البيان الحكومي: بيان من دون أرقام صيغ للخارج وثقة أُعطيت للخارج

البيان الحكومي: بيان من دون أرقام صيغ للخارج وثقة أُعطيت للخارج

 

Telegram

 

بالوسع اعتبار البيان الحكومي في لبنان الذي تدلي به الحكومة لنيل الثقة من مجلس النوّاب- ممثّلي الأمة، بمثابة خطاب سياسي يفترض به أن يعرض لاستراتيجية الحكومة التي ستعتمدها في عملها بعد نيل الثقة. ومن المفترض أن يقيّم مجلس النواب أعمال الحكومة ويطرح الثقة بها إن لم تنفّذ ما التزمت به، لكن هذا لم يحدث في لبنان. 

فماذا عن بيان حكومة الرئيس نوّاف سلام الذي صدر في 25 شباط/ فبراير 2025، والذي على أساسه نالت الثقة؟ ولمن صيغ هذا البيان ولمن ولما مُنِحت الثقة؟

إذا ما راجعنا نصّ البيان الحكومي الأخير، واعتمدنا العدد مدلولًا، نجد أن هناك عبارات معيّنة قد تكرّرت أكثر من سواها، ويُعتبر تكرار عبارة معيّنة بأنّه:
أولًا: نوع من التأكيد على الأولويات وعلى الموضوع الذي يحتلّ الصدارة في الاهتمام.
ثانيًا: دلالة على مدى الالتزام إذا ما تخطى الأمر مجرّد إلقاء خطاب، إلى بيانٍ بالوسع اعتباره بمثابة منح الوعود. 
ثالثًا: الريبة وقلّة الثقة عند التكرار المفرط للعبارات. 

في النتائج
في دراسة "الدولية للمعلومات" للبيان الحكومي، وجدنا أنّه لم يهتمّ، بأموال المودعين- الموضوع الذي نال النسبة الأدنى بين مختلف المواضيع وهي 1% فقط (19 كلمة) من مجمل عبارات البيان (1813 كلمة). فهذا الموضوع الذي يهتمّ به الشعب اللبناني الذي شعر بأن شقاء عمره قد تبخّر في المصارف، لم ينل إلا النسبة الأدنى في البيان الحكومي.
أمّا النسبة الأعلى فلسلاح المقاومة ونزع هذا السلاح، وهي 19.8% (363 كلمة) من مجموع عبارات البيان، لينال موضوع إعادة الإعمار 4.5% فقط من مجمل عبارات البيان، والتعويضات والمساعدات الاجتماعية نالت نسبة 2.5% من مجمل البيان الحكومي، فقط لا غير!


النسبة العالية قد تدلّ على الالتزام والحرص على التطبيق، كما يدلّ هذا التكرار "المفرط" إلى الحرص على إقناع جهة قد تكون داخلية أو خارجية، أو لإقناع الذات. 

جدول. توزّع المواضيع وعدد الكلمات التي نالتها في البيان الحكومي الصادر في 25 شباط 2025 مع النسبة.

 

لمن البيان والثقة؟
وهنا يأتي السؤال لمن كُتب هذا البيان؟ ولمن أعطيت الثقة؟ ماذا كان يدور في عقول أعضاء اللجنة التي نصّت البيان، وفي عقول الوزراء الذين وافقوا عليه؟
هذه العبارة سترضي أميركا، وتلك العبارة ستحوز على الرضى العربي، وهذه العبارة تلتزم بما أخبرنا الغرب عن "المجتمع المدني" و"حقوق الإنسان" و"الذكوريّة"، وفي عملية إرضاء "الخارج" ماذا حدث "للداخل"؟
استطلاع "الدولية للمعلومات" (شباط - أذار 2025)، يُظهر أنّ اهتمامات معظم اللبنانيين تتمحور حول الوضع الاقتصادي والفساد وأموالهم التي ضاعت في المصارف. ولكن هذه العناوين الثلاثة لم تكن من "أولويات" البيان والغريب أنّ "موضوع إعادة الإعمار" و"نزع السلاح" لا يحوز على اهتمام كبير من غالبية اللبنانيين، فهم مفلسون ومقسّمون، ويعيشون حالة صراع البقاء. ويبدو أن الثقة من السادة النوّاب أُعطيت أيضًا "للخارج".  
فاللبناني الذي لم يخسر منزله لا يعتبر إعادة إعمار منزل "أخيه اللبناني" من الأولويات، واللبناني المهموم "بنزع سلاح حزب الله"، لا يجد مشاركة كبيرة من "أخوانه اللبنانيين" الآخرين، فالجميع مشغولون بتأمين قوت يومهم، وتغطيتهم الصحيّة وتدريس أولادهم. كما غابت مسألة النازحين من سوريا ولم تحظى إلا على 2.7% من عدد الكلمات.
بيانٌ غابت الأرقام عنه إلا رقمًا واحدًا حول المساحات الزراعية التي أحرقتها "إسرائيل" (وفي هذا ملاطفة لمزارعي الجنوب)، فلا رقم عن أعداد المهاجرين والعاطلين عن العمل والودائع التي اختفت واللبنانيين من دون ضمان صحّي وانهيار المدرسة الرسمية وأرقام الاستيراد والتصدير وحجم الضريبة المحصّلة، والأهمّ إجراء تعداد سكّاني شامل لكامل المعطيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية

رسم بياني. نتائج استطلاع الرأي حول الأولويات التي يرى الشعب اللبناني أن على الحكومة معالجتتها فورًا، شباط – أذار 2025
المصدر: استطلاع رأي خاص بـِالدولية للمعلومات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram