افتتاحية صحيفة الديار:
لبنان امام استحقاق وقف النار وواشنطن: لإنهاء الإنسحاب بمهلة 60 يوماً
سلام عرض على عون خارطة طريق لحكومة تحظى بثقة شعبية وعربية ودولية
انطلاقة الجمهورية الثالثة بعد الانتخابات النيابية...وبن فرحان: السعودية لن تترك الشعب اللبناني
لبنان امام استحقاق وقف النار جنوبا وضرورة انسحاب جيش الاحتلال ضمن مهلة 60 يوما التي هي جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف اطلاق النار والتي شارفت على الانتهاء. في هذا السياق، يظهر اصرار دولي بوجوب التزام «اسرائيل» بالمهلة المحددة في الاتفاق وبالتالي انسحاب العدو من الاراضي اللبنانية. ذلك ان الجيش اللبناني ينتشر في كل القرى الجنوبية والحدودية وفقا للاتفاق وبالتالي لم يعد هناك من مبرر لبقاء المحتل على شبر واحد من ارض لبنان.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر ديبلوماسية ان الجانبين الاميركي والفرنسي يضغطان باتجاه انسحاب كامل من الاراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، المعلومات الواردة من واشنطن ترجح التزام «الاسرائيليين» بتاريخ 26 كانون الثاني كحد نهائي للانسحاب «الاسرائيلي».
في المقابل، يزعم الكيان الصهيوني انه يبلغ اللجنة الدولية المولجة بمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني، بوجود مراكز ومستودعات اسلحة لحزب الله وهذه اللجنة تبلغ الحكومة اللبنانية الا ان الاخيرة لا تقوم بأي اجراء عملي وفقا لادعاءات العدو الاسرائيلي. وعليه، يقول العدو انه يضطر الى تدمير هذه المستودعات طالما ان الدولة اللبنانية لا تحرك ساكنا في هذا المجال.
تعقيبا على «مزاعم اسرائيل» عن جنوب لبنان وحزب الله، شددت جهة دولية على عدم تحميل الحكومة اللبنانية السابقة والتي كانت حكومة تصريف اعمال، مسؤولية الجنوب مشيرة الى ان العهد الجديد والحكومة المرتقبة هي التي ستتولى بسط سيطرتها على جميع الاراضي اللبنانية وكذلك منع «اسرائيل» من انتهاك السيادة اللبنانية او محاولة هدر اي من حقوق لبنان الحيوية.
وفي سياق متصل، تعتبر مصادر عسكرية مطلعة ان جيش الاحتلال قد يتذرع بادعاءات كاذبة ليبرر بقائه في جنوب لبنان او يمكن ايضا ان ينسحب من الاراضي اللبنانية ولكنه يستمر في استهداف مواقع يزعم انها مخازن اسلحة للمقاومة.
انما الوقائع على الارض تكذب الاتهامات الزائفة التي يطلقها العدو. وهنا لفتت المصادر الى ان الدمار الذي يخلفه الجيش «الاسرائيلي» في القرى اللبنانية لا علاقة له باسلحة المقاومة بل هو نهج اسرائيلي بربري يندرج ضمن ثقافة هذا الكيان الوحشي. واشارت الى ان العدو سرق اشجار الزيتون من الجنوب متسائلة اذا كانت هذه الاشجار تحوي سلاحا ام تشكل تهديدا على امن «اسرائيل»؟انطلاقا من ذلك، اكدت المصادر المطلعة ان ما يفعله جيش العدو يقطع الشك باليقين بانه جيش متوحش لديه اطماع كبيرة في ارض لبنان وموارده ولا يعرف سوى الاجرام والدمار والابادة.
اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنسحب «اسرائيل» من جنوب لبنان بعد انتهاء مدة 60 يوما رغم الضغوط الدولية؟
حتى هذه اللحظة، لا تزال الصورة مبهمة حول اذا كان الكيان الصهيوني عازما على الانسحاب ام لا. وعلى الرغم من ان هناك مطالبة اميركية بان تطبق «تل ابيب» بنود اتفاق وقف النار وان ادارة ترامب حازمة في مقاربة المسائل الاقليمية والدولية الا ان هذه الادارة كسابقاتها تعطي الاولوية دائما لـ»اسرائيل» ولمصالحها. علاوة على ذلك، يعتبر رئيس حكومة العدو الحالي بنيامين نتنياهو حليفا استراتيجيا للرئيس الاميركي دونالد ترامب وقد راهن منذ البدء على فوز ترامب رئيسا للولايات المتحدة. بناء على ذلك، لن يقوم ترامب بقمع «اسرائيل» او الضغط عليها من اجل لبنان في حال قررت الاخيرة ابقاء جيشها في بعض القرى اللبنانية.
سلام يعرض على عون خارطة طريق لحكومة ذات مهمة
وعلى صعيد تأليف الحكومة، لفتت اوساط سياسية لـ«الديار» الى ان الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على قاعدة المساواة متبعا نهجا جديدا مختلفا عن عمليات التأليف السابقة حيث يصر سلام على ان يتم تسليمه الاسماء ليناقشها وليرفض اسماء ويقبل باسماء وليقترح اسماء اخرى. ذلك ان الدستور يعطيه هذا الحق ولذلك الرئيس المكلف يريد تطبيق القانون.
وتقول مصادر مطلعة ان سلام عرض على رئيس الجمهورية خارطة طريق التي يراها مناسبة للوصول الى حكومة تحظى بثقة الدول العربية والاجنبية وبطبيعة الحال بثقة البرلمان اللبناني.
ويرى الرئيس المكلف ان هذه الحكومة ذات مهمة تضع الاساس لانطلاق الجمهورية الثالثة بعد الانتخابات النيابية المقبلة بقانون انتخاب يتيح الاتيان بمجلس نيابي متنوع وليس على اساس طائفي كما هو القانون الذي اعتمد في الانتخابات الاخيرة
وهذا الامر يؤكد مرة اخرى اننا فعلا امام مرحلة جديدة في لبنان سواء في مسار تأليف الحكومة او في انتقاء الشخصيات التي ستتولى الحكم.
القوات اللبنانية: مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف تتم بسرية تامة
من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية لـ«الديار» ان حزبها لا يريد تولي وزارة الطاقة حاسمة موقفها في هذا الاتجاه مشيرة الى ان القوات لم تطالب اصلا بوزارة الطاقة. ولفتت المصادر القواتية الى ان الدكتور سمير جعجع يخوض مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف بسرية تامة وهذا ما يجب ان تكون عليه الامور. وعليه، القوات اللبنانية لا تريد الكلام لا عن حجمها داخل الحكومة ولا عن الوزارات التي تريدها.
وبالنسبة لحزب القوات، فان مسار التأليف يجب ان يتوج مسارين الانتخاب والتكليف لجهة انطلاق قطار الدولة المتوقف منذ العام 1989 اي منذ اغتيال الرئيس رينيه معوض وبالتالي يجب ان تكون الحكومة الجديدة متجانسة وسيادية.
السعودية لن تترك لبنان
الى ذلك، ومنذ انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون، تحول لبنان الى مساحة تلتقي فيها الدول حيث ان اللجنة الخماسية اكدت ان مساعيها انتجت في نهاية المطاف فضلا عن الحضور الدولي المكثف من بينها زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت كما زيارة وزراء خارجية لدول عربية عدة للبنان.
ولزيارة وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان لبيروت غدا رمزية كبيرة نظرا لدور السعودية في كسر الجمود الرئاسي فضلا ان المملكة العربية السعودية تشكل مدخلا لعودة الدول الخليجية الى لبنان وضخ المال في العروق وشرايين الدولة وتحديدا في اعادة الاعمار ومساعدة لبنان في النهوض من ازمته الاقتصادية.
وبما ان السعودية تبدي حماسة كبيرة تجاه الوضع اللبناني حيث ان وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان قد يكون له اليد الطولى في الدفع نحو اطلاق التشكيلة الحكومية في مهلة محددة عبر التركيز على شخصيات شبيهة بالعماد جوزاف عون والقاضي نواف سلام مع مراعاة حساسية المكونات اللبنانية خصوصا في الظروف الراهنة.
وفي هذا النطاق، علمت «الديار» من مصدر مقرب من قصر اليمامة-الرياض بان السعودية لن تترك لبنان في ظل منطقة تعيش داخل امواج متلاطمة.
وفي الوقت ذاته، ووفقا لاوساط اعلامية في الرياض ان السعوديين لا يريدون ان يملئ الاتراك الفراغ الايراني في لبنان وسوريا حيث بدا دور انقرة محوريا في التغيير الذي حصل في بنية السلطة في سوريا. واذا كانت زيارة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان لبيروت تنطوي على دلالات سياسية بعيدة المدى فان الوزير بن فرحان سيركز على انتظار السعوديين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام على خطوات عملية اصلاحية من السلطة اللبنانية تعيد بناء الثقة التي فقدت كليا في السنوات الماضية. ويذكر ان الامير فيصل بن فرحان صرح خلال مشاركته في جلسة عامة على هامش منتدى «دافوس» منذ يومين :»نريد رؤية اصلاحات حقيقية فيه من اجل زيادة مشركتنا، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الان تدعو للتفاؤل».ويعرف عن وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان انه يعمل بصمت واتقان وهدوء.
اما عن اهتمام المملكة العربية السعودية بالمؤسسة العسكرية، فقد بات مؤكدا انها في صدد مساعدة الجيش اللبناني بتحويله الى قوة قادرة سواء في الداخل او على الحدود مع «اسرائيل» وكذلك مع سوريا لابعاد لبنان عن أي تأثيرات مباشرة يفرضها واقع الصراعات في المنطقة.
زيارة وزير الخارجية الكويتي لبيروت غدا
وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا سيزور بيروت غدا وسيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين. وهذا الامر يدل الى ان الزخم والحماسة العربية عادتا الى التعامل مع لبنان.
رؤية الرئيس ترامب لم تتضح بعد للشرق الاوسط حتى اللحظة
لم تتضح رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتغييرات المحتملة في الشرق الاوسط بعد ان بات واضحا ان هناك داخل فريق عمله رأيين مختلفين. الرأي الاول يقضي ان المفاوضات مع ايران ضرورية لاحتواء برنامجها النووي بطريقة ديبلوماسية. اما الرأي الثاني فينص على ان ايران التي ارغمتها الحرب الاخيرة اضافة الى الزلزال السوري على الانكفاء الجيوسياسي من المنطقة، لا بد ان تحاول طهران من العودة عبر سبل اخرى. من هنا، تاتي الدعوة الى استخدام رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو مرة اخرى بتوجيه ضربة قاسية ترغم الجمهورية الايرانية الاسلامية على اعادة النظر بكل مسارها السياسي والاستراتيجي في المنطقة.
هدية ايرانية لبكركي: انفتاح ايراني على المشهد اللبناني
في سياق اخر، هناك ارتياح المراجع السياسية العليا لمبادرة جسدت الانفتاح الايراني على المشهد اللبناني من خلال زيارة المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في بيروت السيد كميل باقر لبكركي وتقديم هدية للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وهي عبارة عن سجادة «حرير خراسان» ليعقب ذلك تصريح عكس الاتجاه الحالي للسياسة الايرانية تجاه لبنان.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
خلافات داخلية أم ربط بمصير وقف إطلاق النار: لماذا يتأخّر تشكيل الحكومة؟
لم يستقر البحث عن المعلومات حول آخر التطورات الحكومية عندَ رواية واحدة. تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة. فالحكومة الجديدة تبدو حتى اللحظة عالقة في دوامة من الشروط والطلبات والطلبات المضادّة، ما عزّز احتمال تأخير موعد ولادتها حتى الأسبوع المقبل، وأربَك الساحة الداخلية، وأثار تساؤلات ما إذا كان التأليف فقد الزخم المحلي والخارجي.
فجأة انقلبَت الأجواء من إيجابية، إلى رمادية، خصوصاً بعدَ إعلان الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام، من قصر بعبدا أولَ أمس، ما فُهم منه أنه ملتزم بثلاثة معايير ينطلق منها في التشكيل، وهي أن لا المالية في عهدة الثنائي ولا لثلاثية جيش وشعب ومقاومة ولا للثلث الضامن، وهو ما ينافي كل ما تسرّب عن اللقاءات التي جمعته بالنائب محمد رعد والحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، وأثمرت تفاهماً معهم حول هذه الأمور.
وقالت مصادر مطّلعة إن «الولادة عسيرة نوعاً ما، والمشكلة هي أنّ أحداً لا يعرف أين هي العقدة. فالشيعة يقولون إنهم تفاهموا مع سلام. والسنّة يؤكدون أن لا مشكلة معه. والفريق المسيحي يشدد على أن التعطيل ليسَ من عنده». فيما صارَ معروفاً أن سلام، منذ تكليفه، عقد لقاءات مع غالبية الكتل النيابية وأجرى مشاورات مع مسؤولين عرب وأجانب، خلُصت إلى أن الحكومة «يجب أن تكون من 24 وزيراً ويتمثّل الجميع فيها». فيما بقي كل من الأطراف الرئيسية يؤكد حتى أمس أن «لا خلاف مع الرئيس المكلّف»، فالثنائي يؤكد أنه «أنجز تفاهماً معه»، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اعتبر بعدَ اجتماعه به أنه «تأكّد من صوابية تسميته»، و«القوات» تؤكد أنه «تمّ الاتفاق مع الرئيس المكلّف حول تمثيلها في الحكومة»، وقد تقصّدت إصدار بيان حمّلت فيه الثنائي حزب الله وحركة أمل مسؤولية التعطيل، معتبرة أن «محاولة الممانعة تكرار الشيء نفسه في التأليف، إن بالعرقلة أو برمي تهمة العرقلة على المسيحيين في محاولة لإثارة الغبار السياسي لتغطية وضعها للعصي في دواليب التأليف». يُضاف إلى كل ذلك، تأكيد سلام نفسه أنه «لمس من خلال الاجتماعات التي عقدها مع عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وجود مناخ إيجابي ومتعاون»، وبناء على ذلك يُفترض أن تكون الحكومة قد أصبحت جاهزة، لكن لا يبدو أنها كذلك.
ذلك في عملية التأليف
ما هو مؤكد حتى الآن، أن سلام، بعيداً عن الضجيج القائم خصوصاً من «التغييريين» الذين يطالبون بتركيبة تخالف توجهات القوى السياسية، وإصرار البعض على تحميل كل المسؤولية للثنائي، حسم أمره لناحية أنه هو من يختار الأسماء من لوائح تسلّمه إياها القوى السياسية، وهو يريد شخصيات يعتبرها أهلاً للمنصب وتعبّر سياسياً عن التمثيل. كما أنه يميل إلى إبقاء الوزارات السيادية وفقَ توزيعها الطائفي الحالي، لكنّ اختيار الوزراء فيها يحصل بعدَ تشاور بينَ الرؤساء الثلاثة. كما يسعى إلى توزير شخصيات لها وزن سياسي ومعنوي، يُعطي الحكومة ثقلاً، ويريد أن تكون هذه الشخصيات معروفة لديه.
وعليه، بقيَ السؤال عن سبب «العرقلة»، فهل هي مرتبطة بخلافات حقيقية حول الحصص والحقائب، أم أن هناك إشكالات داخلية وخارجية حول برنامج عمل الحكومة؟ وماذا عن علاقة ذلك بالحديث عن تأخير الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى ما بعد الإثنين المقبل؟ وهل لا يزال هناك دور للجنة «الخماسية» التي اجتمع سفراؤها أمس، للبحث في آخر المستجدات، وتحدّث باسمها السفير المصري علاء موسى؟ مؤكداً أن «لا للضغط على رئيس الحكومة المكلّف القاضي نواف سلام، وليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون والأمور تسير بشكل جيد».
في خضمّ هذه الأجواء، علمت «الأخبار» أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، وصلَ إلى بيروت مساء أمس، وقالت مصادر مطّلعة إنه «سيؤكد أن بلاده حاضرة لمساعدة لبنان، لكن هذه المساعدة مشروطة بالإصلاحات». وتخوّفت المصادر، ربطاً بما قاله موسى والأجواء التي بدأت تتسرب عن الموفد السعودي، من أن يكون سبب التأخير «فرملة» خارجية، كاشفة أن «الفريق الذي يعتبر أنه حقّق إنجازات سياسية في انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة يريد استكمال ذلك بعملية التأليف، فالخضوع لمطالب الثنائي في الحكومة وما يتصل بعملية التشكيل يعني أن لا شيء تغيّر باستثناء استبدال الرئيس نجيب ميقاتي بنواف سلام».
******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تضارب المعلومات حول اليوم 61 لوقف النار.. والجنوبيون يستعدون للعودة الأحد
وزير الخارجية السعودية في بيروت.. والملف الحكومي ينتظر دفعة إنعاش بعد تعثر
حردان: الحكومة مطالبة بإنهاء زمن تجاهل مزارع شبعا وحشد القدرات لتحريرها
بينما وجّه قائد المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال رسالة إلى قواته يدعوها فيها الى الاستعداد للانسحاب من الأراضي اللبنانية خلال أيام قليلة، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت خبراً عن رسالة وجّهتها حكومة بنيامين نتنياهو إلى الإدارة الأميركية الجديدة تطلب مساعدتها لتمديد بقائها في مناطق من جنوب لبنان لشهر إضافيّ والاحتفاظ لأجل مفتوح بمواقع ذات أهمية أمنية استراتيجية هي عبارة عن مجموعة تلال حدودية مع لبنان. وفي ظل هذا التضارب في المعلومات ومحاولة تصنيفها لمعرفة حقيقة القرار الإسرائيلي وتمييز هذا القرار عن محاولات جس النبض والتهويل الإعلامي والنفسي، نشطت التحركات اللبنانية لتأكيد الرفض المطلق لأي تأخير في الانسحاب ليوم واحد بعد الستين يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة قيام الراعي الأميركي والفرنسي بالوفاء بتعهداتهما للبنان بضمان تنفيذ الاتفاق، وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون زواره من سفراء ومسؤولين اجانب، أن لبنان يعتبر أي إخلال بالاتفاق محاولة لزعزعة الاستقرار وتعطيل الاندفاعة الإيجابية التي يأمل بها اللبنانيون عبر المضي في العملية السياسية الداخلية ، بينما بدت مواقف المقاومة عبر ما يصدر عن قيادات حزب الله تحذيراً عالي النبرة من التلاعب بمواعيد الانسحاب والتلويح برد من المقاومة في اليوم 61 ما لم يحترم الاحتلال مهلة الستين يوماً، فيما تؤكد المعلومات أن أهالي القرى الحدودية وخصوصاً في المدن والبلدات الكبرى مثل الخيام وبنت جبيل والناقورة يتشاورون لترتيب عودة جماعية يوم الأحد إلى قراهم وبلداتهم، ويطلبون من الجيش إذا لم يكن قادراً على حمايتهم أن لا يتدخل لمنعهم من خوض المواجهة الشعبية مع جيش الاحتلال مؤكدين تحملهم كل التبعات المترتبة على ذلك.
لبنانياً، استعدادات لاستقبال وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود في أول زيارة لوزير خارجية سعودي لبيروت منذ خمسة عشر عاماً، وتأتي الزيارة وسط تعثر حكوميّ عبرت عنه الاعتراضات التي بدأت تظهر عند القوى التي قامت بتسمية الرئيس المكلف نواف سلام باعتباره المرشح المقبول من السعودية، على انفتاحه على ثنائي حركة أمل وحزب الله، والتساؤل عن حقيقة الموقف السعودي من مفهوم الشراكة الذي يتحدث به رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وأغلب هذه القوى التي تعتبر أنها حليفة للسعودية تبني خطابها على العداء لشريكي الثنائي، وسوف تكون كلمة الوزير السعودي حسماً لهذا الجدل الذي تقف عنده الحكومة، بين كلام قيادات في الثنائي عن تفاهمات كانت السعودية شريكة فيها سبقت انتخاب الرئيس جوزف عون وكلام معاكس عن قوى وقيادات تصنف حلفاء للسعودية.
في الشأن الاقتصادي والاجتماعي تحدّث رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان وتناول دور الدولة الراعي للاستقرار الاجتماعي والنهوض الاقتصادي متوقفاً عند المسألة الوطنية، فقال إن الدولة مطالبة بوضع حدّ لسياسة تجاهل قضية مزارع شبعا المحتلة وعليها حشد كل أسباب القوة لضمان تحرير هذه الأرض اللبنانية من الاحتلال.
واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أن مسؤوليتنا أن نقف إلى جانب شعبنا ونكون صوته الرافض للحيف اللاحق به والمناداة بالخلاص المجتمعيّ.
وخلال ترؤسه اجتماعاً لعمدة العمل والشؤون الاجتماعية في الحزب، شدّد حردان على أن العامل الأساسيّ الذي يصنع فرقاً هو عقليّة الحكومات ونهجها وثوابتها وخياراتها وخططها الإنمائية، لافتاً الى أن مسؤولية الدولة في لبنان معالجة أسباب إساءة استعمال الموارد وإطلاق عجلة التنمية بخطط وسياسات مدروسة وناجعة.
وأشار حردان إلى أنه بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة، والحديث عن جرعات دعم للبنان، نرى معظم القوى السياسية تتسابق للوصول إلى المواقع في الدولة، وأنّ هذا السباق ليس فيه فائزون، لأنه ليس من الصواب أن ينام لبنان مطمئناً على وعود الإعمار والاقتراض والاستدانة، فهذه أمصال مؤقتة يزول فعلها عند نفادها، لذلك نطالب المعنيين بأن يقترن ملف تشكيل الحكومة وملء المراكز الشاغرة في المؤسسات، بإرادة صلبة لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمات التي يتخبّط فيها لبنان، وأن تكون الأولوية للإنماء المتوازن ودعم الزراعة وكلّ قطاعات الإنتاج، وتحصين عناصر القوة لاستغلال الموارد الطبيعية، وسنّ قوانين عصريّة تحصّن وحدة البلد والمجتمع، وفي مقدّمها قانون انتخابيّ يحقق صحة التمثيل وهذه نقطة الانطلاق لترقية المجتمع وتحصينه.
وقال: البعض في لبنان يتجاهل احتلال العدو لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وغيرها، بينما هذه أرض لبنانية وتحريرها واجب بكلّ الأشكال والأساليب، وعلى الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى الجنوب مع اقتراب نهاية مهلة الستين يوماً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، وسط غموض يعتري انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، في ظل توجّه إسرائيلي للبقاء في مواقع وتلال حاكمة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن "المجلس الوزاري المصغر يجتمع اليوم لبحث إبقاء جزء من قوات الجيش في جنوب لبنان". فيما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الى أن "الجيش الإسرائيلي يطالب بتمديد احتلاله لمناطق في الجنوب اللبناني، لمدة 30 يومًا على الأقل لإنهاء ما وصفه بـ "المهام الأمنية الضرورية".
ووفق تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن القرار الأميركي مع الأمم المتحدة متخذ بانسحاب القوات الإسرائيلية الى حدود الخط الأزرق والتزام الجانبين الإسرائيلي واللبناني بمندرجات اتفاق الهدنة والقرار 1701، وهذا يسري أيضاً على الإدارة الأميركية الجديدة حيث إن الرئيس دونالد ترامب كان واضحاً في خطابه بتوجّهه لإنهاء الحروب في المنطقة والعالم، ولذلك ستضغط الإدارة الأميركية الجديدة على إسرائيل للانسحاب من الجنوب لتفادي اندلاع مواجهات جديدة تهدّد من جديد الاستقرار على الحدود وفي الشرق الأوسط. وأوضحت الجهات لـ"البناء" الى أن الحكومة الإسرائيلية ستقدم طلباً للإدارة الأميركية بتمديد الهدنة والبقاء في نقاط محدّدة على الحدود لدواعٍ أمنية، لكن القرار بيد الأميركيين والأمم المتحدة واللجنة الخماسية المكلفة الإشراف على تطبيق اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار".
ومن المحتمل وفق الجهات الدبلوماسية أن يتم الاتفاق بين الأميركيين والإسرائيليين على مهلة جديدة وجدول عملي للانسحاب يحتاج الى أيام أو أسبوعين ويجري الطلب من الحكومة اللبنانية عبر لجنة الإشراف للموافقة عليه على أن تكون مهلة متبادلة للجيش الإسرائيلي لاستكمال انسحابه وللجيش اللبناني لاستكمال انتشاره في جنوب الليطاني وإزالة كافة الأسلحة والمسلحين من جنوب الليطاني وفق ما ينصّ القرار 1701".
غير أن مصادر سياسية استبعدت عبر "البناء" موافقة الحكومة اللبنانية على طلب كهذا بعد نهاية مهلة الستين يوماً وفق ما ينص اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي أي بقاء لقوات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية يعتبر احتلالاً وتصبح كافة وسائل المواجهة مفتوحة بما فيها الجيش اللبناني وأهالي القرى والمقاومة المسلحة. وشددت المصادر على أن الجيش اللبناني يقوم بواجباته وينتشر بسرعة قياسية في كافة القرى والمناطق والنقاط التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي وهذا ما تعلم به لجنة الإشراف الدولية والقوات الدولية العاملة في الجنوب، وبالتالي تذرع العدو ببطء انتشار الجيش اللبناني غير صحيح وبمثابة ذريعة لإبقاء قواته في الجنوب.
وفي سياق ذلك، أنجز الجيش اللبناني أمس، انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل" بحيث تمركزت عدة آليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولاً حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقيّ لبلدة شبعا واستقبل أهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والأرزّ. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.
وكانت قوات الاحتلال واصلت اعتداءاتها على القرى الجنوبية، حيث أفيد أن قوة إسرائيلية توغّلت أمس في بلدة الطيبة باتجاه دير سريان، وشنت مسيرة إسرائيلية غارة بين وادي خنسة والمجيدية - قضاء حاصبيا. وعثر على المواطن محمد ترمس من بلدة طلوسة، جثة في داخل سيارته من نوع "رابيد" بالقرب من المسجد في وادي السلوقي لجهة أطراف بلدة مجدل سلم.
وكان ترمس يحاول التوجّه أمس، الى بلدته طلوسة، فأطلق في اتجاهه جيش العدو رصاصات عدة أدت الى مقتله، وسحب الصليب الاحمر اللبناني جثته. وعمد جيش العدو إلى نسف وتفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. وأنهى بناء الجدار الإسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة. كما نفذ عمليات تفجير بين مركبا ورب ثلاثين في محيط جبل وردة. ونفّذ ثلاثة تفجيرات في القطاع الشرقي، الاول عند أطراف حولا لجهة وادي السلوقي والثاني في بلدة مركبا والثالث في بلدة الطيبة، حيث أقدم على تفجير وحرق ثمانية منازل في بلدة الطيبة وألقى القنابل وأطلق الرصاص بصورة مستمرة.
إلى ذلك، وعلى وقع التفاوض بين الرئيس المكلف القاضي نواف سلام والكتل النيابية لتشكيل الحكومة، يزور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود لبنان اليوم في أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عاماً.
ومن المتوقع أن يلتقي الأمير فيصل بالرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام. وقال الأمير فيصل في حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الثلاثاء الماضي إن السعودية تعتبر انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ دام أكثر من عامين شيئاً إيجابياً للغاية. وأعرب عن أمله في تشكيل حكومة لبنانية جديدة "في المستقبل غير البعيد".
وعلمت "البناء" أن الوزير السعودي سيدخل على خط تأليف الحكومة من خلال حلحلة العقد المتبقية أمام تأليف الحكومة لا سيما عقدة التمثيل السني والمساعدة في تذليل العقدة الشيعية، وذلك بعد ظهور صعوبات أمام الرئيس المكلف وجملة مطالب من الكتل النيابية والتي عبر عنها سلام في تصريحاته من بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية. وتوقعت أوساط نيابية لـ"البناء" أن تبصر الحكومة النور نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل لوجود قرار دولي - إقليمي وإرادة لدى الرئيسين عون وسلام بتأليف الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي.
غير أن وقائع اليومين الماضيين وفق معلومات "البناء" وكثافة مطالب الكتل النيابية وشهية الاستيزار غيّرت في أداء وتعاطي الرئيس المكلف في عملية التأليف، إضافة الى ضغوط تعرّض لها سلام من كتلة التغييريين تدعوه إلى الصمود أمام مطالب الكتل وعدم الرضوخ لمنطق المحاصصة والذي سيفقد الحكومة الثقة الداخلية والخارجية، ولذلك فإن الرئيس المكلف سيستمع إلى مطالب الكتل ويأخذ بعين الاعتبار الحقائب والأسماء التي يطرحونها عليه، لكنه سيختار وفق ما يراه مناسباً بالتنسيق والاتفاق مع رئيس الجمهورية، وذلك للحفاظ على حكومة بعيدة قدر الإمكان عن المحاصصة والمناكفات السياسية مع عدم إقصاء تمثيل الأحزاب والكتل، لكنها يجب أن تعبّر عن إرادة الشعب والمواصفات الخارجية وتبعد قدرة أي طرف على تعطيل الحكومة والتحكم بقراراتها، وأن لا تكون "مجلساً للطوائف" أو مجلساً نيابياً مصغراً. كما أفادت المعلومات عن رسائل خارجية وصلت الى المعنيين بالتأليف تعكس تشدداً دولياً بعدم خضوع الرئيسين عون وسلام للشروط السياسية في عملية التأليف تحت طائلة لجم الاندفاعة الدولية باتجاه لبنان.
ونقل زوار عين التينة لـ"البناء" انفتاح رئيس مجلس النواب نبيه بري على الأسماء المطروحة لتمثيل الحصة الشيعية لا سيما في وزارة المال، والتعاون الجدي مع الرئيس المكلف بالاتفاق على شخصية مستقلة وصاحبة اختصاص وكفاءة وتجربة ناجحة لتولي وزارة المالية، مؤكدة أن كل ما ينقل عن شروط من قبل الثنائي على الرئيس المكلف غير صحيح.
وكشف عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة في حديث إذاعي عن أن "حقيبة المالية حُسمت لصالح الثنائي الشيعي"، لافتاً إلى أن "رئيس الحكومة نواف سلام يشكّل الحكومة في ظروف معقدة وبسرعة قياسية". وأكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، أن "التفاهم بين الرئيس المكلف و"الثنائي الشيعي" حول وزارة المالية كان واضحاً منذ البداية"، مؤكداً "أن هذا الموضوع أصبح شبه نهائي". وتوقع "أن تبصر الحكومة النور خلال أيام قليلة إذا ما تمّ تذليل العقبات التي يعرفها الرئيس المكلف والتي ليست موجودة عند "الثنائي" وانما عند الآخرين".
وأفيد أن العقدة انتقلت من الثنائي الى الثنائي المسيحي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، إضافة الى عقدة في تمثيل السنة سياسياً وجغرافياً، لا سيما منطقة طرابلس مع امتعاض كتلة الاعتدال من عدم منحها الحق بتسمية وزير الداخلية من الشمال، فيما أفيد أن القوات اللبنانية لم تطالب بوزارة الطاقة كما لم يتمسك بها التيار لأسباب عدة وفق معلومات "البناء".
وأكد التيار الوطني الحر بعد الاجتماع الدوري لمكتبه السياسي برئاسة النائب جبران باسيل "استعداده لتقديم كل التسهيلات الممكنة من أجل قيام حكومة إصلاحيين ببرنامج إصلاحي وسيادي واضح". وأكدت الهيئة السياسية أن ألف باء الإصلاح وباب نجاح التشكيلة الحكومية هو الالتزام بوحدة المبادئ والأسس لتأليفها، فلا يكون أي تمييز او تفضيل بين المكوّنات، بل عدالة بالمعايير بين القوى السياسية والنيابية بحجم تمثيلها الشعبي وقدراتها التنفيذية والاصلاحية.
وأشار السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، في حديث تلفزيوني إلى أن "مرحلة تشكيل الحكومة مهمة واللجنة الخماسية متفائلة بأن التشكيلة الحكومية ستبصر النور وتأخّرها طبيعي". وذكر موسى، أن "الحوار قائم بيننا وبين القوى السياسية والتشكيلة يجب أن تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات والضامن لنجاح الرئيس المكلف هو أن تكون القوى السياسية لديها الإرادة في ذلك".
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال اللقاءات التي عقدها في بعبدا على ضرورة "الترفع عن كافة الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل"، معتبراً أن من أهم أهداف الاستعجال بتشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضرّرت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وإذ شدّد على أهمية دور المجلس الدستوري في صيانة الدستور، اعتبر الرئيس عون أنه "لولا دور القضاء لأصبحنا في شريعة الغاب"، مبدياً تصميمه على المضي قدماً في إقرار قانون استقلالية القضاء، ومشيراً في الوقت عينه الى ضرورة أن يقتنع كل قاض بأهمية هذه الاستقلالية، وأن يعمل القضاة وفق قناعاتهم تجاه المصلحة العامة لا وفق المصلحة الشخصية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الأنباء:
شكوك حول النيّات الإسرائيلية بالانسحاب ... ضبابية تحيط بالأجواء الحكومية
:يترقبُ لبنان زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم، لتقديم التهاني بانتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتسليمه دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة، فيما المفاوضات مستمرة على خط تشكيل الحكومة وسطَ غموضٍ يلف الأوساط التي وصفها المراقبون بـ"الجيّدة"، إلاّ أنَّ ما من معطيات واضحة حتّى الساعة.
وعلى جدول أعمال بن فرحان سلسلة لقاءات مع المعنيين، لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة وإنطلاقة العهد بشكل قوي وفاعل، بالتنسيق مع السفير السعودي وليد البخاري، لتأكيد استعداد السعودية لمساعدة لبنان في كافة المجالات، وفق ما أفادت معلومات "الأنباء" الإلكترونية، خاصةً وأن الرئيس عون كان قد زار السعودية قبل أيامٍ من انتخابه.
في السياق الحكومي، أشارت مصادر مطلعة إلى أن تشكيل الحكومة لن يتأخر كثيراً، إنما قد لن يتم الإعلان عنها هذا الأسبوع، كاشفةً أن محادثات الرئيس عون والرئيس المكلف نوّاف سلام تركزت على شكل الحكومة ودورها في المرحلة المفصلية التي يمر بها لبنان، نافيةً أن يكون سلام قد قدّم لرئيس الجمهورية مسودة تشكيلة حكومية ورفضها الأخير، كما جاء في بعض وسائل الإعلام.
إلى ذلك، لفتت المصادر في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ تصريح سلام الأخير وتشديده على مبدأ تطبيق الدستور، مفاده أنه لن يرضخ لأي ابتزاز، بحيث أن كلامه واضح لجهة احترامه للدستور، والتواصل مع كل القوى السياسية دون استثناء.
في السياق، توقعت المصادر تشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، بعد أن يكون سلام قد نجح بتذليل كل العقد التي تعترض التشكيلة الحكومة وضمن بالتالي نيلها ثقة المجلس النيابي.
دعوة للترفع عن الصغائر
بدوره، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون امام زواره ومن بينهم وفد الكنيسة السريانية الذي قدم التهاني لعون بانتخابه رئيسأً للجمهورية ومجلس القضاء الاعلى ضرورة أن يقتنع الجميع بالترفع عن الصغائر من أجل تشكيل الحكومة وإطلاق عجلة العمل، وأن يقتنع القضاء أيضاً بأهمية استقلال القضاء، كما القضاة وفق قناعاتهم تجاه المصلحة الوطنية، لا وفق المصلحة الشخصية.
لبنان ينتظر "اليوم التالي".
إلى ذلك، أيام معدودة تفصل لبنان عن موعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار المحددة، فيما الأنظار متجهة إلى ما سيحمله اليوم التالي من انقضاء المهلة.
وفي الإطار، لفتت مصادر متابعة إلى أهمية الجولة الاستطلاعية التي قام بها قائد الجيش بالانابة رئيس الاركان اللواء حسان عودة في منطقة جنوب الليطاني، حيث اطلع من قيادة الوحدات العسكرية هناك على التدابير المتخذة لتأمين سلامة تسلم الجيش اللبناني المواقع التي قد تخليها اسرائيل في حال نجاح عملية الانسحاب، كي تمر عملية الانسحاب بسلام.
تهديد بتمديد مهلة الـ60 يوماً
في المواقف، أعرب الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد جورج نادر في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن شكه بانسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان، لأن الجانب اللبناني برأيه فقد أحد أهم عناصر القوة للضغط على اسرائيل لتنفيذ انسحابها.
ورأى نادر أن اسرائيل لن تنسحب من القرى الحدودية ما لم يلتزم لبنان بتطبيق القرار 1701 كاملاً، متوقعاً ان تلجأ اسرائيل الى البقاء في الجنوب مدة 60 يوم إضافية لتنفيذ ما عجزت عنه في الحرب.
في سياق متصل، اعتبر نادر أن ما يهم "حزب الله" هو عملية اعادة الاعمار ودفع التعويضات على المتضررين، متوقعاً استمرار العمليات العسكرية طالما أن سكان المستوطنات في شمال الاراضي المحتلة لم يعودوا إلى منازلهم، إذ ما من رادع للإسرائيلي، مشيراً إلى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب لن يضغط على اسرائيل من اجل الانسحاب.
توازياً، تحدثت مصادر أمنية عن رغبة أميركية لفصل المسارين السوري واللبناني عن بعضهما بخلاف ما كان عليه الواقع في السابق وبحسب المصادر هناك مساران يضعهما فريق ترامب للتسوية التي يراد العمل بها لبنانياً، وهي تطبيق وقف اطلاق نار جديد وتجديد عمل لجنة الرقابة لانجاز النقاط العالقة، كما أنها ستكون مرتبطة بملف التفاوض الفلسطيني، من خلال ربط مصير التفاوض اللبناني الاسرائيلي وصولاً لحل القضية الفلسطينية.
بدوره، أشار الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أنه يشعر بتفاؤل حيال لبنان، لكن بالمقابل لا يوجد ضمانات لاستمرار وقف اطلاق النار في وقت تنتهي فيه مهلة 60 يوم الأحد المقبل.
الخروقات مستمرة جنوباً
وفي جديد الخروقات الاسرائيلية أقدم جيش الاحتلال على تفجير وحرق 8 منازل في بلدة الطيبة، كما القى القنابل وأطلق الرصاص بصورة مستمرة. وكانت قوات الاحتلال قد صعدت من تعديتها ضد أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة والحقت الاذى بالقرى الجنوبية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
سلام لن يتراجع ودعم لمعاييره من “الخماسية” بن فرحان يفتح اليوم الصفحة الجديدة مع لبنان
يتخذ انشداد الاهتمامات نحو مسار تاليف الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس المكلف نواف سلام أبعاداً إضافية تحتم أخذها في الحسبان في ظل الزيارة التي سيقوم بها اليوم لبيروت وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. ذلك أن هذه الزيارة ستشكل حدثاً ديبلوماسياً من أبرز الاحداث التي تعاقبت بعد انتخاب الرئيس العماد جوزف عون وتكليف الرئيس سلام لكونها الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع للبنان منذ 15 عاماً بما يعكس، بعد الدعم السعودي الأساسي لوصول الرئيس عون بداية صفحة مختلفة في العلاقات السعودية- اللبنانية عقب مرحلة طويلة من التوتر الذي أصاب هذه العلاقات إبان سيطرة “الحزب” ونفوذ محور الممانعة على السلطة في لبنان. كما أن الجانب الموازي لهذا البعد يتمثل في الدفع السعودي نحو قيام حكومة إصلاحية تتولى من ضمن صلاحياتها فتح صفحة تطوير العلاقات الثنائية وتوقيع مجموعة كبيرة من الاتفاقات المعدة في مختلف المجالات. وسينقل الوزير السعودي دعوة رسمية إلى الرئيس عون لزيارة المملكة كما سيلتقي الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام.
بطبيعة الحال يفترض أن تترك زيارة بن فرحان تردداتها على المناخ السائد حيال المسار الحكومي للدفع نحو تسهيل ولادتها بعدما تصاعدت معالم “تشويش” سياسي يبلغ حدود استعادة اضطرابات سلبية من جهات سياسية مختلفة بما أثار قلقاً على ما شهده لبنان في الأسابيع الأخيرة من انفراجات قياسية واعدة. وإذ عاد الرئيس المكلف غداة إطلاقه موقفه الأخير من قصر بعبدا إلى العمل الصامت بما عكس إلزامه التام إنجاز التشكيلة الحكومية وفق المعايير الصارمة التي أعلنها من بعبدا، لم تستبعد معطيات تتسم بالجدية الكبيرة أن يمضي سلام بالتفاهم مع رئيس الجمهورية إلى انجاز حكومة “أمر واقع إصلاحي” تتّسم بتغيير جذري على غرار صورة التغيير الذي جاء به رئيساً مكلفاً بعد انتخاب الرئيس عون. وأشارت إلى أن “الملهاة” السياسية التي اندلعت بعد أقل من عشرة أيام من تكليف سلام أثارت الخشية من إغراقه في رمال المعادلات التقليدية ولكن يبدو ثابتاً وفق كل المعلومات والمؤشرات الثابتة أن الرجل ليس في وارد التراجع أمام هذه الردّة السلبية وهو ماضٍ نحو ترجمة ما التزمه في تشكيل الحكومة بلا تراجع وأياً تكن ردود الفعل بما يضع الجميع أمام مسؤوليات التعاون مع العهد والحكومة أو تحمل تبعات العرقلة.
وطرح الاستحقاق الحكومي في اللقاء الذي استضافه أمس السفير المصري علاء موسى لسفراء اللجنة الخماسية، وأكد على الاثر أن “اللجنة الخماسية ستستمر في دعم لبنان سياسيًا وندرك أن لبنان أمام مرحلة جديدة تتطلب تغييرات عدة”.
وقال موسى: “لا للضغط على رئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام، فليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون والأمور تسير في شكل جيد”.
وقالت مصادر مواكبة للاجتماع إن الخماسية ناقشت محاولات بعض الاطراف لفرض معايير ووقائع على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام وهي حريصة على إتمام المهمة الموكل بها وفقاً للأجندة الإصلاحية المنتظرة. وبحسب هذه المصادر شدد السفراء على ضرورة دعم العهد والحكومة المقبلة وعدم فرض شروط على الرئيس المكلف وتحديداً احتكار وزارات على طرف أو طائفة.
ولم تكن خافية معالم الحذر لدى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من الأجواء السياسية الصادمة إذ دعا أمس إلى “ضرورة الترفع عن كل الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل”، معتبراً أن “من أهم أهداف الاستعجال بتشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضررت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة”. ولوحظ في سياق التشويش على مسار التاليف مضي نواب من حركة “أمل” في الحديث عن حسم إعطاء حقيبة المال للثنائي الشيعي واتهامهم للأطراف الآخرين بعرقلة مهمة الرئيس المكلف. وفي المقابل حمل حزب “القوات اللبنانية” على “الممانعة” قائلاً: “عشية كلّ استحقاق تعود “حليمة إلى عادتها القديمة”، وحليمة هي الممانعة، وعاداتها القديمة، هي التعطيل والعرقلة واتهام الآخرين زورًا بما تمتهنه”. وأشار إلى أنه “لو كان هناك من مشكلة لدى الكتل المسيحية لكانت عبرّت عنها بمواقف واضحة وجلية، ولكن لم يصدر عن هذه الكتل أي مواقف معترضة حتى الآن، وأنّ الذي يؤخِّر المسار التأليفي يكمن في محاولة الفريق الممانع فرض أسماء معينة لحقائب معينة، كما محاولة إلزام رئيس الحكومة بسياسة معينة للحكومة وتضمينها في البيان الوزاري، الأمر الذي ترفضه جميع القوى السياسية التي تتعامل مع تأليف الحكومة كاستكمال لخطوتي الانتخاب والتكليف بهدف الانطلاق بمشروع الدولة نحو المستقبل وقطع الطريق نهائيًّا على مشروع الدويلة”.
العين على الجنوب
الانشغال بالاستحقاق الحكومي لم يحجب انشداد الأنظار أيضاً من الآن نحو الجنوب استعداداً لموعد 26 – 27 كانون الثاني الذي يفترض أن تنجز القوات الإسرائيلية انسحابها الكامل من القرى التي تحتلها في جنوب لبنان. ولكن بدا في الساعات الأخيرة أن القلق تصاعد على مسافة أيام من انتهاء مهلة اتفاق وقف النار، إذ لا مؤشرات إلى انسحاب إسرائيلي وشيك بل العكس تماماً، بما يخشى معه من تعزيز التوقعات بعدم الانسحاب في المهلة المحددة…
تزامنت هذه المخاوف مع تصعيد القوات الإسرائيلية وتيرة تعدياتها على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة. وفيما أشارت المعلومات إلى أن قوة إسرائيلية توغلت في بلدة الطيبة باتجاه دير سريان، وشنت مسيّرة إسرائيلية غارة بين وادي خنسة والمجيدية – قضاء حاصبيا. وعثر على المواطن محمد ترمس من بلدة طلوسة، جثة في داخل سيارته من نوع “رابيد” بالقرب من المسجد في وادي السلوقي لجهة أطراف بلدة مجدل سلم. وكان ترمس يحاول التوجه أمس الى بلدته طلوسة، فأطلق في اتجاهه الجيش الإسرائيلي رصاصات عدة أدت إلى مقتله، وسحب الصليب الاحمر اللبناني جثته. وعمد الجيش الإسرائيلي ظهراً إلى نسف وتفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل. وأنهى بناء الجدار الاسمنتي على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة. كما قام بعمليات تفجير بين مركبا ورب ثلاثين في محيط جبل وردة.
في المقابل، أنجز الجيش اللبناني أمس انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” بحيث تمركزت آليات مدرعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولاً حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار، وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا، واستقبل أهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والأرز. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.
إلى ذلك، اعتمد المجلس الأوروبي أمس تدبير مساعدات ثالث في إطار آلية السلام الأوروبية بقيمة 60 مليون يورو لصالح الجيش اللبناني. ويساهم التدبير بحسب بيان، في تعزيز قدرات الجيش اللبناني لتمكينه – بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 1701 – من إعادة الانتشار وتأمين الاستقرار في قطاع جنوب الليطاني والحفاظ عليه. وبذلك سيساهم هذا التدبير في حماية السكان المدنيين في المنطقة. كما سيعمل على تعزيز القدرات العملياتية للجيش اللبناني وفعاليتها للمساهمة في الأمن والاستقرار الوطنيين والإقليميين، وتالياً السماح للمدنيين النازحين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
خلط أوراق التأليف والتمسّك بنهج جديد والسعودية لتنفيذ الإصلاحات قبل إعادة التفاعل مع لبنان
لا خيار أمام رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام سوى إحداث صدمة إيجابية من خلال تأليف حكومة جديدة تضمّ شخصيات كفوءة مؤمنة بمشروع إنقاذ لبنان وإعادة بناء الدولة وتنفيذ الإصلاحات، معتمدين على الزخم الدولي والعربي المؤازر لانهاض لبنان.
وكشف مرجع سياسي لـ»الجمهورية» أمس، أنّ المبالغة في طلبات الأحزاب والتيارات وتصوير عملية التشاور مع الرئيس المكلّف وكأنّ هناك اتجاهاً للعودة إلى المحاصصة وتقاسم الوزارات كمغانم، سلبيّتان تعوقان تأليف الحكومة وتحبطان اللبنانيّين المتأمّلين بنهج جديد لبناء الدولة وتحقيق الإصلاحات، ما دفع الرئيس سلام إلى الانتفاض في وجه التسريبات والضغوط وقلب الطاولة على محاولات إحراجه والضغط عليه. ويضيف المرجع، أنّه أُعيد خلط أوراق التأليف بعدما تمّ التفاهم بين عون وسلام على ضرورة التمسك باعتماد نهج جديد في مسار تشكيل الحكومة، حتى لو اتخذت المشاورات وقتاً إضافياً.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس على ضرورة «الترفّع عن كل الصغائر ليتمّ تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل»، وأنّ من أهم أهداف الاستعجال في تشكيلها هو الإسراع في إعادة إعمار المناطق التي تضرّرت في العدوان الإسرائيلي.
وشدّد على أهمية دور المجلس الدستوري في صيانة الدستور، معتبراً أنّه «لولا دور القضاء لأصبحنا في شريعة الغاب». كما أكّد تصميمه على المضي قدماً في إقرار قانون استقلالية القضاء، منبّهاً إلى ضرورة أن يقتنع كل قاضٍ بأهمية هذه الاستقلالية، وأن يعمل القضاة وفق قناعاتهم تجاه المصلحة العامة لا وفق المصلحة الشخصية.
كواليس التأليف
أكّدت مصادر متابعة لعملية التأليف لـ«الجمهورية» أنّ الأمور «ليست بالسوء الذي يتمّ تظهيره في الإعلام، هناك عراقيل صحيح لكنّها غير مستعصية وقابلة للحل، وهي تحتاج إلى مزيد من الوقت والتواصل». وكشفت أنّ «المشكلة الحالية هي لدى فريق «القوات اللبنانية» الذي يطمح لحصة وازنة أكثر من الأفرقاء الآخرين، من منطلق أنّهم الكتلة المسيحية الأكبر وأنّهم يستغلون التحوّلات التي اعتبروها لصالحهم، ومن الطبيعي برأيهم أن تكون لهم في الحكومة حصة الأسد بحسب حساباتهم»، لكن في الحقيقة تقول المصادر، إنّ الفريق المسيحي «كله زعلان»، ويريد تمثيلاً أكبر من المتاح أو المعروض عليهم…
واستغربت المصادر الكلام عن تأخير في التأليف، فالرئيس سلام لم يمضِ على تكليفه عشرة أيام بعد، وهو لا يزال في فترة أكثر من طبيعية، خصوصاً في ظل التركيبة السياسية والطائفية المعقّدة في لبنان.
واستفسرت «الجمهورية» من فريق الثنائي الحديث عن عرقلة بسبب إصراره على المالية، فأكّد مصدر بارز فيه أنّ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والاجتماعان اللذان عُقِدا مع الرئيس المكلّف كانا إيجابيَّين جداً وانتهى التواصل إلى اتفاق على الحقائب السيادية والباقي لا مشكلة فيه على الإطلاق.
وقال المصدر: «نحن أكّدنا للرئيس سلام أنّنا مُسهّلون لعملية التأليف وأنّنا منفتحون على أي تعديل يراه مناسباً في توزيع الحقائب المطروحة علينا»، نافياً أن يكون الرئيس المكلّف قد اتصل مجدّداً، مُعلِناً الرجوع عن الاتفاق أو البحث مجدّداً بحصة الثنائي وحقهم بالتمثيل في الوزارات السيادية.
وأكّد أنّ العلاقة معه ممتازة. وهناك اتفاق مبدئي منجز، ونحن قلنا له من البداية إننا لن نقف عقبة طالما التأليف يحترم القواعد التمثيلية وفيه عدالة في المعايير المتبعة.
وزير الخارجية السعودي
إلى ذلك، يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لبنان، اليوم الخميس، في أول زيارة يقوم بها أكبر ديبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عاماً، وأفادت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أنّ «الزيارة ترتدي أهمية كبيرة وستكون مناسبة للتأكيد على ضرورة أن تُترجم التغييرات السياسية في لبنان إلى إصلاحات حقيقية، وأهمية التزام لبنان بمسار الإصلاح والتطلّع إلى المستقبل».
وأكّدت المصادر أنّ «السعودية تشجع على تشكيل حكومة مستقلة عن الطبقة السياسية التقليدية، وأنّها بصراحة ستراقب من كثب تنفيذ الإصلاحات قبل إعادة تعزيز التفاعل مع لبنان».
وتعكس زيارة الوزير السعودي التحوّلات السياسية الهائلة في لبنان والمنطقة بعد الحرب على لبنان، وتضاؤل نفوذ إيران وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا. ومن المتوقّع أن يلتقي بن فرحان الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام. كما يزور وزير الخارجية الكويتي لبنان غداً.
مواكبة «الخماسية»
وفي جرعة دعم للعهد والرئيس المكلّف، استضاف سفير مصر لدى لبنان علاء موسى اجتماعاً لسفراء اللجنة الخماسية أمس، حيث عُرضت المستجدات في الوضع اللبناني. وقال السفير المصري في حديث لتلفزيون «الجديد»: «لا للضغط على رئيس الحكومة المكلّف القاضي نواف سلام، فليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون، والأمور تسير بشكل جيد».
وشدّدت على ضرورة دعم العهد والحكومة المقبلة وعدم فرض شروط على الرئيس المكلّف وعدم احتكار وزارات على أي من الأطراف. وأكّدت «الخماسية» على وحدة موقفها من الاستحقاقات السياسية الداخلية والتنسيق في القضايا المشتركة المتعلقة بدعم لبنان ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
«القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»
وفي السياق، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»، إنّ تأليف الحكومة يشكّل الحلقة الثالثة بعد انتخاب العماد جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام، ويجب أن تُتوِّج هذه الحلقة المسار الجديد الذي دخله لبنان مع إنهاء النفوذ الإيراني وعودة لبنان إلى حضن الشرعيتَين العربية والدولية، وإحياء مشروع الدولة الذي تجمّد منذ الانقلاب على اتفاق الطائف بدءاً من اغتيال الرئيس رينيه معوّض.
وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية»، إنّ الحكومة الجديدة يجب أن تُشكّل قطعاً مع المرحلة السابقة بوضع حدّ لثلاث لاءات أساسية:
لا لعرقلة مشروع الدولة من الآن فصاعداً، لا لسياسات تعطيلية من قبيل الثلث المعطِّل والتذرّع بالميثاقية التي تمّ تحويرها وتشويهها باعتبار أنّ الميثاقية طائفية لا مذهبية، ولا لسلاح خارج الدولة والدفع قدماً لتطبيق الدستور والقرارات الدولية.
واعتبرت المصادر أنّ الأولوية في المرحلة المقبلة مثلثة الأضلع: استكمال المسار السيادي، ترسيخ الاستقرار السياسي والمالي وإعادة ضخّ الأموال في شرايين الدولة لإعادة الإعمار وطَي صفحة الإنهيار ونقل لبنان للإزدهار، والضلع الثالث إعادة الإعتبار لدور الدولة وهيبتها وحضورها.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ مسار التأليف هو مسار سرّي وتتابعه «القوات» بالتنسيق والتواصل مع الرئيس المكلّف، وتعتبر أنّ المنحى العام للأمور هو منحى إيجابي، ولن تفصح عن السياق التفاوضي إلّا في الوقت المناسب، وتأسف للضخّ غير الصحيح الذي تقوم به الممانعة لتغطية عرقلتها ومطالبها التي تنتمي إلى مرحلة انتهت، فقطار الدولة انطلق ومن يريد الالتحاق به عليه أن يسلِّم بشروط الدولة وإلّا الخروج منه، وأمّا عرقلة هذا القطار فلم تعد ممكنة.
«الثنائي»: لا نعطل بل نسهّل
في المقابل، ورداً على بيان «القوات اللبنانية» الذي جاء فيه «عشية كلّ استحقاق تعود «حليمة إلى عادتها القديمة»، وحليمة هي الممانعة، وعاداتها القديمة، هي التعطيل والعرقلة واتهام الآخرين زوراً بما تمتهنه وتقوم به…»، قال قيادي في الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية»: «نحن وبالمعطيات الصلبة كنا أكثر الكتل تسهيلاً لمهمّة الرئيس المكلّف، أمورنا واضحة ولا تعقيدات من جهتنا كثنائي وطني، واتهامنا بالتعطيل ليس صحيحاً. أمّا التمسك بوزارة المالية فيأتي في إطار التوازنات الوطنية، خصوصاً أنّ الطائفة الشيعية ليس لديها توقيع على المراسيم».
وأضاف القيادي: «يتهموننا بالابتزاز، فليقولوا ماذا أخذنا. نحن حريصون على التمسك بالتوافق الوطني، خصوصاً في هذه المرحلة، وباتفاق الطائف والدستور. ونحن مع كل ما يسهّل انطلاق قطار التأليف والدولة تحت سقف السيادة والإصلاح».
وأشار القيادي إلى أنّ الأمين العام الجديد لـ«الحزب» تحدّث في خمسة خطابات متتالية عن بناء الدولة، وبالتالي الثنائي لن يعرقل ولن يعطل لا بل سيسهل».
إنسحاب إسرائيل
وقبيل 4 أيام على انتهاء مهلة الـ60 يوماً، لانسحاب العدو الإسرائيلي من لبنان، نفّذ جيشه أمس عمليات نسف وتفجير في عدد من البلدات الجنوبية، طالت عيتا الشعب ومركبا والطبية وحولا، كما أحرق عدداً من المنازل ما خلّف دماراً واسعاً.
وفي المقابل، أنجز الجيش اللبناني أمس انتشاره في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل»، بحيث تمركزت آليات مدرّعة ودبابات في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولاً حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار. وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا، واستقبل أهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والأرز. كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم.
ورداً على سؤال عن عدم وجود مؤشرات إلى انسحاب إسرائيلي في المهلة المحدّدة، كشف مسؤول كبير لـ«الجمهورية» أنّ المعلومات والتقديرات أنّ الإسرائيلي الذي انسحب من المعركة الأساسية في غزة لن يبقى في لبنان، أمّا في حال أخّر انسحابه فهذا يكون برسم الدولة اللبنانية واللجنة الخماسية ولجنة المراقبة والدول الضامنة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الدويلة” تريد تشكيل الحكومة لـ”الدولة”
نوّاف سلام طَبِّق الدستور… هل يرد الثنائي بانقلاب؟
هل تطبيق الدستور تهمة؟ يُطرَح هذا السؤال بعدما “انتفض” الرئيس المكلَّف نواف سلام من على منبر القصر الجمهوري أول من أمس، حين قال إنه سيطبِّق الدستور. ويذكر الجميع أنه لدى إجراء استشارات التكليف غير الملزمة، في إحدى قاعات مجلس النواب، كان يضع أمامه نسخة من الدستور ونسخة من اتفاق الطائف.
الرئيس المكلَّف أكمل مشاوراته، وعليه، ما المانع من أن يسير على خارطة طريق الدستور على النحو الآتي:
يحمل تشكيلة إلى رئيس الجمهورية، وبعد نقاشها، يُصار إلى إعداد مرسوم تأليف الحكومة، ويوقعها رئيس الجمهورية، ويُتلى المرسوم في القصر الجمهوري.
تُدعى الحكومة إلى جلسة أولى لتشكيل لجنة إعداد البيان الوزاري. وعند إنجازه تعقد الحكومة جلسة ثانية لإقرار البيان الوزاري ليُحدِّد رئيس مجلس النواب نبيه بري مواعيد الجلسات النيابية لمناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة، أو عدم منح الثقة للحكومة، على هذا الأساس.
هكذا يكون رئيس الحكومة قد سلك طريق الدستور في تقليع حكومته. عندها ماذا يمكن أن يفعل المعرقِلون، وعلى رأسهم ثنائي “الحزب – حركة أمل”؟ لكل فردٍ من الثنائي طريقته، الرئيس نبيه بري قد يسلك طريق السلبية: يمتنع عن الحضور إلى قصر بعبدا لاتخاذ الصورة التذكارية للحكومة. يمتنع عن دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد لمناقشة البيان الوزاري للحكومة.
أما “الحزب” فيستخدم “طريقته”: يقوم بعراضة “القمصان السود” في بيروت. يمارس ضغوطاً على الوزراء الشيعة الذين تتم تسميتهم في الحكومة، لعدم المشاركة في الحكومة.
في هذه الحال، يكون البلد أمام واقع غير مسبوق:
رئيسا الجمهورية والحكومة المكلَّف، يكونان قد قاما بواجبهما الدستوري على أكمل وجه.
تكون كرة حكومة العهد الأولى قد أصبحت في ملعب مجلس النواب، لتبدأ هناك المعركة، فبدلاً من أن يكون “خط الجبهة” الدستوري في مرحلة التأليف، يكون “خط الجبهة” متقدِماً بعد تشكيل الحكومة وفي مرحلة مناقشة بيانها الوزاري.
كل ما تقدَّم هو بمثابة تطبيق الدستور الذي أقسم رئيس الجمهورية على تطبيقه والذي أعلن الرئيس المكلّف أنه يسير بهديه.
ماذا سيحصل في هذه الحال؟ هل ينقلب ثنائي “الحزب – حركة أمل” على الدستور؟ ومن أي باب سيدخلون؟ وما هي الذرائع التي سيقدِّمونها في معركتهم؟ وما هو الخطاب الذي سيقدمونه سواء إلى اللبنانيين أو إلى المجتمع الدولي؟
انتخاب رئيس الجمهورية كان خيار “الدولة” ولم يستطع ثنائي “الحزب – حركة أمل” منعه.
تكليف الرئيس نواف سلام كان خيار “الدولة” ولم يستطع “الثنائي” الوقوف في وجهه.
فهل يريد “الثنائي” الانتقام أو الثأر من خلال القول إن “الدويلة” هي التي تؤلِّف؟
الأجواء المحلية، وكذلك العربية، وحتى الدولية، ليست بعيدة عن مسار تطبيق الدستور الذي بدأ بانتخاب رئيس واستمر بتكليف الرئيس نواف سلام ويفترض أن يستكمل بتشكيل الحكومة.
في هذا السياق تأتي زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للبنان، في أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عاماً.
ويتوقَّع لهذا الزخم السعودي أن يكون شبيهاً بالزخم الذي ظهر في انتخابات رئاسة الجمهورية وفي تكليف رئيس الحكومة. ومن المتوقع أن يلتقي الأمير فيصل بالرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، والرئيس نجيب ميقاتي.
رئيس الديبلوماسية السعودية، سيحمل رسالة من الملك سلمان تعكس الجو الودي والواعد الذي حصل خلال الاتصال الهاتفي بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس عون الذي أبدى اهتماماً وحماسة لافتتين لمساعدة لبنان ما يعطي إشارات إلى التحول بالموقف السعودي لجهة الانخراط في إعادة الإعمار ودعم العملية السياسية في لبنان.
في سياق المواقف من التأليف، والعراقيل التي يضعها “الثنائي”، أعلنت “القوات اللبنانية” أن الذي يؤخِّر المسار التأليفي يكمن في محاولة الفريق الممانع فرض أسماء معينة لحقائب معينة، كما محاولة إلزام رئيس الحكومة بسياسة معينة للحكومة وتضمينها في البيان الوزاري، الأمر الذي ترفضه جميع القوى السياسية التي تتعامل مع تأليف الحكومة كاستكمال لخطوتي الانتخاب والتكليف بهدف الانطلاق بمشروع الدولة نحو المستقبل وقطع الطريق نهائيًّا على مشروع الدويلة.
واعتبرت “القوات اللبنانية” أن من الضروري أن تتّعظ الممانعة بأنّ سياسة التعطيل والابتزاز سقطت هذه المرة في انتخاب رئيس الجمهورية وفي تكليف رئيس الحكومة، وما ينطبق على سقوطها في الانتخاب والتكليف سينسحب على التأليف، لأن قطار الدولة انطلق ولا إمكانية للعودة إلى السياسات الماضوية.
وفي سياق المعطيات المتعلِّقة بتشكيل الحكومة وبعض الأسماء المطروحة، تردد أن اسم الوزير والنائب السابق، ياسين جابر، لم يعد مطروحاً للتوزير وذلك لدواعٍ صحيَّة.
في المعطيات الليلية المتعلقة بعملية التشكيل، أن الأمور لم تشهد تغييراً ملحوظاً . “الثنائي” عند إصراره على وزارة المال، ويبدو أنه حسمها لمصلحته. في المقابل أوحى كلام الرئيس جوزاف عون بأنه لا يريد أن تطول مدة التشكيل كثيراً، فالوقت الطويل قد يزيد التعقيدات ولا يقللها. وفي ما يتعلق بالحقائب، من الطبيعي أن تكون الكلمة الفصل للرئيس في حقيبة الدفاع وحقيبة الخارجية، فهو من ناحية القائد الأعلى للقوات المسلحة وهذا ما شدد عليه عون في خطاب القسم، ثم الرئيس بموجب المادة 52 من الدستور.
“یتولى رئیس الجمهوریة المفاوضة في عقد المعاهدات الدولیة وإبرامها بالاتفاق مع رئیس الحكومة”.
على صعيد الجنوب تبدي أوساط مسؤولة خشيتها من المعلومات التي تؤكد عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي في الموعد المقرر الأحد المقبل في 26 الشهر الجاري. وتتساءل هذه الأوساط الرسمية كيف للجيش أن يقوم بمهامه في مناطق لا تزال محتلة، فالمطلوب انسحاب إسرائيلي وفق اتفاق وقف النار، خصوصاً أن بعض الحجج التي ساقتها إسرائيل في مسألة وجود أسلحة في مواقع عدة تبين عدم صحتها.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون يطالب بعدم عرقلة تأليف الحكومة اللبنانية داخل «زواريب مذهبية»
«قوى التغيير» ترفض «منطق المحاصصة» في التمثيل الوزاري
بيروت: بولا أسطيح
دعا الرئيس اللبناني، جوزيف عون، إلى عدم «عرقلة تشكيل الحكومة في زواريب مذهبية وطائفية وسياسية ضيقة»، وسط عقبات ومطالبات من الكتل وممثلي القوى السياسية بتمثيلها في الحكومة الجديدة؛ مما يهدد بتأخير تشكيلها إلى حين تذليل تلك العقبات.
وقال عون الأربعاء: «لقد بدأنا إعادة الثقة بين الشعب والدولة، ونأمل تأليف حكومة بأسرع وقت؛ تكون ملائمة لتطلعات الشعب، على أن نقوم تباعاً بمد جسور الثقة مع العالمين العربي والغربي. وهذا ليس بالأمر الصعب إذا ما وجدت نوايا صادقة تجاه المصلحة العامة».
وقال الرئيس اللبناني إنه «من أولى الإشارات الإيجابية التي يجب أن نُظهرها للعالم هي تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، لا أن تتم عرقلة التشكيل في زواريب مذهبية وطائفية وسياسية ضيقة»، مضيفاً: «نحن أمام فرص يجب ألا نتركها تضيع منا، بل علينا الترفع عن جميع الصغائر كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل».
نواب «التغيير»
ويرفض نواب «التغيير»، الذين كان لهم دور في توحيد صفوف المعارضة للسير نحو تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة لبنانية جديدة، التعاطي مع ما يُتداول إعلامياً عن عودة منطق المحاصصة الطائفية والحزبية لتسيير عملية تشكيل الحكومة. ويجمع هؤلاء النواب راهناً على وجوب تجاوز آليات التشكيل التقليدية وفرض آلية جديدة تعتمد حصراً مبدأ الكفاءة، وتتماشى مع الجو «التغييري» الذي لفح استحقاقَي انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة. وينقسم نواب «التغيير» منذ مدة إلى 3 أقسام بالنظر إلى مقارباتهم المختلفة لعدد من الملفات والاستحقاقات، لكنهم جميعاً صوّتوا لنواف سلام رئيساً للحكومة.
«حصتنا رئيس الحكومة»
وجرى التداول مؤخراً بأنه سيكون لنواب «التغيير» حصة في الحكومة المقبلة من وزيرين أو 3، إلا إن أكثر من نائب «تغييري» ينفي نفياً قاطعاً أن يكونوا قد طالبوا سلام بحصة معينة. وعن هذا الموضوع، تقول النائبة بولا يعقوبيان: «نحن لا نريد حصة وزارية، ونرفض منطق المحاصصة. حصتنا نأخذها حين نبني البلد الذي نطمح إليه وحين يجري تعيين وزراء أكفاء وأوادم». وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أصلا حصتنا هي رئيس الحكومة الذي هو من جونا، وبالتالي نحن آخر من سيضع شروطاً ومطالب على طاولته، فهو أدرى كيف يشكل حكومته وفق المعايير التي يراها مناسبة»، لافتة إلى أن «كثيراً مما يجري التداول فيه عن توزيع حقائب ووزارات، لا يمت للواقع بصلة».
مقاربة جديدة
وكما يعقوبيان، ينفي النائب فراس حمدان أن يكون النواب «التغييريون» طالبوا بوزارات معينة أو بحصص في الحكومة المقبلة، لافتاً إلى أن ما يسعون إليه هو أن تكون هناك «مقاربة سياسية جديدة لشكل ومهمة الحكومة؛ مما يشكل امتداداً لمشهد انتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف نواف سلام، فتكون الحكومة قادرة على إنجاز الإصلاحات ومواكبة مضمون خطاب القسم كما ورد في كلمة الرئيس المكلف بُعيد تكليفه».
ويشدد حمدان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على رفضهم المطلق تشكيل الحكومة «وفق منطق المحاصصة الطائفية والسياسية الذي كان معتمداً في تشكيل الحكومات خلال السنوات الماضية، بصفته منطقاً أثبت فشله الذريع»، مشيراً إلى أن موقفهم بصفتهم «نواب تغيير» يتخذونه بناء على مرسوم التشكيل وليس بناء على تشكيلات تُتداول إعلامياً.
ورداً على سؤال عن كيفية تأمين الرئيس المكلف الثقة لحكومته في حال لم يقف عند طلبات القوى والأحزاب السياسية، أكد حمدان أنه «على القوى السياسية التقليدية أن تتحمل مسؤولياتها أمام الشعب والمجتمع الدولي، فتسمية سلام كانت تسمية رأي عام وليست تسمية أشخاص، وأتت نتيجة الضغط السياسي الشعبي، حتى جماهير الأحزاب عادت وطالبت به بعدما أطلقنا نحن المبادرة ودفعنا باتجاه انتخابه».
نظام «تغييري» أم «تقليدي»؟
لا ينكر مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أنه كان لـ«التغييريين» دور كبير في إيصال نواف سلام، «لكن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه: هل نظام الحكم الجديد سيكون تغييرياً أم نسخة عن نظام الحكم السابق؟! وفي حال كنا بصدد السيناريو الثاني، فيمكن معاملة (التغييرين) عندها كأنهم حزب وفريق سياسي يمكن إرضاؤه بتمثيل وزاري معين. لكن هذا سيكون أمراً مؤسفاً؛ ويعني أننا عدنا إلى نظام المحاصصة الذي يعدّ من خارج الأصول الديمقراطية وأصول الحكم الرشيد؛ لأن نظاماً كهذا يجعل من الحكومة برلماناً مصغراً ويلغي الدور الرقابي لمجلس النواب ويقضي على مبدأ تداول السلطة بين معارضة وموالاة».
ويرى نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحل الأمثل هو تشكيل حكومة تكنوقراط لا تتمثل فيها كل القوى السياسية، وتكون هناك معارضة تراقبها من البرلمان؛ مما يؤدي إلى انتظام العمل السياسي».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
بن فرحان في بيروت اليوم: عودة الاحتضان العربي للاستقرار والإعمار
ضغوطات نيابية وحزبية تؤخّر التأليف.. وإسرائيل تطالب موافقة أميركية على استمرار الاحتلال بعد الأحد
تزايدت المخاوف من تمديد المواعيد المنصوص عنها في الاتفاقيات والتفاهمات جنوباً، بحيث لا يلتزم بها الاحتلال الاسرائيلي، لجهة وجوب إنهاء انسحابه الاحد المقبل (26 ك2 الجاري) بعد إتمام مهلة الشهرين المتفق عليها في قرار وقف النار، وتزايد المخاوف من ان يكون اليوم التالي «غائماً» لجهة عمل ما للحزب ، رداً على الاحتلال.
وفي موضوع المهل، يستمر ضغط الكتل بمطالبها على عملية التأليف، تارة لجهة حسابات تمثيل الكتل، وتارة لجهة الحصول على هذه الحقيبة،او الاعتراض على اسنادها لهذه الجهة او تلك.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك تناغماً في وجهة نظر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام بشأن تأليف حكومة استثنائية بعيدة عن المحاصصة تحت أي مسمى. وقالت إن العمل جارٍ لإنجاز التأليف وفق المسار الدستوري المتبع، وبالتالي لا اذعان لأية شروط مسبقة أو فرض قيود على الرئيس المكلف الذي يحظى بدعم رئيس الجمهورية.
ولفتت إلى أن لا معطى جديدا بأستثناء جوجلة آراء ومشاورات يجريها القاضي سلام الذي يبحث في السير الذاتية وينشد الأكفأ في حكومته.
إلى ذلك علمت اللواء من مصادر تكتل الاعتدال الوطني أنه لم يكن هناك من أي موعد للقاء بين التكتل والرئيس المكلف كي يتم الغاؤه، وتوقفت عند أهمية زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بيروت التي تشكل دفعا لتسهيل ولادة الحكومة.. وأفادت المصادر أن زيارة وزير الخارجية السعودي تكتسب أهمية لأنها الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع إلى لبنان منذ تراجعت وتيرة العلاقة بين لبنان والمملكة ومن شأنها أن تطلق صفحة جديدة من العلاقة بين البلدين وتمنح الزخم لها وتؤيد العهد وقيام حكومة جديدة تباشر بالمهام الأساسية لها.
وسط تشابك المهل ذات الصلة بالمخاوف، ومهل عدم انتظار التأليف السريع، ينتظر لبنان اليوم وصول وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الى بيروت، مكرساً دوراً مطلوباً للمملكة العربية السعودية بدعم لبنان، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكذلك الحال تسمية رئيس لمجلس الوزراء، على ان تبدأ مسيرة الاصلاحات للحصول على ما يلزم من مساعدات في المجالات كافة، ومنها دعم صندوق اعادة الاعمار.
وفي الزيارة الاولى لمسؤول سعودي رفيع منذ 15 عاماً، وعلى جدول لقاءاته الاجتماع مع الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام.
ويستقبل وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الوزير السعودي في مطار رفيق الحريري الدولي عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم.
وكان السفير المصري في بيروت علاء موسى استضاف سفراء الخماسية، وجرى البحث في تأمين الدعم للاسراع بتأليف الحكومة.
وحسب المعلومات فإن اللجنة ناقشت محاولات بعض الاطراف فرض معايير ووقائع على الرئيس المكلف، واكدت اللجنة حرصها على اتمام مهمة الرئيس سلام، سعياً للاصلاح المطلوب رافضة فرض شروط على الرئيس المكلف.
ونقل عن السفير موسى قوله إن التشكيلة الحكومية ستبصر النور، وإن تأخرها طبيعي.
وفي سياق العودة الخليجية الى لبنان، يتوقع ان يصل غداً الى بيروت وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، في اطار نقل التهاني لعون وسلام، والتأكيد على الانضمام الى جهود الدعم لمساعدة البلد على الخروج من ازمته.
عون للترفُّع عن الصغائر
حكومياً، دعا الرئيس عون الى «الترفع عن كافة الصغائر»، كي يتم تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل، وعزا الاستعجال بالتشكيل للاسراع في اعادة اعمار المناطق التي تضررت في الحرب الاسرائيلية الاخيرة.
وفي الاطار الحكومي، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة لـ «اللواء» إن «حقيبة المالية حُسمت لصالح الثنائي الشيعي لكن الاتصالات لا زالت قائمة»، وقال: ان الرئيس المكلف يسير في حقل الغام والمشكلة ليست عندنا بل عند اطراف اخرى. نحن نريد تشكيل الحكومة سريعا والاستفادة من الزخم الموجود والظروف المساعِدة لتشكيل حكومة اصلاحية متنجانسة ونشيطة، لأن المطلوب من اي وزير العمل 24 ساعة بسبب كثرة المشكلات والتحديات من إعادة الاعمار الى اصلاح الادارة وتنظيمها والتعيينات فيها، الى اصلاح قطاعات الكهرباء والاتصالات والمياه وكل الامور الحياتية التي تهم كل اللبنانيين.
وخلافاً لما تردد عن اجتماع بين تكتل الاعتدال والرئيس المكلف مساءً، وطالبه بأن يتولى تسمية وزير الداخلية، المحسوب من حصة الطائفة السنية، علمت «اللواء» انه بالاصل لم يكن هناك موعد، حتى يعقد او يلغى هذا الموعد.
اما حقيبة الخارجية، فالاتجاه هو لإسنادها الى وزير ماروني، مما يعني اسقاط اسمي الوزير السابق غسان سلامة (وهو كاثوليكي) من الترشيحات، وكذلك بالنسبة الى بول سالم (الارثوذكسي).
وترددت معلومات مساء امس ان «القوات اللبنانية» قد لا تشارك في الحكومة، اذا لم تحصل على حقيبة الاشغال، التي يتنازع عليها ايضاً «اللقاء الديمقراطي» و«لبنان القوي».
وفي اطار تعزيز قدرات الجيش اللبناني، اعتمد امس المجلس الأوروبي تدبير مساعدات ثالث في إطار آلية السلام الأوروبية بقيمة 60 مليون يورو لصالح الجيش اللبناني. يساهم التدبير بحسب بيان، في تعزيز قدرات الجيش اللبناني لتمكينه – بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 1701 – من إعادة الانتشار وتأمين الاستقرار في قطاع جنوب الليطاني والحفاظ عليه. وبذلك سيساهم هذا التدبير في حماية السكان المدنيين في المنطقة. كما سيعمل على تعزيز القدرات العملياتية للجيش اللبناني وفعاليتها للمساهمة في الأمن والاستقرار الوطنيين والإقليميين، وتالياً السماح للمدنيين النازحين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم.
«الكابينت»: اليوم لبحث الانسحاب الكامل
جنوباً، يجتمع الكابينت الاسرائيلي اليوم لبحث الانسحاب من لبنان الذي تنتهي مهلته الاحد، وحسب القناة 13 العبرية نقلاً عن مصادر فإن اسرائيل طلبت من ادارة ترامب بقاء الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان الى فترة غير محددة، كما طلبت من ادارة ترامب الحفاظ على 5 نقاط عسكرية في الجنوب.
وقبل أيام من إنتهاء مهلة الـ 60 يومًا، صعَّدت القوات الاسرائيلية من وتيرة تعدياتها على أملاك المواطنين والمرافق العامة ودور العبادة لالحاق الاذى اكثر في القرى الحدودية، لا سيما عيتا الشعب ويارون وغيرها من القرى.
وأحرق الجيش الاسرائيلي ونسف المنازل في بلدة الطيبة كما نفذ عملية تمشيط خلال تنقله في أحياء البلدة ونفذ تفجيراً عنيفاً في بلدة كفركلا.
وفيما أشارت المعلومات الى أن قوة إسرائيلية توغلت في بلدة الطيبة بإتجاه دير سريان، شنت مسيرة اسرائيلية غارة بين وادي خنسة والمجيدية – قضاء حاصبيا.
وأنهى الاحتلال بناء الجدار الاسمنتي بين لبنان وفلسطين المحتلة على طول الخط الأزرق من يارين إلى الضهيرة.
هذا ووصلت قوة من الجيش اللبناني بمؤازرة قوة من اليونيفيل لإعادة الانتشار في كفرشوبا. واعلنت قيادة الجيش في بيان انه «في ظل العمل المتواصل لاستكمال بنود اتفاق وقف إطلاق النار، يحافظ الجيش على الجهوزية لاستكمال انتشاره في منطقة جنوب الليطاني فور انسحاب العدو الإسرائيلي منها، ومتابعة تطبيق القرار ١٧٠١ ومندرجاته.
وقالت: في هذا السياق: استكملت وحدات عسكرية انتشارها في نقاط عدة في بلدة كفرشوبا – حاصبيا في القطاع الشرقي، بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار Mechanism وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل.
ودعت «المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو والتزام تعليمات الوحدات العسكرية، إلى حين انتهاء الانتشار واستكمال الوحدات المختصة إجراء المسح الهندسي وتنظيف تلك المناطق من الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدوان الإسرائيلي».
وافادت المعلومات ان عدة آليات مدرعة ودبابات للجيش تمركزت في مرتفعات بلدة كفرشوبا وصولا حتى بركة بعثائيل، كما شمل الانتشار بلدات كفرحمام وراشيا الفخار. وسبق ذلك انتشار للجيش في الطرف الشرقي لبلدة شبعا واستقبل اهالي كفرشوبا الجيش بالزغاريد والارز.
كما سمح الجيش اللبناني لعدد من أهالي البياضة وشمع وعلما الشعب والناقورة بزيارة بلداتهم. ايضا، دخلت قوة من الجيش لإعادة التمركز في حانين، فيما عمل عناصر الدفاع المدني على انتشال جثامين الشهداء.
إلى ذلك، عثر امس، على جثمان الشهيد محمد ترمس «أبو قاسم»، من طلوسة، الذي استشهد الثلاثاء بالقرب من مسجد وادي السلوقي في أطراف مجدل سلم، برصاص قوات العدو الصهيوني بعد محاولته الوصول إلى بلدته. يذكر أن ترمس غادر منزله صباح الثلاثاء، متجهاً إلى بلدة طلوسة، بعد علمه بأنه سمح لأهل البلدة بأن يتوجهوا إليها، ليفقد التواصل معه.
كما انتشل الصليب الاحمر عددا من الجثث كانت داخل سيارة رابيد في وادي السلوقي مصابة بطلقات نارية اسرائيلية. و تمكن الصليب الاحمر اللبناني ايضا بالتنسيق مع اليونيفيل من سحب جثمان شخص قتلته قوات اسرائيلية قبل يومين في بلدة حولا يُدعى ابراهيم حسين سرور من مواليد عام 1988 من البازورية.وبحسب المعلومات، كان ابراهيم أعزلاً ويتّجه سيراً على الأقدام إلى تلة العباد.وباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها، علماً أنّ العدوّ الإسرائيليّ لا يزال موجوداً في بلدة حولا.
وفي اطار المتابعة، استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة رئيس لجنة الإشراف الخماسية (Mechanism)الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز وعضو اللجنة الجنرال الفرنسي غيوم بونشيه وفريق عمل اللجنة، وتناول البحث التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جهته قال وزير خارجية الكيان الاسرائيلي غدعون ساعر: نحن ملتزمون بمسار وقف إطلاق النار مع لبنان وسننفذه بما يتماشى مع احتياجاتنا الأمنية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
للمرة الأولى منذ 15 عاماً وزير سعودي في بيروت.. هل تساعد لبنان؟
يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود لبنان، اليوم، في أول زيارة يقوم بها أكبر ديبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عاماً.
وذلك في مسعى للحصول على تعهد بالإصلاح في وقت تحاول فيه الرياض تعزيز نفوذها في بلد يتضاءل فيه النفوذ الإيراني.
وتعكس زيارة الوزير السعودي التحولات السياسية الهائلة في لبنان منذ الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل لـ «الحزب»، في الحرب التي دارت بينهما العام الماضي، ومنذ أطاحت المعارضة المسلّحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول /ديسمبر.
ومن المتوقّع أن يلتقي بن فرحان بالرئيس جوزف عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :