افتتاحية صحيفة الديار:
العالم يترقب مُفاجآت ترامب... مصالح «أميركا أولاً»
أسبوع حاسم جنوباً...غموض «إسرائيلي» والمقاومة تحذر
توزيع نهائي للحقائب الأساسيّة... ولادة قريبة للحكومة
دخل العالم منذ يوم امس عصر «ترامب الثاني» في البيت الابيض. الرئيس الـ47 الذي اقسم على جعل اميركا «عظيمة»، وتعهد بان تكون «اميركا اولا». ادخل حلفاء واشنطن في دائرة القلق الجدي اكثر من خصومها، وانقسمت ردود فعل العالم بين من يستعد للمواجهة بما تيسر من ادوات، تبدو عاجزة عن مقارعة قوة واشنطن الاقتصادية، ومنافق يسعى لتجنب نزق رئيس لا يجب استفزازه.
وبنحو مئة امر تنفيذي بدأ عهده بعاصفة داخلية، ستليها قرارت في السياسة الخارجية غير واضحة المعالم بشكل كامل، لرئيس يزعم انه يريد انهاء الحروب، لكنه يريد فرض «سلام» بالقوة على منطقة الشرق الاوسط، تكون فيها «اسرائيل» قاطرة نظام جديد، لا قيمة فيه لحقوق شعوب المنطقة وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
ولادة الحكومة نهاية الاسبوع؟
داخليا،اذا سارت الامور على الوتيرة الايجابية التي سادت في الساعات القليلة الماضية، فلا شيء يمنع ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع الجاري، اذا صفت النوايا، كما قال الرئيس جوزاف عون، لاعطاء» إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة».
وقد باتت المعالم الاولية للتشكيل شبه واضحة، بعد تجاوز عقبات اساسية ترتبط بتوزيع الحقائب الاساسية على الطوائف والقوى السياسية، ومنها حسم بقاء وزارة المال مع «الثنائي الشيعي»، ومنح الداخلية للسنة، واعطاء «القوات اللبنانية» وزارة الطاقة، ووزارة الدفاع للموارنة، والاشغال للدروز، وفق «ثلاثية» وضعها الرئيس المكلف نواف سلام، لا ترشيح لحزبيين، فصل النيابية عن الوزارة، ولا وزير مرشح للانتخابات المقبلة، ويبدو من بعض الاسماء المتداولة وغير النهائية، بانها ذات كفاءة عالية وتوحي بالثقة المطلوبة لانطلاقة واعدة للعهد.
العد العكسي للانسحاب «الاسرائيلي»
في هذا الوقت، بدأ العد العكسي لانتهاء مهلة الـ 60 يوما لانسحاب قوات الاحتلال «الاسرائيلي» من الشريط الحدودي، ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانية. وقبل 6 ايام من الموعد المحدد ابلغ الجانب اللبناني لجنة الاشراف على اتفاق وقف النار، ان الجيش اللبناني جاهز للانتشار، ولا صحة للادعاءات «الاسرائيلية» بانه يعاني من مشكلة لوجستية، وقد تم ابلاغ الدول الراعية للاتفاق بان عدم استكمال الانسحاب في 26 الجاري ، يعرض وقف النار للخطر الجدي.
وعود اميركية.. وذرائع «اسرائيلية»
ووفق المعلومات جدد الجانب الاميركي وعوده بالزام قوات الاحتلال بالانسحاب في الموعد المحدد، لكن في كيان الاحتلال من يروج لضرورة البقاء في بعض المواقع الاستراتيجية، ويتم الآن دراسة الخيارات بذريعة ان الجيش اللبناني غير قادر على تنفيذ المهمة الموكلة، وجيش الاحتلال يحتاج الى تمديد المهلة، لما يسميها تطهير المنطقة الحدودية من اسلحة حزب الله. ومن المرتقب ان يصدر موقف عن الحكومة «الاسرائلية» قبل نهاية الاسبوع لتحديد الموقف النهائي من الانسحاب.
واذا كانت بعض الدوائر الغربية ترجح بان «اسرائيل» تناور ولن تستطيع خرق الاتفاق، وستلتزم بتنفيذه في موعده، الا ان حزب الله غير الواثق من هذه الوعود، رفع بالامس من سقف تحذيراته، واعتبر ان بقاء اي جندي «اسرائيلي» في اي شبر من الاراضي اللبنانية مرفوض، وهو بمثابة اعلان «اسرائيلي» بالخروج من الاتفاق، وسيتم التعامل معه على هذا الاساس.
حزب الله يرفع حدّة التصعيد
وفي هذا السياق، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن حزب الله يترقب تاريخ السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري، وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بهذا الانسحاب، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار آلية الإجراءات التنفيذية ، ونسف دور الأمم المتحدة في رعاية هذا الاتفاق، ما سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة من الحسابات العسكرية والسياسية.
وأشار فياض إلى أن هذه المرحلة تتطلب من اللبنانيين جميعاً التكاتف لمواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، مؤكداً أن مسؤولية إخراج الاحتلال عن الأراضي اللبنانية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة، الجيش، الشعب، والأحزاب، باستثناء من لا يهتم بأرض الجنوب اللبنانية. وأضاف فياض أن أي تعثر في مسار الانسحاب «الإسرائيلي»، وخصوصاً عدم عودة السكان إلى 52 بلدة لبنانية بأمان، سيهدد مسارات الاستقرار وإصلاح الدولة. كما أكد أن حزب الله سيتعامل مع أي بقاء «إسرائيلي» على الأراضي اللبنانية في حال خرق الاتفاق، مشدداً على ضرورة التزام المجتمع الدولي بوعوده تجاه لبنان.
تحرك اممي تجاه «اسرائيل»
وفي هذا السياق، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى كيان الاحتلال، حيث تلتقي بكبار المسؤولين «الإسرائيليين». وتركزت مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ان الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 شكلت موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها.
وقبل وصولها الى «تل ابيب»، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش «الاسرائيلي» وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
الخروقات مستمرة
ميدانيا، عادت الحياة الى مدينة بنت جبيل والقرى المحيطة، بعد انتشار الجيش اللبناني في احيائها ، اما الخروقات «الاسرائيلية» فاستمرت ، حيث قطعت دبابات وجرافات «إسرائيلية» طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية ، وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة. اما في ميس الجبل، فانسحب جيش الاحتلال من منطقه الدبش غربي البلدة، بعد ان قامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية كملعب الميني فوتبول القديم ومزارع، بالاضافة الى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان. كما أحرق جيش الاحتلال منزلا في حي الدبش.
وقام العدو بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام، وأحرق ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت اعمدة الدخان. وجرفت قوات الاحتلال مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل اسماعيل. وتسللت قوة مشاة إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة تعمل على تجريف وقطع الأشجار بمحيطها.
وافرجت قوات الاحتلال في المساء عن ثلاثة مزارعين لبنانيين بين عين عرب والوزاني كانت اعتقلتهم صباح امس. واستهدف قصف مدفعي منطقة السدانة في مرتفعات شبعا واطراف كفرشوبا. وتقدمت عند ساعات الفجر الأولى، آليات القوات «الاسرائيلية» من بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، وقامت بعملية تمشيط .الى ذلك، تمكن المسعفون من انتشال جثة شهيد في بلدة مارون الراس.
توزيع الحقائب واسماء وزارء؟
وسط هذه الاجواء، وفي وقت تستمر الاتصالات في الكواليس لانضاج الطبخة الحكومية مع ترجيح ولادتها قبل الاحد المقبل اذا ذللت بعض العقبات البسيطة، كما وصفتها مصادر مطلعة، والتي اشارت الى ان الرئيس المكلف نواف سلام عقد اجتماعات بعيدة عن الاضواء يوم امس، ابرزها مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وعلم ان الاجواء كانت ايجابية. ويفترض ان يعقد اجتماع ثالث مع «الثنائي الشيعي».
ويبدو انه تم حسم توزيع الحقائب الوزارية طائفيا، ولم تعد هناك الكثير من العقد المتبقية، ويمكن تجاوزها بالمزيد من الاتصالات، حيث لا تعترض الرئيس المكلف مطالب تعجيزية لا يمكن حلها.
وبحسب تلك الاوساط، فان وزارة المال حسمت من حصة الشيعة، والاتجاه هو لتولي النائب السابق عن كتلة التحرير والتنمية ياسين جابر، بعدما اعتذر نائب حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري عن تولي الوزارة.
اما وزارة الخارجية فتتأرجح بين بول سالم وغسان سلامة. ووزارة الداخلية فقد حسمت للطائفة السنية والمطروح المحامي محمد عالم ، الذي قد يمنح وزارة العدل اذا لم يحظ باجماع القوى السنية المؤثرة، بينما سيتولى وزارة الدفاع ضابط ماروني متقاعد، ويتم التداول باسم العميد جان نهرا لتولي المنصب.
ويطرح سلام لوزارة الاقتصاد والتجارة اسم عامر البساط. اما وزارة السياحة فمن المرتقب ان تمنح «للقوات اللبنانية»، والمرجح تولي نقيب اصحاب المطاعم طوني الرامي للمنصب. وفيما بات شبه محسوم ان يحصل الحزب «التقدمي الاشتراكي» على وزارة الاشغال، لا تزال وزارة الصحة مصدر تجاذب بين حزب الله و»القوات اللبنانية»، وقد تمنح لـ «الاشتراكي» اذا لم يحصل على «الاشغال».
عون والاشارات الايجابية
وفي هذا السياق، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ان علينا ان نكون يدا واحدة لاعادة بناء البلد، التي هي ليست بصعبة اذا ما صفت النوايا، مشددا على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني، وتمكن البلد من النهوض مجددا لا سيما اقتصاديا.
واعتبر ان تشكيل الحكومة في اسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج، بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، معيدا التأكيد ان على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية «ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب الا يكون في سدته».
ترقب لعهد ترامب
ومع اداء الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليمين الدستورية امس، هنأه الرئيس عون واعتبر ان وجوده في البيت الأبيض سيعطي العلاقات الثنائية دفعاً اضافياً. واضاف» وقفتم الى جانب لبنان ومساعدته بعد الظروف الصعبة ، وكان لبلادكم الصديقة الدور البارز في الانتقال الى افق جديد من الأمان والطمأنينة».
وفيما تترقب المنطقة والعالم ما ستحمله ولاية الرئيس الاميركي من «مفاجآت» فان حلفاء الولايات المتحدة في الغرب يستعدون لهذه المرحلة بمزيج من التوقعات المتناقضة، ولا يزالون يأملون الأفضل، ولكنهم غير مستعدين إلى حد كبير لما قد يثبت أنه ألاسوأ. فقد أرسل ترامب سلسلة من الإشارات عن زيادة نسبة التعريفات الجمركية على كندا والصين والمكسيك، وتعهد باسترجاع قناة بنما.
كما واستخدم ترامب نفوذه للضغط على بنيامين نتنياهو، لقبول وقف إطلاق النار في غزة، الذي قاومه رئيس الوزراء «الإسرائيلي» منذ أيار، لكنه يسعى الى فرض ما يسميه «السلام بالقوة» ، عبر توسيع اتفاق «ابراهام» بدءا بالتطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال.
ارباك ديبلوماسي
ووفق الاعلام الغربي، فان البحث عن المؤشرات الحقيقية لاستراتيجيات ترامب وسط كل هذا الضجيج، وعدم التمييز بين التهديدات التي تنذر بالتحرك، إلى التهويل التفاوضي وتحديد الأساس المنطقي لقراراته، جعل الديبلوماسيين الأجانب المرتبكين في واشنطن يسهرون الليل بالفعل. وقد أصبح ترامب أكثر وضوحا في أن اسلوب عمله يعتمد على عدم القدرة على التنبؤ بما يفكر به.
الخوف من «المجنون»
فعلى سبيل المثال، قال ترامب لصحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية إنه مسرور لأن الرئيس الصيني شي جين بينغ «يحترمني لأنه يعرف أنني مجنون». وللأسف تقول الصحيفة، ان الخوف من المجنون يتلاشى إن لم يفعل أمرا جنونيا حقا. ولهذا السبب يتوقع الكثيرون أن يبدأ ترامب إدارته سريعا، ويحاول إرباك معارضيه وإثبات أن نهجه «أميركا أولا» سيكون له اوامر تنفيذية.
استرضاء ومرونة
وتقول رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، التي اجتمعت مع وزراء خارجية أميركا اللاتينية يوم الجمعة، لوضع استراتيجية مشتركة لمواجهة ترامب، إن البلاد لديها خطط ديبلوماسية جاهزة إذا بدأت عمليات الترحيل الجماعي. وكانت الصين تستعد لعملياتها الانتقامية لمدة عام، وتبحث عن حلفاء.
ويتوقع تشتيغي باجباي، الباحث في شؤون جنوب آسيا بتشاتام هاوس في لندن، أن «يحاول الحلفاء مزيجا من سياسات الاسترضاء وتعزيز المرونة والانتقام، فضلا عن تعبئة جهود القوى المتوسطة لمحاولة الحفاظ على التجارة الحرة كما فعلت في ولاية ترامب الأولى».
تشاؤم اوروبي
اما في أوروبا، حيث العداء الشعبي لترامب أعظم من أي مكان آخر، فإن التشاؤم كبير. فوزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك متشائم، ويتوقع أن يتم تأطير الرسوم الجمركية الأميركية ضد الاتحاد الأوروبي ،لإلحاق الضرر بالصناعة الألمانية.
وفي هذا السياق، حذر رئيس الوزراء الأوسترالي السابق مالكولم تيرنبل من أنه لن يكون الإدارة الأميركية الجديدة سوى صانع قرار واحد: دونالد ترامب. وينصح تيرنبل بأنه مع تدفق الأوامر التنفيذية من البيت الأبيض الأسبوع المقبل، وكثير منها معادية لحلفاء الولايات المتحدة، فإن الاختبار سيكون أولا الوقوف في وجه التنمر، ثم إقناعه بعد ذلك بوجود أرضية مشتركة، لأن هناك سؤالا واحدا فقط ــ تجاريا وسياسيا ــ يسأله ترامب على الإطلاق: ما الذي سيعود علي؟
*********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سلام أمام قطب مخفية وتحدّي طلب الرئيس حقّ الفيتو: حكومة إرضاء الجميع توزّع حقائبها على الجميع!
هل تولَد الحكومة الجديدة بحلول نهاية الأسبوع الجاري وتتفادى القوى المحلية تمديد البتّ فيها أسبوعاً بعدَ آخر تُقتطَع من عمرها القصير حتى الانتخابات النيابية المقبلة؟
سؤال طبعَ المشهد السياسي بعدما تبيّن وجود عناصر ثابتة تطبع عملية التأليف التي يُديرها الرئيس المكلّف نواف سلام وقد تؤخّرها، بمعزل عن "سوء التفاهم" الذي حصل مع الثنائي حزب الله وحركة أمل، إذ ستكون هناك مشكلة أخرى في حال أصرّ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على حقه في وضع فيتو على أي اسم لا يراه مناسباً في الحكومة، وهو أمر يتحسّب له الرئيس المكلّف الذي لا يريد مشكلة مع عون، لكنه يريد إظهار التزامه بنصوص اتفاق الطائف ودور رئيس الحكومة في وضع التشكيلة الحكومية بعد التشاور مع القوى السياسية ورئيس الجمهورية.
وبالعودة إلى الاجتماعات بين سلام والثنائي أمل وحزب الله، قالت مصادر مطّلعة إن "اللقاءين اللذيْن عُقدا السبت والأحد الماضييْن، وضمّا سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل، أدّيا إلى حل غالبية المسائل المتعلقة بحصة الطائفة الشيعية في الحكومة، ولم يبقَ سوى تفاصيل صغيرة لن تؤدي إلى أي عرقلة".
وعلمت "الأخبار" أن "حزب الله وحركة أمل سلّما أسماء الوزراء لسلام على أن يحصل تشاور للاتفاق عليها"، وصارَ "محسوماً أن وزارة المالية ستكون من حصة الثنائي، وجرى الاتفاق مع سلام على تسمية النائب السابق ياسين جابر وزيراً لها". وكشفت مصادر مطّلعة أن "حقيبتَي العمل والصحة ستكونان من حصة الحزب، بينما ستحصل حركة أمل على البيئة والصناعة إلى جانب المالية"، وسطَ معلومات أن "الرئيس نبيه برّي سيسلّم الأسماء في القصر الجمهوري".
لكن حلّ غالبية المسائل المتعلقة بحصة الثنائي لا يلغي أن الحكومة تواجه عقبات أخرى أبرزها:
أولاً، الخلاف بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" التي تفاوض سلام وفق أولوية كسر النائب جبران باسيل، إذ طالبت بحقيبة "الطاقة" ثم وزارة "الخارجية"، بينما طالب باسيل الذي التقى سلام في اليومين الماضيين بالاحتفاظ بالطاقة، إلا أن الأخير رفض ذلك، من دون أن ينفي نيّته إعطاءها لـ"القوات"، فيما قالت مصادر مطّلعة إن الرئيس المكلّف "يفكر بأن تكون الطاقة من حصة الطائفة السنية لتفادي المشكلة بين القوى المسيحية حولها، وأن يُسمّي لها شخصية من أهل الاختصاص، على أن يمنح التيار الوطني حقيبة الاتصالات ليتفادى أي تهديد بمقاطعة الحكومة. فيما لم يُحسم بعد أمر وزارة الخارجية التي يفكّر سلام بتسليمها لشخصية ذات خبرة في العمل الدبلوماسي.
ثانياً، لا تزال حصة القوى السنية غير محسومة. فحتى يوم أمس، لم يكُن سلام قد تواصل مع "كتلة الاعتدال" أو مع كتلة "التوافق الوطني"، علماً أنه تواصل مع النواب السنّة المستقلين.
ثالثاً، صارَ محسوماً أن وزارة الأشغال العامة والنقل ستكون من حصة كتلة اللقاء الديمقراطي، على أن تتم تسمية الوزير الدرزي الثاني بالتشاور مع النائب السابق وليد جنبلاط.
رابعاً، يطالب رئيس الجمهورية بأن تكون وزارة الدفاع من حصته، على أن يسمي ضابطاً متقاعداً لتفادي المشاكل التي حصلت في السنوات الأخيرة في هذه الوزارة، كما يطالب بوزارة العدل.
خامساً، لم تُحسم بعدَ آلية اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء، وهو أمر يثير هاجساً ولا سيما لدى الثنائي حزب الله وأمل، خصوصاً أن الحكومة لا تعطي أي فريق الثلث المعطّل، والتوازنات الجديدة تفرض الاتفاق على آلية، كي لا تؤخذ القرارات بمعزل عن أي طرف، ولا سيما في الملفات الكبيرة مثل التعيينات.
سادساً، بالنسبة إلى البيان الوزاري والنص المتعلق بالمقاومة، ورغم عدم وجود تعقيدات كبيرة بشأنه، إلا أن البحث والتشاور حوله لا يزالان مستمريْن، ومن المرجّح العودة إلى الصيغة المنصوص عليها في اتفاق الطائف.
وقالت مصادر مطّلعة إن الرئيسين عون وسلام يسعيان إلى تأليف الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية إلى الرياض، مشيرة إلى أن وزير الخارجيّة السّعوديّ فيصل بن فرحان سيزور لبنان الخميس المقبل لتسليم عون دعوة للزيارة، وسيلتقي كلاً من رئيس مجلس النّواب نبيه برّي ورئيس الحكومة المكلّف، على أن يدعو لاحقاً إلى لقاء موسّع في السّفارة السعودية". وهذه الزيارة الأولى لوزير سعودي إلى لبنان منذ سنوات طويلة. كما علمت "الأخبار" أن وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا سيزور بيروت الجمعة المقبل لتهنئة الرئيس عون.
************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب في خطاب تنصيب خالٍ من «التفرّغ لمواجهة روسيا والصين وإيران»:
• إنتاج وبيع النفط والغاز • رسوم جمركية على الاستيراد • قبة حديدية لحماية أميركا • استرداد قناة بنما • تصعيد مع المكسيك • إلغاء تسهيلات المثلية • تخفيض الأسعار
في رسالة ذات مغزى تجاهل الرئيس الأميركي المنتخب بغالبية شعبية كاسحة وسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، الصراعات الدولية من خطاب التنصيب، وخلال عقود سوف يكون أول رئيس أميركي لا يتضمن خطابه الحديث عن التفرغ لمواجهة روسيا والصين وإيران، أو عن دعم أوكرانيا وإيران و"إسرائيل"، بحيث إن الشؤون الداخلية لم تتصدر الخطاب وحسب بل منعت أي اهتمامات أخرى، بما يعبر عن حجم شعور الأميركيين بـ اهتراء الوضع الداخلي ومحاكاة خطاب ترامب لرغباتهم بعد سماع الخطاب الخشبي الإمبراطوري عن قوة أميركا وسطوتها، ليكون الخطاب تجسيداً لوعد ترامب أنه الرئيس الذي سوف يعمل لإعادة أميركا العظيمة أي الناجحة في الداخل بدلاً من التلهي بإدامة سطوة أميركا العظمى أي المهيمنة على الخارج.
ركز ترامب على خطوات واضحة يضعها في أولويات سياسته، وهو في السياسة الخارجية كان اقتصادياً أيضاً، فتحدّث عن استعادة قناة بنما وتحدث عن الهجرة من المكسيك، لكنه بنى خطته العسكرية على الداخل أيضاً ومحورها بناء قبة حديدية صاروخية لمواجهة خطر الصواريخ الروسية والصينية المتطوّرة، والواضح أن خطة ترامب تحتاج الى ما بين 5 و 10 سنوات، حتى يتمكن من إعادة إنعاش الصناعة وبناء أسواق لها، وحتى تكتمل القبة الحديدية. وخلال هذه الفترة يتجاهل ترامب النزاعات ويتفرغ للداخل، ويعتمد في الداخل حصان رهان رئيسياً هو صناعة استخراج النفط والغاز الصخري، للبدء بتخفيض سعر الطاقة للمستهلكين من جهة، وغزو الأسواق الأوروبية من جهة ثانية، واقتطاع جزء من السوق العالمية ضمن منظومة منتجي النفط من جهة ثالثة، ومعادلته للمستهلكين والمنتجين، أنتم حلفاء ونحن نحميكم إذن عليكم المساهمة بدفع الثمن.
أطلق ترامب على مشروعه الاجتماعي اسم ثورة الفطرة السليمة، وتحدّث عن الأخلاق وترجم ذلك بإعلان انتهاء زمن الترويج للمثلية وتقديم التسهيلات لها، كذلك انتهاء زمن دلع الحلفاء اقتصادياً، والرسوم الجمركية سوف تفرض على كل الاستيراد. ويبدو ترامب قد ضمن عدم المواجهة مع الدولة العميقة التي يقودها تجمع الصناعات العسكرية، باعتبار أن مشروع القبة الحديدية ومشروع الصعود إلى المريخ يتكفلان باقتطاع مبالغ ضخمة من الموازنة لصالح شركات الصناعات العسكرية.
وبارك حزب الله في بيان، للشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة ولكل قوى المقاومة التي ساندت غزة وللأمة العربية والإسلامية ولأحرار العالم الانتصار الكبير الذي جاء تتويجًا للصمود الأسطوري والتاريخي، على مدار أكثر من 15 شهرًا من بدء ملحمة طوفان الأقصى، والذي شكّل مثالًا يُحتذى به في مواجهة العدوان الصهيوني - الأميركي على أمتنا ومنطقتنا.
وعبّر حزب الله عن فخره واعتزازه بهذا الانتصار المبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته والذي كان شريكًا في تحقيقه من خلال صمود وثبات وتضحيات المقاومة وشعبها في لبنان والتي قدّمت في سبيل ذلك أغلى ما تملك، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، ومعه السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، وعدد كبير من القادة والمجاهدين، ومن أهلها الأوفياء المخلصين الذين حملوا راية الدفاع عن فلسطين بكل قوة وإيمان.
بدورها، توجّهت حركة "أمل" في بيان لمكتبها السّياسي بتحيّة "إجلال وإكبار للشّعب الفلسطيني، عقب البدء بتنفيذ وقف إطلاق النّار في غزة"، مؤكدة أنّ "أهمّ نتائج هذه الحرب الّتي جرت وقائعها على أرض غزة، هي إعادة فلسطين إلى كونها القضيّة المركزيّة، واستحالة القفز فوق الحقّ التّاريخي للشّعب الفلسطيني الّذي لن يسقط بالتّقادم".
في غضون ذلك، وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، تتجه الأنظار إلى نهاية مهلة الستين يوماً للتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان ومدى التزام العدو الإسرائيلي ببنوده لا سيما الانسحاب الكامل لقواته من الأراضي المحتلة ووقف الخروق والاعتداءات اليومية من عدمه، وردة فعل المقاومة بحال لم يلتزم العدو، في ظل تأكيد مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ"البناء" أن "بعد انتهاء مهلة الستين يوماً ليس كما قبله، وهناك مرحلة جديدة عنوانها اعتبار القوات الإسرائيلية قوة احتلال وتجب مواجهتها بكافة الأشكال، ولا يمكن للمقاومة ولا أهل القرى المحتلة أن يبقوا مكتوفي اليدين إزاء الممارسات الإسرائيلية العدوانية، لذلك على الجيش اللبناني والدولة والأهالي والمقاومة أن يكونوا على أهبّة الاستعداد لمواجهة كافة الاحتمالات".
وفي سياق ذلك، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن "حزب الله يترقب تاريخ السادس والعشرين من كانون الثاني الحالي، وهو اليوم الذي سيشهد وفقاً للاتفاق المعمول به انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية. وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بهذا الانسحاب، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار آلية الإجراءات التنفيذية ونسف دور الأمم المتحدة في رعاية هذا الاتفاق، ما سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة من الحسابات العسكرية والسياسية".
وأشار فياض خلال احتفال تأبيني في الجنوب، إلى أن هذه المرحلة تتطلب من اللبنانيين جميعاً التكاتف لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة، مؤكداً أن مسؤولية إخراج الاحتلال عن الأراضي اللبنانية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة، الجيش، الشعب، والأحزاب، باستثناء من لا يهتم بأرض الجنوب اللبنانية. وأضاف فياض أن أي تعثر في مسار الانسحاب الإسرائيلي، وخصوصاً عدم عودة السكان إلى 52 بلدة لبنانية بأمان، سيهدّد مسارات الاستقرار وإصلاح الدولة. كما أكد أن حزب الله سيتعامل مع أي بقاء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية في حال خرق الاتفاق، مشدداً على ضرورة التزام المجتمع الدولي بوعوده تجاه لبنان.
ووفق ما تؤكد مصادر دبلوماسية لـ"البناء" فإن الجهود الدوليّة والدبلوماسية اللبنانية تكثفت منذ يوم أمس، على كافة الخطوط بين بيروت وتل أبيب وواشنطن وباريس والأمم المتحدة للضغط باتجاه التزام كافة الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية. مشيرة الى أن "مسار الدعم الدولي لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في لبنان يفرض على المجتمع الدولي والقوى الدولية لا سيما الأميركيين والأوروبيين ممارسة الضغوط على "إسرائيل" لتنفيذ الاتفاق وعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تدهور اتفاق وقف إطلاق النار". وشدّدت المصادر على "وجود قرار من إدارة الأميركي الجديد دونالد ترامب وقرار أوروبي بفرض الاستقرار في الجنوب ومنع العودة الى الحرب".
وعلمت "البناء" أن مسؤولين غربيين وأمميين سيصلون الى بيروت خلال الأسبوع الحالي للتحقق عن قرب من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والإشراف على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب والاطلاع من قيادة الجيش اللبناني وقيادة اليونيفيل على إجراءات ضبط السلاح والمسلحين في منطقة الليطاني واستكمال انتشار الجيش على الحدود والبدء بتطبيق كامل بنود القرار 1701 والقرارات ذات الصلة.
وفي سياق ذلك، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، أمس زيارة إلى كيان الاحتلال حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بأن فجراً جديداً يظهر في لبنان وقوات اليونيفيل ملتزمة بدعم الشعب اللبناني، ورأى أن الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق. وتمنى غوتيريس في تصريح له، أن يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان و"إسرائيل" إلى ديارهم، وشدد على ان وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" هشّ، لكنه مستمر. واعتبر أن من المهم أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية وعلى "إسرائيل" احترام لبنان وسلامة أراضيه".
ميدانياً، اخترقت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة. أما في ميس الجبل، فيستمر جيش الاحتلال في توغله في منطقه الدبش غربي البلدة وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية كملعب الميني فوتبول القديم ومزارع، بالإضافة الى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان، وأحرقت قوات الاحتلال منزلاً في حي الدبش. كما قامت بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرقت ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت أعمدة الدخان. وتوغلت قوة إسـرائيلية معززة بعدد من الجرافات والدبابات والآليات في منطقة الدبش، عند الأطراف الغربية لبلدة ميس الجبل وتمركزت هناك. وجرفت قوات إسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل إسماعيل. وتسللت قوة مشاة إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة تعمل على تجريف وقطع الأشجار في محيطها. واعتقل عناصر من جيش الاحتلال ثلاثة مزارعين لبنانيين بين عين عرب والوزاني. واستهدف قصف مدفعي منطقة السدانة في مرتفعات شبعا وأطراف كفرشوبا. وتقدمت عند ساعات الفجر الأولى أمس الأول، آليات القوات الاسرائيلية من بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، وقامت بعملية تمشيط.
سياسياً، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ان علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة إذا ما صفت النيات، مشددا على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني وتمكن البلد من النهوض مجدداً لا سيما اقتصادياً. واعتبر أن تشكيل الحكومة في أسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، معيداً تأكيد أن على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية "ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب ألا يكون في سدّتها". ودعا الرئيس عون إلى تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة، واعتبر أن لبنان يكبر بجميع أبنائه لأي طائفة انتموا، مشدداً على تحفيز الطاقات في لبنان المقيم كما في بلاد الانتشار لتكون في خدمته.
وفي سياق منفصل، تمنى رئيس الجمهورية للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، التوفيق والنجاح لقيادة أميركا نحو مزيد من التقدم والازدهار. وأشار في برقية تهنئة بعث بها الى نظيره الأميركي بعد تنصيبه رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، إلى أن وجود الرئيس ترامب في البيت الأبيض يعكس إرادة متبادلة على تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، "لا سيما لجهة وقوفكم إلى جانب لبنان واستمرار مساعدته في مسيرة تثبيت استقراره وبسط سيادته وإعادة النهوض بعد الظروف الصعبة التي مر بها في المرحلة الماضية".
الى ذلك يواصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام مشاوراته واتصالاته ولقاءاته لتأليف حكومة جديدة، وعلمت "البناء" أن الرئيس المكلف قطع شوطاً هاماً في عملية التأليف وبات الإطار العام للحكومة وهيكلها وشكلها واضحاً، وقد تم حسم أنها حكومة تكنوسياسية من 24 وزيراً يمثلون أوسع مروحة من الكتل النيابية لكن من خارج الأحزاب واختصاصيين من ذوي الكفاءة والنزاهة والخبرة مع اعتماد مبدأ فصل النيابة على الوزارة والابتعاد عن الأسماء الاستفزازية التي تشكل امتداداً للحقبات السابقة، كاشفة أن لا عقد أساسية تواجه التأليف، لا سيما أن التوتر الذي رافق تسمية الرئيس المكلف قد زال، وتم بناء الثقة بين الثنائي حركة أمل وحزب الله والرئيس المكلف ما مهد الأجواء لإطلاق حوار شامل وجدي بين الثنائي وسلام والتفاهم على خطوط عريضة وعلى ملفات أساسية تشكل هواجس الثنائي للمرحلة المقبلة، ما يسهل وفق المصادر تشكيل الحكومة وقد تبصر النور نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل كحد أقصى، إذا ما سارت الأمور على السكة الصحيحة. ووفق أوساط سياسية لـ"البناء" فإن لقاءات متتالية حصلت بين ممثلين عن الثنائي والرئيس سلام اتسمت بالإيجابية وسيكون هناك لقاءات أخرى حتى ولادة الحكومة.
ووفق المعلومات، فإن الرئيس المكلف حسم توزيع الحقائق السيادية الأربع وهو قيد إنهاء الحقائب الخدمية بالتشاور مع الكتل النيابية، ومن المتوقع أن يزور بعبدا للقاء رئيس الجمهورية للتشاور معه في التشكيلة الحكومية العتيدة.
بدوره، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حديث تلفزيوني الى أن "معظم الكتل الكبيرة تواصلت معي يوم الأحد وأخبرتني أنها ستسميني لرئاسة الحكومة وحصل بعدها مزاج سياسي معين يقضي باختيار رئيس حكومة جديد ونواف سلام لم يكن بوارد الموضوع". وكشف أنني "طلبت من الكتل السنية أن تُعطي نواف سلام في إثنين الاستشارات لكي نوفر له غطاءً سنياً".
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
حكومة نُخب واختصاصيين وتمثيل قبل 27 الحالي ذرائع ميدانية تؤخر الانسحاب الإسرائيلي شهراً؟
مع مرور الأسبوع الأول على تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، يسابق الرئيس المكلف نواف سلام في مشاورات التأليف، بعيداً من الأضواء استحقاقاً داهماً يتمثل بأهمية استيلاد أولى حكومات العهد الجديد قبل أو بالتزامن مع نهاية مهلة الستين يوماً المحددة في اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل التي تفترض انجاز الانسحاب الكامل من كل القرى والبلدات التي لا تزال تحتلها في الجنوب، في مقابل أن يكون الجيش اللبناني استكمل انتشاره الكامل مع قوة اليونيفيل وبعد انسحاب ناجز لـ”الحزب” من جنوب الليطاني وعدم بقاء أي موقع او سلاح تابع للحزب في هذه المنطقة.
هذا الاستحقاق الذي بدأ يشكل أول التحديات الداهمة للعهد مع خطورة احتمال تخلف إسرائيل عن الانسحاب، لم يحجب عملية الرصد الدقيقة للتركيبة الحكومية العتيدة التي يمضي الرئيس المكلف في اعدادها بأمل إنجازها قبل 27 كانون الثاني (يناير) الحالي ولكن من دون الجزم بأن ولادتها قبل هذا الموعد باتت مؤكدة. ذلك أن معلومات “النهار” الأكيدة تشير إلى أن معظم التسريبات الجارية إعلامياً وسياسياً حول التركيبة العتيدة تفتقر إلى الدقة والحقائق وأن الرئيس المكلف ما دام لم يزر بعد منذ أيام قصر بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية جوزف عون على ما يمكن اعتباره التصور الأولي، فإن ذلك يعني أنه ماضٍ في مهمته ولم يستكمل الصيغة الأولية للتشكيلة. ومع ذلك فإن المعلومات تؤكد أن اجتماعات سلام اتسعت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في كل الاتجاهات لبت العدد الأكبر من الحقائب والأسماء، وأن الامر ليس بالسهولة التي ساد الحديث عنها، بل إن اتساع رقعة الاستيزار وشموليتها تحتّم التروي لأن معيار حكومة من النخب والاختصاصيين وغير الحزبيين، وفي الوقت نفسه أخذ معيار التمثيل النيابي في الاعتبار، يجعل المهمة دقيقة. وفي انعكاس لهذه المعايير ترددت في الساعات الأخيرة تسريبات ولو غير مثبتة منها اسم الوزير السابق غسان سلامة أو بول سالم لحقيبة الخارجية والمال للنائب السابق ياسين جابر والداخلية لمحمد عالم والدفاع لعميد متقاعد والاقتصاد لصالح عامر بساط.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمهورية جوزف عون أمس، أن “تشكيل الحكومة في أسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة”، معيداً التأكيد أن “على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب الا يكون في سدتها”. وإذ دعا إلى “تضافر الجهود لصالح المصلحة العامة”، اعتبر أن “لبنان يكبر بجميع أبنائه لأي طائفة انتموا، مشدداً على تحفيز الطاقات في لبنان المقيم كما في بلاد الانتشار لتكون في خدمته”.
وفي احتفال تكريمي لوزراء حكومة تصريف الأعمال أمس في السرايا، أكد الرئيس نجيب ميقاتي “أن عقد المؤسسات الدستورية استكمل بوصول العماد جوزف عون إلى الرئاسة الذي أراح اللبنانيين جميعاً وأفرح الدول الصديقة وفتح الآمال أمام الاستثمارات، متمنيا لفخامته عهداً ميموناً يستعيد فيه لبنان دوره الريادي”. وشدد على أن “الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام شخصية وطنية ودولية مرموقة ذات بُعد حقوقي وديبلوماسي يعتز بها الوطن”، متمنياً لدولته “كلّ النجاح في مسيرة النهوض والإنقاذ وكلّ الخير وتشكيل حكومة على مستوى المرحلة مع كامل استعدادنا لدعم مسيرته الوطنيّة”.
مهلة الانسحاب
في غضون ذلك، ومع انتهاء مهلة اتفاق وقف النار الأحد المقبل، تبدأ المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الإسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت إلى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
وفي معلومات “النهار” أن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء التخوف من عدم استعداد الجيش الإسرائيلي لالتزام اتفاق وقف النار بمهلته، أن الإسرائيليين لم ينجزوا بعد عمليات التمشيط التي يقومون بها، بحثاً عن مخازن الأسلحة لـ”الحزب”والتي تتأتى عنها عمليات تدمير وحرق للقرى والبلدات الجنوبية. فالجيش الإسرائيلي أعلن إنجاز العمليات المتصلة بالقطاع الغربي، فيما عمليات القطاع الأوسط تنتهي اليوم، وقد استغرقت خمسة اسابيع في حين كانت التقديرات أن يتم انجازها بخمسة أيام وذلك بعدما تم اكتشاف 100 مخزن. ويستبعد الجيش الإسرائيلي أن ينجز القطاع الشرقي الذي لم يبدأ العمل فيه بمهلة اسبوع. وهذا يعني أن هذا الجيش قد يبقى لفترة أطول مما يتوقع وقد تصل إلى شهر، بعدما تبين أنه لا يزال هناك كميات كبيرة من السلاح. ونفت المعلومات المتوافرة أن يكون هناك بحث جارٍ في شأن تمديد اتفاق وقف النار، بما قد يبقي الوضع على حاله في إطار الامر الواقع الذي سيفرض نفسه على الأرض. وقد اعتبر عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض أن “الحزب يترقب تاريخ السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري، وهو اليوم الذي سيشهد وفقاً للاتفاق المعمول به انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية. وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بهذا الانسحاب، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار آلية الإجراءات التنفيذية ونسف دور الأمم المتحدة في رعاية هذا الاتفاق، ما سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة من الحسابات العسكرية والسياسية”.
في المقابل اعتبر حزب “القوات اللبنانية”، “أن الحزب يواصل التنكُّر لتوقيعه الواضح وموافقته الجلية على اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ على نزع سلاحه وتفكيك بنيته العسكرية في لبنان كلّه، حيث اعتبر أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في كلمته الأخيرة أن ” المقاومة ستبقى في لبنان عصية على المشروع الأميركي – الإسرائيلي، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين”(…) ويندرج هذا الكلام في سياق الانقلاب الموصوف على الترتيبات التي حصلت في 27 تشرين الثاني الماضي ووقّعت عليها الحكومة اللبنانية التي للحزب الهيمنة الكبرى على قرارها ويشارك فيها بشكل مباشر من خلال وزراء تابعين له”. واعتبرت أنه “بالتوازي مع تنكُّر الشيخ نعيم لتوقيعه فإنه يقطع بكلامه الطريق على الدعم العربي والدولي للبنان في اللحظة السياسية التي تعود المجموعة العربية والدولية فيها إلى بيروت انطلاقًا من المناخ الوطني الجديد الذي يحمل عناوين سياسية سيادية وإصلاحية. ويناقض كلام قاسم ما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزف عون حول “احتكار الدولة وحدها للسلاح”، وما ورد في كلمة الرئيس المكلّف نواف سلام بعد تكليفه لجهة بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وفق ما ورد في اتفاق الطائف. فكلام الشيخ نعيم بهذا المعنى ينتمي إلى مرحلة انتهت ويناقض النصوص المرجعية اللبنانية والدولية، كما يناقض كلام المرجعيات الرسمية اللبنانية”.
**************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
هل بدأت كتابة “البيان الوزاري” قبل التشكيل؟
“الثنائي” يسعى إلى “اتفاق قاهرة” جديد شمال الليطاني
يتصرف ثنائي “حركة أمل” و”الحزب” في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة على قاعدة “عرف الحبيب مقامه فتدلّل”. ويمعن الأخير في هذا السلوك نتيجة إبقاء رئيس الحكومة المكلف نواف سلام اتصالاته بعيداً من الأضواء ما يتيح لـ”الثنائي” أن يشيع ما يوافق مصالحه في الربع الساعة الأخير للتأليف.
وعلمت “نداء الوطن” من أوساط سياسية مواكبة لعملية التأليف أن الأمور متجهة نحو محاولة استيعاب “الثنائي الشيعي” تحت عناوين مختلفة. لكن أوساط معارضة تنظر إلى بعض هذه العناوين بحذر كبير. فالتفاوض بين “الخليلين” (علي حسن خليل وحسين خليل) كأنه في بعض جوانبه كتابة للبيان الوزاري قبل أوانه. وهذه الأوساط بقدر ما تثق بالرئيس المكلف لا تخفي خشيتها من الانطباع السائد لناحية الانقلاب في الأدوار، حيث المطلوب أن يتقدم “الثنائي” إلى مربع المرحلة الجديدة التي يمثلها جوزاف عون ونواف سلام لا أن تعود الأمور إلى الوراء.
وفي موضوع وزارة المال مثلاً أكدت هذه الأوساط معارضتها لما يسمى بالتوقيع الثالث.
وأضافت “توقيع وزير المالية نوعان: توقيع لأخذ العلم أي “باراف”. وإذا كان المرسوم يتضمن أعباء مالية يمكن للوزير إبداء الرأي من زاوية مالية، لكن لا يمكنه وقف المرسوم”.
وحذر مصدر معارض آخر من الانزلاق إلى حفرة أعدها الثنائي تحصر القرار 1701 بجنوب نهر الليطاني. ووصف المصدر هذه المقولة بأنها محاولة لتحضير نسخة جديدة من “اتفاق القاهرة” الذي شرّع السلاح الفلسطيني عام 1969، وتحت ستار المقاومة في الجنوب انتشر السلاح الفلسطيني في كل لبنان وأصبح له قوة سياسية تأتي برؤساء حكومات حيناً وتجبرهم على الاستقالة في أحيان أخرى. وفي مسألة “الثلث المعطل” لا ضمانة تبعد شبحه، فالثلث قد تتغير أطرافه تبعاً للمصالح والظروف، وتالياً نظرية “الكل في الحكومة” أفضل توليفة لنشهد “أثلاثاً معطلة” على أكثر من مفترق.
ونبه المصدر إلى أن تنامي سلوك الثنائي هذا يهدد صدقية العهد الجديد ويسلبه الإنجازات التي اكتسبها حتى الآن. وقال “إن كل الآفاق مفتوحة كي ينهض لبنان من خلال تكريس حق الدولة بامتلاك السلاح والحصول على الدعم الدولي والعربي الذي يلاقي متطلبات إعادة الإعمار ووضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والمالي، ولكن هذا الزخم أصبح مهدداً إن لم يبادر الموقف الرسمي إلى هجمة مرتدة”. وتخوفت مصادر من احتمال أن يتأخر دخان التشكيلة الأبيض بحسب ما يرغب الرئيس عون إذا تعنت “الثنائي” في شروط حصوله على الحقائب الأخرى أسوة باشتراطه الاحتفاظ بوزارة المال.
وأمس، دعا الرئيس عون إلى الإسراع بتشكيل حكومة معتبراً أن تشكيلها بأسرع وقت يعطي إشارة إيجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة.
وشدد أمام زواره على “أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب وتمكن البلد من النهوض مجدداً، ولا سيما اقتصادياً”.
وأضاف: “علينا أن نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد، وهي مهمة ليست صعبة إذا ما صفت النوايا. وأكد عون أن على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية يجب ألا يكون في سدتها.
وتابع “يجب ألا نلوم الآخرين على أوضاعنا، مسؤولية النهوض بلبنان هي مسؤوليتنا، وحين نشكل الحكومة نبدأ العمل من أجل المصلحة العامة”.
من جهة ثانية، علم أن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان سيزور لبنان الخميس المقبل، حيث يلتقي رئيس الجمهورية ويقدم له التهنئة ويسلمه دعوة لزيارة المملكة.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
عون: من لا يتحمّل المسؤولية لا يكون في سدّتها.. اقترب تأليف الحكومة.. والثقة قبل نهاية كانون
رصد العالم بالأمس احتفال تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، الذي ستنطلق معه حقبة جديدة، ومقاربة مختلفة للملفات والقضايا وما يحوط بها من تحولات ومتغيّرات على مساحة العالم. وأما في لبنان، فقد واصل اللبنانيون رصدهم للمدخنة الحكومية ومتى ينبعث الدخان الأبيض إيذاناً بولادة الحكومة. والأكيد في هذا السياق، أنّه إذا ما بقيت الإيجابية هي الحاكمة لمسار التأليف الذي انطلق به الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام، ومُنعت شياطين العرقلة والتعطيل من الدخول على هذا الخط وإغراق مهمّته باشتراطات تعجيزية، فثمة احتمال قوي جداً في أن تبصر الحكومة الأولى في عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون النّور في غضون أيام قليلة جداً لا تتعدّى نهاية الاسبوع الجاري. بحيث إن تمّ ذلك ستُعدّ الحكومة الأسرع في تاريخ تشكيل الحكومات.
لا تعقيدات أو تحفظات
ما يعزز هذا الإحتمال، هو أنّ تأليف الحكومة، ومنذ إنهاء الرئيس المكلّف استشاراته النيابيّة غير الملزمة، تمّ إخراجه سريعاً من حقل التشنجات، ووضع على نار من فوق الحامية ارتكازاً على إرادة احتواء الإشكالات التي رافقت استشارات التكليف واستشارات التأليف، وتطويق ارتداداتها بأولوية التركيز على توفير انطلاقة فاعلة للعهد الرئاسي الجديد، ورفده من قبل كل المكونات السياسية بما يمكّنه من التصدّي الفاعل للأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، وربح التحدّي الأكبر بوضع لبنان على سكّة الإنقاذ والعلاج وإعادة الإعمار.
وفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ حركة الاتصالات والمشاورات التي أجراها الرئيس المكلّف على خطّ التأليف، تؤشّر إلى أنّ مهمّته ميسّرة، حيث لا توجد في طريق الحكومة أيّ معوقات، أو حتّى تحفّظات، خصوصاً من جانب ثنائي حركة «أمل» و»الحزب»، حيث تؤكّد مصادر قريبة لـ«الجمهورية» انّ كلّ الإلتباسات التي رافقت استشارات الرئيس المكلّف، طويت واعتُبِرت غيمة صيفية عبَرت، وتبدّى ذلك جلياً في النقاشات التي جرت في ما بينهم ، واكّدت وجود رغبة مشتركة للإنفتاح والتفاهم والشراكة في ورشة العمل الحكومي. فيما يبقى امام الرئيس المكلّف جهد في مطارح اخرى، في ظلّ ما تردّد عن شهية مفتوحة للاستيزار يجري التعبير عنها في مجالس بعض الجهات المصنّفة سيادية وتغييرية».
مرحلة اللمسات الأخيرة
وعلى ما تؤكّد مصادر مطلعة على أجواء التأليف لـ«الجمهورية»، انّه دخل مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، وانّ حجم الحكومة قد بات محسوماً لتشكيلة من 24 وزيراً من خارج مجلس النواب، يغلب عليهم الاختصاص، ولاسيما في المجالات المالية والاقتصادية، وتسمّيهم القوى السياسية. بحيث تتوزع تشكيلة الـ 24 كما يلي:
12 حقيبة وزارية للمسلمين: 5 حقائب وزارية من حصة الثنائي من بينها وزارة المال، و5 حقائب وزارية للسنّة موزّعة بين الرئيس المكلّف وسائر مكوّنات التمثيل السنّي في مجلس النوّاب ومن بينها وزارة سيادية يُرجّح انّها الداخلية، وحقيبتان للدروز أحداهما خدماتية.
12 حقيبة للمسيحيين، ستتوزع على رئيس الجمهورية، وعلى سائر أطراف التمثيل المسيحي وفق نسبة تمثيل كل منهم في مجلس النواب. مع الإشارة هنا أنّ المصادر ترجح ان تكون لحزب «القوات اللبنانية» حصّة وازنة في الحكومة، من ضمنها حقيبة سيادية، أو نيابة رئاسة الحكومة، فيما يرجّح حصول «التيار الوطني الحرّ» على حقيبتين. والأرمن على حقيبة واحدة، وحزب «الكتائب» على حقيبة واحدة و»التغييريين» على حقيبة.
وإذا كانت ثمة ترويجات رافقت حركة التأليف عن أنّ رئيس الجمهورية لا يريد حصة وزارية، إلّا أنّ دقّة هذه الترويجات ليست محسومة، وخصوصاً أنّ مراجع مسؤولة تقول بضرورة أن يكون لرئيس الجمهورية حضور تمثيلي في الحكومة على غرار ما كان معتمداً في العهود الرئاسية السابقة، ولاسيّما عبر وزارة سياديّة كالدفاع أو الخارجيّة، أو كلا الوزارتين معاً. إضافة إلى وزارات أساسية.
حسم الحصص والأسماء
وبحسب ما رشح من أجواء اتصالات التأليف لـ«الجمهورية»، أنّ التصوّر الحكومي الذي وضعه الرئيس المكلّف يقترب من أن يصبح جاهزاً للبتّ به بصورته النهائية بينه وبين رئيس الجمهورية، وما يجري في الوقت الراهن هو عملية حسم الحصص والأسماء، وهو أمر يفترض أن يُبت به قبل نهاية الأسبوع الجاري، ويلي هذا الحسم اعلان الحكومة رسمياً، على أن تصبح مكتملة بكامل صلاحياتها وحائزة على ثقة المجلس النيابي في جلسة مناقشة عامة للبيان الوزاري والتصويت على الثقة قبل نهاية شهر كانون الثاني الجاري.
لا خلاف على البيان
على أنّ أهم ما في هذا السياق، ما اكّدته مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية» لجهة انّ فريق التأليف يقارب هذا المسار بحكم المنتهي إلى خواتيم إيجابية في وقت قريب جداً، ولاسيما انّ البحث ليس محصوراً بحصص الأطراف اوبالأسماء وكيفية إسقاطها على الحقائب الوزارية، بل إنّ البحث انتقل بصورة جدّية إلى رسم معالم البيان الوزاري الذي ستنال الحكومة الثقة على أساسه. مع الإشارة هنا إلى أنّ اطرافاً سياسية اقترحت مسبقاً أن يُصار إلى العدول عن إعداد بيان وزاري موسّع ترسم فيه الحكومة خريطة طريق عملها وسلّم اولوياتها، والاكتفاء ببيان وزاري مختصر، تعلن الحكومة من خلاله تبنّي مندرجات خطاب القَسَم الذي أطلقه رئيس الجمهورية جوزاف عون بعد انتخابه.
وبحسب المصادر، فإنّ التوجّه لدى هذا الفريق هو تجنّب أن يشكّل البيان الوزاري نقطة إشكال او خلاف، بل أن يكون محل قبول من كل الاطراف، ومنسجماً مع ضرورات ومتطلبات وتطورات الوضع اللبناني بكل مفاصله، وما تقتضيه موجبات ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان. وإذ استبعدت المصادر النص المباشر والصريح لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، أكّدت انّ مقاربة موضوع الاحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية لن تكون محل خلاف، حيث انّ النص الذي قد يُعتمد في البيان الوزاري، سيركّز على وجوب إزالة الاحتلال وعلى التزام لبنان الكلي بمندرجات القرار 1701، وعلى حق لبنان (أو حق اللبنانيين) في استرجاع الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
عون يواكب
وفي موازاة تأكيد دوائر القصر الجمهوري على مواكبة حثيثة من قبل رئيس الجمهورية لمسار تأليف الحكومة، قرن الرئيس عون الأجواء الإيجابية السائدة على هذا المسار، بموقف لافت للانتباه أدلى به خلال استقباله أمس، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، الذين زاروه مهنئين. حيث أكّد «أنّ علينا ان نكون يداً واحدة لإعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة اذا ما صفت النوايا»، مشدّداً على أهمية تشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني وتمكّن البلد من النهوض مجدداً لا سيما اقتصادياً».
واكّد الرئيس عون أنّ «على الجميع ان يكونوا على قدر المسؤولية. ومن لا يستطيع تحمّل المسؤولية يجب الّا يكون في سدّتها». وقال: «انّ المهمّة صعبة لكنها ليست مستحيلة لأنّها تتطلّب تضافر جهود جميع اللبنانيين من كافة أطيافهم من أحزاب ومجتمع مدني وروحي، لإعادة بناء البلد. انّ يداً واحدة لا تصفق. ورئيس الجمهورية لا يمكنه العمل بمفرده. وانّ خطاب القَسَم ليس حبراً على ورق بل وضع ليُنفّذ، وبقدر ما ننفّذ منه نحقق الأفضل للمجتمع. هناك أولويات، صحيح، لكن الخطاب لم يُكتب كوجدانيات بل بلغة الشعب ومعاناته. لم نتناول ما هو خارج عن الواقع بل وصفنا الواقع الذي يحتاج للمعالجة، ونحن جاهزون لذلك شرط تضافر الجهود لتحقيق الأمر على قاعدة المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية. فإذا ما تضافرت الجهود لصالح المصلحة العامة نقول انّ لبنان وضع على السكة الصحيحة».
ميقاتي يكرّم الوزراء
على صعيد سياسي آخر، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أننا «كنا حكومة مع الإنقاذ وسنبقى وواجهنا أزمات سياسية واسعة ومالية حادة ومتراكمة وعملنا على معالجة الصعوبات التي قاربت الكوارث، كما دافعنا وناضلنا عن موقع لبنان وسنبقى بخدمته. عملنا على معالجة الصعاب التي قاربت الكوارث وتكاتفنا لحلّ الكثير وسنبقى في أيّ موقع كنّا حريصين على كلّ حقّ».
ولفت ميقاتي خلال الاحتفال التكريمي لوزراء حكومة «معاً للإنقاذ» في السراي الحكومية، إلى أنّ «عقد المؤسسات الدستورية استُكمل بوصول العماد جوزاف عون إلى الرئاسة». واعتبر انّ «الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام شخصية وطنية ودولية مرموقة ذات بُعد حقوقي وديبلوماسي يعتز بها الوطن، متمنياً لدولته كلّ النجاح في مسيرة النهوض والإنقاذ وكلّ الخير وتشكيل حكومة على مستوى المرحلة مع كامل استعدادنا لدعم مسيرته الوطنيّة».
خروقات متمادية
ميدانياً، على مسافة أيام قليلة من انتهاء هدنة الـ60 يوماً المحدّدة في اتفاق وقف اطلاق النار، كثفت اسرائيل من خروقاتها للاتفاق عبر خطف ثلاثة لبنانيين بالقرب من بلدة عين عرب الحدودية، وايضاً عبر عمليات توغل مكثفة في اتجاه العديد من المناطق اللبنانية المتاخمة للخط الحدودي، ونسف وتفجير وتجريف المنازل وقطع الاشجار وتخريب الطرقات والبنى التحتية في العديد من القرى، ولم توفر حتى الجبانات التي عاثت فيها الجرافات الاسرائيلية تخريباً.
تحذير
في هذه الأجواء، يتحضّر لبنان لمرحلة ما بعد انقضاء هدنة الـ60 يوماً المرتبطة باتفاق وقف اطلاق النار، ولاسيما انّ المستويات الرسمية تلقت تطمينات وتأكيدات من الراعيين الاميركي والفرنسي للاتفاق، بانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية التي توغل اليها خلال عدوان الـ66 يوماً وما بعد سريان الاتفاق. وقال مرجع كبير لـ«الجمهورية»، «انّه إذا ما سارت الامور كما هو مرسوم في الاتفاق وتمّ الانسحاب الإسرائيلي بالكامل ستنحى الامور تلقائياً الى مسار ايجابي، ولكن إن نكثت إسرائيل بالاتفاق وقرّرت المماطلة وعدم الانسحاب، فمعنى ذلك أنّ الامور ذاهبة إلى احتمالات خطيرة جداً».
فجر جديد
وعشية انتهاء الهدنة، اكّد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش «أنّ فجراً جديداً يظهر في لبنان، وانّ قوات حفظ السلام «اليونيفيل» ملتزمة بدعم الشعب اللبناني». وإذ تمنى أن يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى ديارهم»، أكّد في الوقت نفسه انّ من المهمّ ان يسيطر الجيش اللبناني على كامل الاراضي اللبنانية».
وفيما اجتمعت لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار لعرض تطورات الوضع الميداني، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وافاد بيان أممي انّها ستركّز مناقشاتها على الخطوات التي يتمّ اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الاول 2024، وكذلك على التحدّيات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها رحّبت المنسقة الخاصة بالتقدّم المحرز من خلال انسحاب الجيش الإسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
منصوري ينفي
من جهة ثانية، نفى حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري كلاماً منسوباً اليه من قبل بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يشير إلى أنّ «على المودعين تقبّل خسارتهم لودائعهم في المصارف». مؤكّداً «انّ تلك المقولة لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، وهي لا تعبّر عن موقف الحاكم او المجلس المركزي بهذا الخصوص. لافتاً إلى انّه عرض رؤية عامة لكيفية معالجة هذه الودائع في مناسبات عدة، ولم تتضمّن، بأي شكل من الأشكال دعوة المودعين إلى قبول خسارة او ما شابه ذلك، كما لا يمكن الاجتزاء من حديث على هذه الدرجة من الأهمية والحساسية. وفي كل حال فإنّ هذا الأمر لا يتماشى مع المبادئ التي عمل عليها الحاكم بالإنابة منذ استلامه مهامه لغاية اليوم».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يحذّر من عدم انسحاب إسرائيل من الجنوب
قائد الجيش بالإنابة: الجيش هو خشبة الخلاص
جدّد «الحزب» تحذيره من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي لا يزال يحتلها عند انتهاء مهلة الستين يوماً، ملوّحاً «بالدخول في مرحلة جديدة من المواجهة»، في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية في الجنوب، حيث قام الجيش الإسرائيلي باختطاف ثلاثة مزارعين قبل أن يعود ويسلّمهم إلى قوات الـ«يونيفيل»، بعد الظهر.
الجيش الإسرائيلي يواصل إحراق المنازل
وواصل الجيش الإسرائيلي عملية تفخيخ منازل وتفجيرها في عدد من القرى، حيث عمد إلى إحراق ما تبقى من منازل في بلدات حولا وميس الجبل والخيام.
وتوغّلت قواته صباح الاثنين إلى بلدة ميس الجبل، في منطقة الدبش غرب البلدة، وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية مثل ملعب الميني فوتبول القديم، بالإضافة إلى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان، وإحراق منازل، قبل أن تعود وتنسحب بعد الظهر.
وقطعت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية، وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة.
كما جرفت قوة إسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل إسماعيل، وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرق ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت أعمدة الدخان.
وتسللت قوة مشاة إسرائيلية إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة تعمل على تجريف وقطع الأشجار بمحيطها.
«الجيش هو خشبة الخلاص»
في موازاة ذلك، تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عودة، قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة في قضاء صور، حيث التقى الضباط والعسكريين وأثنى على «أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالتحديات»، مثمناً تضحيات الشهداء والجرحى. واعتبر أنه «لا خوف على الوطن بوجود عسكريين أبطال صامدين يدافعون عنه»، مشيراً إلى «أن الجيش هو خشبة الخلاص للبنان».
ثم استمع عودة إلى إيجاز لقائد اللواء حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لاستكمال الانتشار وتعزيز التمركز وبسط سلطة الدولة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي، وأشاد اللواء الركن عودة بدور الجيش في إنجاز عملية الانتشار في قطاع جنوب الليطاني، ومن ثم تفقَّد الوحدات المنتشرة في بلدتي شمع والسماعية، واطّلع على مهماتها.
«الحزب» يحذّر
مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة الـ60 يوماً لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي احتلها خلال الحرب، جدّد «الحزب» تحذيره من عدم تنفيذ الاتفاق.
وقال عضو كتلة الحزب النائب علي فيّاض خلال احتفال تكريمي في مدينة النبطية: «نحن في (الحزب) ننتظر تاريخ السادس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي، وهو اليوم الذي يقضي فيه وقف إطلاق النار انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بذلك، فإنه سيعني انهياراً لورقة الإجراءات التنفيذية، ونسفاً للآلية التي تضمنتها وتقويضاً للدور الدولي الرعائي لهذا الاتفاق».
ولفت فيّاض إلى أن «هذا يضع اللبنانيين جميعاً دون استثناء أمام مرحلة جديدة وما تفرضه من حسابات جديدة عنوانها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والأساليب الممكنة لإخراجه من أرضنا، وإن هذه المواجهة هي مسؤولية اللبنانيين جميعاً حكومة وجيشاً وشعباً وأحزاباً ومقاومة، إلّا من يريد أن يستثني نفسه لأن الجنوب (الأرض اللبنانية المباركة) لا تعني له شيئاً».
وأضاف: «لأن حساباته ورهاناته في مكان آخر، ولأن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من أرضنا في الوقت المحدد ودون أن نلمس أثراً حاسماً من الجهات الدولية لفرض هذا الانسحاب، فإن ذلك يضع البلاد في مسار آخر، لأنه يهدد بصورة جدية المرحلة الجديدة التي يَعِدُ بها المسؤولون اللبنانيون برعاية دولية، الشعب اللبناني».
وأضاف: «إن التعثُّر في مسار الانسحاب الإسرائيلي وعدم عودة سكان 52 بلدة لبنانية إلى بلداتهم بأمان في حال حصوله، سيهدّد المسارات الأخرى التي تتصل بالتعافي والاستقرار وإصلاح الدولة. نحن ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر وبكثير من الحذر والتنبُّه وسنتعاطى مع أي بقاء إسرائيلي ولو على شبرٍ في المناطق التي دخل إليها في هذه الحرب على قاعدة أن الإسرائيلي نسف الاتفاق، وأن المجتمع الدولي لم يلتزم بوعوده».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«مواصفات التوزير» تستبعد وزراء تصريف الأعمال واجتماع غربلة في بعبدا
5 أيام فاصلة، ذات نكهة حدث او احداث لبنانية، سواء في ما خص ولادة الحكومة التي يسعى رئيسها المكلف «لشق البحر» من اجل الاسراع بتأليفها، لتكون شهادة على جدارة اللبنانيين بالتقاط الفرصة الداخلية والعربية والدولية السانحة لطي صفحة الماضي الأليم، والتوجه الى اعادة البناء، وكسب الشوط في التعافي.. او سواء في ما خص الانسحاب الاسرائيلي الكامل من مختلف الاجزاء اللبنانية، مع الاشارة الى تسجيل خطوة كبيرة أمس باتجاه تعزيز الجيش اللبناني حضوره في عيناتا وبنت جبيل ووصوله الى مداخل مارون الراس ويارون، وعيترون ايذاناً بانسحاب الجيش المعادي من هذه المناطق والمدن باتجاه الداخلي الاسرائيلي في غضون الـ5 ايام المتبقية من الاسبوع حتى 26 ك2 الجاري.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر على اطلاع لـ«اللواء» ان المشاورات والاجتماعات تركز على ترتيب مسودة الحكومة، وسط اجواء وصفت «بالجيدة» من اجل الاسراع بالتأليف، واصدار المراسيم، ثم الانطلاق الى البيان الوزاري وجلسة الثقة.
وكشف النقاب عن ان الرئيس المكلف طلب من الكتل النيابية تزويده باقتراحات اسمية لشخصيات ينوي ترشيحها للتوزير مرفقة بـ«C.V».
وعلمت «اللواء» من مصادر مطّلعة أن مواصفات التأليف:
1- الا يكون الوزير المقترح حزبياً.
2- ليس وزيراً سابقاً ولم يشارك على الأقل بآخر 3 حكومات.
3- غير مرشح للانتخابات النيابية المقبلة 2026.
وأكد مصدر وزاري واسع المتابعة ان الحكومة ستكون من 24 وزيراً، وان «الثنائي الشيعي» لا مانع لديه من ان تؤول وزارة الاشغال الى جهة نيابية او سياسية اخرى، مع المطالبة بالتعويض عليه بدلاً منها بوزارة الصحة.
وتحدثت بعض مصادر المعلومات ان كتلة الاعتدال التقت الاثنين الرئيس المكلف نواف سلام، وتمنت اعطاء حقيبتي للشمال وعكار (الاشغال والشؤون الاجتماعية).
وفي الاطار ايضاً، رست المعلومات على ان وزارة الطاقة ستكون من حصة «القوات اللبنانية» للاسباب المعروفة.
وغداً، يعقد اجتماع بين الرئيسين عون وسلام للتداول في مسودة التشكيلة المقترحة.
واعتبر الرئيس جوزاف عون، خلال استقباله كاثوليكس الارمن الارثوذكس آرام الاول، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاثوليكس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك رومائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، والذين زاروا بعبدا لتهنئته ان تشكيل الحكومة في اسرع وقت يعطي اشارة ايجابية للخارج بأن لبنان بات على السكة الصحيحة، داعياً لان نكون يداً واحدة، لاعادة بناء البلد التي هي ليست بصعبة اذا صفت النوايا.
تهنئة ترامب
وفي برقية تهنئة للرئيس ترامب لمناسبة تنصيبه، اعرب الرئيس عون عن يقينه من ان «وجودكم في سدة المسؤولية الاولى سيعطي للعلاقات اللبنانية – الاميركية دفعاً اضافياً، لا سيما لجهة الوقوف الى جانب لبنان واستمرار مساعدته في مسيرة تثبيت استقراره وبسط سيادته واعادة النهوض بعد الظروف الصعبة التي مر بها.
ومن المتوقع ان يزور وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان لبنان، والجمعة يصل وزير الخارجية الكويتي في اطار الدعم الخليجي للبنان، والوقوف على احتياجاته.
ميقاتي لمس ملابسات الاستبعاد
وحول ملابسات استبعاده عن تأليف الحكومة، قال الرئيس نجيب ميقاتي ان معظم الكتل الكبيرة «تواصلت معي يوم الاحد واخبرتني انها ستسميني لرئاسة الحكومة، وحصل بعدها مزاج سياسي معين يقتضي باختيار رئيس حكومة جديد، ونواف سلام لم يكن بوارد الموضوع».
وقال: الظروف اليوم اصبحت مؤاتية لا تحدث بصراحة، وان اوضح للناس رؤيتي والصراحة والمصالحة يجب ان يكونا عنوان لبنان الجديد.
وقال: اذا فشل تأليف الحكومة، فلن اقبل نهائياً بتكليفي مجدداً، لرئاسة الحكومة وانا مع نجاح مهمة الرئيس نواف سلام، مؤكداً ان العلاقة مستمرة مع جوزاف عون، وأكنُّ له كل الاحترام، كما اكد على انه يكنُّ كل تقدير للرئيس المكلف سلام، مشيراً الى ان التشكيلة التي يعمل عليها استنساخ للتشكيلات السابقة، متوقعاً تشكيل الحكومة قريباً جداً، ومتوقعاً ان تشكل الحكومة خلال هذا الاسبوع.
واشار الى ان الاحتياطي في مصرف لبنان بات 10 مليار و400 مليون دولار، بعدما كان 8 مليارات دولار.
توغل وخطف وقصف وتفجير إسرائيلي جنوباً
جنوباً، استمرت امس، الاعتداءات الاسرائيلية طوال نهار امس وعرقلة انتشار الجيش في بعض مناطق الجنوب، حيث قطعت دبابات وجرافات إسرائيلية طريق وادي السلوقي بين مفترق بني حيان ومفترق قبريخا بالسواتر الترابية وتمركزت إحدى الدبابات في بلدة طلوسة. في وقت كان الجيش اللبناني يتحضر للدخول إلى بلدة طلوسة، ما أدى إلى تأجيل مهمة الدخول من جديد، بسبب وجود 3 دبابات ميركافا عند مفرق بني حيان.
لكن جنود الاحتلال انسحبوا عصر أمس من وادي السلوق لكنهم قاموا بسرقة لافتة حديدية عند انسحابهم.
اما في ميس الجبل فإستمر جيش الاحتلال الاسرائيلي في توغله في منطقه الدبش غربي البلدة وقامت جرافاته بهدم منشآت صناعية ورياضية كملعب الميني فوتبول القديم ومزارع، بالاضافة الى جرف الطريق وتكسير آليات نقل وشاحنة موجودة في المكان. وأحرق منزلا في حي الدبش غربي ميس الجبل. ولكن انسحبت القوة المعادية بعد تخريب ما امكن.
واستهدفت دبابة ميركافا عصر أمس منزلا عند أطراف مارون الراس لجهة بنت جبيل بقذيفة مدفعية. لكن افيد عن فتح الطريق بين بنت جبيل ومارون الراس قرب المهنية بحضور الجيش اللبناني.
كما قام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط واسعة في محيط باب الثنية في الخيام وأحرق ممتلكات في المنطقة حيث تصاعدت اعمدة الدخان..وجرفت قوات اسرائيلية مقبرة البطيشية التابعة لبلدة الضهيرة في محيط تل اسماعيل.وتسللت قوة مشاة اسرائيلية إلى محيط جبانة بلدة الضهيرة ترافقها جرافة عملت على تجريف وقطع الأشجار بمحيطها.
واعتقل عناصر من جيش الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة مزارعين لبنانيين بين عين عرب والوزاني، ثم الثلاثة وسلمهم إلى «اليونيفيل». وتوغلت دورية مؤللة من المجيدية باتجاه وادي خنسا في جنوب لبنان، واوقفت مجموعة من المزارعين اللبنانيين والسوريين وقامت بالتحقيق معهم وبتفتيش هواتفهم قبل أن تغادر.
واستهدف قصف مدفعي منطقة السدانة في مرتفعات شبعا واطراف كفرشوبا.
ومساء أمس اقدم العدو على تنفيذ تفجير عنيف عند الاطراف الشمالية لبلدة يارون.
ومع ذلك، انتشر الجيش اللبناني في أنحاء مدينة بنت جبيل، ما شجع أهالي بلدات مارون الراس وعيترون ويارون على العودة أملا بانتشار الجيش القريب فيها.
الى ذلك، تمكن المسعفون من انتشال جثة مقاتل في بلدة مارون الراس إرتقى خلال المواجهات مع قوات الاحتلال. كما انتشل الدفاع المدني جثامين 5 شهداء، أربعة منهم من حي الجلاحية – نزلة وادي قيس، وشهيد واحد من الحي الشرقي – آل فاعور في بلدة الخيام. وقد تم نقل الأشلاء إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث ستخضع للفحوصات القانونية والمخبرية اللازمة، بما في ذلك فحص الحمض النووي (DNA) لتحديد هويات الشهداء بالتنسيق مع الجهات المختصة.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
دونالد ترامب الرئيس ال 47 للولايات المتحدة الأميركية
اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمة له بعد تأدية القسم كرئيس 47 للولايات المتحدة، بانه «بدأ العصر الذهبي للولايات المتحدة الآن». وشدد على ان أميركا ستصبح أعظم وأكثر استثنائية من أي وقت مضى. وشدد على ان الأولوية أن نجعل أميركا مزدهرة وحرة، وواثق من بداية عهد جديد من النجاح الوطني.
ولفت ترامب الى انه علينا أن نكون صادقين إزاء التحديات التي نواجهها، وأعداؤنا يحاولون التأثير على الكثير من أمورنا، كما ان حكومتنا فشلت في حماية مواطنينا الذين يلتزمون بالقانون بينما دافعت عن مجرمين مدانين. واكد بانه لدينا حاليا حكومة تستطيع مواجهة الأزمة في بلدنا.
واردف «الله أنقذني من الاغتيال لسبب، لجعل اميركا عظيمة مرة اخرى». واكد بانه ستعود الوحدة الوطنية للولايات المتحدة اعتبارا من اليوم.
واستطرد «لدينا حكومة أعطت تمويلاً كبيرا للدفاع عن حدود أخرى بينما ترفض الدفاع عن حدود أميركا، سأوقع أوامر تنفيذية اليوم وسنبدأ ثورة المنطق، وسأعلن حالة الطوارئ الوطنية على حدودنا الجنوبية وسنوقف عمليات الدخول وسنعيد الأجانب إلى الأماكن الذين قدموا منها وسنبدأ سياسة إبقاء المهاجرين غير الشرعيين في المكسيك. كما سندرج عصابات المخدرات على قوائم منظمات الارهاب الأجنبية».
وأدى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الاثنين، اليمين رئيسا للولايات المتحدة، ليفتتح ولايته الثانية وسط ترقب محلي وعالمي بسبب حجم التغيير الذي وعد به.
ودخل ترامب الاثنين إلى مقر الكونغرس في واشنطن في إطار مراسم تنصيبه ليؤدي اليمين الدستورية ليصير الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وأقسم ترامب الجمهوري على حماية الدستور تحت قبة المبنى الذي حاول فيه أنصاره في السادس من كانون الثاني 2021 الحيلولة دون التصديق على فوز منافسه الديموقراطي جو بايدن.
وفي وقت سابق، استقبل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن نظيره المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض لتناول الشاي قبل بدء مراسم التنصيب، في إطار الحفاظ على تقاليد الانتقال السلمي للسلطة.
وتبادل الجانبان التحية على سجادة حمراء، حيث تم التقاط الصور لهما قبل اجتماع خاص لتناول الشاي والقهوة.
وقال بايدن لترامب بعد خروجه من السيارة «مرحبا في منزلك».
وتأبط بايدن ذراع ترامب لمرافقته إلى داخل القصر.
ألغى برامج التنوّع وأقرّ الاعتراف بالذكور والإناث
100 أمر تنفيذي سيوقّعها ترامب
أبرزها إعلان الطوارئ في الطاقة والحدود
نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوقع 100 أمر تنفيذي على صلة بالهجرة واكتساب الجنسية بالولادة في غضون ساعات من تنصيبه الاثنين، كما نقلت عن مسؤول بالإدارة الأميركية الجديدة أن الرئيس المنتخب سيوقع على أمر تنفيذي بإعلان حالة طوارئ في قطاع الطاقة. وحسب مصادر الشبكة، فإن ترامب سيصدر أمرا تنفيذيا آخر بإعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود، كما سيرسل مزيدا من القوات إلى الحدود. وحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، قال ترامب إنه سيوقع عشرات الأوامر التنفيذية في غضون ساعات من توليه منصبه، في محاولة لإبطال عديد من الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن على مدى السنوات الأربع الماضية. وقال ترامب خلال حفل عشاء أُقيم للأشخاص الذين تبرعوا لاحتفالات تنصيبه: «في غضون ساعات من تولي منصبي، سأوقع عشرات الأوامر التنفيذية، ما يقرب من 100 أمر على وجه الدقة، وسأصف الكثير منها في خطاب التنصيب». وتابع: «بجرة قلمي سوف ألغي العشرات من الأوامر التنفيذية المدمرة والمتطرفة والإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن».
وقالت واشنطن بوست إن الخطوط العريضة تشير إلى أن ترامب سيصدر قرارات تضمن التراجع عن اللوائح التي تمنع بعض عمليات التنقيب عن النفط، وكذلك سياسات إدارة بايدن التي طبقت ممارسات التنوع والمساواة والإدماج.
ورجحت الصحيفة أيضا أن يتضمن أحد الأوامر التنفيذية الإعلان عن وجود أزمة على الحدود الأميركية المكسيكية، حيث انخفضت معدلات عبور المهاجرين غير النظاميين بشكل كبير العام المنصرم. وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت في وقت سابق أن ترامب يدرس إصدار أمر تنفيذي يلغي عديد من سياسات الطاقة التي اتبعها الرئيس بايدن في ولاية ألاسكا، بما في ذلك القيود المفروضة على التنقيب عن النفط والغاز في محمية القطب الشمالي الوطنية للحياة البرية.
ونقلت عن مصدر على دراية بالخطط المقبلة -لم تكشف عن هويته- القول إن سيل الأوامر سيشمل جهودا لخفض تكلفة المعيشة، وإيقاف عقود إيجار طاقة الرياح البحرية مؤقتا، وإنهاء قواعد تشجيع السيارات الكهربائية التي طُبقت في عهد بايدن، وإلغاء الجهود الأخرى التي تركز على مكافحة تغير المناخ. وذكر امس ان ترامب وقع أوامر انهت برامج التنوع وتعترف بالذكور والاناث فقط، وعليه لن يتم استخدام الاموال الاتحادية لدعم ما يسمى إيديولوجية التنوع الاجتماعي.
«سي إن إن»: ترامب أبلغ مساعديه بترتيب
مكالمة مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
نقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر قولها إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أبلغ مساعديه بترتيب مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد تنصيبه لبحث اجتماع بينهما لإنهاء حرب أوكرانيا.
وسبق أن قال ترامب إن الترتيب جار لعقد اجتماع بينه ونظيره الروسي، من دون أن يحدد جدولا زمنيا للمحادثات.
وعلق ترامب آنذاك على الحرب بين روسيا وأوكرانيا قائلا إن «الرئيس بوتين يريد أن نلتقي، لقد قال ذلك علنا، وعلينا أن ننهي تلك الحرب، إنها فوضى دموية».
كذلك عرض جيه دي فانس نائب الرئيس المنتخب، الأحد، أفكارا عن خطة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وبحسب ما أورده فانس، فإن روسيا تحتفظ بالأراضي التي سيطرت عليها في أوكرانيا.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال أن أوكرانيا تخطط للتعبير عن استعدادها للسلام، ونقلت عن مصدر مطلع أن هذا السلام يجب أن يكون مستداما يخدم المصالح الأوكرانية والأميركية.
كما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي إلى إمكانية تقديم تنازلات لإنهاء الحرب.
في التطورات الميدانية، قالت وزارة الدفاع في موسكو، اليوم الاثنين، إن القوات الروسية سيطرت على قريتي شيفتشينكو ونوفويهوريفكا في شرق أوكرانيا.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها أسقطت 93 من 141 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل.
وأضافت أن 47 من تلك الطائرات «فقدت»، في إشارة إلى استخدام وسائل الحرب الإلكترونية لإعادة توجيه المسيرات الروسية.
وذكرت أن اثنتين من الطائرات المسيرة «المفقودة» عادتا إلى روسيا.
وقبل ساعات من تنصيب ترامب هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبدى استعداده لإجراء حوار بين البلدين من اجل تحقيق سلام دائم مع اوكرانيا.
**********************************************
افتتاحية الأنباء:
ترامب الثاني يضع العالم أمام منعطف جديد .. الحكومة خلال أيام بمواصفات خطاب القسم
دخل العالم أمس مرحلة جديدة مع عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، حيث خطفت مراسم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية أنظار العالم، لما حمل خطابه من تحديات وقرارات تضع العالم أمام مرحلة خطيرة، فترامب الذي أعاد إطلاق شعار أميركا أولاً جدد التمسك بعناوين حملته الانتخابية، وأعلن أنه سيوقع سلسة من الأوامر التنفيذية التاريخية، وأن العهد الذهبي للولايات المتحدة الأميركية قد بدأ.
ومن أبرز القرارات التي أعلنها في خطابه، إعلان حالة الطوارئ على حدود الولايات المتحدة الأميركية الجنوبية مع المكسيك لوقف الدخول غير القانوني، وتسمية خليج المكسيك بخليج أميركا، واستعادة قناة بنما، وفرض رسوم وضرائب على دول أجنبية بهدف إثراء الأميركيين، إضافة الى إرسال مهمات استكشافية إلى المريخ والفضاء، وإعلان حالة طوارئ في مجال الطاقة، والانسحاب من إتفاق باريس للمناخ، وإيقاف الحروب وجلب روح جديدة الى العالم.
عون يهنئ ترامب
وفي هذا السياق هنّأ رئيس الجمهورية جوزاف عون الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتسلّمه مهامه الرئاسية رسميًّا، واعتبر أنّ وجوده في البيت الأبيض سيعطي العلاقات الثنائية اللبنانية الأميركية دفعاً إضافياً.
وأضاف: "وقفتم إلى جانب لبنان وقدّمتم المساعدة بعد الظروف الصعبة وكان لبلادكم الصديقة الدور البارز في الانتقال إلى أفق جديد من الأمان والطمأنينة".
أسبوع لبناني حاسم
لبنان أيضاً دخل أسبوعاً حاسماً، حيث ينتظر أن تتبين خلاله معالم المرحلة الجديدة، فالحكومة المنتظرة وضعت على نار الأيام المعدودة حيث علمت جريدة الأنباء الالكترونية أن الرئيس نواف سلام دخل في مرحلة تدوير الحقائب حيث طلب من الكتل النيابية تزويده بالحقائب التي تولتها في الحكومات السابقة، ليخرج تشكيلته المنتظرة بما يلبي تطلعات اللبنانيين وآمالهم بالتغيير والنهوض بعيداً عن المحاصصة والمثالثة والمحسوبية، ولتضع لبنان على السكة الصحيحة وتتلاقى في مضمونها وشكلها مع خطابي القسم والتكليف، حيث أشارت المصادر إلى أن التشكيلة الجدية قد تبصر النور قبل السادس والعشرين من الشهر الحالي موعد انتهاء المهلة المحددة في إتفاق وقف اطلاق النار، وموعد استكمال إنسحاب العدو الإسرائيلي من القرى الجنوبية ليتبين ما إذا كانت إسرائيل المستمرة في تمددها وخروقاتها في المناطق الحدودية ستنسحب منها أم تبقى متسببةً باشكالات جديدة، علما ان لجنة مراقبة الهدنة إجتمعت اليوم لمناقشة التطورات.
مجلس الأمن الدولي
بالتزامن، اعتبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس أن "فجراً جديداً يظهر في لبنان وقوات اليونيفيل ملتزمة بدعم الشعب اللبناني"، ورأى ان "الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق".
وتمنى غوتيريس، خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي حول الوضع في الشرق الاوسط، أن "يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى ديارهم". وشدد على أن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هش، لكنه مستمر". وقال: "من المهم أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، وعلى إسرائيل احترام لبنان وسلامة أراضيه".
وحيّا "مصر وقطر والولايات المتحدة على جهودهم الحثيثة التي أسهمت في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة". وقال: "أكثر من 630 شاحنة دخلت إلى قطاع غزة أمس بينها أكثر من 300 وصلت إلى شمال القطاع، وأحث طرفي النزاع في غزة على ضمان أن يصبح وقف إطلاق النار دائما وأن يؤدي إلى سلام دائم".
وحذر غوتيريس من أن "أي ضم كلي أو جزئي للضفة الغربية من قبل إسرائيل سيكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، مستنكرا تصريحات بهذا المعنى أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، مضيفاً: "أشعر بقلق عميق إزاء التهديد الوجودي لسلامة وتواصل (الجغرافي) الأراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية"، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".
وفي هذا السياق بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى الأراضي المحتلة حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وكذلك على التحديات المتبقية. كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها. وقبل رحلتها، رحبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت الى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.
رئيس الأركان يتفقد قوات الجيش في الجنوب
ومع اقتراب انتهاء مهلة اتفاق وقف النار، تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة - صور، حيث التقى الضباط والعسكريين وأثنى على "أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالتحديات"، مثمنًا تضحيات الشهداء والجرحى. واعتبر أنه "لا خوف على الوطن بوجود عسكريين أبطال صامدين يدافعون عنه"، مشيرا إلى "أن الجيش هو خشبة الخلاص للبنان".
ثم استمع عوده إلى إيجاز لقائد اللواء حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لاستكمال الانتشار وتعزيز التمركز وبسط سلطة الدولة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي.
وأشاد اللواء الركن عوده بدور الجيش في إنجاز عملية الانتشار في قطاع جنوب الليطاني.
نسخ الرابط :