افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 27 كانون الثاني 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 27 كانون الثاني 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

أهالي الجنوب يُحرّرون قراهم بقبضاتهم العارية

عشرات الشهداء والجرحى في يوم الزحف الكبير
ترقب ولادة الحكومة هذا الأسبوع

 ولأن لا موانع او حواجز تقف امام أهل الارض، عبر اهالي الجنوب اللبناني يوم أمس الى قراهم، رغم أنف العدو «الاسرائيلي» ودباباته وعناصره، الذين حاولوا الانقلاب على اتفاق وقف النار ورفضوا الالتزام بمهلة الستين يوما.

وبقبضاتهم العارية وقف الجنوبيون بوجه الدبابات والقوات المحتلة المدججة بالسلاح، ما اجبرها على الانسحاب من عشرات البلدات، لتبقى تلك التي لا تزال محتلة لا تتجاوز اصابع اليدين، مع ترقب المزيد من الانسحابات في الساعات المقبلة.

وبعد ان فشلت كل الجهود الديبلوماسية في اجبار جيش العدو على الالتزام باتفاق وقف النار، والانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية مع مرور مهلة الستين يوما، ارتأى أهل الارض ان يجبروه على التراجع بالقوة، فاذا به لا يصمد ولو لساعات، حتى بعد فتحه النار بوجههم، ما ادى الى استشهاد 22 على الأقل وجرح العشرات.

التحرير متواصل

واكدت مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» ان «تحرير كل القرى من قبل الاهالي متواصل، ولن يتوقف حتى تحرير آخر شبر من الاراضي المحتلة» ، معتبرة في حديث لـ «الديار» ان «ما حصل يوم الاحد انتصار كبير، ثبّت اكثر من اي وقت مضى معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وبالتالي سيكون له اثره على كل الاستحقاقات السياسية المقبلة».

واعتبرت المصادر ان «ما شهدناه اكد المؤكد ، لجهة ان لا اتفاقات ولا ضمانات ولا تعهدات تنفع مع العدو «الاسرائيلي»، الذي لا يلتزم بأي منها ،وانه لا ينفع معه الا مقاومته والتصدي له بالقوة». واضافت المصادر:»الكثيرون طالبوا بترك «لبنان الرسمي» والمجتمع الدولي يتصرفان لضمان انسحاب «اسرائيل» بانتهاء مهلة الستين يوما، ولكن وبعدما تبين ان هناك عجزا على المستويات كافة، كان لا بد لاهالي القرى والبلدات ان يتحركوا لدحر المحتل».

الوضع الميداني

وأفادت المعلومات حتى اولى ساعات مساء الاحد أن البلدات التي دخل اليها الأهالي في القطاع الشرقي بعد انتهاء مهلة الستين يوما هي: كفرحمام - كفرشوبا - حلتا - الخيام - عين عرب - الوزاني - دير سريان - القصير - قنطرة - الطيبة - عدشيت القصير - بني حيان - طلوسة - محيبيب - عيناثا - بنت جبيل - مارون الراس - يارون - جباب العرب - عيتا الشعب - رامية - بيت ليف .

اما القرى التي تحررت امس الاحد في القطاع الغربي: شيحين - الزلوطية - ام التوت - البستان - مروحين - الجبين - يارين - الضهيرة - شمع - البياضة - طير حرفا - علما الشعب - الناقورة .

أما البلدات التي لا يزال جيش الاحتلال يحتلها فهي:كفركلا - عديسة - رب ثلاثين - مركبا - حولا - ميس الجبل - بليدا - عيترون.

المواقف الرسمية

وكانت القوى والمرجعيات السياسية هي التي واكبت تحركات الاهالي على الارض منذ ساعات الصباح. فتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لأهل الجنوب ، مؤكدا ان «سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم».وقال: «أشارك اهلنا في الجنوب فرحة انتصار الحق، وادعوهم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة».

اما رئيس المجلس النيابي نبيه بري فاعتبر ان «معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون، تؤكد بالدليل القاطع أن «إسرائيل» تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار، داعيا المجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار «للتحرك الفوري والعاجل، لإلزام «إسرائيل» بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية ، التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان».

كذلك فعل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الدول، الذي حثّ الدول التي رعت تفاهم وقف النار الى «تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان، واجبار العدو «الاسرائيلي» على الانسحاب من الاراضي التي يحتلها، وهذا ما ابلغناه الى المعنيين مباشرة، محذرين من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة».

اما حزب الله فواكب الاهالي عبر نوابه وقيادييه برحفهم الشعبي الى قرى وبلدات الصف الاول، وقال النائب عن الحزب حسين الحاج حسن:»المقاومة تراقب وتتابع، وعندما ترى أنه من الضروري أن يكون لها موقف سيكون لها موقف، المطلوب هو ضغط حقيقي وقوي ومستدام ومتتابع، لإجبار العدو على الانسحاب من كل شبر من أرضنا، وبقاء العدو في شبر واحد يعني استمرار الاحتلال، ويعني مسؤولية الجميع تحرير هذا الشبر الواحد من الأرض اللبنانية، وخصوصا الدولة اللبنانية بكل مسؤوليها وكل مؤسساتها».

موقف فرنسي وحيد!

وفيما غاب اي موقف رسمي من «اللجنة الخماسية» التي تراقب قرار وقف النار، والتي كان يفترض فيها ادانة عدم التزام «اسرائيل» بالانسحاب مع انتهاء مهلة الستين يوما، كما غاب اي موقف اميركي رسمي، افادت الرئاسة الفرنسية بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو «سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان». وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن «رئيس الجمهورية شدد أمام نتنياهوعلى أهمية الا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها».

من جهتها، أصدرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» بيانا عبّرت فيه قلقها «البالغ، إزاء التقارير التي تفيد بعودة المدنيين اللبنانيين إلى القرى، التي لا يزال الجيش «الإسرائيلي» متواجداً فيها ، ووقوع إصابات نتيجة للنيران الإسرائيلية».

واشارت الى انه «بناء على طلب القوات المسلحة اللبنانية، ينتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في المناطق، التي حددتها القوات المسلحة اللبنانية في مختلف أنحاء منطقة عمليات البعثة، لمراقبة الوضع والمساعدة في منع المزيد من التصعيد. ومع ذلك، فإن إدارة الحشود تقع خارج نطاق ولايتنا». وشددت على «الأهمية الحاسمة للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ، وترتيبات وقف الأعمال العدائية من خلال الآليات المعمول بها. ويشمل ذلك الانسحاب الكامل للجيش «الإسرائيلي» من لبنان، وإزالة أي أسلحة أو أصول غير مصرّح بها جنوب نهر الليطاني، وإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جميع انحاء جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة والكريمة للمدنيين النازحين على جانبي الخط الأزرق».

الحكومة هذا الاسبوع؟

اما على خط تشكيل الحكومة، فرجحت مصادر مواكبة لحركة الرئيس المكلف ان «تؤثر التطورات الميدانية على عملية التشكيل والاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها البيان الوزاري»، مرجحة في حديث لـ»الديار» ان يكون هناك تشدد من قبل القوى السياسية بشروطها ومطالبها، ما قد يدفع الرئيس المكلف للاعلان عن تشكيلته كحد اقصى نهاية هذا الاسبوع، حتى ولو لم تكن ترضي جميع الاطراف، محاولا الاستفادة من الزخم الدولي، الذي لا يزال موجودا، والذي قد يتلاشى في حال تأخر التشكيل».

وخلال عظة الاحد، اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان «الشعب اللبنانيّ وضع آماله وثقته بشخص رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون، ورئيس الحكومة المكلّف القاضي نوّاف سلام. وبخاصّة في ما قاله فخامة الرئيس في خطاب القسم «بأنّه يقوم مع المجلس النيابي ومجلس الوزراء بالمداورة في وظائف الفئة الأولى في الادارات والمؤسسات العامة»، وما قاله دولة الرئيس بأنّه يؤلّف الحكومة وفقًا لنصّ الدستور والطائف، حيث لا يوجد أي تكريس لوزارة باسم أيّ طائفة من الطوائف»، معربا عن امله في «تجاوز هذه المسألة وفقًا للنصوص وروحها ، وبأن يتمّ فصل مسألة الميثاقيّة عن المحاصصة. فنقول نعم للميثاقيّة القائمة على المساواة بين المسلمين والمسيحيّين في العيش المشترك ووظائف الفئة الأولى، وبذات الروح قدر الإمكان في ما دونها. ونقول: لا للمحاصصة بين الأحزاب والتكتّلات النيابيّة، لأنّها تفتح الباب واسعًا أمام تدخّل السياسة بالإدارة، وتخلق برلمانًا مصّغرًا تنتفي معه المساءلة والمحاسبة من قبل مجلس النواب، وتُنتهك القاعدة الدستوريّة بفصل السلطات. لقد آن الأوان لنثق بعضنا ببعض، ونعمل معًا على إصلاح الخلل في البلاد، والقيام بالإصلاحات الضروريّة المنتظرة».

اما عضو تكتل «التنمية والتحرير» قاسم هاشم، فأوضح أن «الاتصالات جارية بين الرئيسين نبيه بري والمكلف نواف سلام، لإنهاء المسوّدة لتأليف الحكومة، وقال إن الحركة متواصلة والأمور متقدّمة إيجابيًا في هذا الملف»، مؤكدا «أن وزارة المال ستكون من حصّة الثنائي».

************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

أميركا تخاطر بإطاحة القرار 1701... وتعلن تمديد وقف النار ثلاثة أسابيع | أيام التحرير بدأت... والمقاومة أوقفت التفاوض
 

في اليوم الأول بعدَ الستين، لم ينتظِر الجنوبيون أحداً، لا دولة ولا قرارات أممية ولا لجنة إشراف. وقرروا، كما عهدهم، أن تحرير أرضهم وتحصيل حقوقهم لا يتمّان إلا على أيديهم.

بعدَ شهرين، اختبر الناس فيهما معنى أن يكون الجنوب في عهدة «الشرعية» و«المجتمع» الدوليين، بادروا إلى فتح القرى بلحمِهم الحي، متقدمين على الجيش الذي كان عليه فتح الطريق أمامهم، فعبّدوا هم الطرقات أمام جنود الجيش الذين دخلوا إلى مناطق منعهم جيش الاحتلال وراعيه الأميركي من دخولها سابقاً. وخلال ساعات قليلة، بدا واضحاً وحاسماً، أنه ما لم تكُن الدولة جدّية في تولّي زمام الأمور، فإن أهل الأرض يعرفون طريقهم إلى تحصيل حقهم، والمقاومة على طريقتهم.

ما حصل أمس، سيُستكمل اليوم، بمزيد من الحشود الشعبية، من أبناء القرى الحدودية وبقية قرى الجنوب والبقاع الغربي، حيث لن ينتظر الناس الإذن من أجل استكمال عملية إخراج قوات الاحتلال من آخر المواقع التي لا تزال تحتلها. ومنذ ساعات بعد ظهر أمس، بدأت التحضيرات الأهلية والشعبية. فأُعلن عن وقف التعليم اليوم، وإقفال المتاجر والأعمال في غالبية الجنوب والبقاع، وتنظيم عملية الاقتحام الشعبي لما تبقّى من قرى منع العدو الناس من الدخول إليها أمس، عبر إطلاق النار، وسط جهود للقوات الدولية لمصلحة العدو، بحجة «توفير العودة الآمنة»، فيما كان الجيش يواجه وضعاً ميدانياً لم تستعد له القيادة السياسية في البلاد. فهو يلمس أهمية ما يقوم به الناس، ويرى همجية العدو، لكنه يعمل على تدوير الزوايا، فيفتح طريقاً ويحاول احتواء تحرك، بينما لم تتغير التعليمات له، علماً أنه كان يُفترض به أن لا ينتظر أحداً من أجل إرسال القوات إلى الحدود مباشرة، وتحدي قرار العدو بإبقاء الاحتلال في مناطق عدة.

ما حصل أمس، وما هو منتظر اليوم، قد يشكّل كل ذلك نقطة فاصلة في المواجهة المستمرة مع العدو. سقط أمس 23 شهيداً في يوم التحرير الشعبي الأول، وقد يسقط المزيد من الشهداء اليوم، لكنّ القرار الواضح عند الأهالي هو المواصلة، بينما كانت الاتصالات السياسية من دون نتيجة حاسمة، حيث أصر الأميركيون على أن إسرائيل ستبقى في بعض النقاط لمزيد من الوقت، وهو أمر سيكون له أثره على كل مشروع تنفيذ القرار 1701، لأن تحويله إلى غطاء للاحتلال لن ينجح، والمقاومة لم تقل كلمتها بعد.

أمس كانَ الكلام هو لأهل الجنوب والقرى الحدودية، خصوصاً أن الاتصالات السياسية بدَتْ متأخرة عن الموقف الشعبي والميداني. وعلمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجريا اتصالات مع الفرنسيين والأميركيين للضغط على إسرائيل، لكن من دون الحصول على النتيجة المرجوة. وكشفت مصادر بعبدا أن «الاتصالات ركّزت على فريق مجلس الأمن القومي وقائد المنطقة الوسطى مايكل كوريلا، وقالوا إنهم يتواصلون مع الجانب الإسرائيلي»، لكن لا توجد أي ضمانات أو مؤشرات إلى انسحاب إسرائيلي قريب، فيما أعلن البيت الأبيض ليلاً تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 شباط.

ومساء، تردّدت معلومات عن أن قيادة قوات اليونيفل تبلّغت بأن قوات الاحتلال ستبقى لمدة أسبوعين على الأقل، لكنّ رئاسة الجمهورية أصدرت بياناً قالت فيه إنه «لا صحة للأخبار عن إبلاغ إسرائيل لبنان عن بقائها في خمس نقاط حدودية 15 يوماً، وإن الرئيس عون يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القرى المحتلة».

وفيما ينتظر لبنان رداً رسمياً على مطالبته بتنفيذ الاتفاق، أُعلن في باريس أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان. فيما جرى الحديث عن اتصالات شاركت فيها عواصم غربية أخرى سعت إلى محاولة التوصل إلى اتفاق بتحديد مدة زمنية جديدة، سيما أن قوات الاحتلال كانت تصر على البقاء وتطالب بإجراءات ضد المواطنين الجنوبيين الذين «ينتهكون» الاتفاق.

المقاومة غير معنية بالاتصالات

وفيما كانت تحركات الناس تتم بشكل منسّق بين لجان الأهالي والبلديات، أصدر حزب الله بياناً وجّه فيه التحية إلى المواطنين مؤكداً على أهمية استعادة الأرض وطرد الاحتلال. وكشفت مصادر مطّلعة أن بيان حزب الله ثم كلمة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، جاءا تمهيداً لقرار أبلغه حزب الله بأنه «لا يُشارك في أي اتصالات داخلية أو خارجية بخصوص تمديد مهلة الـ 60 يوماً، وأنه متمسك بنص الاتفاق وضرورة انسحاب العدو من دون أي تأخير». ولمست جهات رسمية بارزة أن المقاومة ليست في وارد الدخول في أي نوع من التفاوض الجديد، وأن على الدولة اللبنانية وفرنسا والولايات المتحدة أن تلزم العدو بتنفيذ الاتفاق، في إشارة بدت «مثيرة للقلق» عند جهات سياسية اعتبرت أن حزب الله ليس في وارد أي نوع من الضغط على الناس لوقف دخولهم المدني إلى القرى المحتلة.

وبحسب مصادر متابعة، جرى الحديث عن نصائح وجهتها سفارات أجنبية إلى قيادة الجيش والحكومة، حملت نوعاً من التهديد في حال تطورت تحركات الأهالي. ونقلت كعادتها، «تهويلاً إسرائيلياً بعودة الحرب في حال لم تتمكن إسرائيل من تنظيف المنطقة الحدودية من المقاومة وهي لن تسمح بعودة الأهالي قبل إنجاز هذه المهمة».

وقالت المصادر إن «مشهد الجنوب أعادَ تثبيت حضور المقاومة جنوب الليطاني، وكشف أن الجانب الأميركي لا يريد للجيش اللبناني أن يمسك الجنوب، وإلا لما تأخر لحظة عن الضغط على العدو». وبات واضحاً «أن الموقف الأميركي تحوّل من أداة ضغط على المقاومة إلى عنصر إحراج لرئيس الجمهورية العماد عون»، حيث بات واضحاً أن «الأميركيين يريدون من الجيش اللبناني أن يسير بتوجيهات العدو وحسب، وهذا ما لن يحصل».

في هذه الأثناء، بدا من التحركات الأهلية التي جرت مساء أمس أن أهالي الجنوب ليسوا بوارد التراجع، وستزداد تحركاتهم اليوم وفي الأيام المقبلة بحسب التطورات، وهناك دعوات من البلديات المحلية وأهالي القرى لمعاودة محاولة الدخول إلى البلدات الحدودية اليوم الإثنين بزخم أكبر وأوسع وستكون هنالك مشاركة من طلاب الجامعات والمدارس.

وأمام مشهد الصمود توالت المواقف، إذ أكّد الرئيس السابق العماد إميل لحود أن «هذا الشعب، من أبناء الشهيد البطل السيّد حسن نصرالله، لا يمكن سحقه ولو تجمّعت جيوش العالم ضدّه، ففي كلّ يوم يسقط فيه شهيدٌ يولد عشرات المقاومين الجدد، وستبقى المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان هي جيش، شعب ومقاومة تجاه أيّ عدو، وهذه ليست حبراً على بيانات بل هي إيمان راسخ لن يتزعزع». وتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أهل الجنوب قائلاً: «تؤكدون أنكم كما أنتم عظماء في مقاومتكم، كذلك أنتم اليوم تثبتون للقاصي والداني أنكم عظماء في انتمائكم الوطني وأن الأرض هي كما العرض ترخص في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وأن السيادة هي فعل يُعاش وليست شعارات تلوكها الألسن». كما صدر عن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بيان قال فيه «إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان، هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإنَّي إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم». وكتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على منصة «إكس»: «أنحني أمام الشهداء والجرحى من أهلنا المدنيين العزّل في الجنوب وأمام إرادتهم الصافية في وجه احتلال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار. التحية لجيشنا الوطني الذي آمل أن يلتزم أهلنا بتوجيهاته لحمايتهم. المجتمع الدولي مدعو فوراً لتحمل مسؤوليته تجاه احتلال خارج على قانونه وعلى اتفاق ضمنته ورعته دول عظمى والتزم به لبنان التزاماً كاملاً». أما رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية فعلّق قائلاً: «أهل الجنوب اليوم هم الرسالة الأقوى للمجتمع الدولي ليضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية».

رعد: دعوة صارخة من شعبنا لإلزام العدو بالانسحاب ‏الفوري

توجّه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد إلى «أبناء نهج الصمود والعزة والمقاومة»، قائلاً: «مرة جديدة تُعلّمون العالم كيف يكون الإباء وكيف ‏يتجلى الانتماء والولاء للوطن وكيف يُصنع التحرير وتُصان الحرية، مرة جديدة (...) عدتم ‏ووقفتم شامخين ومعكم أهلكم الشركاء من البقاع ومدنه وقراه ومن أحياء الضاحية ‏والعاصمة بيروت وبلدات الوفاء في الجبل والشمال، تصرخون في أسماع المحتلين ومن ‏يدعم إرهابهم وغزوهم أن يخرجوا من أرضنا، وأن لا مكان لهم على ترابنا. نحن أسياد هذه الأرض ‏وأبناؤها وحماتها شعب وجيش ومقاومة». وأضاف: «مرة أخرى تعلنون بكل جرأة ووضوح وعنفوان: أيها ‏الغزاة الصهاينة لا تنطلي علينا مؤامراتكم ولا تخيفنا أسلحتكم ولن نسمح لكم بالتطاول على ‏حقنا بالوجود وعلى إرادتنا بالتحرير وعلى القانون والاتفاقات بالتجاوز والمماطلة والتسويف، ودماء شهدائنا تنتزع منكم النصر وتحقق التحرير وتستعيد ‏الحقوق وتجسّد العدالة، فيا أهلنا الأحرار، بوقفتكم وزحفكم اليوم نحو قراكم وبلداتكم تعلنون ‏للعدو المجرم ولكل من يعترف به ويدعمه ويسلّحه بأسلحة تدمير بيوتكم وبلداتكم أن احتلاله ‏لفلسطين بالقوة والقهر هو تهديد للبنان، ولكل دول المنطقة، وأن خياركم لمواجهة هذا التهديد ‏الدائم هو المقاومة بالتضامن مع الجيش والشعب حتى إزالة تهديده وإنهاء ‏الاحتلال وضمان حماية سيادتنا في وطننا وأمننا واستقرارنا وإعاده بناء ما دمّره العدوان».

وأكّد أن «ما ‏يجري وما جرى اليوم هو عينة تفضح كذب ادّعاءات العدو بالنصر وزيف أوهامه بالقدرة على ‏مواصلة احتلاله للأرض عبر التلطّي خلف دول الاستكبار الداعمة لإرهابه، ما جرى اليوم هو ‏دعوة صارخة من شعبنا في لبنان إلى كل المعنيين الدوليين لإلزام العدو الصهيوني بالانسحاب ‏الفوري ودون أي تأخير من الجنوب والإذعان لإرادة أهله وتنفيذ ما تمّ إعلانه عن وقف ‏العدوان بالكامل وإطلاق الأسرى وتحريرهم».

**********************************************


افتتاحية صحيفة البناء:

الشعب المقاوم يطرد الاحتلال ويفتح الطريق للجيش… 22 شهيداً و124 جريحاً

• رئيس الجمهورية: انتصار الحق • برّي: بكم ننتصر • رعد: أنتم وصية نصرالله
إشادات من لحود والحريري وباسيل وفرنجية • حردان: الشعب والجيش والمقاومة

 خرج الشعب المقاوم وقد توضأ للصلاة فجراً وتوجّه شطر الجنوب، اصطحب الآباء والأمهات أبناءهم وبناتهم والغالبية تحمل بيمينها علم المقاومة وفي يسارها صورة شهيدها، وتدافعوا أمواجاً نحو مواقع الاحتلال، وأحياناً كانوا أفراداً استشهاديين يتقدّمون إلى مسافة صفر من مدفع دبابة ميركافا. وفي حصيلة اليوم الملحمي الطويل انقلبت معادلة المشهد في الجنوب من حالة العجز عن فعل شيء والاستسلام لقدر بقاء الاحتلال حتى يقرّر الرحيل، إلى معادلة حررت فوراً ثماني عشرة بلدة فتح الشعب طرقاتها ومهّد لدخول الجيش إليها.

الجميع أصيب بالذهول، الكيان أصيب بالارتباك، الذهول في الداخل اللبناني الرسمي والسياسي، ترجمه أصحاب النيات الحسنة بفرصة للضغط من أجل فرض تطبيق دقيق لاتفاق وقف إطلاق النار حيث لا تلاعب بالمهل، وحيث على الاحتلال الانسحاب مع نهاية مهلة الستين يوماً وقد انتهت، بينما ترجمه أصحاب النيات السيئة تملقاً للشعب وانتفاضته وشجاعته على قاعدة الشعب شيء والمقاومة شيء آخر، رغم وضوح الصورة أن الشعب المعني هنا يجاهر بهويته المقاومة.

الارتباك في كيان الاحتلال تُرجم ببعدين، الأول هو أن الخسارة التي أراد الكيان إلحاقها بالمقاومة وإظهارها مهزومة وعاجزة وضعيفة لحقت بالكيان وجيش الاحتلال، حيث آلاف اعلام حزب الله ترفرف على خط الحدود، وصور السيد نصرالله في كل اتجاه، والثاني أن استمرار هذا الوضع وتصاعده قد يصل إلى حال من فقدان السيطرة، سواء لجهة مخاطر تصادم وسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، من جمهور لا يبدو أنه يقيم حساباً لآلة القتل الإسرائيلية، أو لجهة احتمالات تسرّب بنى وهياكل قتالية بين جموع الناس الذين يتوافدون بصورة يوميّة إلى النقاط الحدودية، كما قال المحللون في القنوات العبرية.

الانتفاضة الشعبية المستمرة والتي تتجدد اليوم بزخم أكبر مع انضمام عشرات آلاف الطلاب الى المشهد، أسفرت في مواجهات أمس عن استشهاد 22 مواطناً منهم طفلة وثلاثة عسكريين، و124 جريحاً.

في المواقف خاطب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الجنوبيين، معتبراً أن انتفاضتهم هي انتصار الحق مؤكداً أن الجيش اللبناني يقف معهم ويكون حيث يكونون، وأنه يواصل اتصالاته على أعلى المستويات لضمان انسحاب الاحتلال، بينما وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة للجنوبيين، قال لهم فيها، “فعلكم اليوم أكد أن مقاييس الوطنية والهوية والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحرية والتحرر هو أنتم وهي الأرض التي تقفون عليها وتذودون بالدفاع عنها بأغلى ما تملكون، مباركة هي الأرض التي تزداد شموخاً اليوم بحضوركم فوق تلالها وحواكيرها وفوق ركام منازلها المدمرة بفعل غطرسة العدو الإسرائيلي وإرهابه، فعلكم اليوم يؤكد أن وطناً يمتلك عزيمة كعزيمتكم، وإرادة كإرادتكم وحباً للأرض كمثل حبكم، ووفاء لا يقاس كوفائكم وبأساً كالجمر لا يداس كبأسكم، هو وطن لا بد أن ينتصر”.

بينما وجّه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد رسالة إلى الجنوبيين قال فيها “إن ‏الشعب والجيش والمقاومة هي المعادلة الواقعية الوحيدة التي تحمي البلاد وتحررها من ‏الاحتلال وإن القانون الدولي على أهميته ما لم تدعمه إرادة الشعوب وتصميمها تذهب تطبيقاته ‏أدراج الرياح والوعود والمصالح والمساومات، فيا أهلنا الأحرار في لبنان نُقبل الأرض التي ‏تطأها أقدامكم وننحني باعتزاز وفخر امام عظمة مواقفكم وتضحياتهم وشهادات وجراحات ‏ابنائكم ومعاناة أسراكم وعهدنا لكم أن نكون على امتداد البلاد وبالتعاون مع كل الشرفاء في ‏هذا الوطن لسان صدق لكم صوناً لحقوقهم وتعبيراً عن إرادتكم وخياركم وذراعاً قوية للدفاع ‏عنكم ولتحقيق مصالحكم وآمالكم، أنتم عزنا وشرفنا وفخرنا ووصية أميننا العام لنا وفينا ‏ونحن فرعكم وفعلكم ومقاومتكم”.

إشادات عديدة نالتها انتفاضة الجنوب أبرزها مواقف لكل من الرئيس السابق اميل لحود ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري والوزيرين السابقين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان اعتبر الحديث عن تمديد أميركي لمهلة انسحاب الاحتلال رخصة للاحتلال لمزيد من العدوان، مؤكداً أن الوقائع كل مرة تعيد تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، كمعادلة وحيدة للدفاع عن لبنان وحماية سيادته ووحدته واستقراره.

بعد انقضاء مهلة السّتين يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار. توجّه عدد سكان من البلدات الجنوبية إلى بلداتهم الحدودية رغم التحذيرات الإسرائيلية. وشهدت مداخل القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط منذ ساعات الفجر الأولى تجمعات لعدد من الأهالي الذين وصلوا إلى العديد من الأحياء الآمنة في بلداتهم الجنوبية، فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على أمن الوافدين.

قدّر عدد البلدات الّتي انسحب منها الإسرائيليّ كليًّا ودخلها المواطنون بمواكبةٍ من الجيش اللّبنانيّ بحوالي 18 بلدة، كحصيلةٍ غير نهائيّة. وأفاد مصدر أمني بأنّ الجيش دخل بلدات: بني حيان، حولا، ميس الجبل، مارون الراس، عيترون، يارون، راميا، الضهيرة، يارين، أم التوت، الزلوطية، الطيبة، دير سريان، بيت ليف، حانين، القنطرة، عيتا الشعب، القوزح، مع تأكيد المصادر لـ”البناء” أن الجيش لن يخرج من القرى الّتي دخلها في القطاع الشّرقي، فيما لا تزال بلدات اللبونة، مروحين، بليدا، محيبيب، مركبا، كفركلا، العديسة، رب ثلاثين، طلوسة، تلة الحمامص، الوزاني، العباسية، المجيدية ودير ميماس قيد الاحتلال الإسرائيلي.

الى ذلك سقط 22 شهيدًا بينهم عسكريّ في الجيش اللّبنانيّ، وعشرات الجرحى برصاصٍ إسرائيليّ استهدف عشرات المواطنين العُزّل أثناء محاولتهم العودة إلى بلداتهم وأراضيهم في القرى الحدوديّة الجنوبيّة.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني عن استشهاد أحد عناصرها وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، في إطار اعتداءاته المستمرة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية.

وفي أول البيانات أعلنت بلدية كفرشوبا، في بيان “أنّه بعد الاتصالات التي أجريت مع الجيش اللبناني، بإمكان أهالي البلدة، إبتداءً من صباح الاثنين، العودة إلى منازلهم شرط الالتزام بعدم تجاوز حدود البلدة لجهات النجمة والعين والكروم والشميس والصوان وخلة شباط في الوقت الراهن. كما تذكر البلدية بالامتناع عن رفع الأعلام والصور الحزبية باستثناء العلم اللبناني”.

في المقابل قال رئيس حزب “المعسكر الوطنيّ”، بيني غانتس، إن “الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى في جنوب لبنان حتى يتم تنفيذ جميع شروط الاتفاق، لحماية سكان الشمال”، مشددًا على أن “”إسرائيل” لن تسمح لأي عدو بالتمركز على حدودها مرة أخرى”. وأضاف غانتس أن “”إسرائيل” ملتزمة بسكان المطلة، وليس بسكان كفركلا. سنواصل الحفاظ على أمننا ولن نعود إلى الوراء”. واعتبر غانتس أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارًا صحيحًا بعدم السماح لسكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع حتى يتم ضمان إطلاق سراح الأسيرة أربيل يهود وتسليم القوائم الكاملة للمحتجزين.

إلى ذلك، أصدر حزب الله بيانًا أكّد فيه على “عظمة شعب المقاومة” وجدّد تمسكه بمبدأ السيادة الوطنية التي تحققت بفضل التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني والمقاومة. وأوضح الحزب في بيانه أن لبنان يواصل مسيرته في الدفاع عن أرضه، مؤكدًا أن “شعب المقاومة” الذي يصمد في مواجهة التحديات والعدوان، قد أثبت مجددًا أنه “الشعب المتجذر في أرضه” و”الحارس الأمين لسيادة الوطن”.

وتطرق البيان إلى مرور 25 عامًا على الانتصار التاريخي عام 2000، حيث شدد على أن “المشهد يتكرر” اليوم كما كان في الماضي، وأكد البيان أن “معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبراً على ورق، بل واقع حقيقي يعيشه اللبنانيون يوميًا”. ودعا الحزب جميع اللبنانيين إلى “الوقوف صفًا واحدًا” مع أهلهم في الجنوب لـ”تجديد معاني التضامن الوطني”، وشدّد على أنّ “المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب ‏اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”.

في سياق آخر أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “ضرورة سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان”، وفق ما أفاد الإليزيه. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن “رئيس الجمهورية شدّد لرئيس الوزراء الإسرائيلي على أهمية الا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها”.

في بيانٍ مشترك، أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، وقائد اليونيفيل، الجنرال أرولدو لاثارو، أن التطورات السياسية الأخيرة في لبنان، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، تشكّل خطوات إيجابية لبناء الثقة بين الدولة والمواطنين. وأشار البيان إلى انخفاض مستويات العنف منذ بدء تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني 2024، ما سمح بعودة مئات الآلاف إلى قراهم. ومع ذلك، أكّد أن الظروف الحالية ليست مؤاتية لعودة آمنة إلى المناطق الحدودية، داعيًا الأطراف إلى الالتزام بالقرار 1701 وتجنّب الانتهاكات اليوميّة له. وختم البيان بدعوة جميع الأطراف إلى تجديد التزامها بالسلام والاستقرار، مع تأكيد الأمم المتحدة على استعدادها لدعم أي خطوات تساهم في إنهاء النزاع وبناء مستقبل آمن للبنان والمنطقة.

وأصدر رئيس الجمهورية جوزيف عون بياناً توجه فيه إلى أهالي جنوب لبنان الذين سعوا للعودة إلى بلداتهم وقراهم، أمس، رغم وجود قوات العدو الإسرائيلية وجاء فيه: “هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم.

إن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم. معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان”.

وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساءً وأطفالاً وشيوخاً بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين ارتقوا بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل يؤكد بالدليل القاطع أن “إسرائيل” تمعن بانتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وأن دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.

ودعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الدول التي رعت تفاهم وقف النار الى تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان وإجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب من الأراضي التي تحتلها، وهذا ما ابلغناه الى المعنيين مباشرة محذرين من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة. متوجهاً إلى أبناء الجنوب بالقول “وطنيتكم باتت مثالاً يحتذى وشهادة بالدم بأن لا حق يضيع ووراءه مطالب”.

وحيا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، في بيان، “أهلنا أبناء القرى والبلدات في جنوب لبنان الذين انطلقوا في مواكب العودة إلى بيوتهم وحقولهم وبساتينهم بعز وكرامة، متحدين الاحتلال الصهيوني وغطرسته”، أضاف: إن “الحديث عن إمكانية أن تمدد الحكومةُ الأميركية وقف إطلاق النار لمدة شهر إضافي، إنما تصنف تحت خانة تقديم الخدمات المجانية للاحتلال الصهيوني، وخاصة أن هكذا قرار يُعد خرقًا فاضحًا للاتفاق، واستهزاء بالالتزامات الدولية التي تشرف على تطبيقها لجنة مراقبة التنفيذ. كما يعد هذا التمديد ترخيصاً مفتوحاً من الإدارة الأميركية الجديدة للعدو الغاصب بمتابعة جرائمه المتمادية ضد المواطنين اللبنانيين وممتلكاتهم”.

وشدّد حردان على “ضرورة أن تتحمل الدولة اللبنانية – بكل مؤسّساتها – المسؤولية في القيام بكل ما هو مطلوب من اتصالات وضغوط لتنفيذ الاتفاق بحذافيره، تحقيقًا لعودة أبناء البلدات والقرى الجنوبية إلى بيوتهم ومؤسساتهم وقراهم. وقد شكلت مواكبة الجيش اللبناني للمواطنين المتجذرين في أرضهم الصورة الأسمى لنجاعة قاعدة الصمود والانتصار المتمثلة بوحدة وتكامل الشعب والجيش والمقاومة”.

وحذّر من أن “عدم التزام العدو بتنفيذ الاتفاق، ومواصلة خروقاته المتكررة، يمثل تصعيدًا خطيرًا وإصرارًا على مواصلة الاحتلال، وهذا يعطي قوانا وشعبنا الحق المطلق بقتال الاحتلال، تمامًا كما كان المشهد في أعقاب الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982”.

وقال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في تصريح بعد عودة أهالي الجنوب إلى بلداتهم، “إنني أنحني أمام الشهداء والجرحى من أهلنا المدنيين العزّل في الجنوب وأمام إرادتهم الصافية في وجه احتلال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار”. وقال إنّ “التحية لجيشنا الوطني الذي آمل أن يلتزم أهلنا بتوجيهاته لحمايتهم. المجتمع الدولي مدعو فوراً لتحمل مسؤوليته تجاه احتلال خارج على قانونه وعلى اتفاق ضمنته ورعته دول عظمى والتزم به لبنان التزاما كاملا”.

وأكد رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون ان “الأرض لأبنائها، لمن يرويها بدمه، لمن يدافع عنها باللحم الحي، لمن يستشهد على طريق العودة اليها ولا أحد، لا أحد يمكنه اقتلاعه منها، هذا ما يصرخ به مشهد اليوم، فهل يسمع العالم؟».

وفي الشأن الحكومي، فإن الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على التأليف الحكومي بعيداً عن الإعلام، وقد زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، كما انه التقى في دارته عدداً من رؤساء الأحزاب وموفدين عنها أبرزهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وشددت مصادر على ان الرئيس المكلف لا ينوي مطلقاً الذهاب الى تأليف حكومة أمر واقع، وهو يجهد لتاليف حكومة من 24 وزيراً وفق مبادئ أساسية وهي فصل النيابة عن الوزارة وعدم توزير أي شخصية تنوي الترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة. وتشدد على أن الرئيس المكلف يريد تشكيل حكومة تضع لبنان على سكة الإصلاح وأن الحكومة سوف تتشكل خلال أسابيع قليلة.

********************************************

افتتاحية صحيفة الأنباء:

تمديد اتفاق وقف النار حتى ١٨ شباط وأهالي القرى الحدودية يتحدّون الاحتلال بصدورهم

مرة جديدة يثبت أبناء الجنوب تشبثهم بأرضهم بإرادة لا تنكسر، وشموخ لا ينهزم. ومرة جديدة يعطي أبناء الأرض درسا للعالم أجمع بأن ما من قوة وجبروت تستطيع اقتلاع أصحاب الحق والقضية من أرضهم. فرغما عن الإحتلال الإسرائيلي الذي لم ينسحب من القرى الحدودية ضمن مهلة الستين يوما بحسب اتفاق وقف النار، دخل أهالي هذه القرى متحدين إنذارات العدو الذي عمد جنوده الى إطلاق الرصاص باتجاههم ما أدى إلى استشهاد ٢٢ وجرح ١٢٤شخصا، بينهم عسكري لبناني استشهد برصاص قوات الاحتلال في الضهيرة.

وليلا أعلن البيت الأبيض تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط المقبل، وبدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد السابع من تشرين الأول 2023.

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن في بيان، أنه تشاور مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الاميركي المولج رعاية التفاهم على وقف اطلاق النار. وبعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701، فان الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وامنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف اطلاق النار حتى 18 شباط 2025.كما تتابع اللجنة تنفيذ كل بنود تفاهم وقف اطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701".

وأكد ميقاتي أنه "بناء على طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ الولايات المتحدة الاميركية مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول.

الإعتداءات الإسرائيلية على الأهالي قوبلت بتضامن رسمي وشعبي مع أبناء القرى الحدودية. رئيس الجمهورية الذي يواصل اتصالاته الدولية بهدف الضغط على تل أبيب للانسحاب أكد في نداء الى الأهالي أن هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. مشددا على أن القوات المسلحة اللبنانية، حريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم. وأكد أن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة.

بري

رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد للجنوبيين أن "فعلكم اليوم أكد أن مقاييس الوطنية والهوية والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحرية والتحرر هو أنتم وهي الأرض التي تقفون عليها وتذودون بالدفاع عنها بأغلى ما تملكون.

ميقاتي

من جهته حيّا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أهالي القرى الحدودية. ودعا الدول التي رعت تفاهم وقف النار الى تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان وإجبار العدو الاسرائيلي على الانسحاب من الاراضي التي تحتلها، محذرا من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة.

التقدمي

الحزب التقدمي الإشتراكي توجه بتحية وطنية لأهالي الجنوب ولأرواح الشهداء الذين عبّروا اليوم في مشهد وطني جديد عن تمسّكهم بحقّهم في أرضهم والعودة إلى بيوتهم وقراهم، وكشف زيف التزام الاحتلال الإسرائيلي بما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار. وجدد الحزب دعوته إلى ضرورة تطبيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وأن يتحرك المجتمع الدولي والدول الضامنة لفرض تطبيقه بالتوازي من تطبيق القرار 1701. وأعرب مجددا عن الدعم الكامل للجيش اللبناني في انتشاره، وعلى القيام بدوره الوطني في حماية الحدود والجنوبيين واللبنانيين.

أبي المنى

شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى حيّا أبناء الجنوب، المجتمع الدولي لا سيما الدول التي رعت اتفاق وقف إطلاق النار الى تحمّل مسؤولياتها الكاملة، والزام العدو الاسرائيلي بالانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية ووقف العدوان.

غزة

وكما في الجنوب كذلك في غزة منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من الإقتراب نحو محور نتساريم، بزعم عدم اطلاق سراح الأسيرة تحرير أربيل يهود. وأفيد أن القوات الاسرائيلية أطلقت النار لمنع حشود الفلسطينيين من العودة باتجاه شمال القطاع.

الأردن يرد على ترامب

وبعد ساعات على كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تطهير قطاع غزة" وأنه سيطلب من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين، جدّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، موقف بلاده الرافض تهجير الفلسطينيين وقال "حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام ورفضنا للتهجير ثابت لا يتغير، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

بدورها قالت الخارجية المصرية في بيان، إن مصر تشدد على رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأجل. ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين.

********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


برعاية أميركية… لبنان يُمدّد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 شباط

 

بعد ساعات خطرة عاشها الجنوب بدخول أهالي القرى الحدودية المحتلّة إلى أراضيهم رغماً عن الجيش الإسرائيلي، ممّا أدّى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى برصاص القوات الإسرائيلية، وذلك مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط/فبراير 2025.

 

وقال في بيان: “تشاورت مع فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي المولج رعاية التفاهم على وقف إطلاق النار”.


وأضاف: “بعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، فانّ الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة  لبنان وأمنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط 2025.كما تتابع  اللجنة  تنفيذ كل بنود تفاهم وقف اطلاق النار  وتطبيق قرار  مجلس الأمن الدولي الرقم 1701”

وتابع ميقاتي: “بناء على طلب الحكومة اللبنانية، ستبدأ  الولايات المتحدة الأميركية  مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول”.

في السياق، أعلن البيت الأبيض أن الترتيب بين لبنان وإسرائيل سيظل ساري المفعول حتى 18 فبراير/ شباط.

وقال البيت الأبيض إنّ “حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات بشأن عودة اللبنانيين الذين جرى احتجازهم بعد 7 أكتوبر تشرين الأول 2023”

 

إلى ذلك، لم يأتِ البيت الأبيض في بيانه على ذِكر فرنسا التي عملت إلى جانب الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن للتوصل إلى وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.


وأعلن الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان”، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما الأحد

وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ ماكرون شدد “على أهمية ألّا يقوّض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها”.

الجنوبيون يتحدّون قرار منع العودة… شهداء بالرصاص الإسرائيلي والأهالي وجهاً لوجه مع الميركافا (فيديو)

وشهدت مداخل القرى والبلدات الحدودية منذ ساعات الفجر الأولى وبدء نهاية المهلة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان،تجمعات لمئات الأهالي الذين وصلوا إلى العديد من الأحياء في بلداتهم الجنوبية التي لا تزال تشهد أجزاء منها احتلالاً اسرائيلياً،  فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على رعاية الوافدين وتحذيرهم من الخطر المحدق بحياتهم. في حين توجه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون الى الجنوبيين، داعياً إياهم إلى “ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين العودة الآمنة”.


وفي حصيلة محدثة للاعتداءات الإسرائيلية على الأهالي يوم الأحد، صدر عن وزارة الصحة اللبنانية أنه سجل سقوط “22 شهيداً و124 جريحاً من بينهم تسعة أطفال ومسعف”.

كما أفاد مصدر أمني لـ”النهار” بأنّ الجيش دخل اليوم بلدات: بني حيان ، حولا ، ميس الجبل ، مارون الراس، عيترون ، يارون ، راميا ، الضهيرة ، يارين  ، ام التوت ، الزلوطية ، الطيبة ، دير سريان ، بيت ليف ، حانين ، القنطرة ، عيتا الشعب ، القوزح.

فيما لا تزال بلدات اللبونة، مروحين، بليدا،  محيبيب، مركبا، كفركلا، العديسة ، رب ثلاثين، طلوسة، تلة الحمامص ، الوزاني، العباسية، المجيدية  ودير ميماس قيد الاحتلال الإسرائيلي.

ووثقت عدسات المواطنين لحظات التحام من النقطة صفر مع أماكن وجود دبابات ميركافا والجنود الإسرائيليين. ولم يطل الوقت قبل أن بدأت تتواتر أنباء الإصابات في صفوف المواطنين.


في أول تعليق أممي على المستجدات الاخيرة جنوبي لبنان عقب انتهاء هدنة الـ60 يوماً، صدر بيان مشترك عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو جاء فيه: “لقد شهد لبنان تغييرات كبيرة منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح اليوم الاحد”.

واعتبر  رئيس مجلس النواب نبيه بري إن “معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساء وأطفالاً وشيوخاَ بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين إرتقوا بالرصاص الحي الذي إطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل، في ميس الجبل وحولا وكفركلا وبليدا وعيترون ويارون ومارون الراس والخيام، يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل تمعن في إنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف النار”، مضيفاً إن “دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار الى التحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل الإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها في جنوب لبنان”.


 

بيان الرئاسة

وتوجه الرئيس جوزف عون إلى أهل الجنوب، في بيان قال فيه: “هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإنَّي إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم”.

 

‎وتابع: “إنَّ سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً حمايتكم وصون أمنكم”.


الرئيس عون: أشارك أهلنا في الجنوب فرحة انتصار الحق وأدعوهم إلى ضبط النفس

 

الحزب

أعلن الحزب في بيان أنّ اليوم هو  “يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان”. ‎

 

وأضاف: “منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية ‏يُجدّد دحر العدو، مؤكدّاً أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء‎.”‎

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

البيت الأبيض يعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير

أعلن البيت الأبيض مساء يوم الأحد تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير (شباط) المقبل.

 

وقال البيت الأبيض في بيان إن لبنان وإسرائيل وأميركا ستبدأ مفاوضات بشأن عودة الأسرى اللبنانيين الذين أسرتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي بيروت، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الحكومة اللبنانية تؤكد استمرار العمل بتفاهم وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 فبراير.

وقال ميقاتي في بيان «تشاورت مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي. وبعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701، فان الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف اطلاق النار حتى 18 شباط 2025».

وفي وقت سابق من اليوم، نفت الرئاسة اللبنانية أن تكون إسرائيل أبلغتها ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط حدودية لمدة 15 يوما. وقال مكتب الإعلام التابع للرئاسة إن الرئيس جوزيف عون يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القرى المحتلة.

كانت إسرائيل قالت الأسبوع الماضي إن قواتها ستبقى في مناطق بجنوب لبنان لما بعد المهلة التي انتهت اليوم الأحد بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي بين إسرائيل وجماعة الحزب لينهي حربا استمرت 13 شهرا وتسببت في مقتل الآلاف ونزوح عشرات الآلاف. ونص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وإبعاد الحزب عن المنطقة مع انتشار الجيش اللبناني خلال 60 يوما، وهي المهلة التي انتهت صباح اليوم الأحد.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  حراك رسمي وشعبي لانسحاب اسرائيل… البيت الأبيض: تمديد وقف النار حتى 18 شباط

 

ما أن انبلج فجر أمس موعد انتهاء هدنة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي من المنطقة الحدودية الجنوبية بموجب وقف إطلاق النار، وفي ظل تمنّع إسرائيل عن هذا الانسحاب، انطلق أبناء تلك المنطقة في زحف بشري للعودة إلى بلداتهم وقراهم بمؤازرة الجيش اللبناني وإجبار الإسرائيليين على الانسحاب منها، ووصل الزاحفون إلى المسافة صفر من المحتلين، وسقط في صفوفهم عشرات الشهداء والجرحى، بينهم عسكريون من الجيش، وذلك في مشهد أعاد إلى الأذهان ذلك الزحف البشري الذي شهدته تلك المناطق إثر اعلان وقف إطلاق النار وصدور القرار الدولي 1701 عام 2006. وقد أجمعت المراجع الرسمية والسياسية والدينية من كل الأطياف، على تأييد هذا الزحف والتنديد بالرفض الإسرائيلي للانسحاب، داعين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الضامنتين لاتفاق وقف النار إلى تحمّل المسؤولية وإجبار إسرائيل على الانسحاب تنفيذاً لهذا الاتفاق.

وأعلن ​البيت الأبيض​ في بيان مساء امس، أنّ “اتفاق وقف إطلاق النّار بين ​لبنان​ وإسرائيل، الذي تراقبه الولايات المتّحدة الأميركيّة، سيبقى ساري المفعول حتى 18 شباط المقبل”، مشيرًا إلى أنّ “حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتّحدة ستبدأ أيضًا في مفاوضات في شأن عودة اللبنانيّين الذين تمّ أسرهم بعد 7 تشرين الأوّل 2023”.

في غضون ذلك، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان”، وفق ما أفاد الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنّ “رئيس الجمهورية شدّد أمام رئيس الوزراء على أهمية الّا يقوّض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها”.

وفي هذه الأثناء، قال المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي، إنّ “اليوم، سُحقت كلّ المعادلات السياسيّة والحسابات الماديّة أمام الشعب المؤمن والمخلص في جنوبي لبنان، الذي لم يَعْبَأ بالجيش الإسرائيلي الغاصب، وحمل روحه إلى الميدان بإيثار وثقة بالوعد الإلهي”.

 

لا حسم مع ترامب

وقالت مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، انّ في هذه المعمعة، يبدو مفصلياً موقف واشنطن. فهل ستستمر في تقديم الدعم غير المشروط لما تقوم به إسرائيل، كما كانت خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، علماً أنّ الرئيس دونالد ترامب كان قد أطلق تعهدات بدعم اتفاق وقف النار؟

 

وفي تقدير هذه المصادر السياسية، أنّ ترامب لم يحسم حتى الآن طريقة تعاطيه مع هذا الملف، وأنّه ربما يريد للولايات المتحدة الاميركية أن تتموضع في خانة المتفرج خلال هذه الفترة، لتختبر كيفية اتجاه التطورات على الأرض، فيتمكن من جسّ نبض الأطراف كافة. ومن هذا القبيل، هو أعلن عدم ممانعته لقرار نتنياهو البقاء في الجنوب اللبناني فترة إضافية، ولم يطالبه بالتزام الموعد المحدّد، أي مهلة الـ60 يوماً، بدقة.

وقالت المصادر نفسها، إنّ ترامب يتبلّغ بالتأكيد، وبشكل متتابع، تقارير وافية عن مسار اتفاق وقف النار من رئاسة لجنة المراقبة، بقيادتها الأميركية. وتالياً، هو يدرك أنّ الجيش اللبناني يقوم تماماً بكل ما يتوجب عليه، لجهة تسلّم المواقع من “الحزب”، وأنّه قادر على الانتشار حتى الخط الأزرق، لو انسحب الجيش الإسرائيلي، لكن ذلك لم يحصل. ولذلك، تقول المصادر، إنّ الجهود اللبنانية الرسمية يجب أن تتركّز في المرحلة المقبلة على دفع الولايات المتحدة الاميركية إلى الضغط فعلياً على إسرائيل كي تسهّل تنفيذ الاتفاق.

 

دلالات

وإلى ذلك، قالت أوساط سياسية على صلة بالملف الجنوبي لـ”الجمهورية”، انّ التحرك الشعبي الواسع الذي حصل في المنطقة الحدودية أمس انطوى على الدلالات الآتية:

ـ الرفض القاطع لبقاء الاحتلال الإسرائيلي في اي بلدة جنوبية تحت أي ذريعة، ومهما كانت كلفة هذا الخيار، بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً.

ـ نجاح الجيش اللبناني في مواكبة العائدين والدخول معهم إلى عدد من البلدات المحتلة، حيث وقف جنوده وجهاً لوجه أمام قوات العدو في أكثر من مكان.

ـ وضع الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار والضامنة له تحت الضغط، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

ـ إثبات جدوى المقاومة الشعبية وفعاليتها في مواجهة الاحتلال الذي واجهه الناس العائدون من المسافة صفر باللحم الحي.

ـ حضّ الدولة اللبنانية على استخدام كل وسائل الضغط الممكنة لإلزام الجيش الإسرائيلي باستكمال انسحابه، والبناء على زخم الإرادة الشعبية لتفعيل المعركة الديبلوماسية.

ـ تظهير موقف رسمي موحّد وحاضن لانتفاضة الناس من قبل رئيسي الجمهورية والنواب ورئيسي الحكومة المكلّف والمصرّف للأعمال.

ـ بروز نوع من الاحتضان الوطني الواسع للتحرك الجنوبي الشعبي ضدّ الاحتلال، ترجمته مواقف كثير من القوى والشخصيات السياسية، باستثناء قلة غرّدت خارج السرب.

ـ وجوب أن يشكّل ما حصل في الجنوب تحفيزاً للتعجيل في تشكيل الحكومة الجديدة وتجاوز العقبات امام ولادتها من أجل التفرّغ لمواجهة التحدّيات الداهمة.

 

 

يوم انتصار لبنان

وفي الوقت الذي تضامن لبنان من أقصاه إلى أقصاه مع العائدين الجنوبيين إلى بلداتهم وقراهم متحّدين القوات الاسرائيلية التي تحتلها وتمعن فيها تدميراً، توجّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ببيان “إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان”، قال فيه: “هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. واني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم”. واكّد “أنّ سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم. معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان”.

وأوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن “لا صحة للمعلومات التي تناقلتها وسائل إعلامية مساء اليوم (أمس) أنّ العدو الإسرائيلي أبلغ لبنان أنّه سيبقى في 5 نقاط حدودية لمدة 15 يوماً، وأنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أبلغ لجنة مراقبة وقف اطلاق النار رفضه لذلك”. وأضاف أنّ “الصحيح أنّ الرئيس عون لا يزال يتابع اتصالاته الداخلية والخارجية مع الجهات المعنية باتفاق وقف النار، في سبيل استكمال الانسحاب الإسرائيلي ممّا تبقّى من القرى الجنوبية المحتلة”.

 

“الحزب”

وفي الوقت الذي يُنتظر أن يتواصل الزحف الشعبي إلى المنطقة الحدودية، وصف “الحزب” في بيان يوم أمس بأنّه “يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرّة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان”. وأضاف: “منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية ‏يُجدّد دحر العدو، مؤكدّاً أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء.” وقال: “إنّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ‏ويؤكّد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما ‏وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد  نصرالله (رضوان الله عليه) بأنّها “نقطة القوة التي لا ‏يستطيع أن يهزمها أحد”. لقد أثبت شعب المقاومة أنّه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنّه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنّهم ‏عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ‏ودحر المحتل نهائيًا”ً.

وأضاف: “إنّنا في “الحزب”، إذ ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكّد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي ‏لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم”.

 

ودعا الحزب “جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معًا معاني التضامن الوطني ولنبني ‏سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب ‏اليوم بتحمّل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”.

وعلّق مسؤول عسكري إسرائيلي على بيان وزارة الصحة الذي أعلن فيه عن استشهاد 15 شخصاً، بينهم عنصر في الجيش اللبناني، قائلًا: “علمت بهذه الأحداث، لكن يجري النظر في التفاصيل المتعلقة بالجندي اللبناني الذي قُتل على يد الجيش الإسرائيلي”.

 

وفي السياق، أشار مسؤول عسكري إسرائيلي إلى أنّ “مئات اللبنانيين، ومن بينهم عناصر من الحزب، حاولوا الوصول إلى قرى في جنوب لبنان اليوم، وقاموا بالاستفزازات”. وقال: “إنّ الجيش الإسرائيلي استعد للمدنيين الذين يحاولون الوصول إلى القرى الحدودية اليوم نهاية الهدنة التي استمرت 60 يومًا، وفي ذلك الوقت كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان”. وأضاف: “يواصل الجيش الإسرائيلي العمل، بتوجيهات من المستوى السياسي، في عدة مناطق في جنوب لبنان”، مشيراً إلى أنّه “بموجب الاتفاق، لا تحتاج إسرائيل إلى الانسحاب في اليوم الـ60 من وقف إطلاق النار، بل فقط عندما الجيش اللبناني ينتشر في جنوب لبنان و”الحزب” ينسحب إلى شمال نهر الليطاني”.

في هذه الأثناء ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة أنّ “سكان جنوب لبنان عادوا إلى قراهم وبلداتهم، اليوم الأحد( أمس)، وذلك رغم وجودد الجيش الإسرائيلي فيها”.

 

واشارت إلى “إنّ قوات الجيش الإسرائيلي تُطلق النار على الأشخاص الذين يحاولون العودة والوصول إلى قرى جنوب لبنان”، وأضافت: “بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بحلول الساعة الرابعة من فجر اليوم (أمس). ومع ذلك، قرّر مجلس الوزراء الأمني في نهاية الأسبوع عدم الانسحاب في الوقت الحالي، لأنّ الجيش اللبناني لم ينتشر في جنوب لبنان كما وعد”.

 

وقالت تقارير إسرائيلية أخرى إنَّ “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو مشاهدة اللبنانيين يقتربون لمسافة صفر من دبابة إسرائيلية مثلما حصل في بلدة مارون الراس”.

 

بيان

صدر عن المكتب التربوي المركزي في حركة “أمل” والتعبئة التربوية في “الحزب”، بيانٌ جاء فيه، “اليوم تجدّد التاريخ ووشم على جبينه النصر وأعلن أنّ صناعة المجد يحفر في تاريخ لبنان الحديث ومن جديد ينتصر الوطن العصي على الاحتلال الصهيوني؛ لأنّ شعبه يأبى الضيم ولا يعيش تحت نير الإحتلال والاستبداد”.

 

وأضاف: “أعراس التحرير تعود إلى جنوب لبنان بإرادة شعب مقاوم ينتصر ويثبت من جديد معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليتشكّل الأنموذج اللبناني الفريد في هذا العالم كونه قدوة ومنارة للأجيال الصاعدة وتربية وطنية فعلية معمّدة بالدم والشهادة والفداء”.

 

وتابع: “انطلاقًا ممّا ذكر، إنّنا في المكتب التربوي لحركة “أمل” والتعبئة التربوية في “الحزب” نوجّه تحية إكبار وتقدير لعطاءات الشهداء وللجرحى ولأهلنا وشعبنا الذي أذهل العالم في تضحياته وشجاعته وإقدامه وثباته ومقاومته، وندعو لاعتبار يوم غد الاثنين هو يوم وطني تربوي بامتياز، يكتب تاريخ لبنان المحرّر من جديد بسواعد أصحاب الأرض، وتُعلّق فيه الدروس في المعاهد والمدارس والجامعات، إفساحًا في المجال لمشاركة المعلمين والأساتذة والطلاب في أعراس التحرير وتطبيق الدروس الوطنية ميدانيًا على ساحات التضحية والشرف والمجد والانتصار”.

 

وفي وقتٍ سابق، أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، أنّه “إلحاقاً ببيانه السابق حول تأكيد التدريس يوم غد الاثنين، وبعد التواصل مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، فإنّه يترك لمديري المدارس والمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة على تنوعها في محافظتي الجنوب والنبطية فقط تقدير الوضع واتخاذ القرار لجهة إقفال مدارسهم غداً او إبقائها مفتوحة”.

 

وأضاف: “أما المحافظات الباقية فإنّ التدريس فيها عادي”.

 

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أنّ اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة، أدّت حتى الساعة إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 22 ، من بينهم 6 سيدات، والجرحى إلى 124 من بينهم 12 سيدة ومسعف من كشافة الرسالة في خلال قيامه بواجبه الانقاذي الانساني.

*********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

فجر العودة: 22 شهيداً و122 جريحاً في مسيرات طرد الإحتلال من الجنوب

تمديد أميركي لإنجاز الإنسحاب حتى 18 شباط وميقاتي يعلن موافقة لبنان

 

ثمن باهظ، ولكنه أقل كلفة بكثير من بقاء الاحتلال الاسرائيلي على أرض الجنوب، جنوبي الليطاني الى آخر نقطة على الخط الأزرق..

24 شهيداً و124 جريحاً، بينهم 9 اطفال، ومسعف في حصيلة صادرة عن وزارة الصحة، برصاص جنود الاحتلال ودباباته ومسيّراته على أهالي القرى التي رفض المحتل الخروج منها، ضارباً عرض الحائط باتفاق وقف اطلاق النار.

وحسب معلومات «اللواء» فإن الاتصالات التي اجراها الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي وقيادة الجيش اللبناني وحتى الرئيس المكلف نواف سلام بالاميركيين والفرنسيين العضوين الاساسيين بلجنة الاشراف على وقف اطلاق النار، لم تسفر عن نتيجة تذكر لضمان الانسحاب الكامل بعدما قرر الاحتلال البقاء في عدد من مناطق القطاع الشرقي، بدليل ما قامت به قوات الاحتلال خلال اليومين السابقين للإنسحاب المفترض من تخريب البنى التحتية في قرى الحدود وتجريف وحفر الطرقات ورفع السواتر والعوائق ونسف مزيد من المنشآت لمنع اهالي قطاعي الجنوب الاوسط والشرقي من العودة، بعد تخريب قرى القطاع الغربي التي دخلها الجيش اللبناني وهو مدمرة بشكل شبه كامل.

وحسب معلومات جهات رسمية أيضاً، فإن الجيش اللبناني لم يستطع التحرك بحرية خلال عمليات انتشاره بسبب ممارسات الاحتلال ومنعه من التقدم والانتشار، واكتفى بتحذير المواطنين من عدم دخول قراهم قبل تأكيد الانسحاب الاسرائيلي وتنظيف القرى وفتح الطرقات، وقام بالتنسيق مع البلديات كسلطات مدنية مسؤولة لضمان عدم تسرّع الاهالي بالعودة الى قراهم حفاظا على ارواحهم . كما لم تنفع اتصالاته مع لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار وخلال اجتماعات اللجنة القليلة في ثني الجانبين الاميركي والاسرائيلي عن منع الاحتلال من استكمال العدوان على القرى.

اما وقد وصل الوضع الى هذا الحد، فلا بد حسب مصادر مطلعة على الموقف الرسمي وموقف الحزب، من انتظار ما سيحصل لاحقاً، وهل يبقى الاحتلال كما اعلن في خمس نقاط يعتبرها حيوية بالقطاع الشرقي، وقالت المصادر لـ«اللواء»: ان الحزب اوكل امر متابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب الكامل الى الدولة ولجنة الاشراف، والحكومة قالت انها تتابع الوضع وسينتظر الحزب نتائج هذه المساعي الرسمية، وقالت: «اذا بقي الاحتلال نبني على الشيء مقتضاه، حيث يحق للبنان وشعبه الدفاع عن ارضه بكل الوسائل، كما تنص كل المواثيق والشرائع الدولية».

مشاورات الحكومة مستمرة

وعلى الرغم من الانشغال اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي بما كان بدور على ارض الجنوب من عزم المواطنين على العودة الى قراهم في الجنوب، فإن المساعي لتأليف الحكومة لم تتوقف، من زاوية اصرار الرئيس المكلف على انهاء مسودة توزيع الحقائب في بحر الايام القليلة المقبلة.

واكدت مصادر المعلومات على ان لقاء الرئيس المكلف نواب سلام مع الرئيس بري اتسم بالايجابية والاستعداد للتعاون التام.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن العمل في الملف الحكومي يتم بكثير من الروية والحكمة بعيدا عن الضوضاء الإعلامي، وان مسألة التأليف لا تخضع لأي تسرع، وهناك اتصالات تحصل بوتيرة متقدمة لكنها لم تصل إلى نتيجة حاسمة بعد.

وأوضحت هذه المصادر أن الصيغة وفق شكل الـ ٢٤  وزيرا لا تزال على حالها وهي تراعي التوزيع الطائفي وفق الدستور لكن ببورصة الأسماء لم تستقر على الرأي اما المعايير فهي على حالها بشأن عدم توزير حزبيين ونواب حاليين والترحيب بوحوه كفوءة وأصحاب الإختصاص.

كما زار الرئيس المكلف بعبدا امس، ويتوقع ان يزورها غداً لاعلان  مراسيم الحكومة العتيدة خلال 48 ساعة والمؤلفة من 24 وزيراً بلا حزبيين.

ودعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جميع الافرقاء من دون استثناء الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف والخروج من لعبة الزواريب، معتبرا اسرائيل المستفيد الاول من عدم تشكيل حكومة في لبنان، لانها لن تغفر لنواف سلام حكمه التاريخي في المحكمة الدولية.

غير ان فجر العودة، بدءاً من الساعة الرابعة من الفجر انتهاء مهلة الـ60 يوما في اتفاق وقف اطلاق النار بين  لبنان واسرائيل، بعدما امتنع الجيش الاسرائيلي من الانسحاب، والتصرّف كمحتل، يجرف الطرق، ويدمر المنازل، ويلعب بأعصاب الاهالي، فتح الطريق امام طرد المحتل، بالتحام الاهالي والجيش اللبناني، فدخلوا القرى،  غير آبهين بالرصاص وهدير المسيّرات وتحرك الدبابات.

ومع هذا الوضع الميداني الذي كان موضع متابعة وتقدير رسميين، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان»، وفقا لما افاد به قصر الاليزيه.

وجاء في البيان الرئاسي ان ماكرون شدد امام نتنياهو على اهمية ألا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها.

وعلى أثر ذلك أعلن الرئيس نجيب ميقاتي موافقة لبنان على التمديد الجديد للإنسحاب الإسرائيلي حتى 18 شباط المقبل.

رفض الطلب الإسرائيلي

وحسب المعلومات طلب الجيش الاسرائيلي عبر الأميركيين البقاء في 5 نقاط لمدة شهر، وهو الامر الذي يرفضه لبنان رفضا قاطعا.

لكن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اكد ان: لا صحة للاخبار عن ابلاغ اسرائيل لبنان بقاءها في 5 نقاط حدودية لـ15 يوماً. مضيفاً ان الرئيس عون لا يزال يتابع اتصالاته الداخلية والخارجية مع الجهات المعنية باتفاق وقف النار في سبيل استكمال الانسحاب الاسرائيلي مما تبقى من القرى الجنوبية المحتلة.

وكان الرئيس جوزاف عون واصل اتصالاته لحمل إسرائيل على الانسحاب، وكذلك فعل الرئيس نبيه بري.

وجاءت اتصالات الرئيس عون على خلفية ان سيادة لبنان ووحدة اراضيه غير قابلة للمساومة. واكد ان الجيش دائما مع الناس، فيما يكونون نكون، وسيظل ملتزماً بحمايتهم وصون امنهم.

واعتبر الرئيس جوزاف عون ان هذا اليوم يوم انتصار لبنان واللبنانيين وأن سيادة لبنان ووحدة اراضيه غير قابلة للمساومة.

واعتبر الرئيس نبيه بري ان معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون امس بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى تؤكد بالدليل القاطع ان اسرائيل تمعن بانتهاك سيادة لبنان، وخرقها لبنود وقف اطلاق النار.

ودعا الرئيس نجيب ميقاتي الدول الداعية للاتفاق الى تحمل مسؤوليتها في ردع العدوان، وتوجه بتحية اكبار الى اهلنا الصامدين في ارضهم في الجنوب.

واعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان ما جرى هو دعوة صارخة من شعبنا في لبنان الى كل المعنيين الدوليين لالتزام العدو الصهيوني بالانسحاب الفوري ودون اي تأخير من الجنوب.

ونقل عن مسؤول اسرائيلي ان التوتر في الجنوب يبدده بيان اميركي سيصدر في الساعات المقبلة.

واعلن الجيش الاسرائيلي عن تصميمه على الاستمرار في العمل وفقا للتفاهمات بين اسرائيل ولبنان رغم محاولات الحزب للعودة الى منطقة الجنوب.

وسحب الجيش الاسرائيلي سريتين من حرس الحدود من الضفة الغربية الى قيادة المنطقة الشمالية على خلفية ما حصل امس عند الحدود اللبنانية.

واعتبرت «اليونيفيل» ان المهم ان تنسحب القوات الاسرائيلية من الجنوب، وان يتصدر الجيش اللبناني المشهد.

لكن المحتل، خرج من 18 قرية، وبقي الجيش مع الاهالي من دون مسلحين.

وليلاً، انضم الى الشهداء المواطن ربيع زراقط من بلدة مركبا، والمواطن موسى علوية من مارون الراس برصاص الاحتلال، وانتشرت دعوات شعبية للزحف المكثف، لتحرير القرى الحدودية التي لا يزال فيها جيش الاحتلال: كفركلا، العديسة، رب الثلاثين، مركبا، حولا، ميس الجبل، بليدا وعيترون.

وسارت مسيرات داعمة في الضاحية الجنوبية احتفالاً بعودة الاهالي قراهم الجنوب. كما سارت مسيرات داعمة في بعلبك.

ووصف الحزب ما جرى بأنه مشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطها شعب المقاومة العظيم، المتجذر في ارضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الامين لسيادة الوطن والذي لا ينحني امام اي تهديد او عدوان.

يوم تدريس ودروس وطنية

تربوياً، أدت المشاورات التي جرت ليل امس على المستوى الرسمي بين وزير التربية عباس حلبي والرئيس ميقاتي، مع الجهات التربوية والرسمية، في حركة امل والحزب الى ترك الحرية لمديري المدارس والمعاهد والثانويات بالتصرف، بعد مطالبات المكتب التربوي للثنائي، باعلان يوم غد يوم عطلة رسمية لتمكين الناس والطلاب من الانتظام في المدارس في اليوم التالي.

ودعا المكتب التربوي المركزي في امل والتعبئة التربوية في الحزب الى تعليق الدروس غداً الاثنين، افساحا في المجال لتطبيق الدروس الوطنية.. واعلنت عن اقفال المؤسسات التربوية العائدة لهما.

وعطفا على قرار الوزير حلبي، قرر رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران ترك الحرية لمدراء الفروع في الجنوب، باتخاذ القرار المناسب لجهة التوقف عن التدريس والاعمال الادارية اليوم الاثنين.

شريط العودة

ساعات الفجر الأولى وبدء نهاية المهلة لوقف إطلاق النار تجمعات لعدد من الاهالي الذين وصلوا الى العديد من الأحياء الآمنة في بلداتهم الجنوبية سيرا على الاقدام،  فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على أمن الوافدين. وفتح الجيش اللبناني طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم بعد إصرار الأهالي على العبور، وكذلك فعل اهالي بلدة يارون برغم اطلاق النار عليهم.

ولكن اقفلت قوات الاحتلال مداخل بعض القرى مثل حولا وميس الجبل وطلوسة وتوغلت فيها، بعد ان اطلق جنود الاحتلال النار على المواطنين في كفركلا وحولا والقت المحلقات عليهم القنابل ما ادى الى ارتقاء شهيد في حولا واصابة 10 لبنانيين في بلدات برج الملوك وكفركلا وحولا ووادي السلوقي في إطلاق نار العدو. لكن الاهالي وقفوا بمواجهة دبابات الاختلال ورفع بعضهم صور الشهيد الكبير السيد نصر الله ما يعكس ارادة التحدي للإحتلال.

وقطع الاحتلال الطرقات المؤدية الى عدد من قرى القطاعين الاوسط والشرقي.وخطف اثنين من المواطنين دخلا الى بلدتهم حولا.كما اطلق النار على احد المواطنين في بلدة عديسة واصابه بجروح. وفي السياق، وصل عدد من اهالي الخيام إلى المدينة.

ودخل أهالي بلدة عيتا الشعب بسياراتهم إلى قريتهم ولكن الجيش اللبناني منع الاهالي من دخول بلدة الطيبة عند مدخل القنطرة بسبب وجود جيش الاحتلال الاسرائيلي على بعد كلم واحد من الحاجز. كما دخل اهالي بيت ليف وحانين الى قريتهم.

كما تراجعت قوات الإحتلال الإسرائيلي إلى أطراف عيترون الشرقية بعد تقدم الأهالي إليها.واطلقوا النار على العائدين ما ادى الى سقوط عدد من الاصابات.

ولاحقا اطلق الاحتلال رشقات نارية إسرائيلية في محيط تواجد المدنيين في بلدة مارون الراس وتم تسجيل إصابات جديدة في ميس الجبل جراء اطلاق الجيش الإسرائيلي النار في اتجاههم.

واكد العائدون اصرارهم على شاشات التلفزة على حماية قراهم وتمسكهم بالارض والسعي لتحريرها اذا استمر الاحتلال متواجدا فيها.

وابدت قوات اليونيفيل استعدادها للمساعدة في الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين أثناء عودتهم إلى قرى الجنوب.

ووسّع الجيش اللبناني بعد ظهر أمس انتشاره في قرى الجنوب المحررة وواكب الاهالي في عودتهم الى قراهم. واكمل انتشاره في مارون الراس وعيتا الشعب، وفتح طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم بعد مفاوضات دامت لقرابة النصف ساعة وإصرار الأهالي على العبور. فيما اعلن  إعلام إسرائيلي: أن القيادة الشمالية في الجيش تأخذ بعين الاعتبار خروج الأحداث في جنوب لبنان عن السيطرة.

ونتيجة المد البشري الجنوبي وضغط الاهالي واصرارهم على دخول قريتهم كفركلا فرّ جنود الاحتلال من امام الزحف الشعبي تاركين وراءهم آلية عسكرية، وغادرت دورية اليونيفيل البلدة. كما نقلت قوات الاحتلال آليات من موقع الجرداح المقابل للضهيرة. وذكر المتحدث بإسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي في بيان: انه «في الفترة القريبة سنواصل اعلامكم (للجنوبيين) حول الأماكن التي يمكن العودة إليها، ولحين الوقت، نطالبكم بالانتظار» في اطار تراجع الاحتلال عن بقاء احتلاله.

و صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: تواكب وحدات من الجيش دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب – بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة – مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة.تُجدد قيادة الجيش دعوة المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم.

وأضافت القيادة في بيان ثان: دخلت وحدات من الجيش إلى بلدة الضهيرة – صور ومناطق حدودية أخرى، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءه على المواطنين موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية.

وبعد الظهر، أطلقت قوات الاحتلال النار على موكب من سيارات المواطنين على طريق علما الشعب – الضهيرة، ولم تقع أي إصابات. كما اقدم جنود الاحتلال على إحراق المنازل في حولا وإعتقال عدد من المواطنين بحجة «انهم يشكلون تهديدا»!ولاحقا تم العثور على جثمان المواطنة الشهيدة غضية السويد في منزلها الذي رفضت مغادرته في الضهيرة. وتواصلت عمليات البحث اليوم عن جثامين الشهداء في بلدة شيحين.

وأفادت معلومات أن البلدات التي دخل اليها الأهالي:كفرحمام – كفرشوبا – حلتا – الخيام – عين عرب – الوزاني – دير سريان – القصير – القنطرة – الطيبة – عدشيت القصير – بني حيان – طلوسة – محيبيب – عيناثا – بنت جبيل- ميس الجبل- جباب العرب – عيتا الشعب – رامية – بيت ليف  – اطراف مارون الراس ويارون- شيحين – الزلوطية – ام التوت – البستان – الجبين – يارين – الضهيرة – شمع – البياضة – طير حرفا – علما الشعب – الناقورة .

في حين لا يزال الجيش الاسرائيلي في اطراف كفركلا – عديسة – رب ثلاثين – مركبا – حولا – ميس الجبل – بليدا – عيترون. ومروحين.

لكن تمكن العشرات من أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا من الوصول سيرا على الاقدام الى الاحياء الغربية للبلدين بعد تخطي حواجز الحيش اللبناني و امكنة قطع الطرقات من قبل الجرافات الاسرائيلية. وقرر عدد من الاهالي في بلدات مارون الراس ويارون وعيتا الشعب نصب خيم أمام منازلهم والمبيت فيها وعدم ترك البلدات.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

أبناء الجنوب بمؤازرة الجيش يطردون الاحتلال من 18 بلدة

 

استفاق الجنوب امس على انتفاضة شعبية عارمة تمثلت باقتحام الاهالي العزل كل الحواجز التي تفصلهم عن قراهم وبلداتهم المحتلة، فتمكنوا من تحرير 18 منها فسارع الجيش اللبناني الى مؤازرتهم وانتشر داخلها، وعجزت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن صد هذا الهجوم الشعبي رغم اطلاق النار بكثافة واستشهاد وجرح العشرات من المواطنين.

رئيس الجمهورية

أصدر رئيس الجمهورية جوزف عون بياناً توجه فيه إلى أهالي جنوب لبنان الذين سعوا للعودة إلى بلداتهم وقراهم، اليوم الأحد، رغم وجود القوات الإسرائيلية وجاء فيه: إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان، هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. واني اذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم.

إن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون ، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم.

معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان «.

بري

توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحية إجلال وتقدير لأبناء القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية قائلاً: «ونحن لا زلنا نزف الشهيد تلو الشهيد على مساحة الجنوب والبقاع والضاحية وكل الوطن، ونقتفي آثار العشرات فلا نجد إلا أثراَ طيباً لهم وأطيافاً وأحلاماً بل هم أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون».

تابع: «طوبى لهؤلاء… طوبى للأمهات طوبى لكم أيها الجنوبيون يا حراس حدود أرضنا وسيادتنا واستقلالنا وعناوين عزتنا وكرامتنا وقوتنا، مجدداً تؤكدون أنكم كما أنتم عظماء في مقاومتكم، كذلك انتم اليوم تثبتون للقاصي والداني أنكم عظماء في إنتمائكم الوطني وأن الارض هي كما العرض ترخص في سبيل الذود عنها أغلى التضحيات وان السيادة هي فعل يُعاش وليست شعارات تلوكه الألسن». وأضاف بري: «فعلكم اليوم أكد أن مقاييس الوطنية والهوية والانتماء للبنان الوطن والرسالة والحرية والتحرر هو أنتم وهي الأرض التي تقفون عليها وتذودون بالدفاع عنها بأغلى ما تملكون، مباركة هي الأرض التي تزداد شموخاً اليوم بحضوركم فوق تلالها وحواكيرها وفوق ركام منازلها المدمرة بفعل غطرسة العدو الإسرائيلي وإرهابه، فعلكم اليوم يؤكد أن وطنا يمتلك عزيمة كعزيمتكم، وإراده كإرادتكم وحباً للارض كمثل حبكم، ووفاء لا يقاس كوفائكم وبأساً كالجمر لا يداس كبأسكم، هو وطن لابد أن ينتصر».

وختم بري: «إن معمودية الدم التي جسدها اللبنانيون الجنوبيون اليوم نساءاً وأطفالاً وشيوخاَ بصدورهم العارية وبمزيد من الشهداء والجرحى الذين إرتقوا بالرصاص الحي الذي إطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل في ميس الجبل وحولا وكفركلا وبليدا وعيترون ويارون ومارون الراس والخيام يؤكد بالدليل القاطع أن إسرائيل تمعن بإنتهاك سيادة لبنان وخرقها لبنود وقف إطلاق النار وإن دماء اللبنانيين الجنوبيين العزل وجراحاتهم هي دعوة صريحة وعاجلة للمجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف النار للتحرك الفوري والعاجل لإلزام إسرائيل بالإنسحاب الفوري من الاراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها في جنوب لبنان».

ميقاتي

صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي البيان الأتي: «في هذا اليوم الذي عبّر فيه أبناء الجنوب الجريح عن تعلقهم بارضهم وهويتهم رغم تهديدات العدو الاسرائيلي، نتوجه بتحية إكبار الى أهلنا الصامدين في أرضهم الجنوب أو الذين اضطرهم العدوان الى النزوح قسراً عن ارضهم، وبشكل خاص الذين قرروا العودة اليوم، وواجهوا نيران العدوان ببسالة». اضاف: «إن وطنيتكم باتت مثالا يحتذى وشهادة بالدم بأن لا حق يضيع ووراءه مطالب»، داعيا «الدول التي رعت تفاهم وقف النار الى تحمّل مسؤولياتها في ردع العدوان واجبار العدو الاسرائيلي على الانسحاب من الاراضي التي يحتلها، وهذا ما ابلغناه الى المعنيين مباشرة محذرين من أن أي تراجع عن الالتزام بمندرجات وقف النار وتطبيق القرار 1701 ستكون له عواقب وخيمة».

نواف سلام

اتصل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام برئيس الجمهورية جوزف عون صباح اليوم لمواكبة تطورات الوضع في الجنوب، مؤكدا انه يشاركه الثقة الكاملة بدور القوات المسلحة اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، في حماية سيادة لبنان وتأمين العودة الآمنة لأهلنا في الجنوب الى قراهم ومنازلهم.

وقال سلام: «اغتنم هذه المناسبة لأعيد التأكيد على ما قلته في تصريحي الأول بعد التكليف حول أولوية تأمين شروط إعادة بناء القرى والمنازل المهدمة في الجنوب والبقاع وبيروت»، مكررا ان «إعادة الاعمار ليست مجرد وعد بل التزام منه».

السنيورة

استنكر الرئيس فؤاد السنيورة في بيان، «إقدام قوات العدو الإسرائيلي على اطلاق النار على المواطنين اللبنانيين العائدين الى قراهم وبلداتهم في الجنوب والتسبب بسقوط الشهداء وعشرات الجرحى وذلك نتيجة عدم انسحابه من الأراضي والقرى اللبنانية المحتلة، تنفيذا للتفاهم الذي تم التوصل اليه حول اليات تنفيذ القرار 1701 برعاية الراعيين الأميركي والفرنسي، والذي يوجب على إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية التي احتلتها مؤخرا وتثبيت وقف اطلاق النار».

نوه «بما يواصل الجيش اللبناني القيام به من اجل تطبيق خطة تعزيز عمليات الانتشار العسكري اللبناني في منطقة جنوب الليطاني».

 

الجنوبيون يتحدّون غطرسة إسرائيل بقرار العودة والثمن 22 شهيداً وعشرات الجرحى

وخطف شابين والجيش اللبناني يواكب دخول الأهالي إلى قراهم وبلداتهم ويقدم شهيداً

الشرق – انتهت رسميا في تمام الساعة الرابعة فجر امس مهلة الـ60 يوما الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والتي دخلت حيز التنفيذ فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي.

وكما بات معلوما لم ينسحب العدو الاسرائيلي من مناطق عدة في الجنوب خصوصا البلدات والتلال التي تتمركز فيها بالقطاع الشرقي، وتحضر سكان عدد من البلدات الجنوبية منذ فجر امس ضمن مواكب للتوجه إلى بلداتهم الحدودية رغم التحذيرات الإسرائيلية، وشهدت مداخل القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط منذ ساعات الفجر الأولى وبدء نهاية المهلة لوقف إطلاق النار تجمعات لعدد من الاهالي الذين وصلوا الى العديد من الأحياء في بلداتهم الجنوبية، فيما عملت وحدات الجيش اللبناني على حفظ أمن الوافدين. وبعد الظهر دخل الجيش اللبناني مع المواطنين بلدات مركبا ورب ثلاثين وبني حيان وطلوسة وحولا وميس الجبل ومارون الراس وعيترون ويارون والضهيرة وأم التوت والزلوطية ويارين والطيبة ودير سريان والقنطرة وعيتا الشعب والقوزح وتتبقى بلدات البستان ومروحين،كما افيد عن وصول عدد من الآليات والجرافات التابعة لقوات اليونيفيل الى منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، كذلك وصلت تعزيزات للجيش اللبناني الى المكان مع استمرار توافد الأهالي وابناء البلدة، وفي الاثناء، افيد عن تجدد إطلاق النار على اهالي بلدة كفركلا الموجودين على طريق برج الملوك ووقوع اصابات، وافيد بأن قوة اسرائيلية مؤلفة من عدد من الجنود ومعززة بدبابة ميركافا وجرافة نفذّت تقدماً معاكساً باتجاه تجمع أهالي ميس الجبل في منطقة المفيلحة غرب البلدة، حيث اطلق جنود العدو النار بكثافة بإتجاههم لإرهابهم وإبعادهم. وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: تواكب وحدات من الجيش دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب – بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة – مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، وسط إمعان العدو الإسرائيلي في خرق سيادة لبنان، واعتدائه على المواطنين موقعًا بينهم شهداء وجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها في المرحلة الأخيرة،تُجدد قيادة الجيش دعوة المواطنين إلى ضبط النفس واتباع توجيهات الوحدات العسكرية حفاظًا على سلامتهم. وأضافت في بيان ثان: دخلت وحدات من الجيش إلى بلدة الضهيرة – صور ومناطق حدودية أخرى، فيما يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءه على المواطنين موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية، ونعت قيادة الجيش المعاون أول محمد يوسف زهور الذي استشهد بتاريخ

26 / 1 / 2025 جراء استهدافه بإطلاق نار من قبل العدو الإسرائيلي على طريق مروحين الضهيرة – صور. بدوره أصدر الجيش الاسرائيلي تحذيرات إلى سكان البلدات الحدودية الجنوبية بعدم العودة إليها حتى إشعار آخر. ووصل العشرات من أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا سيرا على الاقدام الى الاحياء الغربية للبلدتين بعد تخطي حواجز الحيش اللبناني وامكنة قطع الطرقات من قبل الجرافات الاسرائيلية إلى ذلك، اصر أهالي بلدة الطيبة على دخول البلدة. في السياق، وصل عدد من مدينة الخيام إلى المدينة. وفتح الجيش اللبناني طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم بعد إصرار الأهالي على العبور، من جهتها، أبلغت اليونيفيل قيادة الجيش استعدادها لمساعدته في الاجراءات اللازمة لحماية المواطنين، وتفادي المخاطر التي قد تترتب عن تحرك اهالي الجنوب نحو قراهم الحدودية، وأشارت معلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي خطف شابين في حولا. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت إلى ارتفاع حصيلة الشهداء باستشهاد مواطن في العديسة واستشهاد مواطن ومواطنة شابة في ميس الجبل واستشهاد مواطن في مركبا ما يرفع العدد الإجمالي للشهداء حتى الساعة إلى خمسة عشر شهيدا، ووفق حصيلة سابقة تبين سقوط:- شهيدان وشهيدة في عيترون واثنا عشر جريحا، شهيد في بليدا وجريحان، – ثلاثة شهداء في حولا وأربعة عشر جريحا، شهيدة وشهيد في مركبا واثنا عشر جريحا، شهيد في كفركلا وخمسة عشر جريحا، عسكري شهيد في الضهيرة، سبعة جرحى في ميس الجبل، جريحان في بني حيان، جريح في مارون الراس، جريح في شقرا، جريح في دير ميماس، جريح في رب تلاتين، جريحان في الطيبة، ستة جرحى في العديسة، سبعة جرحى في يارون.

ومساء صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم أدت إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى اثنين وعشرين، من بينهم ست سيدات والجرحى إلى 124 من بينهم إثنتا عشرة سيدة ومسعف.

*********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

ثمن التهوّر

عون تابع الوضع الميداني منذ الفجر و”الحزب” مرّر رسائله بدم الأهالي

 

وكأنه لم يكفِ ما قام به “الحزب” في الجنوب طوال نهار أمس، حتى ارتدَّ ليلاً على مناطق آمنة فعمل على استفزازها وترويع أهلها. من مغدوشة شرق صيدا إلى عين الرمانة إلى برج حمود والدورة والجديدة إلى مار مخايل والجميزة، مواكب بالدراجات النارية لعناصر من “الحزب” رافعة أعلام “الحزب” وهاتفة “شيعة شيعة”، وقد تدخل الجيش اللبناني في تلك المناطق التي استهدفها “الحزب” باستفزازاته لئلا تتطور الإشكالات بين المواكب وأهالي تلك المنطقة، وقد شهدت منطقة فرن الشباك عين الرمانة تضارباً بين المواكب وبين شبان المنطقة.

مصادر سياسية رأت أن مواكب الاستفزاز لـ”الحزب” هي رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف عنوانها “ممنوع تجاوزنا”.

وعاش جنوب لبنان نهار أمس يوماً عصيباً، كاد فيه وقف إطلاق النار أن ينهار وتعود دوامة الحرب إلى ما كانت عليه. وبدا من مسار التطورات أن “الحزب” كان ممسِكاً باللعبة ليس منذ فجر أمس، بل منذ مساء السبت، حين بدأ إعلامه يقول: “عائدون غداً، رافعينَ الرؤوسَ والقبضات، فلا شيءَ يغيبُهم عن أرضهم، عائدونَ همُ الجنوبيون بعدَ انتهاءِ الستينَ يوماً كما أقرَّ اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار، ومن أخلَّ فليتحملِ المسؤولية، وعلى الرعاةِ عدمُ مجاراةِ الاحتلال، الذي سيَسمعُ زغاريدَ النسوةِ وتكبيراتِ الشِيبِ والشبان، مَن سيُعيدونَ مشهدَ الألفينِ”.

هكذا أراد “الحزب” أن يعيد مشهد الألفين، علماً أن المقارنة مستحيلة بين ما حدث عام ألفين وما هو حاصل اليوم، ففي الألفين وصل “الحزب” إلى الشريط الشائك فيما المطلوب منه اليوم أن يكون شمال الليطاني، وأن يلتزم تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته.

 

ولعل الموقف الأكثر جرأة والأكثر شفافية هو ما عبَّرت عنه جينين بلاسخارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ورئيس بعثة “الـيونيفيل” وقائدها العام أرولدو لاثارو، في بيان مشترك، من أن المهل الزمنية التي نص عليها اتفاق وقف النار لم يتم الالتزام بها. وتابعت أن “الظروف ليست مهيأة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى قراهم الواقعة على طول الخط الأزرق. وبالتالي فإن المجتمعات النازحة، التي تواجه طريقاً طويلاً للتعافي وإعادة الإعمار، مدعوة مرة أخرى إلى توخي الحذر. كما وأن الانتهاكات للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن لا تزال تسجل يومياً”.

وأضاف البيان الأممي “إن امتثال الطرفين لالتزاماتهما بموجب تفاهم تشرين الثاني، والتنفيذ الكامل للقرار 1701 هو السبيل الوحيد لإغلاق الفصل المظلم الأخير من النزاع وفتح فصل جديد يبشر بالأمن والاستقرار والازدهار على جانبي الخط الأزرق، وبما أن الكثير على المحك بالنسبة للبنان وإسرائيل، هناك حاجة ماسة إلى تجديد الالتزام من قبل جميع الأطراف”.

ويعتبر مراقبون دبلوماسيون أن ما حصل أمس هو لقطع الطريق على تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار في جنوب الليطاني ومحاولة مصادرة دور الجيش اللبناني على الأرض. لذلك بدأ الكلام عن تثبيت ثلاثية “شعب وجيش ومقاومة” على قاعدة “شاء من شاء وأبى من أبى”.

وفي وقت يحاول “الحزب” تصوير ما حصل انتصاراً له، علمت “نداء الوطن” أن رئيس الجمهورية بدأ اتصالاته مع ساعات الفجر الأولى وقام بسلسلة اتصالات مع الأميركيين والفرنسيين من أجل احترام المهلة، وتابع مجريات الانسحابات على الأرض مع قيادة الأركان في الجيش بدءاً من فجر الأحد، وعمليات الانتشار التي قام بها في القرى والبلدات، وكان يتلقى أولاً بأول معطيات الوضع الميداني على الأرض. وبينما ستتواصل الاتصالات اليوم من أجل تأمين الانسحاب إلى ما وراء الخط الازرق، هناك من استعجل الأمر من دون تنسيق مع الجيش ووضع الأهالي في مواجهة مع الإسرائيلين الذين ارتكبوا مجزرة بحق المدنيين. الجدير ذكره أن الجيش كان طلب من الأهالي التروي في العودة.

 

ولفتت المعلومات إلى أن رئيس الجمهورية كان قد تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وضعه في كل الأجواء المحيطة بالانسحاب الإسرائيلي وبالاتصالات الدولية خصوصاً أن بري كان من المفاوضين على الهدنة.

 

“الحزب” أصدر بياناً عاد فيه إلى سرديته قائلا “إنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي ‏لبنان من غدر الأعداء ليست حبراً على ورق، بل هي واقع يعيشه اللبنانيون يومياً، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم‎. ‎

 

عقد التشكيل

‎ ‎في الشأن الحكومي، عقدة المالية ما زالت على حالها، وتقول مصادر معنية بالتكليف، إن مدة التشكيل ما زالت ضمن المعقول. وتتخوف المصادر من أن يتشدد “الحزب” في موضوع التشكيل بعد الذي حصل أمس الأحد، وهذا ما بدا واضحاً في البيان الذي أصدره والذي أكد فيه على معادلته “الشعب والجيش والمقاومة”.

 

وفي تطور مرتبط بـ”الحزب”، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الإدارة العامة لأمن الحدود، وبعد الرصد والمتابعة، ضبطت شحنة من الأسلحة المتجهة إلى “الحزب” عبر طرقات التهريب من خلال مدينة سرغايا في ريف دمشق. وأرفقت الداخلية البيان بصورة للأسلحة المضبوطة والتي ضمت بنادق وذخيرة، وقواذف صاروخية محمولة. إشارة إلى أن مديرية الأمن العام في محافظة طرطوس أحبطت في 17 الشهر الجاري عملية تهريب أسلحة كانت متوجهة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية، وصادرت الأسلحة والصواريخ قبيل دخولها الأراضي اللبنانية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram