تسارعت وتيرة الاتصالات والمساعي من أجل تذليل العُقد التي لا تزال تحول دون ولادة الحكومة. وبيّنت المعطيات والوقائع أن الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام منح الأولوية لحلّ مشكلة التمثيل الشيعي باعتباره العقدة الأكثر تأثيرا في مسار التأليف، فيما سهّل الأمر مع المكوّن الدرزي عبر منحه وزارة الأشغال كواحدة من أبرز الوزارات الأساسية، وأهمل المكوّن المسيحي فانفجرت بين يديه، أو تكاد، مشكلتا التمثيل السني والتمثيل المسيحي.
١-على مستوى التمثيل السني، علّقت كتلة الوفاق الوطني برئاسة النائب فيصل كرامي موقفها من التأليف على صدور التشكيلة، على أن تُحدد في ضوئه موقفها سلبا أو إيجابا، فتعطي الثقة أو تحجبها ربطا بمدى التزام الرئيس المكلف بشروط إنجاح التأليف في مقدمها وحدة المعايير في التعامل بين المكون الشيعي من جهة والمكونات الأخرى من جهة ثانية.
أما تكتل الاعتدال الوطني فسيحدد اليوم موقفه المبدئي من التطور الحكومي آخذا في الاعتبار نتيجة تواصل النائب أحمد الخير أمس برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
وليس خافيا أن سلام كرّر أكثر من مرة أنه لا يجد داعيا للتشاور مع القوى السنيّة باعتباره كرئيس للحكومة القيّم على هذا التمثيل.
٢-على مستوى التمثيل المسيحي، يتقاطع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على الاعتراض على الآلية التي يتّبعها سلام، وخصوصا لجهة افتقادها وحدة المعايير التي تفترض أن يتعامل مع المسيحي والسني تماما كما تعامل مع الشيعي والدرزي. والواضح أن ثمّة تهميشا للمكون المسيحي عبر اختزال اختيار الوزراء المسيحيين بشخص الرئيس المكلف، والتنصّل من تعهدات سابقة. لذا لن يسكت هذا المكوّن عن التهميش الحاصل، حاضرا عبر رفع الصوت والاعتراض، ومستقبلا منعا لتحوّله عرفا. تاليا، لن يقبل بأن يسمي سلام الوزراء المسيحيين ومن ثم ينسبهم الى التيار والقوات. بهذا المعنى، كل الاحتمالات واردة، مع التوقّف مليا عند ما سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية من هذا السلوك غير الصحيح.
وثمّة رسائل وصلت إلى المكوّن المسيحي وفيها تنبيه واضح من الدور الذي يقوم به الرئيس فؤاد السنيورة وتأثيره إلى جانب سلام، حتى قيل في بعض تلك الرسائل إنها حكومة السنيورة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :