افتتاحية صحيفة الديار:
سلام متمسك بصلاحياته: لست «ليبان بوست»... عقبات امام التأليف؟
التعيينات الأمنية على نار حامية... هل تبدأ المداورة من المراكز الهامة؟
ماكرون لفريقه: مؤتمر لإعادة الاعمار في بيروت بحضور دولي
الى بعبدا حمل الرئيس المكلف مسودة تشكيلته الاولى لمناقشتها مع رئيس الجمهورية، وقد ضمت توزيعة للحقائب على الكتل وفقا للاتصالات الاولية، مبقية على الضبابية لجهة عدم حسمه لعدد وزرائها، رغم ميله الى حكومة 24، او لجهة «حصرية» الحقائب، حيث لا حقيبة حكر على احد او ممنوعة على طرف»، قد يكون نتيجة تداخل المصالح الإقليمية والمحلية وتباين الرؤى بين الكتل السياسية.
ووفقا لاجواء المشاورات والمباحثات والاتصالات، وما يرشح عنها من تسريبات، يبدو ان جوا من «الارباك» يسود، نتيجة التحديات الصعبة الناتجة من التوازنات السياسية والطائفية، التي درجت الحكومات السابقة على مواجهتها تقليديا، مع تحولها الى صورة مصغرة عن المجلس النيابي، بعد رفض غالبية القوى لحكومة تكنوقراط.
فطريق التاليف على ما تبينه احاديث الكواليس، لا يبدو خاليا من المطبات والمطالب والمحاصصات، مع محاولة مختلف الافرقاء، تحصيل ما خسروه في رئاسة الجمهورية، من خلال حصصهم الوزارية، في حكومة العهد الاولى التي يبقى التحدي الاساس امامها انجاز الاستحقاقات الدستورية من بلدية ونيابية، مع ما تحمله معها من آمال في التغيير، كبداية لاصلاح حقيقي وجدي.
في هذا الاطار تبرز تسريبات وتركيبات بالجملة، منها بهدف حرق اسماء، تارة، وجس نبض، طورا، ليتارجح الاعلان عنها بين من يضغط باتجاه اصدارها قبيل زيارة الوفد السعودي الى بيروت الخميس، فيما، يرى كثيرون ان الامور بحاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات، قبل بلورة الصيغة النهائية، التي قد لا تنتهي حتى قبل الاحد، رغم ان الاتصالات بين رئيس الجمهورية، الذي يركز نشاطه على استحقاق وقف النار، والرئيس المكلف المنكب على التشكيل، مفتوحة على مدار الساعة.
سلام في بعبدا
وتحت هذا العنوان جاءت زيارة الرئيس سلام الى القصر الجمهوري امس، حاملا معه تصورا اوليا مكتوبا، لتوزيعة وزارية، ناقش تفاصيلها مع رئيس الجمهورية، قبل ان يعلن بعيد خروجه من الاجتماع الذي دام لاكثر من ساعة مصرحا للاعلاميين، بان تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل مع الرئيس على ألا يتأخر أكثر من ذلك، وأؤكد التزامي بالمبادىء التي حددتها في كلمتي الأولى وكنت وما أزال ضد المحاصصة.
واردف سلام «أريد الحكومة اليوم قبل الغد، كما أؤكد أنني ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية، وربما تلاحظون أن أسلوب العمل جديد لكن علينا أن نتعلم احترام الدستور احترامًا كاملًا». واكد ان «المهام كبيرة والحكومة الجديدة لن تستغرق وقتاً لتشكيلها، ونعمل على عدم تأخير ذلك وكل ما يُقال عن هذا السياق يقع في باب الاشاعات».
واكد ان الحكومة التي نريدها هي حكومة إصلاح ووفية لتطلعات اللبنانيات واللبنانيين، ولن تأخذ أشهرًا كما الحكومات السابقة، ونتطلّع إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن ولن يأخذ التشكيل أشهرا كما قبل».
وذكر بان هناك آلية ومسؤوليتي تشكيل الحكومة، وأنا على تواصل مع الكتل وأتداول وأتشاور معها، لكنني أنا من يشكلها ولست «LibanPost»، ولم ألتزم بإعطاء أي حقيبة «لفلان أو لفليتان» وحقيبة المال كسائر الحقائب ليست حكرًا على أحد وليست ممنوعة عن أي طائفة.
عقبات التاليف
وفيما بدا رئيس الحكومة متمسكا بصلاحياته، برزت الى الواجهة، سلسلة من المطبات، وفقا لمصادر متابعة ابرزها:
• بروز عامل جديد خلال الساعات الماضية تمثل في رغبة رئيس الجمهورية بتسمية وزير شيعي مقابل وزير مسيحي للثنائي، وهو ما قد يصطدم «بتمني الثنائي» الابقاء على كامل الوزراء الشيعة من حصته، كضمانة، من خلال امساكه بورقة الميثاقية داخل الحكومة، حيث علم ان الرياض وباريس غير معارضتين لهذا الاتجاه.
علما ان حديثا يدور حول اتفاق على المداورة بين الوزارات السيادية الثلاث الاخرى (دفاع، داخلية، خارجية)
-اشكالية استجدت مع ابتعاد كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عن المطالبة بوزارة الطاقة، وهو ما قد يؤدي الى اعتذار التيار الوطني الحر عن المشاركة، في حال عدم اعطائه التربية بعدما باتت وزارة الاشغال من حصة بيك المختارة.
-مشكلة درزية، حيث يطالب الاشتراكي بوزارة الاشغال، التي سيكون لها دور كبير في الفترة المقبلة، في مجال اعادة الاعمار، وفي حال تعذر ذلك ستمتنع المختارة عن تحديد اسم الوزير المحسوب من حصتها، تاركة الامر لرئيس الحكومة، دون ان يعني ذلك اعتذارا عن المشاركة.
-الحصة السنية التي تردد انه سيتقاسمها كل من : رئيس الحكومة (وزيران)، كتلة التوافق الوطني (وزير)، كتلة الاعتدال الوطني (وزير)، رئيس الجمهورية (وزير)، اضافة الى حديث عن تمثيل التغييريين (وزير).
التعيينات الادارية والامنية
وفي موازاة المفاوضات لانضاج الطبخة الحكومية، انطلقت في الكواليس ورشة ناشطة لانجاز التعيينات على اختلافها، وفق اجندة مواعيد واوليات حددها الرئيسان، علم وفقا للمتابعين انها ستتقدم مشهدها، تعيينات امنية وعسكرية شاملة مع حركة تشكيلات في الاجهزة الامنية والعسكرية، وصفت بانها قد تكون الاكبر في تاريخها، فضلا عن ملء الفراغ في الجسم القضائي استعدادا لتحضير تشكيلات قضائية واسعة، في وقت بدا فيه تعيين حاكم لمصرف لبنان، عالقا عند امرين: الاول، التسريبات عن ابقاء الموقع من حصة الشيعة، تطبيقا لمبدأ المداورة الذي تحدث عنه خطاب القسم، وبالتالي تثبيت الحاكم بالانابة وسيم منصوري في موقعه، والثاني، اعتذار الوزير السابق جهاد ازعور، والمصرفي سمير عساف، عن تولي المركز، بعد مفاتحتهما من قبل جهات خارجية.
الزيارات الخارجية
ويشهد هذا الاسبوع زيارتين بارزتين الى بيروت لكل من وزيري خارجية السعودية والكويت برفقة امين عام مجلس التعاون الخليجي، حيث علم ان الامير بن فرحان سيشارك في حلحلة بعض الاشكالات التي تعترض عملية التاليف.
الى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية ان الوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لجهة الدعوة الى مؤتمر لدعم لبنان، فسيقام في بيروت على هيئة معرض يتحدث عن إعادة الإعمار، يشارك فيه رؤساء دول وحكومات، حيث حدد موعده مبدئيا بين السادس والتاسع من ايار.
من جهتها تعقد لجنة خماسية باريس اجتماعا وداعيا لها في بيروت، بعدما انجزت المهمة الموكلة اليها لجهة المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية.
الوضع جنوبا
اما في الميدان الجنوبي، فالامور عسكرياً لا تبشر بالخير. ففي حين اعلن رئيس الأركان هرتسي هاليفي استقالته متحملاً مسؤولية إخفاقات الجيش في 7 تشرين الأول محددا 6 آذار موعدًا لانتهاء مهامه، ومثله قائد المنطقة الجنوبية، واصل جيش الاحتلال اعتداءاته، وسط معلومات عن ان انسحاب العدو الاسرائيلي الكامل، من الاراضي اللبنانية لن ينجز مع انتهاء مهلة الستين يوما، وفقا للمعطيات الديبلوماسية الاميركية والفرنسية، بعدما احتجت «تل ابيب» بان خططها في هذا الخصوص لم تكتمل وفقا لما ابلغت به المعنيين في عواصم القرار.
مصادر وزارية رات ان العدو يحاول خلق الحجج والمبررات لتمديد احتلاله، في محاولة احادية منه لتنفيذ القرار 1701 على طريقته في منطقة جنوب الليطاني، رغم كل الضغوط الدولية الممارسة من اكثر من جهة، والتي لم تنجح حتى الساعة في تحقيق اهدافها، لفترة غير طويلة، وهو ما يرفضه الجانب اللبناني حتى الساعة، ما يطرح التساؤلات حول طبيعة الوضع الذي ستكون عليه الامور الاثنين المقبل.
وتابعت المصادر، بان هدف «اسرائيل» المخفي، هو استكمال تدمير قرى الشريط الحدودي بالكامل، بما فيها البنية التحتية لجعله غير صالح لعودة السكان اليه، وبالتالي خلق منطقة عازلة، حددتها التغريدات الصادرة عن الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي، خصوصا ان «تل ابيب» سبق وابلغت الاميركيين بانها لن تسمح بعمليات الاعمار قبل التاكد الكامل من تنفيذ القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني.
عليه يبقى السؤال: كيف سيرد حزب الله، الذي حذر قياديوه اكثر من مرة من انه في اليوم ال 61 كلام آخر، تزامنا مع انتشار مناشير وبيانات مجهولة المصدر في مناطق جنوبية تدعو الى المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال؟ والاهم هل تنفجر الحرب من جديد؟ المصادر الوزارية تؤكد ان اتصالات تجري على ارفع المستويات لاحتواء الموقف، خصوصا انه ليس من مصلحة لبنان انهيار الاتفاق، مع انطلاقة العهد الجديد، وفي ظل التغييرات التي تشهدها الولايات المتحدة، بعد التهديدات التي اطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، حول «جهنم شرق اوسطي».
ماليا
في غضون ذلك، يستمر تثبيت سعر صرف الدولار، وفقا للسياسة التي رسمها حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، والتي سمحت للبنك المركزي بتحقيق فائض من العملات الصعبة، من السوق المحلي، في انتظار انجاز استحقاق الاصلاحات المالية والاقتصادية، ليبدأ معها تطبيق خطة التعافي، وبالتالي خفض سعر الصرف بالتدريج بما يتلاءم مع قيمته الحقيقية نتيجة العرض والطلب، تلافيا لاي خضات.
وعلى هذا الصعيد، علم ان المملكة العربية السعودية تتجه نحو وضع وديعة مالية بقيمة ملياري دولار في المصرف المركزي، دعما للاستقرار المالي، فور انطلاق الحكومة في ورشتها الاصلاحية، كمقدمة لانشاء صندوق خليجي خاص بمساعدة لبنان تموله دول مجلس التعاون الخليجي، ويتم صرف امواله ضمن آليات صارمة ومحددة لضمان الشفافية.
الكهرباء
ومع انطلاق العهد الجديد، شهد المواطنون تحسنا في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، اعادته وزارة الطاقة الى اكتمال الخطة التي كان سبق ووضعتها، مع دخول مجموعات جديدة على الشبكة في كل من معملي الذوق والجية، بعدما تمكنت مؤسسة كهرباء لبنان من تامين فائض مالي نتيجة الجباية لتمويل عملية شراء الفيول اويل، ما سمح بتامين حوالى خمس ساعات من التغذية.
غير ان مصادر معنية كشفت عن خشيتها من أن تؤدي الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق، الى وقف العمل باتفاقية الفيول المنجزة بين بغداد وبيروت، ما سيؤدي حينئذ الى تراجع ساعات التغذية بحدود اربع يوميا، وهي التي تسمح كميات الفيول العراقي بانتاجها.
امتحان 14 شباط
وفي ظل اعادة رسم التوازنات والخارطة السياسية اللبنانية، سيكون تيار المستقبل ورئيسه امام امتحان جديد في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث باشر «الازرق» اتصالاته بمفاتيح المناطق، في حملة تجييش واستنهاض لقواعده الشعبية ومؤيديه، تحت شعار «رجعنا لساحتنا»، وهو ما قرأ فيه كثيرون رسالة واضحة للشارع السني الداخلي بداية، وللمملكة العربية السعودية، التي لا يزال تواصلها معه مقطوعا، ثانيا، عشية القرار المبدئي للشيخ سعد بالعودة «الجزئية» الى بيروت، استعدادا لخوض الاستحقاقات الانتخابية، والوجود على الساحة السياسية بعد اعتكافه الطويل.
*************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سلام يريد تشكيل الحكومة «وفق ما يراه مناسباً للناس والدستور»: خلافات حول الحصص والحقائب والأسماء
أبدَت مصادر مطّلعة مخاوِف ممّا قد تحمِله الساعات المُقبلة، في ضوء مؤشرات متفاوتة حول وجود اتفاق كامل على تشكيلة الحكومة الجديدة. إذ تلوح في الأفق مرحلة عضّ أصابِع وإنهاك، كنتيجة لمناخ سائد لدى الرئيس المكلف نواف سلام برفض تشكيل الحكومة تحت ضغط القوى السياسية، بينما هو واقع تحت ضغط المجموعات التي تعتبر أنها تعبّر عن «الأغلبية الصامتة». والى ذلك، أشارت جهات معنية بالمفاوضات الجارية إلى أن نظرة الرئيس المكلف الى طريقة التعامل مع الدستور قد تفتح الباب أمام مشكلة صلاحيات مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.
ورغم إبقاء أوساط سياسية على بعض الحذر حيال الجزم بمصير الاستشارات، فإن مصادر على بيّنة من الاتصالات، كانت تعاين سلوك سلام في الساعات الأخيرة، تحدّثت عن نية لديه لجعل التأليف «أمراً واقعاً» يفرضه هو من خلال وضع تشكيلة، «وفق ما يجده مناسباً بعد المشاورات» التي أجراها مع القوى السياسية. وفي انتظار ورقته المتعلقة بالتأليف، والتي يُبقيها «مستورة» حتى الآن، كشفت مصادر بارزة أنه «حمل إلى بعبدا تشكيلة وضعها هو، تردّد أنها لا تلبي مطالب جميع القوى التي تحدث معها».
ويستنِد سلام في خطوته هذه الى «الشارع» الذي يقول إنه يطالبه بـ«عدم الخضوع لمطالب الطبقة السياسية»، وإلى دعوات من حوله بـ«مقاومة طلبات ثنائي حزب الله وحركة أمل وعدم الوقوع أسير القوى المسيحية ولا سيما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر»، وأنه «قادر على السير بتشكيلته مستنداً الى المجتمع الدولي الذي يقف خلفه»، وبالتالي يمكنه هندسة تشكيلة لا تتطابق مع تصورات القوى السياسية.
وأعلن سلام، أمس، بعد لقائه رئيس الجمهوريّة، أن «تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل مع الرئيس كي لا يتأخر أكثر من ذلك، وأؤكد التزامي بالمبادئ التي حدّدتها في كلمتي الأولى وكنت ولا أزال ضدّ المحاصّصة»، مؤكداً أنه «تقع على مسؤوليتي مهمة تشكيل الحكومة، وأنا على تواصل مع الكتل وأتداول وأتشاور معها، لكنني أنا من يشكّلها ولست صندوقة بريد، ولم ألتزم بإعطاء أيّ حقيبة لفلان أو فليتان، وحقيبة المال كسائر الحقائب ليست حكراً على أحد»، وهو ما دفع البعض الى اعتبار هذا الموقف «نسفاً لكل ما جرى الاتفاق عليه، ليس مع حزب الله وحركة أمل فحسب، بل مع جميع القوى».
وعلى عكس البروباغندا الإعلامية التي تحاول وضع ثنائي أمل وحزب الله كطرف معرقل لتشكيل الحكومة، كشفت معلومات أمس عن وجود امتعاض كبير لدى أكثر من جهة سياسية من طريقة عمل الرئيس المكلف، ولا سيما الأطراف السنّية التي اعتبرت أنه بدأ يختصر الطائفة بنفسه. ونقل النائبان أحمد الخير ونبيل بدر عنه استغرابه طلبهما أن تكون هناك وزارة سيادية من حصة السنّة، وتحديداً وزارة «الداخلية»، وأكد أنه «هو السيادي السنّي الأول، وبوجوده لا حاجة إلى وزارة سيادية». ولفت سلام إلى أنه في صدد إعطاء السنّة حقيبة الشؤون الاجتماعية التي يرشّح لها حنين السيد، والاقتصاد لعمر بساط، والعدل لقاض من طرابلس.
ولا تبدو الحال أفضل مع «القوات اللبنانية»، إذ التقى سلام أمس إيلي براغيد مدير مكتب سمير جعجع، موفداً من الأخير، وأبدت مصادر قريبة من «القوات» قلقها مما يحكى عن طريقة توزيع الحصص، رغم تأكيدها التزام الرئيس المكلف منح القوات اللبنانية 4 حقائب، بينها حقائب أساسية. وحذّرت المصادر من أن الإخلال بهذا الاتفاق لإرضاء قوى أخرى سيهدد العلاقة مع الرئيس المكلف، علماً أن جعجع سيطلّ الخميس المقبل على الجمهور لشرح موقف القوات من كل الملف الحكومي.
وسرّبت «مصادر بيروتية» أمس معلومات عن «امتعاض المرجعيات الدينية السنّية، بسبب تجاهل الرئيس المكلف لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي لم يقم بزيارته، فضلاً عما وصل الى مسامعهم عن أنه يتحدث في مجالسه عن قانون موحّد للأحوال الشخصية ومسألة فصل الدين عن الدولة».
يشار الى أن الرئيس عون يستعجل إصدار التشكيلة الحكومية في أقرب وقت. وبينما يجري الحديث عن التزام مع «الخارج» لإنجاز الأمر قبل 27 كانون الثاني الجاري، موعد انتهاء مهلة الستين يوماً لتنفيذ وقف إطلاق النار في الجنوب، تحدثت مصادر عن احتمال إصدار التشكيلة غداً، قبل وصول وزيرَي الخارجية السعودي والكويتي الى لبنان في زيارتَين منفصلتين. إذ سيتسلم الرئيس عون دعوة لزيارة السعودية ودول خليجية أخرى، ينوي تلبيتها بعد أن تكون الحكومة قد تشكلت.
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب: عفو عن مستوطنين وغزة فرصة عقارية… وأزور السعودية إذا دفعت أكثر
مغربي يطعن 4 مستوطنين في تل أبيب و4 جنود جرحى بعبوة للمقاومة في جنين
سلام يلتقي عون لمناقشة التصورات الحكومية… والعقد عند من يدّعون أبوة التسمية
بعدما نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحويل السياسة إلى مقاولة، عارضاً حماية أوروبا مقابل شراء النفط والغاز من شركات أميركية، وداعياً الصين إلى تفاهم يقوم على التنازل عن نصف قيمة تطبيق تيك توك وبقائه عاملاً في أميركا، ويرسل جيشه نحو حدود المكسيك لصدّ اليد العاملة المهاجرة، ويعقد صفقة مع المجمع الصناعي العسكري عنوانها الكفّ عن تمويل حروب الخارج مقابل التفرغ لبناء قبة صاروخية حديدية لحماية أميركا، تفرّغ لتوقيع الأوامر التنفيذية التي نال العرب نصيباً منها ورافقتها تعليقات على شؤون عربية، فأمر ترامب بالعفو عن المستوطنين الذين عاقبتهم إدارة سلفه جو بايدن للتغطية على حجم التسليح الذي قدّمته لحساب حكومة نتنياهو لقتل الأطفال والنساء في غزة، وهم مجرمون مدانون بجرائم عنصرية، ومرة أخرى الهدف هو كسب عطف الصهاينة الذين لم يرق لهم يأسه من مواصلة الحرب العبثية بلا جدوى على غزة وحاجته لوقفها للإقلاع ببدء ولايته الرئاسية، فباع واشترى واشترى وباع. وكمقاول أجاب ترامب عن سؤال حول زيارة السعودية فقال إنه لا يمانع بتخصيصها مجدداً كما في ولايته الأولى بأول زيارة للخارج شرط أن تدفع أكثر من المرة الماضية لأن هناك تضخماً.
في فلسطين المحتلة يتصدّع تماسك كيان الاحتلال في ضوء فضيحة الهزيمة في حرب غزة، وتتوالى استقالات كبار القادة في الجيش وصولاً إلى رئيس الأركان، بينما تخوض حكومة بنيامين نتنياهو محاولة نقل الحرب إلى الضفة الغربية لإشغال الجبهة الداخلية بما يصرف الانتباه عن اتفاق غزة والهزيمة، لكن النتيجة جاءت مروّعة، حيث أصيب أربعة جنود جراء تفجير المقاومة عبوة ناسفة بدورية لقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم جنين. وبالتوازي قام شاب مغربي بطعن أربعة مستوطنين في تل أبيب، بحيث انتقل الهاجس الأمني في الكيان من الشمال والجنوب الى الوسط، وعلق الكثير من المحللين الإسرائيليين بالقول إن «إسرائيل» باتت أقل أمناً بعد الحرب.
في لبنان زار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، مستعرضاً معه تصوراته لتشكيل الحكومة بعدما اكتملت لديه صورة مواقف الكتل النيابية والتعقيدات التي تعترض طريق ولادة الحكومة، مطلعاً من الرئيس عون عن تطلعاته للمعايير التي يفترض أن تتم مراعاتها في التشكيلة الحكومية. وقالت مصادر متابعة للملف الحكومي إن الرئيس سلام سوف ينصرف لإعداد تصور أول عن التشكيلة الحكومية ويعرضه على رئيس الجمهورية قبل نهاية الأسبوع، بعدما بدا أن العقدة المفترضة مع الذين لم يقوموا بتسمية الرئيس المكلف وخصوصاً ثنائي حركة أمل وحزب الله قد وضعت لها قواعد تضمن التفاهم، وصارت العقد الحقيقية مع الذين يفترض أنهم أصحاب التسمية ويدعون أبوتها ويفترض أنهم الأشد حرصاً على نجاح مهمة الرئيس المكلف.
تستمر حركة الاتصالات والمشاورات بين الأفرقاء، رغبة بالتوصل إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وقبل انتهاء مهلة الستين يوماً لانسحاب «إسرائيل» من جنوب لبنان، في وقتٍ أعلن فيه وزير الخارجيّة السّعوديّ فيصل بن فرحان، اعتزامه زيارة لبنان هذا الأسبوع، قال: إن «انتخاب رئيسٍ للبنان بعد فراغٍ طويل أمرٌ إيجابيّ للغاية ونحن بحاجة لرؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا». كما أضاف: «يجب تجنّب الحرب بين إيران و«إسرائيل» والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو للتفاؤل». كما يزور وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا بيروت يوم الجمعة المقبل، للقاء الرئيس جوزاف عون وتهنئته بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية، ومن المقرّر أن يبحث مع كبار المسؤولين اللبنانيين تطورات المشهد في لبنان، وسبل مساعدة البلد الشقيق للمضي قدماً في مساره الجديد. وتأتي الزيارة في ظل رئاسة الكويت للدورة الـ45 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي .
وفيما يواصل الرئيس المكلف اتصالاته ولقاءاته مع الكتل النيابية من أجل الإسراع في وضع التشكيلة الحكومية، أفادت المعلومات أن خمس حقائب ستسند الى الثنائي الشيعي وهي المالية التي ستؤول الى النائب السابق ياسين جابر، الصناعة والبيئة، والصحة والعمل في حين أن أي تفاهم لم يحصل بعد مع التيار الوطني الحر وسط معلومات تشير إلى أن اللقاء بين الرئيس المكلف والنائب جبران باسيل الذي عقد في الساعات الماضية لم يكن إيجابياً.
وليس بعيداً تطالب القوات بأربع حقائب بينها الطاقة والسياحة، في حين أن الخارجية ستكون من حصة رئيس الجمهورية. أما حقائب السنّة فلم تُحسم بكاملها بعد باستثناء الداخلية. وقال اللقاء النيابي المستقل: «من حق اللقاء النيابي المستقل، الذي يتشكل من 13 نائباً، ويضمّ الكتلة السنية الأكبر في المجلس، أن يرشح اسم صاحب كفاءة لوزير الحقيبة السيادية المخصّصة للمكوّن السني، إسوة بباقي المكونات، إضافة الى وزارتين واحدة سنية وأخرى مسيحية يتم الاتفاق عليهما مع الرئيس المكلف. وعلى الخط الدرزيّ فإن اللقاء الديمقراطي سيحصل على حقيبتين، إحداهما الأشغال.
وأمس أكدّ الرئيس سلام أن «تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل مع الرئيس كي لا يتأخر أكثر من ذلك، وأؤكد التزامي بالمبادئ الّتي حدّدتها في كلمتي الأولى وكنت ولا أزال ضدّ المحاصّصة». كلام سلام جاء بعد لقائه رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، لنحو السّاعة، في قصر بعبدا. وكانت قد سرت معلومات أن اللقاء يهدف لتسليم عون مسودّة حكوميّة قد أعدّها سلام بعد سلسلةٍ من المشاورات والاتّصالات. لكن وقائع التطورات أكدت أن صعوبات لا تزال تواجه التشكيلة الحكومية من أكثر من جهة.
في كلمته أمام الصحافيين أكّد سلام «أريد الحكومة اليوم قبل الغد، كما أؤكد أنّني ملتزمٌ تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستوريّة، وربّما تلاحظون أنّ أسلوب العمل جديد، لكن علينا أن نتعلم احترام الدستور احترامًا كاملًا». أضاف «إن المهام كبيرة والحكومة الجديدة لن تستغرق وقتًا لتشكيلها، ونعمل على عدم تأخير ذلك، وكل ما يُقال عن هذا السّياق يقع في باب الإشاعات». وأكد بأن الحكومة الّتي نريدها هي حكومة إصلاح ووفيّة لتطلعات اللّبنانيات واللّبنانيّين، ولن تأخذ أشهرًا كما الحكومات السّابقة، ونتطلّع إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقتٍ ممكن».
وذكّر سلام بأنّ هناك آلية واضحة و«مسؤوليتي تشكيل الحكومة، وأنا على تواصل مع الكتل وأتداول وأتشاور معها، لكنني أنا من يشكلها ولست «Liban Post»، ولم ألتزم بإعطاء أي حقيبة «لفلان أو لفليتان». أريد حكومتي حكومة نهوض وإصلاح وأعرف تمامًا أنّ تطلّعات اللبنانيين كبيرة وأنا ملتزم بعدم توفير أي جهد لولادة حكومة على قدر آمال اللبنانيين وتستحق ثقتهم جميعًا». ورداً على سؤال قال: «حقيبة المال كسائر الحقائب ليست حكرًا على أحد وليست ممنوعةً عن أي طائفة وكل الحقائب سياديّة».
وعن معايير تشكيل الحكومة، قال سلام: «كل ما تقرأونه وتشاهدونه إن كان في الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي معظمه من باب التكهنات والشائعات لناحية توزيع الحقائب والأسماء». وردًّا على سؤال، قال سلام: «ليس لديّ آلة حاسبة و«خبرية لكل 5 نواب وزير» كل هذا مجرّد تكهنات. أمّا حكومات الوحدة الوطنية والثلاثينية فهي برلمان مصغّر وتحوّلت إلى حكومات شلل وطنيّ، أما الحكومات المصغرة أي 14 وزيرًا قد لا تكون مناسبة في هذا التوقيت خصوصًا مع المهمات الملقاة على عاتقنا».
في سياقٍ منفصل، وبعد لقائه بالبطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، قال المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في لبنان كميل باقر، إن اللقاء تناول العديد من القضايا الهامة، أبرزها تهنئة لبنان بانتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، معربًا عن أمله في أن يتم تشكيل حكومة جديدة قريباً، مما يفتح أمام لبنان مرحلة جديدة من الازدهار.
وأوضح باقر أن اللقاء تضمّن تأكيداً على الرسالة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، التي ترتكز على السلام والمحبة والإيمان والاستقرار. وأشار إلى أن هناك قوى معادية للسلام، والتي تسعى لعرقلة عملية السلام في المجتمعات، لافتاً إلى أهمية مواجهة هذه القوى عبر قراءة دينيّة مستنيرة.
وأضاف باقر أن إيران لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، بل تدعم إرادة الشعوب وسيادتها. وأكد دعم إيران لخيار المقاومة في لبنان، مشيراً إلى الحاضنة الشعبية التي شهدتها البلاد خلال الحرب الأخيرة، مما يعكس مدى صدق هذا الخيار بالنسبة للشعب اللبناني.
في قصر بعبدا، كان لقاء جمع رئيس الجمهورية، بوزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس. وأشار عون إلى أنّ «عدم التزام «إسرائيل» بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدّمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي الى بلداتهم ويعيق عملية إعادة إعمار ما دمّره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان». وأوضح عون أنّه أجرى اتصالات عدة «لإرغام «إسرائيل» على الانسحاب»، وأنه لقي تجاوباً من المجتمع الدولي «الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه».
وأكدت الوزيرة روبلس بدورها، دعم بلادها «للدور الذي يقوم به في إعادة نهوض لبنان بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها». وقالت: «إسبانيا ستقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني ومستمرة في عملها ضمن القوات الدولية»، مشددة على «ضرورة تحقيق الانسحاب الإسرائيلي في موعده حفاظاً على الاستقرار في الجنوب وعلى ما تحقق في هذا الصدد»، وأشارت الى «العمل مع الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في المجالات كافة».
وفي الميدان الجنوبي، توغلت القوات الإسرائيلية فجراً، من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفذت عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي في اتجاه بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. كما استهدف الجيش الإسرائيلي منزلاً عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة. وفجّرت قوات إسرائيلية بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الرأس، وسط إطلاق نار متقطع في المكان. كما جرفت الطرقات التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس. وأقدمت على تفجير عدد من المنازل في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل وقد شوهدت سحب الدخان من وسط البلدة، فيما سمع دوي الانفجارات في أرجاء قرى القضاء، كما لم تغب الطائرات المسيّرة والاستطلاعية عن أجواء القطاعين الغربي والأوسط. وتسللت قوة مشاة إسرائيلية من مارون الراس في اتجاه أطراف بنت جبيل لجهة حي المسلخ. وأحرق جيش العدو الإسرائيلي منزلاً من طبقتين في برج الملوك، كما قام بإحراق آليات تابعة لمشروع 800. وتوغلت قوة مؤللة إسرائيلية من بلدة الطيبة نحو بلدة عدشيت القصير. ومشطت قوات إسرائيلية منطقتي القرينة والدبش، غربي بلدة ميس الجبل. وتوغلت قوة مؤللة عند أطراف مدينة بنت جبيل لجهة مارون الراس ودهمت قوات المشاة بعض المنازل وسط إطلاق رشقات رشاشة وقنابل يدوية. وكانت منطقة سدانة قد تعرّضت فجراً لسقوط قذائف عدة من الجيش الإسرائيلي.
ذكرت صحيفة العدو «إسرائيل اليوم» أنه على طول الحدود مع لبنان، تستمرّ التحضيرات لنشر مواقع جديدة ستتمركز فيها قوات الجيش الإسرائيلي، ولا تزال فرق البناء تجهز مواقع جديدة. ووفقاً لخطة قيادة الشمال، ستقام معظم المواقع بين المستوطنات والسياج الحدوديّ.
وفي المقابل، دخلت قوة مدرعة من الجيش إلى أطراف بلدة كفرحمام في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل».
إلى ذلك تمكنت شعبة المعلومات من القبض على مواطن لبنانيّ قدّم معطيات أمنية حول قادة حزب الله مقابل الحصول على مبالغ ماليّة.
وفي التفاصيل فإن العميل اللبنانيّ من عائلة حاريصي، من بلدة دير كيفا، التي قدّمت الكثير من الشهداء خلال عدوان أيلول الماضي، كما أنه، بحسب المعلومات، عسكريّ في صفوف حزب الله، وعدد من أفراد عائلته ينتمون لحزب الله أيضًا، وشاركوا في عدة معارك.
منذ أشهر، وقبل بداية الحرب الإسرائيليّة على لبنان، سافر حاريصي لتُركيا، وهناك بدأ تواصله مع شبكات معروفة بارتباطها المباشر بالعدو الإسرائيليّ، ومن ثمّ تواصل معهم هاتفيًا واتفق معهم على التعاون والعمل مقابل دعمه ماليًا. طُلب منه التفرّغ لمراقبة بعض الشخصيات الأمنية في حزب الله تمهيدًا لاغتيالها، حيث قدّموا له صورًا عن كل شخصية سيراقبها، وبعض التفاصيل الشخصيّة عنهم، طالبين منه معاونتهم ومراقبة القادة الأمنيين وتسجيل كل تحركاتهم وأسماء الأماكن التي يتردّدون إليها بشكل يوميّ. وكان الهدف من هذه المعلومات، البدء بتجهيز ملف هذه الشخصيات ومراقبة أسلوب حياتهم. كانت هذه المعلومات كفيلة بمساعدة العدو الإسرائيلي على اختراقهم بسهولة واغتيالهم في جنوب لبنان.
وتردّد حاريصي لتركيا عدة مرات. هناك تمكن من التواصل معهم بسهولة والاجتماع بشخصيات إسرائيليّة. وقد ُطلب منه أيضًا تدوين معلومات حول أسماء بعض القرى الجنوبيّة، وأماكن مراكز حزب الله فيها. ولكون حاريصي معروفاً بانتمائه وعائلته لحزب الله، فكان صيدًا ثمينًا لـ»إسرائيل» كي تتعرف أكثر على بيئة حزب الله الحاضنة، أي التفاصيل الشخصية حول مجموعة من القادة، وبعض المعلومات الأمنيّة حول مخازن الأسلحة وأماكن تجمع الشخصيات الأمنية والعسكرية، وكيفية تسلّم الأسلحة ونقلها وتوزيعها داخل المخازن، إضافة إلى عناوين منازل القادة الأمنيين في حزب الله.
قضائيًا، ختمت النيابة العامة التمييزية ملف التحقيقات الذي أنجز لدى شعبة المعلومات، وخلال التحقيقات اعترف حاريصي بتواصله مع شخصيات عديدة إسرائيليّة، وأفاد أنه وافق على التعاون والتواصل بشكل مستمر لمساعدة «إسرائيل» في خرق حزب الله، على أن يتلقى مبالغ مالية تجاوزت الـ20 ألف دولار أميركي، وهي بدلًا عن الخدمات التي قدّمها. وأحيل ملفه للقضاء العسكري.
كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات في الجيش المدعو علي حسن من بلدة الدكوة في البقاع الغربيّ في عملية نوعية خلال مداهمة لمنزله في محلة شتوراما.
ويُعدّ الموقوف من أبرز المتهمين بالعمالة والتواصل مع «إسرائيل» وهو صيد ثمين في هذا الملف.
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
الرئيس المكلّف في بعبدا يردّ على موجات التشكيك والعهد يتحدث عن ضمانات دولية لانسحاب إسرائيل
وسط “فائض” من التوزيعات والتسريبات التجريبية التي تعكس اتجاهات القوى السياسية المختلفة وأهدافها التوزيرية وحصصها في كعكة الحكومة العتيدة من دون اثبات أي اتجاه حقيقي للصورة التي سترسو عليها مسودة التركيبة الحكومية، شكلت زيارة الرئيس المكلف نواف سلام مساء أمس إلى قصر بعبدا واجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ما يمكن اعتباره الرسم الأول الجدي الذي يعتد به للتركيبة العتيدة.
ولعل العامل اللافت الذي برز في الساعات الأخيرة تمثل في اجتهادات استباقية لبروز أولى معالم مسودة التشكيلة الحكومية لجهة رفع أصوات سياسية معترضة على تثبيت منح حقيبة المال للثنائي الشيعي مع حقائب خدماتية “وازنة” والتحذير من أنها قد تصبح البديل من الثلث المعطل. ومع أن هذا الأمر بقي قيد التثبت في انتظار أن يفرج الرئيس المكلف الملتزم ابقاء مشاوراته واتصالاته بعيدة عن الإعلام، عن المعالم الاساسية للمهمة التي يتولاها، فإن بعض الجهات بدأت تتخوف من آثار التهافت على التوزير ورمي الألغام في وجه عملية التاليف بحيث قد يستجر عدم لجم هذه العاصفة التوزيرية والرضوخ لها احتمال قيام تشكيلة تقليدية لا يفترض بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية السير بها لأنهما مؤتمنان على مناخ تغييري كبير ولو أدى الأمر بهما إلى إحداث صدمة حادة لدى القوى السياسية واستيلاد صيغة تغييرية إصلاحية بكل المعايير تأتي على قياس ما يتوقعه منها الرأي العام اللبناني باكثريته الكاسحة كما المجتمع الدولي.
تبعاً لذلك اتّسم موقف الرئيس سلام عقب اجتماعه بالرئيس عون بدلالات مهمة لجهة حرصه على تبديد التكهنات والشكوك والتسريبات الكثيفة عن مشروع التشكيلة الحكومية مصراً على التزام معايير الدستور والتغيير الإصلاحي المنتظرة منه، وكانت أبرز رسائله ما أعلنه أنه هو من يشكل الحكومة وليس تالياً صندوق بريد لمطالب القوى والكتل، كما بدا لافتاً عدم التزامه بمهلة معلنة للولادة الحكومية وأكد أن “تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل من دون كلل مع رئيس الجمهورية”، مشيراً إلى أن “تشكيلها يسير وفقاً للآلية الدستورية”. وقال: “وزارة المال ليست حكرًا على طائفة أو ممنوعة عنها وكل الحقائب بالنسبة إلي سيادية. وأنا هنا لأخبركم بشفافية وصدق أن تأليف الحكومة يسير بثبات وأعمل من دون كلل أو ملل مع فخامة الرئيس”. وأضاف: “هناك آلية ومسؤوليتي تشكيل الحكومة وأنا على تواصل مع الكتل وأتداول وأتشاور معها لكنني أنا من يشكلها ولست LibanPost”. وأكد سلام أنه لم يعد أحداً بشيء، وشدد على أن “أسلوب العمل جديد لكن علينا أن نتعلم احترام الدستور وأؤكد التزامي بالمبادىء التي حددتها في كلمتي الأولى وأعمل من دون كلل أو ملل مع فخامة الرئيس”. وقال: “الحكومة التي قبلت تأليفها أريدها حكومة نهوض وإصلاح لأن عليها مسؤوليات غير مسبوقة وملتزم ألّا أوفّر أي جهد لتأليف الحكومة بسرعة والأهم أن تكون وفية لتطلّعات اللبنانيات واللبنانيين”.
وفي غضون ذلك تستعد الجهات الرسمية لاستقبال وزيري الخارجية السعودي والكويتي في زيارتين متعاقبتين قبل نهاية الأسبوع الحالي. وأعلن أمس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود أن “انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية”، وقال: “نحن في حاجة إلى رؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا وأعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع”. وأضاف: “يجب تجنب الحرب بين إيران وإسرائيل والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو للتفاؤل”.
الجنوب والانسحاب
ولم تنحسر المخاوف من عدم انسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية بحلول 27 كانون الثاني الحالي وسط رصد لبنان الرسمي لما يمكن أن تقوم به الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب من ضغوط حاسمة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للانسحاب من جنوب لبنان انسحاباً كاملاً وناجزا. وهذا ما أشار اليه الرئيس عون أمس بقوله: “لقيت تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن يضغط لإرغام إسرائيل على الانسحاب من الاراضي التي تحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك”. وأكد أن “لبنان متمسك باستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي المحتلة في الجنوب ضمن المهلة المحددة في الاتفاق”. وأبلغ وزيرة الدفاع الإسبانية ماغريتا روبلس التي استقبلها أمس أن “عدم التزام إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي إلى بلداتهم ويعيق عملية إعادة اعمار ما دمره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان”. وأوضح أنه أجرى اتصالات عدة لإرغام إسرائيل على الانسحاب، وأنه لقي تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه.
أما في الوقائع الميدانية، فبرزت مؤشرات مثيرة للقلق وزيادة الشكوك في احتمال عدم انسحاب القوات الإسرائيلية في الموعد المحدد لانسحابها. وقد توغلت القوات الإسرائيلية أمس من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي حيث نفذت عمليات نسف ضخمة في اتجاه بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. كما استهدف الجيش الإسرائيلي منزلاً عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة. وفجّرت قوات إسرائيلية بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الراس. كما جرفت الطرق التي تربط الأحياء الداخلية في البلدة. وأقدمت على تفجير عدد من المنازل في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل وقد شوهدت سحب الدخان من وسط البلدة، فيما سمع دوي الانفجارات في أرجاء قرى القضاء، كما لم تغب الطائرات المسيّرة والاستطلاعية عن أجواء القطاعين الغربي والأوسط. وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أنه على طول الحدود مع لبنان، تستمر التحضيرات لنشر مواقع جديدة ستتمركز فيها قوات الجيش الإسرائيلي، ولا تزال فرق البناء تجهز مواقع جديدة. ووفقاً لخطة قيادة الشمال، ستقام معظم المواقع بين المستوطنات والسياج الحدودي.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
عون: لحكومة تمثّل الجميع.. مطالب كتل تؤخّر التأليف
فيما يواصل الرئيس المكلّف نواف سلام مشاوراته النيابية والسياسية لإنجاز التشكيلة الوزارية للحكومة الجديدة، ووسط بروز بعض المؤشرات إلى احتمال تباطؤ التأليف في انتظار تذليل مطالب بعض الكتل النيابية، يتصاعد الاهتمام العربي والدولي بلبنان، إذ يُنتظر أن يستقبل لبنان خلال ايام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، الذي اعتبر أمس «أنّ انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية»، وقال: «نحن في حاجة إلى رؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا. وأعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع». وأضاف: «يجب تجنّب الحرب بين إيران وإسرائيل، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو إلى التفاؤل».
وقالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»، إنّ ولادة الحكومة ليست مرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تنتهي هدنته الأحد المقبل، لأنّ التنفيذ هو من مهمّة لجنة المراقبة وليس الحكومة، وكان المطلوب ان يكون لتأليف الحكومة الجديدة أثر معنوي قبل 27 من الشهر الجاري، لكن إذا تعذّر الأمر لا بأس ولا مفعول سلبياً له.
وكشفت مصادر الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية»، انّ الأمور المتصلة بتشكيل الحكومة سالكة في الاتجاه الصحيح، خصوصاً في ما يتعلق بالمشاورات بين طرفي «الثنائي» والرئيس المكلّف. وأضافت هذه المصادر: «بمعزل عمّا يمكن أن يرافق التشاور مع سلام من أخذ وردّ الّا انّ المسار العام هو إيجابي ولم يعد هناك كثير من عوامل الاختلاف». ورجحت بقاء حقيبة وزارة المال ضمن الحصة الشيعية، من دون أن تحسم على نحو نهائي الاسم الذي قد يتسلّمها.
وقالت هذه المصادر: «انّ توزيع الحقائب السيادية تمّ الانتهاء منه وأصبح وراءنا. وقد أُسندت فيه وزارة المال إلى الطائفة الشيعية، اما الحقائب الأخرى فمحلولة ولا مشكلة فيها، وأبدينا مرونة عالية في الخيارات التي عُرضت علينا، وأبلغنا إلى الرئيس المكلّف أن لا مشكلة لدينا بين زراعة او صناعة وبيئة او ثقافة على سبيل المثال، اما الأسماء فلم نصل اليها بعد وهذا الأمر يأتي في الخطوة التالية»…
وعلمت «الجمهورية» انّ الاتجاه هو لتأخير الولادة بعض الشيء، بعدما تبين انّ توزيع الحقائب لدى المكونات المسيحية لا يزال موضوع أخذ وردّ، وفيه بعض العقبات، لكنها ليست مستعصية، فحتى الآن الجميع يتعاطون بإيجابية.
عون وسلام
وكان الرئيس المكلّف نواف سلام زار مساء امس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وأطلعه على أجواء الاتصالات والمشاورات التي يجريها من اجل تأليف الحكومة، ورؤيته وافكاره حول الحكومة العتيدة ،خصوصاً في ضوء مواقف الكتل النيابية والقوى السياسية التي يتواصل معها.
وبعد اللقاء طمأن سلام إلى انّ «العمل على تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة، وانّه يعمل بلا كلل، مع فخامة الرئيس، على الاّ يتأخر ذلك». وإذ لفت الى انّ «غالبية ما يُقال حول الحكومة وتشكيلتها والأسماء المطروحة، هي من باب التكهنات والإشاعات، وانّه ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية»، وأشار الى انّه «يفضّل حكومة من 24 وزيراً لأنّ الحكومة الثلاثينية التي كانت تُسمّى حكومة وحدة وطنية كانت تتحول إلى حكومة شلل وطني». وشدّد على انّه «لم يلتزم إعطاء أي حقيبة لأحد، وانّ حقيبة المال هي كغيرها من الحقائب ليست حكراً على طائفة، ولكن لا يمكن ان تكون ممنوعة عن أي طائفة ايضاً»، وقال: «انا أتداول واتشاور واستمع إلى هذه الكتل، انما انا من اشكّل الحكومة، وهذه مسؤوليتي. لذلك قلت بالعودة إلى الدستور، واذا كان ذلك اسلوباً جديداً فليكن، فلست «ليبان بوست».
وتوجّه سلام إلى الصحافيين قائلاً: «اعلم انكم تنتظرون أي كلمة عن الحكومة، وانا هنا لأخبركم بشفافية وصدق، واطمئن عبركم جميع اللبنانيين، انّ تأليف الحكومة يسير في خطى ثابتة، وانني اعمل بلا كلل، مع فخامة الرئيس، على أن لا يتأخّر ذلك. لن اعلّق على كل ما يُقال عن الحكومة العتيدة، فالكثير منه، كي لا أقول معظمه، وللأسف لا سيما بالنسبة إلى الحقائب والاسماء، يقع في باب التكهن او الإشاعات. انا مثلكم جميعاً، اريد الحكومة اليوم قبل الغد، كما يهمني ان أؤكّد انني ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية. ربما تلاحظون انّ أسلوب العمل جديد، ولكن علينا جميعاً ان نتعلم احترام الدستور احتراماً كاملاً». وأضاف: «بطبيعة الحال، اتواصل واستمع الى النواب كافة، وإلى مختلف القوى السياسية، فهذا واجبي، الّا انني حريص على التأكيد انني ملتزم المبادئ التي حدّدتها في كلمتي الأولى، ولا يمكن ان ابدّلها او اتنازل عنها تحت أي ظرف. كنت ولا أزال ضدّ المحاصصة، بل انني اليوم اكثر اقتناعاً بذلك، وهذا ما يزيدني في المقابل تمسكاً بالشراكة الوطنية في تأليف الحكومة، التي تقوم على الكفاية والنزاهة والاستجابة لتطلعات المواطنين والمواطنات. فالحكومة التي قبلت تأليفها، اريدها حكومة نهوض وإصلاح، لانّ عليها مسؤوليات غير مسبوقة، في العمل على انتشال لبنان من عمق ازماته المتراكمة. اعرف تماماً انّ انتظارات اللبنانيات واللبنانيين كبيرة، وانا ملتزم الّا اوفّر أي جهد لتأتي الحكومة وبسرعة، والأهم ان تكون وفية لتطلعات المواطنين». وختم: «ادرك حجم آلام اللبنانيين. فالحكومة التي اسعى اليها، تأتي على قدر آمالهم وتستحق ثقتهم جميعاً».
ورفض سلام تحديد موعد لولادة الحكومة، وقال: «يهمّنا الانتهاء من هذا العمل في اسرع وقت ممكن، فالمهمّات كبيرة ولا ارغب في تحديد مهلة، انما أؤكّد انّ الحكومة لن تتأخّر لأشهر وأشهر كما الحكومات السابقة».
وسُئل: تحدثت عن معايير محدّدة وشراكة والتزام بالدستور، ولكن هناك أخذ رأي الأفرقاء، فكيف التوفيق بين الاثنين؟ فأجاب: «علينا ان نوضح أمرين. الامر الأول هو انّ معظم ما يتمّ تداوله في الصحف او في وسائل التواصل الاجتماعي، هو من باب التكهنات كي لا أقول الاشاعات، أكان بالنسبة إلى الحقائب وتوزيعها او الأسماء. وتصلني احياناً على وسائل التواصل اخبار حول أسماء لا اعرف غالبيتها، علماً انّها تأتي مع الحقيبة المخصصة لها، وهذه الأسماء بالعشرات، فيرجى وضع هذه الأمور جانباً لانّها مجرد تكهنات واشاعات. كما قلت، هناك آلية ومسؤوليتي تكمن في تشكيل الحكومة، وانا على تواصل مع الكتل لأنّ على الحكومة ان تحوز على ثقة النواب، انما لست صندوق بريد عند الكتل لإبلاغي بالعدد والأسماء التي تريدها. انا اتداول واتشاور واستمع إلى هذه الكتل، انما انا من أشكّل الحكومة، وهذه مسؤوليتي، لذلك قلت بالعودة الى الدستور، واذا كان ذلك اسلوباً جديداً فليكن، فلست «ليبان بوست».
ورداً على سؤال قال سلام: «انني لم التزم اعطاء أي حقيبة لأحد. اما في ما يتعلق بحقيبة المال، فهي كغيرها من الحقائب، ليست حكراً على طائفة، ولكن لا يمكن ان تكون ممنوعة عن أي طائفة ايضاً. وما يُسمّى بالحقائب السيادية، فبالنسبة اليّ كل الحقائب هي سيادية، وهناك مصطلحات وتعابير علينا ان نحاول الخروج منها شيئاً فشيئاً».
وسُئل سلام ايضاً: هل حسمتم الخيار بتشكيل حكومة من 24 وزيراً على قاعدة وزير لكل 4 نواب؟ فأجاب: «هذا الكلام غير صحيح اطلاقاً، وهو يندرج في باب التكهنات فقط. ولكن، انا أؤيد حكومة من 24 وزيراً، لانّ الحكومات الثلاثينية «مبهبطة» وكانت تسمّى حكومات وحدة وطنية، وكانت بمثابة برلمان مصغّر، ولا اعتقد انّ المطلوب تكرار البرلمان في حكومة، فالبرلمان والحكومة مختلفان، الأول عليه التشريع ومراقبة الحكومة التي عليها ان تحكم. واعتماد الحكومة الثلاثينية بحجة الوحدة الوطنية، فالتجربة اثبتت انّها حكومات تحولت الى شلل وطني. وهذا امر لن نعيده. الحكومة المصغّرة اكثر فعالية على غرار حكومة من 14 وزيراً. وقد كان هناك مثل هذه الحكومات، انما اليوم من الصعب اعتمادها لانّه سيكون لكل وزير حقيبتان، وفي حجم المهمات الملقاة على عاتقنا حالياً، فقد لا تكون حكومة من هذا النوع مناسبة، والأفضل ان يكون لكل وزارة وزير».
وسُئل سلام ايضاً: هل هناك حالة احباط بسبب التخوف من الرضوخ لمطالب أساسية تتعلق بثنائي حركة «امل» و«الحزب»؟ فأجاب: «ليس هناك أي سبب للإصابة بالإحباط لا اليوم ولا غداً، والإحباط ممنوع، إذ علينا ان نبقى متفائلين وايجابيين، وانا على تواصل مع حركة «امل» و«الحزب»، كما مع غيرهما من الكتل لانّ على الحكومة ان تنال ثقة مجلس النواب. ولكن هذه الحكومة ليست Puzzle، ليطلب كل شخص 3 او 4 وزراء لتوزيرهم وتجميعهم، لتصبح كعكة فنأكلها لاحقاً. ليس الامر على هذا النحو».
الحكومة والمكونات
وكان رئيس الجمهورية قال امام زواره امس «اننا ننبذ الطائفية والمذهبية ونتفيأ العلم اللبناني، حاملين الهوية نفسها. ولبنان مكون من طوائف عدة وهذا غناه»، مشيراً الى أنّه في كل طائفة هناك نخب، ومن حق كافة المكونات ان تكون ممثلة بالحكومة ومجلس النواب والإدارات العامة، كما هو معمول به في الجيش على أي حال»، مشدّداً على «انّ لدينا فرصاً كبيرة نأمل الإفادة منها بتضافر جهود كافة مكونات المجتمع اللبناني من مدنية وروحية وسياسية. معاً نحن قادرون على النهوض ببلدنا».
وإذ اكّد عون «انّ علينا ان نقابل إنتظارات دول العالم لنا بإشارات إيجابية، فإنّه أمل تأليف الحكومة بأسرع وقت لكي نخلق إستقراراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فيتمكن المواطنون من ان يعيشوا بكرامة وليس فقط ببحبوحة». وقال: «انّ خطاب القَسَم أتى نتيجة تجربتي على الأرض مع الشعب، وعيشي مع معاناته من الشمال والبقاع والجنوب حيث خدمت. وهذه المعاناة ترجمتها في خطاب القسم، على أمل ترجمتها على ارض الواقع فلا تبقى حبراً على الورق»، مكرّراً «اننا على مفترق طرق فإما ان نستفيد من الظرف، ونخرج من صغائر الأمور الطائفية والمذهبية والسياسية، او نذهب الى مكان آخر ولا يكون فيه الحق على الآخرين بل علينا لأننا لم نقم بواجباتنا».
نهاية الهدنة
من جهة ثانية، وعلى مسافة 4 أيام من انتهاء المهلة الخاصة بتنفيذ اتفاق وقف النار، يبدو سلوك إسرائيل مثيراً لشكوك عميقة، إذ إنّها لم توقف في أي يوم عملياتها العسكرية ونسف المنازل والبنى التحتية في المناطق التي تحتلها في الجنوب. وحتى الآن، لم تظهر أي مؤشرات إلى أنّها ستكمل عمليات انسحابها التي تتمّ ببطء شديد، خصوصاً من القطاعين الأوسط والشرقي. وفي الموازاة، سُجّلت تسريبات يبثها الوسط الإعلامي الإسرائيلي، تلمح إلى أنّ الانسحاب الكامل قد لا يتحقق في الموعد المقرّر بذريعة أنّ الجيش اللبناني لم يتسلّم تماماً زمام الأمن في المنطقة، وتالياً أنّ «الحزب» لم ينسحب من مواقعه كلها، وفق ما نص عليه الاتفاق.
وهذه المناخات أشاعت انطباعاً لدى بعض القوى السياسية بأنّ إسرائيل تمهّد لوضع الجميع أمام خيار تأجيل انسحابها الكامل المفترض تحقيقه قبل يوم الأحد المقبل. وفيما كانت تدور شائعات عن احتمال تمديد مهلة الـ60 يوماً، لشهر او اثنين، لكي يتاح استكمال تنفيذ الاتفاق، أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها في أنّ هناك بديلاً لهذا التمديد ربما تحضّر له إسرائيل، ويقضي بتكريس الأمر الواقع من دون اضطرارها إلى تجرّع كأس التمديد الذي قد يثير ازمة بينها وبين إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي ترغب في إنهاء الحرب والدخول في ترتيبات أمنية على جانبي الحدود.
وتخشى المصادر أن تتذرّع إسرائيل بأنّها في حاجة إلى بضعة أيام لاستكمال تنفيذ الانسحاب، من دون أي تمديد رسمي للمهلة، ثم تقوم بتمييع موعد هذا الانسحاب لاحقاً، حتى يصبح بقاؤها في بعض النقاط امراً واقعاً، ولفترة غير محدّدة. وهذا يعني تكريس الاحتلال لأجزاء من المنطقة الحدودية.
الخروقات
وكانت الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف اطلاق النارقد تواصلت امس، وكان منها توغل قوات فجراً من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفّذت عمليات نسف ضخمة في الوادي السلوقي لجهة بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون. فيما استهدف الجيش الاسرائيلي منزلاً عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة. كذلك فجّرت قوة اسرائيلية بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الرأس التي جرفت الطرق التي تربط بين أحيائها الداخلية، وفجّرت ايضاً عدداً من المنازل وشوهدت سحب الدخان ترتفع من وسط البلدة، كما لم تغب الطائرات المسيّرة والاستطلاعية عن اجواء القطاعين الغربي والأوسط، وأحرق الجيش الاسرائيلي منزلاً من طبقتين في برج الملوك، وآليات تابعة لمشروع 800.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنّه على طول الحدود مع لبنان، تستمر التحضيرات لنشر مواقع جديدة ستتمركز فيها قوات جيش الإسرائيلي، ولا تزال فرق البناء تجهّز مواقع جديدة. ووفقاً لخطة قيادة الشمال، ستقام معظم المواقع بين المستوطنات والسياج الحدودي.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الرئيس المكلَّف كاد أن يقع في فخ الثنائي
إحباط محاولة “التشكيل بالتراضي”
راحت “سَكرة” التكليف وبقيت “فكرة” التأليف؟
هناك أزمة يتعاطى معها البعض على قاعدة “دفن الرؤوس في الرمال”، يعرفون الأزمة لكنهم لا يعترفون بها. الأزمة أبعد من اسم وزير من هنا وتسمية وزير من هناك وتمسّك بحقيبة من هنالك، الأزمة في حقيقتها أزمة مقاربات في عملية التشكيل تنطلق من جملة لاءات:
لا تمسّك لأي طائفة بأي حقيبة.
لا تمسّك بحقيبة معينة تحت مسميات أعراف أو سوابق.
لا تلويح بالتعطيل تحت عنوان حجب توقيع وزير المال.
لا ثلث معطِّلاً في الحكومة.
انطلاقاًَ من هذه اللاءات، ما يحدث حتى الآن في الداخل، لا يصل إلى هذه المقاربات، لأن هناك اصطداماً بديهياً بثنائي “الحزب” و”حركة أمل”، الذي يتعاطى مع الملف الحكومي وكأن شيئاً لم يحصل منذ الثامن من تشرين الأول 2023 وما بعده. على هذا الأساس، ما زال التشكيل في المربع الأول، وكل حديث خارج هذا الإطار، هو حديث “خارج الموضوع”، ويخشى أن يفوِّت المعنيون بالتشكيل الفرصة، فتضيع الاندفاعة التي وصل بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
وفي هذا المجال، مصادر نيابية أبدت ملاحظات على الرئيس المكلَّف، فهو من جهة، “يقف على خاطر” مَن لم يسمِّه، كـ”الحزب” و”حركة أمل”، فيما يُهمِل مَن سمّوْه من الأحزاب الفاعلة والسيادية، وقوى التغيير. وتسأل هذه المصادر: هل كان يمكن ان يُسمَّى الرئيس سلام لولا هذه الأحزاب والقوى؟
وتكشف المصادر أن ما حمله الرئيس المكلَّف إلى رئيس الجمهورية لم يكن محط ارتياح، خصوصاً أن هناك انطباعاً بدأ يتكون بأن سلام يحاول إرضاء فريق على حساب آخر، وهذا لا يمكن أن يتحقق.
وتختم المصادر: هل يعود الرئيس المكلَّف إلى “ثوابته” قبل مرحلة محاولة ابتزازه؟ وهل يرفع في وجه معرقليه البطاقات الحمراء: لا للثلث المعطِّل، لا احتكار لطائفة لأي حقيبة، ولا للثلاثية المعهودة في البيان الوزاري، شعب وجيش ومقاومة.
الثنائي يحاول جاهداً تكريس أعراف، وعملياً ماذا تضمَّن لقاء عون – سلام؟ فقد علمت “نداء الوطن” أن سلام أطلع عون على مسار التأليف من دون تقديم مسودة، وناقش الرئيسان العقد التي تعرقل التأليف، وهذه العقد تنقسم بين توزيع الحقائب حيث هناك إشكالات على 3 حقائب أساسية هي المال والصحة والأشغال، وبين عقدة اخترعها “الثنائي”، وهي محاولة وضعه شروطاً على إدارة جلسات الحكومة وأخذ القرارات في محاولة منه لتكريس أعراف جديدة.
وبحسب المعلومات، هناك إصرار من سلام في حال ذهبت وزارة المال للشيعة على أن يشغلها وزير مستقل لا علاقة له بـ”أمل” أو “الحزب”، يسميه سلام بالتوافق مع عون وهذا الأمر يرفضه ثنائي “الحزب – أمل”. وفيما أكد سلام خلال اللقاء مع عون أن العقد ستحل، إلا أن التصريح الذي أدلى به كان تصعيدياً، إذ أعاد ترسيم خطوط اللعبة خصوصاً في موضوع احتكار الحقائب لطوائف أو أحزاب معينة وتكريس أعراف جديدة خارجة عن الدستور.
في الموازاة، علمت “نداء الوطن” أن هناك امتعاضاً لدى تكتل الاعتدال الوطني، نابعاً من طريقة تعاطي الرئيس نواف سلام مع تأليف الحكومة، ولفتت أوساط التكتل إلى أنه عند مبادرته إلى تسمية سلام، سارت كتل وسطية ومستقلة في التسمية، لكن طريقة التعاطي اليوم لا تبشر بالخير، فهو يستمع ويناقش الثنائي الشيعي ويمنحه ما يريد رغم أنه لم يسمه وهدده، ويحاول تكريس أعراف تضرب صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة، بينما لا يعير اهتماماً لمن وقف إلى جانبه ويريد إنجاحه ويرغب بانتصار مشروع الدولة على الدويلة وينسى أن كتلة الاعتدال هي التجمع النيابي السني الأكبر، ويجب أخذ رأيها. ودعا التكتل سلام إلى توضيح بعض الأمور المتداولة خصوصاً أن هناك أسماء تثير الريبة في ما خص تولي وزارتي المال والداخلية، وكأن الزمن لم يتغير وكأن السلطة الحاكمة ما تزال تتحكم بالبلاد والعباد ولم تحدث تغيرات جذرية في لبنان والمنطقة.
وكشفت مصادر لـ “نداء الوطن” أن اجتماعاً جرى بين الرئيس المكلف ونواب تغييريين أبدوا ملاحظاتهم، والبعض سجل امتعاضه من المسار التساهلي الذي يسلكه الرئيس المكلف مع الثنائي.
في الموازاة، يلخص مصدر قيادي في المعارضة الأجواء على الشكل الآتي:
لجهة”الثنائي” هناك “إفراط كلامي” ورمي أسماء وتحديد حقائب بعيداً عما يحصل فعلياً.
لجهة البيان الوزاري، لن يبحث إلا على طاولة مجلس الوزراء.
لجهة التمثيل الشيعي، صحيح أن التمثيل النيابي محصور في “الثنائي” ولكن يجب أخذ العلم أن 50% لم يصوتوا، لذا يتجه الرئيس المكلف إلى تسمية وزير شيعي يمثل هؤلاء.
المعارضة تبدو الأكثر إيجابية في التفاوض ولا يوجد شروط ولم تصل الأمور إلى حد الأسماء والحقائب وما يطرح هو من أجل أن يحسّن كل فريق شروطه.
خارجياً، توقف المراقبون عند ما أدلى به وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي كشف عن عزمه زيارة لبنان هذا الأسبوع، فرحان الذي كان يتحدث في مؤتمر دافوس، اعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان أمر إيجابي للغاية بعد فراغ طويل، والأهم من كل ذلك قوله: “نريد رؤية إصلاحات حقيقية في لبنان من أجل زيادة مشاركتنا، والمحادثات التي تجرى هناك حتى الآن تدعو للتفاؤل”.
الرئيس المكلَّف نواف سلام، وبعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أطلق سلسلة من الشعارات التي في نهاية المطاف تحتاج إلى ترجمة، ومن هذه الشعارات:
أعمل وفق الآلية الدستورية وملتزم ما قلته في كلمتي الأولى، عند تكليفي، ولن أتنازل عن ذلك وأنا ضد المحاصصة.
لم أعِد أي جهة بأي حقيبة، ووزارة المال ليست حكراً على أحد
أمنياً، وبينما تتواصل الخروقات الإسرائيلية مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يوماً للانسحاب الاسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، المقررة الأحد المقبل، أعلن الرئيس جوزاف عون، أنه تلقّى ضمانات دولية لإرغام إسرائيل على الانسحاب من الجنوب وهذه الضمانات تشدد على أن الانسحاب سيجري ضمن المهلة المحددة.
وفي الأمن أيضاً، اغتيل مسؤول “الحزب” في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي، أمام منزله في بلدة مشغرة، مساء أمس، برصاص مسلحين مجهولين أقلتهم سيارتان مدنيتان. وقد أصيب حمادي بست رصاصات، نُقل على أثرها إلى المستشفى لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
عون يدفع باتجاه حكومة لبنانية توافقية تضم ممثلين لكل المكونات
المعارضة ترفض إدراج «المقاومة» ضمن البيان الوزاري
دفع الرئيس اللبناني جوزيف عون باتجاه حكومة توافقية تضم ممثلين لكل المكونات السياسية، فيما طلب الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة نواف سلام من الكتل النيابية تزويده باقتراحات اسمية لشخصيات ينوي ترشيحها للتوزير، مشترطاً ألا تكون الشخصيات حزبية.
وقال عون إنه «من حق كل المكونات أن تكون ممثلة بالحكومة ومجلس النواب والإدارات العامة، كما هو معمول به في الجيش». وقال: «لدينا فرص كبيرة نأمل الإفادة منها بتضافر جهود كل مكونات المجتمع اللبناني من مدنية وروحية وسياسية. معا نحن قادرون على النهوض ببلدنا». وإذ أكد ضرورة أن يقابل لبنان انتظار دول العالم له، بإشارات إيجابية، أمل بـ«تأليف الحكومة بأسرع وقت لخلق استقرار سياسي واقتصادي وأمني؛ من أجل تمكين المواطنين من العيش بكرامة وليس فقط ببحبوحة».
وشدد عون، خلال استقباله وفوداً مهنية في القصر الجمهوري، على «أن خطاب القسم أتى نتيجة تجربته على الأرض مع الشعب، وعيشه مع معاناته في الشمال والبقاع والجنوب»، لافتاً إلى أن «هذه المعاناة ترجمتها في خطاب القسم، على أمل ترجمتها على أرض الواقع فلا تبقى حبراً على الورق»، مكرراً: «إننا على مفترق طرق؛ فإمّا أن نستفيد من الظرف ونخرج من صغائر الأمور الطائفية والمذهبية والسياسية، وإما نذهب إلى مكان آخر ولا يكون فيه الحق على الآخرين بل علينا؛ لأننا لم نقم بواجباتنا».
ترتيب مسودة الحكومة
وفيما لا تزال مفاوضات تأليف بين كلّ من عون وسلام من جهة، والأفرقاء السياسيين من جهة ثانية، يبدو أن المشاورات والاجتماعات تركّز على ترتيب مسودة الحكومة، وسط أجواء وصفت «بالجيدة» من أجل الإسراع بالتأليف، وإصدار المراسيم، ثم الانطلاق إلى البيان الوزاري وجلسة الثقة.
وبينما يبدو أن ثنائي «الحزب» و«حركة أمل» حسم أمره لناحية تحديد الأسماء المقترحة لتمثيله بالحكومة، لا تزال عقبة البيان الوزاري تقف حاجزاً أمام «الحزب»، خصوصاً بعد تشديد النائب وضّاح الصادق، ومن خلفه الفريق المعارض لـ«الثنائي الشيعي»، على أن «الثوابت غير خاضعة لأي مساومة، ولا مكان لها في أي نقاش، لا ثلث معطل في الحكومة، ولا ثلاثية جيش، شعب، مقاومة، في البيان الوزاري»، مضيفاً: «انتهت البدع غير الدستورية، وشعار المرحلة: جيش، شعب، ودولة».
وفي السياق نفسه، رأى المكتب السياسي في حزب «الكتائب اللبنانية» أن لبنان الذي خرج من حرب مدمّرة، «لا بد له، وانسجاماً مع خطاب القسم وكلام الرئيس المكلف، أن يسقط من بيان الحكومة الوزاري أي عبارة، بالمباشر أو بالمواربة، لا تنيط بالدولة وحدها حصرية السلاح وحق الدفاع عن الوطن، ويمكن أن تفسر أنها تفوض أو تتنازل لأي طرف عن هذا الواجب». وقال: «إن الحكومة المنتظرة مطالبة بأن تضرب بيد من حديد، وأن تفكك كل الميليشيات، وأن تطبق وقف إطلاق النار بحرفيته، وتثبت بنوده على كامل الأراضي اللبنانية جنوباً وشمالاً».
وطالب المجتمع الدولي «بالضغط على إسرائيل لتنفيذ تعهداتها بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها قبل انقضاء فترة الستين يوماً التي شارفت على الانتهاء». كما دعا رئيس الوزراء المكلف ورئيس الجمهورية «بعدم الرضوخ للابتزاز المتمادي الذي يمارسه ثنائي التعطيل بالمطالبة بوزارة من هنا أو منصب من هناك خارج القواعد التي أرساها خطاب القسم، والتي تفرض تطبيق وحدة المعايير على الجميع، ومن دون استثناء، حتى لا تحمل التشكيلة الحكومية عوامل فشلها المبكر».
«الحزب» يجدد لهجة تصعيدية
المواقف الجذرية للدافعين باتجاه نجاح العهد الجديد في لبنان، قابلها تصعيد مبطّن من قبل عضو كتلة «الحزب» النائب حسين الحاج حسن ضد خصومه؛ إذ قال: «لمن يراهنون على ضعف (الحزب) وثنائي (الحزب – حركة أمل)، ماذا سيقولون عندما تتشكل الحكومة؟ وماذا سيقولون في المستقبل عندما يكتشفون قوة (الحزب) وقوة الثنائي وقوة البيئة وقوة أهل المقاومة من كل أطياف المجتمع اللبناني؟ ماذا سيقولون عندما يكتشفون إصراركم يا أهل المقاومة على المضي والثبات، وعلى الالتحام مع المقاومة وخيارها، في كل استحقاق وعند كل محطة؟».
في المقابل، أبدى حزب «القوات اللبنانية» إيجابية؛ إذ قال عضو تكتّل «الجمهوريّة القويّة» النّائب جورج عقيص: «في مفاوضات التّشكيل كما في انتخاب الرّئيس أوّلاً وتسمية رئيس الحكومة ثانياً، لا تزال (القوات اللبنانية) بمنتهى الإيجابيّة، لحرصها على أمرَين: إنجاح انطلاقة العهد، والعبور نحو الدّولة والمؤسّسات».
وأكد في تصريح، أن «(القوات) لن تغيّر موقفها، وليست في وارد تغيير موقفها، إلا إذا ثبت لها أن السلاح والفساد لا يزالان مسيطرين على الساحة، إن لم يكن بشكل ظاهر فبشكل مقنّع أو مجمّل»، لافتاً إلى أنه «إن كان لهذا العهد وهذه الحكومة من مهمّة، فهي طبعاً إلغاء أثر السلاح والفساد، أو الشّروع الثّابت بذلك».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
جهود متقدمة لإصدار مراسيم التأليف بـ«معايير دستورية ونيابية»
سلام يميل إلى حكومة الـ24 .. ووزير الخارجية السعودي يؤكد زيارته إلى لبنان
أسقط الرئيس المكلف نواف سلام من بعبدا مساء امس بعد اجتماع مع الرئيس جوزاف عون شريط الاشاعات وتكهناتها حول الحكومة والتوزيع والاسماء والمحظور والمسموح به، من زاوية تصنيف الحقائب وتوزيعها.
وقالت مصادر مواكبة عن قرب لحركة اتصالات التشكيل لـ «اللواء»: تحكم إتصالات التشكيل السرعة لا التسرُّع والسرية لا التسريب، وحتى يوم امس لم تكن قد تكونت الصورة النهائية الواضحة للرئيس سلام حول تشكيل الحكومة، لأن أُطر التشكيل متحركة وتخضع لمعايير عديدة، «واذا زبطت في مكان تتخربط في مكان آخر» بسبب عدم التوصل الى تفاهمات نهائية على توزيع الحقائب على القوى السياسية في ظل شراهة المطالب عند البعض. لذلك كل ما يتم تسريبه مازال غير دقيق وخاضع للمتغيرات.
لكن بعض المعلومات افادت ان «سلام انجز عملية توزيع الحقائب على الاحزاب والطوائف والمناطق تمهيداً لاسقاط الاسماء عليها فور جوجلتها مع رئيس الجمهورية».
وفي السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اللقاء الثاني بين الرئيسين عون وسلام والذي امتد لساعة تناول ثوابت في عملية تشكيل الحكومة تتصل بالآلية الدستورية الخاصة بالتأليف وعدد أعضاء الحكومة وتفادي المحاصصة ونوعية الوزراء أصحاب الكفاءات. وفهم من هذه المصادر أن الرئيس المكلف الذي تمسك بحقه في التأليف يواجه المطبات المتصلة بالمطالب، ومن هنا كان حديثه أنه ليس بساع بريد.
واعتبرت المصادر أن الرئيسين أعادا التوافق على حكومة الـ ٢٤ وزيرا وتوزيعها وفق مقتضيات الدستور، وأشارت إلى أن ما من مسودة نهائية نوقشت أو أسماء، وفي المعلومات المتوافرة أن الحكومة لن تضم حزبيين وهي خارج إطار المحاصصة ولذلك هناك تواصل يتم بين الرئيس المكلف والقوى لتبادل الآراء.
ورأت أن لا توزيعا حاسما للحقائب بعد.
وافيد وفق مسار الأمور أنه على الرغم من ان هناك عقدا حلت، إلا أن الاندفاعة بتشكيل الحكومة لم تعد قوية كما كانت عليه من قبل، ولذلك فإنه من غير المستبعد أن يأخذ التأليف وقتا اضافيا فهناك نمط جديد وفق المعطيات يتم اعتماده.
وزراء؟
وجرى تداول بعض الاسماء المرشحة في التشكيلة الحكومية، مثل المحامي محمد عالم (للداخلية)، وعامر البساط (للاقتصاد) وياسين جابر (للمالية) وصلاح عسيران (للعمل او الصناعة) وفايز رسامني (للاشغال) والقاضي من آل عنيسي (للعدلية) وطلال المقدسي (للاعلام).
وطوني الرامي (للسياحة) والصحة لمقرّب من الحزب، والشؤون الاجتماعية (للمردة) والدفاع من (حصة رئيس الجمهورية) والطاقة (القوات اللبنانية).
ومع ذلك، لم تصدر مراسيم تأليف الحكومة الليلة الماضية، مع العلم ان الامين العام لمجلس الوزراء كان ايضاً في قصر بعبدا.
لكن الرئيس سلام رسم تخوم التشكيل من زاوية الدستور، وأنا اتداول واتشاور واستمع الى هذه الكتل، وانما انا من اشكل الحكومة، وهذه مسؤوليتي، واذا كان ذلك اسلوباً جديداً فليكن، فلست «ليبان بوست».
بدا من زيارة الرئيس المكلف نواف سلام لرئيس الجمهورية جوزاف عون عصر امس، انه ربما يحمل مسودة التشكيلة الحكومية او اقتراحات حول تشكيلها للتداول بها وسماع ملاحظات الرئيس عليها، بعد ان تواصل خلال الايام الماضية مع العديد من الكتل النيابية المفترض ان تشارك في الحكومة، سواءٌ التي سمته في مشاورات التكليف أم لم تُسمّهِ. لكن ما اعلنه من بعبدا بعد لقاء الرئيس عون اوحى بخلاف ذلك.
الرئيس سلام لم يُشر بعد اللقاء الى تقديم مسودة حكومية للرئيس عون وقال: إن تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة والعمل جارٍ مع رئيس الجمهورية على ألّا يتأخر أكثر. أريد الحكومة اليوم قبل الغد. كما أؤكد أنني ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية وربما تلاحظون أن أسلوب العمل جديد لكن علينا أن نتعلّم احترام الدستور إحترامًا كاملًا، وأتواصل مع القوى السياسية كافة وحريص على التزامي بالمبادئ، وأكرر أنني ضد المحاصصة ومتمسك بالشراكة الوطنية التي تقوم على الكفاءة والنزاهة والاستجابة لتطلعات المواطنين.
وتابع: الحكومة التي قبلت تأليفها أريدها حكومة نهوض وإصلاح لأن عليها مسؤوليات غير مسبوقة، وملتزم ألّا أوفّر أي جهد لتأليف الحكومة بسرعة والأهم أن تكون وفية لتطلّعات اللبنانيات واللبنانيين،وأنا ملتزم بعد توفير أي جهد لولادة حكومة على قدر آمالهم وتستحق ثقتهم جميعا، وأعمل ليلًا نهارًا ويهمنا أن ننتهي من العمل في الحكومة بأسرع وقت ممكن لأن المهام كبيرة ولا أريد أن ألتزم بأيام، ولكن أؤكد أن تشكيل هذه الحكومة لن يستغرق أشهرًا كالحكومات السابقة.
وعن معايير تشكيل الحكومة، قال سلام:كل ما تقرأونه وتشاهدونه إن كان في الصحف أو وسائل التواصل الاجتماعي معظمه من باب التكهنات والشائعات لناحية توزيع الحقائب والأسماء، مسؤوليتي تشكيل الحكومة وأنا على تواصل مع كل الكتل لان هذه الحكومة ستأخذ ثقة النواب وانا لست صندوق بريد.
وعن حقيبة المال، قال: لم ألتزم بإعطاء أي حقيبة لأحد، أما في ما يتعلق بحقيبة المال فهي ليست حكرًا على طائفة ولكن لا يمكنها ان تكون ممنوعة عن أي طائفة وكل الحقائب سيادية.
وردًا على سؤال حول توزيع الحقائب حسب عدد نواب كل كتلة قال سلام: ليس لدي آلة حاسبة وخبرية لكل 5 نواب وزير مجرد تكهنات أما حكومات الوحدة الوطنية والثلاثينية فهي برلمان مصغر وتحولت الى حكومات شلل وطني، أما الحكومات المصغرة أي 14 وزيرا قد لا تكون مناسبة في هذا التوقيت خصوصًا مع المهمات الملقاة على عاتقنا.
وقال: لا سبب للإحباط وأنا على تواصل مع الثنائي الشيعي،وأعمل معهم كما أعمل مع الباقين، للوصول إلى نتيجة.
وقال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب غياث يزبك لـ «اللواء» حول ما تطلبه القوات اللبنانية من حقائب: نحن لا نطلب اكثرمن حقنا دستوريا وسياسياوشعبيا كوننا اكبر كتلة نيابية. ونطلب ان يتم تشكيل الحكومة من دون ضغوط ومحاولات ابتزاز، لذلك نخشى حصول عرقلة في مكان ما بسبب مطالب البعض لا سيما ثنائي امل والحزب والتيار الوطني الحر الذي يريد حصة اكبر من تمثيله وحجمه النيابي، وهذه المطالب ربما تقيّد وتكبّل الرئيسين عون وسلام.
بن فرحان
وأعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد لله آل سعود، أن انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية، وقال: نحن بحاجة لرؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا. وأعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: ان المحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو للتفاؤل، رابطاً المساعدات بالاصلاحات.
واليوم، يعقد سفراء اللجنة الخماسية اجتماعاً للبحث في وسائل تقديم ما يلزم لدعم جهود تأليف الحكومة.
دبلوماسياً، ابلغ الرئيس عون وزيرة الدفاع الاسبانية ماغريتا روبلس، التي استقبلها بعد ظهر امس ان عدم التزام اسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدِّمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت الاتفاق.
وقالت روبلس التي جاءت لتهنئة الرئيس عون بانتخابه رئيساً، مؤكدة على ضرورة انسحاب اسرائيل من الجنوب، في موعده حفاظاً على الاستقرار في الجنوب.
استعداد جيش الاحتلال للانسحاب من الجنوب
في الجنوب، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على مناطق في قرى الحافة التي يزمع الجيش الاسرائيلي الانسحاب منها، وتركزت الاعتداءات على تجريف وتدمير طرقات وبنية تحتية.. ومساءً أمس فجَّر جيش الاحتلال منازل في ميس الجبل.
واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية الى المناطق المرشحة ان ينسحب منها الاحتلال.
وذكرت القناة 13 العبرية: أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أمر الجيش بالاستعداد للانسحاب من جنوب لبنان في الايام القليلة القادمة.
وسجل بعد ظهر امس، انسحاب قوات العدو من الاطراف الجنوبية الشرقية لبنت جبيل باتجاه بلدة مارون الراس بعد ٤ ساعات من التوغل والاعتداء على ممتلكات المواطنين. وقبل انسحاب قوات العدو ، ألقت محلَّقة معادية قنبلة صوتية بالقرب من نقطة الجيش اللبناني المستحدثة بالقرب من مهنية بنت جبيل.
ونفذ جيش الاحتلال بعد ظهر أمس عملية نسف منازل في بلدة كفركلا.وفي بلدة الطيبة التي توغل فيها نهاراً. وعدداً من المنازل في بلدة يارون وقد شوهدت سحب الدخان من وسط البلدة، فيما سمع دوي الانفجارات في ارجاء قرى القضاء ، كما لم تغب الطائرات المسيَّرة والاستطلاعية عن اجواء القطاعين الغربي والأوسط . وأحرق العدو الإسرائيلي منزلاً وآليات في برج الملوك.
ومساء، سُمِعَ دوي انفجار كبير نفذّه الاحتلال غرب بلدة ميس الجبل، تلاه انفجار في عيتا الشعب وتفجير في عيترون..
في المقابل، دخلت قوة مدرعة من الجيش الى اطراف بلدة كفرحمام في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل». وتعرضت منطقة سدانة لسقوط قذائف عدة من مواقع العدو.
قبل ذلك، توغلت القوات الاسرائيلية فجر أمس من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفذت عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي في اتجاه بلدة طلوسة قضاء مرجعيون.
كما استهدف الجيش الاسرائيلي منزلا عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة.وفجرت قوات اسرائيلية بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الراس، وسط إطلاق نار متقطع في المكان.كما جرفت الطرقات التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس. وأقدمت على تفجير عدد من المنازل في بلدة يارون في قضاء بنت جبيل وقد شوهدت سحب الدخان من وسط البلدة، فيما سمع دوي الانفجارات في ارجاء قرى القضاء ، كما لم تغب الطائرات المسيَّرة والاستطلاعية عن اجواء القطاعين الغربي والأوسط .
وتسللت قوة مشاة اسرائيلية من مارون الراس في اتجاه أطراف بنت جبيل لجهة حي المسلخ. وأحرق الجيش الاسرائيلي منزلا من طبقتين في برج الملوك ، كما قام باحراق آليات تابعة لمشروع 800.وتوغلت قوة مؤللة إسرائيلية من بلدة الطيبة نحو بلدة عدشيت القصير.ومشطت قوات اسرائيلية منطقتي القرينة والدبش، غربي بلدة ميس الجبل.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
سلام: التأليف يسير بخطى ثابته ولا محاصصة بل شراكة وطنية
تبدو عملية تأليف الحكومة على الدرب القويم، وعلى مشارف ولادة نهاية الاسبوع، إن لم يكمن الشيطان في التفاصيل كما عادة تشكيل الحكومات في لبنان، وقد بدأت معالمها بالاتضاح مع زيارة الرئيس المكلف نواف سلام لرئيس الجمهورية جوزاف عون.
واشار الرئيس سلام في تصريح له من القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه الرئيس جوزاف عون، الى ان “تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة ونعمل مع الرئيس على ألا يتأخر أكثر من ذلك، وما يقال عن الحقائب والأسماء يندرج في إطار التكهنات”. اضاف: “أريد تشكيل الحكومة سريعً وأعمل على ذلك وفق الآلية الدستورية وملتزم بما قلته في كلمتي الأولى ولن أتنازل عن ذلك وأنا ضد المحاصصة”. وتابع: “أريد حكومتي حكومة نهوض وإصلاح وأعرف تمامًا أن تطلّعات اللبنانيين كبيرة وأنا ملتزم بعد توفير أي جهد لولادة حكومة على قدر آمال اللبنانيين وتستحق ثقتهم جميعا”.
وقال : لم اعد اي جهة باي حقيبة ووزارة المال ليست حكرا لاحد”.
ماكيت التشكيلة
واكدت مصادر سياسية مواكبة لتشكيل الحكومة ان الرئيس سلام قدم مسودة حكومة من 24 وزيرا للرئيس عون. وقالت إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح إنما هناك مزيد من الاتصالات والجهود التي يسعى الى تحقيقها سلام بالتشاور والتعاون مع عون.
المراجع اكدت أن ما ينشر عن حقائب وتسميات لأشخاص لا يصب في مصلحة لبنان وليست صحيحة.
فالرئيس سلام ينطلق من تطبيقه الدستور في تشكيل حكومته، كذلك الامر فهو يعتبر كل الحقائب الوزارية متساوية، لان ما يهم الحكومة ليس الأشخاص إنما عملها والسير في تطبيق القانون والدستور.
المصادر اكدت أن لا مهلة زمنية محددة لإعلان التشكيلة الحكومية الأولى في العهد الجديد، انما ما يسعى اليه عون وسلام أن يتم اعلان هذه الحكومة في أسرع وقت كي تنطلق مسيرة العهد عبر تطبيق خطاب القسم.
ويقول مواكبون للاتصالات الجارية إن “ماكيت” التشكيلة الحكومية وضعت على نار خفيفة والعمل جار على محاولة كبح جماح القوى السياسية المفتوحة الشهية على التوزير وتدوير الزوايا، مشيرة الى ان سلام انجز عملية توزيع الحقائب على الاحزاب والطوائف والمناطق تمهيدا لإسقاط الاسماء عليها فور جوجلتها مع رئيس الجمهورية المُصِّر على عامل السرعة ليعكس للخارج مدى الجدية في اعادة بناء الدولة وانطلاق العهد الجديد بزخم واندفاع.
الاتصالات تتواصل اذاً لانتاج حكومة قبل انقضاء مهلة الستين يوما التي نص عليها اتفاق وقف النار الاحد المقبل، وسط مخاوف من عدم انسحاب اسرائيل بالكامل من الاراضي اللبنانية ما يفتح الباب على اشكالات جديدة مع بداية العهد هو في غنى عنها لحظة اقلاعه، والرهان على ان تفعل واشنطن فعلها في مجال ممارسة اقسى انواع الضغط على بنيامين نتنياهو للانسحاب. وهو ما اشار اليه الرئيس عون امس بقوله ” لقيت تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن يضغط لإرغام اسرائيل على الانسحاب من الاراضي التي تحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة لذلك”.
زيارتان
وأشار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود إلى أن انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية، وقال: “نحن بحاجة لرؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا وأعتزم زيارة لبنان هذا الأسبوع”.
كما أضاف وزير الخارجية السعودي : “يجب تجنب الحرب بين إيران وإسرائيل والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو للتفاؤل” .
بدوره، أكد وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا لـ”الراي” الكويتية، أنه سيزور بيروت يوم الجمعة المقبل، للقاء الرئيس عون وتهنئته بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يبحث مع كبار المسؤولين اللبنانيين تطورات المشهد في لبنان، وسبل مساعدة البلد الشقيق للمضي قدماً في مساره الجديد.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي في ظل رئاسة الكويت للدورة الـ45 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
الجيش في كفرحمام
في المقابل، دخلت قوة مدرعة من الجيش الى اطراف بلدة كفرحمام في منطقة العرقوب بالتنسيق مع قوات” اليونيفيل”.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أنه على طول الحدود مع لبنان، تستمر التحضيرات لنشر مواقع جديدة ستتمركز فيها قوات جيش الإسرائيلي، ولا تزال فرق البناء تجهز مواقع جديدة. ووفقاً لخطة قيادة الشمال، ستقام معظم المواقع بين المستوطنات والسياج الحدودي.
الثوابت
بالعودة الى ضفة التشكيل، فقد كتب النائب وضاح الصادق عبر حسابه الخاص على “اكس”: “الثوابت غير الخاضعة لأي مساومة، ولا مكان لها في أي نقاش، لا ثلث معطل في الحكومة، ولا ثلاثية جيش، شعب، مقاومة في البيان الوزاري. انتهت البدع غير الدستورية، وشعار المرحلة جيش، شعب، ودولة”..
بيانان
وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيانان، جاء فيهما: تكرِّر الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” بأن الأخبار المتداولة عن الحكومة بما يتعلّق بـ”القوات” غير صحيحة وفي البيان الثاني ، اعلنت الدائرة: خلافًا لما روّجته صحيفة “الأخبار” في عددها اليوم عن أنّ “القوات اللبنانية” تفاوض في التأليف وفق أولوية كسر “التيار الوطني الحر” بالمطالبة بحقيبة الطاقة، فإن هذا الخبر عار عن الصحة تمامًا، لأن “القوات” لم تطالب بأي وقت من الأوقات بوزارة الطاقة، ولا تفاوض على أساس كسر أو تعويم، إنما انطلاقًا من المصلحة الوطنية العليا التي تتطلّب السير قدمًا في خطابي القسم والتكليف باتجاه قيام الدولة الفعلية التي تمّ الانقلاب عليها منذ 34 عامًا، ولا تقوم هذه الدولة سوى على قواعد الدستور والقانون والمساواة.
*********************************************
افتتاحية الأنباء:
أسبوع حاسم لتثبيت وقف النار جنوباً ... اتصالات حكومية مستمرة وجرعة دعم سعودية
بتنا قاب قوسين أو أدنى من تشكيل حكومة العهد الأولى، فالرئيس المكلف القاضي نوّاف سلام يعمل بمنهجية وبراغماتية، مُنطلقاً من عناوين خطاب التكليف، بمدّ اليد وعدم الإقصاء والحوار مع كل الأطراف. وحتى اليوم المشاورات تسير على قدم وساق، لكن ما من شيء محسوم حتى اللحظة، إذ أن رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون وسلام يحاولان ضبط إيقاع توازنات الحكومة المقبلة للانطلاق في ورشة بناء وإصلاح بنيوي في الدولة والاستعداد لمواكبة متغيّرات مرحلة إقليمية ودولية جديدة.
إذن، البحث جار في مسودة التشكيلة الحكومية والتفاوض ما زال مستمراً بين سلام ومختلف القوى السياسية، حيث زار سلام قصر بعبدا مساء الثلاثاء ووضع الرئيس عون في أجواء عملية التأليف. سلام قال بعد إنهاء الاجتماع أن تأليف الحكومة يسير بخطى ثابتة بالطرق الدستورية، مؤكداً عزمه الاستماع إلى كل الأطراف "لكني ملتزم بعدم المحاصصة تمسكاً بالشراكة الوطنية".
وأكد سلام أنه يتطلّع إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، معرباً عن أن "الحكومة التي نريدها هي حكومة إصلاح ووفية لتطلعات اللبنانيات واللبنانيين ولن تأخذ أشهراً كما الحكومات السابقة"، على حد تعبيره.
هذا وسبق أن صرّح الرئيس عون أمس أنه "علينا ان نقابل إنتظار دول العالم لنا بإشارات إيجابية"، أملاً بـ "تأليف الحكومة بأسرع وقت كي نخلق استقراراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فيتمكن المواطنون من أن يعيشوا بكرامة وليس فقط ببحبوحة".
مصادر مطلعة أشارت عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن ما من شيء ثابت بالنسبة لتوزيع الحقائب في الحكومة حتى اللحظة، ولا شيء محسوم كذلك، لافتةً إلى أن توزيع الحقائب لا زال قيد البحث ليتولاها أصحاب الكفاءة. واعتبرت المصادر أنه قد تكون الأجواء إيجابية جداً مقارنة بمئات الأيام وعشرات التشكيلات الحكومية لتأليف الحكومات السابقة بعمليات قيصرية، لكن الآن جميع الظروف والمعطيات مختلفة في ظل المتغيرات والتطورات في الدول المحيطة والمنطقة، سيما أنها الفرصة الأخيرة أمام لبنان لالتقاط أنفاسه من جديد في محيطه العربي والاستفادة من اللحظة الدولية والدعم الدولي للنهوض من كبوته بعد توالي الأزمات.
تجاوب دولي
وإلى جانب تشكيل الحكومة، تفصلنا بضعة أيام عن انتهاء المدة المحددة للانسحاب الإسرائيلي في لبنان، بحيث أشار الرئيس عون إلى أنه لاقى تجاوب المجتمع الدولي "الذي يفترض ان يضغط لإرغام اسرائيل على الانسحاب من الاراضي التي تحتلها في الجنوب ضمن المهلة المحددة"، بوفق ما صرّح خلال استقباله رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور على رأس وفد.
كما أبلغ الرئيس عون وزيرة الدفاع الاسبانية ماغريتا روبلس خلال زياتها إلى قصر بعبدا أمس، ان "عدم التزام إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوتراً في القرى الحدودية ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي إلى بلداتهم ويعيق عملية ورشة اعمار ما دمره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان".
تفاؤل المملكة
توازياً، اعتبر وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان أن "انتخاب رئيس للبنان بعد فراغ طويل أمر إيجابي للغاية ونحن بحاجة لرؤية إجراءات وإصلاحات حقيقية من أجل زيادة مشاركتنا". وفي كلمة في منتدى دافوس أعلن أنه يعتزم زيارة لبنان في الأيام المقبلة"، مشيراً إلى أن "المحادثات التي تجري في لبنان حتى الآن تدعو للتفاؤل".
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر مراقبة عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن تصريح وزير خارجية المملكة مؤشر إيجابي جداً ومحوري في احتضان المملكة للبنان، بعيد الجهود الحثيثة التي بذلتها في المرحلة الماضية لإعادة الاستقرار إلى لبنان وانتظام عمل مؤسساته الدستورية، وكذلك عودته إلى الحضن العربي، خصوصاً أن لبنان في مرحلة انتقالية يحتاج فيها إلى دعم جدي لتثبيت ركائز تواكب الالتزامات الدولية التي سبق وقطعتها الحكومة اللبنانية في تطبيق القرار 1701 وتمكين الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره في الجنوب، وإعادة الإعمار، والمضي قدماً بورشة الإصلاحات.
ومن جانب آخر، تعتبر المصادر أن مسار تشكيل الحكومة المرتقبة يشكل نموذجاً عملياً لمستقبل العمل السياسي والإصلاحي في لبنان، والذي سيبني عليه المجتمع الدولي. إلى ذلك، ثمة حقائب وزارية قد يضعها الخارج في مصاف الحقائب الحساسة من بينها وزارات المال والخارجية والدفاع والأشغال والداخلية، لارتباطها في تحقيق استحقاقات المرحلة القادمة الأمنية والاقتصادية وضبط الحدود والإصلاحات وإعادة الإعمار.
عدم الانسحاب والإحراج
إلى ذلك، يستمر العدو الإسرائيلي في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فالأيام الأخير الفاصلة تحمل في طياتها مؤشرات سياسية وعسكرية حول مستقبل الاتفاق. وفي حديث إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية، يتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني انسحاب جيش العدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، وإن كان في نهايتها، إذ لا ضرورة وفائدة عملانية توازي التداعيات السلبية لبقائه خارج إطار الستين يوماً.
ويعيد جوني ذلك إلى عدة أسباب، ففي الدرجة الأولى بقاء القوات الإسرائيلية سيعرضها للخطر ولعمليات المقاومة وقد لا تكون مقاومة حزب الله هذه المرة، وربما مقاومة أخرى غير متبناة من جهات محددة، معتبراً أن ذلك "سيشكل إحراجاً للولايات المتحدة الأميركية كونها الضامن للاتفاق، وكذلك إحراج العهد والدولة اللبنانية المدعومة من الولايات المتحدة، خصوصاً أن رئيس الجمهورية جوزاف عون أخذ على عاتقه في خطاب القسم أن الدولة هي التي تزيل الاحتلال".
كذلك، يشير جوني إلى أن الضغط الدولي على إسرائيل بالانسحاب سيساعد العهد في انطلاقته لاسيما أن لا رغبة دولية في بقاء أي عامل يعيق انطلاقة العهد وذلك لاحتمالية تفجّر الوضع، ونسف إسرائيل الاتفاق إذا ما بقيت في الجنوب بعد الستين يوماً، لافتاً إلى أن "وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتنصيبه الآن يوحي بقرار أميركي حاسم بإعادة الاستقرار إلى المنطقة والذي بدأ يتبلور في اتفاق غزة وبالتالي سينعكس ذلك على لبنان".
ربما تكون خطوة متقدمة من الجانب اللبناني بإنجاز تشكيل الحكومة، لتتابع حركة التواصل التنفيذية مع الخارج، الذي بدوره وعد وينتظر الدخان الأبيض أن يتصاعد من قصر بعبدا في الأيام القليلة القادمة.. فهل تكون هذه اللحظة قبيل زيارة وزير خارجية المملكة؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :