بعد 16 شهراً من الانتظار، نشر جهاز «الشاباك» الإسرائيلي النتائج الرئيسية لتحقيقه في أحداث السابع من أكتوبر 2023، موجّهاً اتهامات واضحة إلى الحكومة ورئيسها بالمسؤولية عن التسبب بوقوع عملية «طوفان الأقصى»، وكذلك عن الفشل في مواجهتها. ووفقاً لما أوردته «القناة 12» العبرية، فإن «الشاباك يتحمّل مسؤولية الإخفاق الاستخباراتي، لكنه يوجّه أصابع الاتهام الأساسية إلى المستوى السياسي بقيادة نتنياهو»، والذي يعتبره «السبب الرئيسي في اندلاع الحرب». وأشار تقرير «الشاباك» إلى أن «سياسات نتنياهو ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، تجاه المسجد الأقصى والضفة الغربية والأسرى الفلسطينيين، أسهمت في تأجيج مشاعر حماس وتسريع خطتها الهجومية».
ومع ذلك، أقرّ «الشاباك» بأنه وإن «لم يستهِن بحركة حماس لكنه فشل في نهاية المطاف»، موضحاً أن «التحقيقات الداخلية أثبتت أن الجهاز لم يدرك على مدى سنوات خطورة خطة حماس الهجومية». وأضاف التقرير أن «الشاباك لم يعتبر اجتياح مدن إسرائيلية من قِبل حماس تهديداً جدّياً، رغم حصوله مرّتين، عامي 2018 و2022، على خطة الحركة المعروفة باسم «وعد الآخرة»». ولفت إلى أن «سياسات شراء الهدوء التي تبنّتها إسرائيل مع غزة سمحت لحماس ببناء قوتها العسكرية»، متابعاً أن «الشاباك واجه صعوبة في تجنيد عملاء داخل القطاع، كما أن تضييق تحرّكه على الأرض أدّى إلى فجوات في جمع المعلومات الاستخباراتية». وخلُص إلى أن «الأموال القطرية التي سمحت إسرائيل بإدخالها وصلت إلى الجناح العسكري لحماس، كما أن استمرار الانتهاكات في المسجد الأقصى وسوء التعامل مع الأسرى الفلسطينيين زادا من التوترات».
وعلى خلفية ذلك، تصاعدت الانتقادات ضد رئيس «الشاباك»، رونين بار، إذ نقلت مصادر في رئاسة الوزراء أنه «بدلاً من التعاون مع مراقب الدولة، قدّم رئيس الشاباك تحقيقاً لا يجيب على أي أسئلة»، معتبرةً أن «استنتاجات التحقيق لا تتناسب مع حجم الفشل الذي ارتكبه الجهاز ورئيسه». كما رأى مكتب رئيس الوزراء أن «رئيس الشاباك لم يقرأ الصورة الاستخباراتية بشكل صحيح، وبقي أسيراً لفكرة أن حماس تسعى لشراء الهدوء»، كاشفاً أنه «في تقييم الوضع بتاريخ 1 تشرين الأول/ أكتوبر، أوصى رئيس الشاباك بمنح امتيازات مدنيّة لحماس، ورأى في تقييم استخباراتي بتاريخ 3 أكتوبر أن الحركة تهدف إلى تجنّب حملة عسكرية».
ولفت المكتب إلى أن «الشاباك ورئيسه لم يتطرّقا أبداً إلى خطة «أسوار أريحا» للقضاء على إسرائيل (والتي لم تُعرض على رئيس الوزراء قبل 19 أكتوبر)، لا في تقييم الوضع الجاري ولا في ليلة 19 أكتوبر. وهذا على الرغم من أن الجهاز كان على علم بالخطة منذ عام 2018». وبالإضافة إلى كل هذا، بحسب مكتب نتنياهو، «لم يرَ رئيس الشاباك أنه من المناسب إيقاظ رئيس الوزراء في ليلة الهجوم، وهو القرار الأكثر أهمية ووضوحاً على الإطلاق».
على الجانب الآخر، رفضت المعارضة هذه الاتهامات؛ وقال بيني غانتس إن «نتنياهو يهاجم الشاباك بدلاً من تحمّل المسؤولية»، بينما اعتبر يائير لابيد أن «مكتب رئيس الحكومة يواصل محاولات إلقاء اللوم على الآخرين».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :