على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس على تقديم أهم الأدوار الفنية فقط، بل على جذب عشاق الدراما خلال الماراثون الرمضاني، وموسم المتابعة الأبرز. «الإمارات اليوم» تقف في هذه الإطلالة اليومية على أهم الأعمال الرمضانية لنجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية، وأبرز الأدوار التي لفتت انتباه الجمهور من ناحية الأداء والخصوصية الفنية، وقدرة الممثل على تقديم أداء متفرّد.
إطلالة كوميدية مختلفة سجلتها النجمة السورية، صباح الجزائري، في دراما رمضان 2025، من خلال تصديها لدور البطولة في مسلسل «نسمات أيلول» الذي يحمل توقيع المخرجة رشا شربتجي، التي تولت إخراج الحلقات الـ15 الأولى، بينما أكمل شقيقها يزن شربتجي الحلقات المتبقية، في أول تعاون إخراجي بينهما، فيما يسجل هذا المسلسل التعاون الفني الثالث للمخرجة مع الكاتب، علي معين صالح، بعد مسلسلَي «مربى العز» رمضان 2023، و«كسر عضم» رمضان 2022.
في «نسمات أيلول»، تقدم صباح الجزائري، شخصية الجدة «أم فواز» التي لا تتوانى عن سرقة مبلغ صغير من أموال أبنائها وأحفادها كنوع من الضريبة غير مفهومة السبب، للعائلة الفريدة التي تحتضنها، في الوقت الذي ينكشف لاحقاً أمر سرقاتها الكوميدية الطريفة، بالتزامن مع عودة حفيدتها «رولا» من أستراليا بناء على طلب والدها «بديع»، للمطالبة بحقة في الميراث، وما يرافقها من مواقف وأحداث ترسم خطوط المسلسل الذي تدور تفاصيله في قرية «بشريت»، وهي إحدى القرى الافتراضية في الريف السوري.
فيما يتناول العمل في ظاهره شبكة العلاقات الإنسانية، ليسلّط الضوء على عدد من القضايا اليومية للشباب السوري وما يواجهونه من تحديات حياتية مختلفة، في إطار كوميدي خفيف، تخوض غماره للمرة الأولى رشا شربتجي، رغم سيل الانتقادات والتعليقات التي هاجمت العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي أوساط الصحافة الرقمية لتشير إلى سطحية أحداثه وعدم تضمينه لأي رسائل اجتماعية أو إنسانية هادفة، على عكس تجربة رشا شربتجي في أغلب أعمالها السابقة التي أثارت جدلاً، وفتحت أبواب نقاشات وتأويلات متنوعة.
على الرغم من أن الجدة «أم فواز» (صباح الجزائري)، بعد رحيل والدها في بداية المسلسل، أصبحت الأكبر سناً بين جيل موسع من الشخصيات الشابة، فإنها أتقنت بحرفية عالية إيقاع هذه الشخصية الفريدة، لتعكس خصوصيتها من خلال أداء تمثيلي متميّز برعت النجمة في تجسيده على الشاشة، متسلحة بخبرتها الطويلة في المجال، وصولاً إلى تقديم «كاركتر» فريد للجدة الغريبة الأطوار التي تنهزم في إخفاء سرقاتها «الطريفة» أمام دهاء حفيديها (نورس) و(شاهين) اللذين شكلا ثنائياً طريفاً في هذا العمل الكوميدي المنافس على صدارة الابتسامة الرمضانية هذا العام.
كما كشف العمل عن تشكيلة من المواقف والأحداث التي مرّت بها (الجدة أم فواز) بداية من اجتماع العائلة لتقسيم الميراث، وتحذير «نورس» لها من التوقيع على أي أوراق قد تسلبها حقها، كونها أميّة لا تجيد القراءة والكتابة، مروراً بنشر صور ومقاطع فيديو تخصها من دون علمها، الأمر الذي يُغضب ابنها (فواز) والذي يطلب حذف جميع المقاطع، إلا أن الجدة توافق في نهاية الأمر على نشرها مقابل مبلغ مادي مجزٍ طمعاً في المال، وغيرها من المواقف التي شكلت أبرز محطات هذه التجربة الكوميدية الجديدة المكونة من 20 حلقة، والتي وإن قوبلت بالانتقادات والهجوم، فإنها كشفت عن تجربة فنية مغايرة للمخرجة رشا شربتجي ولمجموعة الممثلين الشباب الذين استطاعوا رسم الابتسامة على الوجوه، خصوصاً في بداية العمل، الذي وقع بعد حلقاته الأولى، في مطب الفراغ وسجن «الثرثرة» إلا أنه نجح في النأي بمتابعيه هذا الموسم، عن زحمة الأعمال الدرامية المثقلة بحكايات الثأر والخلافات والعنف التي أصر عدد من صنّاع الدراما العربية على إقحامها خلال الشهر الفضيل.
. في المسلسل تقدم صباح الجزائري شخصية «أم فواز» التي لا تتوانى عن سرقة مبلغ صغير من أموال أبنائها وأحفادها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :