما ستحمله من رسائل أميركية خلال محادثاتها.
وسيبلغ لبنان الموفدة الاميركية الموقف الرئاسي الموحد بأن لبنان يكتفي بلجنة واحدة تكون مهمتها ترسيم الحدود البرية وتتشكل من تقنيين وعسكريين، أما لجنتا الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وإطلاق الأسرى فلا داعي لهما.
وأشارت إلى أن «عون وبري وسلام أعدّوا جواباً موحداً لأورتاغوس وهو نابع من كلام رئيس الجمهورية عن حوار لبناني داخلي يؤدي إلى وضع استراتيجية وطنية تتضمن استراتيجية دفاعية تبحث في سلاح الحزب.
من جهتها، أفادت معلومات دبلوماسية بأن هناك ضغطا اميركيا على لبنان لتنفيذ وقف النار عبر حصر السلاح بيد أجهزة الدولة، والتصعيد الإسرائيلي مستمر حتى تحقيق ذلك.
وخلال عطلة عيد الفطر، إنشغل لبنان الرسمي والسياسي بحدثين مهمين، الاول زيار الرئيس سلام الى المملكة السعودية بدعوة خاصة من ولي العهد الامير محمدبن سلمان، والاجتماع بينهما بعد تأدية صلاة العيد. والثاني العدوان الاسرائيلي على مبنى في حي ماضي بالضاحية الجنوبية يوم امس الاول الثلاثاء الذي ادى الى استشهاد 4 بينهم مسؤول في الحزب وابنه وشقيقين من بلدة الدوير، واصابة 7 اشخاص بجروح. فيما يستعيد العمل الحكومي نشاطه بجلسة لمجلس الوزراء عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غدٍ الجمعة في السراي الكبير لبحث جدول الأعمال.
وذكرت مصادرمتابعة لزيارة سلام الى المملكة انه «لا يمكن فصل الزيارة عن زيارة رئيس الجمهورية قبله الى الرياض، والتحضير لزيارات اخرى لتوقيع اتفاقات بين البلدين، ولا يمكن فصلها ايضاً عن الوساطة السعودية بين لبنان وسوريا، التي اثمرت زيارة وزير الدفاع ميشال منسى الى جدة وتوقيع اتفاق بينه وبين وزير الدفاع السوري مرهف ابو قصرة حول ترتيبات للحدود الشرقية».
وقالت المصادر: هذه اللقاءات مؤشرمهم على ان السعودية عادت الى لبنان بصورة فاعلة مع العهد الجديد لإحتضانه سياسياً، ومن ثم اقتصادياً بالدعم المطلوب، لكن وفق الشروط التي طالما رددتها السعودية والدول الاخرى المعنية بالوضع اللبناني قبل وبعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل الحكومة، والمتعلقة بأمرين اساسيين: الاسراع بتحقيق الاصلاحات البنيوية في الادارة والاقتصاد، وحصر السلاح بيد الدولة في الجنوب وكل المناطق اللبنانية.
اتصال سلام بالشرع
واجرى الرئيس سلام اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع، هنأه خلاله بالعيد والحكومة الجديدة، متمنياً للشعب السوري الاستقرار والازدهار.
وعلم ان الرئيس سلام اعرب عن رغبة بزيارة رسمية قريباً الى دمشق، على رأس وفد وزاري للبحث بالقضايا المشتركة وتعزيز اواصر التعاون بين البلدين.
سياسياً، استكمل الرئيس سلام لقاءاته الرئاسية بزيارة عين التينة، حيث التقى الرئيس نبيه بري، وتناول اللقاء المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل خرقها لاتفاق وقف اطلاق النار، واعتداءاتها على لبنان، في ضوء تنامي النزعة العدوانية الاسرائيلية وتفلُّت اسرائيل من اي ردع او ضوابط القرارات الدولية.
وفي الوقائع الدبلوماسية، كشف النقاب عن اتصال اجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في محاولة لخفض التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان.
دعوة لعون لزيارة بغداد
وتلقى الرئيس عون دعوة رسمية لزيارة العراق وجهها اليه رئيس الحكومة العراقية محم شياع السوداني، ونقلتها اليه القائمة باعمال السفارة العراقية في بيروت ندى كريم مجول.
وحول الاعتداء على الضاحية الجنوبية، قال الرئيس عون ان «هذا الإعتداء على محيط بيروت، للمرة الثانية منذ اتفاق ٢٦ تشرين الثاني الماضي، يشكل إنذاراً خطيراً حول النيات المبيتة ضد لبنان، خصوصاً في توقيته الذي جاء عقب التوقيع في جدة على اتفاق لضبط الحدود اللبنانية السورية، برعاية مشكورة ومثمنة من قبل المملكة السعودية. كما اتى بعد زيارتنا باريس والتطابق الكامل الذي شهدته، في وجهات النظر مع الرئيس ماكرون».
اما الرئيس بري فقال:ان الغارة على الضاحية هي عدوان موصوف على لبنان وعلى حدود عاصمته بيروت في ضاحيتها الجنوبية، وقبل أي شيء آخر هي محاولة إسرائيلية بالنار والدماء والدمار لإغتيال القرار الاممي ونسف آليته التنفيذية التي يتضمنها الإتفاق، والذي إلتزم به لبنان بكل حذافيره، وهو إستهداف مباشر لجهود القوى العسكرية والأمنية والقضائية اللبنانية التي قطعت شوطاً كبيراً بكشف ملابسات الحوادث المشبوهة الاخيرة في الجنوب والتي تحمل بصمات إسرائيلية في توقيتها وأهدافها وأسلوبها.
كما اكد الرئيس سلام ان العدوان الاسرائيلي على الضاحية «يشكل انتهاكاً صارخاً للقرار الأممي ١٧٠١ الذي يؤكد سيادة لبنان وسلامته، كما يشكل خرقاً واضحاً للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي تم التوصل اليها في تشرين الماضي».
وامس، اشار وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى أمام زواره، الى تمادي الجيش الإسرائيلي في انتهاكاته الصارخة والمتكررة للقرار 1701 ولترتيبات وقف اطلاق النار، داعياً الدول الراعية لاتفاق وقف النار الى ردع الجيش الاسرائيلي عن انتهاكاته واعتداءاته على السيادة اللبنانية.
والتقى وزير الدفاع السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، الذي نقل إليه رسالة من وزير الجيوش الفرنسي، تتضمن تهنئة بتوليه مهامه في الوزارة، «مع التأكيد على الدعم المستمر الذي تقدمه فرنسا بشكل عام ووزارة الجيوش الفرنسية بشكل خاص، للشعب اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية، باعتبارها الضامن الوحيد لاستقرار لبنان وأمنه، مع التأكيد على أهمية تحقيق أولوية لبنان الحالية في تنفيذ وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701».
كما عرض منسى مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف لسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا.وتمنى روداكوف نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة في مواجهة التحديات الكبيرة التي تمر بها البلاد حاليا.
بالمقابل بررت الادارة الاميركية استمرار الاعتداءات وتصعيدها عبر ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «إن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هجمات صاروخية انطلقت من لبنان، وإن واشنطن تحمل الإرهابيين مسؤولية استئناف الأعمال القتالية. وقد استؤنفت الأعمال القتالية لأن الإرهابيين أطلقوا صواريخ على إسرائيل من لبنان، مضيفا أن واشنطن تدعم رد إسرائيل».
وقالت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جنين هنيس بلاسخارت: غارة جديدة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت هذا الصباح (الثلاثاء). في ضوء الخطوات الإيجابية التي تتخذها الحكومة اللبنانية، إلى جانب العودة التدريجية للنازحين إلى شمال إسرائيل، فإن المزيد من التصعيد هو آخر ما يحتاجه أي طرف. يبقى القرا 1701 المسار الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدماً.
واعتبر قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» ان الدولة اللبنانية ملزمة اليوم بالتحرك على اعلى المستويات الدبلوماسية واستدعاء سفراء الدول الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار واجبار المجتمع الدولي على ايقاف العدوان على لبنان واللبنانيين، وانا اؤكد اليوم ان الامر غير متروك الى ما شاء الله ونحن سنتحرك في الوقت المناسب، وقد ابلغنا كل المعنيين في الدولة اللبنانية وكل الوسطاء اننا لن نقف مكتوفي الايدي ولدينا خيارات ومعادلات اخرى.
مالياً، يتوقع ان يناقش مجلس الوزراء غداً مشروع مرسوم يتعلق باصلاح وضع المصارف أعدّه وزير المال ياسين جابر، لمناقشته واقراره، ثم ارساله الى مجلس النواب.
الانتخابات البلدية
انتخابياً، وقَّع وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار قرارات دعوة الهيئات الانتخابية لانتخاب اعضاء المجالس البلدية، والمختارين والمجالس الاختيارية، وتحديد اقلام الاقتراع في دوائر محافظة جبل لبنان، الذي سيجري بتاريخ 4/5/2025.
استمرار العدوان
جنوباً، لم تتوقف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية طيلة ايام العيد،وافادت المعلومات ان المستهدَف بالغارة على حي ماضي هو حسن بدير معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب وشقيق مسؤول الإعلام الحربي في الحزب، وأنّ الغارة وقعت أثناء تواجده مع عائلته في منزله، حيث استشهد معه ابنه علي وقدنعاهما الحزب. كما استشهد احمد محمود وشقيقته هيام وهما من بلدة الدوير وسكان المبنى المستهدف.
وسجل امس، إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المواطن م.أ. في بلدة العديسة، ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة، كما أطلق النار على سيارة من نوع «رابيد» دون وقوع إصابات.
كمااستهدف العدوغرفة جاهزة في ساحة بلدة يارون عبر محلّقة مما أدى إلى تدميرها دون وقوع إصابات.
وتبين ان الصوت الذي سُمع في صور وضواحيها ناجم عن تفجير بحقل اليونيفيل في الناقورة
ونفذ الاحتلال عملية تمشيط من موقع العاصي المعادي باتجاه منطقة كروم الشراقي لإرهاب المواطنين والأهالي.
وتقدمت آليات العدو المتمركزة في منطقة اللبونة داخل الاراضي اللبنانية بإتجاه رأس الناقورة، وعملت على رفع ساتر ترابي قطعت فيه الطريق الرابط بين الجانبين مقابل موقع جل العلام.
وسجل بعد ظهر أمس تحليق طائرة استطلاع إسرائيلية وبشكل متواصل فوق القرى والبلدات جنوبي مدينة صور. وتحليق للطيران الاسرائيلي فوق مناطق البقاع وتحديدا بعلبك والهرمل على علو منخفض.
وفي تطور جديد، حلّقت طائرة للجيش اللبناني من نوع «سيسنا» بشكل مكثف ولأول مرة في مناطق جنوب لبنان ظهر امس الأربعاء، وتحديدا في اجواء بلدات زوطر الشرقية وزوطر الغربية ويحمر الشقيف، اطراف قعقعية الجسر، جبشيت الدوير، ميفدون وحاروف، واستمر التحليق بشكل دائري لاكثر من ساعة في جولة استطلاعية للمناطق الجنوبية المحررة والمحتلة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
العهد يصطدم بالضغوط الأميركية المعرقلة للتفاهم الداخلي
لبنان امام مأزق تاريخي: اما نزع سلاح المقاومة او الحرب – نور نعمة
في ظل التقاطع للضغوط الداخلية والخارجية، لا سيما الاميركية – «الاسرائيلية» التي تتمثل بسلسلة الانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار والتي وصلت الى حد ارساء معادلة بيروت مقابل المطلة او كريات شمونة، هناك استحالة لحل حول سلاح الحزب. واللافت في هذا السياق، ان الفرنسيين، وهم الممثلون في لجنة المراقبة الدولية لتنفيذ الاتفاق، باتوا على اقتناع بان الجيش «الاسرائيلي» ليس بوارد الانسحاب من التلال الخمس التي يحتلها، لا بل ان الامور قد تصل الى ابعد من ذلك، وهي توسيع للمنطقة العازلة، على نحو ينذر بعواقب خطيرة.
وامام هذا الواقع، ماذا يمكن لحكومة الرئيس نواف سلام ان تفعل ازاء سلاح الحزب اذا كانت طائفة بكاملها تتخوف على مصيرها سيما مع تصاعد تصريحات بعض القوى السياسية حول تدخل عسكري من اكثر من جهة من اجل نزع سلاح الحزب، وبالتالي تعريض الوجود اللبناني نفسه للخطر.
رهان رئيس الجمهورية
ما يستشف من بعض اركان العهد من ان الرئيس جوزاف عون كان يراهن ان يعطى مهلة تتيح له اعادة البلاد الى وضعها الطبيعي، والحد من التوتر السياسي والطائفي والاقتصادي والمالي لكي يصار الى عقد مؤتمر للحوار يوضع فيه ملف السلاح على الطاولة. لكن الذي حدث هو ان «اسرائيل» وبدعم اميركي مطلق، تضغط بشكل يومي وخطير لارغام الدولة اللبنانية بامكاناتها المحدودة وبوضعها الداخلي المعقد والبالغ الحساسية، على خوض مواجهة مع الحزب، ما يمكن ان يفضي تلقائيا الى نشوب حرب اهلية اشد هولا بكثير من الحرب الاهلية السابقة.
واذا كان هناك من يتحدث عن صدمة «العهد» لعدم ترك الاميركيين اي فرصة لاعادة بناء الثقة بين المكونات اللبنانية فان التصريحات المتلاحقة للمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس لا تترك مجالا للشك بان الرئيس دونالد ترامب تبنى بالكامل السياسة التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو الذي لا احد يستطيع ان يضمن توقف شروطها اذا تم نزع سلاح الحزب. وهنا، اكد مصدر مطلع ان «اسرائيل» لن تتوقف عند شرط تسليم الحزب سلاحه بل ستطالب بالمزيد والمزيد لان حكومة نتنياهو تسعى لتحقيق «اسرائيل الكبرى».
مصادر ديبلوماسية: واشنطن و«تل ابيب» تضيقان الخناق على ايران والحزب
في غضون ذلك، لاحظت مصادر ديبلوماسية شكل ما بين الضغوط التي تمارس على ايران، وتخييرها بين الديبلوماسية والضربة العسكرية، والضغوط التي تمارس على الحزب من اجل تسليم سلاحه، وهي على الاقل القضية المعقدة تقنيا اذا ما تم اغفال العوامل الطائفية والسياسية المتشابكة حول هذه المسألة.
وتابعت هذه المصادر ان التزامن في الضغوط «مبرمج» بين واشنطن و«تل ابيب» ليشكل ذلك وبدرجة اولى ضغطا على العهد الذي يتطلع لاخراج البلاد من ازماتها المزمنة. استطرادا الحكم على هذا العهد بالمراوحة لا سيما ان قضية بحساسية ودقة قضية اعادة الاعمار توضع الان من قبل الاميركيين تحديدا في اطار المساومة السياسية والاستراتيجية على حد سواء.
صحف اميركية: «اسرائيل» ترفض التفاوض حول ترسيم الحدود البرية مع لبنان
الى ذلك، توقف مرجع كبير عند ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» حول نية «اسرائيل» بالبقاء على الارض اللبنانية دون اي موعد محدد للانسحاب فضلا انها ليست في وارد الانطلاق في عملية تفاوضية لترسيم الحدود البرية. هذا الامر يعيد الوضع الى خط الهدنة الذي وقع في رودوس عام 1949. وتجدر الاشارة الى ان اتفاقيات رودوس او الهدنة لعام 1949 كانت جزءًا من سلسلة اتفاقيات بين «إسرائيل» وكل من مصر، الأردن، سوريا، ولبنان لإنهاء القتال الرسمي بعد حرب 1948.
وهذا ما تؤكده التصريحات من واشنطن و«تل ابيب» حول محادثات عسكرية وديبلوماسية وليست عسكرية فقط ما يعني ان عملية ترسيم الحدود هي ابعد من كونها تقنية …..
اوساط مقربة من الحزب لـ«الديار»: المقاومة ليست رهن طلبات العدو…و1701 مشروط بتطبيقه المتوازن
من جهتها، قالت اوساط مقربة من الحزب ان المقاومة ليست رهنا بطلبات الكيان الصهيوني، الذي يدعو لنزع سلاح الحزب، بل على العكس، المقاومة تلتزم بما تلتزمه الدولة اللبنانية في ما يخص القرارات الدولية.
وشددت هذه الاوساط على أن القرار 1701 يجب أن يلتزم به الطرفان، أي الحزب والكيان الصهيوني، إلا أن الأخير خرقه مراراً وتكراراً ويسعى إلى إلغائه فضلاً عن احتلاله خمسة مواقع لبنانية. ورغم ذلك، فإن الحزب يتمسك بموقف أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال: «صبرنا على اعتداءات إسرائيل لمنح الدولة اللبنانية فرصة لتحقيق وقف إطلاق النار». وتابعت انه في الحد الأدنى، إذا استمر العدو في عدم احترامه لهذا القرار الأممي، فإن الحزب لن يلتزم به أيضاً.
وأضافت الأوساط المقربة من الحزب أن الاخير يستند إلى خطاب رئيس الجمهورية، جوزاف عون، الذي أكد أن ملف سلاح الحزب يُبحث في إطار حلول يتفق عليها اللبنانيون. كما أشارت إلى أن البيان الوزاري ينص على التزام الدولة اللبنانية بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ووفقاً للقرار 2625، فإن أي شعب واقع تحت الاحتلال يحق له المقاومة.
كما لفتت إلى أن الصحف العبرية نفسها أكدت أن الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان لم تكن تابعة للحزب، مشددة الاوساط المقربة من المقاومة أن «إسرائيل» لا تحتاج إلى ذريعة لشن عدوانها، كما حدث في الضاحية باغتيال أحد مسؤولي الحزب.
وختمت الأوساط بالتأكيد على أنه، رغم كل الخروقات الإسرائيلية، فإن الحزب ينتظر ما ستتمكن الدولة اللبنانية من تحقيقه بالطرق الدبلوماسية في سبيل استعادة حقوقها وسيادتها في مواجهة العدو الإسرائيلي، رغم قناعته بأن المقاومة المسلحة تبقى السبيل الوحيد لردع هذا العدو عن الوطن.
الرئيس نواف سلام طبق الدستور عبر التصويت بمجلس الوزراء
وبالعودة الى التصويت لحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، قالت اوساط وزارية للديار ان رئيس الحكومة نواف سلام علم مسبقا من معظم الكتل الوزارية انها تؤيد مرشح رئيس الجمهورية لحاكمية مصرف لبنان سوى بعض الوزراء الذين يديرون في فلكه، الا ان سلام لم يعتكف او قرر عدم حضور جلسة التصويت وبالتالي هذا دليل واضح ان سلام طبق الدستور الذي ينص انه في حال تعذر التوافق فيتم الذهاب الى التصويت. واكدت الاوساط ان الفرز الذي حصل داخل مجلس الوزراء لا يعني ان هناك صراعا بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة بل هي عملية ديمقراطية محض. واضافت انه ليس ضروريا ان يكون التوافق هو السائد ولا الخلاف هو القاعدة حول بعض التعيينات حيث تبين ان هناك توافقا بين الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام وفي مسائل اخرى برزت وجهات نظر مختلفة.
السعودية: رئيس الحكومة هو الرجل الاول في لبنان
من ناحية دعوة المملكة العربية السعودية للرئيس نواف سلام، فقد أرادت الرياض إيصال رسالة ذات بعدين اساسيين. الاولى تحمل بُعدًا «سنّيًا»، إذ تؤكد لجميع اللبنانيين أن رئيس الحكومة هو الرجل الاول في لبنان، ولذلك حظي الرئيس نواف سلام بتكريم سياسي غير مسبوق عبر إرسال طائرة ملكية سعودية لنقله إلى الرياض ، دون دعوة أي رؤساء آخرين لدول عربية.
أما الرسالة الثانية، فهي أن السعودية تستقبل الرؤساء اللبنانيين بحفاوة، لكنها لن تقدم أي مساعدات للبنان قبل أن تفرض الدولة سيادتها الكاملة على جميع أراضيها.
القوات اللبنانية لـ«لديار»: لاحترام موعد الانتخابات البلدية ولا للتأجيل تحت اي ذريعة!!!
اما في ملف الانتخابات البلدية ، فقد اكدت القوات اللبنانية في حديثها لـ«لديار» تأييدها اجراء الانتخابات في موعدها ، مع رفضها الصارم لاي تأجيل ، تحت أي عنوان، سواء كان تقنيًا أو لأي سبب آخر. وشدّدت على أن المرحلة الجديدة التي دخلتها البلاد تستدعي، من الآن فصاعدًا، احترام مواعيد الاستحقاقات وعدم تجاوز أي مهلة.
وفي ما يتعلق بالإصلاحات وغيرها، فترى القوات انها ضرورية دائمًا، لكن يجب التوافق على أي إصلاح أو تطوير قبل إجراء الانتخابات البلدية، علمًا بأن وزير الداخلية قد حدد موعدها.
في التفاصيل ، تخوض القوات اللبنانية هذه الانتخابات وفق ثلاث مستويات او استراتيجيات. يتمثل الشق الاول في اقامة تحالفات على أسس سياسية في البلدات الكبرى، مع الاحزاب التي تتقاطع معها بالشكل المناسب، ومع اكثر من فريق سياسي، وفقا لطبيعة كل منطقة.
في الشق الثاني، يتعلق الامر بالقرى الصغيرة، حيث الطابع العائلي يكون الطاغي فيها، ويتم التعاطي على هذا الاساس بالشكل المطلوب.
اما الشق الثالث، فتسعى القوات اللبنانية بكل جهد الى تحقيق توافق يضمن خيارات تمثل المصلحة القصوى للبلدات. ويكمن الهم الأساسي للقوات في التوصل إلى اتحادات بلدية، ما يتيح لها العمل بشكل متكامل لتحقيق المزيد من التطوير والازدهار».
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
التصعيد الإسرائيلي المتواصل يستعجل زيارة أورتاغوس
عاد الزخم الى الحياة السياسية اللبنانية بعد انقضاء عطلة عيد الفطر وعودة الرئيس تمام سلام من المملكة العربية السعودية التي خصتّه بحفاوة لافتة تعكس مدى الاهتمام المتجدد بلبنان، فيما انطوت صفحة التباين الذي طفى الى سطح جلسة مجلس الوزراء الاخيرة على خلفية تعيين كريم سعيد حاكما لمصرف لبنان، الى غير رجعة، بحسب ما تؤكد مصادر رئاسية، موضحة ان كل ذلك بات من الماضي واللحظة هي للتعاون والتعاضد بين الرئاسات تعبيرا عن وحدة الموقف وطنيا لا سيما في ظل الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة والتعاون المشترك في انجاز الملفات لا سيما الاصلاحية المطلوبة بإلحاح من المؤسسات المالية الدولية لمساعدة لبنان، اذ افيد ان البنك الدولي لن يبدأ بتنفيذ القرض بقيمة 250 مليون دولار والمخصص لإزالة أنقاض الحرب قبل إتمام التعيينات في مجلس الإنماء والأعمار والتي يفترض أن يحملها معه الوفد الرسمي اللبناني إلى اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي الى واشنطن في 21 نيسان.
واشارت المصادر الى ان الرئيس سلام سيتعاطى مع كريم سعيد بصفته حاكما لمصرف لبنان وسينسق معه كل الملفات الضرورية قبل التوجه الى واشنطن.
اورتاغوس
في الغضون، تزور المبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس بيروت، نهاية الاسبوع مبدئيا، على وقع تشدد اميركي ودولي في مسألة جمع السلاح وحصره بيد القوى الشرعية، استمرت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار جنوبا.
حفاوة واهتمام
وإستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة وتناول اللقاء التطورات والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل خرقها لإتفاق وقف اطلاق النار وإعتداءاتها على لبنان.
وقالت مصادر مطلعة لـ”المركزية” ان الرئيس سلام وضع الرئيس بري في اجواء زيارته للمملكة العربية السعودية التي تم الاعداد لها منذ فترة في ظل حرص على تخصيصه بحفاوة لافتة كرئيس لحكومة لبنان وما يمثل، واصرار على ان يكون الى جانب ولي العهد الامير محمد بن سلمان في صلاة العيد، وهذا لم يحصل منذ سنوات طويلة ولم يحصل للبنان الا للرئيسين رفيق وسعد الحريري. كل ذلك، تضيف المصادر، الى جانب مشهد ارسال الطائرة الملكية الخاصة في مؤشر الى دعم الحكومة ورئيسها كما للخطة الاصلاحية الجاري العمل عليها، وابلغ الرئيس سلام رئيس المجلس انه سمع في المملكة تشديدا على ضرورة مواصلة الاصلاحات والاستفادة من الفرص القائمة لتحقق الحكومة برنامج الاصلاح وعدم اضاعة اي فرصة وعلى احترام الدستور والطائف ودعم مسيرة العهد ككل. وانه تم التطرق خلال اللقاءات الى ابرز الملفات لا سيما الدعم السعودي والخليجي للبنان من خلال عودة السياح والصادرات وسيتم العمل على اتخاذ اجراءات اساسية من لبنان، ليتحقق في ضوئها التقدم على صعيد رفع حظر المواطنين السعوديين الى لبنان وعن الصادرات انطلاقا من المشاريع التي تعمل عليها الحكومة لتعزيز وضع المطار والمرافئ وتشديد وتكثيف التفتيش. وكان تشديد ايضا على الحفاظ على الاستقرار وضرورة تعزيز الدولة لبسط سيطرتها على كامل اراضيها.
الخارجية
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في مقر مجلس النواب لجنة الشؤون الخارجية النيابية في حضور رئيسها النائب فادي علامة وعدد من النواب الأعضاء، واطلعهم على السياسة الخارجية للبنان ودور الديبلوماسية اللبنانية في مقاربة الاستحقاقات على الساحتين الإقليمية والدولية، وكان حوار صريح وشفاف وبناء.
تصعيد خطير
وكان العدو الإسرائيلي نغص فرحة عيد الفطر وفاجأ أهالي الضاحية الجنوبية بغارة على حي ماضي استهدفت قيادياً في «الحزب» من دون سابق إنذار ما أدى إلى سقوط شهداء وهم نيام في منازلهم في طليعتهم حسن بدير ونجله علي.في ثاني ضربة للضاحية الجنوبية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بينه وبين إسرائيل في تشرين الثاني الماضي. واذ نعى الحزب اثنين من كوادره ، ندد الرؤساء الثلاثة بالعدوان الاسرائيلي الجديد.
والتقى رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا رئيس الحكومة نواف سلام وبحثا في سبل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية فجر اليوم.
وتداول الرئيسان عون وسلام في نتائج زيارة رئيس الجمهورية إلى باريس، وزيارة رئيس مجلس الوزراء إلى مكة المكرمة.
واعتبر رئيس الجمهورية أن “هذا الاعتداء على محيط بيروت يشكل إنذارًا خطيرًا حول النيات المبيّتة ضد لبنان، خصوصًا في توقيته الذي جاء عقب التوقيع في جدة على اتفاق لضبط الحدود اللبنانية-السورية، برعاية مشكورة ومقدّرة من قبل السعودية، كما أتى بعد زيارتنا إلى باريس والتطابق الكامل الذي شهدناه في وجهات النظر مع الرئيس ماكرون”.
واعتبر عون أن “التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يقتضي منا المزيد من الجهد لمخاطبة أصدقاء لبنان في العالم وحشدهم دعمًا لحقنا في سيادة كاملة على أرضنا، ومنع أي انتهاك لها من الخارج، أو من مدسوسين في الداخل يقدّمون ذريعة إضافية للعدوان”.
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الغارة الإسرائيلية الغادرة التي استهدفت الضاحية الجنوبية فجرًا، وللمرة الثانية في غضون أيام وفي أول أيام عيد الفطر، ليست خرقًا يُضاف إلى الـ2000 خرق إسرائيلي لبنود وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701 فحسب، بل هي عدوان موصوف على لبنان وعلى حدود عاصمته بيروت في ضاحيتها الجنوبية.
بدوره، أدان رئيس الوزراء نواف سلام العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبر أنه “يشكل انتهاكًا صارخًا للقرار الأممي 1701، الذي يؤكد سيادة لبنان وسلامته، كما يشكل خرقًا واضحًا للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها في تشرين الماضي”.
إخبار
ليس بعيدا، تقدم المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبر وكيله المحامي حسن فضل الله، بإخبار الى النيابة العامة التمييزية، بوجه كل من يظهره التحقيق، فاعلا او شريكا او متدخلا او محرضا، في موضوع اطلاق الصواريخ المجهولة المصدر في الجنوب، وكل من تورط في نشر الخطاب التحريضي للعدو، والذي يؤدي الى زعزعة الاستقرار الداخلي ويحض على النزاع ببن الطوائف واضعاف الشعور القومي.
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عون إلى قطر هذا الشهر
في جعبة أورتاغوس: لغة جافة واستياء
بعيداً من كل مماحكات الزواريب الداخلية التي من شأنها أن تعرقِل المعالجات، الجميع في انتظار ما ستحمله في جعبتها الدبلوماسية الأميركية مورغين أورتاغوس التي يُفترض أن تصل غداً الجمعة أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.
في المعلومات أن أورتاغوس تحمل معها طرحاً بتشكيل لجان للتفاوض من أجل حلّ المسائل العالقة بين لبنان وإسرائيل، وكشفت مصادر السراي الحكومي لـ “نداء الوطن” أنّه سيكون هناك موقف لبناني موحّد، فحواه أنّ أي تفاوض بين الطرفين، يجب أن يسبقه وقف الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي لا تزال محتلّة في لبنان، وعندها يتمّ التفاوض على تثبيت ترسيم الحدود البرية.
جعبة أورتاغوس مليئة…
في المقابل، يعتبر مصدر مطَّلِع أن ما ستحمله أورتاغوس هو النقاط الآتية:
– تأكيد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الرد على الخروقات التي مصدرها لبنان.
– تأكيد مسؤولية الدولة اللبنانية والجيش اللبناني في نزع سلاح “الحزب” والميليشيات الأخرى في لبنان.
– تأكيد أن الجيش اللبناني الذي تموله وتدربه الولايات المتحدة، سيتحمل مسؤولية نزع سلاح “الحزب”، وتأكيد مواصلة شراكة واشنطن القوية مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، حتى يتمكن الجيش بنفسه من البدء في القيام بالمزيد من نزع سلاح “الحزب”.
– تجديد الدعم للدولة اللبنانية لمنع أن تكون هناك جماعة إرهابية داخل لبنان تحاول السيطرة على الدولة.
– بدء حملة ضغط اقتصادي موازية للحملة الأمنية.
– العمل على تذليل ما يوجد من عقبات للبدء بتعيين اللجان المدنية وبدء العمل في إطار حل الإشكالات العالقة مع إسرائيل.
وبحسب مصدر عليم بجدول زيارتها، قد تستعمل أورتاغوس لغة تأديبية أو جافة في مقاربة موضوع ضبط وقف إطلاق النار، وستحمل استياء من اللغة الرمادية التي تستعملها الرئاستان الأولى والثالثة في مقاربتهما للاعتداءات الصادرة من لبنان تجاه إسرائيل، وستنقل التأكيد الأميركي الواضح لدعم واشنطن تل أبيب في حقها بالدفاع عن أرضها.
هذا ما سيُبلغه عون إلى أورتاغوس
وعلمت “نداء الوطن” أن الرئيس عون سيطالب الموفدة الأميركية بالانسحاب الإسرائيلي وحل النقاط الحدودية العالقة وتحرير الأسرى. وبالنسبة إلى تشكيل اللجان فإن موقف الرئيس واضح بتحقيق المطالب من ثم بحث كل الأمور العالقة، والأمر نفسه ينطبق في حال طرحت التطبيع، حيث أن عون سيكرر موقف لبنان الرسمي من هذا الأمر.
وسيشدد عون أمام أورتاغوس على التمسك بالعلاقات الجيدة مع واشنطن ومتابعة الملفات المشتركة، خصوصاً أن جنرالاً أميركياً يرأس لجنة مراقبة الهدنة، وكذلك سيؤكد تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 وضبط الأمن على الحدود الجنوبية.
مصادر بعبدا ترى ليونة لبنانية في التجاوب مع طروحات أورتاغوس وتعتبر المصادر أن لبنان مستعد لاستعادة حقوقه كاملة بالوسائل الدبلوماسية، ولا يرفض الطرح الأميركي من حيث المبدأ. ولكن، وبحسب المصادر، فإن لبنان يبحث عن مصلحته في أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي بما يضمن حصوله على حقوقه، وهو يعتبر أن أي لجنة ستتشكل بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي يجب أن تبحث مشكلات مشتركة. لكن، وبحسب معلومات “نداء الوطن” أيضاً، فإن الرئيس عون يخشى أن تذهب كل الجهود الدبلوماسية سُدىً في حال قرّر “الحزب” الردّ على أي خرق إسرائيليّ للاتفاق، ما قد يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
ووصفت المصادر اللقاءات التي جمعت رئيس الحكومة نواف سلام مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، بالإيجابية جدّاً، مشيرةً إلى أنّه وضعهما في أجواء زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية ونقل إليهما دعم المملكة لملف الإصلاحات في لبنان، ولا سيما المالية والاقتصادية، خصوصاً رفع السرية المصرفية.
عون إلى قطر والعراق
في سياق الحركة الرئاسية، تكشف معلومات لـ “نداء الوطن” أن رئيس الجمهورية سيقوم بزيارة إلى قطر في النصف الأول من هذا الشهر، كما تلقى دعوة رسمية لزيارة العراق وجّهها إليه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
جلسة إصلاح المصارف
وغداً الجمعة تُعقد جلسة لمجلس الوزراء، عند الساعة الثالثة من بعد الظهر وأبرز بنودها مشروع قانون إصلاح المصارف.
وفي الملف المالي أيضاً، صدر أمس المرسوم رقم 103 تاريخ 2 نيسان 2025 القاضي بإحالة مشروع قانون إلى مجلس النواب يرمي إلى تعديل بعض المواد من قانون السرية المصرفية ومن قانون النقد والتسليف تاريخ 1/8/1963 المعدلة بموجب القانون رقم 306 تاريخ 28/10/2022.
وحمل المرسوم توقيع كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام ووزير المالية ياسين جابر.
الجدير ذكره أن هذه التعديلات مطلوبة من الهيئات المالية الدولية وفي مقدّمها البنك الدولي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :