من قصر بعبدا وبعد لقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، شرح الرئيس المكلّف نواف سلام مساء الإثنين بعض التفاصيل ذات الصلة بعملية تشكيل الحكومة، فنفى الكثير من المعلومات وأكد بعضها في معرض التصويب، لكنّ ما يهم اللبنانيين هو ولادة حكومة مختلفة عن سابقاتها، حكومة قادرة على إتخاذ القرارات الصائبة والوطنية بامتياز من دون أي تأثير لأطراف داخلية أو خارجية، ما ينقذها من تحوّلها دمية مقيّدة لا أكثر ولا أقلّ.
الرئيس نواف سلام، أصرّ على أن الأمور سالكة من دون عراقيل، لكنه ولدى سؤاله عن الفترة الزمنية التي سيستغرقها تأليف الحكومة قال: "أستطيع أن أقول إنه لن يستغرق أشهراً كما كان يحصل في الماضي" من دون أن يحدد موعداً قريباً للولادة الحكومية، ما يعني أن الأمور لم تنضج بعد، والتسهيل المشار إليه من الكتل النيابية قد لا يعدو كونه تسهيلاً إعلامياً لا غير. وبدا سلام مربكاً قليلاً في إجاباته عن أسئلة طرحها الإعلاميون بلسان اللبنانيين، مستغرباً كل ما يُشاع في الإعلام وعبر وسائل التواصل الإجتماعي عن تسميات وتوزيع حقائب، وتطويب أخرى لطائفة محددة أو تقسيم الحقائب بين سيادية وغير سيادية، قائلاً: "إنّ حقيبة المالية ليست مخصصة لطائفة محددة كما أنها ليست ممنوعة على طوائف أخرى، وكل ما يُشاع أو يصلني عبر واتساب عن التشكيلة الحكومية غير صحيح أو في معظمه خاطىء، فكيف أشكل حكومة من أشخاص لا أعرف غالبيتهم؟".
هذا الموقف من حقيبة المالية قد يعرقل التشكيل لبعض الوقت إنّ سلّمنا بتمسّك الرئيس نبيه بري ومن خلفه الطائفة الشيعية بالحقيبة الدسمة، تحت شعار التوقيع الثالث الذي يساوي بين الطوائف الكبرى.
الثابت الوحيد بحسب الرئيس المكلّف هو تشكيلة من أربعة وعشرين وزيراً، لأنه لا يرغب بحكومة فضفاضة، كما رفض تمثيل كل أربعة أو خمسة نواب بوزير، وهي فكرة أطلقها في السابق رئيس التيار الوطني الحر.
وعلى الرغم من أنّ التلميح إلى أن تشكيل الحكومة لن يستغرق أشهراً كما في السابق، يوحي بأن هناك تأخيراً قد يمتد لأكثر من أسبوع، إلّا أن مصادر متابعة عن قرب لمسار التأليف، تؤكد لموقع ليبانون فايلز "ألّا تصوّر لشكل الحكومة بعد، ولا توزيع الحقائب على الطوائف قد أُنجز حتى اللحظة، لكنّ ذلك لا يعني وجود عراقيل، فالأمور سالكة من دون معوّقات والتواصل بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية قائم، جازمة بأن إصدار مراسيم التشكيل سيكون مع نهاية الأسبوع الجاري".
ومع رفض الرئيس سلام أن يكون صندوق بريد أو ليبان بوست تودع فيه أسماء المرشّحين للدخول إلى نادي الوزراء مرفقة بالحقائب المفضّلة لكل إسم، ما على اللبنانيين سوى أن ينتظروا نهاية الأسبوع لمعرفة مدى استقلالية الرئيس المكلّف وعدم خضوعه للضغوط التي كلّفت لبنان وشعبه الكثير في الحقبة الماضية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :