في ظل الأزمات التي تعصف بسوريا، يبرز الفنان الكبير بسام كوسا كصوت مختلف، يرفض الانحياز إلى أي طرف من الأطراف المتصارعة، مؤكداً على تمسكه بموقفه كـ"طرف ثالث" لا ينتمي إلى المعارضة ولا إلى النظام. في حديثه الأخير، كشف كوسا عن رؤيته الثاقبة لتحديات الواقع السوري، معبراً عن إصراره على البقاء في بلده رغم كل الإغراءات والمخاطر.
التمسك بالوطن رغم الإغراءات
أكد كوسا أنه تلقى عروضاً مغريمة لمغادرة سوريا، لكنه رفضها جميعاً، قائلاً: "أنا ما بدي روح، خليهن هنن يروحوا". وأضاف: "عشت في هذا البلد، لم أبقَ من أجل أحد، ولن أذهب من أجل أحد". إلا أنه أشار إلى أن هناك حالة واحدة قد تجعله يغادر، وهي إذا "قُسِّمت سوريا، لا سمح الله".
الطرف الثالث: صوت ضائع في ضجيج الصراع
عبر كوسا عن رفضه الانحياز إلى أي طرف، قائلاً: "أنا لست موالي ولا معارض. كنا نحاول دائماً أن نكون الطرف الثالث، ولكن للأسف كان صوتنا ضعيفاً". كما كشف أنه كان من أوائل من تحدثوا عن وجود "معارضة وطنية"، مما أدى إلى إيقاف أحد اللقاءات وهجوم النظام عليه، لكنه لم يستثمر في هذا الموقف.
رفض صناعة الأبطال الوهمية
دعا كوسا إلى عدم "اصطناع أبطال من ورق"، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين أن تُدعى وأن تُستدعى. وأوضح: "عندما يستدعيك أصغر مساعد في الأمن، عليك أن تذهب. نحن نعيش تحت قسوة وأصبح لدينا فوبيا، وعلينا أن نخاف".
اعتذار من الأرواح التي ذهبت عبثاً
أعرب كوسا عن أسفه للأرواح التي فقدت في الصراع، قائلاً: "أنا لن أعتذر عن أي شيء قلته أو أي شيء حدث، ولكن يمكن أن أعتذر من الأرواح التي ذهبت بالمجان، ولكل شخص قُتل من الطرفين".
التضحية من أجل الفن والتعليم
كشف كوسا أنه رفض كل العروض التي قدمت له من مناصب أو وظائف، كما أشرف على تخريج دفعتين من المعهد العالي للفنون المسرحية دون أن يتقاضى أجراً. وأضاف أنه حرص على تعليم أولاده في مدارس خاصة لتجنب تعرضهم للتلقين السياسي.
**تحذير من المستقبل**
حذر كوسا من المرحلة المقبلة، مؤكداً أن حماية مؤسستي القضاء والتعليم هي المفتاح لإنقاذ البلاد. وقال: "إذا طُبقت الأفكار النبيلة التي نتحدث عنها، فسوف تُدرس في العالم".
بسام كوسا، الفنان الذي يرفض الانحياز، يظل صوتاً صادقاً في زمن الفوضى، مؤمناً بأن الفن والوطن يستحقان التضحية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :